احتفال حاشد للشيوعي في ذكراه الـ 87 بمشاركة المعارضة السورية حدادة: تهديد إسرائيل لا يقل خطراً عن الطبقة السياسية

ناهز الـ90 ولم تظهر للشيخوخة آثار على وجوه مناصريه الذين احتشدوا في قاعة مغلقة وتمددوا الى خارجها لاتمام مراسم الاحتفال بالذكرى الـ87 لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني في فندق فرساي - الحمرا. تميز الاحتفال بتكريم "عميد الشيوعيين " النقابي نقولا لحام الذي ولد قبل تأسيس الحزب بـ10 سنوات وانتسب اليه بعد عشر سنوات على انطلاقته، وكذلك بتكريم المناضلة ليندا مطر والمخرج المسرحي يعقوب الشدراوي وسط حماسة لافتة عبر عنها حضور طغى عليه عنصر الشباب. وهؤلاء لا يتعبون من الكلام والحوار تحت سقف النقد الذاتي الذي ما برح سمة تلازم اداء الشيوعيين، او من تبقى منهم خلف القيادة الحالية وسط عصف من المتغيرات الداخلية والخارجية تزداد معها ضبابية الموقف الشيوعي. ولعل النقاش الدائر على صفحة التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" يختصر المشهد: شباب يسكنه الاندفاع على قاعدة الماركسية ونبض تشي غيفارا وما تشهده الدول العربية وسائر انحاء المعمورة من تحركات شعبية ، وقيادة تحاول التمايز عن "الآذاريين" فتخطئ احياناً ويزداد عدد منتقديها، وتصيب احياناً كما فعل الامين العام للحزب خالد حدادة في خطابه المطول في عيد التأسيس عندما اعلن للمرة الاولى رفض الحزب الشيوعي القمع في سوريا، وكذلك رفضه الحل الامني والقتل من جانب المجموعات المسلحة والنظام على السواء، وداخلياً صوّب على رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من دون تسميته لرفضه تطبيق النسبية في الانتخابات المقبلة.

حدادة: وحدة الفقراء

حضر الاحتفال الوزير علي قانصوه ممثلاً الرؤساء الثلاثة، ومثل وزير الطاقة والمياه سيزار ابو خليل وسط مشاركة حزبية لبنانية وفلسطينية وجمع من النقابيين والفنانيين تقدمهم مرسيل خليفة، ولفتت مشاركة المعارضة السورية ممثلة بوفد ترأسه الدكتور قدري جميل. وتحدث في الاحتفال ممثل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" مروان عبد العال، فأثنى على "نضال الشيوعيين في كل الميادين، خصوصاً في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية"، ثم القى الوزير الهندي السابق والقيادي في الحزب الشيوعي الهندي سيتران ساشوري كلمة الاحزاب الشيوعية العالمية. وبعد اشادة عريف الاحتفال بـ"التاريخ النضالي" لكل من لحام ومطر والشدراوي، قدم إليهم حدادة وخليفة والاديب محمد دكروب دروعاً تذكارية، ثم تحدث حدادة عن الاوضاع الداخلية ورد على كلام وزير الاقتصاد نقولا نحاس حول نسبة التضخم في لبنان وقوله انها لا تتعدى 19 في المئة، واكد انها انها تجاوزت 110 في المئة. وطالب الدولة باستعادة الاملاك البحرية والاموال التي سرقت في هذا القطاع قبل فرض ضرائب جديدة، منتقداً الموازنة ومطالباً بـ"إقرار السلم المتحرك للاجور وفرض ضريبة تصاعدية على قطاعات كثيرة كالعقارات، اما سياسات الصناديق الدولية فهي ستؤدي الى افلاس الدولة". وانتقد الاتحاد العمالي العام وسياساته الاقتصادية ، وطالب النقابات وهيئة التنسيق النقابية بـ"ان تعمل لانشاء مركز نقابي ديموقراطي يؤمن مطالب العمال"، مؤكدا "اننا لا نريد وحدة نقابية هشة تساوم على مطالب العمال، بل نقابة منحازة الى العمال وحقوقهم"، ودعا الدولة الى السماح لموظفي القطاع العام بممارسة حقهم الانتخابي عبر انشاء نقابة تعنى بشؤونهم، وتوجه الى الوزير قانصوه بالقول: "هل يعقل السماح للموظف بأن ينتمي الى الاحزاب ومنعه من ان يؤسس نقابة تدافع عن حقوقه يا رفيق علي؟". اما في موضوع النفط، فاشار الى"ان تهديد اسرائيل لثرواتنا النفطية لا يقل خطرا عن محاولات هذه الطبقة السياسية سرقة ثروتنا". واعلن موقفاً واضحاً من التحركات الاحتجاجية في سوريا قائلاً: "نعم، الامبريالية تستهدف سوريا، ولكن كيف نحمي الشعب السوري من هذه الهجمة؟ (…) الحل الامني لم يعد طريقاً لتجاوز الازمة. نحن منحازون الى الموقف الذي عبرت عنه قوى المعارضة الوطنية السورية وندعم الحوار على اساس لا للقمع والاعتقال والقتل والعمل العسكري من جانب السلطة والمجموعات المسلحة، ولا للتدخل الخارجي الذي يمهد له "مجلس سماسرة الخليج العربي" ولا للفتنة الطائفية، ونعم للدولة المدنية الديموقراطية في سوريا". عباس الصباغ

الأكثر قراءة