-حدث في 9 تشرين الثاني-
1799- نابليون بونابرت يسطو على الثورة الفرنسية وينصب نفسه في منصب القنصل الأول وهو بمركز حاكم فرنسا. 1821- بدأ الدراسة في أول كلية متخصصة للصيدلة وهي كلية فيلاديلفيا للصيدلة في الولايات المتحدة. 1918- قيصر ألمانيا فيلهيلم الثاني يتنازل عن الحكم بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وتحول ألمانيا إلى جمهورية. 1924- اغتيال السير لي أوليفر فيتزموريس ستاك (ولد عام 1868) حاكم السودان, على أيدي مسلحين مصريين.1935- القوات اليابانية تستولي على مدينة شانغهاي أهم موانئ الصين والمركز الاقتصادي الرئيسي لها. 1953- الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود يتولى حكم المملكة العربية السعودية بعد وفاة والدة الملك عبد العزيز آل سعود. 1961- نيل آرمسترونغ يقوم بتسجيل رقم قياسي في السرعة و ذلك عند طيرانه بطائرة X-15 بسرعة 6,587 كم/سا. 1977- الرئيس المصري محمد أنور السادات (1918 - 1981) يزور الدولة العبرية في أول زيارة علنية لرئيس عربي إليها، ويجتمع بقادتها، امتعاض عارم في المستويات الرسمية والشعبية العربية والإسلامية، ومظاهرات تعم الوطن العربي تتهم السادات بخيانة الأمة العربية والقضية الفلسطينية.الإعلان عن استقلال كمبوديا التي كانت تحت الحماية الفرنسية منذ 1863. 1983- مقتل القنصل السنغالي في بلجيكا بيد مسلح مجهول.1989- بدأ هدم جدار برلين الشهير. 1996- محكمة ألمانية في هامبورغ تحكم على الفلسطينية سهيلة أندراوس صايغ بالسجن لمدة اثني عشر عاماً بعد أن أدانتها باختطاف طائرة لوفتهانزا في عام 1977.
لأول مرّة في تاريخها، ستحكم البرازيل امرأة، هي ديلما روسيف البالغة من العمر 62 عاماً، ومرشحة حزب العمال اليساري الذي يتزعمه الرئيس البرازيلي الحالي لويس ايناسيو لولا داسيلفا،
حيث حصدت أكثر من 55 في المئة من الأصوات، بحسب النتائج الرسمية التي أعلنتها المحكمة الانتخابية العليا، متقدمة على منافسها الاشتراكي الديمقراطي جوزيه سيرا حاكم ولاية ساو باولو السابق المدعوم من اليمين 44 في المئة من الأصوات، إذ بلغ الفارق بينهما 11 نقطة مئوية، أي ما يعادل 12 مليون صوت. وهذه النسبة تعني أن مرشحة حزب العمال حصدت 55 مليون صوت.
وبذلك ستكون ديلما روسيف الرئيس الأربعين للبرازيل منذ تأسيس الجمهورية في عام 1889 هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 193 مليون نسمة، وتبلغ مساحته ضعف مساحة الاتحاد الأوروبي ومن المقرر أن يستضيف الأدوار النهائية من كأس العالم لكرة القدم. ومن المتوقع أن تصير البرازيل القوة الاقتصادية الخامسة في العالم بحلول سنة 2016 مع اكتشاف احتياطات ضخمة من النفط قبالة السواحل البرازيلية، وعندما يستضيف هذا البلد الألعاب الأولمبية الصيفية.
بعد ثماني سنوات في الحكم كسب الرئيس الحالي لولا رهانه الأخير، بنجاحه في ضمان انتخاب المرأة التي اختارها لخلافته في رئاسة البرازيل في كانون الثاني 2011، ونقل قسم مهم من شعبيته التي يتمتع بها، والتي تصل إلى ذروتها نحو 82 في المئة من المؤيدين له، بفضل كاريزميته، والعلاقة المفضلة التي أقامها مع شعبه، إضافة إلى قيامه بتحسين مستوى العيش للبرازيليين طيلة الولايتين من حكمه.
ورغم هذا المعدل القياسي من التأييد الشعبي فإن الدستور يمنعه من الترشح لولاية ثالثة وحتى لو غادر هذا العامل السابق في صناعة الفولاذ البالغ من العمر 65 عاما قصر بلانالتو الرئاسي فإن معظم المحللين يقولون إنه سيحافظ على نفوذ كبير داخل الحكومة.
عشية الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ظلت المعارضة اليمينية قوية على الصعيد المحلي، فهي تحكم 17 ولاية من أصل 27 أي ما يعادل 54 في المئة من السكان، منها الولايتان الكبيرتان في البرازيل، وهما ساوباولو وميناس جيرايس وبالمقابل فإن الرئيسة الجديدة ستكون طليقة اليد على صعيد الكونغرس أكثر من لولا فهي تتمتع بفضل حزب العمال البرازيلي والأحزاب التسعة المتحالفة معه بأغلبية قوية في مجلس النواب 360 مقعداً من أصل 503 مقاعد وهي في هذه الوضعية تبدو أحسن من لولا، إذ إنها ستتمتع بأغلبية في مجلس الشيوخ وبشكل خاص بالأغلبية الموصوفة بالثلثين في المجلسين النواب والشيوخ، الضرورية لتعديل الدستور.
ولدت الرئيسة الجديدة للبرازيل في 14 كانون الأول عام 1947 في بيلو أورويزنتو عاصمة ولاية ميناس جيريس وكان والدها بيدرو روسيف مهاجراً بلغارياً، وأصبح محامياً شيوعياً، ثم هرب من البرازيل عام 1929 وتنقل بين باريس وبيونيس أيرس قبل أن يستقر في البرازيل في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي بيد أنه أصبح لاحقا مقاولاً كبيراً في البناء وتزوج من برازيلية بنت أحد كبار مربي الأبقار ديلما سيلفا، وأنجب منها ثلاثة أبناء.
درست ديلما روسيف في أرقى المدارس البرازيلية بيد أن الذي غير مجرى حياة هذه الطالبة المثالية باتجاه النضال اليساري الراديكالي، هو الانقلاب العسكري الذي حصل في البرازيل في 31 آذار 1964 وعندما دخلت إلى الجامعة في عام 1967 كلية العلوم الاقتصادية، انضمت إلى منظمة تروتسكية صغيرة، تؤيد ممارسة الكفاح المسلح، وخلق البؤر الثورية، التي كتب عنها المفكر الفرنسي الكبير ريجيس دوبريه.
في سياق مقاومة الديكتاتورية العسكرية وضمن الأعراف الثورية المتبعة في أميركا اللاتينية كانت معظم المنظمات اليسارية المسلحة تقوم بعمليات سطو على البنوك من أجل تمويل ذاتها ففي تموز عام 1969 قامت المنظمة اليسارية التي تنتمي إليها ديلما روسيف بعملية سطو كبيرة في مدينة ريودي جينيرو، إذ استولت على كمية كبيرة من الأموال 2.5 مليون دولار.
وقد شاركت ديلما في التهيئة لتلك العملية العسكرية لكنها لم تطلق أي رصاصة نقلا عن صحيفة لوموند الفرنسية 2 تشرين الثاني2010.
مع اشتداد القمع في البرازيل ولاسيما بعد مقتل شرطيين وضابط أمن أميركي تم اعتقال ديلمار روسيف في عام 1970 وظلت لمدة ثلاث سنوات في زانزانة الديكتاتورية العسكرية وحين تحررت من الأسر التحقت مجددا بالجامعة عام 1974 وعملت كإدارية ناجحة لمدة ربع قرن، توجت باحتلالها منصب وزيرة محلية للمناجم والطاقة في عام 1999. وفي بداية 1980 أسهمت في إعادة تأسيس الحزب الديمقراطي العمالي يسار شعبوي بزعامة ليونيل بريزولا قبل انضمامها إلى حزب العمال اليساري في 1986 الذي كان يترأسه لويس ايناسيو لولا داسيلفا، والذي عندما انتخب رئيساً للبرازيل في سنة 2002 اقترح على ديلما أن تحافظ على الوزارة عينها، ولكن هذه المرة على صعيد فيدرالي.
ترفض ديلما الاسم الذي يطلقه عنها عادة الرجال «المرأة الحديدية» لكنها امرأة مهووسة بالفعالية وإن كانت لم تختبر امتحان صناديق الاقتراع في نظر البرازيليين الذين يحبون رئيسهم لولا، ولايكترثون كثيرا بالحياة السياسية ، يكمن الأمر الجوهري في مكان آخر: ديلما روسيف كانت مرشحة لولا (فقد قالت في حزيران 2010 حين أعلن حزبها حزب العمال اليساري ترشيحها رسميا للانتخابات الرئاسية) بعد هذا الرجل العظيم لولا ستتولى حكم البرازيل امرأة ستواصل قيادة البرازيل على نهج لولا.
قال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان امس إن إسرائيل ستنسحب من القسم الشمالي من قرية الغجر من دون اتفاق مع لبنان لأن حزب الله أحبط انسحابا كهذا بالاتفاق مع السلطات اللبنانية.
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن ليبرمان قوله خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني جيدو فيسترفيله في القدس المحتلة إن "حزب الله أحبط اتفاقا بشأن انسحاب إسرائيلي من القسم الشمالي من قرية الغجر ولذلك فإن إسرائيل سوف تنفذ الانسحاب من دون اتفاق مع لبنان وإنما مع الأمم المتحدة". وأضاف ليبرمان أن الاتفاق بين إسرائيل والأمم المتحدة سيُبحث في اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية سيعقد بعد عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من زيارة إلى الولايات المتحدة بدأها امس .
وذكرت صحف إسرائيلية امس إن نتنياهو سيستعرض خلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خطة إسرائيلية للانسحاب من شمال الغجر وتقضي بأن يبقى سكان هذا الجانب "مواطنين إسرائيليين" وأنه سيتم إمدادهم بالخدمات المدنية حتى بعد الانسحاب.
وتطرق ليبرمان إلى موضوع الاستيطان قائلا إنه "لا توجد لدى إسرائيل نية بتغيير الواقع الديمغرافي في الضفة الغربية (من خلال البناء الاستيطاني) لكن ينبغي السماح للسكان (أي المستوطنين) بالعيش حياة طبيعية".
وكرر ليبرمان تصريحات سابقة له بأن "الفلسطينيين أهدروا تسعة من عشرة شهور التجميد ولم يستغلوها من أجل التقدم في العملية السياسية".
من جانبه، قال فيسترفيله إن "سياسة ألمانيا حيال المستوطنات معروفة وستكون إسرائيل حكيمة إذا جمدت البناء في المستوطنات".
كشفت وثائق قضائية أن الحكومة الاسرائيلية متواطئة في عمليات بيع وتأجير الممتلكات والأراضي العربية في منطقة القدس الشرقية بأسعار بخسة لمستوطنيها.كما تظهر هذه الوثائق الآليات التي تتبعها تل أبيب لتمكين مستوطنيها من تعزيز وجودهم في هذه المناطق المقدسة.وفي السياق ذاته قالت صحيفة "هآرتس" إن دائرة أراضي إسرائيل تقوم بنقل الأملاك إلى جمعيتي "إلعاد" و"عطيريت كوهانيم" الاستيطانيتين من دون مناقصات، مشيرة إلى أن الأولى جلبت نحو 500 مستوطن إلى حي سلوان في حين انصرفت الثانية للاستيلاء على الأملاك العامة في البلدة القديمة.
خرج أكثر من عشرين ألف شخص يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني في عاصمة كوريا الجنوبية سيؤول في مظاهرة حاشدة ضد قمة العشرين التي ستعقد فيها في يومي 11-12 من نوفمبر/ تشرين الثاني. واشتبك نحو تسعة الاف شرطي من قوات مكافحة الشعب مع المتظاهرين، في حين قامت وحدات خاصة باطلاق رذاذ الفلفل لتفريقهم. ورفع المحتجون شعارات مناهضة للعولمة وانتقدوا فشل زعماء مجموعة العشرين في توفير فرص عمل جديدة، وتواصل تقليص الإنفاق على الرعاية الاجتماعية. يذكر أن قمة مجموعة العشرين الأخيرة التي عُقدت في تورونتو الكندية في أواخر يونيو/حزيران الماضي واجهت هي الأخرى احتجاجات كبيرة.
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي ينوي قبل يونيو/حزيران عام 2011 توظيف نظام إنذار من خلال رسائل هاتفية في حال القصف من الأراضي الفلسطينية. وأشار الصحيفة في عددها الصادر يوم الأحد 7 نوفمبر/تشرين الثاني إلى أن الحاجة إلى مثل هذا النظام ظهر بوضوح أثناء الحرب على لبنان في عام 2006 وعملية "الرصاص المسكوب" في قطاع غزة. ووفقا للمشروع المذكور فإن هذا النظام سيقوم بإرسال رسائل هاتفية أوتوماتيكية للمواطنين الموجودين في مناطق محددة باللغات العبرية والإنجليزية والروسية والعربية والأمهرية. ويذكر أن هذا النظام يمكن الاستفادة منه في حالات الطوارئ ألاخرى والكوارث الطبيعية.
-حدث في 8 تشرين الثاني-
1933- اغتيال ملك افغانستان نادر شاه الذي كان يحكم منذ 1929 وابنه ظاهر شاه البالغ من العمر 18 عاما يعتلي العرش.1620- وقوع معركة الجبل الأبيض قرب مدينة براغ، وهي أول معركة وقعت في حرب الثلاثين عام التي جمعت بين الكاثوليك والبروتستانت، وكان النصر حليف الجيش الإمبراطوري بقيادة فرديناند الثاني.1889- مونتانا تنضم للولايات المتحدة لتصبح الولاية رقم 41.1793- حكومة الثورة الفرنسية تفتح أبواب قصر اللوفر كمتحف للعموم.1939- محاولة فاشلة لاغتيال هتلر في ميونيخ والمانيا تتهم الاستخبارات البريطانية بتمويلها.1942- الحرب العالمية الثانية: انزال اميركي في المغرب والجزائر وانزال الماني في تونس التي اجتاحتها قوات دول المحور بالكامل في 16 تشرين الثاني.1949- رئيس وزراء إسرائيل دافيد بن غوريون يعلن عن حق إسرائيل بضم القدس إليها، وكان هذا أول تصريح يكشف النية بضمها إلى الدولة الإسرائيلية.1950- أول معركة جوية بين الطيران الأمريكي والطيران الكوري الشمالي في الحرب الكورية . وكانت الحرب الكورية قد اشتعلت في الخامس والعشرين من حزيران عام 1950 بسبب الصراع بين الشيوعيين في شمال شبه الجزيرة الكورية وبين مناهضي الشيوعية في جنوبها.1952- قام الثوار في تونس بنسف المؤسسات والسيارات الفرنسية ، وقطع خطوط التليفون عن السفارة الفرنسية في تونس.1959- اتفاق بين مصر والسودان حول تقاسم مياه النيل.1960- انتخاب جون كينيدي رئيسًا للولايات المتحدة.1994- الجمهوريون يسيطرون على الكونغرس الاميركي للمرة الاولى منذ اربعين عاما في عهد الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون.2004- أكثر من عشرة آلاف جندي أمريكي مدعومون بالقوات الجوية يبدأون بحصار مدينة الفلوجة العراقية.2006- وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد يستقيل من منصبه بعد هزيمة الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي بسبب رفض الشعب الأمريكي للحرب على العراق.
غادر بيته مسرعاً... اقتربت عقاب الساعة من الثانية والنصف فجراً... بدأ يتمتم بكلمات... مرة يذكر الله ويسبحه... ومرة يتخيل ماذا عليه أن يتصرف لو انطلقت السيارة وتركته في القرية... يحث الخطى مسرعاً... عله يصل في الوقت المحدد... فلا مجال أمامه للوصول لعمله إلا بهذه السيارة التي حان موعد انطلاقها... ولا يمكنه البقاء في البيت فليس لديه ما يسكت به جوع أولاده... وصل مركز القرية ودار بعينه يميناً ويساراً لكنه لم يرى شيء، دارت به الدنيا وبدت كما لو أنها تدور على محور يتحرك بسرعة كبيرة جداً... كاد أن ينهار فإذا به يلمح ضوء قادم من مكان قريب... السيارة التي يحاول اللحاق بها تصل في هذه اللحظات.
بدأ يهدأ تدريجياً بعد أن كاد ينهار لو لا قدر الله لم يتمكن من اللحاق بالسيارة. توقف السائق قربه، وركب وحيا من سبقه للسيارة، ودخل وأغلق بابها، وحشر نفسه جانب عدد لا بأس به من الركاب. انطلقت السيارة من قريته إلى حاجز الجلمة شمال مدينة جنين. وفي مثل هذا الوقت الكل يحاول أن يسرق غفوة قبل أن تتصل السيارة للحاجز، الذي يحتاج لحوالي نصف ساعة من الوقت. محمد لم يجد بد من النوم كبقية الزملاء في السيارة.
لم يعد محمد يكترث بالوقت، فهو في الاتجاه الصحيح، يسافر مع مجموعة من العمال، والسيارة تنطلق بهم للحاجز اللعين، الذي لا بد لهم من العبور من خلاله للوصول لأعمالهم في داخل إسرائيل. وبدأ يفكر بما ينتظره من عمل في هذا اليوم، وكم من المال سيأخذ من مشغله اليهودي. وفي خضم هذا التفكير صاح السائق "اصحوا يا شباب، الأجرة يا نشاما"، أفاق محمد من تفكيره ومد يده وأخرج الأجرة وكان أول من نزل من السيارة، وذلك كونه آخر من ركب.
نزل محمد ورغم أن الموسم خريفي إلا أن الليل يحمل معه الكثير من البرد، فحاول أن يلجأ لما يقيه البرد قليلاً، وفي ذات الوقت يبقيه قريباً من بوابات العبور من الحاجز. عمال آخرون قد وصلوا مسبقاً، وتوالت السيارات تفرغ حمولتها من البشر وتغادر، والكل ينتظر "ساعة الفرج"، كما يقولون، حيث أن الجنود وعمال شركة الأمن الإسرائيلية يغلقون البوابات حتى الخامسة صباحاً، ولا يكترثون بوقت العمال، حيث تجري إجراءات التفتيش ببطء شديد.
مر الوقت ومحمد يختلق الحكايات وزملاؤه عل الوقت يمضي بسرعة، ولاحظ أن نقاشهم لا يختلف عما سبق في الأيام السابقة، فحكاية البوابة، وما يقوم به أفراد الأمن تستحوذ على نصيب الأسد من النقاشات، خاصة عندما يأتي الحديث عن بعض عمال الشركة الأمنية الذين لا يكترثون بالعمال ومعاناتهم، فهناك من يتلذذ بالعذاب الذي يواجهه العمال. ومن خلال النقاش يتأكد لمحمد وغيره من العمال أن عليهم أن يتحملوا هذا العذاب حتى لا يخسروا التصاريح التي بحوزتهم، فقد قام أفراد الأمن بسحب عشرات التصاريح من العمال، لمجرد احتجاجهم على الأسلوب غير الإنساني للمعاملة.
جاء دور محمد، فك حزامه مسبقاً، وحمل بيده ما لديه من قطع معدنية، وعبر البوابة الأولى في مسرب المشاة، وهنا بدأت الصرخات تتوالى عليه" وقف... وقف... امشي... تعال... حط كل شي معك على الكرسي... ارفع ايدك...لف... امشي... وقف... خذ أغراضك... وين الهوية... وين التصريح... ارفع ايدك كويس... شو هذا التصريح... وقف على جنب..." توقف محمد قليلاً ولم يعد يدري ما ينتظره، خاصة وأنه يسمع عن حكايات كثيرة تتم في غرف التفتيش الخاصة.
وقف محمد عند باب مكتوب عليه رقم، وذلك بناء على طلب موظف شركة الأمن، وانتظر بعض الوقت قبل أن يفتح الباب، ويطلب منه الدخول للغرفة. دخل وكان في نفس الغرفة، وهي بالمناسبة بمساحة لا تزيد عن ستة أمتار مربعة، أربعة عمال. الكل ينتظر، لا مجال للحديث، الغرفة مراقبة، الخوف سيد الموقف، لا أحد ينبس بكلمة، والكل يشعر بحرج مما ينتظره. جاء دور محمد لينتقل من غرفة لأخرى، وهناك وجد نفسه وحيداً، وقف في غرفة صغيرة جداً صماء لا تتسع إلا لشخص واحد واقفاً. الشيء الوحيد في هذه الغرفة فتحة زجاجية صغيرة.
هنا شعر محمد بدونيته، وقبل بوحشية وعدم إنسانية الاحتلال. بدأت الأصوات ترد إليه من حيث لا يدري... كلمة طالما سمع عنها من زملاء سبقوه لهذا الموقف. اشلح... اشلح... هنا ليس أمامه إلا الامتثال للأوامر، ولن يسمح له بالخروج من هذه الغرفة إلا بعد أن يخلع ملابسه، فهو مضطر لتنفيذ كل ما يطلب منه دون تردد، وإلا سيجبر على ذلك ويسحب منه التصريح، الذي انتظره سنوات. محمد يقول بأنه شعر بذل وحرقة شديدين، وكاد ينفجر بالبكاء لعجزه عن قول كلمة لا، فاليوم تنكشف عورته أمام هؤلاء. محمد يقول بأنه شعر أن الدقائق التي قضاها في تلك الغرفة اللعينة كما لو أنها يوم كامل، وقال بأنه تصبب عرقاً كما لو أنه في فرن.
انتهى الأمر دون مشاكل، فهو لم يكن يحمل معه شيء، وكذلك بقية العمال، ولكن يبدو أن هذه السياسة فقط لإشعار العمال بأن عليهم الامتثال والانصياع لكل ما يطلب منهم. وهذا ما يكون فليس أمام العامل أي خيار يمكن الاستناد إليه، وكل من رفض الامتثال لأوامر الجنود بخلع ملابسه، أجبر على ذلك وسحب تصريحه، وخسر عمله.
انتقل محمد للطرف الآخر من الحاجز، وكان صاحب العمل ينتظره، وبادره بصراخ على خلفية طول انتظاره، ولم ينتظر صاحب العمل الجواب، فهو من نفس الطينة، لا يرى الفلسطيني إلا عامل، وينظر لعماله بأنهم أقل منه درجات، فكونه يهودي، وإسرائيلي وصاحب عمل، وهم فلسطينيون عرب، عمال، فهم أقل منه درجات.
طوال الطريق للعمل كان محمد يتخيل منظره أمام هذه المجموعة، ويتخيل أبناءه ينظرون إليه في هذا الموقف، ويحاول أن ينسى ويتمنى أن لا تعلم عائلته بحقيقة ما جرى. شريط أسود لا يفارق مخيلته، وبدا شارد الذهن طوال ذلك اليوم. محمد لم يعد يكترث باستمراره بالعمل، بقدر ما يهتم أن لا تعلم أسرته بما جرى له من مهانة. وكان يوم طولاً، انتهى باستلام محمد أجرته عن أسبوع كامل، ولم يفرح لما تقاضاه من أجر، رغم أنه عمل ساعات اضافية، وحصل على مبلغ إضافي، إلا أنه في هذه المرة لم يعد المبلغ كعادته، ودسه في جيبه دون حتى النظر إليه.
عاد محمد في المساء ووصل البيت متأخراً، وكان منهكاً، وحزيناً. وبعد أن استراح قليلاً سألته زوجته إن كان قد حصل على أجرته أم لا، خاصة وأنها تراه عابساً، لم يجبها، وناولها المبلغ دون أن ينبس بكلمة، هي بدورها فرحت، وعدت المبلغ وقالت الله يعطيك العافية، ونظرت إليه وهو على حاله، فأخفت فرحها، وحاولت أن تعرف سر حزنه، لكنه أصر على الاحتفاظ بما جرى له سراً. مضى ويوم وأيام، وهو شارد الذهن، ولسان حاله يقول لو أن لي فرصة عمل بديلة لهذه المهانة التي نواجهها، ومرت الأيام ومحمد يبحث عن فرصة للعمل في قريته، حتى ولو كان بأجر أقل مما يحصل عليه في داخل الأراضي المحتلة، ولم يعد يكترث بقدر ما يحصل عليه، بل بقدر البحث عن عمل يستر نفسه، ويحافظ على كرامته. بقي أن أقول أن محمد واحد من آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون هذه الدوامة يومياً، فلو وجد محمد فرصته، يبقى آلاف ينظرون نفس الفرصة، والسؤال إلى متى نتعرى أمام هؤلاء؟ من يستر عوراتنا ويعفينا من هذه المواقف؟
بقلم: عاطف أبو الرب
كشف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في كتابه الجديد الذي سينشر الأسبوع المقبل، إن رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت طلب منه ضرب موقع دير الزور في سورية عام 2007.ونقلت وكالة "رويترز" عن مذكرات بوش، أنّه قرر في نهاية الأمر الإمتناع عن ذلك على الرغم من الشكوك بأن سورية تبني في الموقع منشأة نووية.وتابع بوش في كتابه "نقاط القرار" الذي يصدر يوم الثلاثاء المقبل إنه بعد فترة وجيزة من تلقيه تقريرا استخباريا أشار الى قيام سورية ببناء منشأة نووية في منطقة صحراوية شرقي البلاد، أجرى مكالمة هاتفية مع أولمرت، طالب خلالها الأخير من بوش مهاجمة المنشأة وقال: "جورج، أطلب منك تفجير المنشأة".وكشف بوش أيضاً إنه تمت مناقشة إمكانية انزال قوات عسكرية خاصة في المكان في عملية سرية لكنه تراجع عن ذلك بسبب المخاطر التي تترتب على عملية من هذا النوع. وتابع بوش إنه رد على طلب اولمرت بالقول: "لا يمكنني تبرير مهاجمة دولة سيادية، فقط في حال أكدت وكالات الإستخبارات وقالت إن هذا برنامج لتطوير اسلحة نووية".ولفت بوش الى أن أولمرت خاب أمله من رده بأن من المفضل اعتماد استراتيجية دبلوماسية مع سورية بموازاة التهديد بإستعمال القوة. فرد أولمرت، حسب بوش، إن "استراتيجيتك تقلقني جداً".ونفى بوش في كتابه أن يكون قد منح الضوء الأخضر لأولمرت لمهاجمة دير الزور، قائلا إن أولمرت لم يطلب منه ذلك وإنه تصرف وفق ما اعتقد إنه في صالح أمن اسرائيل.وانهى بوش بأن قرار أولمرت بمهاجمة المنشأة السورية كان بمثابة تعويض عن فقدانه الثقة بالإسرائيليين خلال الحرب على لبنان في عام 2006.
المصدر: وكالة رويترز
وإذ وجه كوشنير خلال زيارته لبنان التي استمرت 24 ساعة، دعوة الى رئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة باريس، فإنه التقى أقطاب وممثلي الأطياف اللبنانية كافة، وزار البطريرك الماروني نصرالله صفير بعدما كان اجتمع ليل أول من أمس مع كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحريري ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط.
وشملت اجتماعات كوشنير في بيروت التي غادرها مساء أمس، مسؤول العلاقات الخارجية في «حزب الله» عمار الموسوي الذي قال بعد اللقاء إنه عرض له وجهة نظر الحزب بأنه كان أكبر المتضررين من اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأن إسرائيل كانت أكثر المستفيدين من الاغتيال، معتبراً أن التحقيق الدولي «لم يتصرف بجدية إزاء فرضية الاشتباه بإسرائيل في العملية». واتهم الموسوي الولايات المتحدة بالسعي «لاستخدام المحكمة كآخر البيادق في الحرب على المقاومة»، ورأى أن «بعض التصريحات الفرنسية الأخيرة لا تساهم في استقرار لبنان»، داعياً فرنسا الى انتهاج سياسة مستقلة في المنطقة.
والتقى كوشنير نظيره اللبناني علي الشامي، واجتمع أيضاً مع الرئيس السابق أمين الجميل والنائب مروان حمادة ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ومستشار رئيس البرلمان وشقيقه الدكتور محمود بري، ونفى تقارير صحافية عن أن عدم لقائه الرئيس نبيه بري سببه خلاف بينهما، مؤكداً صداقته معه. كذلك نفت مصادر بري هذه التقارير. وقال كوشنير إنه لم يلتقِ بري لوجوده في الجنوب.
وشدد كوشنير في مداولاته مع القيادات التي التقاها، خصوصاً المعارِضة، على اعتماد التهدئة. وقال في المؤتمر الصحافي الذي عقده قبل عودته الى فرنسا، إنه استمع الى إشاعات عن خضات مستقبلية ومخاوف معينة، وأكد أنه حمل رسالة فرنسية لدعم الشعب اللبناني والشرعية اللبنانية.
وقال في تصريحاته ان «ليس هناك مجموعة معينة مستهدفة ولا أعرف ما سيتضمنه القرار الاتهامي، والعدالة الدولية تتقدم ولا أحد يمكنه التأثيرفيها». وأضاف: «أرى أنه يصعب الآن القبول بالعدالة في هذا البلد، مع أن الجميع يريد معرفة الحقيقة حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري».
وحرص كوشنير على القول، بعد لقائه البطريرك صفير، إن المسيحيين ليسوا وحدهم المهددين في المنطقة، وأشار الى «التوتر الحقيقي القائم بين السنّة والشيعة وتعثر عملية السلام». وأقر بأن «الحال في لبنان متشنجة بعض الشيء».
وكرر كوشنير في مؤتمره الصحافي مراراً دعوته اللبنانيين الى الهدوء والتروي، وقال: هل المعارضون (للمحكمة) يعترضون على معرفة من اغتال الحريري؟ لم يكن أحد يعترض من قبل. لماذا الاعتراض الآن؟
وأضاف: «لا أفهم المقولة بأن المحكمة ستوجّه الاتهام الى طائفة... وللاحتجاج على أدلة موثقة يجب معرفة هذه الأدلة ولننتظر للاطلاع عليها ولا أعرف عنها شيئاً، لكن بالخبرة أعرف أن إقرار العدالة مفيد للجميع».
وذكّر كوشنير أن أحداً في المجموعة الدولية لم يصوّت ضد المحكمة الدولية وأن لبنان كان من اتخذ المبادرة لإنشائها. وإذ قال «لطالما قلق على لبنان» أشار الى أنه كان «في كل مرة يخرج سالماً والوضع الآن أفضل من السابق».
وأوضح أن باريس ستستقبل كل المسؤولين في الأحزاب اللبنانية، إضافة الى الزيارة المرتقبة للعماد عون.
وجاءت زيارة كوشنير في وقت تتزايد ضغوط المعارضة على الرئيس سليمان وعلى الحريري من أجل البت بمطلبها إحالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي، وفيما تتزايد هذه الضغوط أيضاً على جنبلاط كي يصوّت وزراؤه مع هذه الإحالة في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، وفي وقت يعتبر الحريري وحلفاؤه في «قوى 14 آذار» أن لا ضرورة لإحالة الملف على المجلس العدلي ويمكن الاكتفاء بترك القضاء العادي أن يتولاه إذا وجد ملفاً قضائياً في شأنه كي لا يصبح قضية موازية لقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وكرر قادة «حزب الله»، مع حلفائه (الرئيس بري والعماد عون والنائب سليمان فرنجية)، الاصرار على حسم الأمر بالتصويت في مجلس الوزراء الذي يُعقد عادة الأربعاء. ولم توجه حتى مساء أمس دعوة لعقده.
و أبلغت مصادر سياسية بارزة «الحياة» أمس، أن هناك احتمالاً لتأجيل جلسة مجلس الوزراء مرة أخرى إذا استؤنفت الاتصالات السعودية – السورية بحثاً عن حلول تتجاوز ملف شهود الزور الى مخارج للتأزم الناجم عن الخلاف على المحكمة الدولية وإزاء احتمال صدور قرار اتهامي يتناول أفراداً من «حزب الله».
وأكدت المصادر أن الجانبين السعودي والسوري كانا كثفا مشاوراتهما الأسبوع الماضي للتوصل الى تفاهم على المخارج الممكنة من الأزمة، لا سيما خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله للعاصمة السورية قبل زهاء أسبوعين وأن التداول جرى في نص مكتوب لهذه المخارج، وأن الجانب السوري أخذ وقتاً من أجل إبداء ملاحظاته عليها.
وأضافت المصادر: «اتفق الجانبان على استئناف الاتصالات بعد عودة الرئيس بشار الأسد من زيارته الرسمية لقبرص. وهذا يفترض أن يعاودا التواصل خلال يوم أو يومين، ما يعني أن تأجيل عقد جلسة مجلس الوزراء ممكن مرة أخرى». واعتبرت أنه «إذا كان يجرى البحث عن مخارج حلول أبعد من هذا الملف، فإن الأمر يحتمل تأجيلاً جديداً للبت فيه لتفادي المواجهة السياسية التي تسعى الاتصالات السعودية – السورية الى تجنبها».
الحياة