Hiba Awar

Hiba Awar

خالد صاغيةتشرّفنا. التقصير منّي وليس من الجيش المصري. فلم أكن أعرف الكثير عن هذا الجيش الذي لم يحارب منذ زمن، والذي وفّر عليه جهاز أمنيّ هائل مهمّة قمع المواطنين. لكنّ انتصار الثورة المصريّة أتاح لنا التعرّف عن كثب إلى ضبّاط وجدوا أنفسهم فجأة في موقع السلطة السياسيّة، فتراهم يتلعثمون بالبيانات والتصريحات، يغازلون شباب الثورة حيناً، ويأخذون النصح من أركان النظام السابق حيناً آخر. وفي الحالتين، يبدون كأنّهم ينتظرون شيئاً لن يأتي، أو لا يكترثون بأيّ شيء سوى الحفاظ على الامتيازات التي وفّرها لهم النظام السابق.شباب الثورة أنفسهم كانوا، ولا يزالون، منقسمين حيال الجيش. منهم من يراهن عليه، ومنهم من يرى ضرورة مهادنته، ومنهم من يعتبر بقاءه على رأس السلطة السياسيّة خطراً على مستقبل الثورة.كلّ ذلك يبقى في الحدود الطبيعيّة إلى أن ظهر علينا تقرير لمنظّمة العفو الدوليّة، ثمّ تحقيق لشبكة «سي. أن. أن»، أكّدا تعرّض مجموعة من النساء المتظاهرات بعد الثورة لضرب وتعذيب... وفحوص عذريّة! فهل أنهى الجيش المصريّ ترتيب أوضاع البلاد، وترتيب وضع مصر في المنطقة، وبات متفرّغاً لأداء دور شرطيّ الآداب؟ وهل ينفع نفي الجيش، أمس، لهذا الأمر، بعدما ظهرت إحدى المعتقلات بالصوت والصورة لتروي قصّتها؟في الواقع، لا توازي الأفعال المشينة التي ارتكبها الجيش المصري إلا التبريرات التي جاءت على لسان أحد جنرالاته. «الفتيات اللواتي اعتُقلن لسنَ كابنتك أو ابنتي»، قال الجنرال المصريّ. «هنّ فتيات خيّمن في ميدان التحرير مع المتظاهرين الذكور، ووجدنا في تلك الخيم كوكتيل مولوتوف ومخدّرات». الفارق إذاً هو أنّ ابنة الجنرال محترمة، أمّا المناضلات في ميدان التحرير فمشكوك في أمرهنّ. لكنّ كشف العذريّة لم يُجرَ للتأكّد من «أخلاق» نساء مصر، بل، قال الجنرال: «قمنا بكشف العذريّة حتّى لا تتمكّن الفتيات لاحقاً من الادّعاء أنّهنّ اغتُصبن من قبل السلطات المصريّة... لم نكن نريدهنّ أن يقلن إننا اعتدينا عليهنّ جنسياً أو اغتصبناهنّ، لذلك أردنا أن نبرهن أنّهنّ لم يكنّ عذراوات أصلاً».وفي الختام، وكمن يبلغ نشوته انتصاراً وزهواً، يصرّح الجنرال: «إنّ أيّاً منهنّ لم تكن عذراء».لقد حدّد الجيش إذاً دوره السياسي في المرحلة المقبلة: مطاوع أخلاقيّ لثورة قامت بها مجموعة من المنحلّين أخلاقياً!الآن فقط، يمكن القول: تشرّفنا.

عدنان طباجةلم يكن المناضل الشــيوعي العنــيد الدكتور خالد فوعاني يتمنى أن تكون نهــايته سقوطاً من على سطح منزله، بل كان يتــمنى أن يموت شهيداً في صفوف جبهة المقاومة الوطنــية اللبنانية إبان مقارعتها للاحتلال الاسرائيلي الذي تسبب في تهجير أهله وقتل رفاقه وعدد من أشقائه وأهل بلدتيه الأولى حولا والثانية كفررمان، لكن قدره أبى إلا أن يكون على غير ما كان يتمنى.عرف عن الراحل فوعاني صلابته في الدفاع عن الحق وعن عقيدته الحزبية التي تدرج في صفوفها ليصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني ومسؤولاً لمنطقية مرجعيون، وقد عمل مع الحزب على تعليم أشقائه وشقيقاته الذين تخرج معظمهم أطباء في الاتحاد السوفياتي، وهو من بيت شــيوعي عريق وواحد من بين خمسة أشقاء وشقيــقات راحـلين أشهرهم شهيد جبهة المقاومة الوطنــية اللبــنانية فرج الله فوعاني الذي استشهد في مواجهة مع عناصر الاحتلال الاسرائيلي وعملائه في منطقة كفرفالوس منتصف الثمانينيات، وشقيقته الشابة هنى التي استشهدت في حضن أمها في منزل العائلة في كفررمان جراء القصف الاسرائيلي الذي كان يستهدف البلدة في أواخر السبعينيات، إضافة لمقتل شقيقه نضال في روسيا في ظروف غامضة وشقيقته معلمة المدرسة ناديا في حادث سير في بلدة الغازية قبل عدة سنوات.لقد أحب الراحل فوعاني بلدته الثانية كفررمان وأحب أهلها إلى حد العشق، لأنه عاش واستقر وكبر فيها بعد نزوحه مع أهله من مسقط رأسه حولا أثناء الاعتداءات الاسرائيلية التي كانت تتعرض لها منذ بداية السبعينيات، كذلك أحب الناس البسطاء والفقراء وعمل على مساعدتهم من خلال مهنته الإنسانية، حتى إنه عزم على إنشاء مختبر في بلدته حولا لمساعدة ذوي الحاجة من أبناء منطقته، لكن إرادة الموت سلبته أحلامه وكانت أقوى من إرادته في الحياة فرحل، لتبقى ذكراه وأعماله راسخة في نفوس أهله ورفاقه ومحبيه وأصدقائه.فوعاني هو اختصــاصي في أمراض الأنف والأذن والحنجرة ومتخرج من معاهد الاتحاد السوفياتي السابق، وقد عين قبل وفاته مراقباً لوزارة الصحة العامة في مستشفى مرجعيون الحكومي، وهو عضو في مجلس إدارة المستشفى المذكور، وكان يعمل في مستشفى النجدة الشعبية اللبنانية في النبطية، وله عيادة خاصة في المدينة.وقد شيع الحزب الــشيوعي اللبناني وأهالي بلدة كفررمان والمنطــقة الدكــتور خالد فوعاني في موكب مهيب وحاشد انطلاقاً من مستشفى النجدة الشعبية اللبــنانية في النبطية إلى النادي الحسيني في كفررمان، حيث سجي جثمانه أمام رفاقه وأصدقائه ومحبيه، بعدها نقل في موكب سيار إلى منزله، ومن ثم إلى بلدته حولا في قضاء مرجعيون حيث ووري في ثراها عصر أمس.

لا منتصر بعد أي جولة عنف. البعض في الحكم قال إنّ الحوار مع المعارضة السورية أفضل بعد الإمساك بالأرض. لكن الصورة اليوم معاكسة. فيصبح السؤال: هل تقوم قريباً طاولة للحوار الوطني في سوريا؟غسان سعودغير صحيح أن المحتجين في المعضمية ـــــ ضاحية دمشق ـــــ سلفيّون. هم أصحاب حقوق استملكت الدولة 81 من أراضي منطقتهم؛ ولم يجدوا ـــــ تماماً كأصحاب الحقوق في وسط بيروت ـــــ قضاءً مستقلاً يلجأون إليه أو مرجعيات تنصفهم. وغير صحيح أن المحتجين في داريا ـــــ ضاحية دمشق ـــــ متآمرون أو متأمركون؛ هم مواطنون استملكت السلطة 90% من أراضي بلدتهم. وغير صحيح أن المحتجّين في عدرا ـــــ ضاحية دمشق ـــــ مدسوسون. هم شهود على استملاك الدولة أراضيهم بمبلغ تسع عشرة ليرة سورية للمتر، وبيع المتر لاحقاً بتسعة عشر ألف ليرة سورية.في المعضمية قبل أسبوعين: غير صحيح أن المحتجين هتفوا لإسقاط النظام؛ هم هتفوا مطالبين باستعادة كل ما استملكته الدولة، من حقهم في انتخاب ممثّليهم على مختلف المستويات، مروراً بكرامتهم التي يهينها متى شاء عنصر أمني، وصولاً إلى أراضيهم. وغير صحيح أن المحتجين عزفوا على الوتر المذهبيّ؛ من يُفترض التحقيق معهم بهذه التهمة هم الذين عوّضوا على أصحاب المحال التجارية غير المرخّصة بمبلغ مليونَيْ ليرة سورية، فيما عوّضوا على أصحاب الأرض التي شُيّدت فوقها المحال بمبلغ مئة وخمسين ليرة سورية فقط. لكن ثمة أزمة ولا وقت لتمييز الصحيح من غير الصحيح.المبضع والورموضعت السلطة جانباً المبدأ السياسي القائل: خصمك تكسبه، تحيّده أو تكسره. تجاهلت الكسب والتحييد، واختارت الكسر. وحتى في ذلك، لم تراعِ السلطة مبدأ تقسيم الخصم لتسهيل كسره. لا بل عمدت إلى وضع المحتجّين ـــــ صالحهم وطالحهم ـــــ في سلّة واحدة: سلفيون ـــــ مدسوسون ـــــ عملاء الصهاينة والأميركيين. ومن مشكلة مفترضة مع سلفيّ أو محرِّض مذهبيّ إلى مشكلة مع عائلته وأقربائه وحيّه نتيجة «استراتيجية الحصار». هناك من يعتقد أن الاعتقال العشوائي يفيد، هناك من يعتقد أنّ تأنيب مؤيّد للسلطة أو محايد تجاهها، سيردعه مستقبلاً عن معاداة السلطة ولن يحوّله إلى خصم لها.تقول السلطة إن الحل في العمليات الجراحية لاستئصال الأورام السلفية. تمرّ ستّة أسابيع على عملية درعا، المبضع مستمرّ وانتشار الورم كذلك. تمرّ أربعة أسابيع على حمص وبانياس، المبضع مستمر وانتشار الورم كذلك. كل خميس تقول السلطة: غداً يوم حاسم. وجمعة تلو الجمعة، تزداد رقعة الاحتجاج. لهاث المحتجّين في الأحياء المحيطة بدمشق يُسمع في المدينة التي يُمنع دخولها يوم الجمعة من الساعة الثالثة فجراً حتى الواحدة ظهراً. يتّضح أن «المريض» الذي أدخل غرفة العمليات العسكرية بتسرّع، قبل إجراء الفحوص الضرورية وتحديد مكمن المرض وغيرها، لا يتماثل للشفاء، وليس بقريب يوم الجمعة الذي ترتاح فيه السلطة. رغم ذلك، تستمرّ المكابرة. الشارع في الشارع، العنف مستمرّ، ولا حل سياسيّاً يلوح في الأفق.أحرقت السلطة التمييز الشعبيّ بين الرئيس والنظام، رمت خلفها توصيات الفرنسيين والأتراك الذين مثّلوا مع قطر معبراً لخروج دمشق من العزلة الدولية. وحّدت بالنار خصومها رغم كثرة تناقضاتهم، والآن تحرق فرصة الحوار السياسيّ بوصفه مدخلاً إلى الحل عبر تمييعه. ويقول المعارض السوري لؤي حسين الذي التقى مستشارة الرئيس بثينة شعبان إن السلطة تقصد بالحوار، الاستماع إلى وجهة نظر مغايرة لوجهة نظرها. وبالتالي، «لم يبدأ بعد حوار بالمعنى الفعلي للكلمة، أي بحث مشترك عن حل، ولا حوار بالمعنى الشكلي للكلمة نتيجة عدم توجيه السلطة دعوة رسمية للمتحاورين ورفضها تسجيل محضر لنقاش لا يحصل».وبحسب معلومات «الأخبار»، هناك نقاش داخل السلطة في إمكان تنظيم لقاء حواري كبير يشارك فيه فعاليات متعددة لينتج منه توصيات تأخذ السلطة السياسية جدياً بها، لكن التفاصيل لم تتبلور بعد. من اعتقد نفسه آمناً من العاصفة التي هبّت على المنطقة، يعتقد أن الوقت لمصلحته. تسير «الفتنة» بسرعة الصاروخ والعلاج بسرعة السلحفاة.قلق دمشقيضغط القلق في دمشق الخائفة على مستقبلها والبلاد، حتى تكاد الخشية تحتكر المشهد الدمشقيّ كله. لكن لا، ليس بالقلق وحده يتزيّن فصل الربيع الدمشقيّ. ففيما تتمسّك السلطة بالوقوف حيث كانت، يشرّع الشارع أبواب السياسة للمجتمع، يفتحه على مصراعيه: يُشغَل السوريون بالأحداث المتنقّلة بين مناطقهم عن كل شاغل، يتبادلون آراء متعدّدة لا رأياً واحداً، يعرضون ويحلّلون مستنتجين خلاصات متنوعة. يُسمع اليوم رأيان أو أكثر في سوريا، مهما كان الموضوع. النقاشات «زنكة زنكة»، التجار الذين يخافون على أموالهم والمكاسب التي حققوها في السنوات القليلة الماضية، يعكسون حال جزء من دمشق، تلك التي تمتلئ بأبناء الريف والمدن البعيدة؛ الدرعاويين والديريين واللاذقيين والألوف الآخرين النازحين مع همومهم والصورة الحقيقية (لا تلك التي تعرضها «الجزيرة» أو التلفزيون السوري) عمّا يحصل في بلداتهم. وهؤلاء هم أهل الشام الفعليون: عرق المدينة وصناع الزحمة في شوارعها ومدارسها وجوامعها وأسواقها وملاعبها ومقاهيها. هناك قلق نعم، لكن في موازاته هناك نقاشات تعيد إلى المدينة الروح: مندس أو غير مندس، سلفي أو غير سلفي، السلطة قادرة على الإصلاح أم عاجزة، رامي مخلوف فاسد أم ظاهرة اقتصادية تستحق الاحترام؟ مفردات التخوين كثيرة، لكن المدينة تناقش، تأخذ و... تعطي لأول مرة منذ أربعين عاماً.دمشق ومدن أخرى تفتقد الرئيس بشار الأسد. مرت أسابيع ولم يفاجأ صاحب مطعم بحضوره فجأة لتناول «سندويش» شاورما، ولم تصادف مجموعة شباب مروره على دراجة هوائية، ولم يلتقِ به عمّال ليشرب الشاي وسطهم. بعيد أم قريب؟ لا أحد يعلم. يلتقي الرئيس الوفود، ويفترض أنه يكتشف التغيير في لهجة بعض الضيوف ومضمون كلامهم. دمشق ومدن أخرى تعلم أن حزب البعث وأجهزة الأمن تستمد قوتها من الرئيس الأسد لا العكس، ويعلم الجميع أن لا أحد يستطيع مساعدة الأسد أكثر من نفسه. والأرجح أن مصلحة الرئيس تتلاقى مع ما يعده شروطاً عليه. فبعد عجز الوسيلة القمعية عن حل المشكلة، تبدو استجابة النظام للمطالب الشعبية الأساسية أفضل الوسائل لسحب «إسقاط النظام» من التداول: تعددية حزبية تلهي المحتجين بعضهم ببعض وتسلّيهم ببرامج اقتصادية ومشاريع، فيما يحافظ النظام على قلب السلطة (الجيش والقضاء والأكثرية القادرة على تعديل الدستور) بعيداً عن التجاذبات. دمشق بما فيها من شعوب المدن السورية الأخرى تتّسم بالشاعرية والرهان الدائم على حل الأمور بالتي هي أحسن.

حسن عليق

للمرة الأولى منذ وصوله إلى قصر بعبدا، يخوض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان معركة سياسية يؤكد مقرّبون منه أنه ماضٍ فيها حتى النهاية. ويوم أمس، أثبت سليمان ما نقله مقرّبون منه خلال اليومين السابقين، إذ بعثت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية كتاباً إلى وزارة العدل تطلب فيه، بناءً على توجهات سليمان، «اتخاذ الإجراءات القانونية بشأن عدم تنفيذ المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي كتاب وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الرقم 9143 تاريخ 26/ 5/ 2011 بالعمل فوراً على إخلاء الطبقة الثانية من مبنى وزارة الاتصالات».مقرّبون من قصر بعبدا يؤكدون أن وزير العدل، بالقانون، ملزم بإحالة طلب رئيس الجمهورية على النيابة العامة التمييزة، «إذ لم يسبق أن خابر رئيس الجمهورية وزير العدل وتمنّع الأخير عن الاستجابة». ووزير العدل الحالي، إبراهيم نجار، كان قد أبلغ رئيس الجمهورية أن ملف «عدم امتثال ريفي لأوامر بارود» يدخل ضمن اختصاص القضاء العسكري، على حدّ قول مقرّبين من قصر بعبدا. وبعد الوزير، من المنتظر أن تحيل النيابة العامة التمييزية الملف على مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، للنظر في القضية. وفيما لفتت مصادر قانونية مطّلعة على تفاصيل الملف إلى أن «مخالفة ريفي» هي من اختصاص القضاء العسكري، أكدت مصادر سياسية أخرى أن البحث سيتركز خلال الأيام المقبلة على إيجاد مخرج للقضية، سواء من خلال إعلان النيابة العامة عدم اختصاصها للنظر في القضية، أو أن يباشر القضاء النظر في الملف، على أن يعلن لاحقاً عدم وجود مخالفة. وأشارت مصادر مقرّبة من سليمان إلى أن مجرد طلب إحالة ريفي على القضاء هو «انتصار من رئيس الجمهورية لوزير داخليته زياد بارود»، مضيفة: «كان يجب على مَن يريد مواجهة بارود أن يعرف أن المواجهة مع الأخير تعني مواجهة مع مرجعيته السياسية». وأكدت المصادر ذاتها أن سليمان الذي تهاون في المرات السابقة مع المخالفات التي جرت بحق وزيره، لم يكن قادراً على الوقوف على الحياد هذه المرة، وخاصة أنه سعى شخصياً إلى تدارك المشكلة، إلا أن ريفي لم يستجب له. تضيف المصادر أن سليمان عندما اتصل هاتفياً بريفي يوم الخمس الماضي، قال له بوضوح: «أنت تعرف كم وقفت إلى جانبك خلال السنوات الماضية. أريد منك أن تنفذ طلب وزير الداخلية، وإلا فلن تجدني بقربك». ردّ ريفي محاولاً توضيح موقفه عبر القول: «فخامة الرئيس...»، فقاطعه سليمان مكرراً العبارة ذاتها: «… نفّذ كتاب زياد، وإلا فلن تجدني بقربك هذه المرة». وعلى هذا القول، انقطع الاتصال بين الرجلين. ومن هذا المنطلق، فإن الرئيس يرى أنه استنفد كل سبل الحل قبل وقوع الخلاف، وبالتالي، لم يعد ملزماً بالمبادرة. وعندما حاول تيار المستقبل أمس، عبر النائب عمار حوري، التوصل إلى تسوية ما، لم يلق تجاوباً من رئيس الجمهورية.في المقابل، تصرّ أوساط ريفي وتيار المستقبل على أن المدير العام لقوى الأمن الداخلي لم يتخلّف عن تنفيذ أمر بارود، «بل اكتفى بممارسة حقه من خلال بعث كتاب يوضح فيه سبب إرسال قوة فرع المعلومات إلى مبنى الاتصالات، منهياً كتابه بطلب رأي بارود للتصرف وفقاً له». وتؤكد المصادر أن بارود لم يتسلم الكتاب، لأنه كان قد أنهى مؤتمره الصحافي ولم تعد دوائر الوزارة تستقبل البريد.الخلاصة أن تيار المستقبل، ومن ضمنه ريفي وفريقه الأمني، خسر رئيس الجمهورية (آنياً على الأقل)، في المعركة التي خاضها ضد وزير الاتصالات شربل نحاس. ويعزّي بعض التيار نفسه بالقول إن «المهم أن ممتلكات الدولة بقيت آمنة، سواء كانت في عهدة قوى الأمن الداخلي أو الجيش».

خالد صاغيةمنذ أحداث 11 أيلول، انتشر مصطلح مضلِّل بعض الشيء اسمه الإسلاموفوبيا. وهو مضلِّل إذ قد يُفهَم منه الرُّهاب من الإسلام أو المسلمين، من قبل الدول الغربيّة خصوصاً. غير أنّ الواقع كان يدلّ دائماً على عكس ذلك. ثمّة نوع من الإسلام والمسلمين تُوجَّه الكراهية إليهم، في مقابل نوع آخر تمطر عليه غزلاً. وقد يكون الباحث محمود ممداني أكثر من فصّل هذا التمييز في كتابه الذي «يُقرأ» من عنوانه «مسلم جيّد... مسلم سيّئ». والمسلم الجيّد، بهذا المعنى، هو المسلم كما تشتهيه الأنظمة ذات الأطماع بالدول ذات الغالبيّة المسلمة. أمّا المسلم السيّئ، فهو ذاك الذي لا تلبّي مواصفاته تلك الأطماع. هذه صورة مختزلة، بالطبع، لكنّه اختزال لا يخلو من حقيقة.في زمن الثورات العربيّة، يلوح شبح الرهاب من الإسلام من جديد، بطريقة مشابهة، وإن غير متطابقة. فاليوم، يقود قسم كبير من أعداء الثورات والخائفين منها معركتهم عبر التخويف من البديل الذي سيكون، بحسبهم، إسلاميّاً لا محالة. ولمزيد من التشويق، لا يُترَك مجال للشكّ في نوع الإسلام الذي سيحلّ محلّ الأنظمة «العلمانيّة». إنّه، بالتأكيد، الإسلام الكاره للديموقراطيّة والمفجِّر للكنائس. وفي هذه الحالة، تماماً كما في حالة الإسلاموفوبيا الغربيّة، يرمي التركيز على هذا النوع من الإسلاميّين إلى تحقيق شيء آخر. في الحالة الأولى، تنفيذ السياسات الإمبرياليّة. وفي الحالة الثانية، تأبيد بقاء الأنظمة العربيّة. في الحالة الأولى، يصوَّب على الإسلاميّين لإسكات كلّ الأصوات المعادية للإمبرياليّة بحجّة الحرب على الإرهاب. وفي الحالة الثانية، يصوَّب على الإسلاميّين لإسكات كلّ الأصوات المعادية للأنظمة بحجّة الدفاع عن العلمانيّة. لقد استبطن العرب إذاً مفهوم الإسلاموفوبيا، لكنّ المسلم «الجيّد» بات هنا المؤيّد للنظام، والمسلم «السيّئ» هو المؤيّد لسقوط النظام.طبعاً، لا يحجب ذلك حقيقة أنّ ثمّة مسلماً سيّئاً فعلاً، بالمعنى الأخلاقي لا السياسي، تماماً كما يوجد مسيحيّ سيّئ ويهوديّ سيّئ... إلا أنّ هؤلاء المسلمين السيّئين هم ممّن تربّوا في أحضان الأنظمة أو ممّن غذّتهم سياساتها. ولنا في التواطؤ بين التكفيريّين والنظام في مصر أمثولة. ومن مصر نتعلّم أيضاً كيف فتحت الثورة آفاقاً سياسيّة جديدة لا يحتكرها أحد، ولا يُقصى منها أحد.

مصر جديدة: جمعة منزوعة من «الإخوان»

يوم جمعة الغضب الثانية كان استثنائيّاً في مصر. جمعة ولد فيها شعب جديد، شعب «منزوع من الإخوان». فالجماعة اعتادت اللعب في المنطقة الوسطى بين الشارع والسلطة، واليوم تقف هي في صف المجلس العسكري، الذي يبدو أنها تتقاسم معه لعبة السيطرة. العسكر لهم السلطة، فيما تتولّى الجماعة مهمّة الترويض. هكذا كان الأمر في السابق، لكن اليوم مع انتهاء «سحر الاضطهاد»، الذي كانت الجماعة تحتمي وراءه، بدأت تخرج بوادر الفاشيّة في إعداد الأرضية لمواجهة العلمانيين واليساريين، الذين من الممكن القول إنهم كسبوا معركة «جمعة الغضب الثانية»، التي أكدت أن في مصر الجديد، شعباً جديداً أيضاً

وائل عبد الفتاح

I كان يوم تكسير تابوهات عمرها طويل. جمعة غضب ثانية؟ لماذا؟ وضد من؟ ولم لا نرجع للاستقرار؟ لم يكن المناخ ينذر قبل الجمعة إلا بمذبحة أو حفلة انتحار جماعي للعلمانيين والليبراليين واليساريين، تلك القوى التي لا تضع فوق رؤوسها مظلة من النصوص المقدسة، ولا تجيّش جمهورها في طريق توعد بالجنة في آخره. الإخوان غابوا عن الغضب الثاني، وهاجموه، وعدّوه «ضد الجيش» و«ضد الدين» وضد «الشعب والثورة»، كما ورد في تسريبات الجماعة وبياناتها العلنية (رغم لغتها المجتهدة في محاولة الحفاظ على الخطاب)، إضافة إلى AffinityCMSت أنصارها في الشوارع، وسيارات مرت لتحذر من «طوفان الكفار» في ميدان التحرير، ولافتات تقول إن «تأييد المجلس العسكري واجب ديني». مذبحة، إن لم تكن من الجيش وشرطته الحربية، فإنها ستكون من قطعان الدفاع عن الإسلام، وتطهير مصر من كفارها المنادين بالدولة المدنية. يحب الإخوان تعبير الدولة المدنية، يتعلقون به، من أيام مبارك، ليثبتوا أنهم وحدهم خارج تنظيمات ما قبل التاريخ السياسي، التي ترى في الديموقراطية كفراً، وفي الدولة المدنية هدماً للإسلام. الإخوان شاركوا في لعبة اختراع الأوصاف لإمرار كلمات أصبحت ملعونة، المدنية أنقذت العلمانية، وورثت الشيوعيّة في اللعنة. العلمانية، بعد سقوط الشيوعية عدواً، أصبحت لوحة التنشين لتنظيمات ترى وجودها في عملية «تسييس الدين» وتحويل السياسة إلى مصنع تربية الفرد على الكتالوغ الخفي. II صبحي صالح كشف الخفيّ، قبل جمعة الغضب بأيام قليلة، نسي المحظورات وخرج من كهف التقية، وقال ما يدور في أعماق جماعته، «كيف يمكن الإخواني أن يتزوج بغير الإخوانية؟». هذه فاشية ريفية، أكدتها إجابة القيادي، الذي تصدر مواقع في اللجنة التشريعية بالبرلمان واختاره المجلس العسكري في لجنة إعداد التعديلات الدستورية. هو نفسه الذي قال بلهجة لم يجتهد في التخلص من لكنتها الفلاحية، كما يفعل عادة: «يعني إحنا نربيلك الإخوانية وبعدين تروح أنت تتجوز واحدة من على الرصيف؟». إلى هذا الحد يمكن تقسيم العالم إلى «جماعة تربت على كتالوغ الملائكة» و«رصيف تتجمع عليه كل الشرور، فاشية لم يكن من السهل خروجها إلا بعد أن يغيب سحر الاضطهاد». III الجماعة سلطوية أيضاً. التصقت بالمجلس العسكري، قدمت خدماتها، وعدت بالسيطرة على الشارع و«الميدان». المجلس بدون جهاز سياسي، تسلم دولة انهار جهازها السياسي، وعقليته مثل أي مؤسسة وصاية، لا تعرف إلا الترويض، وليس هناك من يصلح مروضاً للشعوب الجريحة إلا الإخوان. الجماعة محترفة قديمة في اللعب على أناشيد النرجسية الجريحة: «سنعيد مجد الإسلام». ورغم ظهور جماعات وتنظيمات توغلت في جروح النرجسية إلى مدى أبعد، إلا أن الإخوان بتنظيمهم القديم، ومهارتهم في اللعب داخل أرض الهامش الذي تسمح به السلطة، واحترافهم في دور السنيد الذي يحتل الأرض التي يتركها «شجّيع السيما»، ويمارس فيها نَفَس الشر ولكن بإحساس الأضعف، مثل محمود المليجي، شرير لكنه يهزم في العادة من فريد شوقي، رمز السلطة الحاكمة المستمدة شرعيتها من تصفيق الشعب. «الإخوان» أظهروا أنهم جناح من النظام، رغم أنهم ضحاياه الدائمون. وطوال عصر الاضطهاد، توحّدت الجماعة مع الأحزاب المدنية، رغم أن للنظام هوى في عقد صفقات معهم، واقتسام السلطة، بمنطق أن الشارع لكم والحكم لنا. الآن افترق الإخوان عن الظهير المدني، في إطار الحفاظ على الموقع أمام قوة جديدة تتحرك بأفكارها الرافضة للوصاية أو السلطوية. فارق الإيقاع بين الثبات والحركة، هو ما بشر بالصدام في جمعة الغضب الثانية. تكسرت أذرع متعددة، من خرافة «القوة الكبيرة» للإخوان، وبدت الجماعة عارية من لياقتها، حين نظرت النظرة السلطوية نفسها إلى الحشد في ميدان التحرير، وقال موقعها: «إنهم بضعة آلاف». العين السلطوية نفسها التي كانت ترى في المعارضة «شرذمة خارجة عن الإجماع» و«قلّة مندسّة»، إلى آخر تعبيرات يرى فيها العقل السلطوي الإجماع عنده والمختلفين معه خوارج. هي لحظة فارقة، كانت ذروتها في الميدان، «التظاهرة منزوعة الإخوان»، والله مع العلمانيين، هؤلاء الذين صلوا الجمعة، وأقاموا القداس، بدون سطوة البطاركة ذوي الوجوه الطيبة، المسالمة، المطمئنين إلى سلطتهم على الشعب الطيب، الباحث عن حاكم عنده أخلاق وعدل، وإن كان مستبداً. لكن الميدان في جمعة الغضب لم يكن من الشعب المنتظر لبطريرك جديد، إنه شعب جديد. IV الجيش سيتحالف مع الإخوان؟ تركيا جديدة؟ الجيش يقود مدنية من أعلى والإخوان يحصلون على أصوات القاعدة الشعبية من الناخبين؟ إنه خيال مؤامرة لها علامات في الواقع، لكنها أيضاً هواجس قوى تتحرك في مواجهة قوى ثابته. حركة تسعى إلى احتلال مواقع وسط الكيانات المستقرة. الأرض انشقت عن قوى ديموقراطية، خارج المظلات القديمة، والوصاية الباحثة عن شعب يدخل في نسخة جديدة من جمهورية مؤسسات الوصاية. التحالف باتجاه «تركيا مصرية»، من دون تاريخها، إنه قفز إلى جمهورية افتراضية تضمن السيطرة لأساطير الدولة الحديثة في مصر، والدولة التي لم تكتمل في مراحلها من محمد علي مروراً بعبد الناصر وحتى مبارك، آخر الجنرالات. الشعب يكتشف نفسه، مشحون بغضب مستمر، لا يتوقف أمام حواجز التابوهات القديمة (عسكرية ودينية)، ويصنع جمهورية افتراضية في الميدان، متعددة الألوان، والأشكال، والوجوه، باتجاه مصر جديدة.

مصر ترحّل الجاسوس الإيراني

رحّلت القاهرة، أمس، الدبلوماسي الإيراني المتهم بالتجسس، لكن وزارة الخارجية الإيرانية نفت هذا الأمر. وقالت وكالة الشرق الأوسط إن «الدبلوماسي الإيراني سيد قاسم الحسيني الذي يعمل في بعثة رعاية المصالح الإيرانية غادر القاهرة عائداً إلى بلاده على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الإماراتية». رغم ذلك، رأى وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي أن طهران والقاهرة تسيران باتجاه طريق إقامة علاقات دبلوماسية بينهما. وقال «ينبغي الصبر في عملية تحسن العلاقات بين البلدين». وأضاف أن «المصريين يواجهون ضغوطاً في ظل الظروف الراهنة»، وأنه «يتفهمها ولكن وجهة نظر الحكومة والشعب المصري العظيم تقوم على تعزيز العلاقات مع إيران بصورة إجمالية». وبشأن اعتقال دبلوماسي إيراني في مصر بتهمة التجسس، نفى أن يكون قد غادر، وقال إن هذه القضية كانت «مجرد سوء فهم، لكنها عولجت بسرعة ويزاول هذا الشخص مهماته العادية». (أ ف ب، يو بي آي)

تدعوكمالمنظمات الشبابية اليسارية اللبنانية والفلسطينيةالى المشاركة فيإضاءة الشموع لجرحى وشهداء مارون الراسنهار الاربعاء 1 حزيران الساعة الثامنة مساءقرب مبنى الاسكوا - بيروت

النداء: قطيش: ما حاول ان يقوم به مهدي هو توطين الماركسية ببلادنا...كاترين ضاهر في يوم الإنتصار لحرية الكلمة والبحث العلمي، ذكرى استشهاد المفكر والمناضل مهدي عامل، أقام اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، ندوة بعنوان "مهدي عامل المفكر والإنسان"، مع د. حسان حمدان ود. مفيد قطيش.بداية عرض د. حمدان نبذة عن حياة مهدي التربوية والحزبية والفكرية والثقافية...ثم قدم د. مفيد مداخلة وقال "عندما نريد التحدث عن مهدي عامل كمفكر، لا نتحدث عنه كمفكر عادي،  بل نتحدث عن مفكر نقدي ومفكر مبدع ومفكر إنساني ومفكر ثوري، لأنه نقدي ومبدع وإنساني فهو مفكر ثوري. وهدف المفكر الثوري هو رسم طريق للثورة أي للتغيير، وطريق الثورة هي المعرفة العلمية، من أقوال مهدي "من يقبض على اللحظة، يقبض على التاريخ" واللحظة لديه هي المعرفة، من يعرف الواقع كما هو يستطيع ان يتحكم بصنع التاريخ فيه. كل مشروع مهدي جاء كترجمة لهذه المعادلة الرائعة التي صاغها لينين "لا حركة ثورية دون النظرية الثورية" وأمضى مهدي حياته في إنتاج وترجمة هذه المعادلة على الصعيد اللبناني والعربي كي يعرّف النظرية الثورية التي تحتاجها الحركة الثورية في بلادنا. ولأن الثورة فعلاً مادياً وليس مثالياً هي تستند الى الفهم المادي للتاريخ، واذا ترجمنا مشروع مهدي أكثر نراه هو ترجمة لهذا الفهم على الواقع اللبناني والعربي. الفهم المادي لهذا الواقع بأدق تفاصيله وعناصره الإجمالية. الفهم المادي للتاريخ هو تأسيس الثورة..."وأضاف "ما حاول ان يقوم به مهدي هو توطين الماركسية ببلادنا، وتوطينها لا يعني نقلها، لا بالكتب ولا نقل النظرية. توطين الماركسية أي جعلها جزء من الثقافة الوطنية العربية، وان تكون جزء من الثقافة الوطنية العربية يعني أن تتعاطى في هموم المجتمع العربي وان تبحث فيها وتجد الحلول لها، هذا هو التوطين الماركسي، ولا قيمة لنظرية ولأي ثقافة أو فكر داخلي أو خارجي لا يتعاطى بالمسائل الوطنية للواقع الذي نتحدث عنه. وقد كرّس مهدي حياته لهذا المشروع، الذي تجسد في الثلاثية المشهورة التي سنتحدث عنها باختصار.كيف وطّن مهدي الماركسية في بلادنا، أي كيف جعل الماركسية نظرية الثورة والانتقال الى الإشتراكية؟كتابه "في التناقض" يعرض في المقدمة كيف نبرر ان هذه الماركسية هي الفكر الثوري الاشتراكي في بلادنا. إبداع مهدي أنه تعاطى مع المفاهيم الماركسية بشكل نقدي، وفي الكتاب فصل عن كونية الماركسية وتميزها، كما أنه بنى هذا العنوان من جملة للينين "ان المفاهيم النظرية لا تدخل واقع إلا متميزة"، بمعنى ان هذه المفاهيم اما ان تغتني واما ان لا تفعل نهائياً. وان اغتناء مفاهيم الماركسية يجعلها كونية.  لقد تعاطى مهدي مع الواقع نقدياً لهذا السبب هو مفكر نقدي. ورفض هذا الواقع. ومن هذا النقد وهذا الرفض  نجد المعرفة العلمية عنده. أين توجد هذه المعرفة التي انتجها مهدي عامل؟".واستكمل "كماعرضت فإن مشروع مهدي  يوجد في ثلاثية هي " في التناقض"، "نمط الانتاج الكولونيالي"، و"تمرحل التاريخ"، هذه الثلاثية  تضمنت الزبدة الفكرية الخاصة بمهدي، لكن تلك الزبدة حصلت على توسيع وتطوير في جزء ثاني من نشاط مهدي، هو النشاط الحواري النقدي الوارد في 5 كتب - في نقد الايديولوجية الطائفية، والدولة الطائفية و أزمة الحضارة العربية وأزمة البرجوازيات العربية، الى نقد الفكر اليومي، وحواره مع ادوارد سعيد... ومعالجة العديد من القضايا التربوية والثقافية.. في هذه المساهمات عرض مهدي انتاج المعرفة".وشرح "طبعاً المشروع الأساسي يبقى في الثلاثية والتي للأسف لم يسمح له القدر من أن ينجز الجزء الأخير من كتاب "تمرحل التاريخ" أي أنه لم ينجز صياغته النظرية لكن تجدون تطبيقها العملاني في كتاب "أسباب الحرب الأهلية" عندما يتكلم عن أزمة حركة التحرر وتمرحل الصراعات الطبقية وعن تمرحل التحالفات. هذه هي الثلاثية الرئيسية: فـ "في التناقض" يفكر المرء للوهلة الأولى انه كتاب فلسفي صرف، يتناول التناقضات وغيرها، ولكنه ليس كذلك مع ان التناقض موضوعه، ولكن التناقض والتناقضات هنا في هذا الكتاب هي تناقضات الممارسات المتناقضة، ممارسة الطبقة المسيطرة والطبقة النقيض، بالممارسة السياسية وبالايديولوجية وبالاقتصادية. إذن هنا صاغ مهدي المفاهيم الأساسية وآليات الصراع الطبقي كصراع محوري والذي هو يتحكم ويسيطر بحركة المجتمع.بـ "نمط الانتاج الكولونيالي" هنا الإبداع الذي وضعه عامل في تطبيق الفهم المادي للتاريخ على واقعنا اللبناني، ومن المعروف ان ماركس صاغ هذا الاكتشاف العظيم بكتابه "الايديولوجيا الألمانية". مهدي أخذ هذا الواقع كي يدرسه على ظروف لبنان وفتش عن البنية المادية الأساسية في هذا الواقع التي قال عنها أنها رأسمالية من نوع خاص فيها بنية علاقات إنتاج كولونيالية متميزة عن الرأسمالية النموذجية، الطبقات فيها متميزة، والصراع متميز، حتى دور الطبقة العاملة فيها متميّز".واعتبر قطيش "ان مهدي بهذه المنهجية وصل الى ان في بلادنا العربية الطريق الى الاشتراكية تمر عبر حركة تحرر وطني، بما هي إنجاز ثلاث ثورات بثورة واحدة: الثورة الوطنية، الثورة الديمقراطية، والثورة الاشتراكية. هنا أظهر لنا مهدي التمييز الذي يعيشه مجتمعنا ــ فالصراع الطبقي في بلادنا ليس كالصراع الطبقي بالرأسمالية النموذجية لأنه يأخذ شكل الصراع الوطني، ولهذا السبب ان الطريق نحو الإشتراكية يتم عبر التحرر الوطني".وقال "كان ينبغي أن ينجز مهدي مشروعه في "تمرحل التاريخ" وبالفعل وضع العناصر الرئيسية كي يقول لنا ان التاريخ ليس أحداث التاريخ بل هو التغيير، هو الإنتقال من تشكيلة الى تشكيلة والإنتقال من طور لطور داخل التشكيلة، والانتقال من مرحلة لمرحلة بقلب الطور... هناك مهدي كان ينبغي ان ينجز نظرية التمرحل: تمرحل الصراع وتمرحل التحالفات، لم ينجزه ولكن يمكن ان نعثر عليه وموجود بشكل واضح كثيراً في كتابه "أسباب الحرب الأهلية".وتابع"هذا هو المشروع الرئيسي، ونعتقد أن مهدي الناقد يقول لنا لا يمكن ان تنتج ثورة بدون معرفة الواقع، ومن الوهم ان تنتج ثورة أو تغيير دون معرفة واقعك. بالإنتقال الى تطبيق الملموس لهذه النظرية والفهم في لبنان تناول مهدي موضوع الطائفية والتربية والتعليم والثقافة والعلاقة بين الطبقات الاجتماعية". وختم "عندما نتحدث عن مهدي لا نبالغ في المقارنة بين استدعاء الأزمة المالية العالمية لماركس ورأس المال، من جديد بعد 160 سنة، واستدعاء الثورات العربية الأخيرة لمهدي وفكره من جديد للإستنارة فيه، ونقطة الإنطلاق من بحثه ومن بحث ما جرى ويجري في البلدان العربية هي نظرية مهدي بأزمة حركة التحرر في الوطن العربي، أزمة البرجوازية، أزمة قيادة هذه الحركة وأزمة البديل الثوري، ونعتقد انه لو بقي مهدي حياً كان يجب ان يطوّر هذه النظرية الى نظرية بعنوان "التطور المأزقي في بلادنا" الذي هو عبارة مأزق برجوازية عاجزة ان تقود وتحل أزمتها، وبديل عاجز من ان يحل الأزمة، هذا الأمر اما ان يقود الى ما قاد إليه خلال الأشهر السابقة، حيث انفجرت ازمة هذه البرجوازية، لكن مع الأسف ليس على أيدي ما يسمى بالبديل الثوري أو الأحزاب الرسمية، انما هناك ظاهرة جديدة تستوقفنا كيف انه  بهذه الأحداث يولد البديل الثوري الحقيقي لهذه البرجوازية ولهذه الأحزاب الموجودة. فاما يجب ان تغيّر في عقليتها من حيث طريقة الفهم واما ستخرج  من التاريخ وتاريخ هذه الشعوب التي تسير الى الأمام".

السفير: أصدر "اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني" أمس بياناً لمناسبة الذكرى الحادية والأربعين على تأسيسه، التي تصادف اليوم، جاء فيه " 41 عاماً من النضال اليومي في كافة الميادين الفكرية والثقافية، في الشارع وفي الجامعة، في القرى وفي أحياء المدن، في النضال الطلابي والمطلبي، في الموسيقى والمسرح والكلمة، وفي الجبهة مقاتلاً دفاعاً عن حرية لبنان وسيادته وعروبته ورفضا للظلم والاحتلال، كذلك في نضاله التضامني جنباً إلى جنب وفي ذات الخندق مع الثورة الفلسطينية ومع كل أحرار وثوار العالم أينما كانوا". وذكر الاتحاد في بيانه أن الأعوام الـواحدة والأربعين كانت "زاخرة بآلاف المحطات النضالية، ناضلت خلالها جماهير شبابية كبيرة من كافة مناطق لبنان فحققت الكثير لشباب لبنان نذكر هنا جزءاً صغيراً منها، وأبرزها: "النضال من أجل تأسيس الجامعة اللبنانية وتطويرها، العمل على تأسيس "الاتحاد الوطني للجامعة اللبنانية"، المشاركة في دعم "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية – جمول"، الكثير من رفاق الاتحاد قدموا حريتهم أو حياتهم فداء لتحرير لبنان، المساهمة الفعالة والأساسية في تحرير أرنون من خلال المسيرة السلمية التي اخترقت الأسلاك الشائكة ودخلت إلى القرية عام 1999". ومن هذه المحطات النضالية: "إطلاق حملة خفض سن الاقتراع إلى 18 سنة، المشاركة الفعالة في حملة القانون المدني للأحوال الشخصية، إقامة اعتصام "شباب خائف على وطن" عام 2005 رفضاً للانقسام الحاصل بين اللبنانيين، إطلاق حملة شطب الطائفة عن السجل، المشاركة في التصدي للعدوان الصهيوني عام 2006، تنظيم حملة دعم وتضامن محلياً وعربياً مع فلسطين أثناء الحرب على غزة عام 2009، تنظيم مسيرة الربيع "كل الوطن لألنا كلنا" عام 2008، إطلاق حملة "أنت بخطر" المطلبية دفاعاً عن حقوق الشباب الاقتصادية والمعيشية، تنظيم مسيرة "فخامة الرغيف" أثناء أزمة رئاسة الجمهورية، المشاركة الفعالة على المستوى الدولي والعربي، تنظيم حملة دعم واسعة للثورات العربية، المساهمة الفعالة والنشيطة في حملة إسقاط النظام الطائفي ورموزه، والمساهمة الفعالة في مسيرة العودة إلى فلسطين". وقال البيان: " إننا إذ نؤكد اتجاه البوصلة نحو تحرير ما تبقى من الوطن بكافة وسائل وأشكال المقاومة، نؤكد على انتمائنا إلى خيار المعذبين والمعدمين، أبناء الطبقات المعدمة والكادحة، من أجل استعادة الحقوق المنهوبة من أركان النظام السياسي وأزلامه، ليبقى شعار الخبز والعلم والحرية خياراً واضحاً في مسيرة اتحاد الشباب الديموقراطي".

علمنا أن القوات الأمنية اعتقلت صباح اليوم الموافق 27/5 ، مجموعة من المتظاهرين في ساحة التحرير، ومن  بين المعتقلين وردت اسماء اربعة  متظاهرين شباب هم  :جهاد جليل علي عبد الخالقمؤيد الطيبأحمد البغداديوإذ يعلن اتحادانا، اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق واتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، تضامنهم مع الشباب المعتقلين واستنكارهم لهذه الممارسة التي تدعو الى القلق من عودة العقلية الاستبدادية القمعية للسلطة ، ندين في  ذات الوقت ممارسات التضييق على حرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي التي مارستها الحكومة في الأيام الماضية . ويدعو اتحادانا  السلطات الى ألإفراج الفوري عن المعتقلين ألأربعة وكل المعتقلين الذين شاركوا في التظاهرات السلمية ، كما نطالب  الحكومة الى احترم حقوق الإنسان وحق التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي . ونؤكد بهذا الصدد مساندتنا لكل مطاليب شعبنا المشروعة التي دعت الى إصلاح النظام ومكافحة الفساد وتوفير أفضل سبل العيش الكريم والعدالة ألاجتماعية.اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق    اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي بغداد 27/5/2011

الأكثر قراءة