فداء عيتاني
نادرة هي اللحظات الشبيهة بلحظة التوحّد اللبناني خلف منتخب كرة القدم أمس. نادرة ومؤقتة وموضعية. وسيراجع كل لبناني نفسه، سواء ضمّ لبنانياً آخر من طائفة أخرى في لحظة حماسة كروية نادرة، أو ابتسم لمشاهدة رئيس الجمهورية في الملعب، أو استمع إلى تعليقات شاشة تنتمي إلى طائفة أخرى. واليوم سيكون يوماً آخر، أشبه بباقي الأيام اللبنانية. الأيام اللبنانية العادية تشبه حلقة برنامج «بموضوعية» للزميل وليد عبود، الذي عبّر بأقل ما يمكن عن الحوارات اللبنانية التي سادت البلاد في الأعوام الأخيرة، والتي اشتدت مع بداية الثورة السورية، وستستمر بالتصاعد من اليوم إلى أن يقضي الله أمره في البلاد. سيختفي الهياج الخفاق حول الوحدة ومشاركة الأرزة في لعب الفريق الكروي، لنعود إلى الانقسام. وهذه المرة يجد الانقسام سبباً إضافياً: الوقوف إلى جانب الثورات في المنطقة العربية أو اعتبارها محض مؤامرة غربية لتصفية محور المقاومة. وكما هي العادة، فإن هذا الانقسام لديه أسبابه المحلية الضيقة، من تنازع أهلي على السلطة وعلى ربط لبنان بجهة أو جهات إقليمية ودولية للاستفادة من دعمها في إحكام سيطرة طائفة (وممثليها) على السلطة. لا جديد في المشهدين. ومشهد حلقة وليد عبود بين النائب السابق مصطفى علوش والوزير السابق فايز شكر أصدق تعبير عن النزاع الوطني. ها هما الضيفان يتحاوران «بموضوعية»، وكلّ يدافع عن وجهة نظره، ويرتديان ربطتي عنق ويتخاطبان متبادلين تعبير «يا دكتور» حتى حانت لحظة الحقيقة، فعبّر كلّ منهما عن مكنونات نفسه تجاه الآخر، وكما يرغب كل طرف ويشاء. إنه التعبير اللبناني الصادق عن قبوله للآخر، ومحبّته للطرف الثاني. ومن حاول الهجوم وفشل ليس وحده المعني بالعنف، فالآخر حاول اللحاق بزميله الذي يمثل طرف العنف، وتلقينه درساً في فنون القتال، ولكنه فشل. لا شك في أن هذه العبارات وغيرها هي ما يقدمه كل طرف لمناصريه في توصيف الخصم؛ فالخصم، «الشريك في الوطن»، هو كل الصفات التي سمعناها أول من أمس عبر الإعلام اللبناني، والكل يرى أن الآخر هو المخطئ أو البادئ أو المرتكب، أو الفاشي حتى. الانتشار السريع للمشهد الصاخب، من نزاع وتراشق بكوب ماء وتبادل شتائم واستعراض لفنون قتال تبدأ بالكرسي ويعلم الله أين تنتهي، مثَّل رغبة الجمهور في وقوع وحصول ما شاهده. الجمهور يتفهّم ضرورة مراعاة اللياقات على الشاشات، ولكنه في الشارع يتصرف تماماً كما شاهدنا علوش وشكر يتصرفان. ولحظة حصول الموقعة التلفزيونية، كانت كل وسائل التواصل الإلكترونية في لبنان تتبادل المشهد والخبر. فها قد ظهر شيء حقيقي، ويعبّر عن حقيقة الوحدة الوطنية في البلاد، ويظهر ماهية الانقسام وشكله وأفقه المستقبلي حتى. الانقسام اللبناني سيستمر إلى أن يأكل أصحابه، وهو يشبه ما حصل في الحلقة. بعد الموقعة، سيتابع اللبنانيون الكذب على النفس، والادّعاء أن هناك مجالاً دائماً لمتابعة الحوار الحضاري، سواء على طاولة وليد عبود أو على طاولة رئاسة الجمهورية في مؤتمر الحوار المعطّل حالياً، أو على طاولات البرلمان التي سبق أن شهدت تبادلاً للشتائم أيضاً على خلفية الانقسام حول سوريا. ولكن ما الذي يمنع اليوم أي مجموعة من التصدي بالعنف لأي مجموعة أخرى في الشارع؟ وكل من وزّع اللحظات الحامية على الإنترنت كان يتبنّى موقف هذا الطرف أو ذاك في حلقة التشاتم التلفزيوني. ولا رادع من أن يتحول العنف من الشاشات إلى الشارع، بدل نقل الخلافات من الشارع إلى المؤسسات من برلمان ومجلس وزراء. نهاية الصراعات التي نشاهدها ونعيشها هي في انفجارات داخلية مذهبية. فإن كان هناك من يراهن على «حرب نظيفة» مع العدو الإسرائيلي، أو ينتظر نزول الجنود البيض على سواحلنا لدعم سوريا، أو تدخل غربي لحماية اللاجئين السوريين في بلادهم أو فوق أراضينا فهو واهم. وإن كان هناك من يعتقد بأن الغرب سيشنّ حرباً ضروساً لتسليمه مقاليد الحكم في لبنان، وينتظر خلف شاشة IPAD محاوراً مناصريه عبر تويتر حتى يأتيه أمر حاكم الشام فيعود هو إلى حكم «ولاية لبنان»، فهو أيضاً قاصر. ما سيجري هو نسخ موسّعة عمّا شاهدناه على التلفزيون وعلى يوتيوب، وهنا كلا الشخصيتين على حق، وللأسف فإننا لن نتمكن من إدامة لحظات جمع الجمهور اللبناني في الملاعب.
لا تزال ردود الفعل على حلقة أول من أمس من برنامج «بموضوعية» تتوالى على مواقع التواصل الاجتماعي. وبين مؤيد ومعارض للمواجهة التي حصلت بين السياسيَّين اللبنانيَّين، بقيت الفسحة الأكبر للفكاهة والسخرية
ليال حداد
من قال إن البرامج السياسيّة في لبنان فقدت بريقها؟ أوّل من أمس، أثبت فايز شكر ومصطفى علوش قدرتهما على إضفاء كل مقوّمات الـ«أكشن» على حلقة كان يُفترض أن تكون... تقليدية، إن لم نقل مملّة.
هكذا مع احتدام الأزمة السورية، وانقسام الرأي العام اللبناني بين مؤيد للنظام وآخر مطالب بإسقاطه، اختار وليد عبود في حلقة «بموضوعية» (mtv الاثنين 21:30) استضافة الأمين القطري لـ«حزب البعث العربي الاشتراكي»، وجهاً لوجه مع النائب «المستقبلي» السابق. وكما كان متوقعاً، بدا التوتّر يسود الحلقة منذ لحظاتها الأولى، فانبرى كل ضيف الى الدفاع عن وجهة نظر فريقه. لكن النقاش انتقل إلى مستوى أكثر «متعةً» للمشاهد، حين وصف علوش الرئيس السوري بـ«الكاذب»، فانتفض فايز شكر، مهاجماً القيادي الشمالي، و«معلّمه» (سعد الحريري)، ليردّ عليه علوش قائلاً: «صبي مخابرات لا يكلّمني بهذه الطريقة». وما هي إلا ثوانٍ حتى استمعنا إلى شتائم لم تعهدها البرامج الحوارية اللبنانية من قبل، ليفقد بعدها شكر أعصابه ويرمي المياه بوجه علوش... الذي قام من مقعده في محاولة للهجوم الجسدي على القيادي البعثي. أما وليد عبود الذي باغته هذا الهجوم المفاجئ، فوقف عاجزاً، محاولاً تهدئة الضيفَين الغاضبَين. وفي وقت ظنّ فيه المشاهدون أن الحلقة انتهت هنا، عاد عبود مع ضيفَيه بعد الفاصل الإعلاني، لإكمال الحلقة بشكل طبيعي!
بيان صادر عن اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني
حول قانون عودة الهاربين الى الكيان الصهيوني
بعد طول صمت وغياب، وبعد إغلاق أبواب المجلس لسنوات، وبعد أن أصبح المجلس منبراً للمناظرات الاعلامية خلال النقل التلفزيوني، تذكر نواب الامة أن لهم دوراً تشريعياً أيضاً، فشرعوا لعودة العملاء وآخرين من الهاربين الى الكيان الصهيوني كعودة الابطال الذين أجبروا على مغاردة الوطن.
كان على مجلس النواب المبادرة الى تشريعات تحمي الاسرى المحررين من سجون العدو من البطالة والعوز، وأن يكرمهم أبطالاً يحتفل بهم في كتب التاريخ وتطلق أسماؤهم على شوارع المدن، وأن يعطيهم مع عائلاتهم التقدير والمكانة المناسبة لما قدموه لهذا الوطن.
إلا أن السياسة السائدة في لبنان لا تتعاطى مع الناس إلا كأرقام انتخابية ووكتل طائفية يتاجر بها قبل كل انتخابات فيعطي العملاء حريتهم كهدية لطرف ما لتعزيز شعبيته وكأن دم الناس وعذاباتهم وحزن ذويهم هي سلعة قابلة للصرف في بازار الطوائف.
يرفض اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني هذا القرار ويدعو كل الرفاق والاصدقاء لرفضه وللضغط على المجلس من خلال وسائل مختلفة بينها الاعتصام من أجل العودة عن هذا القرار المهزلة. وفي هذا الاطار يدعو الاتحاد الى:
1. محاكمة العملاء محاكمة حقيقية وفق القانون ومحاسبتهم على أفعالهم من دون عفو أو أحكام مخففة.
2. تكريم الاسرى المحررين من السجون الاسرائيلية وسجون العملاء مادياً ومعنوياً.
3. تكريم الشهداء وأهلهم بما يليق بهم وبما قدموه لهذا الوطن.
4. السماح للهاربين الذين تثبت براءتهم من أي تهمة بالعودة بعد اثبات براءتهم أمام المحاكم دون أي اعفاء للمرتكبين.
وإن لم تستح فافعل ما شئت! هذا هو حال مجلسنا المستمر بنفس الصيغة ونفس المضمون منذ عقود، وهو الذي نعده بأننا سنقلق راحته وسنتحرك أمامه ضد ظلمه وضد تواطئه مع العمالة وضد قراراته التي نأمل أن يتكمن شباب لبنان من نقضها وإعادة الحق لأصحابه.
التضامن مع فلسطين ودعم حق الشعوب في المقاومة ومواجهة السياسة الاميركية والاطلسية واعتبار ان التغيير السياسي والاقتصادي للنظام الرأسمالي ضرورة لتطوير حياة الشعوب عناوين ميزت المؤتمر ال 18 للوفدي الذي انعقد في البرتغال من 8-12 تشرين الثاني بمشاركة 88 منظمة من مختلف دول العالم.
استضافت الشبيبة الشيوعية البرتغالية المؤتمر الثامن عشر لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي (الوفدي) في العاصمة لشبونة من 8 الى 12 تشرين الثاني بحضور دولي واسع.
على المستوى السياسي أكد المؤتمر على الوجهة السياسية المناهضة للامبريالية للمنظمة، وان الرأسمالية هي المسؤولة عن المشاكل الاقتصادية والسياسية والحروب التي يعاني منها العالم، وان المستقبل يمكن ان يكون مختلفاً في عالم تسوده العدالة الاجتماعية والسلام والتغيير السياسي. وعبر المؤتمر الذي شاركت فيه 88 منظمة من مختلف دول العالم على دعمه لنضال الشعب الفلسطيني من اجل حريته واقامة الدولة الفلسطينية وفق القرارات الدولية وعاصمتها القدس وحق العودة لجميع اللاجئين والافراج الفوري عن كافة الاسرى والمعتقلين وتفكيك المستوطنات وهدم جدار الفصل العنصري ووقف سياسية التمميز تجاه الفلسطينيين. كما عبر المؤتمر عن تضامنه مع شعوب كوبا والصحراء الغربية وبورما وكافة الشعوب الخاضعة للظلم والحصار والاحتلال حول العالم.ـ وفي الشرق الاوسط شدد المؤتمر على حق سوريا في استعادة الAffinityCMSن المحتل وحق لبنان في تحرير باقي الاراضي المحتلة والدفاع عن نفسه بوجه الاحتلال، وعلى ضرورة الانسحاب الاميركي من العراق ودعم مقاومة الشعب العراقي ضد الاحتلال. أما بخصوص القواعد العسكرية الاميركية فدعا المؤتمر الى تفكيكها جميعها وتحرير دول الخليج من السيطرة السياسية الاميركية عليه.ـ
وفي الثورات العربية أكد المؤتمر على دعم الشعوب العربية في انتفاضاتها وحيا ثورات تونس ومصر كما أدان اجهاض الثورة في البحرين عن طريق العنف المنظم المدعوم خليجياً وعربياً. كذلك دعا الى استكمال الثورة في اليمن. وفي ليبيا أدان الوفدي التدخل الاجنبي وهجمات الناتو التي سرقت الثورة ووضعت ليبيا على الخارطة السياسية الاميركية عن طريق المجلس الانتقالي المركب أطلسياً. وفي سوريا دعم الوفدي نضال الشعب السوري من اجل الاصلاح السياسي والتغيير الاقتصادي والحريات العامة، وحقه في اختيار شكل الحكم الذي يريد، وادان التدخلات الخارجية في شؤون سوريا الداخلية كما حصل في ليبيا.
كما عبر الوفدي عن تضامنه وتأييده لنضال الشعوب في البلدان الرأسمالية ضد حكوماتها واجراءتها الاقتصادية التي تحاول حل الازمة من جيوب الشعوب واعتبر ان النضال الجماهيري في اليونان وغيرها من الدول التي تواجه الانهيار المالي ستكون مقدمة لدفن فكرة ان الرأسمالية قادرة على حل أزماتها وستفتح الأفق لبدائل عادلة في المستقبل.
أما على المستوى التنظيمي فتم انتخاب قيادة جديدة للوفدي لأربع سنوات قادمة حلت فيها الشبيبة الديمقراطية القبرصية رئيساً والشبيبة الشيوعية الكوبية أميناً عاماً واتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني وجبهة تحرير الموزامبيق نواباً للرئيس. كما تم انتخاب الاتحاد العام لطلبة فلسطين والشبيبة الشيوعية اليونانية والشبيبة الاشتراكية البرازيلية والشبيبة الاثيوبية والشبيبة الاشتراكية الكورية أعضاءً في المكتب التنفيذي.
وبهذا يجدد اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني 4 سنوات جديدة في القيادة المركزية التي يوجد مقرها في هنغاريا وسيرسل ممثل عنه لمثيله هناك بعد ان نجح في هذا الدور في السنوات الماضية بشهادة منظمات العالم، وستكون الاولوية لتدعيم عمل المجموعة العربية سياسياً وتنظيمياً ورفع مستوى التنسيق فيما بينها ومع منظمات العالم، وتعزيز التضامن الدولي مع فلسطين وباقي الاراضي العربية المحتلة وعلى رأسها العراق، ودعم حق الشعوب العربية بالتغيير الداخلي.
مثل الاتحاد الرئيس علي متيرك والامين العام عمر الديب ومسؤولة العلاقات الخارجية هبة الاعور.
السفير:جورج ابراهيم عبد الله
مع مطلع العام الـ 28 لاعتقالي، وفي غمرة هذا الحَراك العربي العظيم حيث يحتل الشباب المنتفض الصفوف الأمامية في كل مسيرات المواجهة، تتراءى لي وجوهكم الواعدة في الأفق البعيد، وتلوح لي القبضات المرفوعة، قبضاتُ مناضلاتِ ومناضلي «اتحاد الشباب الديموقراطي»، فتمدني بالمزيد من القوة وتغمرني بالكثير من الدفء... وشيءٍ من الاطمئنان أيضاً، اطمئنان لكون «الاتحاد» يتطلّع بكل مسؤولية، وعليه أن يتطلع بكل مسؤولية، للَعِب دوره الطبيعي في إطار حركة الجماهير الراهنة، العاصفة بكل أركان النظام العربي المأزوم.
تشكل هذه التحولات الجارية أمام أعيننا، في الوطن العربي، منعطفاً تاريخياً لا على صعيد كل قطر من أقطارنا فحسب بل على الصعيد الدولي أيضاً... وهي أصلاً، تندرج، وبشكل مباشر، في إطار سلسلة الانتفاضات والثورات الناتجة عن تداعيات تفاقم أزمة النظام الرأسمالي المعولم. فعالمنا العربي يشكل اليوم إحدى أضعف حلقات هذه الرأسمالية المعولمة، وكل عوامل انفجارها باتت مجتمعة وبشكل مكثف عندنا... جماهير شعبنا من كادحين ومضطهدين وعاطلين عن العمل وسائر المهمّشين، الشباب منهم بشكل خاص، لا خيار أمامهم سوى الانتفاض والثورة... البؤس والإفقار وانسداد كل أفق بلغ حداً ألغى كل مفاعيل الخوف والرهبة من قمع السلطات. منذ مطلع هذا العام كل هذا دفع وسيدفع باستمرار أكثر فأكثر أن تحتل حركة الجماهير الشعبية المنتفضة مسرح الأحداث في مختلف أقطارنا العربية بشكل أو بآخر... القوى الامبريالية العاجزة عن الحدّ من تفاقم أزمتها البنيوية، تعي كل ذلك وربما بكثير من الدقة... لكنها تعي أيضاُ أن ما من قمع يمكن أن يحول دون تصاعد كفاح الجماهير... يبقى أمامها محاولات الالتفاف على التغيير ودفع القوى نحو التآكل والتشرذم والتفتيت... كل الوسائل المتاحة لها العسكرية منها، والإعلامية والإيديولوجية تسخر الآن في خدمة هذا التوجه. حرب إعلامية بكل ما في كلمة حرب من معنى، حرب إيديولوجية، وحرب عسكرية حين تقتضي الظروف أو تسمح بها. ستسخر كل هذه الوسائل أكثر فأكثر مع تصاعد النضال الثوري وبلورة البدائل التاريخية الضامنة لمصالح جماهيرنا في التحرر والعيش الكريم.
طبيعة البرجوازية في مناطق الأطراف بشكل عام وفي عالمنا العربي بشكل خاص، لطالما استسهلت المساومة مع القوى الإمبريالية عوض التلاحم مع جماهير الشعب وتلبية مطالبها، كل مطالبها، لتشكل درع ممانعة فعلية لكل مؤامرات وضغوط الإمبريالية... فقط الجماهير المحترمة من قبل دولها الوطنية تستبسل في الدفاع عن أوطانها بوجه كل معتد..
إن سياسة التجويع والتهميش وكل أواليات سياسات الانفتاح على السوق الرأسمالية هي النقيض الفعلي لكل مقومات الممانعة وبغض النظر عن الجهة المستفيدة من سياسات الانفتاح أو سمّها «اقتصاد السوق الاجتماعي» أو اقتصاد العفاريت إن شئت، نتيجتها مجسّمة في عشوائيات أحزمة البؤس حول عواصم دولنا ومدننا الرئيسية... من جهة أخرى إن الزاحفين إلى أحضان الدوائر الامبريالية وموجوداتها الرجعية في المنطقة طلباً للعون لتحرير الشعب من الاستبداد ليسوا سوى الوجه الآخر لهذا الاستبداد المعروض في مزاد التسويق عند أعداء شعبنا...
كلنا يعرف أن كادحي جماهيرنا يتطلّعون لبناء حياة كريمة في وطن اقتصاده في خدمة منتجيه عمالاً وفلاحين وكسبة... لا اقتصاداً في خدمة سماسرة رأس المال ومشاريعه في المنطقة...
يكون التصدي للمشاريع الإمبريالية قبل أي شيء آخر بالوقوف في الصف الأمامي للنضال من اجل انتزاع حقوق الجماهير ومحاسبة الشرائح المسؤولة عن النهب وتضييع المكتسبات... طبعاً يكون أيضاً بمواجهة كل المتواطئين مع القوى الإمبريالية الدافعة باتجاه تدمير ما راكمنا من قوة للدفاع عن أرض الوطن... وكل العاملين بشكل أو بآخر على الانتقاص من كرامة جماهير شعبنا لأي سبب أو ذريعة.
نص كلمة وجّهها الأسير جورج عبدالله من سجنه الفرنسي في لانميزان للمشاركين بالتضامن معه يوم الخميس الماضي في بيروت بدعوة من اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1992&ChannelId=47137&ArticleId=3293&Author=%D8%AC%D9%88%D8%B1%D8%AC+%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87
تحتل القرصانة إسرائيل ومنذ سنوات طويلة جزيرتي 'تيران وصنافير' العائدتين للمملكة العربية السعودية. وحسب السجلات الرسمية فان كلتي الجزيرتين اللتين تقعان في مضيق تيران على البحر الاحمر، عائدتان للمملكة العربية السعودية. كما ان إخفاء هذا الموضوع عن انظار الرأي العام العالمي منذ سنوات طويلة، أمر آخر يسترعي الانتباه اليه.
وكانت الجزيرتان قد منحتا من قبل الملك فيصل للرئيس المصري جمال عبدالناصر آنذاك لاستخدامهما ضد إسرائيل خلال 'حرب الايام الستة' عام 1967. وعندما خسرت مصر الحرب، إحتلت إسرائيل هاتين الجزيرتين. وبعد عام على الاحتلال عارضت السلطة السعودية إحتلال إسرائيل للجزيرتين، وبدأت بمباحثاتها مع الولايات المتحدة. وبموجب إتفاقية كامب ديفيد المبرمة عام 1979، كان يجب على إسرائيل الانسحاب من هاتين الجزيرتين، إلا أنها لم تنسحب، وبقي الامر على حال الاحتلال.
ويتم تناول تفاصيل إحتلال الجزيرتين من قبل إسرائيل في سجلات مكتب التاريخ بوزارة الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية. ففي المستند رقم (182) تحت عنوان 'الخلاف العربي - الاسرائيلي 1967-1968' المتضمن للعلاقات الخارجية خلال السنوات 1964-1968 للولايات المتحدة، ترد العبارات التالية للمسؤولين الامريكيين: 'لقد دخلت إسرائيل الى جزيرة تيران عقب الاشتباكات مباشرة، فأسرت وحدة مصرية صغيرة هناك، وفي نهاية أكتوبر إحتلت الجزيرة بكاملها. ونحن كأمريكا كنا نؤمن بانسحاب إسرائيل. ونقل لنا السعوديون قلقهم الشديد ازاء الاحتلال. وبناء على ذلك فاتحنا الجانب الاسرائيلي، لكن إسرائيل عارضت جهودنا في الاقناع، كما حاولت إقناع الملك فيصل بانها لن تقوم بتسليح الجزيرة ولن تعرقل المرور في مضيق تيران. وبناءً على طلب السعوديين تواصلت الضغوط على إسرائيل من أجل الانسحاب. إلا ان اسرائيل التي ردت سلباً على كافة المناشدات، إحتلت جزيرة صنافير ايضا.
لقد كانت حجة إسرائيل واضحة في إحتلال هاتين الجزيرتين، فكانت إسرائيل تبحث عن سبل حرية المرور من مضيق تيران وقناة السويس. فالمنطقة تنطوي على أهمية بالغة من ناحية تجارة إسرائيل مع أفريقيا وآسيا. ومبادرة الناصر عام 1967 لعرقلة شحن النفط، كانت تشكل تهديداً كبيراً بالنسبة للاقتصاد الاسرائيلي. وكانت إسرائيل تحاول السيطرة على شحنات النفط، وتحويل مسارات العبور الى مسارات آمنة بالنسبة لها. ولهذا السبب ما زالت تحتل جزيرتي تيران وصنافير.'
إن الوثائق الامريكية تسرد أمام الانظار سياسة اسرائيل العدوانية والاحتلالية. لكن الاغرب صمت السعودية على هذا الاحتلال، فقد حان الوقت مع قدوم الربيع العربي لنقول 'قفي' لاسرائيل التي تجد في نفسها حق احتلال كل مكان ترغبه، ويجب ان يـُذكر أحدهم إسرائيل بانها 'ليست فوق القانون الدولي'.
جاسم الآلوسي
دعا رئيس رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب الدولة الى رفع الحد الادنى وتصحيح الاجور بصورة سنوية على الاقل، تطبيقا لنص الاتفاقية العربية رقم 15 لسنة 1983 وليس الانتظار اثني عشر عاما كما فعلت.
واشار غريب خلال مؤتمر صحفي عقدته هيئة التنسيق النقابية الى انه يجري تصحيح الاجور على أساس النسب المئوية على الشطور واعتبار كل زيادة على شكل مبلغ مقطوع زيادة مخالفة للقانون بما في ذلك زيادة ال 200 الف ل.ل. عام 2008.
ولفت الى وجوب شمول الزيادة جميع العمال والموظفين والاجراء والمتقاعدين والمتعاقدين من دون استثناء، خلافا لما فعلوه اذ بدل تقسيم الاجر الى شطور، قسموا الأجراء الى قسمين فأعطوا قسما وتركوا القسم الآخر.
ودعا الى وجوب دخول هيئة التنسيق النقابية الى لجنة المؤشر، بعد ان كرست نفسها طرفا نقابيا فاعلا في الحوار على الارض من خارج لجنة المؤشر.
وتوجه للحكومة بالقول: "ان العدالة في قرار تصحيح الرواتب والاجور تقتضي شيئا واحدا لا غير وهو الأخذ ممن معه لإعطاء من ليس معه" .
واوضح غريب ان "معركتنا من اجل تصحيح الرواتب والاجور ليست الا عنوانا من عناوين المواجهة مع السياسات الاقتصادية - الاجتماعية التي أفقرت اللبنانيين وأوصلت البلاد الى هذه المديونية الخيالية. فليست الاجور وحدها التي تراجعت بل تراجع معها ايضا سائر التقديمات الاجتماعية الصحية منها والتعليمية والسكنية وضمان الشيخوخة، كما تفاقمت نسب البطالة والهجرة ومعدلات الفقر".
وسأل دعاة الاقتصاد الحر في لبنان: لماذا تشكل الرواتب والاجور (70 -80 في المئة) من الناتج المحلي في الدول الرأسمالية حيث يسود الاقتصاد الحر، بينما في لبنان لا تتجاوز ال 22 بالمئة؟ لماذا توازي فاتورتنا الصحية في لبنان فاتورة الولايات المتحدة الاميركية نسبة لعدد السكان، ونصف الشعب اللبناني دون ضمان صحي وكل الشعب الاميركي مضمون؟ لماذا يدفع الشعب اللبناني من جيبه الخاص 80 بالمئة من الفاتورة الصحية، وتنزع عن المضمونين في الضمان الاجتماعي التغطية الصحية والاستشفائية عند التقاعد والبطالة اي في عز حاجتهم اليها؟.
وسأل: لماذا يدفع الشعب اللبناني من جيبه الخاص ايضا 80 بالمئة من كلفة التعليم، وعندما يطالب بتعزيز التعليم الرسمي وتحسين نوعيته لتأمين مجانية التعليم والتخفيف من أعباء كلفة التعليم، تطالعك الموازنة بإفقار التعليم الرسمي فنخصص على سبيل المثال لا الحصر:27 مليار ل.ل. لكل الخطة التربوية التي طرحها وزير التربية والتعليم العالي مقابل 166 مليار ل.ل للمدارس الخاصة المجانية. تقول الحكومة في بيانها الوزاري انها تريد إدخال إصلاحات بنيوية على النظام الضريبي فتأتي النتيجة: زيادة ال A.V.T من 10 الى 12 في المئة، ألا تكفيهم ان 80 في المئة من إيرادات الدولة تمول بأغلبيتها من الضرائب غير المباشرة التي ندفعها نحن وتستخدم في سداد خدمة الدين العام التي يستفيد منها قلة من كبار المودعين حتى بات ما دفعناه يوازي كلفة إعمار اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. ترى لماذا خلت الموازنة من الضرائب المباشرة على الريوع العقارية والمصرفية وعلى الاملاك البحرية.
ان إخضاع الارباح العقارية لمعدلات اقتطاع ضريبية 25 في المئة وإخضاع الفوائد لمعدلات اقتطاع ضريبية 15 في المئة كافية لتأمين التغطية الصحية الشاملة لجميع اللبنانيين وعلى السقوف العليا وبما يحفظ الحقوق المكتسبة للقطاعات الوظيفية كافة.
وخلص الى القول: "كلنا مدعوون لاستئناف تحركنا اضرابا واعتصاما وتظاهرا اذا ما لمسنا ان الامور تسير بعكس ما نريد حيال سياسات تصحيح الاجور وسائر ملحقاتها الاجتماعية التي يجب الا تستغرق اكثر من اسبوعين كمهلة للحوار لحسمها في لجنة المؤشر، فالناس لم يعد بمقدورها المزيد من الانتظار ونحن لم نرفض القرار الا لإقرار بديل افضل منه واننا لواثقون" .
كما أكد نقيب المعلمين في لبنان نعمة محفوظ أن "هيئة التنسيق النقابية ستبقى تمد يدها الى الإتحادات العمالية كافة، ومعركتنا ليست مع بعضنا، بل هي في وجه هذه الحكومة وهذا الطاقم السياسي الحاكم الذي آخر همه مصلحة المواطن"، مشيرا الى ان " هناك عملية استقواء على الحركة النقابية في لبنان، عندما يجدوننا مشرذمين ومقسمين يستقوون علينا" .
ولفت محفوظ الى "ان أحد أهداف هذا المؤتمر اليوم لنقول لهم لا أحد يمكن أن يستقوي على الحركة النقابية في لبنان، ما زالت هيئة التنسيق النقابية والإتحادات العمالية أقوياء ويملكون القرار، هناك حملة لتحميل الموظفين والعمال مسؤولية الأزمة الإقتصادية في لبنان، كأن مبلغ ال200 الف ليرة زيادة للعمال هو سبب الأزمة الإقتصادية والإنهيار الإقتصادي في البلد".
أضاف: "الأزمة الإقتصادية الموجودة هي مسؤولية الحكومة، ماذا فعلت الحكومة حيال موضوع ارتفاع الأسعار ؟ زادت A.V.T في الموازنة؟ رفعت سعر تنكة البنزين 2000 ليرة؟ لا يعقل أن تتحمل الطبقة العاملة وحدها مسؤولية الأزمة الإقتصادية في البلد، على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها ايضا، ماذا تفعل الحكومة لحماية الموظفين والعمال اجتماعيا، في التقديمات الإجتماعية؟ في موضوع مصلحة حماية المستهلك، وزارة الإقتصاد؟ هناك حل من اثنين: إما يرجعون لنا جزءا من هذا التضخم من العام 96 حتى اليوم، أو تذهب الى التقديمات الإجتماعية والأسعار، ومصلحة حماية المستهلك لتلعب دورها كما يجب. نحن نقول لهم تفضلوا لنجتمع معكم ومع الإتحاد العمالي العام، يضعون دراستهم العلمية ونضع نحن دراساتنا، نحن أساتذة نعلم الرياضيات وكل المواد العلمية ونفهم بالأرقام، لنرى النتيجة ماذا ستكون؟ المطلوب من رئيس الحكومة ووزير العمل أن يدعوا لجنة المؤشر للاجتماع في حضور هيئة التنسيق النقابية. وهنا أقول لوزير العمل "لقد وعدتنا بتعديل المرسوم بحيث تصبح هيئة التنسيق النقابية هي الطرف الرابع في لجنة المؤشر".
ووجه محفوظ التحية الى مجلس شورى الدولة والقضاء اللبناني، وقال: أولا: ليس هناك شيء اسمه مبالغ مقطوعة. ثانيا ممنوع استثناء أي شريحة لبنانية في تصحيح الأجور، ثالثا:تحريك التقديمات الإجتماعية (بدل النقل، التعويض العائلي وغيره) ونحن ندفع ما علينا من ضرائب وصندوق تعويضات وصندوق تعاضد وغيره، لكن هم ماذا يدفعون؟ العديد من المؤسسات التجارية والإقتصادية لا تدفع الضرائب، اضافة الى الهدر الموجود في بعض الوزارات، ابتداء من وزارة المالية وغيرها، هذه أموالنا نحن، يجب على الحكومة والمسؤولين السياسيين اعطاءنا مثالا ناصعا لنقتدي به، لا يمكننا السكوت بعد عن المحاصصة والفساد والهدر الذي يحصل في البلد، وهم يزيدون الضرائب، لم يعد في إمكاننا تحمل ذلك بعد اليوم" .
وتوجه الى معلمي المدارس الخاصة بالقول: "هناك شيء اسمه دستور في لبنان، قانون، ونحن نقابة، والدستور اللبناني يعطينا حق الإضراب، سنقاضي صاحب أي مؤسسة يتعرض لأي زميل بسبب الإضراب ويهدده بلقمة عيشه" .
ووعد محفوظ بعقد مؤتمر صحافي قريبا حول هذا الموضوع، لان "لا أحد أحرص منا على العام الدراسي، لا نريد أن يزايد علينا أحد في هذا الموضوع، نحن والأهالي في خندق واحد" .
وتمنى على لجان الأهالي في المدارس الخاصة ان تكون موجودة وتأخذ دورها كما يجب، من اجل الحفاظ على ما تبقى من الحركة النقابية في لبنان.
الأصدقاء و الرفاق الأعزاء،
الأخوات والأخوة الكرام
أيها الأحبة،
لمبادرتكم التضامنية اليوم وقع خاص في الوجدان؛ فمع مطلع العام ال28 لاعتقالي، وفي غمرة هذا الحَراك العربي العظيم حيث يحتل الشباب المنتفض الصفوف الأمامية في كل مسيرات المواجهة، تتراءى لي وجوهكم الواعدة في الأفق البعيد وتلوح لي القبضات المرفوعة، قبضاتُ مناضلاتِ ومناضلي اتحاد الشباب الديمقراطي فتمدني بالمزيد من القوة وتغمرني بالكثير من الدفء... وشيءٍ من الاطمئنان أيضاً، اطمئنان لكون اتحاد الشباب الديمقراطي يتطلّع بكل مسؤولية، وعليه أن يتطلع بكل مسؤولية، للَعِب دوره الطبيعي في إطار حركة الجماهير الراهنة، العاصفة بكل أركان النظام العربي المأزوم.
أيها الأحبة من خلف هذه الأسوار البغيضة، وآلافِ الكيلومترات التي تفصل بيننا، لكم جميعاً، وبشكل خاص أصحاب الدعوة، اتحاد الشباب الديمقراطي، أحر التحيات وخالص التقدير.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق
تشكل هذه التحولات الجارية أمام أعيننا، في الوطن العربي، منعطفاً تاريخياً لا على صعيد كل قطر من أقطارنا فحسب بل على الصعيد الدولي أيضاً... وهي أصلاً، تندرج، وبشكل مباشر، في إطار سلسلة الانتفاضات والثورات الناتجة عن تداعيات تفاقم أزمة النظام الرأسمالي المعولم. فعالمنا العربي يشكل اليوم إحدى اضعف حلقات هذه الرأسمالية المعولمة، وكل عوامل انفجارها باتت مجتمعة وبشكل مكثف عندنا... جماهير شعبنا من كادحين ومضطهدين وعاطلين عن العمل وسائر المهمّشين، الشباب منهم بشكل خاص، لا خيار أمامهم سوى الانتفاض والثورة... البؤس والإفقار وانسداد كل أفق بلغ حداُ ألغى كل مفاعيل الخوف والرهبة من قمع السلطات... منذ مطلع هذا العام كل هذا دفع وسيدفع باستمرار أكثر فأكثر أن تحتل حركة الجماهير الشعبية المنتفضة مسرح الأحداث في مختلف أقطارنا العربية بشكل أو بآخر... القوى الامبريالية العاجزة عن الحد من تفاقم أزمتها البنيوية، تعي كل ذلك وربما بكثير من الدقة... لكنها تعي أيضاُ إن ما من قمع يمكن أن يحول دون تصاعد كفاح الجماهير... يبقى أمامها محاولات الالتفاف على التغيير ودفع القوى نحو التآكل والتشرذم والتفتيت...
كل الوسائل المتاحة لها العسكرية منها، والإعلامية والإيديولوجية... تسخر الآن في خدمة هذا التوجه...
حرب إعلامية بكل ما في كلمة حرب من معنى؛
حرب إيديولوجية؛
وحرب عسكرية حين تقتضي الظروف أو تسمح بها.
ستسخر كل هذه الوسائل أكثر فأكثر مع تصاعد النضال الثوري وبلورة البدائل التاريخية الضامنة لمصالح جماهيرنا في التحرر والعيش الكريم.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق
طبيعة البرجوازية في مناطق الأطراف بشكل عام وفي عالمنا العربي بشكل خاص، لطالما استسهلت المساومة مع القوى الإمبريالية عوض التلاحم مع جماهير الشعب وتلبية مطالبها، كل مطالبها، لتشكل درعاً ممانعاً فعلياً لكل مؤامرات وضغوطات الإمبريالية... فقط الجماهير المحترمة من قبل دولها الوطنية تستبسل في الدفاع عن أوطانها بوجه كل معتد...
إن سياسة التجويع و التهميش وكل أواليات سياسات الانفتاح على السوق الرأسمالية هي النقيض الفعلي لكل مقومات الممانعة وبغض النظر عن الجهة المستفيدة من سياسات الانفتاح أو سمّها "اقتصاد السوق الاجتماعي" أو اقتصاد العفاريت إن شئت، نتيجتها مجسّمة في عشوائيات أحزمة البؤس حول عواصم دولنا ومدننا الرئيسية... من جهة أخرى إن الزاحفين إلى أحضان الدوائر الامبريالية وموجوداتها الرجعية في المنطقة طلباً للعون لتحرير الشعب من الاستبداد ليسوا سوى الوجه الآخر لهذا الاستبداد المعروض في مزاد التسويق عند أعداء شعبنا...
كلنا يعرف إن كادحي جماهيرنا يتطلعون لبناء حياة كريمة في وطن اقتصاده في خدمة منتجيه عمالاً وفلاحين وكسبة... لا اقتصاد في خدمة سماسرة رأس المال ومشاريعه في المنطقة...
أيتها الرفيقات أيها الرفاق
يكون التصدي للمشاريع الإمبريالية قبل أي شيء آخر بالوقوف في الصف الأمامي للنضال من اجل انتزاع حقوق الجماهير ومحاسبة الشرائح المسؤولة عن النهب و تضييع المكتسبات... طبعاً يكون أيضاً بمواجهة كل المتواطئين مع القوى الإمبريالية الدافعة باتجاه تدمير ما راكمنا من قوة للدفاع عن ارض الوطن... وكل العاملين بشكل أو بآخر على الانتقاص من كرامة جماهير شعبنا لأي سبب أو ذريعة...
نعم لنضال جماهير شعبنا ضد كل سياسات الانفتاح
نعم لنضال جماهير شعبنا لاجتثاث الفاسدين ولإسقاط سياسة الإفساد
لا للتدخل الإمبريالي في بلادنا بأي ذريعة كانت
نعم لانتفاض جماهير شعبنا وحقها في إقامة سلطتها واجتثاث كل أواليات القمع والتسلط
معاً أيها الرفاق، سننتصر.
رفيقكم جورج عبدالله
لانميزان في 26/10/2011
الأخبار: بدعوة من اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني، استضاف أمس مسرح بيروت في عين المريسة لقاءً تضامنياً مع الأسير اللبناني في السجون الفرنسية جورج عبد الله، وذلك لمناسبة الذكرى الـ27 لاعتقاله. وقد وجهت الحملة الدولية للإفراج عن عبد الله رسالة الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي طالبت فيها بتبني قضيته، والتعهد بمساءلة السلطات الفرنسية بالموضوع رسمياً عبر وزارة العدل، والحصول على جواب خطي من الإدارة الفرنسية، علماً انه بمقتضى هذا الجواب يفترض طرح القضية أمام لجنة الاعتقال التعسفي في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وأمام محكمة حقوق الإنسان الأوروبية.
بمناسبة مرور 27 عاما على اعتقال المناضل الشيوعي جورج ابراهيم عبدالله في فرنسا، اقام اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني في 26 تشرين الاول مهرجان تضامني مع الاسير جورج ابراهيم عبد الله، في قاعة مسرح بيروت – عين المريسة، حضر المهرجان حوالي 200 مشارك يتقدمهم عدد من الشخصيات السياسية والحزبية أبرزها الوزير السابق عصام نعمان، اعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية في الحزب الشيوعي، ورئيس الهيئة الدستورية في الحزب الشيوعي اللبناني موريس نهرا، ولجنة جورج ابراهيم عبدالله، وعضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابو جابر، بالاضافة الى اسرة الاسير، واسرى محررين من السجون الاسرائيلية، وهيئات اعلامية.
افتتح المهرجان بدقيقة صمت تحية الى شهداء المقاومة، ثم القى حسن صبرا كلمة لجنة جورج ابراهيم عبد الله، الذي نقلت تحيات المناضل جورج ابراهيم عبد الله الى رفاقه ومناصريه، واصفا ً اياه بالمناضل الذي يزداد شبابا وثورية، والمستمر في مواجهته اعداء لبنان وفلسطين، والبرجوازية ورأس المال، منوهة اللجنة بدورها على اهمال وتجاهل الحكومات اللبنانية المتتالية لملف جورج عبد الله، مشيرة الى ان مقابلة الوزراء والمعنيين اللبنانيين واطلاعهم بالملف، بما فيهم نواب المقاومة ونواب السيادة والحرية، لم تجدي نفعا ً، " فهو ينتمي الى صليب او هلال، بل ينتمي الى بندقية المقاومة الوطنية والى مطرقة العامل ومنجل الفلاح، وينتمي الى فلسطين ". وقد توجهت اللجنة الى الحكومة اللبنانية الحالية والسلطة القائمة التي تدعي انها مع المقاومة والحريات وحقوق الانسان والمواطن، الى التحرك السريع والفوري للافراج عن معتقل سياسي لبناني، أنهى فترة حكمه، هو جورج ابراهيم عبد الله، متهمة فرنسا اعتماد نهج العدو الاسرائيلي، وكانت قد منعت استحصال افراد اللجنة والاتحاد على تأشيرة دخول الى فرنسا. اخيرا ً شددت اللجنة على متابعة مسيرتها بالرغم من كل الضغوطات، والاستمرار بالاعتصام والتظاهر والمواجهة بكل الوسائل، بالتنسيق مع مناصرين في فرنسا، حتى اطلاق سراح الاسير جورج ابراهيم عبد الله.
ثم القى الاسير المحرر رفيق نبيه عواضه كلمة عن الاسرى المحررين من السجون الاسرائيلية، متسائلا عن موعد اطلاق سراح جورج ابراهيم عبد الله: " ....لماذا ليست بيننا الان.. لماذا لم يكن اسمك بين الاسماء.. فتشت في حقيبتك بين حقائبنا نحن الاسرى العائدون ولكنني لم اعثر الا على ورقة صغيرة كتبت بالفرنسية وليس بالعبرية..اسير قيد الاعتقال..." كما اشار عواضه الى ان جورج عبد الله وان لم يكن مع الاسرى في سجون الاحتلال الصهيوني ولكنه كان الحاضر الدائم، كغيره من المناضلين كليلى خالد ووديع حداد، بلال فحص، لولا عبود...، مشيرا ً الى نضاله من أجل فلسطين وتصديه الى العدوان الصهيوني عام 82، والرافض التفاوض مع الجلاد، مستغربا غياب الحكومة اللبنانية عن قضية جورج عبد الله، داعيا اياها المطالبة بالافراج عنه بدلا من ان تكيل المديح والثناء للدولة الفرنسية.
ثم القي بيان اللجنة الفرنسية لتحرير" جورج ابراهيم عبد الله" امام الحضور، اكدت فيه على تضامنها الكامل مع مقاومة الشعب الفلسطيني ودعمها القضية الفلسطينية، ودعمها للشعوب العربية في نضالها ضد جميع الدكتاتوريات، والهيمنة والتدخلات الامبريالية، والانظمة القمعية الاستغلالية، كما حيت اللجنة بدورها كل من سقط ومازال يسقط ضحية الانظمة العربية القمعية، داعية الى الاتحاد لمواجهة الدولة الفرنسية الامبريالية وحليفتها الولايات المتحدة الاميركية، واكمال المسير ة من أجل تحرير جورج عبد الله الحر قضائيا ً منذ أكثر من إثني عشر عاما ً.
ابو جابر
عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابو جابر، وجه بداية في كلمته تحية حرية الى جميع المناضلين في مقدمتهم احمد سعدات، ومروان البرغوثي،... ووجه تحية الى جورج عبد الله قائلا ً: تحية الى المناضل اللبناني الفلسطيني الاممي جورج ابراهيم عبد الله، في وقت كانت الطائفية هي معيار الكبيروالصغير، كان جورج عبد الله النصير القوى لفلسطين،.. ففي الوقت الذي كان يتم التغني بالطائف والطائفية كان جورج عبد الله يغامر بروحه من أجل تأمين الخبز الى بلدة القبيات،.. وذلك المناضل الذي ناصر فلسطين، وقاتل على عدة جبهات لحماية بلده، يتنكر البعض له.. "، كما اشاد ابو جابر من خلال امثلة عدة بدعم جورج عبد الله للقضية الفلسطينية ومشاركته معاناتاهم ومساعدتهم، وقد وصفه بالصلب القوي والشجاع، وصاحب الارادة القوية والتحدي وقدرة الاقناع، منتقدا الشرعية الدولية للامم المتحدة، التي تبيح حق المقاومة في قوانينها، وتقمعه في الواقع، كما استغرب بدوره الاهمال الحاصل بحق هذا المناضل وبحق اسرته، بدلا من تقدير المناضلين واعطاءهم الاوسمة، معتبرا اننا في عصر العهر وليس في عصر المناضلين. واعتبر ان الجبهة الشعبية لاتتنكر لهذا المناضل وتعتبره مناضل فلسطيني رقم واحد، كان همه نصرة قضية العرب المركزية، على رأسها قضية فلسطين، سائلا كيف ان دولة تنادي بالديمقراطية وحقوق الانسان، تسمح بابقاء جورج عبد الله بالسجن لـ 28 عاما دون مبرر، داعيا اخيرا ً الى التحرك والاعتصام الشهري امام السفارة الفرنسية، والى تشكيل لجنة حقوقية تطرح هذه القضية على كل المحافل الدولية، وعلى كل المرجعيات أيضا ً، بدءا ً بالمرجعية الفلسطينية وهي في جدول اعمالها، ووضع برنامجا لنصرة جورج عبد الله، مشيرا ً الى ان على الدولة اللبنانية مسؤولية كون المناضل جورج عبد الله مواطن لبناني، وفلسطيني أيضا ً، وباعتباره قدوة على الجميع الاستفادة منه، وختم ابو جابر" من لا ينصر للاسرى ولقضية الشهداء، لا احد سينصره، ولاقيمة عندها لوطن لا يدافع عن ابن له معتقل في فرنسا ".
جوزيف عبد الله
اما كلمة عائلة الاسير فقد القاها شقيقه الدكتور جوزيف ابراهيم عبد الله، الذي وجه بداية تحية للاسرى الذين خرجوا قريبا ً من السجون الاسرائيلية، وللاسرى، كما وجه تحية لاتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني الصامدون الصلب الذين عرفوا جورج عبد الله من خلال اتصالتهم به، والذين لا تجربة لهم معه سوى قناعتهم الراسخة وايمانهم العميق بالصراع الطبقي على مستوى العالم، شاكرا جميع الحضور والمتضامنيين لاسيما المناضلين والمنظمين ومن يقيم المهرجانات والاتصالات في سبيل هذه القضية التي لن تتزعز، كما اشار الى ان عائلة جورج عبد الله تشعر بالفخر والاعتزاز بابنها المناضل، وبانه قدوة، ولن تقبله اذا اعلن انه سيساوم، وهو أيضا لن يقبل بعائلته اذا اعلنت انها تقبل مساومته، مشددا :" نحن لسنا نادمين على ما قام به، وهو ايضا على ما قام به، ولو اتهم بانه ارهابي، واذا كتب علينا ان نفعلها، لفعلناها ثانية..." ، معتبرا ان الدولة الفرنسية خرافة انتهت منذ زمن بعيد، لا يبشر بها سوى بعض المسؤولين في الدولة اللبنانية وهم يدركون ان الثورة الفرنسية باتت خرافة منذ زمن بعيد، واصفا ً الدولة الفرنسية بالمخادعة، وان هناك في فرنسا 30 بلدية لبنانية تتعلم الكذب والخداع من الحضارة الفرنسية، معتبرا ان لا لوم على الدولة الفرنسية المنحازة للعدو الصهيوني، بل اللوم على الدولة اللبنانية، التي لم تحرك ساكنا، ولم تكن مسؤولة، باستثناء الدكتور سليم الحص، كما اشار جوزيف عبد الله الى اخر لقاء له برفقة احد المناصرين والرفاق حسن صبرا، وبسام القنطار،.. للجهات المسؤولة اللبنانية، وقدم كتاب لهم فيما بعد، ولكنهم لم يحصلو على اي جواب. طالبا من المسؤوليين الفرنسيين الذين يحملون الجنسية الفرنسية، ان يطالبوا دولتهم كمواطنيين فرنسيين ان تحترم قوانينها، مطمئنا لبنان اننا سنبقى نعيش ذلا ً في دولتنا ومن الغرب.
موريس نهرا
ثم القى موريس نهرا رئيس الهيئة الدستورية في الحزب الشيوعي اللبناني، كلمة الحزب الشيوعي اللبناني، وقال " الرفاق والرفاقات، اياه الاصدقاء، جورج ابراهيم عبد الله ليس فردا ً انه جزء من قضية، فالقضية هي قضيتنا جميعا، قضية شعوبنا ، وقضية الشعب الفلسطيني، بالدرجة الاولى، ان اسر المناضليين في سبيل هذه القضية الكبرى هو تاكيد على ذلك النهج الذي غرز الكيان الصهيوني في الجسم العربي عن طريق المجازر والارهاب والقوة وما دامت هذه القضية قائئمة فان امثال جورج عبد الله سيكثرون وسيتابعون، ستنبت من اطفال فلسطين واطفال الشعب العربي، افراد وجماعات وافواج، مثل جورج ابراهيم عبد الله، والمناضلين الكبار الصامدين الذين اعطوا ويعطون، كل يوم مثالا على الصلابة والبطولة والتصميم على النضال، من المناضل احمد سعدات الى كل اسرى السجون الاسرائيلية لانهم مناضلون في سبيل هذه القضية، لا يوجد في التاريخ الحديث قضية تحتوي هذا الحجم من الظلم في القرنين الماضيين، في الولايات المتحدة الاميريكة منذ 250 او 300 سنة ، يوم العصابات او الجماعات الاوروبية ذهبت الى تلك الارض، وقامت بنوع من الابادة للهنود الحمر، لتسيطر على الثروات، في مثيل ذلك اليوم، الكيان الصهيوني على ارض فلسطين، يحاول بالمجازر وبالتضييق وبالقمع اليومي، تهجير شعب فلسطين، ليسيطر هو، اذا لم يستطع ان يقم بابادة شاملة كما في الولايات المتحدة مع الهنود الحمر السكان الاصليين، فعلى الاقل بتهجير القسم الاكبر، لذلك فقضية جورج ابراهيم عبد الله، مرتبطة بجوهر هذا الموضوع، هي قضية دفاع عن الحق، جورج عبد الله في موقع جبهة الحق، جبهة مواجهة الظلم، جبهة الاحرار في العالم وبالتالي نحن في الحزب الشيوعي وفي الوسط اليساري الحقيقي العام في بلدنا وفي الوسط الوطني والتقدمي، نرى انفسنا مصدومين باسر جورج عبد الله، وبالاسرى في سجون اسرائيل، وبالاسرى العرب في السجون العربية، اسرى نضال التحرر والتغيير، اسرى الثورات العربية، لذلك نحن مع هذه القضية وأيضا ًابناء هذه القضية مثل جورج ابراهيم عبد الله، الفارق أنه في الاسر، ولكنه اقوى من السجان، اقوى بفكره، حر وهو مسجون، لم يستطيعوا ان ينتزعوا قناعته، فقد عبر عنها بكل تأكيد وكل ما سئل سيعبر عنها ايضا ً، هؤلاء من النماذج الصلبة للمناضلين الذين يصبحون في مسار الحركة النضالية منائر وامثلة لشبابنا، لشعوبنا، لمستقبلنا أيضا ً ". وأضاف " أما فرنسا، لقد سبقوني في القول، يحكى الكثير عن فرنسا الدولة وريثة الثورة، ثورة عام 1789، حرية، ديمقراطية، مساواة، فصل الدين عن الدولة،...الخ، تطرح نفسها مثالا يحتذى بالعالم، في التحديث، في الثقافة، في الديمقراطية، في حقوق الانسان، ما هو موقف الحكام الفرنسيين، والنظام الفرنسي منذ غرز اسرائيل بصورة مصطنعة وبالقوة وعبر المجازر في منطقتنا، وصولا الى اليوم، دائما الى جانب اسرائيل، من الذي يمارس الارهاب؟ اسرائيل تمارس منذ نشأتها الارهاب، واليوم ارهاب الدولة، بدعم ٍ واحتضان ٍ من السلطات الاستعمارية في فرنسا، والحلف الاطلسي، وبالاخص بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، الامبريالية الاميركية، التي لديها مشروعها، واسرائيل اداة وفاعلة امامية في تحقيق هذا المشروع، لتفتيت المنطقة والسيطرة المديدة عليها..، لذلك الارهابي هو الذي يقتل الشعوب، هو الذي يحاول تهجيرها، هو الذي لا يرضه الرأسمال، ولا يشبع بالمال ومن دماء الفقراء ومن دماء الشعوب، ونحن في البلدان العربية، وفي فلسطين، أخبر الناس معرفة..، والمثل الاخر في فرنسا، فرنسا العدالة وحقوق الانسان، ماذا جرى من السلطة الفرنسية، تجاه الموساد الذين قتلوا محمود همشري ممثل منظمة التحرير الفلسطينين في باريس عام 1972، أين هم؟ ماذا فعلت السلطة الفرنسية؟ ماذا فعلت عام 1973 باغتيال محمد بو ديه احد ضباط منظمة ايلول الاسود، حيث في باريس جرى الاغتيال، لا نتحدث في اماكن اخرى في اوروبا او في العالم، هل هناك مكيالين للعدالة؟ وصيف وشتاء؟ نعم، لذلك بئس العدالة التي يتحدثون عنها، ان الشرعية الدولية، كما قال ابو جابر،تتيح للشعوب ان تناضل ضد الاحتلال، لتحرير نفسها، لتحرير ارضها، لتحرير اوطانها، وجرى ذلك في فرنسا وفي اوروبا ضد الاسرى، ولم يكن ذلك بارهاب، الارهاب هو في العدوان، في الذي يعتدي، ليس في الذي يقف في وجه العدوان، ويطالب ويناضل ويعمل ويضحي، من أجل التحرير ومن أجل التحرر، تحرير الانسان، في منطقتنا وفي العالم، لذلك وامام هذا النوع من الحالة الفضائحية في فرنسا بالنسبة لقيم العدالة وحقوق الانسان، نرى انه من الضروري ان يجري وان يمارس بدون انقطاع طويل وبنضال مستمر لادانة الابقاء على جورج عبد الله في السجون الفرنسية، لانه من رموز النضال من أجل القضية الفلسطينية، ولان اعتقاله وصمة عار على العدالة الفرنسية وخرق للشرعية الدولية، وختم " كل التحية تحية التضامن، تحية التقدير لجورج ابراهيم عبد الله، وصلابته ورسوخ قناعته وحريته وهو في السجن، حرية فكره وقناعته، وكل التضامن أيضا مع النضال من أجل تحريره، فالحرية، الحرية، لجورج ابراهيم عبد الله".
علي متيرك
كلمة اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني القاها رئيس الاتحاد الرفيق علي متيرك، منوها ً بصمود المناضل جورج ابراهيم عبد الله على مدى 27 عاما ً بالرغم من العذاب الذي يتعرض له، والرافض المساومة على القضية، والمستمر في نضاله ضد القهر الطبقي والاحتلال والظلم والاستغلال، كما انتقد متيرك تجاهل السلطة اللبنانية قضية جورج ابراهيم عبد الله، والسياسات الخاطئة التي تزيد من الفقر، اضافة الى تهميش حقوق العمال والاساتذة، وعدم الاهتمام بالشباب الذين يهاجرون، مشيدا ًبرسالة جورج عبد الله التضامنية مع الاسرى في السجون الاسرائيلية في معركة الامعاء الخاوية، عاهدا باسم الاتحاد استكمال المسيرة نحو تحرير الارض بكافة اشكال المواجهة، والاستمرار في الدفاع عن حقوق المظلومين وذوي الدخل المحدود، من اجل استعادة كرامة المواطن بدل اذلاله على ابواب السفارات والمستشفيات وقصور الزعامات وامراء الطوائف، والعمل من اجل وطن حر ديمقراطي عربي علماني.
جورج ابراهيم عبد الله
في ختام المهرجان التضامني، اُستمع الى رسالة الاسير جورج ابراهيم عبد الله المسجلة، جاء فيها " ايها الرفاق الاعزاء، ايها الاحبة، لمبادرتكم التضامنية اليوم، وقع خاص في الوجدان، فمع مطلع العام الــ 28 لاعتقالي وفي غمرة هذا الحراك العربي العظيم، اذ يحتل الشباب المنتفض الصفوف الامامية في كل اعتراض واجهه، تتراءى لي وجوهكم الواعدة في افق بعيد، وتلوح لي مناضلي ومناضلات اتحاد الشباب الديمقراطي، فتمد لي بالمزيد من القوة، وتغمرني بمزيد من الدفء، وشيئا من القيمة أيضا ص، امتنان لكون اتحاد الشباب الديمقراطي يتطلع بكل مسؤولية وعليه ان يتطلع بكل مسؤولية، للعب دوره الطبيعي، في اطار حركة الجماهير الراهنة، العاصفة بكل اركان النظام العربي المهزوم، ايها الاحبة في ظل هذه الاجواء البغيضة، والمسافات التي تفصل بيننا، لكم جميعا وبشكل خاص اتحاد الشباب الديمقراطي، احر التحيات وخالص التقدير"، وأضاف " تشكل هذه التحولات الجارية امام اعيننا في الوطن العربي، منعطفا تاريخيا، لا على صعيد كل قطر من اقطارنا فحسب بل وعلى الصعيد الدولي أيضا ً، وهي اصلا تندرج وبشكل مباشر في اطار سلسلة الانتفاضات والثورات الناتجة عن تداعيات تفاقم أزمة النظام الرأسمالي المعولم، عالمنا العربي يشكل اليوم احدى اضعف حلقات هذه الراسمالية المعولمة... جماهير شعبنا الكادحين والعاطلين عن العمل، وسائر المهمشين الشباب منهم بشكل خاص، لا خيار لنا منهم سوى الانقاذ.."، كما تحدث جورج عبدالله عن تسارع الاحداث وتفاقم الازمات في المنطقة العربية، في ظل عجز للقيادات العربية عن وضع حدا لها، الواعون لذلك وبكثير من الدقة، وانها على وعي بان القمع ليس بحل، مشيرا ً الى الحرب العسكرية والاعلامية والايديولوجية، اخيرا ً دعا جورج عبد الله الى التصدي الى مشاريع الامبريالية، خاتما" نعم لنضال جماهير شعبنا، ولاسقاط الفاسدين ولمنع التدخل الامبريالي ولكل مظاهر القمع".