Hiba Awar

Hiba Awar

أقام إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني - فرع البازورية حاجز محبه بمناسبة 1 ايار عيد العمال وتم توزيع الحلوى على المارة ودعوتهم للمشاركة في التظاهرة في ١ ايار في بيروت.

عثمان تزغارت

باريس | فاز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند بالرئاسة الفرنسية، متقدما عن الرئيس المنتهية ولايته، نيكولا ساركوزي، ب ٥١،٨ بالمائة من الأصوات في الجولة الانتخابية الثانية. فوز هولاند يعيد اليسار الى الحكم، بعد ١٧ سنة مغادرة الرئيس ميتران الإليزيه، عام ١٩٩٥. وخرجت جموع المتظاهرين، فور الكشف عن النتائج في تجمعات احتفالية تعبيرا عن سعادة غالبية الفرنسيين بأفول الساركوزية وبداية عهد جديد وعد فرانسوا هولاند بأنه "سيكون قطيعة مع السياسيات الليبرالية المجحفة بحق الفئات الشعبية الاكثر تضررا من الأزمة". وتعهد هولاند ب "إطلاق دينامية أوروبية جديدة لوضع حد لسياسات التقشف، والعمل على دعم التنمية بوصفها قاطرة الخروج من الأزمة من خلال مكافحة البطالة وتقوية القدرات الشرائية للفئات البسيطة". وقال هولاند: "أنا رئيس اشتراكي وسأعمل على تجسيد حلم العدالة والتغيير الذي عبرت عنه غالبية الفرنسيين، وليس ناخبو اليسار فحسب".

واتجهت الأنظار على الفور الى مقر الحزب الاشتراكي الفرنسي، في محاولة لرصد اي مؤشرات تساعد على التكهن بهوية الشخصية التي سيختارها هولاند لرئاسة الحكومة. ويدور الحديث عن ثلاث شخصيات رئيسية مرشحة لهذا المنصب، وهي وزيرة العمل السابقة، عمدة "ليل" حاليا، مارتين أوبري، ورئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان، جان مارك إيرو، ووزير الشؤون الأوروبية في آخر حكومة يسارية ( ١٩٩٧- ٢٠٠٢)، بيار موسكوفويسي. لكن اغلب الكوادر الإشتراكية توافقت بأن الوقت ما يزال مبكرا للخوض في الشأن الحكومي، تفاديا لأي تجاذبات من شأنها ان تعكر صفو احتفال "شعب اليسار"، كما كان يقول الرئيس ميتان، بهذا الفوز التاريخي. وخرج أكثر من مائتي ألف شخص من انصار اليسار، رافعين الورود الحمراء، في ساحة الباستيل، احتفالا بهزيمة ساركوزي.

في معسكر اليمين، لم تكد تمر صدمة اللحظات الاولى الموالية للهزيمة الانتخابية حتى بدأت تبرز الى الواجهة الخلافات التي كانت تدور في الكواليس منذ أسابيع. ويتوقع المراقبون ان تؤدي هذه الخلافات الى انفراط الائتلاف اليميني الموالي لساركوزي، وإعادة تشكيل صفوف اليمين في ثلاث تشكيلات أساسية: اليمين الاجتماعي، والديغوليون، واليمين الشعبي المقرب من اليمين المتطرف. ويرتقب ان ينفصل اليمين الاجتماعي، القريب من الوسط او ما يسمى ب "الديموقراطية المسيحية"، لدخول الانتخابات البرلمانية التي ستجري الشهر المقبل بقوائم يتزعمها رئيس الحزب الراديكالي الاجتماعي، جان لوي بورلو. بينما يتنازع المعسكر الديغولي تياران يتزعم احدهما رئيس الحكومة المنتهية صلاحياته فرانسوا فيون، بينما يقود الثاني وزير الخارجية ألان جوبيه. اما "اليمين الشعبي" الذي يتزعمه وزير النقل تيري مارياني، فيرتقب ان يكسر "التابو الجمهوري" المتوافق عليه في فرنسا منذ ربع قرن، للتحالف بشكل علني مع اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان.

هذه التجاذبات التي ستعيد ترتيب صفوف اليمين الفرنسي بشكل جذري، ستكون إيذانا بنهاية الساركوزية كتيار سياسي، حيث يستبعد ان يبقى لها أي تأثير فعلي في الساحة السياسية. لكن الرئيس ساركوزي مرشح للعودة الى الواجهة في الأسابيع والأشهر المقبلة، ولكن من البوابة القضائية، حيث يرتقب ٣ قضاة تحقيق مكلفين بقضايا الفساد خروجه من قصر الأليزيه، وسقوط حاجز الحصانة الرئاسية، لاستدعائه امام القضاء للتحقيق معه في القضايا المتعلقة بعمولات صفقات الاسلحة السعودية والباكستانية، وفضيحة التمويل غير الشرعي لحملته من قبل مالكة مؤسسة "لوريال" لمستحضرات التجميل، ليليان بيتانكور، التي تعد أثرى أغنياء فرنسا. دون ان ننسى، بالطبع، التهم الاخيرة لساركوزي بتلقي تمويلات غير شرعية من الطاغية الليبي الراحل معمر القذافي.

آخر الاستطلاعات تؤكّد فوز المرشّح الاشتراكي بالرئاسة الفرنسيّة... والهيئات الأوروبية تعدّ لعودة اليسار

سيكون الفرنسيون يوم غد الأحد على موعد مع حسم مصير الرئاسة، التي باتت تميل بقوة نحو المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند، وهو ما تترقبّه العديد من الأنظمة العربية بتلهّف

عثمان تزغارت

باريس | مع اختتام الحملة الرسمية لانتخابات الرئاسة الفرنسية، مساء أمس، وقبل بدء «فترة التعتيم»، في الـ 48 ساعة التي تسبق الاقتراع، توافقت كل المؤشرات على ترجيح فوز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند. ولم تعد التحاليل والتوقعات مرتكزة على نتيجة الاقتراع، التي تبدو محسومة سلفاً، بل أصبح المراقبون مهتمين أكثر برصد الانعكاسات المتوقعة لزلزال اسمه «نهاية الساركوزية».

آخر استطلاعات الرأي، التي أجريت في الساعات الأخيرة، قبل بدء التعتيم، أجمعت على أن المرشح الاشتراكي سيتصدّر بفارق 5 إلى 6 في المئة عن منافسه ساركوزي. وبينت 5 استطلاعات متزامنة أجرتها، أمس، 5 معاهد سبر آراء مختلفة، أن هولاند سينال ما بين 52,5 إلى 53,5 في المئة، مقابل 46,5 إلى 47,5 في المئة لساركوزي. وأجرت مجلة «لوبان» دراسة معمقة زاوجت فيها بين نتائج هذه الاستطلاعات الخمسة ومختلف العوامل الأخرى المؤثرة في الاقتراع، مثل نسب الامتناع والمشاركة، والتوزيع المحتمل لأصوات الوسط واليمين المتطرف. وخلصت الدراسة إلى معدّلات دقيقة ترجّح فوز هولاند بـ 52,8 في المئة، مقابل 47,5 في المئة لساركوزي.

بالرغم من أن احتمال حدوث مفاجئة يبقى قائماً في أي استحقاق انتخابي، إلا أن المحللين أجمعوا على أن ساركوزي يحتاج إلى «ما يشبه المعجزة» لتدارك الهوة التي تفصله عن هولاند، وذلك بعدما تبين أن رهان الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته على أصوات اليمين المتطرف جاءت نتيجته عكسية تماماً، حيث أوضحت الاستطلاعات الأخيرة أن 46 في المئة فقط ممن اقترعوا لمارين لوبان سيدعمون ساركوزي في الجولة الثانية، فيما أدت مغازلة المتطرفين إلى تأليب تيارات الوسط على ساركوزي، ودفعت بزعيمها فرانسوا بايرو إلى تأييد هولاند.

بذلك اجتمعت كل العوامل الكفيلة بمنع نزيل الإليزيه من الفوز بولاية رئاسية ثانية. ولم يبق لأنصار ساركوزي سوى أمل ضئيل يتمثل في الرهان على المجهول الوحيد الباقي في المعادلة الانتخابية، والمتمثل في نحو 15 إلى 17 في المئة من الناخبين المترددين، الذين كشفت الاستطلاعات الأخيرة أنهم لا يستبعدون تغيير خياراتهم في آخر لحظة. لكن يُجهل إن كانت أصوات المترددين ستسمح لساركوزي بتدارك تأخّره عن هولاند، أو سيكون لها مفعول عكسي يؤدي إلى تعميق الهوة، وبالتالي فوز المرشح الاشتراكي بفارق أكبر.

في ظل هذه المعطيات التي تجعل نتائج الاقتراع شبه محسومة سلفاً، تحوّلت أنظار المحلّلين، داخل فرنسا وخارجها، نحو مسألة أخرى تتعلق برصد الانعكاسات السياسية المتوقعة لـ«نهاية الساركوزية»، وتحليل ردود المختلفة، فرنسياً وأوروبياً ودولياً، حيال العودة شبه المؤكدة لليسار الفرنسي إلى الحكم.

هيئات الاتحاد الأوروبي استبقت فوز هولاند بإعلان عقد قمة مطلع حزيران المقبل، وتخصّص لوضع سياسة اتحادية لدعم النمو الاقتصادي، كما يطالب به اليسار الفرنسي. أما الأوساط المالية، التي سعى ساركوزي إلى تخويف الفرنسيين من رد فعلها على فوز اليسار، فقد أرسلت أمس مؤشرات مطمئِنة جداً، حيث منحت لفرنسا قروضاً بنسب فوائد تعدّ الأخفض منذ صيف 2008. وعلى صعيد السياسة الدولية، عكست تعليقات المحللين إجماعاً على أن «نهاية الساركوزية» ستضع حداً لمنهج العنف والشطط، الذي يقارنه البعض بـ«الإرث البوشي» في الولايات المتحدة سابقاً.

هذا التفاؤل باندحار الساركوزية ينسحب أيضاً على الصعيد العربي. ولا يكاد يُستثنى من هذا الإجماع سوى «ثوار ليبيا»، الذين سيخسرون برحيل نزيل الإليزيه الحالي عرَّاب ثورتهم، وزعيم التحالف الأطلسي الذي ساعدهم على «التحرّر» من نظام القذافي، بالإضافة إلى حفنة قليلة من المعارضين السوريين، وبالأخص في صفوف «المجلس الوطني»، ممن راهنوا على شطط السياسات الساركوزية أملاً في تكرار السيناريو الليبي في سوريا.

باستثناء السلطة الليبية الجديدة، تشهد الدول المغاربية التي تربطها بفرنسا علاقات وثيقة، سواء على الصعد السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، بفعل التقارب الجغرافي ووجود جاليات مغاربية في فرنسا تفوق 7 ملايين مهاجر، موجات تفاؤل كبيرة بأن تؤسس عودة اليسار إلى الحكم لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع فرنسا. وتذهب بعض الأحزاب والتيارات السياسية المغاربية، كما تشير تقارير مراسلينا المنشورة ضمن هذا الملف، إلى حد اعتبار رحيل ساركوزي من الإليزيه شرطاً لأي تحسن في العلاقات مع فرنسا.

في الدول العربية التي شهدت ثورات شعبية، كتونس ومصر، تنظر السلطات الجديدة إلى رحيل ساركوزي عن الحكم بوصفه نقطة تحوّل مفصلية تمهّد لقطيعة مع «ممارسات الماضي»، واغتنام فوز اليسار من أجل التأسيس لعلاقات ندّية، بعيداً عن «فكر الوصاية» النيو _ كولونيالي، الذي دفع فرنسا الساركوزية إلى الوقوف في صف الطغاة، خلال الثورات التونسية والمصرية، بحجة تأمين الحدود الجنوبية لأوروبا من فلول المهاجرين، من قبل نظام بن علي، ورعاية مصالح إسرائيل وأمنها، من قبل نظام مبارك في مصر وحلفائه في ديكتاتوريات وممالك «دول الاعتدال» العربية.

أما في الدول العربية التي تشهد حراكاً شعبياً من أجل التحرر والكرامة، من دمشق إلى نواكشوط، فإن أفول الساركوزية يبشِّر بكسر شوكة المراهنين على «التدخل الأجنبي»، ما سيحصّن الحراك الشعبي ضد منزلقات الديموقراطية المحمولة على ظهور الـ«إف 16». وأما بالنسبة إلى القضية الفلسطينية، فإن حركات المقاومة، داخل الأرض المحتلة أو خارجها، لن تحزن بالتأكيد على هزيمة أول رئيس فرنسي، منذ الجنرال ديغول، تجرَّأ على المفاخرة بصداقته للدولة العبرية.

السبت ٥ أيار ٢٠١٢

علي السقا

«أسوَد وبيحكي عربي؟»، «مش مبيّن عليكي شيعية!»، «يا حرام بنتو تزوجت مدني. ما كان بيستاهل!»، «الله روم»، «اغتصبكِ؟ ليه شو كنتي لابسة؟»، «إذا البلد صار علماني بياكلونا الإسلام»... مقولات أشبه بلوازم لا ينفك يرددها بعض اللبنانيين في السرّ أو في العلن، وهو ما دفع بمنظمي «مسيرة العلمانيين نحو المواطنة» إلى تحويلها للافتات، لا تأييداً لمضمونها، بل للتذكير بأنها تكوّن مواقف خاطئة وردود أفعال تلقائية من اللبنانين تجاه العمال الأجانب، الزواج المدني، الاغتصاب، حقوق المرأة والعلمانية وغيرها من القضايا.

المسيرة التي ستنطلق غداً عند الساعة الرابعة عصراً من أمام حديقة الصنائع وصولاً إلى عين المريسة، ستضم أفراداً وجمعيات أهلية وناشطين وإعلاميين. ستصعد خلالها مقدّمة نشرة الطقس على تلفزيون الجديد، إلى الشاحنة، وتعرض أحوال الطقس بطريقة مبتكرة تنتقد فيها الطائفية قبل أن تصل إلى أن العلمانية هي الحل.يشير منظمو المسيرة، كندة حسن، يلدا يونس، إليكس بوليكافيتش، إلى تعاونهم منذ شهرين مع كل المتضامنين والجمعيات المهتمة، الأمر الذي قد يسهم في حشد وسائل الإعلام والحضور. وتلفت يونس إلى أن المسيرة سترفع عناوين ومطالب واضحة، بعكس ما حصل في السابق عند رفع عناوين فضفاضة رغم أحقيتها وأهميتها.

قانون مدني للأحوال الشخصية، قانون حماية المرأة من العنف الأسري، إلغاء المادة 522 من قانون العقوبات الذي يبرّئ المغتصب إن تزوج بضحيته، الرقابة على الإنترنت، إعادة النظر في الرقابة على الأعمال السينمائية والمسرحية، هي الأهداف والعناوين الرئيسية التي سيسير من أجلها «العلمانيون نحو المواطنة».

التواصل مع المؤسسات التربوية من جامعات ومعاهد ومدارس، أحد الأهداف التي يعمل عليها هؤلاء. حاولوا في السابق، لكنهم ووجهوا برفض وتضييق من إدارات الجامعات، إلى حد أنهم منعوا من تعليق الملصق الإعلاني عن المسيرة. بأي حال، سبق للطلاب في بعض الجامعات تأسيس نواد علمانية رغم الاعتراضات التي أبدتها إدارات جامعاتهم، كالنوادي العلمانية في الجامعة الأميركية واليسوعية وجامعة الألبا.

أخذ هؤلاء على عاتقهم مهمة إعلان المسيرة والمشاركة في صياغة الأفكار والشعارات والعناوين، وصولاً إلى حضورهم في المسيرة.صحيح أن نقاشاً حصل في أثناء الإعداد، تخلله اعتراض بعض الأشخاص على توجه قسم من الشعارات إلى طائفة أكثر من أخرى، إلا أن «مسيرة العلمانيين نحو المواطنة» ستمثّل مظلة كبيرة تضم تحتها خليطاً من الجمعيات والأفراد من انتماءات فكرية واهتمامات متنوعة.

السبت ٥ أيار ٢٠١٢

السفير: لم يكن المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان محمد الجشي يتصوّر أنه سيدافع يوماً عن الناشط الحقوقي عبد الهادي الخواجة، الذي دافع هو عنه في العام 2006 عندما اعتقل خلال اعتصام نظم في مطار البحرين.

يتبنى الجشي (31 عاماً) اليوم القضية التي تحولت إلى رمز أساسي من رموز الثورة البحرينية المطالبة بالديموقراطية واحترام حقوق الإنسان، ولفتت أنظار وسائل الإعلام العالمية إلى معاناة البحرينيين. «السفير» التقت الجشي أثناء زيارته الى بيروت، وفي الآتي أبرز ما حمله اللقاء:

^ ما هي آخر التطوّرات في قضية عبد الهادي الخواجة؟

{ بناء على حكم محكمة التمييز البحرينية حول الطعون المقدّمة من قبل عبد الهادي الخواجة وبقية الرموز في القضية التي تسمى «بالتحالف من أجل الجمهورية»، أُحيلت القضية إلى محكمة الاستئناف، وذلك بسبب وجود «عوار قانوني»، أي خطأ في تطبيق القانون وتعسّف في تفسيره. سيتمّ الآن تحديد موعد لنظر الاستئناف من جديد وسيتمكّن المحامون من إعادة مناقشة الأدلة وتقديم دفوعاتهم القانونية، ومن بينها الاستعانة بشهود النفي، خصوصاً أن موكلي الخواجة لم يسمح له أمام جميع درجات المحاكم العسكرية بتقديم شهود النفي. كنت أتمنى أن تستجيب محكمة التمييز لطلبي المستعجل والذي كان معروضاً عليها بشأن إخلاء سبيل موكلي حتى البت في الموضوع وإصدار الحكم، ذلك أنه ليس هناك أي مبرر قانوني لاستمرار حبسه، وذلك لعدم وجود أي دليل يجزم بصلته بموضوع الاتهامات المسندة إليه.

^ كيف ترى قرار نقل محاكمة الخواجة من المحكمة العسكرية إلى محكمة الاستئناف؟

{ هذه الخطوة عادية، وربما كانت إيجابية لو ان المحكمة أخلت سبيله. ويبيّن عدم الإفراج عنه عدم جدية السلطات البحرينية في حل المسألة بالطرق الديبلوماسية. وهي منعت حتى السفير الدنماركي من زيارته ورؤيته.

^ ماذا تتوقّع ان يكون قرار المحكمة المقبل؟

{ لا أعتقد أن المحاكمة ستصدر حكمها قريباً لأن التوقيت سيئ جداً، خاصة ونحن مقبلون على الإجازة القضائية بعد شهرين تقريباً وستستأنف المحكمة أعمالها من جديد في شهر أيلول المقبل. ومن جهة ثانية، ومراعاة لحجم القضية، نتطلّب وقتاً لمناقشة تفاصيل القضية بين أدلة الادعاء والدفوع، وجدول المحكمة مزدحم.

^ لماذا برأيكم سمحت السلطات لشبكة «بي بي سي» بإجراء مقابلة مع الخواجة وفي هذا التوقيت بالذات، بعد أيام من تغذيته قسرا؟

- الهدف الرئيسي من المقابلة التي أجرتها «بي.بي.سي» هو ان الحكومة أرادت ان تبيّن أن وضع خواجة الصحي جيد لتخفّف الضغط الشعبي، وهي اختارت وسيلة إعلامية اجنبية لان الإعلام المحلي فقد مصداقيته. ومن جهة ثانية، أرادت ايضا ان تبيّن بأنه غير مقطوع عن العالم. أذكّر هنا بأن المرة الأخيرة التي سمح لي برؤيته كانت في الرابع نيسان الماضي.

^ هل هناك قلق إزاء استمرار الخواجة في إضرابه عن الطعام؟

{ نحن قلقون لأن إضرابه استمر لاكثر من 80 يوماً، لكنه عازم وبكل قوة على الإضراب وإرادته قوية.

^ ماذا عن الناشطة زينب الخواجة، ابنه عبد الهادي المعتقلة أيضاَ؟

{ كما هو معلوم برّأت المحكمة أمس الأول السيدة زينب من قضية شتم موظف عام بسبب غياب الادلة. ولكن في الوقت ذاته، حرّكت خمس قضايا اخرى ضدها تتعلق بالتجمهر وإهانة موظفين عموميين. ان تحريك هذة القضايا ضد زينب الخواجة في توقيت واحد يؤكد أن الاتهامات المسندة هي اتهامات كيدية كان القصد من ورائها محاولة التنكيل بعائلة الخواجة، وهي جزء من حملة استهداف الناشطين الحقوقيين في البحرين وذلك عن طريق الاتهامات الكيدية والتشريعات التي تصادر الحريات العامة وتقيدها، خصوصاً أن ذلك يتزامن مع محاكمة الناشط نبيل رجب في السادس من أيار الحالي بتهمة التحريض على التحرّك والتجمهر.

^ هل تقوم اللجنة التي أنشئت بعد «تقرير بسيوني» بمحاكمة مرتكبي الانتهاكات جديا من خلال معاقبتهم؟

{ بناء على توصيات لجنة تقصي الحقائق تم تشكيل وحدة متخصّصة في النيابة العامة من أجل التحقيق في قضايا الانتهاكات والقتل والتعذيب خارج القانون، وبالرغم من تقديم مئات الشكاوى لم تقم النيابة العامة بتحريك دعاوى جنائية جدية ضد المسؤولين عن الانتهاكات، حيث اكتفت بتقديم دعاوى شكلية معدودة لا تتجاوز العشر قضايا ضد بعض صغار الموظفين، وتم تقديمهم للمحاكمة بإجراءات ضعيفة ومن دون أدلة قوية من أجل ان تقضي المحكمة ببراءتهم ويفلتوا من العقاب. الافلات من العقاب هو ظاهرة خطيرة جدا لأنها ستولّد غضبا لدى الضحايا وستفتح أبواب الجريمة ضد المعتدين خصوصاً إذا كانوا معروفين.

^ كيف تقيّم واقع الانتهاكات التي تحصل في حق المعتقلين؟

- لا تقارن الممارسات التي كانت تحصل قبل «تقرير بسيوني» بممارسات اليوم، حيث قلّت، ولكن لا تزال الى حد كبير مستمرّة مثل سوء معاملة السجناء، خصوصاً ان طريقة التعذيب تغيّرت من خلال اتباع أسلوب جديد وهو التعذيب المعنوي، مثل تهديد السجناء بالاعتداء أو اغتصاب أحد أفراد عائلاتهم، أو تلفيق جريمة للسجين. وهناك من يجبرون على التوقيع على أقوال ليست أقوالهم.

أجرت الحوار رشا أبي حيدر

حلّ عيد العمّال هذا العام بصخب وسخط شعبييّن عكسا تضخّم ازمة البطالة العالمية التي ادى فشل الانظمة في معالجتها، من اميركا الى اوروبا فالعالم العربي، الى نشوء حركات احتجاجية مطلبية ناشطة، نقلت المواجهة مع السلطة الى الشارع.

وفي تونس، تظاهر نحو 20 ألف محتج امس الاول في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي، وسط العاصمة التونسية، للاحتفال بعيد العمال العالمي مطالبين بتوفير وظائف لمئات الآلاف من العاطلين عن العمل، وذلك في تظاهرة دعا اليها «الاتحاد العام التونسي للشغل» (أكبر مركزية نقابية في تونس) و«الجامعة العامة التونسية للشغل» و«اتحاد عمال تونس» اللذان تأسسا بعد الثورة التي أطاحت بنظام المخلوع زين العابدين بن علي.

وشاركت في التجمع العمّالي، الاكبر منذ ان ألغت وزارة الداخلية في 10 نيسان الحالي حظر التظاهر في شارع بورقيبة إثر أعمال عنف، منظمات غير حكومية وأحزاب سياسية بينها «حركة النهضة» الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس. واعتبر مراقبون أن مشاركة الحركة «تكتيكية» وأن الغاية منها «تحجيم دور الاتحاد التونسي للشغل وقدرته على التعبئة» في وقت اعتبرها آخرون محاولة من «النهضة» لتحسين علاقتها بالاتحاد.

وفي البحرين، تعرض عشرات المتظاهرين، الذين كانوا يرددون شعارات مناهضة للحكومة، لمواجهة عنيفة من قبل شرطة مكافحة الشغب، حيث فضت تظاهرة في منطقة السوق في المنامة بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. كما ذكر ناشطون أن احتجاجات نظّمت لمناسبة العيد في عدد من المناطق.

ووسط إجراءات التقشف والازمات الاقتصادية التي تهز أوروبا، جرت مسيرات عيد العمال في العديد من الدول، حيث احتشد في إسبانيا أكثر من مئة ألف متظاهر. وقد شارك الاسبان في مسيرات جالت 80 مدينة، احتجاجاً على اقتطاعات غير مسبوقة في الميزانية وإصلاح العمل بقرار من الحكومة المحافظة سعيا لتخفيض معدل البطالة الذي بلغ مستوى قياسيا.

وفي اليونان، شارك 18 ألف شخص في تظاهرات في أثينا ومدن أخرى، وأتت هذه التظاهرات قبل خمسة أيام من الانتخابات التشريعية المقررة يوم غد، في وقت نظمت النقابات الثلاث الكبرى في ايطاليا حفلة موسيقية في روما بعد تظاهرات في ريتي، قرب العاصمة، لمطالبة الحكومة بمساعدة الشبان بشكل اكبر لمواجهة الأزمة.

وفي فرنسا التي ارخى ظل الانتخابات الرئاسية على عيد عمّالها هذا العام، تظاهر بحسب الاتحاد العام للعمل «سيه جيه تيه»، نحو 250 ألف شخص في باريس و750 ألفا في عموم فرنسا. كما أعلنت النقابات أنها حشدت أكثر من 48 ألف شخص في الاحتجاجات، أي بزيادة أربع مرات عن العام الماضي، في وقت نظم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مهرجاناً انتخابيا موسعاً لمناسبة العيد، حضره نحو 20 ألفا من أنصاره.

كذلك، شهدت عشرات المدن الاميركية تظاهرات لمئات المحتجين للتنديد بالتفاوت الاجتماعي، ملبيّن دعوة حركة «احتلال وول ستريت» للاحتجاج في يوم عيد العمال. وفي وقت اتسمت التجمعات بطابعها السلمي، تم إلقاء القبض على العشرات في مناطق متفرقة بينهم اكثر من 40 في نيويورك.

وفي اوكلاند، أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق المحتجين الذين قالوا إنهم رشقوا الضباط بأشياء وضربوهم بألواح معدنية. وقال مسؤولو المدينة إن محتجين نهبوا مصرفين وسرقوا شاحنة صغيرة تابعة للشرطة وسيارة خاصة بقناة إخبارية.

وفي سياتل، هشّم محتجون يرفعون رايات سوداء على عصي، واجهات متاجر عدة وأحد فروع مصرف «إتش. إس. بي. سي» قبل أن تجليهم الشرطة من المنطقة، فيما هشّم آخرون نوافذ مبنى اتحادي وتم احتجاز ثمانية.

وفي اسطنبول توجه عشرات آلاف المتظاهرين نحو ساحة «تقسيم» حيث قتل عشرات الأشخاص قبل 35 عاما. وتحولت التظاهرة في محافظة تونجلي المأهولة بغالبية كردية، إلى صدامات أصيب خلالها شرطيان من رشق الحجارة، بحسب وكالة أنباء الأناضول التركية.

(ا ف ب، رويترز)

هل انتهت «الأغنية السياسية» اللبنانية، تلك التي بدأت تحفر مكانتها ومكانها في اللحظة التي سبقت الحرب الأهلية في لبنان؟ في تلك اللحظة، كانت المحاولات الأولى التي بدأت تتمخض عن قول ولحن جديدين، والتي ازدهرت لتأخذ اتساعها في سنوات الحرب، لتتبوأ طليعة الأغنية، نظرا أيضا إلى ما طرحته من قضايا، على مختلف الصعد.

هي أكثر من ظاهرة، وهم أكثر من أسماء، عرفت كيف تستمر لتذهب شيئا فشيئا نحو تكريس لكلّ هذا العمل، ولتترك معها جمهورا، رافقها، وما زال يحن إليها، وبخاصة عندما تشتد أزمة ما، أو حين يأتي حدث ليذكرنا بكثير من الأشياء التي لا تزال عالقة.

هذه الذكريات هي التي يلاحظها المرء في الحفل الفني الذي أقامه خالد الهبر والفرقة، مساء الثلاثاء الماضي، في قاعة قصر اليونسكو في بيروت، والذي أتى ضمن سياق الاحتفاء بالأول من أيار. للعمال عيدهم، والهبر لم يتوقف، منذ البداية، عن خياراته السياسية بالدرجة الأولى، أي لم يتوقف عن توجيه التحية للعمال الذين يشكلون فضاء تحركه، ومجاله الحيوي في الكتابة والتلحين والغناء. والجمهور أيضا لا يتوقف عن ملاحقة الهبر من حفلة إلى أخرى، كأنه أسس وراءه أكثر من جمهور، أي أسس مريدين، لا يتوقفون عن الصراخ له، وعن الهتاف بتحيته، وعن مطالبته باستعادة أغان قديمة، يرغبون في العودة للاستماع إليها، مباشرة، حتى ولو كانت موجودة على تسجيلات قديمة.

لكن قد لا تكون هذه التسجيلات القديمة، كافية ليعرف المستمع التطور اللحني الذي طرأ عليها، فغالبية الألحان القديمة، عُمل عليها مجددا منذ سنوات، لتقدم في توزيع جديد حملها إلى أماكن أخرى، لتحمل معها بالتأكيد أنفاس ريان الهبر، الذي يعمل مؤخرا مع والده، ليقدم صيغته الموسيقية الجديدة.

ثمة صيغة لحنية إذاً في عمل خالد الهبر، وقد بانت في حفلته هذه، ليستعيد فيها العديد من قديمه، لكن أيضا بعض جديده. وفي كلّ مرة، ثمة مسّ كهربائي يعود ليشتعل بين المتلقي والفنان، لكن أحيانا، يطغى حضور الجمهور أكثر، بمعنى لا يتوقف هذا الجمهور عن المطالبة بالعودة إلى هذه الأغنية أو تلك، كأنه بذلك يستعيد حنينا «تاريخيا»، وكأنه لا يرغب في الاستماع إلى الجديد، أو لنقل لا يرغب في التعرف إلى الجديد في لحظة التماس هذه، بل كأنه يؤجلها إلى فترة لاحقة، ولا يريد سوى الاستمرار في لعبة التماهي هذه.

في أي حال، حفلة أخرى لخالد الهبر، الذي لا يزال واقفا عند خياراته، وهي الخيارات التي لا يتخلى عن مبادئها، وأقصد بهذا، الخيارات السياسية التي انطلق منها منذ بداياته، والتي لا يزال يدافع عنها في نصوصه، بعيدا عن العمل الموسيقي، الذي يعرف منذ سنوات عملا مختلفا وتطورا في اتجاهات أخرى.

إسكندر حبش

النقابات الفاعلة تسحب الثقة من الاتحاد العمّالي ولا تستجيب

في حال عدم إعلان رئيس الاتحاد العمالي العام، غسان غصن، تعليق الإضراب المقرر اليوم، فإن إضرابه سيكون «وهمياً» أو «إعلامياً» بمعنى آخر، إذ إن الاتحادات النقابية الفاعلة أعلنت عدم استجابتها لحسابات المهيمنين على الاتحاد العمالي. السبب هو فقدان الثقة بهذه القيادة التي باعت حقوق العمال، لتقوم باستثمار تحركها اليوم سياسياً، دعماً لأطراف حكومية ضد أطراف أخرى

رشا أبو زكي

إضراب الاتحاد العمالي العام اليوم وهمي، إذ إن أكبر الاتحادات النقابية في لبنان أعلن عدم مشاركته والسبب واحد: «من يضمن عدم تعليق رئيس الاتحاد غسان غصن الإضراب ليلاً كالعادة؟ نحن لا نثق بهذا الرجل». موظفو المصارف، روابط المعلمين والأساتذة في المدارس الرسمية والخاصة، موظفو الإدارات العامّة واتحادات نقابية عديدة، كلهم سحبوا الثقة من غسان غصن ومن معه، متهمين تحركه الحالي بأنه «سياسي» في ضوء الخلافات الحاصلة بين أطراف الحكومة.

الاتهام هذا ليس من فراغ، وإنما نابع من تجارب سابقة مع غصن، أدت الى تعليقه الإضراب وفق إشارات سياسية قبيل الإضراب بساعات. حتى إن غصن وقيادة الاتحاد دعَوَا الى الإضراب اليوم بتوجس واضح. فماذا يعني أن الإضراب لن يترافق مع أي تحركات في الشارع؟ وماذا يعني أن يتم تقليص فترة انتهاء الإضراب من الساعة الثالثة بعد الظهر الى الساعة الثانية عشرة ظهراً؟ وماذا يعني أن تدعو قيادة الاتحاد الى تحرك من دون إعلان لائحة مطلبية واضحة ومحددة؟ أزمة الاتحاد العمالي هي أزمة ثقة بقيادته. بدأت طلائعها تظهر ميدانياً من خلال غير تحرك تم تنفيذه في مناسبة عيد العمّال أمام مقر الاتحاد في كورنيش النهر، رفعت خلاله شعارات، أقلها يطالب برحيل هذه القيادة، وسقف هذه الشعارات وصل الى حد تخوين القيادة العمالية، لتتبلور هذه الأزمة تمرداً من قبل اتحادات ونقابات فاعلة جداً، ترفض المشاركة في أي تحرك تدعو إليه هذه القيادة، بسبب معرفة مسبقة بالمراجع السياسية التي تنظم هذه التحركات وفق لحنها السياسي. فقد وضع رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف، جورج حاج، سلسلة تحفظات على تحرّك الاتحاد العمالي العام. فيصفه، مرة بأنه إضراب مسيّس، ومرة بأنه إضراب ملوّن لا يعرف كوعه من بوعه. ويستغرب حاج أن يعلن الاتحاد العمالي العام تنفيذ إضراب من دون وجود مطالب وطنية جامعة، لافتاً إلى أن ما يقوم به الاتحاد هو «استخفاف» بالناس، ففي كل مرّة يدعو إلى الإضراب يدخل مباشرة في حوار استجدائي باحثاً عن أي مخرج، ثم يسارع الى إبرام تسوية ليست في مصلحة العمال أبداً. وسأل: لماذا لا يأخذ ممثلو العمال في مجلس إدارة الضمان، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد غسان غصن، موقفاً من المستشفيات التي ترفض استقبال مرضى الضمان؟ في هذا السياق، يرى حاج أن الهدف من الإضراب هو محاولة استرداد بعض «الشعبية» التي يخسرها الاتحاد، فالقيادة الحالية تعاني من مشكلة عدم وجود مؤسسة، وإلا لماذا لا تجتمع هيئة المندوبين في الاتحاد لتقرّر. أما سياسياً، فالاتحاد مكبّل بانتمائه السياسي إلى قوى في 8 آذار التي تتألف منها الحكومة أيضاً، وبالتالي هناك علامات استفهام على تنفيذ إضراب بوجه الحكومة التي تمثّل فريقه السياسي.

الموقف ذاته أعلنه نقيب المعلمين وعضو هيئة التنسيق النقابية نعمه محفوض، إذ أكد أن معلمي لبنان لن يشاركوا في الإضراب. السبب ليس عدم وجود مشكلات اجتماعية واقتصادية، وإنما فقدان الثقة بالمطلق بقيادة الاتحاد العمالي العام. يشرح محفوض أنه منذ أشهر، تم الاتفاق بين هيئة التنسيق النقابية والاتحاد العمالي العام على تنفيذ إضراب لتحقيق مطالب تصحيح الأجور، إلا أن غصن أعلن وقف الإضراب الساعة الواحدة ليلاً، أي قبيل تنفيذ الإضراب بساعات، ومن دون الرجوع الى أحد. يقول محفوض «نحن لا نطمئن لغصن، وتحركه مرتبط بالخلافات بين الأطراف الحكومية، ولا علاقة له بوجع الناس، في حين أن الواقع يشير الى أن كل أطراف الحكومة مساهمة في هذا الوجع، وبالتالي لن يدخل الأساتذة في أي «همروجة» سياسية مصطنعة.

موظفو الإدارات العامّة لن يشاركوا في الإضراب أيضاً. ويشرح عضو رابطة موظفي القطاع العام محمد قدوح «إضراب دعا إليه غصن يعني أنه إضراب بلا صدقية، إذ ما الذي يضمن أنه لن يعلن تعليقه ليلاً كما يفعل عادة؟». يشدد قدوح على أن موظفي الدولة بالآلاف، إلا أن غصن لم يعمل على التنسيق مع الرابطة التي تمثّلهم لتحديد المطالب، مختلقاً إضراباً من دون عنوان، لافتاً الى أن التجربة مع غصن غير مشجعة: «إذ لم تمر أشهر على اتخاذه موقفاً لمصلحة أصحاب العمل مفرطاً بحقوق العمال، فما الذي أدى الى استيقاظه للمطالبة ببعض الحقوق اليوم، وهو ساهم في هدرها؟».

كذلك أعلن نقيب المحامين في بيروت، نهاد جبر، أن «النقابة غير معنية بالإضراب، وهو بالتالي يوم عمل عادي بالنسبة إلى المحامين والجسم القضائي»، في حين أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان، مارون الخولي، بعد اللقاء النقابي لعدد من رؤساء النقابات والاتحادات العمالية المعارضة، أن «اضراب اليوم شكلي مدسوس بهدف تنفيس الاحتقان الشعبي الذي بدأ يتبلور بشكل كبير وعفوي من دون أي تحريك سياسي، وهذا الأمر أرعب السلطة التي أعطت الأمر لاتحادها العمالي بالتحرك لإنقاذها من أي تحرك شعبي غاضب يسقطها في الشارع». كما دعا اتحاد نقابات عمال ومستخدمي جبل لبنان الى تجاهل دعوة الاتحاد العمالي الى الإضراب وعدم الالتزام بأي دعوة صادرة عنه.

وفي حين وصف رئيس الاتحاد اللبناني لمصالح النقل بسام طليس الشبان الذين رسموا شعاراتهم على مقر الاتحاد العمالي العام بـ«خفافيش الليل»، داعياً السلطات الأمنية الى توقيفهم، في معرض دفاعه عن قيادة الاتحاد العمالي العام، أعلن طليس نفسه أن اتحادات النقل البري قررت تأجيل الاضراب الذي كان من المفترض تنفيذه اليوم الى الخميس 24 الجاري، «افساحاً في المجال امام الاتصالات الجارية والتي أدت الى حلحلة بعض الأمور»، مكتفياً بإعلان تضامنه مع اضراب غصن، فيما أعلن اتحاد النقل الجوي مشاركته في الإضراب عبر وقف العمل في المطار ووقف حركة الطيران لساعتين (من الحادية عشرة قبل الظهر إلى الأولى بعد الظهر). كذلك ستشارك نقابة عمال ومستخدمي النقل المشترك في مصلحة السكك الحديد والنقل المشترك. بدوره أكد المجلس التنفيذي لنقابة مستخدمي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي التزامه «الإضراب الذي دعا إليه الاتحاد العمالي ومطالبه كلها، ولا سيما صون مؤسسة الضمان الاجتماعي»، فيما أعلن رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين كاسترو عبد الله باستهزاء «أنه اذا قرر الاتحاد العمالي العام الاستمرار في الاضراب فنحن معه»، مرجحاً أن يعلن غصن تأجيل الإضراب عند منتصف الليل.

 

700 ليرة

انخفض سعر صفيحة البنزين (وفق جدول تركيب أسعار المحروقات يوم أمس) 700 ليرة، ليصبح سعر الصفيحة من عيار 98 أوكتان 39 ألفاً و100 ليرة، وعيار 95 أوكتان 38 ألفاً و400 ليرة، فيما انخفض سعر المازوت 200 ليرة ليصبح سعر الصفيحة 28 ألفاً و600 ليرة.

 

ارحل يا غصن!

في إطار ليلة «الغرافيتي» في أول أيار، اختارت مجموعة من الشابات والشباب التوجّه نحو مقر الاتحاد العمالي ولوّنت جدرانه بمجموعة من الشعارات التي تتهم قيادة الاتحاد بالعمالة لسلطة المال، وتدعو غسان غصن الى الرحيل وتطالب بالتغطية الصحّية الشاملة، الا أن جهازاً أمنياً تحرّك بسرعة وعمد الى إخفاء هذه الشعارات، علماً بأن الجهاز نفسه لم يحرك ساكناً تجاه الشعارات نفسها التي تم رسمها على جدران بعض الشوارع. وكان اتحاد الشباب الديموقراطي قد نظم اعتصاماً حاشداً أمام مقر الاتحاد وتم إنزال علم الاتحاد وإحراقه.

الخميس ٣ أيار ٢٠١٢

نظم اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني اعتصاماً حاشداً أمام مقر الاتحاد العمالي العام بمناسبة الأول من أيار يوم العمال العالمي. شارك في الاعتصام ما يزيد عن 500 مشارك من عدة مناطق لبنانية ورددوا هتافات طالبوا فيها برحيل قيادة الاتحاد العمالي العام التي لا تمثل العمال بل هي ممثلة أرباب العمل والهيئات الاقتصادية وأرباب السلطة. كما رددوا شعارات اعتبرت أن هذه القيادة هي قيادة خائنة للعمال وباعتهم في اتفاق الأجور الأخير بعدما تحالفت مع الهيئات الاقتصادية لضرب اقتراح وزير العمل برفع الحد الأدنى للأجور، وقالت الهتافات أن حرمان اللبنانيين من احتساب بدل النقل من أساس الراتب هي سرقة موصوفة صممتها الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام وشرعها مجلس النواب بكل أطيافه السياسية.

وفي وسط الأجواء الغاضبة تسلق بعض الشبان مبنى الاتحاد وأنزلوا علم الاتحاد العمالي العام فقام آخرون بحرقه بعدما قالوا أن العمال لن يرفعوا إلا أعلام من يحقق مكتسباتهم ويدافع عنهم بوجه أرباب السلطة.

حضر في الاعتصام ممثلون عن نقابات عمالية معارضة بالإضافة إلى حشد عمالي شبابي واسع.

المنظمون وعدوا بإعادة الكرة مجدداً بهدف إسقاط شرعية الاتحاد العمالي العام إسقاطاً تاماً ودعوا إلى تكاتف جميع القوى الشعبية والنقابية لتأسيس مركز عمالي آخر ينحاز إلى العمال الفقراء بوجه السلطة الحاكمة وشددوا على تأييدهم للدعوات الصادرة لتأسيس هذا المركز النقابي البديل.

كلمة الاعتصام:

وألقيت كلمة واحدة في الاعتصام من قبل الجهة المنظمة ألقاها رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني علي متيرك قال فيها ما يلي:

"أيها الرفاق، يا عمال لبنان، للسواعد المجبولة بتراب الوطن وللعرق الممزوج بملح الأرض، في عيدكم تحيّة

للذين يشغلون الحياة ويملؤونها ضجيجا، فترتفع هامات الوطن وينعقد الأمل في بناء مجتمع تسوده العدالة والمساواة.

في الأول من أيار تحيّة للعمال والمستخدمين في المصنع والمؤسّسة وللمزارع في أرضه. تحيّة لوردة بطرس وعمال انتفاضة معمل غندور. تحيّة لمزارعي التبغ في الجنوب والبقاع ، للسائق والحرفي والبائع والمياوم .

يا عمال لبنان، للمهدورة حقوقهم بفعل تحالف أرباب المال مع قيادة الاتحا د العمالي العام الذي تحوّل خلال العقد الاخير لبوق للسلطة ومندوب مبيعات للشركات ورؤوس الاموال، هذه القيادة التي فرّطت بالمكتسبات وحوّلت هذا الاتحاد الى هيئة شكليّة لا تمثّل العمال ولا تدافع عن حقوقهم بل تعمل على ضرب أي محاولة لاعطاء العامل حقه، فلا عجب أن تتحالف مع الهيئات الاقتصادية ضد وزير العمل السابق شربل نحاس، لتقضم حق العامل والمواطن في اضافة بدل النقل الى أساس الراتب.

انّكم قيادة ساقطة وسقطتم بالتجربة ولا تمثّلون أي عامل من عمال لبنان، لا تمثّلون الا من أسقطكم على عمال لبنان بالتزوير وتشويه الحقائق، من خلالكم بدأ تدمير الوطن لانّ ثمنكم معروف وعمال لبنان لا يقدّرون بثمن.

عمال لبنان يريدون اتحاداً يدافع عن حقوقه المسلوبة ويحميهمم من استغلا ل وجشع ارباب العمل، اتحاداً يحميهم من الصرف التعسفي، لا اتحاد المكاتب وأبواق السلطة، اتحاداً يقول نعم انّ بدل النقل من أساس الراتب لا أن يقضم هذا الحق خدمة لاصحاب المليارات. نقول لكم انكم قيادة ساقطة لانّكم لم تحقّقوا لعمال لبنان شيء بل العكس وقفتم ضد حقوقهم المشروعة :

ماذا فعلتم لتأمين الضمان الاجتماعي لهم ؟

ماذا فعلتم في بدل النقل ؟

ماذا فعلتم في طرد العمال المياومين ؟

ماذا فعلتم في الحد الادنى للاجور ؟

ماذا فعلتم للعمال الذين يطردون من عملهم بشكل تعسّفي ؟

ماذا فعلتم لشباب لبنان الذين لا يجدون عملاً ؟

ماذا فعلتم للحد من ارتفاع منسوب الهجرة لدى شباب وأبناء الوطن ؟

ماذا فعلتم أمام ارتفاع الاسعار من ربطة الخبر التي يتم سرقتها مرّة بالوزن ومرّة بالسعر ؟

ماذا فعلتم أمام ارتفاع أسعار المحروقات ؟

كيف دافعتم عن الصناعة الوطنية ؟

نقول لكم أنّ الطبقة العاملة هي مستقبل البشرية وعمال لبنان هم مستقبل هذا الوطن، ومثلكم لن يكون الا ذكرى سوداء في تاريخ الطبقة العاملة، فالبرجوازية لا يمكن ان تبقى في الوجود، فكيف اذا كانت هذه البرجوازية على قيادة الاتحاد العمالي العام.

عاش الاول من أيار عيداً لكل عمال العالم ، ولعمال لبنان نقول ان معركتكم اليوم لاستعادة الحقوق تبدأ مع هؤلاء المتربعين على رأس قيادة الاتحاد العمالي العام الذين يؤدون دور المطيع لسياسة الحكومات التي أغرقت الوطن بمديونية عالية ، والتي كان فيها هذا الاتحاد شريكاً أساسياً في هذه السياسات .

عشتم عاش عيد العمال العالمي عاش عمال لبنان"

الأكثر قراءة