عدنان طباجةلم يكن المناضل الشــيوعي العنــيد الدكتور خالد فوعاني يتمنى أن تكون نهــايته سقوطاً من على سطح منزله، بل كان يتــمنى أن يموت شهيداً في صفوف جبهة المقاومة الوطنــية اللبنانية إبان مقارعتها للاحتلال الاسرائيلي الذي تسبب في تهجير أهله وقتل رفاقه وعدد من أشقائه وأهل بلدتيه الأولى حولا والثانية كفررمان، لكن قدره أبى إلا أن يكون على غير ما كان يتمنى.عرف عن الراحل فوعاني صلابته في الدفاع عن الحق وعن عقيدته الحزبية التي تدرج في صفوفها ليصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني ومسؤولاً لمنطقية مرجعيون، وقد عمل مع الحزب على تعليم أشقائه وشقيقاته الذين تخرج معظمهم أطباء في الاتحاد السوفياتي، وهو من بيت شــيوعي عريق وواحد من بين خمسة أشقاء وشقيــقات راحـلين أشهرهم شهيد جبهة المقاومة الوطنــية اللبــنانية فرج الله فوعاني الذي استشهد في مواجهة مع عناصر الاحتلال الاسرائيلي وعملائه في منطقة كفرفالوس منتصف الثمانينيات، وشقيقته الشابة هنى التي استشهدت في حضن أمها في منزل العائلة في كفررمان جراء القصف الاسرائيلي الذي كان يستهدف البلدة في أواخر السبعينيات، إضافة لمقتل شقيقه نضال في روسيا في ظروف غامضة وشقيقته معلمة المدرسة ناديا في حادث سير في بلدة الغازية قبل عدة سنوات.لقد أحب الراحل فوعاني بلدته الثانية كفررمان وأحب أهلها إلى حد العشق، لأنه عاش واستقر وكبر فيها بعد نزوحه مع أهله من مسقط رأسه حولا أثناء الاعتداءات الاسرائيلية التي كانت تتعرض لها منذ بداية السبعينيات، كذلك أحب الناس البسطاء والفقراء وعمل على مساعدتهم من خلال مهنته الإنسانية، حتى إنه عزم على إنشاء مختبر في بلدته حولا لمساعدة ذوي الحاجة من أبناء منطقته، لكن إرادة الموت سلبته أحلامه وكانت أقوى من إرادته في الحياة فرحل، لتبقى ذكراه وأعماله راسخة في نفوس أهله ورفاقه ومحبيه وأصدقائه.فوعاني هو اختصــاصي في أمراض الأنف والأذن والحنجرة ومتخرج من معاهد الاتحاد السوفياتي السابق، وقد عين قبل وفاته مراقباً لوزارة الصحة العامة في مستشفى مرجعيون الحكومي، وهو عضو في مجلس إدارة المستشفى المذكور، وكان يعمل في مستشفى النجدة الشعبية اللبنانية في النبطية، وله عيادة خاصة في المدينة.وقد شيع الحزب الــشيوعي اللبناني وأهالي بلدة كفررمان والمنطــقة الدكــتور خالد فوعاني في موكب مهيب وحاشد انطلاقاً من مستشفى النجدة الشعبية اللبــنانية في النبطية إلى النادي الحسيني في كفررمان، حيث سجي جثمانه أمام رفاقه وأصدقائه ومحبيه، بعدها نقل في موكب سيار إلى منزله، ومن ثم إلى بلدته حولا في قضاء مرجعيون حيث ووري في ثراها عصر أمس.