Hiba Awar

Hiba Awar

طلال سلمان... وأخيراً، هبّت عواصف الطبيعة على لبنان، والمنطقة من حوله، ثلوجاً ورياحاً عاتية ومطراً غزيراً، بعد موسم الحرائق الذي ذهب ببعض أخضره، قبل أيام.ولقد جاءت تلك العواصف، بتوقيتها، وكأنها تواكب عواصف سياسية عاتية يمكن قراءة مقدمات نتائجها المدمرة في غير دولة عربية، وإن تصدّرها العراق بعد الإنذار الانفصالي الذي أطلقته قيادة الكرد في شماله، يليه السودان الذي سلمت سلطته العسكرية بانفصال جنوبه مع وعيها بأنه سيكون مقدمة لانفصال جهات أخرى فيه عن دولته المركزية، وقبل اليمن المهددة دولته جميعاً وليس وحدته السياسية فحسب... والبقية تأتي!بديهي أن يزيد ارتجاج الكيانات السياسية في المنطقة العربية، التي أنشأها بخرائطها التي نعرفها المستعمر الأجنبي، من مخاوف اللبنانيين الذين تعصف بهم الخلافات السياسية بعيداً عن استقرار وطنهم الصغير بتركيبته البشرية الفريدة في بابها، دينياً وطائفياً ومذهبياً، وبعضها مصنوع وبعضها الآخر قابل للارتجاج...على أن مصدر الخطر الداهم يعود إلى أن قوى سياسية قد وجدت في استثمار جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فرصة ذهبية للاستقواء بما يسمى «المجتمع الدولي» والذي هو في حقيقته «الهيمنة الأميركية»، وصياً على هذا الوطن الصغير، يقرّر لأهله ـ في غيابهم ـ ما يرى فيه «مصلحتهم الوطنية العليا» ومن ضمنها ضرورة «تأديب» الخارجين على القانون من حملة «السلاح غير الشرعي»، ومحاكمتهم بوصفهم قتلة يعملون لحساب الغير، وإن موّهوا «تمرّدهم» بشعارات المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، بتحرير الأرض والإرادة وتعزيز ثقة الإنسان بنفسه وبقدرته على إنجاز ما يحمي كرامته الإنسانية وغده المهدّد بالضياع.منذ ست سنوات إلا قليلاً والشعب اللبناني جميعاً في قفص الاتهام: فُتح بطن دولته فاستخرجت منها الوثائق السرية والبيانات الشخصية لعموم أفراد شعبه، وصولاً إلى طلاب الجامعات وتوزعهم على الطوائف والمذاهب وميولهم وتوجهاتهم الحزبية، فضلاً عن النساء لا سيما الحوامل منهن ومواعيد الحيض والحمل وأسرار الأزواج وأين يغيبون ولماذا؟ ومتى يحضرون ولأي سبب، وطبيعة مهماتهم وأين إلخ؟!داخل هذا القفص من الأغراض الدولية التي تعيد صياغة القوانين بما يلائمها، يتعارك «شعب لبنان العظيم»: يتهم بعضه بعضاً، يقاضي بعضه بعضاً، يدين بعضه بعضاً، بحيث تمّ تدمير العلاقات الإنسانية الطبيعية كالأخوة وسائر درجات القرابة والمصاهرة والصداقة والود المتوارث عن الآباء والأجداد، فضلاً عن المصير المشترك... من قبل أن تتوفر عناصر اليقين!أُفسد الهواء. صار الناس يتنفسون سموماً وهم محاصرون في أقفاص الاتهامات والاتهامات المضادة بعدما انعدمت ثقة الأخ بأخيه والقريب بنسيبه وشريك مصيره.تباعد الناس حتى لم يعودوا مستعدين لسماع بعضهم بعضاً. استعادوا من تراث انشقاقات الماضي البعيد وخلافاته التي بدأت سياسية ثم توغلت في المشاعر والعواطف والقيم المشتركة فشرخت وحدة المؤمنين وقسمتهم أحزاباً متصادمة، بينما الجريمة التي هم بصددها الآن قد أضرت بالجميع وأفسدت على الجميع حياتهم وتطلعاتهم إلى مستقبل أفضل.بات كل يتربص بالآخر فيعطي لسلوكه أو لكلامه مدلولاً غير الذي يعرف، بداهة، أنه يقصده. صارت الريبة هي الأساس، وحوم الشك بالذات وبالآخر كرتل أسود من البوم الدولي والغربان الإسرائيلية الناعقة، بلغات شتى بينها العربية، على مدار الساعة.أما أهل النظام العربي فقد أخذوا ولاء معظمهم للصديق الكبير في واشنطن إلى المجاهرة بعدائهم لكل أنواع المقاومة والرفض والاعتراض. تسلحوا بالجريمة والدم المهدور ظلماً، ووظفوها في مواجهة هؤلاء «المنشقين الخارجين على إرادة المجتمع الدولي»، المناهضين «لعملية السلام»، المغامرين المندفعين إلى توريط أهل الحكمة والاعتدال في مواجهة لا يريدونها ولا يطلبونها قطعاً مع إسرائيل... خصوصاً أنهم يرونها تجنح إلى السلم، بدليل اندفاعها إلى استقدام المزيد من المستوطنين من أي مكان وكل مكان في الدنيا، وتهديم المساجد والبيوت وتجريف البساتين وحقول الزيتون، وتطرد من أجلهم المزيد من الفلسطينيين المعاندين ممّن أصروا على البقاء فوق أرضهم، ولو كرهائن، قد يفرض عليهم في يوم قريب أداء «قسم الولاء» لدولة اليهود الديموقراطية.كل هذا لا يهم، فواشنطن قد تعهدت بابتداع حل، ولو من دون أرض، أو من دون شعب، قد يتأخر إنجازه ولكنه آت لا محالة... فليصبر الفلسطينيون وليفاوضوا ويفاوضوا ويفاوضوا حتى تتعب إسرائيل فتسلم بحقوقهم في دولة من هواء!صار الأميركي مصدر العدالة.. وهو هو محتل العراق ومدمر دولته، رمز وحدة شعبه، شريك إسرائيل في شطب فلسطين عن خريطة المنطقة وشريكها في اجتياح لبنان أكثر من مرة، والذي ما زال اللبنانيون يجتهدون في مسح آثار حربه الأخيرة عليهم، قبل أربع سنوات، وإن كانت مستمرة بشبكات التجسس وباختراق شبكة اتصالاتهم والتنصت على مكالماتهم الشخصية والعائلية، السياسية والأمنية، الاقتصادية عموماً والمالية خصوصاً.[ [ [لم يكن اللبنانيون بحاجة إلى وثائق «ويكيليكس» ليتأكدوا من ضلوع العديد من أهل النظام العربي في استغلال جريمة الاغتيال والتآمر على وحدتهم وتسليمهم إلى «المحكمة الدولية» لتقتص منهم على الارتكاب المتكرر لسابقة مقاومة المشروع الإسرائيلي للهيمنة على المنطقة، في ظلال الراية الأميركية.لقد لمسوا بأيديهم وعيونهم وعقولهم هذا التواطؤ، ومن موقع دوني، مع الإدارة الأميركية لكي تكون المحكمة الدولية الطريق إلى إرهاب «الرعايا العرب» جميعاً وفي مختلف دولهم.«العدالة الدولية» تغني عن الاحتلال العسكري وتحقق ما يعجز عنه!في ظل «العدالة الدولية» يمكن تهديد سوريا بضربة عسكرية أميركية (أو إسرائيلية لا فرق) بذريعة أن لديها منشأة غير محددة الغرض، قد تكون نووية وقد لا تكون، ولكنها في الحالين قد تشكل خطراً على أمن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وعلى أمن الاحتلال الأميركي للعراق.ومن قبل أن يحصر الاتهام في جريمة الاغتيال بأطراف لبنانية، كانت «العدالة الدولية» قد ركزت اتهامها على سوريا، شعباً وجيشاً وقيادة، ولم تسحبه إلا بعد أربع سنوات من خروج الجيش السوري من لبنان بطريقة غير لائقة.فقد انتبهت «العدالة الدولية» إلى أن اتهام المقاومة وأهلها، ولو بطريقة مواربة (أفراد غير منضبطين!!) يطال سوريا ومن خلفها كل من يفكر بمقاومة الاحتلال (أميركياً في العراق، إسرائيلياً في فلسطين) وصولاً إلى إيران العاصية على التفاهم النووي!... وها هي قيادة إقليم كردستان في العراق تلجأ إلى «العدالة الدولية» لتقرر إجراء استفتاء شعبي «لتقرير مصير» هذا الإقليم الذي تبلغ مساحته سبع مرات مساحة لبنان، والذي يُراد لعدد سكانه أن يكون أربعة ملايين ونصف المليون، خصوصاً مع الرغبة العلنية بضم كركوك الغنية بالنفط إليه (4 في المئة من مجموع الاحتياطي العالمي!!).... بينما يستعد شعب السودان، وبإشراف العدالة الدولية، للعملية الجراحية التي ستجعله شعوباً مقتتلة في «دول» مفتوحة على أعداء الشعوب جميعاً، وفي الطليعة منها إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأميركية وبالعكس![ [ [مع كل هذا، وبرغم كل هذا، سيظل شعب لبنان مؤمناً بعروبته، مسانداً وداعماً ـ حتى بالدم ـ لحقوق الفلسطينيين في أرضهم، ومناصراً لقضايا التحرر والعدالة والديموقراطية في مختلف أرجاء الوطن العربي... وسيظل حافظاً لأهله، لا يفرّط بسلامتهم أو بحقوقهم.سيظل أقوى من «العدالة الدولية» بقضاتها الذي لم يُعرف عنهم حبهم للعرب، ولا نزاهتهم التي لا يطالها الشك، وتسليمهم بحقوق هذه «الشعوب المتخلفة» بأن تبني غدها الأفضل بدمائها وجهودها واندفاعها إلى العلم والانتماء إلى عصر التقدم الإنساني.فغداً يصطدم المضللون والمندفعون بالحماية أو باللوعة أو بالعاطفة أو بالغرض بحقيقة هذه العدالة الدولية التي تحاكم فيها «الدول» ـ بالقيادة الأميركية ـ الإسرائيلية ـ الشعوب المستضعفة، تمهيداً للهيمنة على قرارها وشطب «استقلالها» و«سيادتها»... واسترهانها عند العدو الإسرائيلي، الذي سيظل عدواً مهما قدم لها أهل النظام العربي من تنازلات في فلسطين وفي لبنان وحتى في بلادهم ذاتها.فالشهيد شهيدنا، ونحن أولى من هؤلاء جميعاً، وبالتأكيد، بكشف قتلته، وأغراض هؤلاء القتلة ذوي الكفاءة الدولية العالية في مجال الاغتيالات وتدمير أوطان الآخرين.أليست بديهية العدالة السؤال: مَن المستفيد؟!... كيف إذن الحال وكل اللبنانيين، وبالمطلق، بين المتضررين مادياً ومعنوياً، وفي الحاضر والمستقبل، وعبر أجياله جميعاً، لأي دين انتموا، وبأي عقيدة التزموا!الشهيد شهيدنا، ونحن أهل الحزن والعزاء،.. ولتذهب العدالة الدولية إلى الجحيم!

- حدث في 13 كانون الأول-

1931- مؤتمر إسلامي في القدس للبحث في سبل حماية الأماكن المقدسة الإسلامية من "العبث الصهيوني".1946- الحكومة الايرانية تنهي الحكم الذاتي لجمهوريتي اذربيجان وكردستان بعد عام من اعلانهما.1949- الكنيست الإسرائيلي يصوت لصالح لنقل العاصمة الإسرائيلية إلى القدس.1967- الملك قسطنطين الثاني ملك اليونان يحاول الإطاحة بالعسكر الذين قادوا ما سمي بانقلاب الأمر الواقع وسيطروا على الحكم في أبريل 1967 لكنه فشل وهرب إلى إيطاليا مع أسرته، وأدى ذلك إلى إلغاء الملكية في اليونان والتحول إلى الجمهورية.1979- كندا: المحكمة العليا تعتبر القانون الذي يجعل الفرنسية اللغة الرسمية الوحيدة في كيبيك مخالفًا للدستور.1988- الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات يلقي خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف ويدعو إلى "سلام الشجعان".1996- اول اجتماع وزاري لمنظمة التجارة العالمية منذ تأسيسها عام 1994 احتضنته سنغافورة.1996- كوفي انان ينتخب أمينا عاماً للأمم المتحدة.2001- اسرائيل تقطع اتصالاتها بياسر عرفات وتعتبره "خارج اللعبة السياسية" غداة عملية انتحارية.2002- الإتحاد الأوروبي يعلن موافقته على إنضمام قبرص وتشيكيا وأستونيا ولاتفيا وليتوانيا وهنغاريا ومالطا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا وذلك إبتداءً من 1 يناير 2004.2003- قوات التحالف في العراق تعتقل الرئيس المخلوع صدام حسين في مسقط رأسه تكريت.2004- الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعتذر عن موقف منظمة التحرير ازاء الغزو العراقي للكويت في اب/اغسطس 1990 لدى وصوله الكويت.

جهاد بزيلم يكن الياس المر، في العام 2001، أنهى سنته الأولى وزيراً للداخلية حين قال في حوار مع صحيفة عربية ما استحق فعلاً أن يكون عنواناً: لم أرث السلطة من والدي وزير الداخلية السابق ميشال المر ولا من حمي رئيس الجمهورية (السابق) اميل لحود.لم تضع الصحيفة رسماً لوجه يبتسم في آخر العنوان. فالوزير لم يكن يمزح إذ جمعَ مجدين كهذين معاً لينفي أنهما سبب وصوله إلى الداخلية.عنوان كهذا، مستعاداً بعد نحو عشر سنوات على وجود الياس المر في الحياة السياسية اللبنانية، لن يكون مفاجئاً. فالوزير ذو الابتسامة المتكلفة والملامح الجامدة أبداً على التعبير الرصين لمن تؤخذ له صورة شمسية، من النادر أن مرّ تصريح له أو مؤتمر صحافي او مقابلة تلفزيونية من دون أن يطلق مواقف وعبارات لا يمكن التعاطي معها إلا بوصفها مذهلة.نعم. مذهلة لقدرتها على الذهاب بعيداً في الغرابة. فلا يعود للبناني وهو يستمع إلى الوزير «الرصين» إلا التحديق بغير ان يرمش، مفكراً: كيف يمكن للوجه الوقور أن تخرج منه هذه الكلمات؟ سؤال لا جواب عليه، مذ تلك الحبكة التراجيدية عن المسؤول الذي وجد نفسه عالقاً في «ضميره الشهير» بين عمه غبريال المر وشقيقته ميرنا المر. ومذ راح يطلق معاركه غير المرحة، على عكس معارك دون كيشوت، يوماً مع «الإرهاب» ويوماً آخر مع «المخدرات» وثالثاً مع «التطرف» وطبعاً مع «عبدة الشياطين» الظاهرة التي قضى عليها الوزير تماماً بدليل أن لا أحد ممن خلفوه في وزارة الداخلية تجرأ على ذكرها من بعده.هكذا، راكم الوزير المر من الهفوات الكلامية ما يحرج جبلاً، ولم يهتز. ابن «القبضاي» لن يقبل بأن يكون أقل من السيد الوالد إصراراً على التفوه بالغرائب، لا بل إنه تفوق عليه، وشق طريقه في عالم الفرادة وحده، حتى بات ظاهرة في حد ذاته. وصار كلما حكى أوحى بالثقة بأن الكوكب، ما لم يكن يدور من أجله، فهو على أقل تقدير، يدور حوله.بسبب لسانه، سرعان ما قضى على الانطباع الذي أراده لصورته، والذي عمل عليه مع اصدقاء له، اعلاميين، كسياسي مختلف. رغبته الدفينة بأن يكون نجماً شعبياً جعلته يطلق عبارات مثل «الاستقالة من الوزارة لم تعد مهمة، بعدما استقلت من نفسي وبيتي وعائلتي وقريتي من اجل تطبيق القانون». الرغبة نفسها جعلته ينخرط في ادوار شبه سينمائية من الدرجة الثالثة. في مرّة لعب دور المخطوف في مناورة لقوى الأمن لتحرير رهائن في طائرة مدنية (بعد وقوع 11 ايلول بفترة قصيرة) وفي مرّة ثانية مشهورة، أنقذ مصرفاً من خاطف غامض.. الى الكثير من مفاجآته التي كان آخرها صندوق التبرع للجيش، وتبرّعه له (أين صار الصندوق؟).أدواره ارتدت عليه سلباً بالطبع، لكنه لم يكترث، لأنه ببساطة، ليس ممن يشعرون بالحرج. فاذا أراد الانقلاب على خط سياسي، وقف في مجلس الوزراء، في أيام صعود تيار 14 آذار، امام حميه نفسه، ليتلو خطاباً حزيناً عاتباً مفعماً بالضمير على «فخامة الرئيس». من دون أن يحرجه للحظة إقحام اولاده في جلسة لمجلس الوزراء يكرر فيها التوجه إلى جنرال مثل إميل لحود، جالساً على كرسي بلد يهتز من اقصاه إلى اقصاه، قائلاً له: «يا جد اولادي». من دون أن يلسعه في عنقه ذاك الظن بأن وزيراً واحداً على الأقل من هؤلاء يحدق فيه ساخراً من هذه التلاوة المريرة لفعل الندامة كي يُقبل إن ليس في نادي الثوار، فعلى هامشه.. لا بأس.على ان الوزير لا يندم على ما يقول، لأنه يجيد ما يفعل. يحالفه حظ الاذكياء الذين سعوا فلاقوا. مكان الرئيس السابق، «جد الأولاد»، يأتي آخر مدين للوزير بآخر منصبين شغلهما، قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية. يستمر الوزير قوياً، وكما فتحت لغيره، تفتح ابواب الشام له ولو بعد طول توسّط. وكما نُسي كلام غيره يُنسى كلامه الذي ظل. وما دام قادراً وحده، على تركيب مواقف تكون فيها سوريا و«حزب الله» واميركا اصدقاءه، فهو قوي وباقٍ، قبضاي كما والده، لكن بطريقة عصرية. فإذا ألمح صحافي إلى شبهة حوله قام الوزير ولم يقعد، وساق الصحافي مخفوراً وهدد وأرعد.. وأزبد بحق الإعلام كله، فتلاشى أي تعاطف كان يمكن أن يقف إلى جانبه. أما إذا كُشفت تلك الوثيقة عن كلامه المعيب للسفيرة الأميركية ميشيل سيسون، اكتفى ببيان لا يقول شيئاً إلا عدم اكتراث الوزير بما أسرّ به للسفيرة الاميركية هو الذي لم يكترث قط لكل ما استمر يقوله في العلن.ثمة طريق شقها الوزير الياس المر في السياسة وحده. من الطبيعي ان تكون الوثيقة التي خرجت عن «ويكيليكس» مفترقاً اساسياً فيها. وزير الدفاع المؤتمن ليس على حدود البلاد فحسب، بل على شرفها وتضحياتها ووفائها، على ما يقول شعار عسكرها، عليه أن يكون شفافاً بما يكفي لأن يضع نفسه في تصرف مجلس الوزراء، ليدافع عن أهليته للأمانة التي في عنقه. لم يفعل. كلامه المخجل عن الجيش الذي يجب ألا يحارب، وعن المقاومة، يفترض المنطق ان يكون خاتمة غير مشرّفة لحياة سياسية اذا كان صحيحاً. لكن، كيف نعرف دقته ووزير الدفاع لم يهب هذه المرة هبة المطعون في كرامته ليشرح موقفه بالتفصيل البطيء المملّ الذي عوّد اللبنانيين عليه، بل اكتفى بأن أوحى، في بيانه بان زلزال «ويكيليكس» الذي يضرب العالم هذه الايام، هو مؤامرة ضده شخصياً؟فضّل المر ألا يواجه الوثيقة. وفي بيانه الثاني أمس لجأ إلى ما يشبه دبّ الصوت. رفعَ محاولة اغتياله، الجريمة البشعة المدانة، قميص دم يهدد به من يطالبه بما قاله للأميركيين. استنجد برئيس الجمهورية، برئيس الحكومة، بالشهداء، بالشعب اللبناني وبالقضاء الذي ينطق باسمه، ورمى الاتهامات جزافاً، وقرر من غير سبب واضح ألا يحضر مجلس الوزراء، الا اذا شاء تجنب احتمال وقوعه في الإحراج ان طولب بتفسير ما جاء في الوثيقة. لكنه امتحان سهل هذا الذي هرب منه صاحب الملكة الغريبة على عدم الاحساس بأي حرج. حتى ولو كان الكلام المنقول عنه يعرّيه أمام بلاده ورئيسها ومجلسي نوابها ووزرائها، وامام جيشها وشعبها.هو، على الرغم مما نعرفه عن ضميره، لن يتقدم ليطالب بسؤاله عما قاله. ولن يجد من يسأله في هذه الجمهورية التي لا يُسأل فيها أحد عما قال أو فعل.

استعرت الحرب على شبكة الانترنت لتتخذ طابعا عالميا. فبعد الهجمة الشرسة التي تعرض لها موقع «ويكيليكس» خلال الايام الماضية، بدوافع سياسية واضحة من جانب الولايات المتحدة، وتواطؤ اوروبي، شاركت فيه حكومات وشركات كبرى، صعد مؤيدو «ويكيليكس»، وأنصار حرية التعبير، حربهم المضادة في محاولة لاستعادة زمام المبادرة عبر شن هجمات على المواقع المعادية لـ«ويكيليكس»، وذلك في إطار «حرب معلومات» تبلورت ملامحها بشكل اكبر مع اعتقال جوليان أسانج في بريطانيا.وفي المقابل، حث مركز «اميريكان انتربرايز» الأميركي اليميني الإدارة الأميركية على الرد بشكل صارم على محاولات «ويكيليكس» الاستفادة من خدمات الدول الأخرى للالتفاف على إجراءات حجبه في الدول الغربية. واعتبر المركز أنه بعد إخراج «ويكيليكس» من المجالات الإلكترونية التابعة للبلدان الغربية الكبرى المستهدفة بشكل أساسي، سوف يلجأ إلى مواقع أخرى على الإنترنت. ودعا المعهد المقرب من المحافظين الجدد الادارة الاميركية الى التوجه إلى الحكومات التي توفر ملاذات آمنةلـ«ويكيليكس» بعبارات لا لبس فيها: «إما أن تكونوا معنا، أو أنتم مع ويكيليكس»، في استعادة للعبارة الشهيرة للرئيس الأميركي السابق جورج بوش عندما أطلق «الحرب على الإرهاب». (تفاصيل صفحة 16).وبعد أيام على بدء نشر «ويكيليكس» البرقيات السرية للدبلوماسية الأميركية، التي أثارت غضب الولايات المتحدة لما تسببت به الوثائق من إحراج لها، وإثر المحاولات العديدة لتضييق الخناق على هذا الموقع، وتزامناً مع اعتقال أسانج، بدأت «مجموعة مجهولة» من القراصنة المعلوماتيين باستهداف شركات الإنترنت التي رفضت التعاون مع «ويكيليكس»، او ساهمت في التضييق عليه، كما ألقوا اللوم على المؤســسات الأميركية لمحاولتها عرقلة خدمات هذا الموقع.ومن بين الأهداف التي استهدفتها الحملة المضادة تحت عنوان «اوبيريشون بايباك (عملية الرد)»، موقعي شركتي «ماستر كارد» و«فيزا»، اللذين خرجا، أمس الأول، عن نطاق الخدمة لساعات عديدة، جراء هجمات الكترونية شنتها المجموعة الالكترونية المجهولة احتجاجاً على قرار وقف المساعدات التي تمنح لـ«ويكيليكس» عن طريق بطاقات الائتمان. وفي تطور لافت، جرى الاعلان امس عن اعتقال فتى في السادسة عشرة من العمر في مدينة لاهاي الهولندية بتهمة المشاركة في حرب الانتقام الالكترونية هذه.وكانت المجموعة نجحت قبل أيام في شل خدمات موقع «بوست فاينانس»، والموقع التابع لمكتب الادعاء السويدي وموقع الحكومة السويدية، فيما رجح محللون أن يكون هدفها الجديد موقعي «تويتر» و«فايسبوك» للتواصل الاجتماعي، اللذين أعلنا تعليق عضوية من يقف وراء الهجمات الالكترونية الأخيرة، فضلاً عن شركة «باي بال» التي قررت قطع الروابط عن موقع «ويكيليكس» لمنعه من تلقي التبرعات، وذلك بطلب من وزارة الخارجية الأميركية. وبذلك يكون «ويكيليكس» قد فقد كل قنوات التبرّع الالكتروني، باستثناء تلك التي ما زالت توفرها شركة «فلاتر»، وهي شركة سويدية بريطانية تقوم بتشغيل نظام التبرعات عن طريق الانترنت.ونقلت صحيفة «الغارديان» عن متحدث باسم مجموعة القراصنة، أطلق على نفسه اسم «كولد بلود» (22 عاماً)، وهو مهندس برامج معلوماتية، إنّ هذه المجموعة هي عبارة عن عصابة كبيرة يتشارك افرادها الأفكار ذاتها، ويرغبون في أن يصبحوا قوة لـ«الفوضى البناءة». وأوضح «كولد بلود»، الذي يعيش في لندن، أنه لا توجد هيكلية قيادية للمجموعة، مشيراً إلى أنّ غالبية أعضائها هم من المراهقين «الذين يحاولون بمعرفتهم المحدودة أن يؤثروا على ما يحدث».وأشار «كولد بلود» إلى أنّ المجموعة المجهولة «ولدت في العام 2003 تحت تأثير منتدى (فورتشن) الخاص بالقراصنة المعلوماتيين»، لافتاً إلى أنّ المجموعة سميت بـ«المجهولة» إكراماً لمنتدى «فورتشن»، إذ ان بعض المنتسبين الذين كانوا يرفضون التصريح عن أسمائهم يختارون لأنفسهم صفة «مجهول».ويؤكد «كولد بلود» أن دعم «المجموعة السرية» لـ«ويكيليكس»، الذي نفى أي صلة له بها، يعد من بين «أبرز اهتماماتها في الوقت الراهن». ويوضح «نحن ضد تدخل الحكومة والمؤسسات في مسائل الإنترنت، ونعتقد انه «يجب ان تكون (الشبكة الالكترونية) مفتوحة للجميع... وعلى الحكومة ألا تُخضع المواقع للرقابة لأنها لن تتوافق معها».وتشير المجموعة إلى أنها تدعم «ويكيليكس» بغض النظر عن موافقتها او اعتراضها على المحتوى الذي ينشر على الموقع من وثائق، مشددة على أن أعضاءها يرفضون جميع أشكال الرقابة على الانترنت. وتحذر المجموعة من أنه في حال سقط موقع «ويكيليكس» من دون مقاومة، فإن الحكومات «ستعتقد ان باستطاعتها إسقاط ما تريد من المواقع التي لا تتوافق معها».(«السفير»، أف ب،

تعرض الموقع الالكتروني لجريدة «الأخبار»، أمس، إلى قرصنة الكترونية، أدت إلى حجبه بالكامل لقراءة عدد يوم الجمعة 10/12/2010.انقر هنا

- حدث في 10 كانون الأول-

1520- مارتن لوثر يقوم بإحراق مرسوم كنسي بطردة من الرحمه عقاباً له على معارضته لسلطة الكنيسة، واعتبرت هذه الخطوه بأنها خطوة خطيرة بمسيرة إبتعاده عن الكنيسة الكاثوليكية.1901- منح جوائز نوبل للمرة الاولى.1902 - افتتاح الخزان التابع لسد أسوان في مصر.1906- حجز كل ممتلكات الكنيسة في فرنسا.1924- لجنة نوبل للسلام تمتنع عن منح جائزة العام لاي جهة لعدم وجود مرشح يستحقها.1936- ملك بريطانيا ادوارد الثامن يتنازل عن العرش لجورج الخامس للزواج من الاميركية المطلقة واليس سيمبسون.1941- الحرب العالمية الثانية: المانيا تعلن الحرب على الولايات المتحدة.1948- تبني ميثاق حقوق الانسان في الامم المتحدة.1952- مجلس قيادة الثورة يلغي الدستور الذي اصدره الملك فاروق في 1923 في مصر.1953 - وينستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني يستلم جائزة نوبل للآداب.1957- الامم المتحدة تعترف ضمنا بالصفة التمثيلية لجبهة التحرير الوطني الجزائرية.1958- السلطات السوفياتية تجبر الكاتب بوريس باسترناك على رفض جائزة نوبل بسبب كتابه "دكتور جيفاغو" الذي استخدم في الغرب دعاية ضد السوفيات.1964- جان بول سارتر يرفض جائزة نوبل للآداب عملا بمبدئه رفض أي تمييز أيّا كان مصدره.1981- انضمام اسبانيا الى حلف شمال الاطلسي.1991- جيب ناغورني كاراباخ حيث غالبية السكان من الارمن يصوت بنسبة 99% لمصلحة الاستقلال.1992 - منتخب قطر لكرة القدم يفوز بكأس الخليج 1992 في قطر.1993 - الشركات التي شيدت نفق المانش تسلم رمزيا مفاتيحه إلى مجموعة "يوروتونيل" في إشارة إلى انتهاء أعمال البناء التي بدأت عام 1986.1996- استئناف تصدير النفط العراقي بموجب اتفاق "النفط مقابل الغذاء" بعد توقف استمر ستة أعوام.1997- توقيع دستور جديد يلغي نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.2004-الحصيلة الرسمية للعسكريين الاميركيين الذين قتلوا في معارك في العراق منذ غزوه تتجاوز عتبة الف قتيل.2004- المحكمة الابتدائية في ميلانو (شمال) تبرىء رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني من تهمة رشوة قضاة بسبب تقادم الوقائع.2005- ثلاثة انفجارات عرضية تدمر خزانات للمحروقات تملكها مجموعتا "توتال" و"تكساكو" قرب لندن مما أدى إلى جرح 43 شخصاً.2006 - المعارضة اللبنانية تنظم إعتصاماً شعبياً ضد الحكومة اللبنانية يعتبر الأكبر في تاريخ لبنان بوسط بيروت قدرته الوكالات الرسمية بأن المتضاهرين كانو أكثر من مليون شخص.2007 - العاصمة القطرية تحتضن المؤتمر الأول للعلماء العرب المغتربين الذي نظمته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وشارك فيه نحو مائتي عالم وباحث ومفكر.

ستوكهولم ــ قاسم حمادي مثلما كان متوقَّعاً، استجابت الشرطة البريطانية لطلب السويد، وأوقفت، أول من أمس، مؤسس موقع «ويكيليكس» الأوسترالي جوليان أسانج (٣٩ سنة) بتهمتي الاغتصاب والتحرش الجنسي.  خطوة تندرج في سياق إسكات أسانج وموقعه الذي بات الأشهر في العالم، لكنها لم تجدِ في مسعاها، بما أنّ وثائق جديدة وحساسة ظهرت في اليومين الماضيين، وبات هناك أكثر من 800 موقع على الإنترنت قررت فتح فضائها لـ«ويكيليكس» لحمايته من القمع. وسلّم أسانج نفسه طواعية إلى أحد مراكز الشرطة البريطانية في لندن، بعدما أعلنت «اسكوتلاند يارد» أنها ستعتقله بمجرد معرفة مكان إقامته للتحقيق معه بالتهم السويدية، وللنظر في طلب ستوكهولم بتسليمه إليها للمثول أمام المدعي العام للدولة.  وقرر قاضي التحقيق البريطاني إبقاء أسانج قيد الحجز، وعدم إخلاء سبيله لأسبوع في مقابل كفالة مالية، حتى اتخاذ قرار جديد بخصوص تسليمه إلى السويد.  وأول المرحبين بقرار الاعتقال كان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، الذي عبّر عن سعادته بالقول «إنه خبر مفرح». هل وقع فاضح أسرار الدبلوماسية الأميركية، أسانج، في فخ نصبته أجهزة الاستخبارات البريطانية، أم أنه بالفعل تحرش جنسياً بسيدتين سويديتين؟ لائحة الاتهام: أين الواقي؟ حصلت «الأخبار» على محضر تحقيق الشرطة السويدية السري، الذي سيُستخدم ضد أسانج في التحقيق والمحاكمة، مع كل من السويدية آنا أردين (٣١ سنة)، التي تتهم أسانج بالتحرش الجنسي، وصوفيا فيلين (٢٢ سنة) التي تتهمه بالاغتصاب. في مطلع شهر آب الماضي، وجّهت «حركة الأخوة المسيحية»، التابعة للحزب الاشتراكي الديموقراطي السويدي، دعوة لأسانج ليحاضر عن موقع «ويكيليكس» والوثائق السرية التي حصل عليها.  وافق الرجل، ووصل يوم الجمعة 13 آب إلى ستوكهولم ليحل ضيفاً على الندوة.  ولتوفير المصاريف، طلب الأمين العام للحركة المسيحية من أي عضو عنده شقة لا يستخدمها، أن يضعها في خدمة الضيف الأوسترالي ليقضي فيها وقته أثناء زيارة السويد.  أوّل من لبى الطلب الشابة آنا أردين، المتحدثة الإعلامية باسم الحركة، وقالت إنها ستتوجه إلى مدينة غوتنبرغ في جنوب السويد ولن تعود إلى العاصمة إلا في مساء يوم الأحد، وأعطت مفتاح شقتها لأحد أعضاء الحركة.  وصل أسانج وتوجه إلى شقة أردين ليقيم فيها.  ومن دون سابق إنذار، عادت صاحبة الشقة من غوتنبرغ في اليوم نفسه الذي وصل فيه أسانج إلى ستوكهولم، وفتحت باب شقتها ودخلت. اعتذرت عن عدم إبلاغه بأنها ستعود بهذه السرعة، وقضت ليلتها معه.  خلدا معاً إلى الفراش ذاته ومارسا الجنس حتى صباح السبت.  وبحسب ما تقول أردين في تحقيق الشرطة، فقد طلبت من ضيفها أن يستخدم الواقي الذكري، إلا أنها استيقظت واكتشفت أنه لم يفعل ذلك.  لكن أسانج ينفي ما تدعيه أردين، ويؤكد أنه استخدم الواقي بالفعل، لكن أردين لم تنتبه للأمر. ورغم ذلك، لم تتقدم أردين بشكوى بحق أسانج، ولم تطلب منه أن يوضح موضوع الواقي.  توجه أسانج برفقة أردين إلى قاعة المحاضرات في العاصمة ستوكهولم، واهتمت به كما كان مطلوباً منها.  وأثناء المحاضرة، ظهرت صوفيا فيلين (٢٢ سنة) في الصف الأول بين الجمهور، بعدما حضرت باكراً من مدينة أنشوبينغ في وسط السويد للاستماع إلى أسانج.  لفتت سوفيا أنظار العديد من الحاضرين، وخصوصاً أنها كانت ترتدي ملابس تظهر مفاتنها الجسدية بوضوح، كذلك فإنها وقفت مرات عدة أثناء المحاضرة أمام أسانج وأخذت صوراً له. وتقول صوفيا في روايتها للشرطة: «شاهدتُ أسانج على شاشات التلفزيون قبل أسابيع من قدومه إلى السويد، وأُعجبت به وبشجاعته.  وفي أحد الأيام أجريتُ بحثاً عن اسمه على موقع غوغل، وعلمتُ أنه سيلقي محاضرة في ستوكهولم.  اتصلتُ بالقيّمين على المحاضرة، وعرضتُ عليهم خدماتي، من دون أن أحصل على جواب.  اتصلتُ بهم في ما بعد، واستفسرتُ عما إذا كان ممكناً أن أحضر المحاضرة، فأجابوني بأنّ اسمي موجود في أول لائحة الضيوف». وبعدما انتهى أسانج من إلقاء محاضرته، تقدمت صوفيا صوبه، وتلاطفت معه، ثم خرجا معاً وتوجها إلى قاعة كوسمونوفا للأفلام الوثائقية.  وبحسب محضر الشرطة، فإن أسانج وصوفيا مارسا الجنس في قاعة العرض على نحو غير كامل.  ويذكر تقرير الشرطة كيف تصرفت صوفيا في قاعة العرض بالتفصيل، لكن لم تحصل عملية مجامعة كاملة.  وإثر انتهاء العرض، افترقا وذهب أسانج إلى العشاء مع أصدقائه في ستوكهولم. تقول صوفيا إن أسانج لم يتصل بها خلال يومين، ما دفعها إلى الاتصال به صباح الاثنين، وعرضت عليه أن يلتقيا مجدداً.  عادت إلى ستوكهولم واصطحبته إلى مدينة أنشوبينغ حيث تسكن.  وكشف، في محضر الشرطة، أنها استيقظت صباح نهار الثلاثاء «واكتشفتُ أن أسانج يمارس الجنس معي وأنا نائمة».  عاد أسانج أدراجه إلى ستوكهولم على نفقة صوفيا فيلين التي اشترت بطاقة القطار له وودّعته وطلبت منه أن يبقى على اتصال بها.  بعد فترة، عاد أسانج إلى ستوكهولم ليحل مجدداً ضيفاً على المتحدثة باسم «حركة الأخوة المسيحية»، آنا أردين، وأقام عندها يوماً أو يومين قبل أن يغادر منزلها لينتقل إلى منزل صديق سويدي يساعده في موقع «ويكيليكس». وتدعي صوفيا أنها، بعدما اكتشفت أن أسانج مارس الجنس معها أثناء إخلادها للنوم، بدأت تجري اتصالاتها لتعرف مَن من النساء قابل أسانج في السويد، لتروي ما حصل معها.  وهكذا توصّلت إلى آنا أردين.  وتقول أردين، في محضر الشرطة، إنها هي مَن شجعت صوفيا على أن ترافقها إلى مركز شرطة ستوكهولم لتقديم شكوى بحق أسانج بتهمة الاغتصاب. آنا المطرودة من كوبا الشابة صوفيا فيرين وجه غير معروف كلياً في الوسط السويدي.  أما آنا أردين، فهي ناشطة نسوية متطرّفة، وعضو في الحزب الاشتراكي الديموقراطي، ومعروف عنها أنها ناشطة بين المنظمات الفلسطينية في السويد، إذ تدّعي أنها مدافعة قوية عن القضية الفلسطينية، وعن الهجمة على الإسلام والمسلمين في أوروبا.  وتثير الكثير من المواضيع السياسية والقضايا النسوية على مدوّنتها على الإنترنت.  لكنها، بعدما تقدمت بالدعوى على أسانج، أقفلت مدونتها لفترة طويلة، وانتقلت قبل أسبوعين إلى فلسطين لتتعلم اللغة العربية، على أن تبقى هناك لمدة ثلاثة أشهر. والجدير ذكره أن أردين قامت برحلات مشابهة سابقاً، إذ إنها سافرت سنة ٢٠٠٧ إلى كوبا حيث أقامت لفترة، قبل أن تعتقلها السلطات وتطردها بعدما اكتشفت أنها تقوم بحملة دعائية ضد النظام الكوبي، واتهمتها بالعمل لحساب جهاز الاستخبارات الأميركية المركزية «سي آي إيه». من هنا التساؤل: هل زُرعت أردين من الاستخبارات الأميركية، لتشويه سمعة أسانج؟ قبل حادثة السويد بفترة قصيرة، قال أسانج إنه وصلت إليه معلومات تفيد بأن الإدارة الأميركية تعمل جاهدة للنيل من سمعته بطرق مختلفة.  إلا أن أردين نفت بعد يومين من تقديم الدعوى بحقه، ما تردد على بعض المدونات السويدية عن أنها عميلة أميركية. ومن المتوقَّع أن تأخذ المحكمة البريطانية قرارها بشأن تسليم أسانج إلى السويد من عدمه في ١٤ من الشهر الجاري.  وسارع فريق المحامين البريطانيين عن مؤسس «ويكيليكس» إلى اعتبار أن «قوى الظلامية» هندست اعتقاله، بينما اتهم النائب البريطاني عن حزب العمال المعارض، رئيس اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان، كيث فاز، السلطات الأميركية بالاتكال على بريطانيا لمعاقبة أسانج. دعم سياسي آخر ناله أسانج من الرئاسة الروسية، التي دعا مصدر رفيع المستوى فيها إلى منح مؤسس «ويكيليكس» جائزة نوبل للسلام.  أما دولة أسانج، أوستراليا، فقد حمّلت الولايات المتحدة مسؤولية تسريب الوثائق، لأنّ مَن سربها هم أشخاص أميركيون. إلكترونياً، باشر المتعاطفون مع أسانج و«ويكيليكس» حربهم الخاصة على جميع أعداء أسانج، بدءاً بمكاتب محامي آنا وصوفيا، من خلال مهاجمة مواقعهم الإلكترونية عبر الفيروسات، أو عبر مهاجمة موقع شركة «بوستفايننس» للخدمات المالية للبريد السويسري منذ أن أغلقت حساب أسانج.  حتى الموقع الإلكتروني لشركة بطاقات الدفع «ماستركارد»، التي جمدت تعاملاتها مع أسانج، قد ضُرب، وتعذر الدخول إليه أمس. وفي السياق، ظهرت مئات المواقع الإلكترونية «المتطوعة» لتنشر وثائق «ويكيليكس» رداً على اعتقال أسانج، وأُعلنَ كذلك أن الوثائق ستُحفَط على ذاكرة أكثر من 20 موقعاً إلكترونياً رديفاً لحمايتها من قرصنة المتضرّرين منها. عدد الخميس ٩ كانون الأول ٢٠١٠

خالد صاغيةبدأ الهجوم المضاد. ما إن أُوقِف مؤسِّس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج، حتّى انطلقت الحرب الإلكترونيّة. هجوم على موقع محامي الفتاتين اللتين ادّعتا على أسانج بتهمة «الاغتصاب والاعتداء الجنسي»... الموقع الإلكتروني للنيابة السويدية لم يسلم من الهجوم... شركة الخدمات الماليّة السويسريّة دفعت ثمن إغلاقها حساب أسانج... بطاقات الدفع «ماستركارد» تعطّل موقعها بعدما كانت قد جمّدت كلّ التعاملات مع بطل «ويكيليكس»...خطوة متقدّمة للناشطين الإلكترونيّين الذين اقتحموا منذ قرابة العقد الحلبة السياسيّة. رسائل إلكترونيّة تنظّم تظاهرات... جمل قصيرة على موقع «تويتر» تخرق الحصار الإعلامي... مجموعات ضغط تتألّف على «فايسبوك»، وما يشبه المناشير الإلكترونيّة يوزَّع على الموقع نفسه بكبسة زر واحدة. كرة الثلج تكبر. الزمن لم يعد زمن «الضبّاط الأحرار». إنّه زمن «القراصنة الأحرار». مراهقون بدأوا بالتطفّل على النظام العام، قبل أن يحلموا ذات يوم بإزعاجه، وصولاً إلى شنّ الحرب عليه.منذ الثمانينيات، وتحديداً بعد فشل تجربة فرانسوا ميتران في تقديم نموذج اشتراكيّ مختلف بعدما انكشفت فظائع «الغولاغ» السوفياتي، أدرك العالم أنّ الدول، سواء بمفردها أو عبر إقامة تجمّعات إقليميّة، ما عاد بمقدورها أن تمثّل ردّاً على ذاك الوحش المدعوّ أمبراطوريّة. وما إن راجت أهزوجة المجتمع المدني والمنظّمات غير الحكومية، حتّى انتهى معظمها سريعاً أذرعاً للأمبراطوريّة لا تحدّياً لها. فتعلّق اليساريّون بالمجموعات، لا الأنظمة، المقاومة. وإذ مثّل الوجه الخفيّ لـ«السابكوماندانتي» ماركوس في أقاصي المكسيك أيقونة معاصرة لـ«الكوماندانتي» تشي غيفارا، بدأت حركات المقاومة تظهر في أكثر من بقعة جغرافيّة. حركات تفاوتت في مستوى فاعليّتها، لكنّها افتقرت أساساً إلى أيديولوجيا جذّابة.لا يمكن فصل الحرب الإلكترونيّة عن هذا السياق. وهي حرب لا تحتاج إلى عقيدة. حرب تستلهم مقولة يساريّة قديمة: ابحث عن مواطن السلطة، واضربها. لذلك، لم تكن الصدفة وحدها ما جعل تلك التسريبات تطال سفارات الولايات المتّحدة تحديداً. وهي ليست سفارات بقدر ما هي عين ساهرة حتّى يسير كلّ ما على هذا الكوكب وفقاً لمشيئة الأمبراطوريّة. ولم تكن صدفة أيضاً أن يعد جوليان أسانج بوثائق جديدة تطال المصارف الكبرى هذه المرّة. وهي ليست مصارف بقدر ما هي قنوات لإعادة توزيع الثروة بالمقلوب.آن لهذا «المقلوب» أن يقف على رجليه. الحرب الإلكترونيّة لا تزال في بداياتها. «ويكيليكس» ليست إلا محطّة.

 

عدد الخميس ٩ كانون الأول ٢٠١٠

جاءت الدفعة الاخيرة من وثائق «ويكيليكس» المسربة، متركزة في اليومين الاخيرين على الأوضاع في المنطقة، فأخذ كل من لبنان وسوريا حيزا كبيرا من المعلومات المكشوفة، التي تمحورت حول دينامية العلاقات السورية ـ الايرانية، وآفاق التسوية السورية ـ الاسرائيلية، فيما تكرر ذكر اغتيال القيادي الكبير في «حزب الله» عماد مغنية، على أنه ادى دورا في المخاوف الاسرائيلية من إجراءات انتقامية، والضغوط الغربية على دمشق.1559 والحدودوفي تقرير صادر من السفارة الأميركية في بيروت، ذكر الدبلوماسيون الاميركيون ان منسق الامم المتحدة الخاص بلبنان مايكل ويليامز، نقل في 23 كانون الثاني 2010 عن مسؤولين اسرائيليين التقاهم سابقا، عدم توقعهم لنزاع مع «حزب الله» «في المستقبل القريب، على طول الخط الأزرق»، مقابل قلق متكرر حول احتمال حصول «حزب الله» على صواريخ مضادة للطيران، أو امكانية تحرك الحزب «من تلقاء نفسه انتقاما لمقتل عماد مغنية». واعتبر رئيس هيئة الأركان الاسرائيلية غابي اشكنازي كما نقل ويليامز، أن الهجوم في كانون الثاني 2010 على موكب اسرائيلي في عمان قد يكون شمل «انخراطا محدودا» من «حزب الله»، مستطردا «لكن (الهجوم) كان بسيطا بشكل لا يتناسق مع عمل الحزب».ونقل ويليامز عن الجيش الاسرائيلي «إشادته بمشاركة القوات المسلحة اللبنانية في المحادثات الثلاثية، وخصوصا بقيادة اللواء عبد الرحمن شحيتلي»، كما أكد ردا على سؤال حول «جهود البعض في استهداف القرار 1559» أن «قرارات مجلس الأمن لا تموت او تلغى كما يقول بعض الساسة اللبنانيين»، مشيرا إلى «أن اللبنانيين ينظرون بسذاجة إلى سبب استمرار القرار... وفيما تم تطبيق أجزاء أساسية من القرار 1559 كالانسحاب السوري، القضية الأكبر تبقى قضية حزب الله».وفي وثيقة أخرى مسربة، تحدث الدبلوماسيون الأميركيون عن «ظهور مفاجئ» لمدير الاستخبارات العامة السورية اللواء علي مملوك في 18 شباط 2010 خلال اجتماع عقد بين نائب وزير الخارجية فيصل المقداد والوفد الأميركي برئاسة منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة دانيال بنجامين. وأوضح المقداد بحسب البرقية، أن مملوك قد انضم إلى الاجتماع بناء على طلب من الرئيس السوري بشار الاسد في لفتة ايجابية عقب اجتماع بين مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ويليام بيرنز والرئيس السوري في اليوم السابق. ونقل عن مملوك قوله إن التعاون بشأن أمن الحدود السورية العراقية يمكن أن يؤدي إلى التعاون الأمني في مجالات أخرى.وأضاف المقداد من جهته، أن أمن الحدود اللبنانية - السورية هو أيضا موضوع قد أحرزت فيه اللجنة اللبنانية السورية المشتركة تقدما ملحوظا، قائلا بأن سوريا تحاول مساعدة اللبنانيين على حفظ الأمن في الموانئ وعلى الحدود، من دون التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية.سوريا وإسرائيل ومغنيةوفي وثيقة تنقل وقائع لقاء المستشار الأميركي الخاص للشؤون الإقليمية في مكتب المبعوث الأميركي جورج ميتشل، فريديريك هوف، مع مسؤولين اسرائيلين من وزارتي الدفاع والخارجية، بتاريخ 10 حزيران 2009 قال المسؤولون إن «نتائج الانتخابات اللبنانية جاءت نتيجة لكميات ضخمة من الأموال السعودية، ودعم البطريرك الماروني لـ14 آذار، لا بسبب انتقال حقيقي في المجتمع اللبناني».وفيما اعتبروا أن نتائج الانتخابات اللبنانية فاجأت سوريا، أكد المسؤولون الاسرائيليون ان «حزب الله» ما زال يخطط للانتقام لمقتل عماد مغنية، وأن «اسرائيل قد أحبطت حتى الآن هجومين في بلد ثالث». وأكد الاسرائيليون أن الدولة العبرية تمتلك معلومات استخبارية حساسة تفيد بان «حزب الله» قد «استكمل التخطيط العملاني لهجوم ثالث خارج اسرائيل، لكن (الامين العام للحزب حسن) نصر الله لم يقرر بعد إعطاء الأمر بالتنفيذ، على رغم الضغط الايراني لاطلاق الهجوم».ووصفت تقارير اميركية بتاريخ شباط 2008 ، «صدمة دمشق» إزاء اغتيال مغنية في انفجار قنبلة متطورة زرعت في سيارته. وتقول وثيقة مسربة عن السفارة الاميركية بتوقيع القائم بالاعمال مايكل كوربن في دمشق بتاريخ 28 شباط 2008، ان التحرك الاميركي لـ«مكافحة الفساد» ضد رجل الاعمال السوري رامي مخلوف، نظر اليه على انه خطوة لزيادة الضغط على دمشق بعد اغتيال مغنية، «ففي 21 شباط، فرض ادراج رامي مخلوف نقاشا مستفيضا لكن التغطية الإعلامية السورية كانت محدودة للغاية. وكان اعلان مخلوف المليء بالتحدي عبر اذاعة «بي بي سي» العربية بأن ادراجه هو بمثابة وسام شرف له، اقرب الى رد الفعل الرسمي». وذكرت الوثيقة ردّ مخلوف الذي قال «يتهموننا بالفساد فيما نحن من الجهات التي تعمل جاهدة على زيادة الاستثمار في سوريا».وتشير الوثيقة الى انه «بعد اسبوع على اغتيال مغنية وبالتزامن مع زيادة التوتر بين سوريا من جهة والسعودية والغرب من جهة اخرى، اثّر ادراج مخلوف بتوقيته الحساس على النظام في دمشق»، وان الامر «اثار بلبلة بين الاستخبارات العسكرية السورية ومسؤولين في مديرية الاستخبارات العامة حول من المسؤول عن الخرق الامني».اضطراب سوري ـ إيراني؟من جهته، قال رئيس إدارة السياسة العسكرية في وزارة الدفاع الاسرائيلي عاموس جلعاد لهوف، إن وزارة الدفاع الاسرائيلية تعتبر أن «سوريا قد تكون جدية في فصل نفسها عن ايران وسحب دعمها لحزب الله، مقابل مصالحة مع الغرب، والولايات المتحدة بشكل خاص، واستعادة هضبة الAffinityCMSن». واعتبر جلعاد ان «المفاوضات مع سوريا قد تنجح، لأن ايران عبارة عن زواج مصلحة بالنسبة لسوريا»، معربا عن اعتقاده بأن «سوريا تفضل الاقتراب من العرب وباقي المجموعة الدولية، إذا أعطيت الفرصة»، ومؤكدا ان الايرانيين «يودون التخلص من نظام (الرئيس بشار) الأسد في الوقت المناسب». لكنه استطرد قائلا إنه قد يكون من الصعب لسوريا «فصل نفسها عن ايران وحزب الله حتى لو حاولت. فحزب الله أصبح الآن جزءا أساسيا من المفهوم الدفاعي السوري، وهو أكثر فعالية كقوة مقاتلة من الجيش السوري».إضافة إلى ذلك أشار جلعاد إلى أن «هضبة الAffinityCMSن تبقى الجبهة الاسرائيلية الأهدأ، ما يثبت أن سوريا تستطيع أن تكون على مستوى التزاماتها إذا كانت الالتزامات واضحة».في المقابل، دعا هوف المسؤولين الاسرائيليين إلى «التقدم نحو آفاق السلام مع لبنان» عبر البحث في تجديد لجنة هدنة العام 1949، مقترحا «استراتيجية تصاعدية ازاء لبنان، عبر توسيع الاتصالات المتدنية المستوى العسكرية - العسكرية عبر اليونيفيل، حتى تشمل بعض التقدم السياسي».من جانب آخر، أشارت وثيقة أميركية من دمشق بتاريخ 22 كانون الأول 2009، إلى رفض الرئيس السوري بشار الأسد لطلبات ايرانية بالتنسيق الثنائي في العراق واليمن، «رافضا أن يتم جره إلى حرب بين ايران واسرائيل». ونقلت البرقية عن شخص حذف اسمه من نصها، إشارة إلى زيارة قائد قوة القدس الايرانية، قاسم سليماني لدمشق في كانون الأول 2009، على أنها أتت «بعد غياب طويل، قد يعكس توترا متصاعدا بين ايران وسوريا، اشتعل بعد اغتيال عماد مغنية في شباط 2008 في العاصمة السورية». وأكد الشخص المحذوف اسمه انه «رأى سليماني ومستشار الامن القومي الايراني سعيد جليلي خلال لقاء مع مسؤولين سوريين ضم وزير الخارجية وليد المعلم، وأعضاء غير محددين من حزب الله»، معتبرا أن «سليماني يمثل الجانب العملي في المقاومة».وبحسب المصدر الذي تحدث للسفارة الأميركية، فإن 3 زيارات رفيعة المستوى من مسؤولين ايرانيين إلى سوريا، تهدف إلى «ازالة الشكوك حول امكانية تخلي سوريا عن ارتباطاتها بايران»، وأضاف المصدر «ايران تزودنا بغطاء دبلوماسي وقدرة عسكرية لدعم مطالبنا بالسلام. في المقابل نزود ايران بالدعم عندما يضغط العرب على برنامجها النووي».وأكد مصدر لم يتضح إذا كان هو نفسه، أن «ايران لا سوريا هي التي طلبت الزيارات كإشارة على الاطمئنان الى سوريا»، مضيفا للأميركيين «اطمئنوا، هم (الايرانيون) احتاجوا هذه الزيارات أكثر منا». وتابع المصدر قائلا «علاقتنا مع ايران بدأت تعود إلى الطبيعي. عزل أميركا وغزو العراق ادى إلى ضرورة تبنينا لإجراءات قصوى. أما الآن فالأمور تعود إلى طبيعتها».وفي تفاصيل «الخلافات» السورية - الايرانية، يشير المصدر إلى أن «الايرانيين طلبوا منا التركيز على مماشاة الساسة الشيعة في العراق، وأن نتخلى عن دعمنا للسنة والبعثيين السابقين»، مؤكدا أن السوريين أبدوا ترددا كبيرا في الاستجابة «مصرّين على إعادة دمج البعثيين العراقيين السابقين في العملية السياسية»، وتابع مؤكدا أن الحكومة السورية تعارض النظرة الايرانية للعراق بأنه «دولة يسيطر عليها الشيعة، ومشكلة من عدة دويلات».وأكد المصدر أن المسؤولين السوريين نقلوا عن نظرائهم الايرانيين قولهم أن ضربة اسرائيلية لايران «هي مجرد مسألة وقت»، وأن السوريين طلبوا من الايرانيين عدم إدخال سوريا أو «حزب الله» أو «حماس» لـ«خوض هذه المعركة»، وأضاف «قلنا لهم أن ايران قوية بما يكفي لتطوير برنامجها النووي، ومقاتلة اسرائيل. نحن ضعفاء. لم يكونوا راضين عن اجابة الأسد. احتاجوا إلى سماع الحقيقة».كما نقلت الوثيقة الأميركية عن المصدر السوري قوله إن «سوريا وتركيا وقطر تحضر لمواجهة عسكرية اسرائيلية - ايرانية في المستقبل القريب»، ونقل بدوره عن «مسؤولين عسكريين» قولهم إنهم «لاحظوا طائرات اسرائيلية استطلاعية من دون طيار»، موضحا ان المسؤولين السوريين رأوا في ذلك إشارة إلى أن اسرائيل قد تسعى إلى تعطيل محطات الرادار المضادة للطيران كجزء من خطة ارسال قاذفات إلى ايران عبر الأجواء السورية». وأضاف «عندها نحن وتركيا وقطر، سنبدأ التوسط للوصول إلى وقف لاطلاق النار، وحل طويل المدى في ما بعد يشمل برنامجي البلدين النوويين. هذا السيناريو الأفضل. كل السيناريوهات الأخيرة سيئة لنا وللمنطقة».(«السفير»)

كشفت وثائق «ويكيليكس» المسربة، أن وزير الخارجية السعودية، سعود الفيصل قدم للأميركيين اقتراحا يقوم على ارسال «قوة عربية» إلى لبنان، بدعم أميركي وأطلسي لـ«حماية بيروت من اعتداءات حزب الله»، ومبادرة من الملك السعودي عبد الله لتمويل «الجماعات السنية» بمليار دولار «ضد حزب الله».وفي وثيقة مسربة، بتاريخ 9 أيلول 2008، من السفارة الاميركية في باريس، أعرب المستشار الرئاسي الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط حينها، بوريس بويون عن قلقه ازاء احتمال قيام دول الخليج بتمويل جماعات سلفية في محيط طرابلس شمال لبنان. وأكد بويون أنه التقى مبعوثا خاصا من الملك السعودي عبد الله، فصّل له خطة سعودية لانفاق مليار دولار على دعم «المجموعات السنية» في لبنان، خلال الانتخابات، و«ضد حزب الله». ونقل بويون عن «رئيس وزراء لبناني سابق» قوله إن اتفاقا بين حزب الله والسلفيين تم اجهاضه بعد توقيعه لأن جناحا من السلفيين تموله الكويت، تمت السيطرة عليه من قبل جناح تموله السعودية.وفي برقية من السفارة الاميركية في السعودية تعود إلى 08 أيار 2008، وتصف لقاء للسفير الاميركي دايفد ساترفيلد ومجموعة من القوات المتعددة الجنسيات التابعين للسفارة الاميركية في بغداد مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. أشار الدبلوماسيون الأميركيون إلى أن النقاش مع ساترفيلد بدأ بالتركيز على المسألة العراقية، وتحول سعود للكلام عن الوضع اللبناني و«الجهد الذي يبذله «حزب الله» وإيران للإستيلاء على بيروت والذي يعتبر خطوة أولى للإنقلاب على حكومة فؤاد السنيورة، وبالتالي استيلاء إيران على لبنان».وبحسب الفيصل فإن «هذا الإنتصار مقارنة بالإجراءات الإيرانية المتبعة في العراق وعلى الجبهة الفلسطينية، سيؤدي الى عواقب كارثية على الولايات المتحدة والمنطقة بأسرها». وقال إنّ «الإشكالية في بيروت عسكرية ويجب أن يكون الحل عسكرياً. وإن هشاشة الجيش اللبناني لم تساعده على تحمل الضغوطات؛ ويجب بالتالي تأمين دعم عاجل لحماية بيروت من اعتداءات حزب الله»، مؤكدا أن الحاجة تقتضي وجود «قوة عربية» تنتشر في بيروت تحت غطاء الأمم المتحدة تباعاً لوجود اليونيفيل الذي «لا يقوم بواجباته في جنوب لبنان». و«سيطلب من الولايات المتحدة والناتو تأمين المعدات اللازمة واللوجيستية والدعم الجوي لهذه القوة».وردا على سؤال من ساترفيلد، حول الدعم الذي يلقاه هذا المفهوم، من السنيورة، ودول عربية أخرى، اجاب سعود بان «السنيورة يدعمها بقوة»، وان الاردن ومصر وحدهما إضافة إلى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، قد تبلغوا بالاقتراح.واعتبر الفيصل أن «من بين كافة الجبهات الإقليمية التي تتقدّم فيها إيران، إن الانتصار في معركة لبنان لضمان السلام هو الاكثر سهولة (أكثر منها في العراق أو على الجبهة الفلسطينية)، فيما قال ساترفيلد إن الجدوى «السياسية والعسكرية» للتعهّد الذي أوجزه سعود سيكون مفتوحاً على التساؤل وبالتحديد في ما يتعلّق بالإشكالية الكبرى لمحاولة إنشاء ولاية جديدة لليونيفيل. وقال ساترفيلد إن الولايات المتّحدة ستدرس بتمعّن أي قرار عربي مستجدّ. وختم سعود بالإستنتاج أن قوات حفظ السلام العربية والتابعة للأمم المتّحدة الى جانب قوات الدعم البحرية والبرية الأميركية «ستبعد حزب الله نهائياً عن لبنان «.إلى ذلك، ذكرت الوثائق المسربة أن السفير السعودي السابق في لبنان عبد العزيز خوجة، قال لدبلوماسيين أميركيين في بيروت ان «حزب الله» يعتقد ان السوريين مسؤولون عن اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية في دمشق. ولم يحضر اي مسؤول سوري جنازة مغنية في الضاحية الجنوبية لبيروت في اليوم التالي، فيما تمثلت ايران بوزير خارجيتها منوشهر متكي، الذي قال السفير السعودي، انه اتى لتهدئة «حزب الله» ومنعه من اتخاذ إجراءات ضد سوريا. كذلك، قال خوجة ان شائعة اخرى افادت بأن سوريا واسرائيل اتفقتا على السماح باغتيال مغنية وهو هدف اسرائيلي.(«السفير»)

الأكثر قراءة