بعد فضيحة رشوة النصف مليار دولار التي قدمتها الإدارة الأمريكية لحلفائها في لبنان، لتشويه صورة حزب الله، واستمراراً لمسلسل فضائح الزيارات السرية التي تقوم بها إلى لبنان وفود أمريكية متخصصة في مكافحة الإرهاب، والتي انكشف بعضها، خصوصاً بعد الجولة التفقدية على الحدود اللبنانية السورية، والتي قام بها سرا في 29/4/2010 فريق من برنامج المساعدة على مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، حضر إلى لبنان قبل عدة أسابيع وفد أمريكي تابع لنفس برنامج مكافحة الإرهاب، والتقى في عدة جلسات سرية مع عدد من الشخصيات، حيث جدد الدعم المادي، فضلاً عن أنه ناقش مع مستقبليه عدداً من القضايا الأمنية والسياسة.
زيارة الوفد الأمريكي جاءت استجابة لطلب تقدم به فريق سياسي لبناني، لمواصلة الدعم المادي اللازم للاستمرار في حملة تشويه صورة حزب الله، وذلك بعدما قدم ذلك الفريق مفردات صرف المبلغ السابق، مع توضح الجهات والأشخاص التي استفادت منه، والذي كشف مساعد نائب وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدني؛ جيفري فيلتمان، في حزيران الماضي، أنه كان في حدود 500 مليون دولار.
وقد علمت (الثبات) أن الوفد الأمريكي وضع مائة وخمسين مليون دولار بتصرف "الحلفاء"، وذلك من خلال لجنة من اللبنانيين كان فيلتمان قد اختار عضويتها بنفسه، واتفق على أن تتولى عملية الإنفاق والمحاسبة حسبما يتراءى لها، لكن في غير بنود الصرف التي تقررها أمريكا.
لا تنتظروا الحرب الإسرائيلية
وبحسب ما توفر من معلومات، فقد ناقش الوفد الأمريكي مع اللجنة اللبنانية عددا من التطورات المستجدة في السياسة الأمريكية، ومن أهمها بدء الاهتمام بالنصائح التي يقدمها فريق من الخبراء والمختصين، والتي تنصح بعدم التعويل على أي حرب إسرائيلية ضد حزب الله في المدى المنظور، لاسيما بعدما فقد فريق 14 آذار دعم بعض القوى الأساسية والمركزية، وبعدما أكدت التطورات تنامي نفوذ القوى السنية المناهضة لفريق 14 آذار، وتمكّنها من استعادة قوتها ونفوذها في عدد من البؤر التي كانت تعد من قلاع ثورة الأرز.. ومن أبرز ما ناقشه الوفد الأمريكي من مقترحات ونصائح تنظر إليها الإدارة الأمريكية بجدية، ورقة تقدم بها دانيل كيرتزر؛ السفير الأمريكي السابق في القاهرة وتل أبيب، والأستاذ حالياً في دراسات الشرق الأوسط في جامعة برينستو، وينصح فيها الإدارة الأمريكية بفتح خطوط اتصال مباشرة مع حزب الله، الذي أصبح يتمتع، وفق تقدير كيرتزر، بنفوذ سياسي كبير في لبنان، فضلاً عن تضخم ترسانة سلاحه نوعاً وكماً، بحيث بات من السذاجة أن تبنى أية تصورات مستقبلية، في المنطقة عامة ولبنان خاصة، على فرضية إنهاء أو حتى إنهاك هذا الحزب.
الوفد الأمريكي حرص من خلال هذه النقاشات على تنبيه الحلفاء اللبنانيين إلى دقة وصعوبة المرحلة القادمة، والتي لا يجدي معها هدف كبير ومطاط مثل (تشويه صورة حزب الله)، كما كان المخطط في المرحلة السابقة، حيث أن الأجدى في رأي الأمريكيين، هو أن يتبنى 14 آذار هدفا أكثر دقة ووضوحاً للمرحلة المقبلة، وهو (إسقاط قدسية سلاح المقاومة).
ضرورة استيعاب جنبلاط مجدداً
الوفد الأمريكي شدد على تأجيل تأجيج أي خلاف مع السيد وليد جنبلاط، حيث أن هذه المرحلة تتطلب في البداية اطمئناناً كاملا إلى (حليف أقلوي جديد) في طريقه إلى البروز للمرة الأولى بوضوح كقوة أساسية ضاربة ضمن 14 آذار، وطالب الأمريكيون بأن يقتصر تناول مواقف جنبلاط، على دقة وحساسية الأوضاع الصعبة والحرجة للدروز والتي تملي على زعيمهم عدم الاصطفاف الكامل إلى جانب أي فريق سياسي، كما وضع الوفد الأمريكي عدداً من المعطيات التي تؤكد قرب الانتهاء من تأهيل الحليف الجديد الذي يملك خبرات وقدرات قتالية أعلى بكثير من تلك التي يمتلكها الحزب التقدمي الاشتراكي، فضلاً عن أن ذلك الحليف الجديد لا يسبب حرجاً دينياً أو مذهبياً لتيار المستقبل.
تنشيط ثورة الأرز في الخارج
وعلى الصعيد المالي، خصص الأمريكيون نسبة من الأموال لدعم ما يعرف بـ(ثوار الأرز في الخارج)، وقد عني بذلك توفير الأموال التي يطلبها بعض رموز ثورة الأرز في الخارج، وتنشيط عدد من الجمعيات والمواقع الإلكترونية التي أسست خصيصاً لمعاداة المقاومة، وعلى رأسها موقع (المجلس العالمي لثورة الأرز)، وموقع (يقال نت)، وموقع (حراس الأرز). أما أخطر ما كشف عنه، فهو تخصيص نسبة عشرة في المائة من أي هبة مادية أمريكية للفارين من جيش لبنان الجنوبي إلى فلسطين المحتلة بالتنسيق مع الوزير الإسرائيلي يوسي بيلد المكلف معالجة ملف جيش لبنان الجنوبي، للمساعدة في تمرير مشروع قرار يستهدف تمليك كل عائلة من (الجنوبي) بيتاً خاصاً، كذلك تخصيص جزء من المال لدعم موقع (لبنانيون في إسرائيل)، والذي تصدره قيادات جيش لحد. وقد شدد الأمريكيون على ضرورة أن تتعاون بعض رموز (ثورة الأرز)، وفريق 14 آذار مع ذلك الموقع، من خلال إمداده بما يحتاج من أخبار ومعلومات وتحقيقات، علاوة على المقابلات الصحافية، وقد أثنوا في هذا الصدد على تعاون التيار الشيعي الحر، والمقابلة التي أعطاها الشيخ محمد الحاج حسن للموقع.
فضائية لبنانية من اسرائيل قريباً
وقد علمت (الثبات) أن النية تتجه صوب توفير التمويل اللازم لإطلاق فضائية لبنانية من إسرائيل، تعمل على كسر ما يسمى بالحاجز النفسي الذي يفصل بين اللبنانيين وجيش لحد، خصوصاً أن تقديرات لبنانية أشارت على واشنطن بأن أوساطا شعبية ستكون ممهدة في المستقبل القريب للتسامح والتعامل مع أي جهة يناصبها حزب الله العداء، مذكرة بأن التجربة أثبتت أثناء مظاهرات ثورة الأرز مدى تسامح المتظاهرين مع من رفعوا صور إتيان صقر، وعقل هاشم، كما مرت شعارات ثوار الأرز المعادية للفلسطينيين.
أكد رئيس النائب السابق الدكتور أسامة سعد ·كلام سعد جاء خلال احياء مدينة صيدا للذكرى الـ 35 لإغتيال الشهيد معروف سعد الذي اغتيل في 26 شباط من العام 1975 خلال قيادته تظاهرة للصياديين احتجاجاً على الإحتكار والإستغلال، وذلك بمسيرة شعبية حاشدة لم تشهد مثلها المدينة منذ سنوات، حيث لم يحل الطقس العاصف والأمطار الغزيرة دون مشاركة الآلاف من أبناء صيدا، الذي وصلوا أول المسيرة بأخرها، لتنطلق بمواكبة الجيش اللبناني والقوى الأمنية وعلى وقع الأغاني الوطنية وهتافات المشاركين، ووسط نثر الأرز وماء الورد من شرفات المنازل وزغاريد النسوة والأعلام اللبنانية والفلسطينية والحزبية وبمشاركة شبابية كثيفة·
وتقدم المشاركين: رئيس الدكتور أسامة سعد، النائب زياد أسود ممثلاً العماد ميشال عون، الأمين العام لـ الدكتور خالد حدادة، النائب السابق زاهر الخطيب، رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري، أمين سر حركة في لبنان فتحي أبو العردات، رؤساء البلديات والمخاتير في منطقة صيدا، قيادة ، ممثلون عن القوى الوطنية اللبنانية، والقوى الإسلامية ورجال الدين، ، حركة ، الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، ومثلي الهيئات النقابية والاجتماعية والصحية والشبابية والرياضية·
وانطلقت المسيرة من أمام مقر عند البوابة الفوقا في صيدا مروراً بشارعي رياض الصلح والأوقاف وساحة النجمة، وتوقفت لقراءة الفاتحة أمام القصر البلدي للمدينة حيث استشهد الراحل، ووصولاً الى شارع الشاكرية حيث كان الشهيد سعد يلقي خطاباته وسيراً على نهج الراحل النائب مصطفى سعد في احياء الذكرى·
وتقدم المسيرة الفرق الكشفية والموسيقية وحملة الأعلام والرايات والحشود الشعبية من أحياء مدينة صيدا وجوارها، ووفود الهيئات السياسية والنسائية والنقابية، من بينها الهيئة النسائية الشعبية وقطاعات و و والفصائل الفلسطينية، حيث رفع المشاركون صوراً وأعلاماً ومجسمات تعبر عن المناسبة وصور الشهيد معروف سعد والراحل النائب مصطفى سعد والرئيس جمال عبد الناصر·
وألقى الدكتور سعد كلمة بالمناسبة قال فيها: قاتل معروف سعد، وقاتل الكثيرون، واستشهد الآلاف من أجل قضية فلسطين، فأين فلسطين اليوم؟ وكأنه لا يكفي شعبها العذابات وجراح المؤمرات الدولية والعربية حتى يبتلي بهذا الانقسام والاحتراب العبثي بين ابناء القضية الواحدة·
وشدد ···
بعد انتهاء المسيرة، زار الدكتور أسامة سعد وعائلة الشهيد معروف سعد وممثلو القوى والهيئات المشاركة، ضريح الشهيد حيث قرأوا الفاتحة ووضعوا أكاليل الزهور·
استقبالات ثم استقبل الدكتور سعد ولجنة تخليد ذكرى الشهيد معروف سعد في الوفود السياسية، الحزبية والنقابية والكشفية والشعبية، وتقدم المشاركين: النائب الدكتور ميشال موسى، النائب السابق جورج نجم، وفد من المجلس البلدي في صيدا، وفد من رؤساء بلديات منطقة صور، رئيس بلدية الغازية محمد سميح غدار، وفد من مخاتير صيدا والزهراني، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، رئيس في صيدا والجنوب محمد الزعتري، رئيس فرع أمن صيدا العقيد ممدوح صعب، قنصل سفارة فلسطين في لبنان الحاج محمود الأسدي، وفد من ، وفد من حركة ، وفد من ، وفود من المنظمات الفلسطينية: حركة ، ، ، الجبهة الشعبية - القيادة العامة، ، ، ، الجبهة الشعبية، جبهة التحرير العربية، جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، الجبهة الديمقراطية، حزب الشعب الفلسطيني، إضافة إلى وفود كشفية وطلابية ونقابية وشعبية·
كما تلقى سعد اتصالأً هاتفياً من القائم بأعمال السفارة الفلسطينية في لبنان أشرف دبّور·
بعد ان دعت المنظمات الشبابية اللبنانية الفلسطينية الى تظاهرة امام السفارة الاميركية في عوكر عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر للاحتجاج على الموقف الاميركي المنحاز لاسرائيل والذي ظهر خلال مناقشات مجلس الامن، لكن المفاجأة تمثلت بإلغاء التظاهرة بعد انقسامات داخل المنظمات الشبابية بين مؤيد لاقامتها ومعارض، علما ان الاحزاب الرئيسية في المعارضة رفضت اقامة التظاهرة تحت حجة ان اقامة هذه التظاهرة يلزمه قرار مركزي من الاحزاب وليس من المنظمات الشبابية، لان التظاهرة امام السفارة الاميركية ربما ادى الى تداعيات وحصول مواجهات بين المتظاهرين وعناصر الحماية من قوى الامن الداخلي تؤدي الى انحراف الامور عن مسارها.لكن المعلومات تؤكد ان اتصالات عليا اجريت مع قيادات الاحزاب الاساسية لالغاء التظاهرة خوفا من تواجد عناصر «مندسة» تؤدي الى فلتان الامور وحصول مواجهات بين المتظاهرين وقوى الامن الداخلي يضعف الموقف اللبناني الرسمي ويؤدي الى تصدعات سياسية داخلية في ظل الاجماع اللبناني على مواجهة الغطرسة الاسرائيلية.وتقول المعلومات ان الاتصالات ادت الى الغاء التظاهرة رغم امتعاض العديد من المنظمات الشبابية التي تستعد لاعلان تحرك منفرد امام السفارة الاميركية نهار السبت احتجاجا على الممارسات الاميركية ومهما كان موقف الاحزاب الرئيسية المعارضة.وعلم ان وفدا من الاحزاب والفصائل الفلسطينية سيزور السفارة التركية لشكر تركيا على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، كما سيقام مهرجان تضامني في صيدا.
الديار
جهاد بزي
العدد ليس مهماً.الفلسطينيون الذين مشوا في مسيرتين إلى وسط بيروت، من شرقها ومن غربها، أتوا، في نهار الأحد المشمس أمس، لا ليقولوا ما يرغب اللبنانيون بسماعه، على اختلاف مشاربهم. لم يصرخوا مطالبين بـ«حق العودة»، ليلفوا أعلامهم ويغادرون، على عادة تحركات الفلسطينيين. هذه المرة أتوا، نساء محجبات وغير محجبات، شباناً وشابات ورجالاً وأطفالاً، بصفتهم لاجئين يطالبون بحقوق مدنية كانت المطالبة بها حكراً على نقاشات نخبوية تخاض في الدراسات والندوات وورش العمل وفي اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، من دون أن تجرؤ على خدش حياء الشارع اللبناني الذي رآهم للمرة الأولى أمس في مشهد غير مألوف عليه، يحملون رايته وراية فلسطين فحسب، من دون أعلام الفصائل وانقساماتها، ومن دون أطفال يرتدون أزياء عسكرية يحملون بنادق بلاستيكية، ومن دون الاكتفاء بترداد هتافات يمكن للفلسطيني أن يرفعها في أي أرض من اتساع شتاته.
تحرّك الأمس تخفف من عقد عديدة: عقدة المرجعية الفلسطينية المفتقدة أو المتنافس عليها. فالمنظمون ناشطون أفراد أو ضمن جمعيات أهلية، أي مجتمع مدني فلسطيني لم يتخف تحت ستار «منظمة التحرير» أو تحالف القوى الفلسطينية. وإذا كان التحالف فضل لاعتباراته، الابتعاد عن هذا التحرك المدني، فالمنظمة حضرت بفصائلها كافة من غير أن يحسب للتحرك أنه تحت خيمتها، بل، على العكس، كانت جمعياتها الأهلية تحت خيمته. العقدة الثانية التي تخطاها الفلسطينيون أمس، كانت كسر الحذر الفلسطيني من الهاجس اللبناني بأن تكون المطالبة بالحقوق في مسيرة مدنية، انخراطاً سياسياً مستعاداً للفلسطينيين في الساحة اللبنانية. فالتحرك لم يكن مع طرف ضد طرف، بل أنه لم يخرج عن موقف فلسطيني عام في لبنان ينأى بنفسه عن الخلافات اللبنانية الداخلية. كل ما في الأمر أن ثمة حقوقا آن الأوان لأن تكون طرق تحصيلها هي تلك الشرعية تماماً، أي بالضغط السلمي ومن وسائله الشارع، الذي تأهبت له الدولة اللبنانية أمس بقوى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، ومنها مكافحة الشغب. هذه الدولة التي منعت المتظاهرين من التوجه إلى المجلس النيابي في نهار عطلة، سامحة لدوي صوت وحيد في الساحة أمامه، هو صوت مشجعي المونديال في مقاهي وسط البلد. عدد المشاركين الذي ناهز الألفين لم يكن مهماً، بقدر ما كان مهماً أنه كان نموذجاً مصغراً عن المجتمع الفلسطيني في لبنان. أبناء المخيمات والقاطنون خارجها. شبان المخيمات العاديون من عمال أو عاطلين عن العمل، والآخرون المسيسون المنخرطون حتى العظم في الشأن الفلسطيني العام. أهم من العدد ايضاً، هو الجدية في مخاطبة الدولة اللبنانية. المذكرة التي تلاها الزميل صقر أبو فخر باسم «شبكة مسيرة الحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان» خاطبت الرؤساء اللبنانيين الثلاثة والنواب والوزراء لتقول لهم، ومن السطر الاول: «منذ ستين عاماً ويزيد، يعاني اللاجئون الفلسطينيون في لبنان الحرمان من معظم الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية ومن التمييز بحقهم». المذكرة التي عرضت لما وقّعه وصادق عليه لبنان من اتفاقات وإعلانات دولية أهمها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تابعت: «على الرغم من التصريحات الإيجابية لبعض المسؤولين اللبنانيين ولبعض النخب اللبنانية فيما يتعلق بحقوق اللاجئين الفلسطينيين الأساسية، إلاّ أن المنظور الأمني للوجود الفلسطيني لم يتغير، إذ ظل ينظر إلى المخيمات الفلسطينية على أنها ظواهر أمنية. وفي الوقت الذي تبدي فيه الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية ومنظمات المجتمعين المدنيين الفلسطيني واللبناني استعدادها لمناقشة رزمة من الحلول للمشاكل التي يعانيها اللاجئون الفلسطينيون وخاصة في المخيمات، تبقى مسألة الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية القضية الأساس التي ينجم عن معالجتها وفق معايير حقوق الإنسان معالجة كافة تلك المشكلات». وفي هذا السياق، تابعت المذكرة: «ينبغي التخلي عن المقاربة «الإنسانية» التي تنظر الى اللاجئين الفلسطينيين بوصفهم مجرد مجموعة بشرية بحاجة إلى الإطعام والإيواء من قبل منظمات الاغاثة الدولية والجمعيات الخيرية لصالح تبني نظرة حقوقية تنطلق أساساً من الحق في الكرامة البشرية الذي تتفرع عنه كافة حقوق الإنسان الأساسية (حق العمل، حق التملك، الحق في الصحة والحق في التعليم والحق في حرية التنقل والتعبير وتشكيل الجمعيات... إلخ) وليس الحقوق الإنسانية. وفي السياق ذاته، ينبغي النظر إلى هذه الحقوق كوحدة متكاملة على الرغم من أولوية بعض الحقوق بالنسبة إلى اللاجئين الفلسطينيين في المرحلة الراهنة مثل حقي العمل والتملك، اضافة الى حرية التنقل واعادة اعمار مخيم نهر البارد». وشددت المذكرة على ان «إعادة منح حقيّ التملك والعمل هو في مصلحة المجتمع والاقتصاد اللبنانيين ولا يتعارض مع حق العودة بل أنه يشكل دعماً وتكريساً لهذا الحق، عبر تمكين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لأداء دور ناجع في اقتصاد البلد المضيف وتصحيح وضعهم الاقتصادي والاجتماعي الصعب ليتسنى لهم التمسك أكثر بحق العودة». وطالبت المذكرة بـ«تمتع الفلسطينيين بالحق في العمل والتملك، وذلك من خلال تعديل القوانين التي تشكل قيوداً على ممارسة اللاجئ الفلسطيني لهذه الحقوق الأساسية وفقاً لما نصت عليه الشرعة الدولية لحقوق الانسان، ولما ورد في مقدمة الدستور اللبناني، واحتراماً لانسانية وكرامة اللاجئ وخصوصية وضعه المؤقت في الوجود على الاراضي اللبنانية الى حين عودته الى ارضه ووطنه فلسطين». وطالبت المذكرة الدولة اللبنانية بـ: إلغاء مبدأ المعاملة بالمثل (مادة 59 من قانون العمل اللبناني) بما يتعلق بحق العمل للاجئين الفلسطينيين وفقاً لما ورد في برتوكول الدار البيضاء في العام 1965، والذي نص في فقرته الاولى على أن «يعامل الفلسطينيون في الدول العربية التي يقيمون فيها معاملة رعايا الدول العربية في سفرهم واقامتهم وتوفير فرص العمل لهم مع احتفاظهم بجنسيتهم الفلسطينية». إعفاء الفلسطينيين من اشتراط الحصول على اذن العمل باعتبارهم مقيمين على الاراضي اللبنانية قسراً والى حين عودتهم إلى ديارهم وممتلكاتهم، وباعتبار إن القرار 79 الصادر بتاريخ 23 ايار 1967 لم يعد ينظر إليه كأجنبي وبالتالي استثناه من التدبير الخاص باثبات الوجود الذي يُشترط على الاجانب. اعتماد شمول الفلسطينيين بنظام الضمان الاجتماعي واستثنائهم من شرط المعاملة بالمثل الذي تنص عليه المادة التاسعة من قانون الضمان الاجتماعي. اعتماد حق التملك للاجئين الفلسطينيين في لبنان بتعديل الفقرة الثانية من المادة 1 من قانون رقم 296 الصادر بتاريخ 4/1/2001 الذي عدل بعض مواد القانون المنفذ بالمرسوم 11614 بتاريخ 4/1/1969 المتعلق باكتساب غير اللبنانيين الحقوق العينية العقارية في لبنان، لتصبح المادة 1 الجديدة «لا يجوز تملك اي حق عيني في اي نوع كان لأي شخص يحمل جنسية صادرة عن دولة لا يعترف لبنان بها على ان يعامل اللاجئون الفلسطينيون المسجلون رسمياً في سجلات وزارة الداخلية معاملة الرعايا العرب». قالت المسيرة ما لديها، وهو ليس هتافاً خاوياً من مضمون، وكما لم يدوّر الزوايا، لم يكن يعلن عداءً. المنظمون في الاصل أصروا على لبنانية وفلسطينية التحرك. إلا أن الحضور اللبناني كان في الأمس خAffinityCMSً مقتصراً على ناشطين يساريين، وعلى حزبين هما «التقدمي الاشتراكي» الذي شارك عبر نائبه أكرم شهيب خطيباً في عاليه، وعبر ممثل له في بيروت هو بهاء أبو كروم، و«الحزب الشيوعي اللبناني» عبر عضو مكتبه السياسي نديم علاء الدين. أما المنبر فتوالى عليه العديد من الخطباء منهم: ممثل منظمة التحرير في لبنان عبد الله عبد الله، والمفكر العربي عزمي بشارة (القى كلمته الدكتور ساري حنفي)، مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان مروان عبد العال، مسؤول «فتح» في لبنان فتحي أبو العردات، مسؤول الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في لبنان علي فيصل، منسق عام تجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور، رئيس اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني يوسف أحمد. ديموقراطية المنبر جعلت الكلمات تطول أكثر مما يفترض لنهار فلسطيني امتد على طول الأحد اللبناني، وعلى معظم مناطقه. هذا اليوم الذي يؤسس لخطاب للاجئين الفلسطينيين يقول إن المجتمع المدني بإمكانه أيضاً ان يتحرك، بل بإمكانه أن يكون متخففاً من القيود التي تحكم ما يشوب الساحة السياسية الفلسطينية من انقسامات، وهو خطاب يذهب في صميم القضية، ولا يخاف من السياسي فيها. كما أنه لا يخاف من مخاطبة أسوأ كوابيس اللبنانيين بأشد وضوح ممكن. ما قاله مروان عبد العال أمس نال أشد التصفيق تجاوباً: «أيها اللبنانيون. لا نريد الجنسية اللبنانية». تأسيسساً على مثل القاعدة، يمكن للبنانيين أن يرتاحوا، ويمكن للفلسطينيين أن يطالبوا.
«الدولية للمعلومات» تستطلع آراء اللبنانيين بعد 200 يوم على نيل حكومتهم الثقة
تشكلت الحكومة اللبنانية الحالية التي أطلقت على نفسها تسمية «حكومة الإنماء والتطوير» في 9 تشرين الثاني 2009 وهي نالت ثقة مجلس النواب في 10 كانون الأول 2009 وكانت ثقة كبيرة وغير مسبوقة منذ عام 1990 إذ منحها الثقة 122 نائباً وامتنع نائب عن التصويت بينما حجب الثقة نائب واحد. سبق لشركة «الدولية للمعلومات» («Information International») أن أجرت استطلاعاً للرأي العام في الفترة ما بين 15-18 آذار بعد مرور 100 يوم على نيل الحكومة الثقة، وهي في سياق متابعة تطور موقف الرأي العام اللبناني من الحكومة، أجرت استطلاعاً جديداً في الفترة ما بين 21-24 حزيران 2010 لمناسبة مرور 200 يوم على نيل الحكومة الثقة. جرى الاستطلاع بواسطة الهاتف وشمل عينة من 500 مستطلع موزعين على كافة المناطق اللبنانية، وكذلك موزعين تبعاً للطائفة ووفقاً لحجم السكان المسجلين من كل طائفة. 1. الموقف من الحكومة عبّر نصف المستطلعين (50%) عن تأييدهم للحكومة، بينما انقسم النصف الآخر بين معارض (29%) ولا أعرف (21%) (أنظر الرسم 1). وهذا الموقف الحالي مقارنة بالموقف بعد 100 يوم على نيل الحكومة الثقة يكاد يكون متقارباً لجهة التأييد مع تسجيل ارتفاع في نسبة المعارضين وغياب المتريثين الذين اعتبروا في الاستطلاع السابق أنه من المبكر الحكم على الحكومة حيث انقسم هؤلاء بشكل شبه متقارب بين لا أعرف (12%) ومعارض (11%) بينما تحول 3% إلى تأييد الحكومة. أما الموقف الحالي من الحكومة مقارنة بالموقف من الحكومة عند نيلها الثقة النيابية والموقف بعد 100 يوم تبعاً للطائفة، فيبينه الجدول رقم 2 حيث نتبين انخفاضاً في نسبة التأييد للحكومة لدى كل من المستطلعين السنة (تراجع بنسبة 8%) والدروز (تراجع بنسبة 20%) والكاثوليك (بنسبة 7%) وهي ارتفعت لدى المستطلعين الأرمن (ارتفعت بنسبة 22%) والشيعة (ارتفعت بنسبة 11%) والروم الأرثوذكس (ارتفعت بنسبة 16%) والموارنة (ارتفعت بنسبة 5%). وفي موازاة ذلك، ارتفعت نسبة المعارضة لدى المستطلعين في كل الطوائف نتيجة التحول من الموقف الوسطي الحيادي لدى قسم من المستطلعين أو نتيجة التحول من التأييد إلى المعارضة. 2. أداء الحكومة: 48% متوسط هذا الموقف من الحكومة يجد ترجمته في الموقف من وصف أدائها، إذ يصف نحو نصف المستطلعين (48%) أداءها بالمتوسط، و28% أداءها بالسيئ، و15% بالجيد، وأجاب 9% لا أعرف (أنظر الرسم 2). 3. أولويات اللبنانيين: الكهرباء، الطبابة، فرص العمل ما تزال أولويات اللبنانيين هي ذاتها كما كانت في استطلاع الـ 100 يوم على نيل الحكومة الثقة وتأتي الكهرباء كأولى الأولويات تبعاً لـ 59% من المستطلعين يليها تأمين الطبابة (33%) وفرص العمل (30%). ومن بعدها تأتي أولويات أخرى أقل أهمية بالنسبة للمستطلعين كتحسين الوضع الاقتصادي (19%)، تأمين المياه (19%)، تحقيق الأمن (15%)، تخفيض أسعار المحروقات (13%)، تحسين التعليم الرسمي (12%)، تفعيل الرقابة على أسعار السلع الأساسية (11%)، الحد من أزمة السير (9%)، ضمان الشيخوخة (8%). 4. انجازات الحكومة: 69% لا شيء تجمع الأكثرية الساحقة من المستطلعين (69%) على أن الحكومة لم تحقق شيئاً خلال الفترة التي انقضت من ولايتها بينما يعتبر 6% أنها حققت انجازات في مجال الأمن، 6% في تحسين الكهرباء، 4% أجرت الانتخابات البلدية والاختيارية، 4% حققت نوعاً من الوفاق الوطني، 4% أنجزت موازنة عام 2010، 2% نجحت في تحقيق التفاهم بين لبنان وسوريا، واعتبر 5% أنها حققت انجازات أخرى عديدة نال كل منها نسبة محدودة جداً (انظر الرسم 3).