10 ايام كانت المدة التي فصلت بين ظلام دامس وليل حالك، وبين اشراقة فجر الانتصارات، بحسب دورة شمس المقاومة، ونجمة العروبة بيروت، 10 ايام فصلت بين الرضوخ والرفض، بين الذل و الثورة، 10 ايام كانت الفاصل بين السادس من ايلول و السادس عشر منه، وشتان بين التاريخين.
في السادس من ايلول عام 1982 وطأت أقدام اول جندي من جيش الإحتلال الاسرائيلي أرض العروبة وعاصمة المقاومة، اجتياح بري واسع قام به العدو الصهيوني، بصحبة عناصر الميليشيات الإنعزالية، التي قامت بمساعدة العدو على اغتصاب عاصمة بلدهم، وحاضنة المقاومة ، بيروت. اجتياح ترك اثر عميق في نفوس اللبنانيين حينها، وبين عدو الخارج، والخونة في الداخل، تخلى الجميع عن بيروت، فلا العرب نهضوا ولا المجتمع الدولي تحرك، رغم المجازر والانتهاكات المروعة التي حصلت، رغم الاف الضحايا التي ذبحت بدم بارد، لم يحرك احد ساكنا، وغاص اللبنانيون في حالة من يأس، وصدمة سقوط عاصمتهم الابية.
لكن الفجر لم يكن ببعيد، 10 ايام كانت كافية، فخططوا، تجهزوا و بدماء شهداء الوطن أقسموا، ثم في اليوم العاشر نفذوا، و اشرقت شمس جمول. حيث شهد السادس عشر من ايلول، انطلاق عمليات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ضد قوات الاحتلال الصهيوني وعملائهم في الداخل.
و في الوقت الذي كان معظم الناس يخفون الاسلحة ويرموها في الزوايا، كانت ثلة من الرفاق يجمعون ما تيسر لهم من تلك الاسلحة، ليطلقوا العنان لمقاومة بدأت بقنبلة وطلقة، من بسترس، محطة ايوب و الويمبي، انطلقت عمليات «جمول»، وانطلق معها مسير صعب على درب طويل، جمول "خلقت لتنتصر... وستنتصر".
اليوم، وفي الذكرى الواحدة والثلاثون لإنطلاقة جبهة المقاومة الوطنية، نظم الحزب الشيوعي اللبناني احتفالاً حاشداً أقيم أمام اللوحة التذكارية لأولى عمليات جمول، مقابل صيدلية "بسترس" – الصنائع، اكد فيها الحزب رفض اي محاولة لجعل جمول ذكرى، مؤكدا على حقه في مقاومة العدو الذي يهدد امن الوطن و المنطقة، وعلى لسان مسؤول قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني أدهم السيد اكد الحزب الشيوعي ان "العدو اليوم على الابواب بكل اساطيله وعملائه ينشر في بلادنا العربية الموت والدمار، وخصوصا في سوريا التي تتعرض لعدوان عالمي بقيادة العدو الاميركي وأتباعه من دول اوروبية وعربية، وطبعا الكيان الصهيوني، وبتنفيذ مرتزقة العصر على شكل مجموعات تكفيرية لا تجيد الا نشر الموت والذبح والدمار بهدف تفتيت سوريا على نقيض كل المطالب التي نادى بها الشعب السوري بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والنهوض بسوريا".
و تابع السيد مشيرا الى"صحة الشعار الذي ربط بين التحرير والتغيير، وفي هذا الاطار، سنواجه كل السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي يطرحها النظام اللبناني وتسعى الى ضرب كل الحقوق المكتسبة، وسنكون نحن كطلاب في طليعة المدافعين عن حقوق طلاب لبنان". و ختم السيد بدعوة، بإسم الحزب الشيوعي، الى "اتخاذ قرار تاريخي في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به المنطقة والعالم، عبر تأسيس جبهة مقاومة وطنية عربية تطرح شعار تحرير الارض والانسان ومواجهة كل التحديات التي تواجهها منطقتنا وشعوبنا بكل الوسائل والامكانات المتوافرة وبتلك التي يجب توفيرها سريعا".
و كانت كلمة لنائب سكرتير منطقية بيروت مسؤول لجنة الاتصالات السياسية في الحزب الشوعي خليل سليم، حذر فيها من "محاولات تغيير موقع لبنان في الصراع الاقليمي، وفي العلاقات مع الخارج تحت شعارات ملتبسة كالقول بالرياح الديموقراطية وثورات الربيع العربي، وتذهب ابعد واعمق من ذلك، حيث تدعو الى الامتثال للاملاءات الاميركية، في ما يتعلق بمشاريع مشبوهة عن الشرق الاوسط الكبير، او القول إن المقاومة وجهة نظر، كما العمالة ايضا وجهة نظر".
وحيا سليم "شهداء المقاومة الاسلامية والجيش وجمول والحزب الشيوعي وكل المناضلين من اسرى محررين وابطال في جبهة المقاومة الوطنية، داعيا المقاومة الاسلامية تحديدا والاحزاب والقوى التقدمية الوطنية اضفاء الطابع الوطني التحرري التغييري الديموقراطي على مشروع المقاومة في بعديه المحلي الداخلي والاقليمي، ومواجهة خطر الحرب الاهلية عبر اسقاط النظام الطائفي في لبنان."
» حسين طليس