يجتاح التطرف المجتمع الإسرائيلي الذي أصبح يميل نحو أفكار اليمين الديني والقومي بدرجة أقل حتى أصبحت العقيدة الدينية الأكثر تأثيراً على توجهات الأحزاب والنخب السياسية في الكيان الصهيوني.
فاستطلاعات الرأي العام الإسرائيلي تؤكد أن العقيدة اليهودية باتت المحرك الأول لإسرائيل تليها المصالح السياسية حيث ترسخت عقيدة مابات يعرف بـ «أبدية الصراع مع العرب» ووفقاً للكاتب الإسرائيلي -عوزي بنزيمان- فإنه وبناء على هذه العقيدة ليس هناك احتمال للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين لأن كراهيتهم لإسرائيل بلا حدود وأنه إذا انسحبت إسرائيل من الضفة فسيهاجمها الفلسطينيون من قلقيلية ونابلس وإن ساهمت إسرائيلي في إقامة الدولة الفلسطينية فسيثور ضدها فلسطينيو 48 حيث سيطالبون بالتخلي عن الطابع اليهودي للدولة.
وفي هذا الإطار خبير استطلاعات الرأي الإسرائيلي البروفسور رافي سميث أكد أن الجمهور الإسرائيلي «يتجه نحو معسكر اليمين وسيتزايد التأييد لأحزابه في المعارك الانتخابية القادمة أكثر فأكثر وذلك علىعكس الوضع في العالم الغربي».
ويصل الخبير الإسرائيلي إلى تلك النتيجة بناء على استطلاع أجري قبل حوالي شهرين بين أن التأييد لأحزاب اليمين بين الشبان حتى سن 29 عاماً ارتفع إلى 61 بالمئة بينما التأييد لهذه الأحزاب بين اليهود فوق سن 30 عاماً بلغ 35 بالمئة.
وفي استطلاع ثان للرأي العام الإسرائيلي أجراه معهد -داحف- أكد معظم المستطلعين 56 بالمئة أن نتنياهو غير جاد في نواياه حيال التوصل لاتفاق وبأنه يخوض المفاوضات بسبب الضغوط الأميركية.
بينما طالب 51 بالمئة باستئناف البناء الاستيطاني الاستعماري.
في وقت أكد 71 بالمئة عدم قناعتهم باحتمالات التوصل لاتفاق في إطار المفاوضات التي يجريها نتنياهو مع الفلسطينيين وبالمقابل أظهر استطلاع ثالث أجرته جامعة تل أبيب والمعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن 54 بالمئة من الإسرائيليين يعتبرون دولتهم معزولة عالمياً و 56 بالمئة منهم يعتقدون أن العالم كله يكرههم.
إضافة إلى ذلك أظهر استطلاع رابع أجرته مؤخراً شركة «بانوراما» المستقلة لصالح القناة الأولى للتلفزيون الرسمي الإسرائيلي أن اليمين الحاكم في إسرائيل سيزداد قوة بشكل كبير ولاسيما «الليكود» بقيادة نتنياهو حيث سيرتفع بنسبة 51 بالمئة إذا ما جرت الانتخابات العامة اليوم وذلك رغم اخفاقات الحكومة في عدة مجالات.
وأكد الاستطلاع أن «الليكود» سيحصل فيما لو جرت الانتخابات الآن على 31 مقعداً (حالياً 27) بينما ستحصل أحزاب اليمين المتحالفة معه على 68 مقعداً (مقابل 61 لها اليوم) وهذا لا يشمل حزب اليمين المتطرف «الاتحاد القومي» الموجود في المعارضة وله اليوم 4 مقاعد.
ويتنبأ الاستطلاع بمحافظته على قوته وهذا يعني أن نتنياهو يستطيع تشكيل حومة يمينية متطرفة فقط بأحزاب اليمين ويستطيع التنازل عن التحالف مع (حزب العمل) الذي هبط في الاستطلاع من 13 مقعداً له اليوم إلى 8 مقاعد وكذلك على حزب (كاديما) الذي أشار الاستطلاع إلى هبوطه من 28 إلى 25 مقعداً، وعندما سئل أفراد الجمهور عن رأيهم في المرشحين لرئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة قال 49 بالمئة أن نتنياهو هو المرشح الأفضل تأتي بعده ليفني بعيدة عنه جداً 28.5 بالمئة.
وفي مقال لها بعنوان «فقدان الأمل» كتبت -سيماكدمون- في «يديعوت أحرونوت» تقول: ستكون عبارة التشاؤم العميق عبارة غير معبرة هذه السنة لأن نصف مواقف الجمهور الإسرائيلي الذي فقد ثقته بنوايا نتنياهو وفقد الثقة بقدرة أبي مازن وبنواياه أن يكون شركياً، فقد الثقة في السلام والأسوأ هو فقدان الأمل.
وتفسر الكاتبة نتائج استطلاع «داحف» وتقول: 48 بالمئة يعارضون مقابل 45 بالمئة يؤيدون تسوية سلمية مع الفلسطينيين يعترفون فيها بإسرائيل كدولة يهودية، وإسرائيل تتنازل عن معظم المناطق في الضفة الغربية بينما تبقى الكتل الاستيطانية بأيدينا، على أي حال لا أمل في التسوية فلماذا نواصل الجدالات الداخلية عن تجميد البناء؟ لماذا نحطم الرأس بحثاً عن حلول الوسط وعن تهدئة الخواطر؟
فرغم أن الأغلبية الساحقة تعتقد أن استئناف البناء في الوقت الذي تعقد فيه المحادثات سيفجر هذه المحادثات فإن هذه الإمكانية لاتزال مقبولة لأكثر من نصف الجمهور، فماذا حصل لنا؟ ومتى أصبحنا هكذا عديمي الثقة؟
صحيفة الثورة- حكمت فاكه
-حدث في 7 تشرين الثاني-
1917 - البلاشفة يتسلمون السلطة في روسيا. 1917- القوات البريطانية بقيادة الجنرال إدموند ألنبي تتمكن من الاستيلاء على قطاع غزةبفلسطين من القوات التركية. 1921 - بينيتو موسوليني يعلن نفسه "دوتشي" الحزب الفاشي. 1949 - الملك فاروق ملك مصروالسودان يصدر قرار يحل به البرلمان المصري وإجراء انتخابات جديدة. 1951 - صدور دستور المملكة الأردنية الهاشمية. 1956 - الجمعية العامة للأمم المتحدة توافق على قرار يطلب من بريطانياوفرنساوإسرائيل الإنسحاب الفوري من مصر بعد اجتياحهم للسويس. 1962 - اتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي تقوم بموجبه سفن أميركية بالتحقق من البحر من الصواريخ السوفيتية التي يتم سحبها من كوبا. 1972 - إعادة انتخاب ريتشارد نيكسون رئيساً للولايات المتحدة لفترة رئاسية ثانية. 1973 - مصروالولايات المتحدة تستأنفان العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما بعد قطيعة استمرت نحو سته سنوات منذ حرب 1967. 1983 - الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد يقوم بزيارة رسمية إلى فرنسا هي الأولى لرئيس جزائري منذ الاستقلال. 1987 - رئيس الوزراء التونسي زين العابدين بن علي يطيح بالرئيس الحبيب بورقيبة في انقلاب أبيض ويتولى الرئاسة في تونس. 1988- محاولة اغتيال العميل انطوان لحد قائد جيش لبنان الجنوبي بعملية نوعية لجبهة المقاومة اللبنانية نفذتها المناضلة الحرة سهى بشارة1990 - انتخاب ماري روبنسون رئيسة لجمهورية أيرلندا لتصبح أول سيدة تتولى الرئاسة فيها. 2004 - الحكومة العراقية المؤقتة تعلن حالة الطوارئ لمدة 60 يوماً.
-حدث في 6 تشرين الثاني-
1860 - انتخاب أبراهام لينكون رئيسًا للولايات المتحدة.1917 - بداية الثورة البلشفية.1922 - ملك المملكة المتحدة جورج الخامس يعلن أيرلندا دولة حرة في إطار الكومنولث البريطاني وليست جمهورية مستقلة وبدون شطرها شمالي.1956 - فرنسا والمملكة المتحدة وإسرائيل يوافقون على وقف عملياتهم العسكرية على مصر والتي عرفت باسم العدوان الثلاثي.1957 - تأسيس جامعة الملك سعود بالرياض.1975 - انطلاق المسيرة الخضراء في المغرب إلى الصحراء الغربية.1978 - شاه إيران محمد رضا بهلوي يعلن فرض الأحكام العرفية في البلاد من أجل التصدي للاضطرابات الشعبية التي انتشرت في كل أنحاء إيران احتجاجًا على فساد الحكم واستجابه لدعوة الخميني إلى الثورة على الحكم.1983 - حزب الوطن الأم التركي بزعامة تورغوت أوزال يفوز بالانتخابات ويتمكن من تشكيل الحكومة التركية.1986 - انتخاب حيدر أبوبكر العطاس رئيسًا لوزراء جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.1988 - استفتاء حول كاليدونيا الجديدة وتبني قانون حول الوضع الجديد لهذه المنطقة.1991 - إطفاء آخر بئر نفط محترق في الكويت من جراء الغزو العراقي عليها في 2 أغسطس 1990.2005 - إعصار إيفان يضرب ولايتي كنتاكي وإنديانا ويخلف ثلاثين قتيلًا وآلاف المنازل المدمرة.
ينقسم الناس، خاصة في المسائل الاجتماعية والاقتصادية بين يمين ويسار، علماً أن هذا التصنيف يتجاوز هذين المجالين إلى المجالات السياسية والمواقف حول الأمة وماهيتها وحول الوطن وماهيته وحول الدولة وضرورتها، إلى غير ذلك من المواضيع. لكن الانطلاقة في كل ذلك تكون من المواقف في القضايا الاجتماعية والاقتصادية. يعتبر اليمين أنه هو الموقف الطبيعي لكل الناس. يرى معظم الناس على أنهم تلقائياً يمينيون لأن نظام الرأسمالية، والفردية (الأنانية) المرتبطة بها، هو النظام الطبيعي، هو ما يبنى عليه المجتمع، وهو ما يجب أن يكون. يرى اليمين اليسار نشازاً، خروجاً على طبيعة الامور، وخروجاً على المسار الطبيعي للمجتمع، وبالتالي فهو، أي الموقف اليساري يستحق الاستهجان والاستهزاء، إن لم يكن العقاب والملاحقة. ليس من موقف سواء كان يسارياً أو يمينياً، هو الأكثر انسجاماً مع الطبيعة ومع ما يجب أن يكون. الفرق بينهما ليس الفرق بين ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي، بل الفرق هو في الطبقة الاجتماعية - الاقتصادية التي يعبر عنها. الموقف اليساري هو موقف أكثرية الناس من عمال وفلاحين وعاملين في الخدمات والوظائف البيروقراطية؛ هو موقف أكثرية الناس الساحقة المأجورين، الذين لا يملكون ويبيعون قوة عملهم لقاء أجر يومي أو شهري، سواء عملوا في العمل اليدوي المباشر أو العمل ذي المهارة التقنية أو العمل التقني. والموقف اليميني هو موقف القلة من الناس الذين يأتي كسبهم من عمل الآخرين سواء كان هؤلاء ملاكي أرض أو معامل أو مصارف، أو ذوي استثمارات يضعون أموالهم في مشاريع، في سبيل الربح وليس إلا الربح، الذين يكسبونه لقاء استثماراتهم لا لقاء عمل قاموا به. وهؤلاء هم الذين يعيشون على حساب الغير. وهم طفيليون بطبيعتهم. لذلك فإنّ موقفهم اليميني ليس معبراً عن طبيعة الأمور، ولا عن طبيعة المجتمع. لكنه يعبّر عن طبيعة النظام. يملك أرباب اليمين القوة الاقتصادية، وبالتالي يسيطرون على القوة العسكرية والقوة الثقافية. فهم يستطيعون إخضاع بقية المجتمع بالقوة، بالقسر والإكراه. يستخدمون النظام السياسي من أجل ذلك، يستخدمون القوة للقسر والإكراه، ويستخدمون الثقافة من أجل ذلك. يستخدمون القوة للقسر الخشن، ويستخدمون الثقافة (الطائفية والدين، مثلاً) للقسر الناعم. في الطائفية يتلاشى التمييز بين اليسار واليمين، ويدافع الفقراء عن أغنيائهم، ويدافع المستغلون عمن يستغلونهم، ويضطر الفقراء إلى التخلي عن مصالحهم الحقيقية لصالح مصالح وهمية، وينتهون إلى مواقف ضدّ أنفسهم، ويبررون ذلك باسم الدين. وهم يُكْرَهون على ذلك إما بالقوة الخشنة (العسكرية) أو بالقوة الناعمة (الثقافية). إن موقف اليمين من القوى العاملة، ومن الاستغلال والكسب غير الحلال؛ يجعله موقفاً غير أخلاقي بالضرورة. ليس طبيعياً أن يعبّر اليمين عن موقف أخلاقي في حين يكون كل ما يكسبه ناتجاً عن استغلال ولو كان «شرعياً». يشرعن النظام كسب أربابه وأرباحهم بالقانون، لكن ذلك لا يجعل من هذا الكسب أخلاقياً. لأن الأخلاق تتنافى مع العيش على حساب الغير، تتنافى مع طبيعة العيش الطفيلية حتى ولو لم يكن فيها هو مخالفا للقانون. النظام الرأسمالي يدفع إلى اللاأخلاقية بطبيعته. إن النظام الرأسمالي ينزع الأخلاق والعدل من العيش اليومي للطبقة العاملة عن طريق سن القوانين التي تبيح نزع فائض القيمة من العاملين الذين ينتجونها وتعطيها قانوناً للطبقة «المستثمرة» التي تعيش على حساب الغير، على حساب فائض عمل الغير. النظام الرأسمالي هو بطبيعته غير أخلاقي، لذلك فإن أرباب هذا النظام لا يضطرون لارتكاب المخالفات القانونية. ويعيشون حياة البذخ والترف التي تُحرم منها الطبقات العاملة؛ وتكون المخالفات القانونية، مكملة للأعمال القانونية. والرأسماليون يجدون عن طريق المحامين والمحاكم وقضاتها المنافذ التي يهربون منها بالأعمال غير القانونية، ويفلتون من العقاب. كل ذلك لأنهم يمتلكون القوة المادية والثقافية. كل ذلك لأنّ طبيعة النظام الذي يسيطرون عليه ويتحكمون به يسمح لهم بعيش قانوني مترف قائم على اقتطاع فائض القيمة. الأعمال غير القانونية لهذه الطبقة، من سرقات ونهب أموال الغير الخاصة والعامة، تأتي مكملة لأعمالهم القانونية ومدعمة لدخلهم. الجريمة ذاتها التي يرتكبها فقير يلاقي عقابه، والتي يرتكبها غني يستطيع الإفلات من العقاب؛ إلا فيما ندر؛ وهذه الأحداث النادرة، حيث يعاقب بعض الأغنياء لأعمال نافرة منفرة هي ما يستخدمه النظام لتبرير عدالته وشرعيته. تشكّل الطبقات العاملة في جميع المجالات أكثرية المجتمع. يتساوى عندها القانون والأخلاق. هي ليست بحاجة لمن يطبّق القانون، من قوى أمنية وعسكرية وقضاء وغيرها. هي في الأساس مدجنة لصالح الطبقات الغنية عن طريق الطائفية، وعن طريق الإثنية والقومية أحياناً. الانضمام إلى القطيع الطائفي يجعل المقترفين أبطالاً معرضين لتعديات من الطوائف الأخرى. النظام الطائفي يكمّل عمل النظام السياسي في نزع الأخلاق. الطبقات العاملة منزوعة الفردية، ينزع منها الأخلاق قسراً لصالح الطبقة الغنية. يعاقب من هذه الطبقات الفقيرة من تجبره البطالة والفقر والافلاس على ارتكاب بعض المخالفات، وهذه المخالفات تجر إلى عقوبات. العقوبات حتمية اذ لا يوجد من يدافع عن هؤلاء أو من يتلقى الرواتب العالية لايجاد مخارج قانونية لهم. يستطيع النظام الرأسمالي أن يقلب الأمور رأساً على عقب. تُجرَّد الطبقات الفقيرة من نقاباتهم ومن تنظيماتهم التي تطالب بحقوقهم أو ترفع حقوقهم كي تتناسب مع مستوى العيش. ولنتذكر أن الطبقات الفقيرة تتلقى لقاء عملها ما يقرب من الحد الأدنى من الأجور، الذي لا يكاد يكفي لسد رمق العيش، وسد الحاجات إلى المأوى والغذاء والملبس والتعليم وغير ذلك. السبب ليس سقوط الاتحاد السوفياتي. السبب هو أعمق من ذلك، السبب أيضاً هو أن سقوط الليبرالية جاء في وقت واحد مع سقوط الاتحاد السوفياتي. وجدت الطبقة الرفيعة المالكة حول العالم أن يدها صارت مطلقة في إعادة تشكيل المجتمع، والخصخصة وتهديم نظام الرعاية الاجتماعية، والتنكيل بالطبقات العاملة، والعودة بهؤلاء إلى ما قبل صعود الحركات العمالية المنظمة، الى عصر ما قبل الثورات الاجتماعية، الى عصر ما قبل الليبرالية التي رأت أن بقاء النظام الرأسمالي مرهون بالتنازلات التي يعطيها عندما تواجهه الحركات المطلبية. سقطت الليبرالية كأداة يستخدمها النظام الرأسمالي لحمايته. مع هذا السقوط تمادت الرأسمالية في استخدام وسائل القوة العسكرية والثقافية ضد مجتمعها. ليس صدفة أن نرى الجيوش أكثر عدداً في هذا الزمن، والطائفية أكثر استعداداً للعمل لصالح الأغنياء في هذا الزمن أيضاً. النظام الرأسمالي يستخدم الفرص المتاحة، فيزداد عدد العاطلين عن العمل؛ ولا ضير في ذلك، اذ الهجرة هي صمام الأمان. يهاجر المسلمون والمسيحيون، لكن الأرقام المسيحية هي نسبياً أكبر، لذلك تبدو مشكلة الهجرة عند المسيحيين أكثر حدة مما هي عند المسلمين. الحقيقة أنّ مشكلة هؤلاء وهؤلاء، في البطالة والهجرة هي في النظام الرأسمالي الذي يستخدم المسلمين والمسيحيين كأدوات لاصطناع الثروات. إن التصنيف اليساري اليميني ضروري، هو طبيعي بنظر الكثرة من الناس، العاملين في شتى المجالات. اليسار أكثر من اليمين عدداً، واليمين ليس الموقف الطبيعي، بل هو الأكثر تنافياً مع «طبيعة» الأمور. النظام يجعله كذلك عن طريق الطائفية وأخواتها. على اليسار أن يكون أكثر اعتداداً بنفسه. فهو يمكن أن يعبر عن الأكثرية الساحقة من الناس، والموقف اليميني هو موقف الأقلية من الناس، ولا يجعل نفسه أكثر طبيعية إلا بوسائل القوة والأيديولوجيا. صار ضرورياً عودة اليسار، والعودة مرهونة بقوى يسارية أكثر قدرة على التفكير بوسائل تتناسب مع مسارات الأمور الجديدة.
الفضل شلق - "السفير"
قضى اللبناني فواز نجم، 22 سنة من الخدمة في وحدة الاستخبارات الاسرائيلية «504» حتى آخر يوم لها في لبنان عام 2000. فواز اطلق صرخة احرجت بعض من كان حولنا من لبنانيين يصغون اليه، اذ راح يقول بلهجته اللبنانية ومن دون تردد ولا تلعثم: «بدي اتمنى وإترجى... بدي بوس ايدين ورجلين السيد حسن نصر الله ورئيس الجمهورية اللبنانية وأي انسان معني بوضع اللبنانيين. بدى اترجاهم يشيلو اولادنا من اسرائيل... بدي اترجاهم ينقذوا اولادنا وأطفالنا من المستقبل اللي ينتظرنا بعد ما قسم منهم راح الى الجيش الاسرائيلي وبعد ما عدنا قادرين نسيطر عليهم. المسلم نسي القرآن وحفظ التوراة والمسيحي نسي الانجيل وحفظ التوراة حتى وصلوا اولادنا لدرجة يقسموا انواع اللحم والاكل «الكاشير» (المحلل بحسب الديانة اليهودية) والمحرم مثل اليهود المتدينين...».
صرخة فواز نجم تعكس موقف ثمانين في المئة على الاقل من اللبنانيين المتبقين في اسرائيل على ما يؤكد هو. صحيح ان هناك العشرات ممن يقولون صراحة انهم يرفضون العودة الى لبنان، بل ان امهات لم يترددن في الاعلان عن قبولهن دخول ابنائهن الى الجيش الاســرائيلي ويقلن صراحة انهن يجدن مستقبلهم هناك. وصحيح ان اصواتاً قليلة لا توافق فواز نجم بأن حياتها باتت كلها معاناة ومتاعب وكما يلخصها محدثنا: «عيشة ذل... عيشة كلاب...». ويقول: «بصراحة رمونا مثل الكلاب». لكن الغالبية توافق فواز لأنها تخشى من مصير يشبه مصيره.
انه يعيش داخل خيمة نصبها على قارعة شارع في بلدة كريات شمونة، بعدما طرده صاحب البيت لعدم قدرته على دفع الايجار الشهري لفترة طويلة. والسبب هو رفض اسرائيل، وبالتحديد وزارة الدفاع، التعامل معه كما تتعامل مع ضباط خدموا في الجيش وضمان تعويضات لهم وفي مقدمها بيوت وأجرة سكن. وهذه هي المشكلة التي يشدد عليها كل لبناني من ميليشيات لحد قرر الحديث عن معاناته منذ فراره الى اسرائيل. فمنذ سنوات طويلة واللبنانيون يتظاهرون ويحتجون ويطالبون اسرائيل بضمان الحد الادنى من احتياجاتهم. لكن من دون جدوى، وفواز نجم ليس اول لبناني في اسرائيل يعيش في خيمة في الشوارع الاسرائيلية وهناك من يرى ان استمرار الوضع الحالي من دون تغيير ينذر باحتمال نصب خيم اخرى في مختلف البلدات اليهودية التي يعيش فيها لبنانيون.
الموت في لبنان أفضل
من الخيمة التي نصبها على قارعة شارع في كريات شمونة المجاورة للحدود مع الوطن، يقول فواز نجم انه بعد عشر سنوات من الصمت والتكبر، وصل الى وضع يقول فيه: «كلمة نادم لا تكفي». لقد وصل فواز نجم الى اسرائيل ومعه 400 الف دولار، على رغم انه قال إن خدمته داخل الجهاز «504» كانت من دون مقابل. هذا المبلغ صرفه وعائلته خلال عشر سنوات بعدما رفضت اسرائيل إدراجه ضمن قائمة الضباط الذين حصلوا على تعويضات من الدولة العبرية وشملت سيارات وراتباً شهرياً وبيتاً وبعضهم حصل على فيلات. والجهود التي بذلها فواز لتحسين وضعه لم تجده نفعاً. حتى جولته على عدد من الضباط الاسرائيليين الذين كانوا قياديين في الوحدة «504» في لبنان وحصوله منهم على توصية تؤكد خدمته وتفانيه خلال 22 عاماً في جهاز الاســـتخبارات، ذهبت مع الريح الى ان وصل الى الوضع الحالي، وهو ما دفعه الى القول انه يصر على عدم التراجع عن حقه وملاحقة كل المسؤولين في اسرائيل حتى آخر لحظة وإن ادى الامر الى قتله، على حد قوله.
عندما يتحدث اليوم فواز عن ندمه، يتذكر العشرات من اللبنانيين الذين ورطهم للعمل في جهاز الاستخبارات الاسرائيلية ويتذكر في شكل خاص ذلك الضابط السوري الذي بحثت اسرائيل عن امثاله لينضم الى استخباراتها. ويقول ان تجنيد هذا الضابط كان يعتبر من انجح المهمات التي قام بها خلال خدمته في الجهاز «504».
فواز يقول انه نادم كلما تذكر اللحظات التي جند فيها هذا الضابط اذ أُلقي القبض عليه وربما قتل... «انا لا اعرف شيئاً عن مصيره، لكن كل ما اعلم ان عائلته جاءت وأبلغتني انه ضبط... اعتقد انه قتل وأنا نادم جداً لأنني كنت سبب قتله وهو أب لأطفال بأمس الحاجة الى والدهم».
ويقول فواز ان معظم من ضبطوا أخيراً في شبكات التجــسس في لبنان كانوا مجندين قبل الانسحاب الاسرائيلي ولكن «يبدو انهم لم يجرؤوا على ترك عملهم وتورطوا الى حد كبير ولم يقدروا على ترك الارتباط مع الموساد الى ان ضبطوا وأصبح مصيرهم كمصيرنا... رمتهم اسرائيل ولم تقدم اية مساعدة لإنقاذ احد منهم. ويقول: «عملنا في هذه الوحدة، آنذاك، كان يتركز على تجنيد لبنانيين وسوريين كانت لديهم الامكانية لمساعدة اسرائيل من خلال مواقعهم». وعلى مدار 22 عاماً خدمة فيها، يقول فواز: «جنّدنا المئات وضبط منهم العشرات وأُعدموا وعلمنا عن الكثيرين ممن اعدموا في سورية بعد ضبطهم في العمل في جهاز «504».
من هم الذين تضعهم اسرائيل هدفاً لجهاز الموساد؟ بحسب فواز فإن الاشخاص الذين كان يطلب منه تجنيدهم كانوا في معظمهم من عائلات وأقارب لشخصيات في مواقع مهمة في السلطة وكانت اسماؤهم معروفة وأحياناً كثيرة، يضيف: «كانوا يستهدفون من لا يجيد القراءة والكتابة وهؤلاء بالذات كان يتم تجنيدهم لتنفيذ عمليات». وبحسب ما يدعي، فإن علاقة اللبنانيين الذين خدموا في هذا الجهاز مع قيادتهم بدأت تتزعزع بعدما كلفوا مهمات ملاحقة حزب الله، ويقول: «بدأنا العمل معهم ومساعدتهم في تجنيد اللبنانيين من اجل محاربة المنظمات اللبنانية التي بدأت تجتاح قرانا وكذلك المنظمات السورية. وفي الحقيقة قبلنا ذلك لأننا وجدنا في هؤلاء اعداء لنا. رأيناهم كالجيوش التي تريد احتلال لبنان وهذا دفعني شخصياً الى تجنيد العشرات من اللبنانيين في الموساد ولكن... يضيف فواز: «بعد عام 1989 اختلفت المهمات الملقاة علينا وبدأ جهاز الموساد بتوزيع مهمات ضد حزب الله وفي مواجهته فوجدنا انفسنا في حرب مع الحزب، وهنا بدأت العلاقة تختلف مع قيادة هذا الجهاز لأنهم ادخلونا في حرب لا شأن لنا فيها».
الخدمات الكثيرة التي قدمها فواز لذلك الجهاز، والعقاب الذي يتوقعه بسببها، لا يمنعانه من القول انه على استعداد لأن يعود الى لبنان وينال عقابه... «فهذا افضل من البقاء في الذل الذي نعيشه في اسرائيل»، على حد قوله، ويضيف: «22 عاماً خدمتهم في هذا الجهاز واليوم يرمونني هنا كالكلب. حتى ابسط الاحتياجات لا يقدمونها إلي ولا الى غيري من العائلات اللبنانية. هنا في كريات شمونة منذ عشر سنين ونحن نطلب مكاناً للصلاة... فقط قبل ستة اشهر وافقوا على تصليح احد الملاجئ الذي استخدم في حرب تموز وتحول الى مكان صلاة بدل الكنيسة».
رجال دين يتفاوضون مع الحكومة اللبنانية على مصيرهم
الى خيمة فواز جاء اللبناني ميلاد الفحيلي وهذا كان اكثر الموجودين غضباً على الوضع الذي يعيشونه. فهو يعيش حال قلق شديدة على مستقبل اولاده وهو يتابع عن كثب ما يحدث من تطورات لقضيتهم في لبنان وإمكانية عودتهم. ويقول ان المفاوضات حالياً تجرى بين رجال دين وبين الدولة اللبنانية للتوصل الى صيغة متفق عليها لإعادتهم.
وعند سؤاله عن الذي يزعجه، رد بغضب: «السؤال ماذا يعجبني هنا... لا شيء يعجبني في هذه الدولة لأنني لا اعرف اي مستقبل ينتظر اولادنا. نحن اليوم نريد فعل أي شيء لإعادة اولادنا الى لبنان. نريد التوجه الى الهيئات الدولية والاعتصام امام الفاتيكان وطرق كل الابواب الممكنة لإعادة اولادنا لأنهم يتعرضون لخطر لا احد يعرف نتائجه»، ويضيف: «لم نعد قادرين على السيطرة على مستقبل اولادنا. انا شخصياً لا ارى اولادي اكثر من ساعتين في اليوم وهناك اقبال من الشباب على الجيش الاسرائيلي، ومن جهتي اذا توجه ابني الى الجيش لست مسؤولاً، وشخصياً ارفض رفضاً قاطعاً ان يذهب ابني الى الجيش لأن ذلك يعني ان يستدعوه كبقية الجنود الاسرائيليين الى الاحتياط وقت الحرب... ومع من ستقع الحرب. اولادي لا يعرفون عمّاتهم ولا اولاد أعمامهم او عماتهم، فإذا حاربوا ضد لبنان، قد يصوّبون البندقية في وجه جدتهم او عمتهم وهذا ما نخافه... هذا ما يقلقنا اليوم».
ميلاد الفحيلي وبعد اكثر من عشر سنوات يعلن انه نادم «انا نادم. اقول اننا اخطأنا. ولكن ليس وحدنا من اخطأ. الجميع اخطأ. لماذا فقط نحن لا يريدون حل مشكلتنا. أولادنا لا ذنب لهم، فليعيدوا اولادنا الى لبنان».
الحياة- آمال شحادة
وتملك السعودية احتياطات نفطية تقدر بـ 266 بليون برميل من النفط، تمثل خُمس الاحتياط في العالم، وتقدر قيمتها بحسب أسعار النفط الحالية بنحو 22 تريليون دولار. وعرف عن الملك عبدالله عمله على تحقيق إصلاحات اجتماعية وقانونية».
وأشارت المجلة إلى أن «الملك عبدالله أحدث إصلاحات كبيرة في المملكة، وحافـــــظ على علاقـــــات جيدة في الداخل والخارج. وهو يـــــقود أكبر دولة فيها احــــتياط نفـــط في العالم، ويشرف على أكثر الأمــــاكن قداسة في الإسلام، مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولدى دولــــته شركة تقدم خمس إمدادات النــــــفط في العالم، هو القائد الذي يــــدفع باتجاه إصلاح اجـــتماعي وقضائي تدريجي في دولته، ويستطــــيع في الوقت نفسه المحافظة على علاقات طيبة مع كل التيارات في المــــــملكة، وهو الذي أسس هيئة البيعة».
وتضم قائمة أكثر الشخصيات العالمية تأثيراً 68 شخصية، بين ملوك ورؤساء وقادة مؤسسات عالمية، ويبقى معيار الاختيار هو مدى قوة انتشار نفوذ وتأثير هذه الشخصيات.
وخسر الرئيس الأميركي باراك أوباما قمة العالم التي احتلها عام 2009 لمصلحة الرئيس الصيني هو جينتاو الذي جاء في المرتبة الأولى هذا العام، وتراجع أوباما إلى المرتبة الثانية.
ويأتي بعد الملك عبدالله وفي المرتبة الرابعة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، وفي المركز الخامس البابا بنيدكت السادس عشر، وتحل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في المركز السادس، وبعدها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في المركز السابع، وفي المركز الثامن، بن برنانكي رئيس الاحتياط الفيديرالي الأميركي، الذي ينتظر عالم المال مؤتمراته الصحافية وخطبه لمعرفة توجهات السوق، ثم سونيا غاندي، زعيمة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الهند في المركز التاسع، ويأتي بيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميلندا غيتس في المركز العاشر.
وشهدت قائمة العشرة الأوائل الأكثر تأثيراً في العالم تغييرات كثيرة، فانضم أعضاء جدد إلى نادي العشرة الأكثر نفوذاً وتأثيراً في العالم هذا العام، وهم: المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إضافة إلى سونيا غاندي، زعيمة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الهند.
وفي المقابل خرج أغنى رجل في العالم، وهو المكسيكي من أصل لبناني، كارلوس سليم حلو، من قائمة العشرة الأوائل، وأصبح في المركز 21 هذا كما تراجع سيرغي برين ولاري بيدج، مؤسسا شركة «Google»، من المركز الخامس العام الماضي، إلى المركز 22 وخرج أيضاً من قائمة العشرة الأوائل روبرت مردوخ.
-حدث في 5 تشرين الثاني-
1630 - انتهاء الحرب بين إنكلترا وإسبانيا بتوقيع اتفاقية مدريد.1914 - المملكة المتحدة تحتل قبرص بالتعاون مع فرنسا وتعلنان الحرب على الدولة العثمانية.1937 - أدولف هتلر يعقد اجتماع سري يفصح فيه عن نيته تكوين متنفس على بقعة من الأرض لألمانيا مما قاد إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية.1944 - مجموعة صهيونية تغتال الوزير البريطاني المقيم في فلسطين اللورد موين.1956 - القوات الفرنسية والبريطانية تحتل مدينتي بورسعيد وبور فؤاد وذلك أثناء العدوان الثلاثي على مصر.1956 - وزير الدفاع السوفيتي المارشال بولغانين ينذر في رسائل وجهها إلى رئيس وزراء فرنسا غي مولييه ورئيس وزراء المملكة المتحدة أنطوني إيدن ورئيس وزراء إسرائيل دافيد بن غوريون بوقف العمليات العسكرية ضد مصر.1968 - انتخاب ريتشارد نيكسون رئيسًا للولايات المتحدة.1980 - انتخاب رونالد ريغان رئيسًا للولايات المتحدة.1989 - مجلس النواب اللبناني يصدق على اتفاق الطائف والذي وقعه الأطراف اللبنانية لإنهاء الحرب الأهلية، وفي نفس الجلسه انتخب النائب رينيه معوض رئيسًا للجمهورية بعد شغور منصب الرئيس منذ نهايه ولاية الرئيس أمين الجميّل قبل سنه وشهرين تقريبًا.1990 - اغتيال مائير كاهانا مؤسس حركة كاخ اليمينية المتطرفة على يد السيد نصير.2006 - المحكمة الجنائية العليا في العراق تحكم بإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وعواد البندر وبرزان التكريتي شنقًا حتى الموت.2008 - الإعلان عن فوز مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما بنسبه كبيرة على منافسة الجمهوري جون ماكين، ليصبح أوباما الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية وأول رئيس لها من أصول أفريقية.
نجت طفلة في الشهر الـ18 من العمر من الموت المحتم بعدما هوت من الطبقة ال7 في مبنى بالعاصمة الفرنسية باريس بعدما صودف مرور شخص تمكن من التقاطها قبل ملامستها الأرض. وذكرت محطة «فرانس إنفو» الفرنسية أن الطفلة نجت بأعجوبة بعدما سقطت من الطابق السابع حيث تقع شقتها التي تواجدت فيها مع شقيقتها البالغة من العمر 5 سنوات. وأوضحت المحطة أن الفتاة كانت تلهو قرب النافذة عندما تمكنت من تخطي القضبان المعدنية وانزلقت نحو الأسفل، لكن صودف مرور عائلة فتنبه الابن لما يحصل ولفت انتباه والده الطبيب الذي تمكن من التقاط الصغيرة بعدما ارتطمت بستارة مقهى في أسفل المبنى ثم قفزت بين يديه. ولم تلامس الصغيرة الأرض لكنها نقلت إلى المستشفى وتم التأكد من سلامتها. ولم يذكر أين كان الوالدان ولا سبب وجود الفتاتين بمفردهما في المنزل.
باريس - (UPI)
حلفاء أميركا يشعرون بالقلق من أن يؤدي النزاع السياسي في واشنطن إلى تحديات جديدة للاقتصاد العالمي
مع تأكد سلطة الجمهوريين في الكونغرس، يشعر حلفاء الولايات المتحدة بالقلق من إمكانية أن يؤدي النزاع السياسي في واشنطن إلى مزيد من التحديات الجديدة للاقتصاد العالمي.وعلى الرغم من التعهدات بالحد من الإنفاق الحكومي والعجز الضخم للميزانية الأميركية، يتوقع أن يعمل الجمهوريون على مواجهة القلق بشأن البطالة وتباطؤ النمو من خلال تمديد التخفيضات الضريبية على الدخل بالنسبة للجميع، بمن في ذلك الأغنياء، والتي أقرت إبان فترة رئاسة جورج بوش، وهي خطوة من شأنها أن تضيف إلى العجز، وبالتالي، إضعاف الدولار الأميركي.
وقال بارت فان آرك، كبير الاقتصاديين في مؤسسة «كونفرانس بورد»، التي تقيس المؤشرات الاقتصادية الأميركية: «إن بقية دول العالم، بما في ذلك آسيا، تراقب عن كثب الولايات المتحدة، من دون ملاحظة أي تدابير سياسية فعالة في إعادة الاقتصاد إلى المسار الصحيح، وهو ما يجعل الولايات المتحدة تفقد شرعيتها في المجتمع الاقتصادي العالمي كرائد في تقديم الحلول».
يمكن للحفاظ على المعدلات المتدنية نسبيا للضرائب حاليا الإسهام في زيادة الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة، في الوقت الذي يؤدي فيه انخفاض قيمة الدولار إلى زيادة القدرة التنافسية للصادرات الأميركية. لكن محللين قالوا إن هذه الإصلاحات ستكون مؤقتة فقط، ومن غير المرجح أن تحول دون تراجع القوة الاقتصادية الأميركية، في وقت تجاوزت فيه الأسواق الناشئة الدول الصناعية كمحركات رئيسية للاقتصاد العالمي.
ومن شأن ضعف الدولار أيضا تثبيط الانتعاش في البلدان الأوروبية التي اعتمدت تدابير تقشف قاسية تحت ضغط من الأسواق المالية لكبح جماح ديونها المفرطة.
وبعد تطبيق إدارة الرئيس باراك أوباما تغييرات مكلفة في قطاعي الرعاية الصحية والنظام المالي، أشار الناخبون إلى أنهم يريدون من الولايات المتحدة تقليص الإنفاق الحكومي. وقد كرر النائب الجمهوري عن ولاية أوهايو، جون بونر، الذي يتوقع أن يكون الرئيس القادم لمجلس النواب، تعهداته يوم الثلاثاء بالحد من حجم الحكومة، وتوفير المزيد من فرص العمل وتغيير الطريقة التي يدير بها الكونغرس الأوضاع.
إلا أن ذلك ليس مهمة سهلة؛ فالناخبون يرغبون أيضا في الحفاظ على استحقاقات مكلفة ويأملون في قدرة الجمهوريين على تحويل التخفيضات إلى برنامج الرعاية الصحية، وتمديد تخفيضات بوش الضريبية، بحيث لا ترتفع الضرائب في اقتصاد ضعيف في نهاية العام.
لكن هذه التحركات، إذا سنت كقانون، ستزيد من صعوبة، لا من سهولة، الحفاظ على التعهدات بالحد من الدين الوطني، والعجز في الميزانية. وأشار محللون إلى أن هذه التحركات لن توفر العديد من فرص العمل كما يفعل الإنفاق الكبير على مشاريع ضخمة مثل مشاريع البنية التحتية.
ويرى شركاء الولايات المتحدة في الخارج أن مزاعم الجمهوريين بشأن تصحيح الأوضاع المالية يصعب قبولها، فيقول سيمون تيلفورد، كبير الاقتصاديين في مركز الإصلاح الأوروبي في لندن: «ما يدافعون عنه سيزيد على الأرجح العجز بدلا من الانخفاض الكبير الذي يزعمون أنهم يرغبون في تحقيقه».
هناك أيضا خطر الشلل التام الذي قد يصيب الكونغرس، نتيجة للانقسام بين سيطرة جمهورية على مجلس النواب وأغلبية هشة في مجلس الشيوخ، ما سيترك مهمة دعم الانتعاش الاقتصادي الأميركي إلى البنك الاحتياطي الفيدرالي.
ومن دون اقتصاد أميركي أكثر قوة، يتوقع أن يستمر التحول في ميزان القوة الاقتصادية لصالح الأسواق الناشئة. ويشير المحللون إلى أنه حتى إن استمر النمو في الولايات المتحدة بمستوياته الحالية، فإن الأسواق السريعة التطور، مثل الصين والبرازيل والهند، ستظل المحركات الرئيسية للاقتصاد العالمي، وهو الاعتقاد الذي أكده تقرير صندوق النقد الدولي الشهر الماضي.
ولم يتضح كيف سيتمكن الكونغرس، الأعرج، الذي لا تزال تسيطر عليه أغلبية ديمقراطية، من تمرير القوانين قبل السيطرة الجديدة للجمهوريين. لكن ضغوطا تمارَس الآن على إدارة أوباما للتوصل إلى اتفاق حول الضرائب قبل نهاية العام على الرغم من أنه لا يوجد إجماع حول المناطق التي يمكن من خلالها خفض الإنفاق، حسب قول المحللين.
علاوة على ذلك، إذا تم تمديد المعدلات الحالية لضريبة الدخل على الأثرياء ودافعي الضرائب من الطبقة المتوسطة على مدى السنوات القليلة المقبلة، يمكن لذلك أن يزيد العجز بنسبة 1-2% من مجمل النشاط الاقتصادي، وفقا لكلاوس دويتش، الاقتصادي البارز في «دويتشه بنك ريسيرش» في برلين.
وقال: «لذا، فإن الحاجة إلى تبني حزمة ضبط مالي أكثر شمولا خلال العام أو الـ3 أعوام المقبلة ستصبح أكثر أهمية».
وفي حال تزايد العجز في الميزانية الأميركية بدلا من الحد منه، سيكون من النتائج الرئيسية المزيد من ضعف الدولار أمام اليورو والجنيه الإسترليني والعملات الأخرى. وقد تراجع الدولار أكثر من 15% مقابل اليورو وحده منذ يونيو (حزيران) نتيجة للمخاوف بشأن الموقف المالي الأميركي والتوقعات بإعلان الاحتياطي الفيدرالي جهودا جديدة يوم الأربعاء لضخ المزيد من المال إلى الاقتصاد المتردي عبر شراء أسهم الخزانة، العملية التي تعرف بالتسهيل الكمي.
ويرى فريد بيرجستين، مدير معهد بيترسون للاقتصادات الدولية في واشنطن، أنه خلال أوقات التوظيف الكامل، يمكن لعجز أكبر أن يكون بداية لسياسة مالية أكثر تشددا ومعدلات فائدة أعلى. وقال: «لكن مع انخفاض معدلات الفائدة إلى الصفر واقتراب البنك الفيدرالي من البدء في عملية توسع كمي، فإن ذلك يعني عجزا أكبر ومزيدا من الضعف للدولار، وهذه هي مجموعة القضايا التي ستؤدي إلى مزيد من الانزعاج خارج الولايات المتحدة، خاصة بين الدول الأوروبية».
على الجانب الآخر، تتمثل مخاوف في الاتحاد الأوروبي - أضخم تكتل اقتصادي في العالم - في أن يؤدي ضعف الدولار إلى مزيد من الصعوبات في تحقيق انتعاش قائم على الصادرات، في الوقت الذي تبنت فيه دول أوروبية، مثل بريطانيا واليونان وآيرلندا، سياسة تقشفية في محاولة للحد من الإنفاق.
وحتى إن واصل الدولار ضعفه أمام العملات الأخرى، سيساعد ذلك الصادرات الأميركية، ويتوقع غالبية المحللين الاقتصاديين والسياسيين مواصلة المشرعين من كلا الحزبين الضغط على الصين لتعزيز عملتها. وهو ما سيزيد التحديات أمام إدارة أوباما لدعم وسيلة أكثر تعاونية نحو رفع قيمة العملة الصينية بما يتلاءم والمقومات الاقتصادية القوية للصين.
وقد شكا المصنعون الأميركيون طويلا من محاولات الصين الإبقاء على عملتها ضعيفة، ما يجعل من الصعب على الصادرات الأميركية المنافسة في الأسواق العالمية.
ويرى كينث روغوف، أستاذ الاقتصاد بجامعة هارفارد، وكبير الاقتصاديين السابق بصندوق النقد الدولي، أن قضية العملة جزء من النزاع الأكبر حول التجارة. وقال: «إذا منح الصينيون الفرصة، سيحاولون التسويف بشأن سياسة التجارة. فالآسيويون، على وجه الخصوص، قلقون للغاية بشأن إمكانية تطبيق التعريفة الأميركية على الواردات الصينية، أو طريقة عدوانية، لا بسبب سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب بل بسبب ضعف الاقتصاد».
وأضاف روغوف: «إلى أن تتضح الأمور، فإن الكلمة السائدة اليوم هي (تقلب الأهواء)، فهناك قوة جديدة قوية ومتقلبة، وهو ما يجعل باقي دول العالم متوجسة حيال ذلك».
باريس: ليز آلدرمان
خدمة «نيويورك تايمز»
فتح باب الترشيح للانتخابات البرلمانية.. المعارضة تحذر من التزوير.. الحكومة تتعهد بنزاهتها
بدأ العد التنازلي للانتخابات البرلمانية المصرية 2010 والتى تمثل مرحلة فاصلة في التاريخ السياسي المصري، لأنها الممهدة للانتخابات الرئاسية المقبلة في العام 2011، حيث بدأت أمس مديريات الأمن في سائر محافظات الجمهورية تلقي أوراق وطلبات الترشيح لعضوية مجلس الشعب في الانتخابات التي ستجرى في 28 نوفمبر الجاري للمنافسة على 508 مقاعد، نصفها على الأقل من العمال والفلاحين، ومن بينها أيضاً 64 مقعدًا للمرأة. وتستمر عمليات تقديم الأوراق وفحصها بمعرفة لجان فحص الطلبات على مدى 5 أيام، وتتوقع المصادر السياسية أن يخوض المعركة أكثر من 4500 مرشح، من بينهم حوالي 1420 مرشحًا للأحزاب السياسية منهم 508 مرشحين للحزب الوطني الحاكم على جميع المقاعد، أما أحزاب المعارضة فقد أعلنت مرشحيها وهم 195 مرشحًا لحزب الوفد الليبرالي، و83 مرشحًا للتجمع اليساري، و64 مرشحًا للعربي الناصري، و102 للسلام الديمقراطي، وحوالي 400 مرشح للأحزاب الصغيرة، أما جماعة الإخوان المحظورة قانونياً والتي حصدت 88 مقعداً في انتخابات في العام 2005 في سابقة هي الأولى من نوعها فتخوض المعركة الانتخابية بنحو 170 مرشحًا وسط توقعات عن قائمة سرية للجماعة بها 50 مرشحاً آخرين لتفادي الرقابة الأمنية، معلوم أن مرشحي الجماعة يخوضون الانتخابات على أنهم مستقلين لأن القانون المصري يجرم الأحزاب الدينية.
وتضم قائمة الحزب الحاكم 9 وزراء هم وزراء: المالية، والزراعة، والتضامن، والإنتاج الحربي، والتعاون الدولي، والشئون البرلمانية، والتنمية المحلية، والري، والبترول، ومن القيادات العليا بالحزب الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، وأحمد عز أمين التنظيم، والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان الجمهورية، وكمال الشاذلي عضو الأمانة العامة، فيما تنافس أحزاب المعارضة بعددٍ من النواب الحاليين والسابقين وتمثيلاً للمرأة على مقاعد الكوتة. واتفقت أحزاب المعارضة على التنسيق فيما بينها من خلال المرشحين بالدوائر حتى لا تتم منافسة بين مرشحيها لصالح مرشحي الحزب الحاكم، وقد جددت المعارضة في صحفها ومؤتمراتها تحذيراتها للحكومة والحزب الحاكم من التدخل في العملية الانتخابية، وشددت على ضرورة إجراء الانتخابات في جو ديمقراطي تحكمه رغبة المواطن من الإدلاء بصوته لمن يريد، مع التجديد برفض المعارضة للرقابة الخارجية على الانتخابات. من جانبه أكد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الحاكم أهمية انتخابات مجلس الشعب القادمة خاصة إنها تأتي بعد تعديلات دستورية مهمة أن الحزب الوطني سيخوض الانتخابات بأفضل المرشحين من حيث الكفاءة والشعبية والسمعة.
وأوضح أن الحزب يتطلع إلى انتخابات تنافسية نزيهة وأن الأحزاب الأخرى هم رفاق طريق وأنه لا يوجد صفقات أو اتفاقات حيث لا يملك الحزب الوطني ذلك وأن الناخب هو الذي سيقرر من يمثله في البرلمان وصندوق التصويت هو الحكم والفيصل. وأضاف الشريف أن الحزب يرفض كل محاولات التحايل على الدستور والشرعية تحت أي مسمى كما يرفض استخدام مناخ الحرية للتلاعب بالقانون ويؤكد ضرورة الالتزام بالدستور.
فيما أكد جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الحاكم أن انتخابات مجلس الشعب القادمة تمثل منعطفًا مهمًا في مسيرة الحياة السياسية في مصر حيث ستحدد نتائجها مستقبل العمل الوطني خلال السنوات الخمس القادمة في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج