النداء: "إعلان الدولة الفلسطينية"عبد العال: لا يمكن أن يكون تفتيت "إسرائيل" بيد الشعب الفلسطيني وحده
أقام اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني - فرع بيروت ندوة حوارية تحت عنوان "إعلان الدولة الفلسطينية" مع مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنانمروان عبد العال، الذي استهل حديثه بالإشارة إلى "أنها المرة الأولى يكاد يجمع الفلسطينيون على ملف وهو ترشيح فلسطين للانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة. فإذا تم الاعتراف بها تصبح المقاومة شرعية في حال شن عدوان، ويحق لفلسطين طلب معاقبة "إسرائيل" قانونياً في مجلس الأمم المتحدة. الاعتراف بدولة فلسطين هو إقرار دولي بحق الشعب الفلسطيني بالنضال لتحريره. ونحن أصحاب الطرح الأول في إعادة ملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة.. ولإنجاح هذه الخطوة وتعزيزها يجب أن تترافق بتوحيد الصف والكلمة ضمن إطار رؤية إستراتيجية سياسية متوافق عليها فلسطينياً"، شارحاً ضرورة توحيد الجهود لنيل الحرية كاملة، وقال "أولاً علينا أن نعي ما هي وظيفة "إسرائيل" والتي لا تعني الاحتلال. بل أن وظيفتها أوسع من النطاق الجغرافي التي قامت عليه دولة "إسرائيل". فالإمبريالية اليهودية تمنع وحدة كل هذه المنطقة وهي عامل في غاية الأهمية للبقاء على سيطرة الإمبريالية على كافة دول هذه المنطقة".
وتابع"ثانياً إن قدرنا كفلسطينيين أن نكون داخل هذه اللعبة وأن يتم هذا الإنزال على أرضنا، والذي كاد أن يكون أيضاً قدر غيرنا. ونحن كجبهة شعبية نرى عملية الصراع عبارة عن صراع شامل ومقاومة شاملة بحجم هزيمة "إسرائيل"، نحن كفلسطينيين نمنع إسرائيل من التمدد وإقامة مشاريعها، ولكن لا يمكن أن يكون تفتيت هذه الدولة بيد الشعب الفلسطيني وحده. و"إسرائيل" لا تقاتل بالقوة، فهناك فجوة علمية كبيرة تفرقنا عن العدو".
وأضاف "نحن شعب موزع بحكم الجغرافيا، لدينا قرى في القطاع الغربي لا يدخلها إلا أهلها، وهناك مدن لها مفتاح بيد "إسرائيل"، كما ان غزة نموذج مختلف عن القدس والضفة. وانا كفلسطيني في لبنان اختلف عن الفلسطيني في سوريا وهو يختلف عن فلسطينيي الأردن.. لذا المسألة تكمن في كيفية إدارتنا للصراع والعمل على توحيد الجهود ورص الصفوف" شارحاً واقع التنظيمات الفلسطينية وكيفية إنشاء منظمة التحرير عام 1964 وارتفاع منسوبها بالـ 67، متطرقاً إلى النظام العربي وثورة عبد الناصر، والهزيمة التي طالت العالم العربي أيام السادات التي أدت إلى انخفاض منسوب العرب.
أضاف"اتفاق أوسلو كان نتيجة هزيمة عربية بعد حرب الخليج، وبعد خروج الفلسطينيين من لبنان أتى اتفاق مدريد. الجبهة الشعبية طرحت سؤال كيفية إسقاط "أوسلو" الابن المجيد لكامب ديفيد ووادي عربة؟ عملياً كنا ندفع كلفة الاتفاقات والتي سُيَّمت تفاهمات في ظل واقع مرير وضائقة اقتصادية. عشية "أوسلو" وبعده قلنا أن هذا الاتفاق لا يحل الوضع ولن ينهي الأسباب التي أدت إلى إقامة الصراع، بل أدى إلى مزيد من تأجيج الوضع. وهناك رأيان لإسقاط "أوسلو"؛ اما تدخل قوى المعارضة الانتخابات وتأخذ السلطة أو نطالب بحل السلطة وتدخل "إسرائيل". طبعاً لا يمكن القبول بحل السلطة حتى إسرائيل لها مصلحة ببقائها لأن ممثلي السلطة لديها. وللأسف رغم كل انجازات المقاومة إلا انه إصابتها الانقسامات، وكلنا نعلم أن هذا الاتفاق مؤقت ولكنه تجدد بعد 5 سنوات والآن يحاولون تجديده"
وتابع"هناك أزمة بحركة المقاومة بفلسطين، وسط ظروف صعبة أدت إلى انقسام وحدة الشعب، إضافة إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية. ويوجد حلان لهذه الأزمة اما المقاومة واما المفاوضات، ولكن حالياً لا المقاومة ولا المفاوضات في فلسطين بخير.. لذا يجب وضع إستراتيجية للمقاومة وتحويل السلطة إلى سلطة مقاومة"
وتطرق عبد العال الى الصمت العربي و"هو ثلاث؛ الصمت السلبي، الصمت الايجابي، وصمت متواطئ مع "إسرائيل"، وشخصياً اعتبرهم واحداً. و"إسرائيل" لا تحاسبك على ماذا تتكلم بل ماذا تفعل. وان ممارسة المقاومة دون ضجيج أفضل من ضجيج المقاومة دون فعل وهذا ما نعاني منه". متناولاً انتفاضة الأقصى، شارحاً تبدل المعيار العربي والمعايير الفلسطينية الداخلية في ظل تأثيرات الواقع العربي الجديد على فلسطين وخاصة بداية الثورة المصرية، إضافة إلى تحولات إقليمية لاسيما دور إيران فيها والتحولات التركية – الإسرائيلية...
ختاماً، أكد عبد العال ضرورة العمل على مراجعة الخط العام "نحن مع خلق مرجعية مخالفة لمرجعية أوسلو، الإعلان عن الدولة الفلسطينية تمّ أكثر من مرة، نحن لسنا مع 242 على حدود الـ 67. ولا مع فكرة دولتين لشعبين، ولا يمكن السماح لبقاء الدولة الصهيونية". معلناً رفضه للجان الرباعية و"إذا كانت فلتكن بقيادة الأمم المتحدة وليس بلير. إسرائيل تملك تقارير منها كيفية إنهاء أبو مازن، لأن موقفه عدم قبول المفاوضات إلا بتوقف المستوطنات". شارحاً عواقب تصدي الأميركان لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة عبر استخدام حق النقض الفيتو والذي إذا استخدمته ستتعرض سفاراتها إلى هجوم شباب الثورات العربية عليها "ان الإقرار بقبول فلسطين كدولة عاملة كاملة العضوية في الأمم المتحدة نقلة في غاية الأهمية لتكريس منظمة التحرير الفلسطينية كوعاء يجسد مشروعية الشعب الفلسطيني ولا يلغي الحقوق الأخرى وخاصة حق العودة. أنا أود أن يأخذوا هذا القرار، ولقد حاولوا الضغط قانونياً بالجلسة عبر إفشال تسليم المذكرة قانونياً وإخراج بان كيمون من الجلسة عندما ألقى أبو مازن فيها خطابه، إلا أنهم فشلوا..".
كاترين ضاهر
النداء العدد 172