تدعوكم المنظمات الشبابية اليسارية اللبنانية لوقفة ضمير وتضامن مع محي الدين حشيشو و سائر المخطوفين خلال جلسة النطق بالحكم الإثنين 23 أيلول 2013 الساعة 12 ظهراً أمام قصر العدل في صيدا
كان لا بُدّ لـ16 أيلول من أن يُطلّ مرة واحدة كل عام، ليؤكّد أن ما حدث يومها في العام 1982 لم يكن مجرّد لحظة عابرة، وأن ما حدث بعد ذلك اليوم لم يكن مغامرة انفعالية، وأن ما حدث لاحقاً لذاك اليوم لم يكن هوساً أحمق، أو حماسة شبابية فقط. أخطاء فادحة وكثيرة ارتكبها أمنيون وسياسيون. "تجارة" تمّ التداول بأخبارها منذ سنين بعيدة. لكن الذين واجهوا العدو الإسرائيلي ميدانياً كانوا أوفياء لأنفسهم وهم يوجّهون صدورهم للموت، ويخترقون أمن "جيش الدفاع الإسرائيلي"، ويُلحقون به خسائر وهزائم، أفضت إلى انسحاب ذليل ولو كان جزئياً حينها. أسئلة كثيرة متعلّقة بسيرة "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمّول)" لا تزال ملتبسة ومعلّقة. المأزق أن الصمت طاغ، وأن حكايات كثيرة مخفية، وأن تفاصيل عديدة مغيّبة. شذرات قليلة لا تكفي لاستكمال الصورة، وإن كانت مهمّة. مقاومون استشهدوا في العمليات الميدانية ضد إسرائيل، وآخرون قُتلوا غدراً لأسباب سياسية، وبعضهم هاجر أو انعزل في شقاء مفروض عليه. أمنيون وسياسيون لا يزالون أحياء، لكنهم يصمتون. مقاومون لا يزالون أحياء، ويستكينون إلى الصمت هم أيضاً. الشذرات القليلة لا تصنع تاريخاً يليق بمقاومين استشهدوا أو قتلوا أو هاجروا أو انعزلوا، ولا تكفي لإضاءة لحظات حقيقية فَتَك مقاومون عديدون خلالها بجيش ظنّ أنه الأقوى في الشرق العنيد والمتهالك والمفكّك. الشذرات القليلة لا تصوغ ذاكرة، ولا ترسم ملامح حقبة يُراد إسقاطها في عفن النسيان، والانشقاقات المتتالية، والتزوير القاتل. ليس حنيناً أو قرفاً من أحوال راهنة لا تُطاق. ليس وقوفاً على أطلال بلد حاول مقاومو "جمّول"، ذات يوم، أن يُعيدوه إلى رشده. ليس ندباً أو بُكاءً. الذكرى تُطالب بالاحتفاء بها من أجل مقاومين استشهدوا أو قُتلوا أو هاجروا أو انعزلوا، لأن هؤلاء المقاومين جعلوا عيناً مُضيئة تُقاوم مخرزاً دموياً، وأرغموا جيشاً على التراجع والتقوقع في أمكنة ضيّقة. لأن هؤلاء المقاومين كتبوا، للمرّة الأولى، في التاريخ المرير لهذا البلد، معنى أن يتصدّى شبابٌ عُزّل لجيش احتلّ أراضي عربية بعد مواجهات حقيقية لكنها قليلة. استعادة ذكرى انطلاق "جمّول" جزءٌ من التنقيب المطلوب في أرشيف الذاكرة الفردية عمّا جرى، وكيف جرى ما جرى. وذلك كلّه من أجل الذين صنعوا هذه الذاكرة، ومن أجل أناس رفضوا إدراك أن شباباً عزّلاً واجهوا جيشاً عتيّاً وانتصروا عليه، وواجهوا دناءة الداخل ببسالة، قبل أن تنقلب عليهم خطابات ماورائية، واستراتيجيات أمنية، وأجندات إقليمية ودولية. *** كانت لحظات مجيدة. يومها، كان صدى "جمّول" وبطولاتها في "المنطقة الشرقية" معيناً معنوياً لقول مختلف لدى قلّة، اقتنعت أن مناهضة إسرائيل أسطع نوراً، وأبهى جمالاً، وأرقى نضالاً من أكاذيب متسلّطين على تلك المنطقة. كانت لحظات مجيدة. لكن المأزق كامنٌ في أن الجمال يذوب سريعاً في أوحال الخراب الداخلي
لم يكن يخطر في بال الفتى احمد داوود عبيد، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة (أصم وأبكم) أن رحلته القصيرة من منزله في بلدة العيساوية في القدس المحتلة إلى محل البقالة المجاور لشراء «البوظة» لشقيقته ستتحول إلى قصة رعب وتعذيب واعتقال، حيث باغتته قوات اسرائيلية خاصة، واختطفته من أمام منزله، واقتادته إلى السجن، قبل أن تطلق سراحه المحكمة وتقرر حبسه منزلياً. ووجهت النيابة العسكرية الإسرائيلية للشاب تهمة إلقاء الحجارة، وهو المسجل في تقارير طبية على أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة. واقتيد إلى المحكمة، التي مددت اعتقاله ثلاث مرات على مدار عشرة أيام، وحاولت حبسه 15 يوماً إضافياً على ذمة التحقيق، قبل أن يتمكن محاموه من تغيير القرار. ويقول المحامي نائل فهمي لـ«السفير» إن «ما حصل غريب جداً، فالقوانين الاسرائيلية ترفض فكرة اعتقال المعوق تحت أي ظرف، ولكن حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين تخرق القوانين، وتتغير المعادلات». وأضاف أنه «وفق قوانينها، لا يجوز لإسرائيل اعتقال المعوق اطلاقاً، ومع ذلك اعتقلت احمد عبيد، بل وقام جنودها بضربه وتعذيبه بطريقة همجية». وبعد قرارها الافراج عنه بكفالة، أقرت المحكمة حبس احمد عبيد منزلياً حتى موعد محاكمته في الـ23 من شهر تشرين الأول المقبل، وهو الذي اختطف واعتقل في 27 من آب الماضي. وهددت عائلته بأنه في حال غادر منزله، فإنه «سيعاد إلى السجن فوراً». وبحسب فهمي، فإنه «لا يمكن التنبؤ بنتيجة الحكم، فتهمة إلقاء الحجارة وفق القوانين الاسرائيلية تستوجب عقوبة سجن من ستة أشهر ولغاية 20 عاماً، وهناك ملايين المبررات لزيادة أو تقليل الحكم». أما والد الشاب فروى لـ«السفير» قصة ابنه ويتساءل «كيف يعتقلون فتى معوقاً، وكيف لفتى لا يتكلم ولا يسمع أن يتحمل رعب هجوم المستعربين والقوات الخاصة عليه، ثم ما هو الخطر الذي يشكله على أمن إسرائيل القومي». ويتابع الوالد، وهو الشاهد على الحادثة، أن «إسرائيل خصصت عشرات الجنود والمستعربين، وقد تجاوزوا كافة الخطوط الحمر... ألقوه أرضاً وبدأوا بضربه على رأسه، قبل أن يقيدوه والسلاح موجه إلى رأسه، ويجروه إلى سيارة بطريقة وحشية ومرعبة، وقد ضربوه خلال فترة اقتياده إلى السجن». وتوجه الوالد مباشرة إلى مركز لقوات الاحتلال، ويقول «عرضت عليهم أن يحبسوني بدلاً منه»، ولكنهم رفضوا وأصروا على سجنه برغم تقديم كل الاوراق التي تثبت أنه من ذوي الإعاقة الذهنية. وختم قائلاً إن «اسرائيل حين يتعلق الأمر بفلسطينيين تلغي كل قوانينها، وتتحول إلى دولة إرهاب».
مسكينة المقاومة الوطنية. ليست مسكينة لكونها استشهدت شابة، ولا لكونها اعتُقلت وعُذِّبت من «الصديق» والعدو. هي كذلك، مسكينة، بسبب بؤس خطاب استحضارها. فالمقاومة الوطنية التي هي، في الأساس وقبل الفعل العسكري، فتح طاقة أمل في جدار الصراع الإقليمي والطائفية، صورتُها اليوم ليست كذلك. اليوم هي إحباطية وبكائية، ولولا العيب لقلت: صورتها اليوم حاقدة حاسدة. وها هي حماسة المتحمّسين لها، وفخر المتفاخرين بها، وحسرة المتحسّرين عليها، تتقاطع مع الخطابات السياسيّة المتناقضة. فتارة تلاقي خطاب السياسيين الذين يذكرونها ليتّهموا «حزب الله» والنظام السوري باغتيالها. وتارة تلاقي خطاب «حزب الله» والنظام السوري. وفي الحالين لا قراءة نقدية للتجربة. هناك تبرئة للذات وتقديمها باعتبارها ضحية، في مقابل جلد الذات وتقديمها باعتبارها غبيّة. وإذ يشير الفريقان إلى الظروف الإقليمية والأدوار المحليّة في مأساة المقاومة الوطنيّة، يأخذ كل منهما اتجاهاً في مقاربة المسألة. ويتناول كلُّ فريق الأسباب الداخليّة للمأساة على طريقته، ووفق مقاس خطابه الجديد. لقد وضع هؤلاء معاً، وكلٌّ من موقعه، المقاومة الوطنيّة في البازار السياسي، ونسوا المقاومة الوطنيّة وخلفيّتها الديموقراطية. لم يحفظوا اختلافهم ومكانهم الخاص الذي بقي فيه كثيرون، أفراداً. مسكينة المقاومة الوطنية. مسكينة لأن المتحمّسين لها، المفاخرين بها، المتحسّرين عليها، يستعيضون عن فتح طاقة أمل بمسرحية بكائية وتوزيع جثمان الشهيد
أبدت قناة «المستقبل» اهتماماً في استعادة ذكرى انطلاقة «جبهة المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة»، من خلال تقرير عرضته في نشرتها الإخبارية أمس الأول، حمل توقيع محمد بركات. حمل التقرير عنوان «ذكرى جمّول: المقاومة انتهت في سوريا»، وتضمّن شهادات لثلاثة مقاومين ناضلوا في صفوف الجبهة، واعتقلوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، هم أنور ياسين، ونبيه عواضة، وأحمد اسماعيل. ولكن، بعد عرض التقرير، احتجّ ياسين وعواضة على مضمونه، معتبرين أنّه «تضمّن تحريفاً لأقوالهما». يركّز التقرير على محطّات في تجربة «جمّول»، ما زالت تثير سجالاً سياسياً وتاريخياً حتى يومنا هذا، وتحديداً حول علاقة الجبهة بالنظام السوري، وبالمقاومة الإسلاميّة لاحقاً. يلتقي بركات اسماعيل وعواضة، أمام «صيدلية بسترس» التي شهدت أولى عمليّات الجبهة. ثمّ يقفز من استذكار مناسبة 16 أيلول، إلى مراجعة سياسة «حزب الله» في سوريا. وفي هذا السياق، قدّم ياسين وعواضة واسماعيل شهادات، خلصت إلى أنّ «حزب الله» في سوريا يتصرّف كـميليشيا، وأنّ مقاومته ليست مقاومة حقيقيّة. لكنّهم عادوا ليتبرّأوا من ذلك الموقف، معتبرين أنّ معدّ التقرير نصب لهم «فخّاً». ويقول نبيه عواضة لـ«السفير» إنّه «عن سابق تصور وتصميم لم تذكر أهمية جبهة المقاومة في عيدها، ولم يذكر التقرير معاني هذا اليوم». ويضيف أنّ إحدى إجاباته عن سؤال «هل المقاومة موجودة اليوم؟»، اجتُزئ منها «الجمل التي تخدم غايات معدّ التقرير، ولا تعطي المعنى الواضح منها». ويؤكّد عواضة أنّه تمّ استدراجهم «للنيل من مشاركة حزب الله في سوريا»، من خلال «طمس» السبب الرئيسي الذي دعوا على أساسه للمشاركة في التقرير، وهو استذكار جبهة المقاومة في عيدها. بدوره يقول أنور ياسين إنّه شارك في التقرير، باعتباره يعالج سؤال «أين المقاومة الوطنيّة اليوم». ويضيف: «موقفنا واضح من موضوع المقاومة كمبدأ تجاه العدو الصهيوني»، مؤكداً أنّه يفصل بين «حزب الله» المقاوم في لبنان، و«حزب الله» السياسي الذي يشارك في سوريا كحلف أو تيار سياسي، ولا أسمّي ما يقوم به هناك مقاومة». وهنا يضيف عواضة: «أنا مع مشاركة «حزب الله» وأي طرف عربي أو لبناني شريف بالدفاع عن سوريا، بغض النظر عن أدوات هذا العدوان، وضد مشاركة «حزب الله» وأي طرف لبناني بالصراع الداخلي السوري ـــ السوري بغض النظر عن المبرّرات». من جهته، ينفي مدير الأخبار والبرامج السياسيّة في «المستقبل» حسين الوجه تحريف كلام المعتقلَيْن السابقَيْن، مؤكداً في اتصال مع «السفير» أنّه راجع التسجيلات كاملة، ولم يرد فيها ما يتعارض مع ما قيل في التقرير، مشيراً إلى أنّهم نقلوا ما جاء على لسان الضيوف حرفياً، ولم ينسب لهم المراسل أيّ كلام غير مسجّل. ورداً على سؤال «السفير» نفى الوجه أن تكون استضافة المعتقلين السابقين جاءت كأداة للهجوم على «حزب الله». «الهدف من التقرير كان القول إن هناك نقاشاً حول أين أصبحت المقاومة اليوم، ولا نهدف التصويب على «حزب الله»، فـ«حزب الله» لا يعنينا أصلاً». رغم ذلك، كان «حزب الله» الحاضر الأبرز في التقرير، إذ يبدأ الفيديو بالإشارة إلى أنّ 16 أيلول يوم «إشكاليّ» في لبنان... ولماذا هو إشكاليّ؟ لأنّ المقاومة اليوم ليست مقاومة، كما يشير أكثر من مرّة. وللتأكيد على «إشكاليّة» الذكرى، يلجأ التقرير لخاتمة مسرحيّة، إذ يركّز على صور لنوّاب من كتلة «الوفاء للمقاومة» على خلفيّة «نشيد المقاومة» لزياد الرحباني، حين يقول: «لي عم يحكوا اليوم هو غير لي ماتوا». ليس جديداً أن يأخذ تقرير إخباري طابعاً موجّهاً يتناسب مع سياسة «المستقبل»، وأن يجد بعض المشاهدين ذلك مستفزاً. لكنّ المستغرب هو التوظيف الواضح لتصريحات لمعتقلين سابقين، في مونولوج سياسي. ويبرز ذلك على سبيل المثال، حين يذكّرنا معدّ التقرير بأنّ أحمد ونبيه «مُنحا» وظيفةً رسميّة في مؤسسة «أوجيرو»، بعد خروجهما من المعتقل العام 1998، بمبادرة من الرئيس الشهيد رفيق الحريري
10 ايام كانت المدة التي فصلت بين ظلام دامس وليل حالك، وبين اشراقة فجر الانتصارات، بحسب دورة شمس المقاومة، ونجمة العروبة بيروت، 10 ايام فصلت بين الرضوخ والرفض، بين الذل و الثورة، 10 ايام كانت الفاصل بين السادس من ايلول و السادس عشر منه، وشتان بين التاريخين.
في السادس من ايلول عام 1982 وطأت أقدام اول جندي من جيش الإحتلال الاسرائيلي أرض العروبة وعاصمة المقاومة، اجتياح بري واسع قام به العدو الصهيوني، بصحبة عناصر الميليشيات الإنعزالية، التي قامت بمساعدة العدو على اغتصاب عاصمة بلدهم، وحاضنة المقاومة ، بيروت. اجتياح ترك اثر عميق في نفوس اللبنانيين حينها، وبين عدو الخارج، والخونة في الداخل، تخلى الجميع عن بيروت، فلا العرب نهضوا ولا المجتمع الدولي تحرك، رغم المجازر والانتهاكات المروعة التي حصلت، رغم الاف الضحايا التي ذبحت بدم بارد، لم يحرك احد ساكنا، وغاص اللبنانيون في حالة من يأس، وصدمة سقوط عاصمتهم الابية.
لكن الفجر لم يكن ببعيد، 10 ايام كانت كافية، فخططوا، تجهزوا و بدماء شهداء الوطن أقسموا، ثم في اليوم العاشر نفذوا، و اشرقت شمس جمول. حيث شهد السادس عشر من ايلول، انطلاق عمليات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ضد قوات الاحتلال الصهيوني وعملائهم في الداخل.
و في الوقت الذي كان معظم الناس يخفون الاسلحة ويرموها في الزوايا، كانت ثلة من الرفاق يجمعون ما تيسر لهم من تلك الاسلحة، ليطلقوا العنان لمقاومة بدأت بقنبلة وطلقة، من بسترس، محطة ايوب و الويمبي، انطلقت عمليات «جمول»، وانطلق معها مسير صعب على درب طويل، جمول "خلقت لتنتصر... وستنتصر".
اليوم، وفي الذكرى الواحدة والثلاثون لإنطلاقة جبهة المقاومة الوطنية، نظم الحزب الشيوعي اللبناني احتفالاً حاشداً أقيم أمام اللوحة التذكارية لأولى عمليات جمول، مقابل صيدلية "بسترس" – الصنائع، اكد فيها الحزب رفض اي محاولة لجعل جمول ذكرى، مؤكدا على حقه في مقاومة العدو الذي يهدد امن الوطن و المنطقة، وعلى لسان مسؤول قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني أدهم السيد اكد الحزب الشيوعي ان "العدو اليوم على الابواب بكل اساطيله وعملائه ينشر في بلادنا العربية الموت والدمار، وخصوصا في سوريا التي تتعرض لعدوان عالمي بقيادة العدو الاميركي وأتباعه من دول اوروبية وعربية، وطبعا الكيان الصهيوني، وبتنفيذ مرتزقة العصر على شكل مجموعات تكفيرية لا تجيد الا نشر الموت والذبح والدمار بهدف تفتيت سوريا على نقيض كل المطالب التي نادى بها الشعب السوري بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والنهوض بسوريا".
و تابع السيد مشيرا الى"صحة الشعار الذي ربط بين التحرير والتغيير، وفي هذا الاطار، سنواجه كل السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي يطرحها النظام اللبناني وتسعى الى ضرب كل الحقوق المكتسبة، وسنكون نحن كطلاب في طليعة المدافعين عن حقوق طلاب لبنان". و ختم السيد بدعوة، بإسم الحزب الشيوعي، الى "اتخاذ قرار تاريخي في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به المنطقة والعالم، عبر تأسيس جبهة مقاومة وطنية عربية تطرح شعار تحرير الارض والانسان ومواجهة كل التحديات التي تواجهها منطقتنا وشعوبنا بكل الوسائل والامكانات المتوافرة وبتلك التي يجب توفيرها سريعا".
و كانت كلمة لنائب سكرتير منطقية بيروت مسؤول لجنة الاتصالات السياسية في الحزب الشوعي خليل سليم، حذر فيها من "محاولات تغيير موقع لبنان في الصراع الاقليمي، وفي العلاقات مع الخارج تحت شعارات ملتبسة كالقول بالرياح الديموقراطية وثورات الربيع العربي، وتذهب ابعد واعمق من ذلك، حيث تدعو الى الامتثال للاملاءات الاميركية، في ما يتعلق بمشاريع مشبوهة عن الشرق الاوسط الكبير، او القول إن المقاومة وجهة نظر، كما العمالة ايضا وجهة نظر".
وحيا سليم "شهداء المقاومة الاسلامية والجيش وجمول والحزب الشيوعي وكل المناضلين من اسرى محررين وابطال في جبهة المقاومة الوطنية، داعيا المقاومة الاسلامية تحديدا والاحزاب والقوى التقدمية الوطنية اضفاء الطابع الوطني التحرري التغييري الديموقراطي على مشروع المقاومة في بعديه المحلي الداخلي والاقليمي، ومواجهة خطر الحرب الاهلية عبر اسقاط النظام الطائفي في لبنان."
» حسين طليس
تكاد ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، وذكرى تأسيس «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» (جمّول)، تغيبان بشكل كامل عن وسائل الإعلام التقليديّة، إلا أنّ روّاد «فايسبوك» و«تويتر» استعادوا مشاهد أيلول العام 1982 بكثافة، خلال الأيّام الماضية. وباتت مواقع التواصل بالأمس، أشبه بمتحف للتعرّف على «جمّول». «إلى السلاح! إن شرف القتال ضدّ المحتل هو الشرف الحقيقي الذي يفاخر به كل وطني. وواجب الدفاع عن الوطن أقدس واجب»، تناقل كثيرون هذه الجملة من البيان المشترك لـ «الحزب الشيوعي اللبناني» و«منظمة العمل الشيوعي» الذي دعا قبل واحد وثلاثين عاماً إلى تأليف «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» «لمقاتلة العدو إلى حين إخراجه من كل الأراضي اللبنانية». ويستعيد آخرون أغاني وأناشيد وصوراً لشهداء وشهيدات «من المناطق والطوائف كافة»، مع نبذة عن حياة كل منهم، إضافةً إلى التذكير بالعمليات البطولية التي استهدفت جنود العدو. كما كانت كلمتا «صيدلية بسترس» و«محطة أيوب» «والويمبي»، من الكلمات الأكثر تداولاً على الجدار الأزرق نظراً لرمزيتها في بدء عمليات المقاومة في بيروت المحتلّة آنذاك. يهنّئ «الرفاق» بعضهم في الفضاء الافتراضي. يستعيدون ذكريات أيام وليالٍ من المقاومة التي جعلت العدو في الأيام الأولى لاجتياح «بيروت الغربية»، ينادي عبر مكبرات الصوت «يا أهالي بيروت، لا تطلقوا النار على جيش الدفاع الإسرائيلي، نحن منسحبون غداً». وككلّ عام، يعود السجال حول «مَن أسس المقاومة» ليظهر على الصفحات. إذ يرى أحدهم أن «جمول هي الأساس» ويكتب آخر على صفحته «لا مقاومة سوى المقاومة الوطنية»، فيما تعلق ناشطة «إسرائيل تستهدف أرضنا وليس طوائفنا». وانتشرت صورة لرصاصةٍ رُسم عليها علم «الحزب الشيوعي اللبناني» كُتب أدناها «الرصاصة الأولى كانت «جمّول».. كي لا ننسى». ورأى آخرون أن هذا السجال «لا علاقة له بالحرص على المقاومة، بل يهدف فقط إلى مناكفة حزب الله لأسباب سياسية». فيما نشر بعضهم مقتطفات من البيان الأخير للحزب الشيوعي الذي دعا فيه إلى «استعادة الفعل الوطني المقاوم وإعادة المقاومة إلى دورها في ظل الحشد العدواني الذي يهدد الأراضي السورية واللبنانية» لدعوة «الرفاق» إلى «عدم النوم على أمجاد الماضي». ولا ينسى رواد مواقع التواصل مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا (16/17 أيلول 1982) التي تأخذ الحيّز الأكبر من التغريدات والتعليقات. وانتشر على «تويتر» وسم بعنوان «صبرا وشاتيلا»، إذ أعاد المغردون التذكير بالفظائع التي ارتكبها آنذاك جيش العدو الإسرائيلي بالتعاون مع ميليشيات لبنانية. في هذا السياق غرّد الصحافي والكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان قائلاً: «في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا الأليمة طبعاً لم تهدّد أمريكا حينها بضرب إسرائيل ولم ترسل أساطيلها إلى البحر المتوسط، فالجلاد شارون الأثير على قلبها». واستعاد بعض اللبنانيين والفلسطينيين رسوم للشهيد ناجي العلي حول المجزرة، إضافةً إلى انتشار المقطع التالي من قصيدة «صبرا فتاة نائمة» لمحمود درويش: «صبرا تنام وخنجر الفاشي يصحو (...) يغنّي (الفاشي) لانتصار الأرز موالاً. صبرا.. لا أحد. صبرا.. هوية عصرنا حتى الأبد
تدخلت الشرطة التركية مجددا، ليل أمس الأول، في عدد من المدن التركية مستخدمة القنابل المسيلة للدموع لتفريق تظاهرات مناهضة للحكومة، التي يترأسها رجب طيب اردوغان. وتحركت وحدات مكافحة الشغب في اسطنبول بعدما نصب متظاهرون الحواجز وأضرموا فيها النيران في حي كاديكوي، الذي يعتبر معقلا للمعارضة على الضفة الآسيوية لمضيق البوسفور. ووقعت المواجهات أثناء تنظيم حفلات موسيقية في الهواء الطلق للمطالبة بـ«العدل والحرية والسلام» وشارك فيها الآلاف في المنطقة، بحسب «وكالة دوغان للأنباء» التركية، التي أعلنت عن توقيف الشرطة عشرات الأشخاص. وأفاد شهود بأن صحافيا في قناة «اي ام سي» المعارضة من بين الموقوفين، مضيفين أن عدداً من المتظاهرين أصيب بحالات اختناق بسبب تنشق الغاز المسيل للدموع. كما وقعت صدامات في حيٍ في ضواحي العاصمة أنقرة، حيث أقام متظاهرون الحواجز، بحسب «دوغان». وجرت اشتباكات متقطعة، حتى وقت متأخر ليل أمس الأول، بين متظاهرين والشرطة في مدينة أنطاكيا جنوبي البلاد، حيث كان الحشد يحيي ذكرى المتظاهر احمد اتاكان، الذي توفي في 9 أيلول الحالي أثناء صدامات وقعت مع الشرطة.
في مثل هذه الأيام من شهر أيلول عام 1982 انقض المجرمون على مخيم صبرا وشاتيلا كوحوش كاسرة استهدت إلى ضحية. المجزرة التي انطبعت في الذاكرة الفلسطينية والعالمية لم تمح السنوات صورها المؤلمة. فضحايا المجزرة الذين تركوا دماءهم في الشوارع ورحلوا لهم أهل لا ينسون استذكارهم ولا إضاءة شمعة وفاء لذكراهم. ولعلّ لجنة «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» التي وصلت إلى بيروت مساء أمس الأول هي الصوت العالمي الأعذب والأكثر شجاعة الذي ينتصر لضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا. ويضمّ وفد اللجنة، التي كان المناضل اليساري الإيطالي ستيفانو كياريني قد أسسها، مجموعة من الشخصيات الإيطالية والأميركية إضافة إلى شخصيات أوروبية وآسيوية. وكان الوفد الذي دأب على زيارة لبنان في ذكرى المجزرة منذ أكثر من عشر سنوات، بدأ نشاطه الميداني في عاصمة المقاومة صيدا (محمد صالح)، واجتمعوا أمام نصب الشهيد معروف سعد، يرافقهم الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» د. أسامة سعد وشخصيات اجتماعية ودينية بينهم الأب نقولا الصغبيني، حيث وضعوا إكليلاً من الورد على ضريح سعد. وقال سعد في كلمته: «إنّ صيدا شريكة الشعب الفلسطيني في نضاله الطويل لاستعادة حقوقه الوطنية». ووجه تحية إلى «روح مؤسس كي لا ننسى صبرا وشاتيلا، الرفيق الراحل الكبير ستيفانو». وشكر بـ«اسم المناضلين الوطنيين اللبنانيين والعرب، الوفد، على التضامن المستمر مع الشعب الفلسطيني، لاسيما في ذكرى صبرا وشاتيلا». أضاف: «هذا الاهتمام هو محل تقدير من جميع المقاومين في لبنان والمنطقة العربية، ووسط الشعب الفلسطيني أيضاً. نحن وإياكم في جبهة واحدة ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية، ونحن واياكم سنقدم التضحيات، وفي النهاية سننتصر». وختم: «المنطقة تمر في ظروف صعبة، والشعوب العربية تدفع أثماناً باهظة بسبب أطماع الإمبريالية والصهيونية وتواطؤ الرجعية العربية معهما، لذلك نعتز بوقوفكم كشعوب حرة في أوروبا وأميركا وفي كل العالم، معنا، دفاعاً عن حقوقنا من أجل حياة كريمة، ومن أجل تقدم شعوبنا وحريتها». بعدها زار الوفد الذي يرأسه موريزيو موسوليني معتقل الخيام حيث كان في استقباله ممثل «حزب الله» فايز علوية وعدد من الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية وشخصيات سياسية وحزبية. وقام الوفد بجولة في أرجاء المعتقل وشاهد الآليات الإسرائيلية التي غنمتها المقاومة خلال التحرير عام 2000. وسمع أعضاؤه شرحاً مفصلاً من الأسرى عن معاناتهم إبان الاعتقال في زنزانات العدو الاسرائيلي، والأساليب والأدوات التي كان الجلادون يمارسونها في إذلالهم وتعذيبهم. وشكر علوية الوفد على مبادرته الطيبة في إحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها جيش العدو وأعوانه. وأشار إلى «دور المقاومة في قلب المعادلة مع العدو الصهيوني، والتي كالت الصاع صاعين، وباتت عنوان الصمود والتحدي». وقال موسوليني باسم الوفد: «جئنا إلى هنا، إلى هذه الأرض المقاومة لنستذكر تلك المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المواطنين الآمنين في صبرا وشاتيلا، ولدعم المقاومة التي هزمت الجيش الذي لا يقهر. جئنا نقف إلى جانب الناس هنا، نرى أحوال الفلسطينيين والسوريين الذين نزحوا مؤخّرا إلى لبنان، لنتضامن مع المقاومة وندعمها بعدما تعرفنا إليها منذ سنوات وعلى قدراتها القتالية وإمكاناتها في إعادة إعمار ما تهدّم، آملين تحرير ما تبقّى من أراض لبنانية وعربية محتلة». ثمّ توجه الوفد إلى بوابة فاطمة في بلدة كفركلا قبالة نقطة المراقبة الإسرائيلية حيث استمعوا إلى شرح عن أبرز المحطات التي مرت بها هذه المنطقة من الإحتلال إلى التحرير وعمليات المقاومة، ليلقوا بعدها نظرة على الأراضي الفلسطينية. ثم توجه الوفد إلى حديقة إيران في بلدة مارون الرأس حيث كان باستقبالهم عضو المجلس السياسي في «حزب الله» النائب السابق حسن حب الله حيث جال الجميع في أرجاء الحديقة، وكانت إطلالة على المكان الذي استشهد فيه عدد من الفلسطينيين خلال مسيرة العودة في ذكرى النكبة عام 2011 لتقام بعدها مأدبة غداء على شرف الوفد. واستعرض حب الله في كلمة تاريخ مجازر العدو الصهيوني بحق الشعوب العربية وانتهاكه لحقوق الإنسان. وحيا نشاط الوفد «الذي أخذ على عاتقه إبراز وحشية وهمجية العدو الصهيوني في كل الميادين انتصارا لحقوق الإنسان ودفاعا عن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية». وشدد حب الله على أن «النهج الذي التزمت به المقاومة هو النهج الأصح في التعامل مع العدو المتغطرس
في مثل هذا اليوم قبل 31 عاماً، كانت الأخبار قد بدأت تتسرب عبر أشخاص هربوا من المذبحة، ولجأوا إلى جوار مخيم برج البراجنة. كنا صغاراً، وكان الكبار الذين تخلفوا عن اللحاق بالباخرة، يجلسون بصمت على كراسي القش، حول طاولة صغيرة. يشربون القهوة ويدخنون.. وتتوالد الهواجس بشأن الموت الآتي إلينا. صبرا وشاتيلا، مخيمان مطوّقان من «الآلة الحربية الصهيونية»، و«ذئاب الانعزالية» تنهش لحم النسوة والأطفال والعجز، في زواريب بالكاد كان يصلها نور الشمس. آلاف الأشخاص قضوا ذبحاً وتعذيباً على أيدي المجرمين. خصّص المجرم لبعضهم وقتاً، كي يقطعهم «بالسلاح الأبيض». أطفال عرفتُ بعضهم، كانوا في مثل سنّي، لم تذكر التقارير الكثيرة التي تلت المجزرة شيئاً عنهم. لم تلحظ بريق أعينهم، وسمرة بشرتهم، ورقة ابتساماتهم. آنذاك تسللت إلى آذاننا عبارات لم نأبه لمعناها.. «بدم بارد»، «عمليات تصفية»، «إبادة جماعية»... بعدما كنا تعرفنا إلى «القنابل المضيئة»، التي سهّلت الطريق أمام الجزارين. انشغلت التقارير بعدد الشهداء. ليغدو الشهداء عدداً. من رسالة «الصليب الأحمر»، إلى منظمات دولية أخرى، إلى تقرير «لجنة كاهان»... إلى تقارير إخبارية وصحافية من روبرت فيسك وأمنون كابيلوك وآخرين، حاولت مقاربة الواقع. وعمل البعض على مقارنة قوائم كثيرة تفصل أسماء الشهداء. ما حدث مجزرة، وإن صمّ العالم آذانه، ولا يزال.. وضمن مهزلة «العدالة الدولية» المجرمون لا يزالون طلقاء. اليوم، وبعد أكثر من ثلاثة عقود على المذبحة، ومهما تغيرت المعالم. يحق لنا، أن نكرس وقتاً لبريق عيون أطفال مخيمي صبرا وشاتيلا، ولرقة ابتساماتهم المحفورة في الذاكرة