Bassam Malaeb

Bassam Malaeb

كشفت وسائل اعلام تركية يوم 30 اكتوبر/تشرين الاول أن مجلس الامن القومي التركي قام مؤخرا باضافة اسم اسرائيل على لائحة الدول التي تشكل تهديدا رئيسيا لامن انقرة في الوثيقة التي تعرف باسم "الكتاب الأحمر"، فيما ازالت كل من سورية وإيران من لائحة الدول التي تعد تهديدا خارجيا لها.

وأشارت وسائل الاعلام الى أن الوثيقة ستظل سارية المفعول للأعوام الخمسة المقبلة، موضحة ان القرار جاء على خلفية اعتبار ان السياسات الاسرائيلية  تدفع دول المنطقة الى سباق تسلح . وهذه هي المرة الاولى التي توضع فيها اسرائيل على قائمة الدول المهددة لامن تركيا منذ أربعينات القرن الماضي وذلك بعد التوتر الذي شاب علاقات البلدين منذ الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة وحادثة الاعتداء سفينة مرمرة التركية.

وفي الوقت الذي اعتبرت فيه النسخة الجديدة من الكتاب الأحمر أن الدولة العبرية تهديدا لتركيا، أزالت في المقابل سورية وإيران وبلغاريا وجورجيا وأرمينيا بالإضافة إلى اليونان جزئياً ، من لائحة الدول التي تعَد تهديدا خارجيا لتركيا.

يذكر أن العلاقات بين تل ابيب وانقرة قد تدهورت بشكل كبير منذ الهجوم الذي شن على سفن المعونات التي كانت مبحرة إلى غزة في شهر مايو/ أيار الماضي والذي أسفر عن مقتل 9 أشخاص. وقد طالبت تركيا من إسرائيل الاعتذار غير أن الأخيرة لم تستجب.

وكان رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان قد قال إنه لن يشارك في مؤتمر للمناخ في أثينا إذا حضره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مشيرا إلى أن إسرائيل على وشك أن تفقد تركيا باعتبارها "صديقا جيدا لها في منطقة الشرق الأوسط".

اعلنت المحكمة العليا لشؤون الانتخابات في برازيليا الاحد 31 اكتوبر/تشرين الاول، بعد قيامها بفرز حوالي 93،34% من الاصوات، عن فوز ديلما روسيف مرشحة حزب العمال الذي يتزعمه الرئيس المنتهية ولايته لولا دا سيلفا، لتصبح بذلك اول امرأة تترأس البرازيل في تاريخ البلاد، اذ صوت لصالحها 55،49% من الناخبين.وحصل منافسها خوسيه سيرا مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي على 44،51% من الاصوات.

هذا وكان الناخبون البرازيليون توجهوا يوم الاحد الى صناديق الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وكانت الجولة الاولى التي اجريت يوم 3 اكتوبر/تشرين الاول فشلت من تحديد الفائز . كما رجحت استطلاعات الرأي الأخيرة فوز روسيف المدعومة بتأييد الرئيس لولا بفارق كبير على منافسها لتكون اول امرأة تحكم البرازيل. وخاضت روسيف (62 عاما) على مدى الاشهر الثلاثة الماضية حملتها الانتخابية إلى جانب لولا، ويتوقع كثيرون أنها ستواصل سياساته الاجتماعية التي صنعت شعبيته، وانتشلت أكثر من 20 مليون شخص من مستوى الفقر عام 2003، وأدخلت 29 مليونا آخرين الى الطبقة المتوسطة.وكانت روسيف عنصرا في ميليشيا مسلحة ابان الحكم الديكتاتوري (1964-1985) وامضت زهاء 3 سنوات في السجن في ظل النظام القمعي. وحتى اللحظات الأخيرة دافع الرئيس لولا عن مرشحته، داعيا الناخبين إلى عدم تصديق من يروجون إلى أن روسيف ستؤيد الإجهاض الذي لا يزال موضوعا حساسا في البرازيل التي تعد أكبر بلد كاثوليكي في العالم. وسيتسلم الرئيس الجديد مهام منصبه في الاول من كانون الثاني/يناير 2011 لولاية من 4 سنوات.

-حدث في 1 تشرين الثاني-

1908-  السلطان عبد الحميد يعين الشريف حسين اميرا على مكة المكرمة .1914-  قيام الحرب بين تركيا وروسيا خلال الحرب العالمية الأولى .1922-  أعلن مصطفى كمال أتاتورك قيام الجمهورية التركية وإلغاء النظام السلطاني بصفة رسمية .1927-  مجلس النقد الفلسطيني يصدر الجنيه الفلسطيني الذي بقي متداولا في فلسطين والاردن .1952-  أول تجربة حية للقنبلة الهيدروجينية الأمريكية .1954-  اندلاع الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي .1956-  حرب السويس: مصر تصادر ممتلكات الفرنسيين والبريطانيين وسوريا والاردن يقطعان العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا .1962-  الاتحاد السوفييتي يطلق اول مركبة فضائية الى المريخ .1964-  فتح جدار برلين مؤقتا للسماح بمرور الذين تجاوزوا سن الخامسة والستين .1968-  اضراب عام في القدس احتجاجا على الادارة العسكرية “الاسرائيلية” للمدينة .1973-  ألغت شركات الطيران الأمريكية 160 رحلة يومية لمواجهة أزمة الوقود بسبب منع الدول العربية تصدير بترولها لها .1977-  انسحاب الولايات المتحدة من منظمة العمل الدولية .1980-  المركبة الامريكية (فواياجر 1) تبث صورا من زحل . .2002-  فوز حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل في الانتخابات التشريعية في تركيا .

 

أعلنت الصين أنها طورت أسرع كومبيوتر عملاق في العالم ينفذ 2500 تريليون عملية في الثانية، متفوقا بذلك على أسرع كومبيوتر عملاق يوجد في الولايات المتحدة سرعته 1750 تريليون عملية في الثانية.

وقد صمم الكومبيوتر العملاق الجديد الذي يحمل اسم «تيانهي - 1 أيه»، ويعني «درب التبانة» نسبة إلى اسم المجرة التي توجد فيها مجموعتنا الشمسية، بأكثر من 7 آلاف وحدة من وحدات معالجة الغرافيكس من شركة «نفيديا» معا مع 14 ألفا من رقائق «إنتل» الإلكترونية.

ويتفوق الكومبيوتر العملاق الصيني على كومبيوتر «إكس تي 5 جاغوار» الأميركي الموجود في مختبر أوك ريدج الوطني في تينيسي، الذي كان يحتل الموقع الأول في قائمة الآلات الكومبيوترية العملاقة.

وقد صادقت مؤسسة «أكبر 500» التي تجدد محتويات قائمة بأعظم الآلات قدرة على الإعلان الصيني، بينما أشار بيان صحافي أصدرته شركة «نفيديا» إلى أن «تيانهي - 1 أيه» هو «أسرع نظام في الصين والعالم اليوم».

ومن جهته، قال جاك دونغارا، البروفسور في جامعة تينيسي وأحد الباحثين في علوم الكومبيوتر الذين يشاركون في وضع القائمة الشهيرة، إن إعلان الصين مشروع. وأضاف في حديث نقله الموقع الإنجليزي لهيئة الإذاعة البريطانية: «لقد كنت في الصين منذ أسبوع، وتحادثت مع المصممين وشاهدت نظامهم وتحققت من النتائج»، وقال إن الكومبيوتر العملاق الصيني أسرع بـ47 في المائة من الكومبيوتر العملاق في مختبر أوك ريدج» وكانت الصين تحتل حتى الآن الموقع الثاني في قائمة أسرع الكومبيوترات العملاقة بكومبيوترها «نيبولاي» العامل في مركز الكومبيوتر العملاق في مدينة شينجين.

وبتمتع «درب التبانة» بخصائص استثنائية، إذ وظفت فيه 14 ألفا و336 من رقائق وحدات المعالجة الإلكترونية التي تحتوي كل منها على 6 أنوية من شركة «إنتل» مع 7 آلاف و168 من بطاقات الغرافيكس من شركة أخرى هي «نفيديا تيسلا» يحتوي كل منها على 448 نواة للمعالجة. وبينما تتكون بطاقات الغرافيكس عادة من وحدات حسابية صغيرة يمكنها تنفيذ عمليات حسابية بسيطة بسرعة، فإن رقائق «إنتل» توظف عادة لتنفيذ عمليات رياضية معقدة ورفيعة المستوى.

وقام بتطوير الكومبيوتر العملاق باحثون في الجامعة الوطنية للتكنولوجيا الدفاعية، ويؤدي مهماته الآن في المركز الوطني للكومبيوتر العملاق في مدينة تيانجين، وقد وضعت المعالجات الإلكترونية له في أكثر من 100 من الحجرات التي يصل حجم كل منها إلى حجم ثلاجة. وتزن جميعها نحو 155 طنا. وقال الباحثون الصينيون إنهم شرعوا في توظيف الكومبيوتر العملاق في مهمات الأرصاد الجوية ولصالح عمال شركات النفط العاملة في البحار.

لندن: أسامة نعمان

أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليلة يوم الجمعة 29 اكتوبر/تشرين الاول العثور على طرود مشبوهة من ضمنها اثنان يحتويان متفجرات في كل من بريطانيا ودبي كانا في طريقهما من اليمن إلى الولايات المتحدة، مضيفا أن وجهتهما النهائية كانت مركز عبادة يهودي في مدينة شيكاغو، وانهما يشكلان "تهديدا ارهابيا حقيقيا" على الولايات المتحدة الأمريكية من قبل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقال بيان صادر عن البيت الأبيض أن الطرود المشبوة في بريطانيا والولايات المتحدة ودبي، تم إرسالها من اليمن من قبل شخص واحد، إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر شركة "يو بي أس"، وقد وصفت الطرود بأنها تحتوي مواد "حساسة جداً". حيث قال جون برينن مستشار البيت الأبيض لشؤون مكافحة الإرهاب، إن "المواد التي جرى العثور عليها، والأجهزة التي اكتشفت كانت تهدف إلى التسبب بأذى" دون أن يكشف المزيد من التفاصيل.وسارعت شركةUPS  إلى إعلان تعليق خدماتها من اليمن حتى إشعار آخر، لأسباب أمنية. في حين قال مصدر أمني إن إجمالي الطرود المشبوهة يصل إلى 13 طردا، وما زال البحث عن بعضها مستمرا.وتعهد أوباما، في كلمة مقتضبة وجهها إلى الأمريكيين الذين تابعوا بذعر عبر شاشات التلفزة الإجراءات الأمنية المكثفة التي شهدتها مطارات عدة في البلاد وخارجها بالعمل على "تدمير تنظيم القاعدة في اليمن".وكانت السلطات الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق أن طائرات مقاتلة تواكب الرحلات المدنية المتجهة من الإمارات إلى مطار جون كينيدي في نيويورك وذلك فوق المجال الجوي لكندا، بينما أعلنت وزراة الداخلية البريطانية تعليقها جميع الرحلات المباشرة من اليمن الى المملكة المتحدة. ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" عن مصدر مسؤول في الهيئة العامة للطيران المدني قوله إن طائرة طيران الإمارات التي وصلت الولايات المتحدة الأمريكية من دبي "لم تكن تحمل أي شحنة قادمة من اليمن."وقالت في بيان " تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تطبيق أعلى المعايير الأمنية في مطاراتها لضمان أمن وسلامة الركاب والشحن حيث زودت المطارات بأفضل الأجهزة والمعدات لفحص الركاب والشحنات قبل صعودهم إلى الطائرات ".وكان اليمن اكد في وقت سابق اليوم على لسان مسؤول حكومي كبير استعداده لاجراء تحقيق بشان الطرود التي عثر عليها في طائرات شحن في بريطانيا ودبي. وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته ان اليمن مستعد للتحقيق في شان الطرود المشبوهة. كما نفى المسؤول اليمني وجود خط شحن مباشر بين اليمن والولايات المتحدة، مؤكدا ان السلطات اليمنية تتخذ في المطارات تدابير امنية مشددة مطابقة للمعايير الدولية.المصدر : وكالات

-حدث في 30تشرين اول -

1928- بدأ أول بث تلفزيوني في المملكة المتحدة.1948- ارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة قرية عيلينون بفلسطين، حيث هاجمت القرية وأمرت الأهالي بالتجمع في ميدان القرية قبل إطلاق النيران عليهم عشوائيا من الجهات الأربع مما أدى إلى مقتلهم جميعا. 1953 - الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور يوافق رسميًا على الوثيقة الخاصة بمجلس الأمن القومي التي تنص على أن ترسانه الولايات المتحدة النووية يجب الحفاظ عليها والتوسع فيها من أجل مواجهة التهديد الشيوعي.1963- إنتاج أول سيارة لامبورجيني.1676- توفى الصدر الأعظم أحمد باشا كوبريللي، أحد رجال الدولة العثمانية في القرن الحادي عشر الهجري، وأصغر من تولى الصدارة العظمى في تاريخ الدولة.1980- تسريح الرئيس الجزائري أحمد بن بلة من الإقامة الجبرية التي فرضت عليه منذ الانقلاب العسكري الذي قام به هواري بومدين.1991- انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط بحضور وفود من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وإسرائيل وبإشراف كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.1994- انعقاد المؤتمر الاقتصادي الأول لدول الشرق الأوسط في الدار البيضاء بمشاركة 60 دولة.1995- اجراء استفتاء في مقاطعة كيبك الكندية وذلك للاستفتاء على استقلال المقاطعة عن كندا، وأسفرت النتيجة عن تصويت 50.6% للبقاء ضمن الإتحاد الكندي و49.4% للاستقلال.1996- إصدار لعبة كماند أند كنكر : ريد ألرت التي تصدرت قائمة الاكثر العاب مبيعا.2005- تشكل إعصار بيتا فوق البحر الكاريبي بعد تحوله من عاصفة إستوائية. 

ماذا تريد لجنة التحقيق الدولية من عيادة للأمراض النسائية؟ سؤال فرضته المواجهة النسائية التي قابلت وصول فريق من محققي اللجنة الى عيادة الطبيبة النسائية إيمان شرارة على طريق المطار قبالة «الفانتازي وورد». «حزب الله» ابتعد عن الصورة أمس، ولم يدخل في تفاصيل ما جرى، تاركا المهمة لأمينه العام السيد حسن نصر الله الذي سيطل عند الثامنة والنصف مساء اليوم عبر قناة «المنار» مقدما ما يشبه «مضبطة اتهامية» حول أداء وسلوك لجنة التحقيق الدولية، وما قام به فريق المحققين الذي وضعه إعلام الحزب في خانة «فضيحة أخلاقية» ترتكبها اللجنة الدولية باستباحتها الخصوصيات. الحادثة انتهت على زغل، ولعل عنصر الريبة منها، تجلى من جهة في وصول فريق المحققين إلى هذه الرقعة الجغرافية بالذات على طرف الضاحية الجنوبية، والاقتراب من بيئة «حزب الله» الذي سبق وقرر وقف التعاون مع ما يعتبره «تحقيقا دوليا فاقدا للثقة والمصداقية»، وفي توقيت بالغ الالتباس تثار فيه الكثير من علامات الاستفهام والمعاني السلبية حول قرار اتهامي مسيّس ضد «حزب الله». وتجلت من جهة ثانية في هدف المحققين الحصول على الارشيف الطبي العائد لبعض النسوة اللواتي تعاينَّ في تلك العيادة النسائية مع أرقام هواتفهن، وبعض الملفات تعود الى العام 2003، ومن الواضح هنا ان لجنة التحقيق الدولية دخلت الى المساحات المحظورة في مجتمع معروف بخصوصيته وحساسيته في هذا الموضوع. هذا بالبعد الطبي والأخلاقي. وأما بالبعد السياسي فإن طلب «الداتا النسائية» ليس له ما يبرره، وقد أثار تساؤلات حول الخدمة التي يوفرها للتحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على أن الأهم في هذا الطلب أنه يبرز إلى الواجهة مجددا حال الانكشاف الكامل للبلد امام اللجنة، التي سبق ووضعت يدها على «داتا» الاتصالات، و«داتا» الطلاب و«داتا» البصمات و«داتا» الضمان وكل ما يتصل بالخصوصيات، باعتراف الأجهزة اللبنانية المختصة، وأما كيف يخدم ذلك التحقيق فليس من مجيب. وإذا كان المشهد محصورا في عيادة نسائية صغيرة، إلا أنه يشي بالكثير، فمن الواضح ان الزيارة غير المرغوب فيها أصلا من «حزب الله»، انطوت على محاولة من قبل التحقيق الدولي للعب في ملعب «حزب الله» واختباره في عرينه وقياس مدى رد فعله تمهيدا لما هو آت. كما ان المواجهة النسائية للمحققين الدوليين، بصرف النظر عما اذا كانت قد اتخذت شكل كمين أم لا، هدفت الى توجيه رسالة الى الداخل والخارج، لها دلالتها بالنسبة الى التحقيق الدولي، مفادها «ان بيئة الضاحية الجنوبية بما تمثل في السياسة والقيم الاخلاقية لن تسمح بما يمس محرمات وقوانين عيش هذه البيئة كائنا من كان الذي يحاول المس بها، ولن تسمح ايضا بما يمس اصل وجودها بفبركات وقرارات إسرائيلية المنشأ والهدف». وفي المقابل، كان لافتا دخول فريق «14 آذار» عبر أمانته العامة على خط إدانة ما وصفته «اعتداء فرقة من الاهالي تابعة لـ«حزب الله» على المحققين»، بالتزامن مع حملة مماثلة لنواب من «تيار المستقبل». وعلى الخط الموازي سارع مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا الى فتح تحقيق وإحالة القضية الى مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر. وأما مدعي عام المحكمة الدولية القاضي دانيال بيلمار فأدان «اللجوء إلى كلّ أشكال العنف»، وأكد أن التحقيق في اغتيال الحريري مستمر وأن هذه الحادثة لن تردع المدّعي العام عن إنجاز مهمّته». فيما رأى رئيس المحكمة القاضي أنطونيو كاسيزي ان ما حصل «يشكّل محاولة مدانة لإعاقة العدالة». مؤكدا» أنّ العنف لن يردع المحكمة الخاصة بلبنان، وهي محكمة قضائية، عن إنجاز مهمّتها». وأنه سيرفع تقريرًا «بهذه الحادثة المؤسفة إلى الحكومة اللبنانية والأمين العام للأمم المتحدة». الى ذلك، أفاد مراسل «السفير» في نيويورك أن بيلمار سيصل إلى المدينة الأسبوع المقبل لتقديم تقرير إلى أعضاء مجلس الأمن حول التقدم الذي تحقق في عمل المحكمة الدولية. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتين نيزيركي، إن مدعي عام المحكمة الدولية يقوم بزيارات دورية الى مقر الأمم المتحدة لعقد مناقشات حول «إدارة المحكمة» مع التشديد على أنه لا يقوم بتقديم أية تفاصيل بشأن القرار الاتهامي. وقال مصدر مطلع في الأمم المتحدة لـ«السفير» إن بيلمار سيقدم تقريرا إلى أعضاء مجلس الأمن في وقت مبكر من شهر تشرين الثاني المقبل وذلك بعد الاتفاق على جدول الشهر المقبل، حيث ترأس بريطانيا مجلس الأمن خلاله. ونفى مصدر مطلع في مكتب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشكل قاطع أن يكون الأمين العام على دراية بتفاصيل القرار الاتهامي المتوقع صدوره خلال شهور، وقال إن «المناقشات التي تدور بين الأمين العام وبين بيلمار تتمحور حول الجوانب الإدارية الخـاصة بعمل المحكمة فقط».

«يا مبارك فينك فينك»، هكذا هتف الموظفون في أول خرق لحالة «السكتة السياسية» التي أصابت حركات الاحتجاج بعد هوجة نظام حسني مبارك في ما عرف باسم «خريف الديموقراطية».تظاهرة الموظفين، أول من أمس، حاصرت مقر مجلس الوزراء في قلب القاهرة، وأربكت الأمن الذي فوجئ بالآلاف يحتلون شارعاً من الشوارع الرئيسية ويتحدّون: «موش ماشيين من غير قرار» و«اضربونا بالرصاص».عودة تظاهرات الاحتجاج على أوضاع الموظفين أعادت الاشتباكات العنيفة مع قوات الأمن المركزي المعتادة على فرض السيطرة بطريقة آلية، لكن موظفي مراكز المعلومات دافعوا عن خطهم الأخير في الحياة، ضياع الوظيفة، بعدما قررت الحكومة توقيف عقودهم وتوزيعهم على وزارتي الصحة والسكان، خلافاً لوعود سابقة. اشتباكات الموظفين تزامنت مع صدور حكم القضاء الإداري بإلزام رئيس الحكومة أحمد نظيف بتنفيذ حكم وضع حد أدنى لأجور العاملين في الدولة والقطاع الخاص.المحكمة رفضت حجج الحكومة بعدم إمكان تنفيذ الحكم، والمحامي خالد علي أصرّ في دعواه على أن يكون الحد الأدنى ١٢٠٠ جنيه (٢٢٠ دولاراً تقريباً).الحكومة أكبر من المحكمة والقانون، وهذا ما يسمى في علم حرب الشوارع «بلطجة رسمية»، وهذا ما يريد النظام أن يوصله إلى الجمهور المعتاد على المشاهدة من بعيد بمشاعر خوف وعجز وتصوّر بأن «النظام قدر لا تجوز مقاومته إلا بالتسليم».تفكر الحكومة أولاً في تنفيذ القانون، ثم تفرض وصايتها على المجتمع بالقانون، هكذا وبعد ساعات قليلة من صدور حكم المحكمة الإدارية العليا بإلغاء الحرس الجامعي، انعقد اجتماع حكومي وخرج منه مسؤول بالتصريحالعجيب: «لن ننفذ». وتلاه مسؤول آخر بتصريحات من نوع: «من سنحاسب إذا ألغينا حرس الجامعة».في الوقت نفسه، كانت اللجنة العليا للانتخابات تحذر مرشحي جماعة «الإخوان المسلمين»، الذين لا تعترف بعضويتهم وتصف جماعتهم بالمحظورة، بعدم استخدام شعارات طائفية، وتهدد بشطب أي مرشح يرفع شعار «الإسلام هو الحل». في المقابل، مرشحو الجماعة يعلنون التحدي، رغم ما يشبه التمرّد داخل «الإخوان»، بعد فشل المفاوضات بين «المعارضة» ومكتب الإرشاد، وتكذيب المعارضة تصريحات المرشد العام محمد بديع بأن ٩٨ في المئة من الإخوان وافقوا على المشاركة في الانتخابات، وتأكيدها أن النسبة لم تتعدّ ٥١ في المئة.رغم الانشقاق الظاهر، خرج رئيس الهيئة البرلمانية لـ«الإخوان» سعد الكتاتني ليعلن إمساك العصا من منتصفها:«لن نترك شعار الإسلام هو الحل، إلا لو صدر حكم محكمة».هل ما يحدث في «الإخوان» ألعاب من مخازن الجماعة المشحونة بخبرات اللعب مع الأنظمة؟ أم أنها تخبط اللحظة الغريبة للخريف؟ النظام كالعادة يتخبط، فالهجوم على القنوات الدينية التي تشحن بطاريات الطائفية، والتصدي للشعار الديني في الانتخابات، لم يمنعاه من إلغاء حفل ثقافي كبير يقام تحت عنوان «مصر لكل المصريين».إلغاء من دون أسباب، يكشف عن رغبة النظام في إعلان وجود جبار ومسيطر، وطرد كل العناصر المستقلة مثل جمعية «مصريون ضد التمييز» المنظمة أو الداعية للحفل الذي كان من المقرر أن يقام طوال يوم الجمعة في حديقة الأزهر ويتضمن فقرات غنائية ومسرحية وشعرية تهدف، على حد تعبير المنظمين، الى إظهار التسامح كسمة أساسية للشعب المصري.لماذا يمنع حفل يهدف الى نشر قيم تقول الحكومة إنها تمنع قنوات وتهدد مرشحين بسبب التعدي عليها؟ الحكومة تبدو ناشرة أخلاق حميدة عندما يرسل وزير الإعلام أنس الفقي خطاباً يتضمن مخالفات قناة «دريم» في أحد البرامج الرياضية، ترك فيها المذيع الضيف يتناول حياة نجم كروي بألفاظ خادشة للحياء. المذيع نفسه استخدم ألفاظاً من نفس الحزمة في أزمات أخرى أكبر (أشهرها معركة الجزائر الكبرى في أمّ درمان) ولم ينل توبيخاً أو إنذاراً، بل شعر أنه يؤدي مهمة وطنية. لكن الآن، المذيع الذي كان وطنياً يتحول الى ناشر رذيلة، لأن هوى الحكومة والنظام تغيّر، وخرجت عصا الأخلاق والحفاظ على الثوابت، بعدما كادت الحشرات أن تلتهمها في مرقدها.الحشرات الآن جائعة تنتظر عودة العصا بعد أداء مهمتها في الترويع وتحويل الجاني الى ضحية. فالحرس الإعلامي الذي روّج للردح باعتباره لغة حوار شرعية، أصبح ضحية قبضة السلطة الغاشمة، وقتيل القوائم الممنوعة أو المهددين بدخولها.تتذكر الحكومة أخلاقها الرشيدة، وقيم الوطن المهدورة، في وقت الشدة أو الحاجة الى تأديب وتهذيب المشاغبين، فتضرب خارجين عن القانون يعيشون تحت حمايتها، لتبرر ضربة أعم باتجاه آخرين، فيتساوى الجميع. وهذا ما يجعل التهديدات التي وصلت الى بعض مذيعين «التوك شو» تتساوى مع حملة الأخلاق الرشيدة لضبط المشهد الإعلامي.الأخلاق والقانون سلاحان من أسلحة النظام الفتاكة في حملة الخريف.                                                                                                                                            

وائل عبد الفتاح

 

تبنّت ثلاث دول عربية خطوة جديدة خلال السنة الحالية تهدف إلى تحقيق المساواة والمواطنة الفاعلة للنساء العربيّات، إذ قامت كل من فلسطين واليمن وليبيا بتعديل قوانينها أو إجراءاتها بحيث يصبح بإمكان الأمهات المتزوجات من أجانب منح الجنسية لأولادهن. وفي اليمن، صدر في 19 تشرين الأول الحالي تعديلاً للمادة الرقم 3 من قانون الجنسية يتيح للنساء اليمنيات المتزوجات من غير يمنيين نقل الجنسية اليمنية لأولادهن وبناتهن بصورة أوتوماتيكية. ولم يلحظ الحق بالجنسية لأزواج النساء اليمنيات، إذ يتعين على الزوج الأجنبي الحصول على موافقة من السفارة اليمنية ومن وزارتي الداخلية والعدل في حال رغبته بالزواج من يمنية. وفي ليبيا، أصدرت اللجنة الشعبية العامة في تموز الماضي القانون الرقم 24 الذي نص في مادته 11 على حق أولاد وبنات الأم الليبية بالحصول على الجنسية الليبية إذا كان الأب أجنبيا. وفي فلسطين، أصدرت وزارة الداخلية في السلطة الوطنية الفلسطينية تعميما يحمل الرقم 42 للعام 2010 جاء في الفقرة الرابعة منه، أنه «يحق للمرأة الفلسطينية المتزوجة من غير فلسطيني والتي تحمل الهوية الفلسطينية إعطاء أبنائها وبناتها الجنسية الفلسطينية، وتسجيلهم/ن في بطاقة هوية الأم قبل بلوغهم/ن 16 عاماً». ومع انضمام ليبيا واليمن، تتوسّع قائمة الشرف للدول التي عدلت قوانين الجنسية بما يتلاءم بشكل أفضل مع مساواة النساء والرجال في الحقوق وهي تضم كلا من مصر وتونس والجزائر والمغرب. وفي لبنان، ما زالت الأمهات ينتظرن.
كتاب «في سر الرؤساء» الصادر قبل أيام في باريس، جدير بأن يصبح وثيقة رئيسية في مكاتب السياسة اللبنانية، لفهم بعض أسرار الخضات التي عاشها لبنان وسوريا قبيل وخلال وبعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، ذلك أن فيه معلومات تُكشف للمرة الأولى من قلب الاليزيه حول سعي الرئيس السابق جاك شيراك لإسقاط النظام السوري، وحول الصفقة الأميركية - الفرنسية مع الحريري نفسه لفرض القرار 1559. هـي وثيـقـة لأن مـؤلفــها فنســان نــوزي (Vincent Nouzille) صاحب المؤلفات والتحقيقات العديدة حول الاستخبارات وكواليس السياسة والأمن والمخدرات، حصل على إذن خاص للدخول إلى أرشيف الرئاسة الفرنسية، وقابل معظم صنّاع القرار الفرنسيين والأميركيين الذين أشرفوا على تلك السنوات العصيبة التي عرفها لبنان وسوريا في السنوات التي سبقت وتلت اغتيال الحريري، وهو أمر نادر لأن القانون الفرنسي لا يسمح بفتح أرشيف كهذا إلا بعد مرور 60 عاما على الأحداث. وهي وثيقة كذلك، لأنها تتضمن بالتفصيل محاضر اللقاءات الأميركية الفرنسية، منها مثلا كيف أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش يقول لشيراك في أيلول 2003 على هامش دورة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة : «قل لبشار الأسد إني شرير أُحادي التصرف» وكيف أن الخارجية الأميركية وصفت في حينه الرئيس السوري بأنه «يتصرف كناصري جديد، ويبحث عن موقع البطولة في العالم العربي»، ويجب الحد من طموحه. ويكشف الكاتب أنه منذ الأشهر الأولى للعام 2004 راح قصر الاليزيه يعرب عن بواكير رغباته بالتقارب مع واشنطن حول الملف اللبناني ـ السوري، فيقول شيراك لأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي في آذار 2004: «يجب مساعدة لبنان على التخلص من الوصاية السورية»، ثم يقول لبوش في خلال العشاء الذي جمعهما في 5 حزيران 2004: «هناك انتخابات رئاسية ستجري في لبنان في تشرين الأول (أكتوبر) وسيكون في الأمر انطلاقة جديدة للبنان لو أصبح رئيسه من دون وصاية سورية». وطالب بفرض عقوبات على سوريا لدفعها صوب الانسحاب من لبنان. الحريري قرأ القرار 1559 قبل إصداره وشيراك الذي وجد في الملف اللبناني فرصة للمصالحة مع أميركا بعد الشرخ الذي أحدثه برفضه حربها على العراق، راح يرسل مرارا مبعوثه موريس غوردو مونتانيو إلى واشنطن للقاء كوندليسا رايس وعدد من المسؤولين الأميركيين، وكانت اللقاءات الأبرز في 19 و20 آب 2004. قال شيراك صراحة لرايس التي كان يتصل بها مرات عديدة في الأسبوع الواحد إن القرار 1559 «سيجعل المتشددين في دمشق في وضع هش ويعطي الذرائع للمعتدلين للتشكيك بقدرات النظام وتوجهاته، ولن تكون لنا أية مصلحة في أن نرى في الشرق الأوسط هلالا شيعيا من إيران إلى «حزب الله» مرورا بالعراق وسوريا». وبعد أربعة أيام فقط على اغتيال الحريري، يقرر سفيرا أميركا وفرنسا جيفري فيلتمان وبرنار ايميه المجتمعان في لبنان بأن «سوريا هي القاتلة». ويتصل الرئيس المصري حسني مبارك مرات عديدة بشيراك ليؤكد «أن الجريمة تحمل توقيع سوريا» ويجاريهم في الأمر مساعد وزير الدفاع الأميركي بول ولفوويتز أحد صقور المحافظين الجدد. وبما أن الاتهام الأميركي ـ الفرنسي ـ المصري صدر قبل أن تظهر أية معلومات حول الجهة القاتلة، فإن آلة تكريس التهمة تبدأ سريعا بالعمل، فها هو شيراك، المشتعل غضبا ضد سوريا، يقول لبوش في خلال العشاء بينهما في 21 شباط في بروكسل: «من الضروري، إطلاق لجنة تحقيق دولية للكشف عن المخططين والمنفذين». هنا بالضبط بدأ الرئيس الفرنسي السابق يعتقد بأن النظام السوري آيلٌ للسقوط، فيكتب بخط يده وبقلم أسود وتحته سطر بالأحمر : «حين ندفع النظام السوري إلى الفشل حول القضية اللبنانية، يمكننا أن نصيبه في المقتل، وقد بدأنا فعلا هذا المسار، ويقيني أن سوريا لن تتراجع إلا إذا أخفناها وسببنا لها الأذى»، مضيفا «إن من يعرف كيفية عمل النظام الطائفي في سوريا لا يشك مطلقا بأن قرار (اغتيال الحريري) قد اتخذ من قبل بشار الأسد، وكل فرضية أخرى ليس لها أي معنى». وهكذا استبعد شيراك سلفا أي تورط إسرائيلي أو سلفي في القضية «وكان جورج بوش ينصت إليه». يقين شيراك بقرب انهيار النظام السوري، اقترن بخشيته من أن أي مواجهة مباشرة مع الأسد ستؤدي إلى تضامن عربي مع دمشق، فيجيبه بوش قائلا «أنا موافق معك، يجب عدم مواجهة سوريا مباشرة، وعلينا المرور عبر لبنان، ولكن كيف يمكننا الوصول إلى هذا الهدف؟» يكرر شيراك ضرورة قيام لجنة تحقيق دولية، معتبرا أن ذلك يقوي شوكة المعارضة اللبنانية لسوريا، ويشدد على وجوب عدم مزج الملف اللبناني ـ السوري مع مسيرة سلام الشرق الأوسط «لأننا بذلك نخسر الشيعة الذين سينضمون إلى العلويين». ويكشف الكاتب الفرنسي كيف أن باريس وبالتشاور مع واشنطن سعت لإبعاد «حزب الله» عن دمشق، لا بل إن فرنسا أوفدت سفيرها في لبنان برنار ايميه سرا للقاء الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، فتلقى جوابا مفاده أن المقاومة مستمرة وأنــه يجب عـدم المساس بسوريا. ومع تشديد شيراك على لجنة التحقيق وإبعاد الملف عن مسألة الشرق الأوسط، يجيبه بوش بأنه سيمرر رسالته هذه إلى الإسرائيليين ويسأل عما إذا كان من الممكن خروج السوريين من لبنان من دون أن يؤدي الأمر إلى حرب أهلية لبنانية، فيطمئنه شيراك بأن الحل يكمن في تطبيق القرار 1559 قائلا «سيكون القرار قاتلا للنظام السوري» خصوصا إذا ما أضيفت إليه عقوبات قاسية على هذا النظام. وتقترح رايس الحاضرة ذاك الاجتماع أن يكون للمبعوث الدولي تيري رود لارسن دور في ذلك. والغريب أن شيراك أظهر تشددا ضد سوريا أكثر بمرات مما كان عليه أمر جورج بوش، فما إن يعلن الرئيس الأسد الرغبة بالانسحاب من لبــــنان، حتى يســـارع سيد الاليزيه للقول لبوش «إن هذا غير كاف فالأسد سيحتفظ بنـــقاط إستراتيجية في لبنان، ويجب مواصلة الضغط عليه وإقناع «حزب الله» بالابتعاد عنه». شيراك: النظام السوري سينهار ويقول شيراك صراحة «إذا حصلنا على انسحاب السوريين وعلى فقدان سيطرة سوريا على لبنان سينهار النظام السوري... وستقود الديموقراطية في سوريا الغد إلى وصول السنة والمسيحيين إلى السلطة، وهو ما سيدق مسمارا في الهلال الشيعي». وحين يستقبل الرئيس الفرنسي ضيفته الأميركية رايس في 14 تشرين الأول 2005 يؤكد لها بيقين مطلق أن «النظام السوري يتحلل، ولن يستطيع مقاومة الضغط المزدوج، والمتمثل من جهة باستقلال لبنان المناهض لمشروع إقامة سوريا الكبرى، ومن جهة ثانية بالتناقضات داخل الأقليات... وإن فرض عقوبات على سوريا سيؤدي حكما إلى إسقاط النظام». وفي اللقاء نفسه تنضج الطبخة الفرنسية الأميركية لإنشاء المحكمة الدولية بغية ملاحقة قتلة الحريري، وذلك بعد أن تؤكد رايس على ضرورة استصدار قرارين ضد سوريا، الأول يشدد على عدم تعاونها مع لجنة التحقيق، والثاني على تصرفاتها بعد تقرير لارسن، ولم تمض أسابيع قليلة حتى طلبت حكومة لبنان من الأمم المتحدة إنشاء تلك المحكمة. ومن يمعن في قراءة هذا الكتاب الصادر عن دار «Fayard » سيخرج بقناعة مفادها، أن شيراك كان أكثر حماسة من بوش لجهة تسريع خطوات إسقاط النظام السوري وربما أكثر يقينا أيضا بأن الأمر سيحصل قريـــبا جدا، وأقل حماسة من نظيره الأميـــركي لجهة إقامة «شرق أوسط جديد»، وذلك لخشيته من أن أي خطة متسرعة لنشــر الديموقراطيــــة في هذه المنطقة الصعبة قد تؤدي إلـــى زعزعة استقرار أنظمة عربيـــة عديدة من مصر إلى الأردن وصولا إلى السعودية.

سامي كليب

الأكثر قراءة