كشفت وثائق «ويكيليكس» المسربة، أن وزير الخارجية السعودية، سعود الفيصل قدم للأميركيين اقتراحا يقوم على ارسال «قوة عربية» إلى لبنان، بدعم أميركي وأطلسي لـ«حماية بيروت من اعتداءات حزب الله»، ومبادرة من الملك السعودي عبد الله لتمويل «الجماعات السنية» بمليار دولار «ضد حزب الله».وفي وثيقة مسربة، بتاريخ 9 أيلول 2008، من السفارة الاميركية في باريس، أعرب المستشار الرئاسي الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط حينها، بوريس بويون عن قلقه ازاء احتمال قيام دول الخليج بتمويل جماعات سلفية في محيط طرابلس شمال لبنان. وأكد بويون أنه التقى مبعوثا خاصا من الملك السعودي عبد الله، فصّل له خطة سعودية لانفاق مليار دولار على دعم «المجموعات السنية» في لبنان، خلال الانتخابات، و«ضد حزب الله». ونقل بويون عن «رئيس وزراء لبناني سابق» قوله إن اتفاقا بين حزب الله والسلفيين تم اجهاضه بعد توقيعه لأن جناحا من السلفيين تموله الكويت، تمت السيطرة عليه من قبل جناح تموله السعودية.وفي برقية من السفارة الاميركية في السعودية تعود إلى 08 أيار 2008، وتصف لقاء للسفير الاميركي دايفد ساترفيلد ومجموعة من القوات المتعددة الجنسيات التابعين للسفارة الاميركية في بغداد مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. أشار الدبلوماسيون الأميركيون إلى أن النقاش مع ساترفيلد بدأ بالتركيز على المسألة العراقية، وتحول سعود للكلام عن الوضع اللبناني و«الجهد الذي يبذله «حزب الله» وإيران للإستيلاء على بيروت والذي يعتبر خطوة أولى للإنقلاب على حكومة فؤاد السنيورة، وبالتالي استيلاء إيران على لبنان».وبحسب الفيصل فإن «هذا الإنتصار مقارنة بالإجراءات الإيرانية المتبعة في العراق وعلى الجبهة الفلسطينية، سيؤدي الى عواقب كارثية على الولايات المتحدة والمنطقة بأسرها». وقال إنّ «الإشكالية في بيروت عسكرية ويجب أن يكون الحل عسكرياً. وإن هشاشة الجيش اللبناني لم تساعده على تحمل الضغوطات؛ ويجب بالتالي تأمين دعم عاجل لحماية بيروت من اعتداءات حزب الله»، مؤكدا أن الحاجة تقتضي وجود «قوة عربية» تنتشر في بيروت تحت غطاء الأمم المتحدة تباعاً لوجود اليونيفيل الذي «لا يقوم بواجباته في جنوب لبنان». و«سيطلب من الولايات المتحدة والناتو تأمين المعدات اللازمة واللوجيستية والدعم الجوي لهذه القوة».وردا على سؤال من ساترفيلد، حول الدعم الذي يلقاه هذا المفهوم، من السنيورة، ودول عربية أخرى، اجاب سعود بان «السنيورة يدعمها بقوة»، وان الاردن ومصر وحدهما إضافة إلى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، قد تبلغوا بالاقتراح.واعتبر الفيصل أن «من بين كافة الجبهات الإقليمية التي تتقدّم فيها إيران، إن الانتصار في معركة لبنان لضمان السلام هو الاكثر سهولة (أكثر منها في العراق أو على الجبهة الفلسطينية)، فيما قال ساترفيلد إن الجدوى «السياسية والعسكرية» للتعهّد الذي أوجزه سعود سيكون مفتوحاً على التساؤل وبالتحديد في ما يتعلّق بالإشكالية الكبرى لمحاولة إنشاء ولاية جديدة لليونيفيل. وقال ساترفيلد إن الولايات المتّحدة ستدرس بتمعّن أي قرار عربي مستجدّ. وختم سعود بالإستنتاج أن قوات حفظ السلام العربية والتابعة للأمم المتّحدة الى جانب قوات الدعم البحرية والبرية الأميركية «ستبعد حزب الله نهائياً عن لبنان «.إلى ذلك، ذكرت الوثائق المسربة أن السفير السعودي السابق في لبنان عبد العزيز خوجة، قال لدبلوماسيين أميركيين في بيروت ان «حزب الله» يعتقد ان السوريين مسؤولون عن اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية في دمشق. ولم يحضر اي مسؤول سوري جنازة مغنية في الضاحية الجنوبية لبيروت في اليوم التالي، فيما تمثلت ايران بوزير خارجيتها منوشهر متكي، الذي قال السفير السعودي، انه اتى لتهدئة «حزب الله» ومنعه من اتخاذ إجراءات ضد سوريا. كذلك، قال خوجة ان شائعة اخرى افادت بأن سوريا واسرائيل اتفقتا على السماح باغتيال مغنية وهو هدف اسرائيلي.(«السفير»)