Hiba Awar

Hiba Awar

السفير: ملأ صوت جورج إبراهيم عبد الله فضاء «مسرح بيروت» ليل أمس الأول، في تحية إلى الشباب العربي المنتفض ضد الأنظمة القمعية، صوتٌ شابّ يخاطب شباب «الديموقراطي اللبناني»، الذين احتشدوا من مختلف المناطق اللبنانية، ليحيوا الذكرى السابعة والعشرين على اعتقال عبد الله في السجون الفرنسية. لم يتسع المسرح «اليساري» القديم لهم، فتحلق بعضهم في الخارج، على رصيف طلعة عين المريسة، يتحدثون عن عبد الله، الذي سُجن قبل ولادة معظمهم.. ويدخنون.

في احتفال «اتحاد الشباب الديموقراطي» التضامني، ألقيت كلمات لـ «لجنة جورج ابراهيم عبد الله في لبنان»، و«عائلة الأسير»، و«الأسرى المحررون من السجون الإسرائيلية»، و«لجنة جورج عبد الله في فرنسا»، و«كلمة فلسطين»، و«الحزب الشيوعي اللبناني»، و«اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني». لكن ذلك النقاء «الروحي»، والصمت المطبق الذي رافق صوت جورج من وراء قضبان السجن، عبر رسالته المسجلة، على الرغم من شوائب التسجيل، وصوره التي احتلت المكان، وإلى جانبها علم فلسطين، وكوفيتها، أعادت إلى الأذهان ذلك المناضل اليساري الذي بقي على صفائه في مواجهة «الإمبريالية».

28/10/2011

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة للسنة العشرين على التوالي الولايات المتحدة لرفع الحظر الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض على كوبا.

وصوّتت الجمعية العامة بأغلبية 186 صوتا من اجمالي 193 صوتا مقابل رفض صوتين (الولايات المتحدة واسرائيل)، وامتناع ثلاث دول (مكرونيزيا وجزر مارشال وبالاو) على قرار جددت فيه دعوتها للدول الأعضاء لإنهاء كافة القوانين والاجراءات المعمول بها وفقا لهذا الحظر تأكيدا لالتزاماتها وفقا لحرية التجارة والملاحة.

واعتبر وزير خارجية كوبا برونو رودريغيز باريلا أن "الولايات المتحدة لم تخف أبدا حقيقة أن الهدف من هذا الحظر هو الاطاحة بحكومة بلاده"، مشيراً الى أن شعبه تكبد نتيجة هذا الحظر ما يقرب من 975 مليار دولار.

الثلاثاء 25 تشرين الأول 2011

تمر منطقة الشرق الاوسط  وشمال افريقيا اليوم  بمرحله سياسيه حسّاسه , حيث تتفاقم  فيها عوامل الاحتلال والتدخلات الخارجيه من جهه وتتكون فيها حركه شبابيه شعبيه ثوريه من جهه اخرى تعبّر عن نفسها فى حراك الشارع  فى العديد من دولها  وبين انتفاضة الشارع العربى  المجيده والتدخلات الاجنبيه السّافره تبرز افاق مستقبل اخر تقرر فيه الشعوب  مصائرها  دون املاء  وقمع  من سلطه داخليه او من متسلط خارجى.

ينعقد هذا الاجتماع فى ظل تصاعد وتيرة  العدوان الصهيونى  على الشعب الفلسطينى فى الضفّه الغربيه وقطاع غزه  وفى داخل الكيان الغاصب  حيث تمارس قوات الاحتلال الاسرائيلى  قصفا" يوميا" ضد ابناء غزه الصّامده تحت الحصار  منذ سنوات طويله  وتمارس موجه من الاعتقالات  التعسفيه  ومن الاستيطان السرطانى غير الشرعى داخل اراضى الضفه الغربيه  بشكل يمنع اي افق لبناء دوله فلسطينيه مستقله كاملة السياد، كما تمارس  التهويد  والتهجير ضد ابناء القدس   لتفرض واقعا ديموغرافيا جديدا  فى هذه المدينه  يمنع الفلسطينيين  من المطالبه بها عاصمه لدولتهم  كما تمارس  سياسات التمييز  ضد الفلسطينين  داخل اراضى 48 فتحرمهم من ابسط حقوقهم  وتمارس عليهم ترهيبا وتتهيّأ لفرض تهجير  جديد عليهم  فى المستقبل.هذا الواقع العدوانى  يقابله صمود  فلسطينى عمره  من عمر الاحتلال حيث يرفض هذا الشعب  الجبار التنازل عن  ثوابته الوطنيه  ويمارس مقاومه مستمره  باشكال مختلفه  دفاعا عن حقوقه . يدعم الوفدى  بشكل حاسم  وقاطع  حق الشعب الفلسطينى  باقامة دولته المستقله  وعاصمتها القدس وحق العوده لجميع  اللاجئين  والافراج  عن كل الاسرى والمعتقلين  فى السجون الصهيونيه  وفى هذا الاطار يدعو الوفدى  كل المنظمات الشبابيه  حول العالم للضغط على حكوماتها  لدعم الطلب الفلسطينى  المقدم من منظمة التحرير الفلسطينيه لقيام الدولة الفلسطينية،  وصولا الى تحقيق كافة الحقوق المشروعه للشعب الفلسطينى.

كذلك ما زال الكيان الصهيوني يحتل الAffinityCMSن العربي السوري واجزاء من جنوب لبنان مثل مزارع شبعا وتلال كفر شوبا منذ عام 1967 خارقا" كل المواثيق الدولية وقرارات مجلسس الامن الدّاعية الى الانسحاب . في هذا الاطار يؤكد الوفدي دعمه الواضح لاستعادة الAffinityCMSن الى سوريا وتحريره من الاحتلال الصهيوني والدعوة الى الافراج عن كافة الاسرى، كما يدعم حق الشعب اللبناني في المقاومة وتحرير ما تبقى من اراضيه والتصدي للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليه .

اما في العراق، فبعد مضي حوالي 8 سنوات على الاحتلال الامريكي , لا يزال العراق يعاني اثار الاحتلال وانعكاساته من الاعتدائات اليومية والمتكررة على ابنائه والتدخل في قراره السياسي وسرقة ثرواته ومحاولة تمديد أمد بقاء القوات الامريكية . كما يعاني العراق من العنف والمحاصصة الطائفية ومن التدخلات الاقليمية والدولية في شؤنه السياسية الداخلية . هذا الواقع الصعب لا يمكن تخطيه الا من خلال دعم نضال الشباب والشعب العراقي ضد الاحتلال وكل انواع التدخل الخارجي ورفض الارهاب الذي تمارسه القووى الظلامية , وضد الاقتتال والعنف ذو الطابع الطائفي من اجل عراق حر ديمقرطي موحّد , كذلك في نضاله للكشف عن الفساد المالي والاداري ومطالبة الحكومة العراقية بتوفير الخدمات اليومية المحروم منها كافة ابناء الشعب العراقي .

كما يدعم الوفدي حق الشعب المغربي بإستعادة سبتة ومليلة الواقعتين تحت الاحتلال الاسباني اضافة لنضاله وتطلعاته نحو دستور جديد , ويدعو الى تفكيك جميع القواعد العسكرية الاجنبية في المنطقة والتي تتركز بشكل اساسي في دول الخليج العربي حيث تستعمل وسيلة للتدخل والاعتداء ومنصة انطلاق للعمليات العسسكرية البرية والبحرية والجوية على دول المنطقة .

اما على مستوى الداخل العربي فقد نجح الشعب التونسي والشعب المصري بتحقيق انتصار تاريخي مجيد سيساهم في تغيير وجه المنطقة , حيث تمكن هذان الشعبان من ازاحة رمزين من رموز القمع والتسلط والتبعية للخارج , حيث اجبر الشعب التونسي رئيسه السابق بن علي على الاستقالة والهرب بعد ان ضاق ذرعا بجرائمه وممارساته القمعية،وقد استكمل التونسيون عملهم ففرضو لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد واجبرو حكومتين على الاستقالة ويتحضرون اليوم لانتخاب هيئة تأسيسية يسعون ان تعكس التطلعات الحقيقية لشباب وشعب تونس .

كذلك في مصر اجبر ثوار مصر العظماء رئيسهم الطاغية الذي حكم بقوة النار والبارود كذلك بقوة الفساد 30 عاما على التنحي . وهم يستكملون المعركة اليوم من اجل استعادة اموال الدولة المنهوبة واستكمال الثورة  عبر ابعاد كل رموز النظام السابق ومحاسبتهم , ويتحضرون لمرحلة ديمقراطية من خلال صناديق الانتخابات البرلمانية والرئاسية ساعين الى بناء دولة مدنية ديمقراطية تحقق العدالة الاجتماعية . ومن ابرز الدلائل على التحول السياسي في مصر توجه الاف المحتجين الى السفارة الاسرائيلية في القاهرة واسقاط العلم الاسرائيلي عنها . ولكن مما لا شك فيه ان القوة الرجعية داخل السلطة وخارجها تسعى الى اعادة عقارب الساعة الى الوراء , ولا يخفى محاولات الضغط الخارجي لكبح الثورة عن تحقيق اهدافها . يدين الوفدي احداث العنف الطائفي المفتعلة والتي تهدف الى تدمير انجازات الثورة كما يعبّر عن تضامنه مع الشعب المصري حتى تحقيق جميع مطالبه .

ان انتفاضة الشارع العربي وصلت ايضا الى قلب  الخليج العربي في البحرين التي انتفض شعبها من اجل الاصلاح ومن اجل تعديلات دستورية الا انه ووجه بالقمع الدموي الوحشي وبالاجرام السلطوي وبعدها بالتدخل الخليجي تحت غطاء قوات "درع الجزيرة" . يدعم الوفدي نضال الشعب البحريني ويدين بشدة اجرام النظام، كما يدين التدخل الخارجي بالشؤون البحرانية  ويدعو الى معاقبة المجرمين واطلاق الحريات العامة وتمكين الشعب البحريني من اختيار اشكال الحكم الذي يريده، كذلك الغاء جميع المحاكمات العسكرية واحكامها ووقف الحملات الاعلامية ضد مكوّنات المجتمع والمثقفين والافراج عن جميع المعتقلين السياسين ( الاطباء ) وارجاع جميع المفصولين الى اعمالهم .

كذلك يدعم الوفدي الحراك الشعبي المطالب بالاصلاحات السياسية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في السعودية وعمان , ويطالب باطلاق سراح سجناء الرآي والناشطين الحقوقيين والسياسين ومعرفة مصيرهم.

اما في اليمن فلا يزال النظام متشبث بالسلطة حيث يسعى علي صالح لاستمرار سلطته بكافة الوسائل فيرتكب نظامه مجازر يومية بحق المتظاهرين العزّل الذين يحتلون ساحات المدن اليمنية بالملايين مثبّتين شرعيتهم الشعبية وحقهم بالتغيير واختيار شكل الحكم الذي يريدون , يدعم الوفدي نضال الشعب اليمني من أجل التغيير ويدعو الى وقف فوري لأعمال القمع بحق المتظاهرين والى تحقيق مطالب الشعب بالتغيير ورحيل علي صالح من الحكم .

وفي ليبيا حيث بدأت الحركة الثورية الشعبية بشكل مسالم عمّت انحاء البلاد وشاركت فيها فئات واسعة من الشعب الليبي الا ان استغلال الحراك وتعاون بعض قياداته مع الناتو خصوصا تلك المنّشقة عن النظام ادى الى تحوير الحراك الشعبي ،والحرب الاهلية تهدد وحدة ليبيا ومستقبلها , كما اعطى الناتو وجرائمه التي ارتكبها مدخلا" لتقسيم ليبيا والسيطرة على موارده الطبيعية . تدين منظمات الوفدي التدخل العسكري الغربي في ليبيا وتحديدا" حلف الناتو، كما يدين الممارسات الوحشية للنظام السابق الذي قتل شعبه بكافة انواع الاسلحة , وتدعو الى حق الشعب الليبي بتقرير شكل النظام الذي يريد بدون اي تدخل خارجي .

اما في سوريا فقد اكّدت الاشهر الماضية تمسّك الشعب السوري بحقّه في التغيير والاصلاح ، واتت مبادرة القيادة السورية الى العديد من الخطوات الاصلاحية التي يجب الاسراع في تنفيذها استجابة  للمطالب الشعبية المحقة . يرفض الوفدي كل اشكال التدخل الخارجي السياسي , الاقتصادي والعسكري ويدعو الى ضرورة الاسراع في الحل من خلال حوار وطني بين جميع اطياف الشعب السوري ، كما يدعو الوفدي الى وقف كل اشكال العنف الحاصلة في سوريا ،كذلك يؤكد على دعمه لتطلعات  وحق الشعب السوري في سبيل تحقيق الامن والاستقرار والديمقراطية في سوريا .

الوفدي يؤمن بأن تحرّك الشارع العربي يرسم مستقبلا" جديدا للمنطقة ،وبتطورها وتكاملها والتقائها على اهداف الحريات العامة والديمقراطية الشعبية وايضا" على التصدي للعدو الصهيوني ومن خلفه امريكا وقوى الامبريالية ،وتحقيق مكتسبات اقتصادية واجتماعية للناس تؤسس لحقبة جديدة في تاريخ العالم العربي ،واذا نجحت هذه العناوين في تكاملها ستكون ايضا مثالا" لحركة ثورية تقدمية في المنطقة والعالم .

تعيد المنظمات الحاضرة تضامنها مع المنظمة المضيفة ومع الشباب والشعب المصري, وتؤكد بقائها الى جانبه في كافة نضالاته من أجل مستقبل افضل.

 

اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي

منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا

القاهرة 16 أوكتوبر 2011

دعا الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني د.خالد حدادة إلى «قانون انتخابي على أساس الدائرة الواحدة واعتماد نظام النسبية لأنه المخرج الوحيد لأزماتنا الداخلية في لبنان»، منتقداً قانون الانتخاب «المطروح من وزارة الداخلية وعلى اساس تقسيم لبنان 14 دائرة وعلى أساس النظام النسبي لانه يحول النسبية الى شكل من اشكال هيمنة الاكثرية وسيؤدي الى تفتيت داخل الطوائف».كما اعلن حدادة في الاحتفال بالذكرى السابعة والثمانين لتأسيس الحزب عن دعمه للمقاومة ولكل اشكال المقاومات ضد العدو الاسرائيلي رافضاً كل اشكال محاصرة المقاومة واقتلاع المقاومة من لبنان.حضر الاحتفال في قاعة سينما فرساي في بيروت، وزير الدولة علي قانصو ممثلا الرؤساء الثلاثة وحشد حزبي. وألقى عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال كلمة الفصائل الفلسطينية، ناقلاً تحيات الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات من اسره في سجن نفحة الصحراوي، وحيا «بيروت البطولة والمقاومة»، وأكد «انه لا حرية في الشرق الاوسط الا بحرية فلسطين»، كما حيا عملية تبادل الاسرى «حيث انتزعنا اسرانا من فم التنين»، مؤكدا «ان لا حل لموضوع بقية الاسرى الا بالمقاومة وخطف جنود اسرائيليين». وقال: «نحن لسنا من قادة فنادق الـ7 نجوم والوزارات وشروط اللعبة الدولية، بل نحن من جبهة لا تنجب الا قادة امثال احمد سعدات»، وأكد استمرار النضال.بعدها، تم تكريم شيوعيين برزوا في حقول متعددة هم ليندا مطر، نقولا اللحام، الفنان يعقوب الشدراوي، وسلمهم حدادة والفنان مارسيل خليفة ومحمد دكروب دروعا تقديرية.واعتبر حدادة في كلمته «أن الاشتراكية هي الحل لأزمة العالم» متطرقاً إلى الازمات الاقتصادية في الولايات المتحدة واوروبا وهي «نتيجة السياسات الرأسمالية والمتوحشة بحق الشعوب عبر تصدير الحروب والسلاح الى كل بقاع الارض».ورأى حدادة أن «هذه الدول تعيش الآن أعلى مراحل أزماتها. فاليورو يترنح ما يهدد الاتحاد الاوروبي بالانفراط، والاقتصاد الاميركي والاوروبي قائم فقط على بيع السلاح والتشبيح والبلطجية وخلق التوترات في العالم لاستغلال ثروات الشعوب».وفي الشأن الداخلي، طالب حدادة الدولة باستعادة الاملاك البحرية واستعادة الاموال التي سرقت في هذا القطاع قبل فرض ضرائب جديدة، مشيرا الى «ان هذه الحكومة ليست جدية في معالجة الازمات الاقتصادية».وانتقد الموازنة المقدمة من وزارة المالية، وطالب بـ«إقرار السلم المتحرك للاجور وفرض ضريبة تصاعدية على قطاعات كثيرة كالعقارات، اما سياسات الصناديق الدولية فهي ستؤدي الى افلاس الدولة».وحيا حدادة وزير العمل شربل نحاس، مشيرا الى «ان احدى نقاط قوته تأتي من خلفيته الفكرية الماركسية المنحازة لنضال العمال والفلاحين، وهو شبه وحيد في الدفاع عن الحقوق في غابة هذه الحكومة والمتواطئين معها».وانتقد الاتحاد العمالي العام وسياساته الاقتصادية «التابعة لمن يدعموه وامنوا له الاكثرية عبر بعض النقابات»، وطالب النقابات وهيئة التنسيق النقابية بـ«ان تعمل لانشاء مركز نقابي ديموقراطي يؤمن مطالب العمال»، مؤكدا «اننا لا نريد وحدة نقابية هشّة تساوم على مطالب العمال بل نريد نقابة منحازة للعمال وحقوقهم».وفي الموضوع العربي، حذّر حدادة من «سايكس بيكو ثان في منطقتنا العربية»، متخوفا من استغلال واشنطن للحراك العربي واستبدال الشعارات الوطنية والقومية بشعارات مذهبية. وعن الموضوع السوري، قال حدادة: «نعم هناك استهداف امبريالي لسوريا لوقوفها الى جانب القضية الفلسطينية والقومية وهي ليست خارج مخطط التفتيت الامبريالي، لكن حماية سوريا من هذه الهجمة الخارجية لا يكون عبر الحل الامني وأكد «انحياز الحزب الشيوعي الى المعارضة الوطنية الديموقراطية في سوريا التي تناضل تحت شعارات لا للقمع لا للتدخل الخارجي ولا للفتنة الطائفية، بل لقيام الدولة المدنية الديموقراطية».

جهاد بزي «خمسة أنفار اجتمعوا في بيت عتيق في بلدة الحدث...»العبارة التي يقولها المربي حسن اسماعيل، عريف احتفال الذكرى السابعة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني في قصر فرساي أمس، تمثل ذروة في الحنين الأحمر.وهو حنين مُحتاج في ذكرى التأسيس، يلفّ المكان الذي غصّ داخله وباحته بالمئات من الشيوعيين وعائلاتهم من أبناء وأحفاد.شيوعيون يتبادلون وداًَ رقيقاً يعود إلى ماضٍ يحنّون إليه، هو مزيجٌ من اعتناق للأيديولوجيا، ومن العلاقات الانسانية التي قامت على المشاركة، كل على طريقته، في محاولة تحقيق الاحلام وفي تلقي الاخفاقات واحدة تلو الاخرى، وفي الاصرار على عدم التخلف عن الذكرى، إما بدافع الامل، وإما بدافع الحنين.والحنين يتسع للجميع في المسرح. من صور أرنستو تشي غيفارا تباع على الفناجين والازرار التي تعلق على القمصان، إلى العبارات الشبيهة بالتي مرت اعلاه، كأن يقول العريف مع كل صعود إلى المسرح، بأن «برقية تهنئة وردت إلى الاحتفال من الحزب الشيوعي اليوناني، وأخرى من البرتغالي ستذيعهما وسائل الاعلام لاحقاً»... الى الكلمات الرخيمة للافتة المرفوعة فوق المنبر، «حزبنا الشيوعي حزب العمال والكادحين والمثقفين الثوريين، حزب الوطن المقاوم، حزب الشباب والمستقبل»... إلى الكلمات الاخرى، على اللافتة الأخرى، والتي يمكن نسبها إلى ستينيات القرن الفائت، أو إلى خيال يبالغ في الجموح، تقول إن «الصرخات الهادرة لعمال وشعوب العالم ضد الرأسمالية وأزماتها تبرز راهنية فكر ماركس».الصراخ الهادر في هذه الأيام لا يلف الكوكب بالطبع، بل هو عربي، وليس ضد الرأسمالية بالضرورة، بل طلباً لأقل الحق في الحرية، لكن هذا نقاش آخر، وليست ذكرى التأسيس مقامه في أي حال.النقاش الذي على الرفاق العودة إليه بعد كل احتفال بذكرى تأسيس، هو في سبب عدم التحلي بفضيلة التواضع. فالخطاب، أي خطاب، حين يكون إلى هذه الدرجة شاملاً وعالي النبرة يلقى في مجموعة من مئات، يتغلب بسرعة على الجاذبية ويطير منفصلاً عن واقعه، ويغرق في تغرّبه، حتى لا يعود مرئياً.هذا بديهي. لكن ثمة إصراراً غير مبرر ولا مفهوم على حشر كل الاشياء في الخطاب الذي تريد قيادة الحزب تظهيره، من اعلان الموقف من الرأسمالية العالمية وأزماتها الراهنة التي لا حل لها الا بالاشتراكية، إلى الموقف المستمر منذ سنوات رمادياً من الازمة اللبنانية المستمرة، إلى الموقف المبهم أيضاً من الازمة السورية حيث لا نقاش في بديهية ان «الإمبرالية» ماضية في مؤامرتها، ليصير المهم هو في كيفية التصدي لهذه المؤامرة. والرمادي بات لوناً نموذجياً للحزب في هروبه المستدام إلى التعميم، وحيث تكون حصيلة الموقف الاوضح للحزب الشيوعي اللبناني، في آخر خطاب أمينه العام الدكتور خالد حدادة، هو العداء المطلق لـ«النيو ليبرالية»، وحيث ان الاستنتاج الوحيد لهذا اليوم، بناء على الزلزال الهائل الحاصل الآن للرأسمالية في العالم، هو سقوط مقولة فوكوياما عن نهاية التاريخ، وهو «سقوط» متكرر آلاف المرات، ولا أحد يدري ما الفائدة في تأكيد حدوثه في آخر شارع الحمرا في يوم احد لطيف يجتمع فيه مئات من الشيوعيين لكي يتبادلوا الابتسامات والحنين.لكي لا نقول شيئاً، علينا أن نتحدث في كل شيء. أما الحزب الشيوعي نفسه، وأزماته، واسباب عزوفه شبه التام عن اي حراك، في بلد يغلي بما يفترض أن يدفع الحزب إلى التحرك، إن سياسياً او اقتصادياً أو اجتماعياً... الحزب الذي بات إحياء ذكرى خاصة به سبباً لاحراجه بسبب القلة الكارثية في أعداد الحضور. الحزب الذي يبني كل مجد السنوات السابقة على أنه حافظ على نفسه من دون انقسام. صورة الحزب عن نفسه، وما يريد منها، واقعه كما هو، بلا حنين، وبلا تضخم الذات، كل هذه امور لا يتطرق إليها. الخطاب شبه كوني لم يؤسس لأي نقاش يذكر لدى الذين غادروا القصر على مغنين «مش رح نبقى عبيد»، لتتلقاهم خارجاً، «يا بحرية» مارسيل خليفة، فيستسلمون لها، ولكل ما توقظه في دواخلهم من ذكريات.«خمسة أنفار اجتمعوا في بيت عتيق»... كان ذلك قبل سبعة وثمانين عاماً. ولم يبق الوضع على ما هو عليه. كبر الحزب وكبرت معه تجربة كاملة. اليوم، وبينما الصحوة العربية تبدو حافزاً لهذا الحزب لأن يخرج من حنينه إلى يومه وإلى غده، يصر على التمسك باظفاره وأسنانه بهذا الحنين، غائباً عن أي واقع، حتى يكاد يبدو أنه سيكون في ذروة نشوته، إذا اقتصر الاحتفال المقبل له، في الذكرى الثامنة والثمانين، على خمسة انفار يجتمعون في بيت عتيق.

ناهز الـ90 ولم تظهر للشيخوخة آثار على وجوه مناصريه الذين احتشدوا في قاعة مغلقة وتمددوا الى خارجها لاتمام مراسم الاحتفال بالذكرى الـ87 لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني في فندق فرساي - الحمرا. تميز الاحتفال بتكريم "عميد الشيوعيين " النقابي نقولا لحام الذي ولد قبل تأسيس الحزب بـ10 سنوات وانتسب اليه بعد عشر سنوات على انطلاقته، وكذلك بتكريم المناضلة ليندا مطر والمخرج المسرحي يعقوب الشدراوي وسط حماسة لافتة عبر عنها حضور طغى عليه عنصر الشباب. وهؤلاء لا يتعبون من الكلام والحوار تحت سقف النقد الذاتي الذي ما برح سمة تلازم اداء الشيوعيين، او من تبقى منهم خلف القيادة الحالية وسط عصف من المتغيرات الداخلية والخارجية تزداد معها ضبابية الموقف الشيوعي. ولعل النقاش الدائر على صفحة التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" يختصر المشهد: شباب يسكنه الاندفاع على قاعدة الماركسية ونبض تشي غيفارا وما تشهده الدول العربية وسائر انحاء المعمورة من تحركات شعبية ، وقيادة تحاول التمايز عن "الآذاريين" فتخطئ احياناً ويزداد عدد منتقديها، وتصيب احياناً كما فعل الامين العام للحزب خالد حدادة في خطابه المطول في عيد التأسيس عندما اعلن للمرة الاولى رفض الحزب الشيوعي القمع في سوريا، وكذلك رفضه الحل الامني والقتل من جانب المجموعات المسلحة والنظام على السواء، وداخلياً صوّب على رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من دون تسميته لرفضه تطبيق النسبية في الانتخابات المقبلة.

حدادة: وحدة الفقراء

حضر الاحتفال الوزير علي قانصوه ممثلاً الرؤساء الثلاثة، ومثل وزير الطاقة والمياه سيزار ابو خليل وسط مشاركة حزبية لبنانية وفلسطينية وجمع من النقابيين والفنانيين تقدمهم مرسيل خليفة، ولفتت مشاركة المعارضة السورية ممثلة بوفد ترأسه الدكتور قدري جميل. وتحدث في الاحتفال ممثل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" مروان عبد العال، فأثنى على "نضال الشيوعيين في كل الميادين، خصوصاً في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية"، ثم القى الوزير الهندي السابق والقيادي في الحزب الشيوعي الهندي سيتران ساشوري كلمة الاحزاب الشيوعية العالمية. وبعد اشادة عريف الاحتفال بـ"التاريخ النضالي" لكل من لحام ومطر والشدراوي، قدم إليهم حدادة وخليفة والاديب محمد دكروب دروعاً تذكارية، ثم تحدث حدادة عن الاوضاع الداخلية ورد على كلام وزير الاقتصاد نقولا نحاس حول نسبة التضخم في لبنان وقوله انها لا تتعدى 19 في المئة، واكد انها انها تجاوزت 110 في المئة. وطالب الدولة باستعادة الاملاك البحرية والاموال التي سرقت في هذا القطاع قبل فرض ضرائب جديدة، منتقداً الموازنة ومطالباً بـ"إقرار السلم المتحرك للاجور وفرض ضريبة تصاعدية على قطاعات كثيرة كالعقارات، اما سياسات الصناديق الدولية فهي ستؤدي الى افلاس الدولة". وانتقد الاتحاد العمالي العام وسياساته الاقتصادية ، وطالب النقابات وهيئة التنسيق النقابية بـ"ان تعمل لانشاء مركز نقابي ديموقراطي يؤمن مطالب العمال"، مؤكدا "اننا لا نريد وحدة نقابية هشة تساوم على مطالب العمال، بل نقابة منحازة الى العمال وحقوقهم"، ودعا الدولة الى السماح لموظفي القطاع العام بممارسة حقهم الانتخابي عبر انشاء نقابة تعنى بشؤونهم، وتوجه الى الوزير قانصوه بالقول: "هل يعقل السماح للموظف بأن ينتمي الى الاحزاب ومنعه من ان يؤسس نقابة تدافع عن حقوقه يا رفيق علي؟". اما في موضوع النفط، فاشار الى"ان تهديد اسرائيل لثرواتنا النفطية لا يقل خطرا عن محاولات هذه الطبقة السياسية سرقة ثروتنا". واعلن موقفاً واضحاً من التحركات الاحتجاجية في سوريا قائلاً: "نعم، الامبريالية تستهدف سوريا، ولكن كيف نحمي الشعب السوري من هذه الهجمة؟ (…) الحل الامني لم يعد طريقاً لتجاوز الازمة. نحن منحازون الى الموقف الذي عبرت عنه قوى المعارضة الوطنية السورية وندعم الحوار على اساس لا للقمع والاعتقال والقتل والعمل العسكري من جانب السلطة والمجموعات المسلحة، ولا للتدخل الخارجي الذي يمهد له "مجلس سماسرة الخليج العربي" ولا للفتنة الطائفية، ونعم للدولة المدنية الديموقراطية في سوريا". عباس الصباغ

النداء: "إعلان الدولة الفلسطينية"عبد العال: لا يمكن أن يكون تفتيت "إسرائيل" بيد الشعب الفلسطيني وحده

أقام اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني - فرع بيروت ندوة حوارية تحت عنوان "إعلان الدولة الفلسطينية" مع مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنانمروان عبد العال، الذي استهل حديثه بالإشارة إلى "أنها المرة الأولى يكاد يجمع الفلسطينيون على ملف وهو ترشيح فلسطين للانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة. فإذا تم الاعتراف بها تصبح المقاومة شرعية في حال شن عدوان، ويحق لفلسطين طلب معاقبة "إسرائيل" قانونياً في مجلس الأمم المتحدة. الاعتراف بدولة فلسطين هو إقرار دولي بحق الشعب الفلسطيني بالنضال لتحريره. ونحن أصحاب الطرح الأول في إعادة ملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة.. ولإنجاح هذه الخطوة وتعزيزها يجب أن تترافق بتوحيد الصف والكلمة ضمن إطار رؤية إستراتيجية سياسية متوافق عليها فلسطينياً"، شارحاً ضرورة توحيد الجهود لنيل الحرية كاملة، وقال "أولاً علينا أن نعي ما هي وظيفة "إسرائيل" والتي لا تعني الاحتلال. بل أن  وظيفتها أوسع من النطاق الجغرافي التي قامت عليه دولة "إسرائيل". فالإمبريالية اليهودية تمنع وحدة كل هذه المنطقة وهي عامل في غاية الأهمية للبقاء على سيطرة الإمبريالية على كافة دول هذه المنطقة".

وتابع"ثانياً إن قدرنا كفلسطينيين أن نكون داخل هذه اللعبة وأن يتم هذا الإنزال على أرضنا، والذي كاد أن يكون أيضاً قدر غيرنا. ونحن كجبهة شعبية نرى عملية الصراع عبارة عن صراع شامل ومقاومة شاملة بحجم هزيمة "إسرائيل"، نحن كفلسطينيين نمنع إسرائيل من التمدد وإقامة مشاريعها، ولكن لا يمكن أن يكون تفتيت هذه الدولة بيد الشعب الفلسطيني وحده. و"إسرائيل" لا تقاتل بالقوة، فهناك فجوة علمية كبيرة تفرقنا عن العدو".

وأضاف "نحن شعب موزع بحكم الجغرافيا، لدينا قرى في القطاع الغربي لا يدخلها إلا أهلها، وهناك مدن لها مفتاح بيد "إسرائيل"، كما ان غزة نموذج مختلف عن القدس والضفة. وانا كفلسطيني في لبنان اختلف عن الفلسطيني في سوريا وهو يختلف عن فلسطينيي الأردن.. لذا المسألة تكمن في كيفية إدارتنا للصراع والعمل على توحيد الجهود ورص الصفوف" شارحاً واقع التنظيمات الفلسطينية وكيفية إنشاء منظمة التحرير عام 1964 وارتفاع منسوبها بالـ 67، متطرقاً إلى النظام العربي وثورة عبد الناصر، والهزيمة التي طالت العالم العربي أيام السادات التي أدت إلى انخفاض منسوب العرب.

أضاف"اتفاق أوسلو كان نتيجة هزيمة عربية بعد حرب الخليج، وبعد خروج الفلسطينيين من لبنان أتى اتفاق مدريد. الجبهة الشعبية طرحت سؤال كيفية إسقاط "أوسلو" الابن المجيد لكامب ديفيد ووادي عربة؟ عملياً كنا ندفع كلفة الاتفاقات والتي سُيَّمت تفاهمات في ظل واقع مرير وضائقة اقتصادية. عشية "أوسلو" وبعده قلنا أن هذا الاتفاق لا يحل الوضع ولن ينهي الأسباب التي أدت إلى إقامة الصراع، بل أدى إلى مزيد من تأجيج الوضع.  وهناك رأيان لإسقاط "أوسلو"؛ اما تدخل قوى المعارضة الانتخابات وتأخذ السلطة أو نطالب بحل السلطة وتدخل "إسرائيل". طبعاً لا يمكن القبول بحل السلطة حتى إسرائيل لها مصلحة ببقائها لأن ممثلي السلطة لديها. وللأسف رغم كل انجازات المقاومة إلا انه إصابتها الانقسامات، وكلنا نعلم أن هذا الاتفاق مؤقت ولكنه تجدد بعد 5 سنوات والآن يحاولون تجديده"

وتابع"هناك أزمة بحركة المقاومة بفلسطين، وسط ظروف صعبة أدت إلى انقسام  وحدة الشعب، إضافة إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية. ويوجد حلان لهذه الأزمة اما المقاومة واما المفاوضات، ولكن حالياً لا المقاومة ولا المفاوضات في فلسطين بخير.. لذا يجب وضع إستراتيجية للمقاومة وتحويل السلطة إلى سلطة مقاومة"

وتطرق عبد العال الى الصمت العربي و"هو ثلاث؛ الصمت السلبي، الصمت الايجابي، وصمت متواطئ مع "إسرائيل"، وشخصياً اعتبرهم واحداً. و"إسرائيل" لا تحاسبك على ماذا تتكلم بل ماذا تفعل. وان ممارسة المقاومة دون ضجيج أفضل من ضجيج المقاومة دون فعل وهذا ما نعاني منه". متناولاً انتفاضة الأقصى، شارحاً تبدل المعيار العربي والمعايير الفلسطينية الداخلية في ظل تأثيرات الواقع العربي الجديد على فلسطين وخاصة بداية الثورة المصرية، إضافة إلى تحولات إقليمية لاسيما دور إيران فيها والتحولات التركية – الإسرائيلية...

ختاماً، أكد عبد العال ضرورة العمل على مراجعة الخط العام "نحن مع خلق مرجعية مخالفة لمرجعية أوسلو، الإعلان عن الدولة الفلسطينية تمّ أكثر من مرة، نحن لسنا مع 242 على حدود الـ 67. ولا مع فكرة دولتين لشعبين، ولا يمكن السماح لبقاء الدولة الصهيونية". معلناً رفضه للجان الرباعية و"إذا كانت فلتكن بقيادة الأمم المتحدة وليس بلير. إسرائيل تملك تقارير منها كيفية إنهاء أبو مازن، لأن موقفه عدم قبول المفاوضات إلا بتوقف المستوطنات". شارحاً عواقب تصدي الأميركان لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة عبر استخدام حق النقض الفيتو والذي إذا استخدمته ستتعرض سفاراتها إلى هجوم شباب الثورات العربية عليها "ان الإقرار بقبول فلسطين كدولة عاملة كاملة العضوية في الأمم المتحدة نقلة في غاية الأهمية لتكريس منظمة التحرير الفلسطينية كوعاء يجسد مشروعية الشعب الفلسطيني ولا يلغي الحقوق الأخرى وخاصة حق العودة. أنا أود أن يأخذوا هذا القرار، ولقد حاولوا الضغط قانونياً بالجلسة عبر إفشال تسليم المذكرة قانونياً وإخراج بان كيمون من الجلسة عندما ألقى أبو مازن فيها خطابه، إلا أنهم فشلوا..".

كاترين ضاهر

النداء العدد 172

كلمة رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسميالأستاذ حنا غريبفي يوم الإضراب والاعتصام  لهيئة التنسيق النقابيةأمام السراي الحكومي بتاريخ 19/10/2011

ظنوا أن الحركة النقابية الديمقراطية المستقلة قد انتهت....... ظنوا أن بإمكانهم والحالة هذه تمرير اتفاق مهين ومذلوتخريبي تحت جنح الظلام وعند منتصف الليل.....ظنوا أن إبعادنا عن المفاوضات وعن لجنة المؤشر وعدم إعطاءموعد لنا لسماع صوتنا يشطبنا من المعادلة ويلغي وجودنا.....لكنهم أخطأوا الحساب، وخاب ظنهم، خاب ظنهم لحظة فاجأهمإعلان تنفيذ الإضراب عند منتصف الليل ليفضحهم في وضح النهار صبيحة يوم الأربعاءالماضي في 12/10/2011 وهو يوم تاريخي للحركة النقابية في لبنان.نعم أخطأوا لأنهم نسوا من انتم، فقولوا لهم:"نحن يا سادة، أساتذة لبنان ومعلميه وموظفيه، ضميرالحركة النقابية المستقلة الشريفة ذات المصداقية مع قواعدها.فتحية لكم أيتها الزميلات والزملاء،تحية لكم أيّها النقابيون الشرفاء،تحيّة لكم وقد جئتم من الشمال كما الجنوب كما البقاعوالجبل وبيروت، ومن القطاعين الرسمي والخاص، ومن الإدارات العامة.جئتم لتقولوا: نحن هنا وأن أحداً مهما علا شأنه لا يمكنهإلغاءنا، ومن أراد شطبنا شطبه الناس.نحن هنا من أجل الناس جميعاً؛ نطالب لأجلهم بلقمة عيشهم،بتصحيح أجورهم، بمجّانية التعليم عبر تعزيز التعليم الرسمي، بالضمان الصحي، بضمانالشيخوخة، برفض الضرائب وأعبائها الملقاة عليهم، وضبط فلتان الأسعار الذي أكلتصحيح الأجور قبل إعطائها، ولا رقيب ولا حسيب.أن هذا التهويل الذي تسمعونه ليس إلا غطاء للنهب المنظّمللقمة عيش الفقراء وأصحاب الدخل المحدود.نحن هنا من اجل التغيير، تغيير هذه السياسات الاجتماعيةالتي أفقرت اللبنانيين وهجّرت شبابنا، وجعلت رواتبنا في تراجع مستمر قياساً إلىكلفة المعيشة، وجعلتنا في تحرّك دائم ومستمر من أجل تصحيحها.نحن هنا لنقول لمجلس الوزراء: إنّ قرار تصحيح الأجور قدولد ميتاً، وإكرام الميت دفنه.نحن هنا لنقول إنّ هيئة التنسيق النقابية هي الممثلالوحيد للأساتذة والمعلمين والموظفين في القطاع العام. وعليه نطالبكم بتمثيلها فيلجنة المؤشر وإعادة البحث من جديد بحق التنظيم النقابي لموظفي القطاع العام،للاعتراف به وتكريسه.نحن هنا لنثبت التزامنا بالمبادئ والأسس التي سبق وأعلنتهاهيئة التنسيق النقابية حول تصحيح الأجور:·       لا للأرقام الهزيلة والمذلّة التي لا تتناسبونسبة التضخم التي تجاوزت الـ 100%.·       لا للمبلغ المقطوع، نعم للنسب المئويّة علىالشطور.·       لا لضرب الأقدميّة والتراتبيّة والتمييز بينالموظفين.·       لا لتجميد الأجور ومعاشات التقاعد عند سقفالـ 1.800.000 ل.ل. ·       لا لتجميد التعويض العائلي وبدل النقل.·       لا لضريبة الـ TVA- لا للضريبة المفتوحة على المحروقات.·       لا للضريبة على الاتصالات التي تساوي نصفالفاتورة.·       لا لتمويل خدمة الدين العام على حساب الفقراءوالعمال والموظفين وأصحاب الدخل المحدود.·       نعم لفرض الضرائب على الربح العقاري والفوائدالمصرفيّة والأملاك البحرية، ووقف الهدر والفساد، وتجميد الأسعار.هذه هي مطالبنا، اسمعوها جيداً.... فنحن لا نريد سوىحقوقنا وتحرّكنا نقابيّ مستقل، هدفه تحقيقها ونحن ذاهبون إلى المؤتمر النقابيالوطني في الثلاثين من شهر تشرين الأول الحالي في قصر الاونيسكو.فإلى أوسع مشاركة من قبل جميع الأساتذة والمعلمين والموظفين في هذا المؤتمر مع متابعة اتصالاتنا التي ستبقى مفتوحة مع المسؤولين.

أشار رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي حنا غريب في الإعتصام أمام السرايا الحكومية، الى أن "أحداً مهما كان شأنه لا يمكنه إلغاءنا، ومن أراد شطبنا شطبه الناس"، لافتا الى أننا "نطالب من أجل الناس بتصحيح أجورهم وبمجانية التعليم وبالضمان الصحي وبضمان الشيخوخة وبرفض الضرائب والاعباء ومن أجل ضبط فلتان الاسعار".وقال:"نحن نعتصم اليوم من أجل تغيير السياسات الاجتماعية التي أفقرت اللبنانيين وهجرت الشباب وجعلت رواتبنا في تراجع مستمر قياسا الى كلفة المعيشة".وتوجه غريب الى مجلس الوزراء بالقول:"إن قرار تصحيح الاجور قد ولد ميتا وإكرام الميت دفنه".ولفت غريب الى أن "هيئة التنسيق النقابية هي الممثل الوحيد للاساتذة والمعلمين والموظفين في القطاع العام، وعليه نطالبهم بتمثيلها في لجنة المؤشر وإعادة البحث من جديد والاعتراف بها وإعطائها حق التنظيم النقابي لكل موظفي القطاع العام".وأكد غريب الالتزام بالمبادئ والاسس التي سبق وأعلنتها هيئة التنسيق، وقال:"لا للأرقام المذلة والهزيلة التي لا تتناسب ونسبة التضخم، ولا للمبلغ المقطوع، نعم للنسبة المئوية على الشطور، لا لضرب التراتبية والاقدمية والتمييز بين الموظفين  ولا لتجميد الاجور عند حدوده المليون و800 ألف ولا لتجميد التعويض العائلي، ولا لتجميد بدلات النقل ولا لضريبة الـTVA  ولا للضريبة المفتوحة على المحروقات ولا للضريبة على الاتصالات التي باتت تساوي نصف الفاتورة ولا لتمويل خدمة الدين العام عاما بعد عاما على عاتق الفقراء والموظفين والعمال والمعلمين، بل نعم لفرض ضرائب على الربح العقاري والفوائد المصرفية، إن العدالة تقتضي أن تعطوا من ليس معه وبأن تأخذوا ممن معه".وطالب غريب الاساتذة والمعلمين والموظفين الى تصعيد التحرك بشكل تدريجي خطوة خطوة من أجل أخذ حقوقهم، داعيا إياهم الى المشاركة بكثافة في المؤتمر النقابي الذي دعت اليه هيئة التنسيق في 30 تشرين الاول في قصر الاونيسكو توحيدا للحركة النقابية وإعادة توليدها على أسس متينة وذات مصداقية.وعن اللقاء مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لفت الى أن "ميقاتي مقتنع بأن هيئة التنسيق النقابية يجب أن تتمثل في لجنة المؤشر لتبحث ويسمع صوتها وهذا بحد ذاته إنجاز لهذا الاعتصام"، مشددا على أن "لقاءنا مع ميقاتي كان بفضل المعتصمين، إذ منذ أسبوعين ونحن نطلب الموعد تلو الموعد ومرة تلو المرة الى أن جاء المعتصمون وفرضوه بوحدتهم وقوتهم".

الأربعاء 19 تشرين الأول 2011

انصبت الانظار يوم السبت على مشهد التظاهرات الدولية احتجاجاً على السياسات الاقتصادية العالمية التي تكرس الاستغلال والجشع ضد ملايين البشر

توحدت الصورة، أول من أمس، في اكثر من 1000 مدينة حول العالم، فمن اوروبا الى الولايات المتحدة، حشد اول يوم عالمي لـ«الغاضبين» عشرات آلاف الاشخاص، وتخللته اعمال عنف في روما واعتقال العشرات في نيويورك. وتحت شعار «يا شعوب العالم انهضوا» او «انزل الى الشارع، اصنع عالماً جديداً»، دعا «الغاضبون» الى التظاهر في 951 مدينة في 82 بلداً، بحسب موقع 15 اكتوبر.نت، وذلك احتجاجا على الوضع الاقتصادي الهش الناشئ من الازمة العالمية وسلطة رؤوس الاموال. واختار «الغاضبون» أماكن تحمل رمزية كبيرة في الاقتصاد العالمي مثل وول ستريت في نيويورك وحي «سيتي» المالي في لندن والبنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت، حيث تجمع 6000 شخص على وقع صيحات «لن نبيع مستقبلنا للبنك المركزي الأوروبي». وكان المشهد الاكثر سخونة في ايطاليا، حيث أصيب 70 شخصاً بجروح، بينهم ثلاثة في حالة الخطر في أعمال العنف التي وقعت بين متظاهرين وعناصر الشرطة. وفي وسط روما، واجهت الشرطة بضع مئات من العناصر «غير المنضبطين الملثمين الذين كانوا يطلقون قنابل دخانية وزجاجات حارقة على قوات الأمن». وقام عناصر آخرون بإشعال النار في مبنى تابع لوزارة الدفاع. وتصاعدت النيران من المبنى الذي تواجد في محيطه عند فترة العصر نحو مئة مجهول ملثمين قاموا ايضا بإضرام النار بسيارتين. وفي لندن، اعتصم نحو 250 محتجاً أمام كاتدرائية سان بول، حيث قضوا ليلتهم وتوعدوا بالبقاء في هذا الموقع لأجل غير مسمى تعبيراً عن الغضب من رجال البنوك والسياسيين. وتلقى المتظاهرون دعماً من مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج، الذي قال من على سلم الكاتدرائية «ندعم ما يحصل هنا لأن النظام المصرفي في لندن هو المستفيد من المال الناتج من الفساد». وفي باقي أنحاء أوروبا، تجمع نحو 50 ألف شخص في لشبونة، اما في هولندا، فتظاهر نحو ألف شخص في لاهاي وعدد مماثل عند ساحة البورصة في أمستردام. كذلك تظاهر نحو ألف شخص في ساحة باراديبلاتز في زيوريخ أبرز مراكز قطاع المال في سويسرا، فيما تجمع بضع مئات من «الغاضبين» في العاصمة الفرنسية باريس. وفي أثينا التي تحولت محور الازمة المالية الاوروبية، تظاهر الآلاف امام البرلمان في اجواء هادئة. وفي ساحة تايمز سكوير في نيويورك، اعتقلت الشرطة الاميركية مساء اول من امس 71 شخصاً إثر تظاهرة مناهضة لوول ستريت جمعت آلاف الاشخاص وفق حصيلة للشرطة. وتجمع نحو 300 متظاهر امام البيت الابيض ووزارة الخزانة احتجاجا على «المافيا المالية» قبل ان ينضموا الى تجمع آخر ضم الآلاف تلبية لدعوة عشرين منظمة. اما في شيكاغو، فألقت الشرطة القبض على نحو 175 محتجاً في ساحة بوسط المدينة بزعم انتهاك نظام المدينة بالبقاء في الحديقة بعد إغلاقها وتجاهل تحذيرات من الشرطة بالمغادرة. ونظمت تظاهرات ايضاً في دول اميركا اللاتينية، وسار اكثر من خمسة آلاف من «الغاضبين» التشيليين في شوارع سانتياغو. وشهدت جنوب أفريقيا تظاهرات مماثلة في مدن رئيسة منها جوهانسبرغ ودوربان وكيب تاون. وفي آسيا خرج المئات في العاصمة اليابانية طوكيو بمشاركة محتجين مناهضين للطاقة النووية، وفي مانيلا عاصمة الفلبين، نظم بضع عشرات مسيرة إلى السفارة الأميركية، وسار نحو 250 كورياً جنوبياً في شوارع سيول فيما لم تشهد سنغافورة مثل هذه الاحتجاجات. ( ا ف ب، رويترز، يو بي آي)

الأكثر قراءة