Ihsan Masri

Ihsan Masri

نظّم "اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني - فرع عيترون" مسيرة شموع لمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لمجزرة أطفال عيترون، التي قضى فيها تسعة أطفال بقذيفة من مخلفات العدو الإسرائيلي، شارك فيها حشد من أهالي البلدة والجوار وعدد من الأسرى المحررين. وانطلق المشاركون في المسيرة من ساحة عيترون إلى نصب شهداء عائلة الأخرس، الذين سقطوا في عدوان تموز 2006، حيث تم وضع إكليل من الزهر وإضاءة الشموع، لتكمل المسيرة طريقها إلى جبانة عيترون حيث تم أيضاً وضع إكليل من الزهر وإضاءة شموع على أضرحة الشهداء الأطفال. كما زار عدد من الأسرى المحررين المشاركين في المسيرة ضريحي الأسيرين الشهيدين ناصر ويحيى الشيخ حسين.

ثمة ما يميز حنا غريب بعيون الناس: صدقه وسقفه العالي. الحالة التي يجسّدها في نضاله داخل قيادة هيئة التنسيق النقابية جعلت الكثيرين يخجلون من فقدان الأمل باكراً. يقول لـ«الأخبار» إنه لا «يطحش في أي معركة من دونهم. يراهن عليهم في تحقيق أهداف أي معركة»

فاتن الحاج - الاخبار

أكثر ما يهجس به حنا غريب هو أن يعود إلى مدرسته، وقد حافظ على حقوق من يمثلهم. «وحدها ثقة القواعد تحكم عمل القائد النقابي في كل مرة يصوغ فيها موقفاً نقابياً أو يفاوض مسؤولاً سياسياً»، يقول لـ«الأخبار». يفاجئك حين تسمعه يردد أنّه يخاف من الخسارة. بالنسبة إليه، «أصعب اختبار هو أن تدخل معركة ثم تعود إلى ثانويتك بنتيجة لا تقنع بها الأساتذة الذين تدافع عنهم».

بهذا المعنى، يقبل حنّا غريب وصفه بالقائد في تحرّك هيئة التنسيق النقابية، لكنه قبول مشروط، فهو - حسبما يردد - لا «يطحش» في المعركة «إلّا عندما أتيقن من وقوف رفقاتي معي، ووقتها ببطل أقشع قدامي وما بعود بعمل حساب لحدا غيرهم». يحدث العكس بمجرد أن يشعر بتململ أي أستاذ، أو تحديداً أي عضو في الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي التي يرأسها، «وهون بحسّ اني مكسور». يبدو غريب مزهواً بأن «كل المعارك التي خضناها كانت بإجماع الهيئة الإدارية للرابطة»، هذه الهيئة كانت ولا تزال الأساس الأساس، التي لولاها لما كان ما كان، فأي شخص، مهما علا شأنه «لا قيمة له إلا ضمن الجماعة». هل ينسحب ذلك على قيادة هيئة التنسيق؟ الأمر ليس بهذه البساطة، يجيب. هنا لا يخفي غريب كيف أن «مجرد صياغة موقف موحد نطل به على الناس يمر بألم المخاض نتيجة ضغوط متعددة الجوانب تحاول شد الخناق على زملائنا النقابيين، الذين يواجهونها على غير صعيد». برأيه، «تحتاج مواجهة مثل هذه الضغوط إلى سرعة بديهة وصلابة، وعلى قد ما بيحمل الجو». لكن في اللحظة التي يبدي فيها الناس على الأرض استعداداً للقتال من أجل حقوقهم «أشعر بأنني سأكون مجرماً إذا خفضت السقف»، يقول بثقة. هذا السقف ليس واحداً لدى كل مكونات هيئة التنسيق بسبب خصوصية كل قطاع، حيث تحاول السلطة اللعب عليها لشق الصفوف: «الشباب طيبون ومناضلون ومخلصون، لكن هناك تفاوت بالسقوف والرؤى في ما بينهم، بين أولوية المطلب الخاص أم أولوية المطلب العام؟ إلا أن خطة السلطة ضرب الجميع، الخاص والعام. ولا أحد يستطيع أن يزايد على أي منهم عندما يشعرون بأنّهم مستهدفون بمكاسبهم وحقوقهم»، يقول غريب. «انظري إلى رابطة موظفي الإدارة العامة الآن، كيف انتفضت وتحركت، وفي إطار تحرك هيئة التنسيق، عندما فرضوا زيادة ساعات العمل دون مقابل، كما فعلوا ويفعلون مع أساتذة التعليم الثانوي منذ 48 سنة لإلغاء الـ60%، فالهجمة بالمفرق وبالجملة على ما بقي من دولة الرعاية الاجتماعية وعلى كل المكتسبات عبر عودة مشاريع التعاقد الوظيفي وبنود مؤتمر باريس 3 لجهة وقف التوظيف وزيادة دوام العمل وتوحيد الصناديق الضامنة عند السقوف الدنيا». ماذا لو لم تدعك الضغوط تصوغ موقفاً يناسب هذا السقف الذي تتحدث عنه؟ يجيب: «مرت عليّ أيام كثيرة شعرت فيها بحمل ثقيل وقلت فيها لنفسي: يا أرض انشقي وابلعيني». يزعج غريب أن تكون هيئة التنسيق في موقع رد الفعل أو الدفاع، وأن لا تكون في موقع الهجوم، لأن أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم. لكنه يدرك - كما يقول - أنّ «الهيئة ليست المسؤولة الوحيدة عن هذا الواقع، فالظروف تعاكسها وهي تصطدم في كل مرة تهجم فيها بأزمة سياسية ودستورية إلها أول ما إلها آخر». يرفض غريب الإقرار بأنه يقود معارك هيئة التنسيق، فالهيئة بتركيبتها تشبه «مجلس أمن» لكل من أعضائها حق النقض - الفيتو. شخصياً، تشغله كتلة هموم، كما يسميها، منها عدم التفريط بوحدة هيئة التنسيق، وإن كان هذا لا يعني أن تكون هذه الوحدة على حساب الحقوق، «فإذا خيّرتُ بين الوحدة والحقوق، أختار الحقوق». ومن الهواجس لدى غريب المحاولة الدائمة للتفكير في جمع الناس على قضايا مشتركة وجعلهم يلتفون حول قياداتهم النقابية ومراعاة هواجس الأهالي والتلامذة في الوقت عينه. برأيه، كل المشاريع التي صدرت بشأن السلسلة، سواء من الحكومة أو المجلس النيابي لم تضمن كامل الحقوق، وأكلت منها بنسب متفاوتة، فكانت النتائج مخيبة، وجعلت مواقف أصحاب الحقوق تتجذر أكثر فأكثر، لكون الخسارة تزداد من محطة بعد أخرى، حتى وصلنا إلى أسوئها الآن

يزعجني أن تبقى هيئة التنسيق في موقع ردّ الفعل ولا تكون في موقع الهجوم المفارقة أن يميّز غريب بين صعوبة تجميع المواقف وتوحيدها داخل مكونات هيئة التنسيق وبين جرعات المعنويات التي «تمنحك إياها قواعد المعلمين والموظفين بمجرد النزول إلى الشارع». يستعيد هنا إضراب الـ33 يوماً. يومها، شعر بأنّه يحمل جبلاً. يقول: «كان كل يوم يمر كأنّه كابوس، كنت أسأل حالي وين آخد هالناس، لدرجة انو كنت نام أنا وفايق وما أقدر غمّض عيني، وبس أوصل عالاعتصام وشوف المعلمين متحمسين لانتزاع حقوقهم أرجع آخد نفس». يراهن غريب دائماً على أن «الناس بالنهاية بتلحق تعبها»، وهذا ما يعزيه في «أوقات الحزات»، على حد تعبيره. نجاح حركة 14 أيار النقابية يكمن - بحسب غريب - في أن القواعد تثق بنا، فلبت الدعوة إلى المشاركة في إضراب هيئة التنسيق والاعتصامات المرافقة، رغم البرودة في صفوفهم التي أحدثها التحرك المتقطع للهيئة. يعلّق: «شعر المعلمون والموظفون بأن حقوقهم ضربت، وكادوا يتهمون هيئة التنسيق بالسكوت لولا قرار الإضراب العام من 8 إلى 14 أيار الذي أشعرهم بالارتياح. يضيف: «أشعر بارتياح عندما أسمع من القواعد عبارة يعطيك العافية ونقطة على السطر ولا شي تاني»، ما يعني أن ما نقوم به صحيح. ولا يتردد غريب في القول: «إنّني أشعر بأن العمل النقابي ينزف كوادره، وأخشى أن لا يستثمر كل هذا التعب في خلق تيار نقابي مستقل يستفيد مما أحدثته حركة 14 أيار النقابية». يعطي مثلاً على ذلك، «التأخير في اتخاذ قرار موحد من قبل كل الروابط بتحويلها إلى نقابات، وفرضها ممثلة قانوناً لقواعدها، وتحويل الهيئة إلى اتحاد نقابي منظم، من شأنه تحسين مستوى أدائها على الأرض. فالتنظيم النقابي سلاح ما زلنا للأسف نفتقده، فلسنا شركاء في وضع السلسلة وأرقامها، وهناك آخرون يضربوننا بغيابنا». توسيع البيكار لجعل الحركة تحضن فئات اجتماعية متضررة لا يزال يقلق القواعد، يظنون أنني أدفع بهذا الاتجاه، في حين أن السلطة هي التي تفعل ذلك بسعيها إلى إلغاء كل ما يمتّ بصلة إلى دولة الرعاية الاجتماعية، فالهجمة تجاوزت ملف السلسلة بكثير. يقول غريب: «دائماً هناك من يقول إني رأس الحربة ووقود الإضراب، وهذا ظلم لي وللهيئة الإدارية للرابطة ولهيئة التنسيق النقابية. نحن نعمل الآن على توسيع المشاركة عبر إشراك آخرين ممن شاركوا في تظاهرة 14 أيار، ولا سيما مجالس الأهل والتلامذة، ودعوتهم إلى لقاء نقابي موسع حول ملف السلسلة وكيفية متابعة التحرك في 26 أيار الجاري في قصر الأونيسكو». لدى كل مكون من مكونات هيئة التنسيق حالة انشداد إلى مطالبه الخاصة، وهذا مفهوم، «إنما علينا أن ننتبه إلى أن خطة السلطة شق هيئة التنسيق»، كما يقول غريب، وإذا أرادت السلطة أن تعطي قطاعاً أكثر من قطاع، فلتتحمل هي المسؤولية. الشعور بالتضامن بين الجميع، ضروري وأساسي «هذا نلمسه في كل مرة ندعو فيها إلى تظاهرة، فنشعر بأنّ الجميع متضامنون»، ويجب على القيادة تعزيز دورها النقابي التضامني، لا «النقبجي». يصرّ حنّا غريب على القول للجميع: «رقابنا كلنا على السكين»، يستدرك: «المعركة ليست بسيطة، وهي عبارة عن كرّ وفرّ في كل جولة من AffinityCMSتها أسأل نفسي دائماً عمّا كان يمكن أن نفعله ولم نفعله».

رقصت الدالية أمس على أنغام الطبول، وتزينت بالجِمال والخيول، في ظل حضور شعبي لافت تلبية لدعوة الحملة الأهلية الداعية إلى «كرمس» الترفيه في «الحيّز العام». بعثت الدالية، بروّادها، أمس، رسالة واضحة إلى من يهمّهم الأمر: «هذه الساحة لنا. مكانا عاماً... وسوف نبقى هنا».

محمد نزال - الاخبار

هل انتبه أحد، قبل شهرين، إلى أن المهرجان الفولكلوري السنوي الذي يقيمه أكراد لبنان، في منطقة الدالية _ الروشة، لم يُقم هذا العام؟ الاحتفال بعيد النيروز، في اليوم الأول من فصل الربيع، لم يجد مساحة كافية هذه السنة ليُقام عليها هناك، إذ حلّت في تلك المساحة مكعبات ضخمة من الاسمنت. هكذا، ألغي، بهدوء تام، مهرجان تراثي ظل لسنوات طوال يميّز الدالية، وكان يُعطيها طابعاً اجتماعياً _ فنياً _ تراثياً، إلى حد اعتباره مع مرور الأعوام جزءاً أصيلاً من هوية المنطقة.

كل شيء يتغير الآن في الدالية. فبعد السور الحديدي الذي رفع عند الكورنيش، مُحدداً المساحة العقارية من قبل «المالكين» والشركات الاستثمارية، جرى تسييج ذاك السور بعد أيام بشباك معدنية، ما يمنع بالتالي النزول إلى الدالية من طرقها الفرعية الكثيرة، فيُحصر الأمر بممر واحد فقط، وربما يُغلق في أي وقت لاحق! لكن، رغم ذلك، شهدت الدالية أمس احتفالاً شعبياً، نظمته الحملة الأهلية للحفاظ على دالية الروشة، وحضره عدد لا بأس به من المواطنين. الاحتفال أقيم تحت عنوان «كرمس ترفيهي». كان لافتاً أن ثمّة أفراداً جاؤوا للمشاركة، وهم ممن كانوا قد قطعوا، تقريباً، علاقتهم بالدالية، وذلك نتيجة الإعلان الترويجي للاحتفال، ودعوة المواطنين لتكثيف حضورهم حتى يُثبت بذلك أن تلك المنطقة مساحة عامة، وحيّز عام، نافذة بحرية شبه أخيرة في العاصمة، ولم ولن يكون مقبولاً أن تقفل في وجه الزائرين غداً تحت حجّة «الملك الخاص». وفي المناسبة، لم تخل نهاية أسبوع، حتى في الأشهر الأخيرة، من الرواد التقليديين للدالية، الذين كانوا وما زالوا يحضرون إليها للتنزه، سواء في ظل إقامة احتفالات أو من دونها. هذا يعني أن الدالية لم تكن، في يوم من الأيام، مساحة مهجورة، وهي قبل استملاكها من الراحل رفيق الحريري، ثم وصولها إلى ورثته، وبعده وبعدهم، مساحة عامة تضج بالذكريات والحكايات لشريحة واسعة من المواطنين.

على غرار ما كان يحصل في مناسبات الأعياد، حضرت الجياد، أمس، إلى الدالية، لمن يريد الركوب عليها والتقاط الصور. كان لافتاً إحضار بعض الجِمال، للسبب عينه، ما استرعى انتباه كثير من الحاضرين، وخاصة أنه ليس مألوفاً في بيروت رؤية الجِمال. في الدالية الكثير من الأعشاب، التي تأكل منها الأحصنة والجِمال، وهي بالمناسبة أعشاب نادرة الوجود على الساحل اللبناني، بحسب بعض الخبراء، الذين يُصرّون على أن «يُفرض تقييم الأثر البيئي للدالية ونشر النتائج، قبل الحديث عن السماح، قانونياً، بإقامة منتجعات سياسية _ استثمارية هناك». هؤلاء الخبراء، بحسب ما تنقل الحملة الأهلية المذكورة، يرون في الدالية «كنزاً جيولوجياً وتاريخياً وبيئياً واجتماعياً، فريداً من نوعه، ورثناه من الأجيال التي سبقت. وهي امتداد طبيعي لصخرة الروشة وتتباهى بمساحة شاسعة مطلة على البحر. كما تتميز بعدد من الكهوف المائية، التي تجعلها واجهة لثروة إيكولوجية مهمة، وبيئة ساحلية أساسية للتنوع البيولوجي التاريخي والسياحي». لهذا كله، لم يكن غريباً أن تسمع من بعض المتنزهين هناك، الخائفين على مصير الدالية، أن يشيروا إلى الأحصنة والجِمال على أنها «أكثر دراية بأهمية هذه المنطقة وأعشابها وطبيعتها من أولئك الذين لا يفهمون سوى لغة المال والربح والاستثمار». عند النقطة المواجهة تماماً لصخرة الروشة، من جهة الدالية، كانت تُسمع، أمس، أصوات طرق طبول وموسيقى. أقيم هناك تجمّع لبعض الشبان الذين راحوا يرقصون على وقع الأنغام، رقص أشبه برقص الغجر، أو الهنود الحمر في أميركا. بدا المشهد كأنه «السكان الأصليون» (الرواد) للدالية يقولون، من خلال الرقص، نحن هنا، ولن نسمح بـ«استعمار» هذه الأرض. بالتأكيد، ليس الكل هناك من الراقصين، فالرواد التقليديون، لمن يعرفهم، هم من الذين يسبحون في الماء بين صخور الدالية (من عند نقطة المغارتين)، وصولاً إلى أسفل صخرة الروشة الشهيرة. يمارسون، مع السباحة، هواية القفز في الماء، والقفز هناك ليس هواية عند الجميع، بل تلاحظ أنه ارتقى إلى حد أصبح «فنّاً» قائماً بذاته. في المناسبة، قبل سنوات طوال كانت تُقام هناك بطولات، شبه رسمية، لأجمل قفزة في الماء ومن ارتفاعات عالية، وحتى اليوم لا يزال عمر عيتاني، وشقيقه علي، وسواهما، يحتفظون بالصور التذكارية وهم يرفعون كؤوس الفوز بمسافة «أجمل شكّة». آل العيتاني، للعلم، لا يزالون يقيمون حتى اليوم في الدالية. هم آخر من تبقى من الصيّادين، بعدما أخذ أكثرهم تعويضات مالية ضخمة وغادروا المنطقة، وهكذا نجحت خطة «المستثمرين» بالترغيب بعدما فشلوا سابقاً بالترهيب ومحاكم القضاء. آل العيتاني اليوم، بحسب ما يقال، يسيرون على الطريق نفسه، طريق المغادرة، لتخلو عندها الدالية تماماً لأولئك الذين طمعوا ذات يوم بإنشاء منتجع سياحي يستثمر حتى سطح صخرة الروشة ذاتها! هذه ليست مزحة، قيلت سابقاً، لكن عاد المعنيون وتراجعوا عنها. إلى هذا الحد يصل الطمع بهؤلاء ويسيل لعابهم على كل بقعة تدرّ المال... هم لا يفهمون سوى لغة المال.

يوم «مسيرة العودة» هو اليوم الذي قررت فيه مجموعةٌ من الشباب العرب تحويل ذكرى «النكبة» إلى يوم للعودة، فكان الإعداد لمسيرةٍ مشهودة في 15/5/2011 ضمت مجموعاتٍ كبيرة من الفلسطينيين من مخيمات لبنان والدول المحيطة. المشهد كان مبهراً، الخسارة كذلك كانت كبيرة. فقد سقط عددٌ كبير من الشهداء والجرحى بين هؤلاء. هل كان الأمر يستحق؟ نعم؛ لاشك، فلسطين، تستحق

عبد الرحمن جاسم - الاخبار

«ما خلقنا تنعيش بذلّ، خلقنا نعيش بحرية!» هكذا كان الناس يرددون يومها. المشروع الذي بدأ صغيراً للغاية، يوم العودة لا يوم النكبة، وقبل عامٍ كاملٍ تقريباً (أي بدايات 2010) وصولاً إلى يوم المسيرة في 15/5/2011؛ أربعة شبابٍ عبر كل الوطن العربي وأقطاره، التقوا ليؤكدوا أنهم لا يريدون أن يبقوا بعيداً عن فلسطين. وقبل دخول التنظيمات والأحزاب وما عداهم على المشروع وتحويله إلى «بازارٍ» سياسي وانتخابي وعداه، كان الأمر لا يعدو كونه حلماً بالنسبة إلينا. كنا نعتقد أنّنا نستطيع أن نقرّب الناس إلى فلسطين؛ وقبل كل تفاصيل ما عرف بالربيع العربي، كنا نمهّد لربيعنا الفلسطيني، الذي ربما كان يحتاجُ وقتاً أطول بعد.

كنت واحداً ممن عملوا على الفكرة ككل، وكان الحلم أن نأخذ فلسطينيي المخيمات وجميع مؤيدي العودة الفلسطينية من جميع الجنسيات والأقطار من بلاد ما يسمى الطوق العربي (أي التي تحيط بفلسطين إحاطة مباشرة: سوريا، الأردن، لبنان، مصر) إلى أقرب مكان إلى فلسطين، وإحداث نوع من التحرك على تلك الحدود. كانت خطوتنا بسيطة كما أحلامنا، ببساطة هو أن نذكّر الناس «بنا»، بحقوقنا، بما نريده: بأننا ببساطة هنا، ونريد أن نعود، لا لاجئين كما يتسلون بتسميتنا! يومها كنا بالتأكيد عائدين، وأثبتنا ذلك بدمائنا. لن أطيل في شرح الخطوات التي أوصلتنا إلى الحدود، لن أتحدث عن عنتريات الكثيرين، لن أتحدث عن العراقيل والصعوبات، لن أتحدث عن إصرار البعض على إفشال كل المشروع لمجرد أنهم لم يضعوا اسمه في مقدمة الحضور، كل هذا كان يحدث، ولكن ما كان مهماً بالنسبة إلينا هو أن نصل بالناس إلى ذلك المكان، قرب السياج الشائك لفلسطين، قرب فلسطين، قرب ذلك التراب المقدس. ففلسطين، بالنسبة إلى العائدين، تختلف عن فلسطين بالنسبة إلى أي أحد: أولاً هي ليست وطناً من ترابٍ وهواء وماء، إنها شيءٌ آخر، خيالي، وهمي، خلبي، يشبه الجنة. أهلنا يحكون عنها باستمرار، كبار السنّ في المخيم يغازلونها، أطفالنا يعرفونها قبل أسمائهم. باختصار، فلسطين بالنسبة إلى العائدين هي كل شيء، كل شيء.

 

قبل الصعود إلى الحافلات، يجب الإشارة إلى النقطة الأهم: لم يكن هناك في الحدث مشاركون، لقد كانت المخيمات بأمها وأبيها هناك، الجميع، وأقول الجميع بصيغة الواثق، لأني كنت أعرف عدد الحافلات، وعدد من صعدوا إليها، وبالأرقام. بالتالي كانت المخيمات بأمها وأبيها ذاهبةً إلى فلسطين. كيف يمكن شعباً بهذه الشجاعة، وهذا العزم والإصرار، أن يوسم بالجبن؟ كيف يمكن أن يوصف شباب كهؤلاء باللاجئين؟ الجو كان عاصفاً لجهة المشاعر. أتذكّر الطفل ذا العشر سنوات الذي لم يقبل والده أن يذهب معنا – بحجة لم أعرفها – فظل يبكي ويستعطف، واعتقدنا أنه يريد الذهاب، معتبراً أن الموضوع رحلة، لكن الفتى فاجأنا: «بدي أروح على فلسطين، شو هدول أحسن مني؟»، في إشارة إلى صبية في عمره ركبوا الحافلات. سارت الحافلات على ما يقدر الله، وقلوبنا معها، الأناشيد، الزغاريد، الأغاني، الأهازيج، لم يكن هناك تنظيمات، أحزاب، فصائل على الرغم من محاولاتهم الدؤوبة للتقسيم. هنا كان المخيّم كما هو على حقيقته: فلسطين مصغّرة. غنّى الجميع حتى وصولنا. ولما وصلنا إلى هناك، كانت بداية المشكلة. الحافلات لا تستطيع الوصول إلى فوق، فالإعداد لم يتوقع – لربما – هذا العدد الهائل من الناس، ربما كانوا يتوقعون عشرة آلاف، عشرين ألفاً، لكن هذا الكم الهائل من العائدين فاق كل التوقعات. لمن لم يرَ ما حدث يومها، والعدد الذي حضر، لا يعرف شيئاً عن فلسطين ولا عن أبنائها. يومها ترك الجميع المخيمات وذهبوا إلى فلسطين. فجأةً عرفنا بأنّ علينا أن نسير باتجاه الحدود (باتجاه قرية مارون الراس اللبنانية تحديداً)، لم نكن نعرف – أو نهتم – بمعرفة المسافة التي علينا سيرها: كان الطريق عصياً، جبلياً، قاسياً. إحدى النساء المسنّات، كانت تسير في المقدمة، لتسألها إحدى الصحفيات الشابات المنهكات من الطريق: يا خالتي كيف متحملة؟ فتجيبها المرأة دون التقاط أنفاسها: يا خالتي أنا مشيتها لهاي الطريق أنا وحامل بابني مصطفى وإحنا طالعين من فلسطين، نفس هاي الطريق، هون هون بعرفهن لهيدول التلات (جمع تلة). كان المشهد مهيباً بحق، فلسطينيون من كل مكان، يفترشون تلك الأرض الجبلية صاعدين باتجاه «الحلم». لحظة وصولنا: زفت إلينا أنباءٌ مختلفة: استشهد أول الشبان على السلك الشائك، لم يحتمل فتيتنا مشهد فلسطين القريبة البعيدة إلى هذا الحد، تعلّقوا بالسلك الشائك، ذلك الفارق بينهم وبين حلمهم. واستشهد آخر، حتى وصل العدد إلى عشرة شهداء، وأكثر من 130 جريحاً. كان هؤلاء الشهداء والجرحى من يدعوهم الجميع «لاجئين» في وسائل إعلامهم: أي هاربين. كان هؤلاء يومها أصدق تكذيبٍ لكل البيانات، التفاوضات، الجلسات، الخطابات، كانوا بشكلٍ مباشر الصرخة بوجه كل من يقول بأن الفلسطيني يريد التوطن في أي بلدٍ سوى فلسطين، الكلمة الفصل في من يقول بأن الفلسطيني جزءٌ من أي معركة داخلية. كان بكل دقة: الوجه الأصدق والأنصع لكل ما نعرفه عن فلسطين: الجنة التي سنعود إليها، إما على أقدامنا، أو فوق دروعنا!

في عام 1948 اجتاحت العصابات الصهيونية «البلماخ/ الهاغاناه/ الشتيرن» القرى الفلسطينية وبدأت بسلسلة من المذابح والمجازر أدت إلى تهجير عدد كبير من سكان إصبع الجليل الفلسطيني إلى الدولة الأقرب: لبنان. وجد هؤلاء النازحون أنفسهم غير قادرين على العودة إلى بلادهم، وما كان يُعَدّ يوماً أو يومين طال لسنين طوال. وأصبح هذا اليوم يعرف منذ ذلك الحين باسم «يوم النكبة»، وخصوصاً أن الكيان الصهيوني أعلنه يوماً «لنشوء الدولة» رسمياً.

تحيي شعوب الاتحاد السوفياتي السابق في النصف الأول من أيار كل سنة ذكرى انتصار الجيش الأحمر في «الحرب الوطنية العظمى»، على جيوش النازية. وتتوج احتفالاتها بيوم النصر في التاسع من أيار. وللبنان نصيب من تلك الاحتفالات، حيث يقيم على أراضيه أكثر من ثلاثين ألفاً من الناطقين بالروسية، بينهم أحد عشر ألف متخرج من جامعات تلك البلاد. وكعادتها، نشرت «جمعية متخرجي جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي في لبنان» عشرات اللوحات الإعلانية والإلكترونية على الطرق تخليداً للذكرى، متخذة للعام الحالي شعار «الشعوب التي هزمت النازية لا تهزم». وجمعت الجمعية المتخرجين من مختلف المناطق في حفل فني في الجية. ولمناسبة يوم النصر، قال السفير الروسي ألكسندر زاسيبكين: «في أيار 1945 اعترف العالم كله بأن الجيش الأحمر ساهم مساهمة أساسية في هزيمة المعتدي وأنقذ البشرية، وعلى إثره تم تأسيس النظام العالمي الجديد الذي عاش لعشرات السنين في حال استقرار على الرغم من التداعيات السلبية للحرب الباردة»، مضيفاً: «تعززت علاقات الصداقة التعاون بين الاتحاد السوفياتي والدول العربية. كما وأُنشئت العديد من المشاريع المشتركة في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة. وتعلم آلاف الشباب العرب في الجامعات السوفياتية». وأشار رئيس جمعية المتخرجين الدكتور علي قبيسي إلى أهمية الذكرى بالنسبة إلى المتخرجين، فـ«بفضل دماء الشهداء التي نزفت استطعنا أن ندرس في ذلك البلد الذي أعيد بناؤه بعد الحرب العالمية الثانية». ونظمت الجمعية ندوةً تحدث خلالها الباحث رشيد جلاّد وأستاذ القانون الدولي حسن جوني، في مركز الجمعية في الأونيسكو. وتخللت الندوة نقاشات بين الحاضرين. وللمناسبة، نظم المركز الثقافي الروسي في بيروت كونسرت احتفاليا على خشبة مسرحه، بحضور زاسيبكين. في الحفل، رأى نائب رئيس ممثلية «منظمة التعاون الروسية في لبنان» سفيتوسلاف سيمين أن مختلف الشعوب «تقدر الأهمية الكبرى للتضحيات التي دفعها بلدنا نيابة عن العالم في دحر النازية والفاشية»، لافتاً إلى أنه لمس ذلك عبر كتابات الطلاب اللبنانيين في المركز. وقدم سيمين باقة من الزهور إلى إحدى المحاربات القدامى على جبهات الحرب: إيرينا أوفاروفا. وشاركت في الحفل فرقة «آنوشكا»، بإدارة الفنانة إيرينا المقداد، إلى جانب فرقة «فاسيليوك» بإدارة فيرا الجردي، وفرقة «آنغل» بإدارة يوليا عرمان. وقد تألقت الفرق المسرحية والراقصة على أداء مسرحية قصيرة بعنوان «فاسيلي تيركين»، مبنية على نص الأديب السوفياتي تفاردوفسكي. وأدى كورال «لوبافا» بإدارة الفنانة غالينا مرعي أغنيات سنوات الحرب الوطنية العظمى. واختتمت الحفل جوقة «كاريل»، التابعة لـ«الجمعية الثقافية للشباب الناطقين بالروسية»، بأغنيات يوم النصر. إلى ذلك تختتم جمعية المتخرجين احتفالاتها بالذكرى، اليوم، على أرض ملعب «نادي النجمة الرياضي» في بيروت، في مهرجانها الرياضي الثقافي السنوي، الذي حضّر له المتخرج المدرب يحيى شعيب، حيث يتبارى المتخرجون وأولادهم من جهة، مع الديبلوماسيون الروس وأولادهم من جهة أخرى في مباراتين وديتين بكرة القدم. وتتخلل المهرجان لوحات راقصة لفرقة «آنغل» بإدارة المدربة يوليا عرمان.

خرجت «هيئة التنسيق النقابية» منتصرة من معركة مشروع سلسلة الرتب والرواتب، نقابيا، على الرغم من عدم تحقيقها ربحا ماديا، من خلال تطيير مشروع السلسلة ووضعه في المجهول في ظل التطورات السياسية المتلاحقة في البلاد، والتي يتوقع لها أن تتأزم أكثر في حال لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وتدرك قيادة الهيئة أن موعد السابع والعشرين من الجاري، لن يكون موعدا نهائيا لإقرار السلسلة، في ظل تأكيدات أن النواب المسيحيين قرروا مقاطعة أي نشاط تشريعي في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي لن تعقد أي جلسة تشريعية. ويأتي هدوء «هيئة التنسيق» في تلقفها لما حصل في مجلس النواب، وعدم التسرع في إصدار مواقف حادة، لجهة تطيير نصاب جلسة الهيئة العامة، أو من خلال فرض ضرائب على الطبقة الفقيرة، بعكس ما كانت تنادي به الهيئة، لقناعتها أن ما حصل قد «كشف المستور»، لجهة ضرب موظفي الدولة ورفض إعطائهم الحقوق التي طالبوا بها على مدى عامين ونصف العام. ويؤكد رئيس «رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي» حنا غريب أن «هيئة التنسيق» تعتبر أنها ربحت نقابيا، من خلال ولادة «قوى 14 أيار» البعيدة عن الانقسامات السياسية، بين فريقَي «8 و14 آذار»، وأثبتت مصداقيتها تجاه قواعدها، وتُعَلَّق الآمال مستقبلا عليها في أن تكون رافعة للعمل الوطني، وتحسين أوضاعهم الاجتماعية. ويرى رئيس «رابطة موظفي الإدارة العامة» محمود حيدر أن كل يوم من أيام المعركة للحصول على السلسلة، كشف المسؤولين أمام الرأي العام، و«كم هم غير قادرين على تحمل المسؤولية، من خلال عدم الاستماع إلى مطالب موظفي الدولة طوال الفترة الماضية». ويقارب نقيب «المعلمين في المدارس الخاصة» نعمه محفوض الموضوع من زاوية ثانية، فيشير إلى أن تهويل السياسيين بأن إعطاء السلسلة سيؤدي إلى انهيار البلد وهبوط قيمة الليرة، ثبت عكسه تماما، «هم أخذوا البلد إلى الانهيار والفراغ السياسي، وبعد 25 أيار في حال لم يتم انتخاب رئيس، لن يكون هناك مجلس نواب، ولا رئيس، إضافة إلى أن أداءهم الاقتصادي والاجتماعي سيأخذ البلد إلى الانهيار، وليست السلسلة». ويشدد غريب على أن معركة السلسلة أظهرت الجانب المرتبط بكل ما له علاقة بدولة الرعاية الاجتماعية، علما أن ذلك ليس من مسؤولية هيئة التنسيق، التي قدمت الحلول ودلت على مكامن الهدر والفساد في أكثر من تظاهرة واعتصام، لكن المسؤولين لم يجدوا الحل، فتحولت المطالب إلى قضية وطنية. ويعتبر حيدر أن وجهة المعركة تغيرت، وأصبح السؤال المطروح: «هل ستبقى إدارة أو دولة، أم أن الغاية هي في تحويل الموظفين إلى متعاقدين، أو خصخصة الإدارة العامة؟». ويلفت إلى أن هذا المشروع ظهر من خلال ما أقرته الهيئة العامة، من خلال رفع دوام الموظفين من الثامنة صباحا حتى الخامسة بعد الظهر، من دون احتساب مضاعفات هذا القرار على الحياة العامة. ووصف هذا القرار بأنه غير مسؤول، و«من وافق عليه لا يدرك نتائجه السلبية على حياة الموظفين والإدارة العامة، في الوقت الذي لا حاجة فيه إلى زيادة الدوام في الإدارة لا من قريب ولا من بعيد، بينما المطلوب هو تفعيل أجهزة الرقابة، وتعبئة المراكز الشاغرة». ويلفت محفوض إلى أن «هيئة التنسيق»، ومن خلال الحشد البشري الذي نزل إلى الشارع، للمطالبة بسلسلة عادلة، فرضت على مجلس النواب عدم إمرار مشروع اللجنة النيابية المصغرة برئاسة النائب جورج عدوان. ويعترف بأن السلبية التي تسجل في خانة الهيئة أنها لم تستطع إقرار السلسلة، «لكن الهيئة كشفت أداء السلطة، وزادت الحس بالمسؤولية لدى الشعب، وردة الفعل على مواقع التواصل الاجتماعية خير دليل على مصداقية الهيئة». ويشير غريب إلى أن «الهيئة بينت مصداقيتها أمام الشعب، وأظهرت من المسؤول عن الهدر، وباتت السلسلة قضية وطنية، من خلال دخولها في القضية الوطنية الكبرى، لأنهم ماطلوا وسوفوا، ورفعوا القضية عن ظهرهم ورموا الحل على غيرهم، حتى بتنا أمام أزمة اجتماعية كبيرة، والأزمة تتعمق، وتتداخل مع الأزمة السياسية والاقتصادية والإدارية». ويستغرب محفوض، كيف أن أكثر من عامين ونصف العام، من تشكيل لجنة وزارية موسعة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، ولجنة وزارية مصغرة، ولجنة نيابية برئاسة إبراهيم كنعان، ولجنة نيابية برئاسة جورج عدوان، ولجان نيابية مشتركة، «ولم نجد مسؤولا واحدا يعتذر من الشعب، أو يقدم استقالته لفشله». ويتوقع حيدر أن تشهد الإدارة العامة، ثورة عارمة، في حال إقرار زيادة دوام العمل، لأن ذلك سيرتب أعباء مادية كبيرة على الموظفين، مقابل زيادة مالية هزيلة، والقرار الأخير سيكون للجمعيات العامة. ويؤكد غريب أن من حق «هيئة التنسيق» اتخاذ القرار الذي يؤمن حقوقها، ومن ضمنها مقاطعة الامتحانات الرسمية، «لأن الغاية من كل الإجراءات الضريبية التي وافقوا عليها، تهدف إلى ضرب التعليم الرسمي، والإدارة العامة، وإقفال التعليم الثانوي تحديدا». ويشدد محفوض على أن «الموضوع ليس موضوعا ماليا، وما نطالب به يعني الشعب اللبناني بأكمله، واكتشفنا أن نصف الشعب، لن يستفيد من السلسلة، ومع ذلك ستلقى عليه أعباء ضرائبية، لذلك نبهت هيئة التنسيق من فرض ضرائب على الطبقة الفقيرة، في حين أن أولاد المسؤولين وأموالهم في الخارج، ولا يشعرون بوجع الناس». وختم مؤكدا أن «هيئة التنسيق أعطت المسؤولين عشرة أيام لمراجعة حساباتهم، مع علمنا أنهم لن يتراجعوا، والهيئة لن تتحرك حتى لا نحمل وزر عدم انتخاب رئيس». يبقى القرار للجمعيات العامة لروابط الأساتذة والمعلمين والموظفين، في الموافقة على توصية الهيئة في مقاطعة الامتحانات الرسمية من ألفها إلى يائها، والمتوقع صدوره اليوم.

في الذكرى السادسة والستين لنكبة فلسطين

اعتصام أحزاب "اللقاء اليساري العربي" أمام الاسكوا

بمناسبة الذكرى السادسة والستين لنكبة فلسطين، نظّمت أحزاب "اللقاء اليساري العربي" في لبنان اعتصاما سياسيا أمام الاسكوا. شارك في الاعتصام ممثلات وممثلون عن الحزب الشيوعي اللبناني والحزب الديمقراطي الشعبي وحركة الشعب والتنظيم الشعبي الناصري والتيار الوطني الحر، اضافة الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني وجبهة التحرير الفلسطينية.

 

بدأ الاعتصام بكلمة للأستاذ ربيع بيرق حول المناسبة. بعد ذلك تحدّثت السيدة خالدات حسين باسم لليسار الفلسطيني، فأكّدت على حق الشعب الفلسطيني في النضال من أجل العودة، رافضة ما يحاك ضده عبر المشروع الاميركي الجديد المسمى "الاتفاق – الاطار"، كما ودعت الدولة اللبنانية الى تأمين الحقوق المدنية والاجتماعية والانسانية للاجئين الفلسطينيين.

ثم تحدث الأستاذ أسد غندور باسم أحزاب "اللقاء اليساري العربي"، مركزا على تواظؤ الأنظمة العربية مع المشاريع الاستعمارية الجديدة ضد شعب فلسطين والشعوب العربية عموما، لافتا النظر الى "مشروع الشرق الأوسط الجديد" التفتيتي ومؤكدا على مجابهته.

أخيرا، تلا السيد أيوب غراب المذكرة الموجهة الى الأمين العام للامم المتحدة (مرفقة)، وجرى تسليمها الى ممثل الاسكوا.

 

اللقاء اليساري العربي

بيروت في 15 أيار 2014

 

 

مذكرة الى الأمين العام للأمم المتحدة

 

حضرة السيد بان كي مون

الامين العام للامم المتحدة

 

بمناسبة الذكرى 66 للنكبة التي احلت بالشعب العربي الفلسطيني والتي تصادف اليوم 15/5/2014، تتوجّه أحزاب اللقاء اليساري العربي على امتداد الأرض العربية بالمذكرة التالي نصها، مؤكدين أن لا سلام يمكن ان يتحقق في المنطقة دون الاعتراف والتسليم بحق الشعب العربي الفلسطيني في التحرر الكامل من الاحتلال، واقامة دولة فلسطين الوطنية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي شردوا منها، تطبيقا للقرار194.

66 عاما من الاحتلال الصهيوني وما زال المجتمع الدولي عاجزا عن تطبيق مئات القرارات التي تعترف للشعب العربي والفلسطيني بحقه في تحرير ارضه والاستقلال والعودة، بفعل تواطؤ الدول الاستعمارية والرجعية العربية المواقف، وبالتحديد الدعم السياسي والعسكري المطلق من قبل الادارات الامريكية المتعاقبة للعدوان الصهيوني المستمر ضد الشعب العربي عامة والشعب الفلسطيني خاصة؛ ولا ننسى المحاولات الأميركية لتسويق المشاريع الاستعمارية الصهيونية، وآخرها مشروع "اسرائيل، دولة اليهود في العالم"، التي تهدف الى تصفية الحقوق العربية والوطنية الفلسطينية نهائيا.

ان السياسة العدوانية والجرائم ضد الانسانية التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني لم تتوقف يوما، بدءا من البناء المتواصل للمستوطنات على تراب دولة فلسطين والمحاولات الجارية لتهويد القدس والاستمرار ببناء جدار الفصل العنصري والجرف الممنهج المزروعات وضم الاراضي وقتل المدنيين العزل، لاسيما الأطفال، بدم بارد والاعتقالات العشوائية، وخاصة للاطفال والنساء، وممارسة ابشع انواع الاساليب الوحشية بحقهم، ضاربة عرض الحائط بكافة المواثيق والاعراف والقوانين  الدولية وخاصة ما نصت عليه اتفاقيات جنيف الاربعة وملحقاتها.

غير أن هذه الجرائم لن تزيد الشعب العربي الفلسطيني سوى اصرارا وتصميما على متابعة النضال من أجل تحرير أرضه، مستندا الى تضحيات الالاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين، ومنهم من مضى على اعتقاله عشرات السنين ولم ولن يتنازل عن حقوقه القومية والوطنية ورفض الاعتراف بهذا الواقع الاحتلالي الاستيطاني، ما زال يواصل كفاحه بدعم من الشعوب العربية وقواها التقدمية المقاومة، وكذلك القوى اليسارية الاممية التي تؤمن بعدالة قضيتنا.

في الذكرى ال66 للنكبة، ندعوكم للعمل الجاد والمسؤول من خلال موقعكم على راس المنظمة الدولية، كما ندعو مجلس الامن وهيئة الامم المتحدة والمجتمع الدولي الى تحمل مسؤلياتها السياسية والاخلاقية والقانونية والاضطلاع بدورها من أجل إلزام حكومة العدو الصهيوني  بانهاء كافة الاعمال العدوانية بحق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

كما ندعو أحرار العالم وقواه التقدمية الى دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته من أجل:

1-    انهاء الاحتلال الصهيوني لارض فلسطين المحتلة، ولكافة الأراضي العربية المحتلة، واقامة دولة فلسطين الوطنية وعاصمتها القدس.

2-    العمل على عودة اللاجئيين الفلسطنيين تطبيقا للقرار194 والتعويض على كل ما لحق بهم من أذى نتيجة المخطط الصهيوني.

3-    العمل على تطبيق اتفاقيات جنيف الاربعة بما يخص الاسرى والمعتقلين العرب والفلسطينيين من سجون الاحتلال الصهيوني .

4-    إلزام حكومة الاحتلال الصهيوني بتطبيق جميع  القرارات الدولية ذات الصلة، واتخاذ التدابير والاجراءات العقابية التي تنص عليها كافة القوانين والمعاهدات الدولية، وتقديم قادة العدو الصهيوني بصفة مجرمي حرب لارتكابهم جرائم حرب ضد الانسانية.

5-    تامين الحماية الدولية لاراضي دولة فلسطين وللشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال الصهيوني .

6-    تامين الحماية والرعاية والعيش وفق المعايير الانسانية لكافة اللاجئيين الفلسطيني اينما وجدوا، وتفعيل دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الانروا) بزيادة تقديماتها لتعزيز صموده لحين عودته لارض الوطن.

تقبلوا منا فائق الاحترام والتقدير

اللقاء اليساري العربي

بيروت في 15 أيار-مايو

السفير

عند دوار المنارة في وسط مدينة رام الله وقفت شاحنة شاحبة تحمل على متنها رجالا ونساء وأطفالا وشبانا، تسير في طريق وهمي عائدة إلى فلسطين، لكنها في الحقيقة كانت تعيد تمثيل مشهد مرّ عليه 66 عاما، ولم يمل الفلسطينيون من إحياء ذكراه ليبقى الأمل حيا من أجل العودة يوما إلى حيفا ويافا وعكا والرملة واللد. وتقدمت الحافلة تحمل على متنها فلسطينيين أعادوا تمثيل مشهد النكبة، وهم حقيقة أناس شردوا من ديارهم قبل 66 عاما، ولم يكن لهم ذنب سوى أنهم «ضحايا ظلم تاريخي» كما يقول الحاج ابو محمود وهو على متن الحافلة لـ«السفير»، فيما زغردت امرأة كانت على متنها وصرخت» رح نرجع». مشهد الحافلة هذا كان الحدث الأكثر بروزا في فعاليات إحياء الذكرى لهذا العام، لأنه جسد جزءا من التاريخ وأحياه في نفوس مئات الفلسطينيين. لكنه لم يكن الوحيد بل كانت هناك «مشاهد إبداعية كثيرة ظهرت هذه السنة خلال إحياء ذكرى النكبة، ربما تعبر عن شغف العودة» يقول عمر عساف في حديثه إلى «السفير»، وهو عضو في اللجنة الوطنية لإحياء فعاليات النكبة. ويضيف: «حاولنا في هذه المرة أن نغيّر قليلا في الطرق التي نريد من خلالها القول للعالم إنّ نكبة فلسطين لم تنته ومستمرة، وإن اللاجئين عائدون إلى ديارهم لا محالة». وقد جابت مسيرات مركزية شوارع المدن الفلسطينية، أمس، وحملت الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء تعبيرا عن الحزن على ما ضاع ويضيع من فلسطين، كما حمل المتظاهرون مجسمات لمفاتيح العودة. وفي تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس انطلقت صفارات الإنذار لمدة 66 ثانية في مختلف المدن الفلسطينية، وهي عدد سنوات النكبة. في هذا الوقت، وإمعاناً بتنكيل الاحتلال بقضايا الشعب الفلسطيني، استشهد فلسطينيان خلال مواجهات مع جيش الاحتلال قرب «سجن عوفر» العسكري قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية، فيما أصيب ثمانية آخرون احدهم حالته حرجة. وذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية أنه «استشهد مواطنان وأصيب ثمانية خلال قمع قوات الاحتلال لمسيرة سلمية انطلقت بالقرب من معسكر عوفر الاحتلالي المقام على أراضي بلدة بيتونيا غرب رام الله، إحياء لذكرى النكبة». وأوضحت أنّ «جثماني الشهيدين نقلا إلى مجمع فلسطين الطبي وهما الفتى نديم نوارة (17 عاما) ومحمد أبو ظاهر (20 عاما)»، مشيرة إلى أنّ «قناصة الاحتلال استهدفوا المشاركين بالمسيرة بالرصاص الحي، وأن غالبية الإصابات تركزت على الجزء العلوي من الجسم». وتظاهر نحو 150 فلسطينيا قرب «سجن عوفر»، أمس، مطالبين بالإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، فيما تظاهر المئات في مدن القدس والخليل ونابلس وجنين وبقية محافظات الضفة الغربية إحياء لذكرى النكبة. من جهته، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمة في ذكرى النكبة بثت مساء أمس الأول، عن أمله في أن «يكون العام الـ66 للنكبة عام النهاية لمعاناتنا الطويلة». وقال: «آن الأوان لإنهاء أطول احتلال في التاريخ، وآن الأوان لقادة إسرائيل أن يفهموا أنه لا وطن للفلسطينيين إلا فلسطين». وأضاف الرئيس الفلسطيني أنّ «الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تزال تعيش عقلية الماضي، بل إنها تزداد تطرفا وتعصبا، فتتراجع عن اتفاقيات والتزامات سابقة وتضع شروطا تعجيزية جديدة كالمطالبة بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل وتسابق الزمن لتهويد القدس والتوسع في المخططات الاستيطانية». واحتلت إسرائيل الأراضي الفلسطينية العام 1948، وشمل ذلك 774 قرية ومدينة فلسطينية، قامت بتدمير 531 منها عن بكرة أبيها، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين، ما أدى إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة، وتهجير نحو 800 ألف آخرين.

لقاء مع الرفيق ساشا عمار - ضرورة  فكر مهدي عامل في المرحلة الراهنة

وفاء لكل مقاوم وكل شهيد وتخليدا لذكرى من وهبونا بدمائهم الحياة في ذكرى مجزرة اطفال عيترون وبمناسبة عيد الشهداء يدعوكم اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني -فرع عيترون للمشاركة في مسيرة شموع بالمناسبة. الزمان : نهار السبت 17 أيار 2014 الساعة السابعة عصراً مكان التجمع : عيترون ، ساحة البركة . حضوركم يشرفنا

الأكثر قراءة