حلّ عيد العمّال هذا العام بصخب وسخط شعبييّن عكسا تضخّم ازمة البطالة العالمية التي ادى فشل الانظمة في معالجتها، من اميركا الى اوروبا فالعالم العربي، الى نشوء حركات احتجاجية مطلبية ناشطة، نقلت المواجهة مع السلطة الى الشارع.
وفي تونس، تظاهر نحو 20 ألف محتج امس الاول في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي، وسط العاصمة التونسية، للاحتفال بعيد العمال العالمي مطالبين بتوفير وظائف لمئات الآلاف من العاطلين عن العمل، وذلك في تظاهرة دعا اليها «الاتحاد العام التونسي للشغل» (أكبر مركزية نقابية في تونس) و«الجامعة العامة التونسية للشغل» و«اتحاد عمال تونس» اللذان تأسسا بعد الثورة التي أطاحت بنظام المخلوع زين العابدين بن علي.
وشاركت في التجمع العمّالي، الاكبر منذ ان ألغت وزارة الداخلية في 10 نيسان الحالي حظر التظاهر في شارع بورقيبة إثر أعمال عنف، منظمات غير حكومية وأحزاب سياسية بينها «حركة النهضة» الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس. واعتبر مراقبون أن مشاركة الحركة «تكتيكية» وأن الغاية منها «تحجيم دور الاتحاد التونسي للشغل وقدرته على التعبئة» في وقت اعتبرها آخرون محاولة من «النهضة» لتحسين علاقتها بالاتحاد.
وفي البحرين، تعرض عشرات المتظاهرين، الذين كانوا يرددون شعارات مناهضة للحكومة، لمواجهة عنيفة من قبل شرطة مكافحة الشغب، حيث فضت تظاهرة في منطقة السوق في المنامة بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. كما ذكر ناشطون أن احتجاجات نظّمت لمناسبة العيد في عدد من المناطق.
ووسط إجراءات التقشف والازمات الاقتصادية التي تهز أوروبا، جرت مسيرات عيد العمال في العديد من الدول، حيث احتشد في إسبانيا أكثر من مئة ألف متظاهر. وقد شارك الاسبان في مسيرات جالت 80 مدينة، احتجاجاً على اقتطاعات غير مسبوقة في الميزانية وإصلاح العمل بقرار من الحكومة المحافظة سعيا لتخفيض معدل البطالة الذي بلغ مستوى قياسيا.
وفي اليونان، شارك 18 ألف شخص في تظاهرات في أثينا ومدن أخرى، وأتت هذه التظاهرات قبل خمسة أيام من الانتخابات التشريعية المقررة يوم غد، في وقت نظمت النقابات الثلاث الكبرى في ايطاليا حفلة موسيقية في روما بعد تظاهرات في ريتي، قرب العاصمة، لمطالبة الحكومة بمساعدة الشبان بشكل اكبر لمواجهة الأزمة.
وفي فرنسا التي ارخى ظل الانتخابات الرئاسية على عيد عمّالها هذا العام، تظاهر بحسب الاتحاد العام للعمل «سيه جيه تيه»، نحو 250 ألف شخص في باريس و750 ألفا في عموم فرنسا. كما أعلنت النقابات أنها حشدت أكثر من 48 ألف شخص في الاحتجاجات، أي بزيادة أربع مرات عن العام الماضي، في وقت نظم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مهرجاناً انتخابيا موسعاً لمناسبة العيد، حضره نحو 20 ألفا من أنصاره.
كذلك، شهدت عشرات المدن الاميركية تظاهرات لمئات المحتجين للتنديد بالتفاوت الاجتماعي، ملبيّن دعوة حركة «احتلال وول ستريت» للاحتجاج في يوم عيد العمال. وفي وقت اتسمت التجمعات بطابعها السلمي، تم إلقاء القبض على العشرات في مناطق متفرقة بينهم اكثر من 40 في نيويورك.
وفي اوكلاند، أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق المحتجين الذين قالوا إنهم رشقوا الضباط بأشياء وضربوهم بألواح معدنية. وقال مسؤولو المدينة إن محتجين نهبوا مصرفين وسرقوا شاحنة صغيرة تابعة للشرطة وسيارة خاصة بقناة إخبارية.
وفي سياتل، هشّم محتجون يرفعون رايات سوداء على عصي، واجهات متاجر عدة وأحد فروع مصرف «إتش. إس. بي. سي» قبل أن تجليهم الشرطة من المنطقة، فيما هشّم آخرون نوافذ مبنى اتحادي وتم احتجاز ثمانية.
وفي اسطنبول توجه عشرات آلاف المتظاهرين نحو ساحة «تقسيم» حيث قتل عشرات الأشخاص قبل 35 عاما. وتحولت التظاهرة في محافظة تونجلي المأهولة بغالبية كردية، إلى صدامات أصيب خلالها شرطيان من رشق الحجارة، بحسب وكالة أنباء الأناضول التركية.
(ا ف ب، رويترز)