Ihsan Masri

Ihsan Masri

حسين مهدي - الاخبار

لم يصدر أي موقف أو تعليق عن إدارة الجامعة الاميركية، على الرغم من انقضاء مهلة الثماني والأربعين ساعة التي منحها إياها الطلاب لتجميد قرار زيادة الأقساط بنسبة 6% للسنة الجامعية المقبلة. كذلك أرجأت الحكومة الطلابية إعلان برنامجها التصعيدي في مواجهة الإدارة الى يوم الثلاثاء.

وكان طلاب الجامعة الاميركية قد نفّذوا اعتصاماً يوم الجمعة الماضي، ومنحوا إدارة جامعتهم مهلة حتى ليل السبت للاستجابة لمطلبهم، وإلا فسينتقلون إلى تنفيذ خطواتهم التالية، إلا أن الإرجاء المفاجئ لموعد اجتماع مجلس أمناء الجامعة في نيويورك من الرابع الى الواحد والعشرين من الشهر الجاري، ساهم في إبطاء الوتيرة المفترضة للتصعيد بغية منح المعنيين المزيد من الوقت لمراجعة مواقفهم، ولا سيما أن اجتماع المجلس مخصص لدرس ميزانية الجامعة للسنة المقبلة، والزيادة المقررة على الاقساط. الطلاب يتحدّثون عن «حتمية التصعيد» بسبب عدم اكتراث الادارة لحراكهم. وهم كرروا رفضهم لأي شكل من أشكال التفاوض أو الحوار مع الادارة حول مطلب تجميد أي زيادة على الاقساط. ويقول طلاب ناشطون إن تأجيل اجتماع نيويورك سيمنحهم أيضاً المزيد من الوقت لدراسة خطواتهم التالية بنحو منسّق ومدروس، وهو ما تتولاه اللجنة المصغرة لمتابعة قضية الاقساط، المنبثقة عن الحكومة الطلابية، التي تعقد اجتماعاتها بنحو شبه يومي. هذه اللجنة دعت الطلاب الى اجتماع واسع عند السابعة والنصف من مساء الثلاثاء في قاعة بطحيش في حرم الجامعة. الهدف من هذا الاجتماع إطلاع الطلاب على المستندات والمعلومات التي جمعتها الحكومة الطلابية، والتي تشير الى وجود هدر مالي وعدم شفافية وسوء إدارة في الجامعة، وبالتالي حثّ الطلاب على توحيد صفوفهم، وإدراك طبيعة المواجهة والخصوم الفعليين فيها. ويهدف الاجتماع أيضاً الى طرح نقاش عام بين الطلاب حول الخطوات المقبلة وأشكال التصعيد. تقول نائبة رئيس الحكومة الطلابية جنان أبي رميا إنه لا أحد يريد أن يتفرّد بالقرار، وعلى الجميع المشاركة في تحديد الخطوات المستقبلية، وتؤكد «أن لا تراجع عن السقف الذي حددته المواجهة الأولى مع الإدارة». أما عن شكل التصعيد، فقد أشارت مصادر طلابية إلى أن هناك العديد من الخيارات المقترحة، ويرجّح أن يقوم الطلاب بعدد من التحركات في الفترة القريبة حتى موعد اجتماع نيويورك وصولاً الى إعلان الاضراب ومقاطعة الصفوف.

تصاعدت الحملة المطالبة بإلغاء مشروع محور (Axe) «الحكمة ـ الترك» و«النفق الجزئي» على «شارع شارل مالك»، وبالتزامن مع تنفيذ اعتصامين يومي السبت والأحد الماضيين، يستعد الائتلاف المدني الرافض للمشروع إلى معركة قضائية وشعبية طويلة

 

بسام القنطار

 

- الاخبار

 

رسائل عدة وجّهها المعتصمون أمام مطرانية بيروت للموارنة أمس. لكن الرسالة الأهم كانت للمطران بولس مطر الذي لا يزال يرفض الاجتماع بممثلين عن «الائتلاف المدني الرافض لطريق محور الحكمة _ الترك»، الذي يشمل شارع فؤاد بطرس والنفق الجزئي (الممر السفلي) على جادة شارل مالك عند مدرسة الحكمة. ويأتي هذا الاعتصام بعد أقل من ٢٤ ساعة على اعتصام نفذه الائتلاف في مار مخايل قرب مؤسسة كهرباء لبنان، شارك فيه المئات من الناشطين وممثلون عن الجمعيات الأهلية وسكان المنطقة.

 

يشكل هذا الحراك المدني نموذجاً فريداً في مقاربة المشاريع التي تطرحها الجهات الرسمية، فهو يتعدى كونه حراكاً رافضاً للمشروع الذي سيقضي على حيز تراثي وعمراني فريد في بيروت، ليقدم بدائل جدية مرفقة بخرائط ومخططات تبرّع بتصميمها مهندسون متطوعون يقارعون الحجة بالحجة ويصرون على متابعة دقيقة للمشروع والجهات التي تقوم بتنفيذه من لجنة التخمين والاستملاك الى دراسة الأثر البيئي، مروراً بدراسة مفصلة عن حركة السير تبرهن أن المشروع الذي خطط له في ستينيات القرن الماضي لم يعد صالحاً للتنفيذ في العقد من الألفية الثالثة. وبالتزامن مع الرفض الشعبي المتصاعد وتوقيع العرائض ضد المشروع، لا تزال خريطة المواقف السياسية منه غير واضحة، فمن جهة لا تزال مطرانية بيروت للموارنة تؤيد المشروع، رغم أنه سوف يصادر العديد من العقارات التي تملكها وكذلك الأمر بالنسبة الى مطرانية الروم الأرثوذكس. في المقابل، أظهر كل من حزب الكتائب والتيار الوطني الحر موقفاً مؤيداً للحراك المدني الرافض للمشروع، في حين لم يصدر موقف واضح عن حزب القوات اللبنانية ونواب ١٤ آذار في الأشرفية. ويعوّل الائتلاف المدني على تصاعد الرفض الشعبي كمدخل لاستدراج جميع القوى السياسية والطائفية في منطقة الأشرفية الى صف الرافضين للمشروع، وهو ما دفع الى تزخيم حركة الاعتصامات واللقاءات خلال الأسبوعين الماضيين. يوضح المنسق العام للائتلاف رجا نجيم أن شعار الحملة الرافضة للطريق هو «لا للطريق السريع، نعم لبارك فؤاد بطرس»، معتبراً أن «من المعيب ربط اسم فؤاد بطرس أو أي اسم آخر بمشروع كارثي مثل طريق الحكمة _ الترك، طريق الموت والبؤس والتهجير الذي يصر عليه البعض من أصحاب المصالح الذين هم أقلية موصوفة». وجدد نجيم القول إن «التحرك هو بمثابة إخبار نضعه برسم وزير العدل ليحرك النيابة العامة المالية والاستئنافية والتفتيش المركزي»، مؤكداً «استعداد الائتلاف لتقديم المستندات التي تثبت قضيته لجهة عدم احترام مجلس الإنماء والإعمار وبلدية بيروت لقانون البيئة ومراسيمه التنظيمية المتعلقة بتقييم الأثر البيئي وشروط إلزامات تطبيقه»، مذكّراً بأن «العقوبة في هذا المجال هي جزائية». ولفت الى أن «القيمة المعلنة للمشروع هي 3 مرات أقل من قيمته الحقيقية تطبيقاً لمبدأ إلزامية التعويض العادل في مقابل الاستملاك في حال وجود منفعة عامة حقيقية، كما تفصيل المادة 14 من تعديل سنة 2006 لقانون الاستملاك الذي ينزع عن الإدارة المستملكة حقها بتملك ربع العقار مجاناً في العقارات المصابة بالتخطيط والمقابلة للأوتوسترادات المقفلة استناداً إلى مبدأ عدم وجود منفعة لهم»، واصفاً الحال في مشروع الأوتوستراد أمام هذا الواقع «بعملية مبطّنة لمصادرة ممتلكات الشعب من قبل مجلس الإنماء والإعمار وبلدية بيروت»، لافتاً الى أن «الكلفة الحقيقية للمشروع هي نحو 150 مليون دولار، وليس 55 مليوناً». وأضاف نجيم: «لم يسلم مجلس الإنماء والإعمار هيئة لجنة التخمين كل المستندات الضرورية لتتمكن من اتخاذ القرارات المناسبة والصحيحة». وأشار الى «وجود نية مبطنة لدى مجلس الإنماء والإعمار في ما يتعلق بعدم تحديد التراجعات الضرورية المختلفة وفق مضمون مرسوم المشروع نفسه، وهذا يتناقض مع كل الأصول ومعايير السلامة، ما يجعل المشروع متخماً بالأخطاء التصميمية ومستحيل التنفيذ وحتى خطراً»، لافتاً من جهة أخرى الى أن «المشروع يقع ضمن منطقة ليس فيها تراجعات، ما يعني أن لا ضرورة للتراجع ولا قدرة للمواطنين على المطالبة بالتعويض عن الضرر». ولفت الى أن «كلام أحد المهندسين المسؤولين عن المشروع بتعليق التنفيذ في انتظار تقييم الأثر البيئي من وزارة البيئة مخالف للقانون ويعرضه ويعرض مجلس الإنماء والإعمار لملاحقة جزائية، عقوبتها الحبس والغرامة المالية لكل من يباشر في تنفيذ مشروع لم تنجز دراسة أثره البيئي»، معتبراً أن «الواجب هو وقف المشروع نهائياً وليس تعليق تنفيذه». واعتبر أن «المرسوم 8228 الصادر في 30/5/2012 والخاص بإنشاء الطريق باطل لأنه قائم على مراسيم باطلة»، مذكراً مجلس الإنماء والإعمار بأنه «فقد منذ 2012 سلطته الاستنسابية في ما يتعلق بالمشاريع التي ينفذها، وعليه احترام القوانين والقيام بما يلزم لمنع حصول أي تضارب بين المنفعة العامة ومصلحة المواطنين». ودعا نجيم مطران بيروت للموارنة بولس مطر الى «أن يكون على رأس الحملة المطالبة بوقف المشروع»، بعدما عرض تفاصيل الضرر الواقع على المواطنين في منازلهم والتعويضات غير العادلة التي ستدفع لهم، بالإضافة الى الازدحام الذي سيسببه تحويل السير الى طرق فرعية داخلية في منطقة فيها الكثير من المؤسسات التربوية والمستشفيات التابعة للطائفتين المارونية والأرثوذكسية، بالإضافة الى دور العبادة، فضلاً عن الازدحام الذي سينشأ من تحويل سير إضافي في ساعات الذروة على طرق جديدة مخارجها محدودة القدرة على استيعاب السيارات. وكان «الائتلاف المدني الرافض لطريق محور الحكمة _ الترك» قد نجح في تقديم مراجعة أمام مجلس شورى الدولة باسم العديد من مالكي العقارات المتضررة من المشروع، بينها شركة ستار غروب، للمطالبة بوقف تنفيذ المشروع. وأصدر المجلس قراراً إعدادياً في ٨ كانون الثاني الماضي قضى بالتريث في بتّ طلب وقف التنفيذ وبتكليف الدولة اللبنانية ومجلس الإنماء والإعمار بإفادة المجلس عما إذا كانت الأصول المنصوص عليها في المادة ٣٥ من قانون الاستملاك قد استكملت، وإثبات ذلك في حال الإيجاب. ويؤكد نجيم أن مجلس الإنماء والإعمار تقدم بلائحة جوابية فيها العديد من المغالطات الواقعية والقانونية. وتشدد المراجعة أيضاً على المخالفة الجوهرية التي شابت المرسوم المطعون به لأحكام قانون البيئة ٤٤٤/ ٢٠٠٢ ومرسوم تقييم الأثر البيئي. وكان مجلس الإنماء والإعمار قد كلف شركة «الأرض» القيام بدراسة الأثر البيئي، لكن ذلك لم يستتبع بوقف تنفيذ المشروع والاستملاكات المرافقة له الى حين إنجاز الدراسة، الأمر الذي اعتبره الائتلاف مخالفة صريحة ورسالة مفادها أن تقييم الأثر البيئي لن يكون سوى إجراء شكلي، بمعزل عن النتيجة والتوصيات التي ستصدر على أثر هذا التقييم. واستنكر نجيم «عدم إبلاغ وزارة البيئة قرار هيئة القضايا والاستشارات في وزارة العدل الصادر في 9/1/2014 للاطلاع على موقفها في ما يتعلق بالأثر البيئي ومدى توافقه مع الأصول المرعية الإجراء». وكان رئيس بلدية بيروت بلال حمد قد أعلن أن دراسة الأثر البيئي بدأت منذ شهرين، ولا يمكننا مباشرة العمل قبل انتهائها، وقد يخلص التقرير إلى إلغاء المشروع أو تعديله أو السير به، وعلينا التزام ما تمليه علينا الدراسة».

كرّم قطاع المعلمين في الحزب الشيوعي اللبناني 221 مربياً وأستاذاً في التعليم ما قبل الجامعي، والذين تقاعدوا في الأعوام المنصرمة، في حفل أقيم في «قاعة أنطوان حرب» في «قصر الاونيسكو»، حضره وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، الأمين العام للحزب خالد حدادة، وأعضاء «هيئة التنسيق النقابية»، ورؤساء هيئات نقابية وتعليمية وإدارية وعمالية ومهنية ونسوية وثقافية. بعد عرض فيلم يوثق نضالات المعلمين والمعلمات منذ العام 1948، وصولاً إلى تحرك هيئة التنسيق في العام الماضي، القى مسؤول القطاع عماد سماحة كلمة اعتبر فيها أن التكريم واجب وطني وتربوي ونقابي، ثم تطرق إلى التاريخ النقابي للمعلمين، وعرض لواقع التعليم الرسمي، والجامعة اللبنانية، والاعتماد على التعاقد الوظيفي بدلًا من دولة الرعاية. واعتبر النقابي محمد قاسم، باسم المكرمين، أن التكريم هو تأكيد على الدور الشجاع الذي خاضه المكرمون، وعلى الجرأة والإقدام في مواجهة التحديات منذ سبعينيات القرن الماضي. وتوجه حداده إلى المكرمين قائلاً: «مَن يحدق في هذه الوجوه يقرأ تاريخ مواجهة مستمرة منذ عشرات السنين، وحاضراً يقاوم الإحباط ومحاولات الردة على مستوى التعليم، كما على مستوى الوطن، ويرى فيكم تصميماً على مستقبل ناهض للوطن وللتعليم في لبنان». بعد ذلك وزع حدادة وسماحة الدروع على المكرمين.

 

نبيه عواضة - ألسفير

خطا «الحزب الشيوعي اللبناني» سريعا نحو الدخول في مرحلته الانتقالية، وذلك عبر سلسلة من القرارات التي من شأن نجاحها ان يفتح الباب امام احتمال خروجه من ازمته السياسية والتنظيمية التي تعصف به منذ ربع قرن. فقد اصدرت اللجنة المركزية لـ«الحزب الالشيوعي لبناني» بيانا في هذا السياق، بعدما انهت دورة اجتماعاتها التي ناقشت خلالها توصيات المجلس المركزي العام في ضوء التحضير لعقد المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب هو مؤتمر طال انتظاره، بالنسبة للشيوعيين، وقد تم تأجيله لعدة مرات لاسباب مختلفة، من أبرزها الخلافات الحزبية الداخلية. الخطوة الاهم تمثلت بقرارات اللجنة المركزية عبر تشكيل ثلاث لجان تحضيرية، الاولى هي لجنة الاشراف على انجاز الوثائق التحضيرية، الثانية هي لجنة الصلات التنظيمية والتي تقوم بالاتصال مع الشيوعيين خارج التنظيم وتقوم بتقديم مشروع لائحة الاجراءات لعقد المؤتمر. فمهمة هذه اللجنة هي تسوية الاوضاع التنظيمية للشيوعيين الموجودين خارج التنظيم، وفتح المجال امام مشاركتهم بالمؤتمر واتاحة المجال امام عودتهم اليه مصادر مطلعة على أجواء المناقشات الدائرة على هامش قرار اللجنة المركزية، ابدت ارتياحها لما حصل، خاصة انه من المتوقع في ضوء ذلك ان يتقدم عدد كبير من الشيوعيين السابقين بطلبات العودة الى «البيت الحزبي»، في ظل هيئة «مباركة «من قبل القيادة الحالية والقيادة السابقة، وتضم في صفوفها اسماء محسوبة على كل الاطراف، وبالتالي فإن سيكون ذلك بمثابة اختبار لمدى نجاح القيادة مجتمعة في تجاوز الخلافات السابقة لكن أبرز ما يؤشر الى نوع من الارتياح لدى القاعدة الحزبية خارج وداخل الحزب، هو تركيبة المكتب السياسي التي أتت لتعكس جو التوافق والوئام الشيوعي. فالتركيبة عكست الى حد كبير توازن المناطق والبلدات ذات الثقل الشيوعي، مثل القريتين الجنوبيتين كفررمان وحولا، لتضع حدا «للخلاف الجنوبي»، اضافة الى تمثيل المحافظات كالبقاع والجبل والشمال وبيروت. فضلاً عن أن عودة النقابي حنا غريب الى جانب الدكتور الجامعي مفيد قطيش مع احتفاظ علي سلمان ونديم علاء الدين بعضويتهما في المكتب السياسي، يعكسان جو التفاهم الحاصل، مع الإشارة إلى بقاء ملحم صليبا كونه يمثل الاتجاه القريب من الامين العام السابق فاروق دحروج، ومن ثم استبعاد بعض الاسماء «المستفزة « التي كان يشكل وجودها حساسية بالنسبة للقاعدة الشيوعية حصل كل ذلك تحت «عباءة « الامين العام الحالي الدكتور خالد حدادة، فتم، بحسب بيان اللجنة المركزية للحزب، تجديد الثقة به وبنائبته الدكتور ماري الدبس، وبالاجماع . فهل تنجح القيادة الجديدة في اعادة استنهاض الحزب وتوفير اوسع مشاركة فعالة للشيوعيين والشيوعيات في التحضير الجدي للمؤتمر؟ بانتظار الحكم على مدى استجابة الشيوعيين للآليات التنظيمية الجديدة، والتي تركت ارتياحا لدى مختلف الاطراف داخل الحزب، فإن المكتب السياسي الجديد سوف يعقد اجتماعاته لتوزيع المهمات في ما بينه، وهي نقطة قد تكون جزءاً من التسوية الداخلية التي حصلت

 

 

«جامعة واحدة، كلمة واحدة، يد واحدة»، هكذا أراد طلاب الجامعة الاميركية أن يكون شعار مواجهتهم الأولى مع الادارة. وحدة طلابية لم يشهد لها مثيل منذ عام 1994. المئات من الطلاب احتشدوا أمام مبنى «الكوليج هول» عند الباحة المواجهة للمدخل الرئيس للجامعة، رفعوا شعاراتهم بوجه رئيس الجامعة، مطالبين بالتراجع فورا عن قرار زيادة الاقساط بنسبة 6% قبل ليل السبت المقبل … وإلا فالتصعيد

 

حسين مهدي - الاخبار

 

حالما انهى الطلاب صفوفهم الصباحية تجمعوا في ساحة «الكوليج هول»، حتى قبل موعد الاعتصام، ومن تزامن صفه مع الموعد نفسه، قاطع صفه، او طلب منه المحاضر ذلك، ما يشير الى تضامن عدد كبير من الأساتذة مع مطالب الحركة الطلابية، حاول المنظمون فتح ممر من المدخل الأساس للجامعة حتى ما بعد ساحة الاعتصام، الا أن أعداد حشود الطلاب جعلت من هذه المهمة صعبة.

كان يوما مشهودا لطلاب الجامعة الاميركية امس، نزلوا موحّدين ضد قرار ادارة جامعتهم بزيادة اقساطهم بنسبة 6%. رفع الطلاب شعاراتهم عاليا، دون أي خوف أو تردد، سألوا رئيس الجامعة عن مصير أموالهم، عن الهدر والسرقة والفساد في ادارة الجامعة، الطلاب الذين يغذون 89% من مداخيل الجامعة هم «الشرعية الحقيقية» وهم «السلطة»، بحسب ما قالوا علنا، لا يريدونها جامعة برجوازية، لا يريدون اقصاء زملاء لهم لم يعد بمقدورهم دفع أي مبلغ اضافي على القسط الباهظ اساسا! طالبوا مجددا بالشفافية لمعرفة المكان الفعلي الذي تذهب أموالهم اليه، والأهم شددوا على ضرورة اعادة الاعتبار إلى دورهم كطلاب في جامعة هم أبناؤها وهم المرجعية الأولى لأي قرار قد يمسهم. جومانا في سنتها الجامعية الأولى، تدفع قسطها من خلال قرض استلفته من البنك، ترعبها زيادة الأقساط في السنة المقبلة، هي أساسا بحاجة للعمل سنوات طويلة لتسديد الدين وفائدته، العبء سيزيد حكما السنة المقبلة مع الزيادة المفترضة. «بابا مش خزنة» لافتة رفعها طارق، الذي يدفع اليوم 45% أكثر مما كان أخوه يدفع كاقساط في الجامعة نفسها. طالبة أخرى ارتدت شجرة تخرج منها ثمرة «المال»، ووزعت اوراق نقدية مطبوعة عليها صورة رئيس الجامعة. طالب أخر كتب على لافتته «لست ATM»، لست ماكينة المصرف لسحب الأموال. «بدنا نربح اللوتو لندفع القسط الجديد» يقول أحدهم ساخرا، بعدما كتب على لافتته «بيي ما قاعد على بنك»، زميلة له كتبت «مصرف الوالد مقفل»، في اشارة الى رفضها اي زيادة محتملة على مصاريف الجامعة. بالرغم من أنها لا تدفع سوى 40% من قيمة القسط بحكم حصولها على منحة، لا تستطيع هيلين أيضا تحمل أي زيادة مهما كانت نسبتها. «لن ندفع.. لن ندفع» صدحت بهذه الجملة حناجر الطلاب مرارا وتكرارا، بالعربية والانكليزية، وجّهوها الى رئيس الجامعة والاداريين المقربين منه، وجّهوها أيضا الى عميد الطلاب طلال نظام الدين، الذي وقف في الاعتصام متفرجا، كما فعل تماما خلال الاجتماعات مع الطلاب، رافضا مساندة مطلبهم بتجميد الأقساط، داعيا الى الحوار، على الرغم من مراقبته لAffinityCMSت الحوار السابقة التي عبّرت فيها الادارة عن عدم وجود اي نية لديها للتراجع عن زيادة الاقساط. الطلاب يرون ان نظام الدين لم يضطلع، ولو مرة واحدة، بدوره الوظيفي كـ«عميد للطلاب»، ووجّهوا رسالتهم امس الى عدد من الأساتذة الذين تجمهروا حول نظام الدين، والى كل من يعتقد أن بامكانه الوقوف ضد حقهم بالتعليم. العديد من الشعارات والهتافات وجّهت مباشرة الى الرئيس دورمان، الذي بدأ عهده عند تعيينه عام 2008، ومنذ ذاك الوقت حصلت زيادات متتالية على الأقساط، ما عده البعض نهجا مقصودا ومدروسا من قبل الأخير، فالأخير كان قد رفض مطالب الطلاب، ورأى أن هناك استحالة للتراجع عن الزيادة، بحسب محضر الاجتماع بينه وبين الطلاب الذي نشرته «الأخبار» امس. (http://www.al-akhbar.com/node/201570) بدا الطلاب في انتفاضتهم امس، كأنهم واعون تماما أن التعليم حق، وأن تحرّكهم لا يخدم مصالحهم فقط، بل مصالح الجامعة الأميركية ايضا، ويمثل نافذة امل لكل طلاب الجامعات الذين يكتوون بالاقساط المفروضة من جامعات تقدم نفسها على أنها مؤسسات تعليمية غير ربحية. وما تضامن زملاء لهم من الجامعة اللبنانية الأميركية والجامعة اليسوعية، من خلال اعتصام رمزي خارج الحرم، الا دليل على وحدة حال الطلاب ومطالبهم. «المساومة على المطالب مرفوضة، لن نتفاوض مع الادارة ما لم يجر تجميد الزيادة المقررة»، قالتها نائبة رئيسة الحكومة الطلابية، جنان أبي رميا، لـ«الأخبار»، مؤكدةً تمسك الحكومة الطلابية «أكثر فأكثر» بمطلبها، بعدما شاهدت حجم التجاوب مع الاعتصام والأعداد غير المسبوقة للمشاركين فيه، ورأت أبي رميا أن الرسالة وصلت الى الادارة وعليها أن تتحمل مسؤولياتها اليوم وتتخذ الاجراءات المناسبة، والا فلينتظروا من طلاب الجامعة الأميركية ما هو «غير متوقع»، وأعلنت الحكومة الطالبية أنها ستفاوض على مطالبها، فقط، إذا جرى خفض زيادة الأقساط المقررة من 6% (بحسب طرح الادارة) الى 0%. البيان باسم طلاب الجامعة الأميركية في بيروت، أعلن أن هذا التحرك السلمي يأتي دفاعا عن كل طالب مهما كان وضعه الاجتماعي، انطلاقا من حقه في التعلم في الجامعة، ورفضا لسياسة الجامعة، تحديدا المالية منها، التي أدت الى زيادات متراكمة على الاقساط بنسبة 37% في ثلاث سنوات، وبعد فشل الحل خلال اجتماع اللجنة الأخير مع الادارة، بسبب رفضها تجميد رفع الأقساط للدخول الى أي جولة من المفاوضات. وأعلن البيان دعم الحكومة الطالبية ومطالبها، التي تمثلت في الطلب من الادارة اعادة النظر في ادارتها الداخلية، والقيام باصلاحات على كافة الصعد، ويقصد الطلاب هنا كل ما يتعلق بالفساد والهدر وسوء الادارة، كذلك ايجاد بدائل حقيقية لتغطية نفقات الجامعة. وكانت الحكومة الطالبية قد طالبت ايضا بتوقيع عقد مع كل طالب جديد ينتسب الى الجامعة ينص صراحة على أن كلفة القسط ثابتة على مدى سنواته الدراسية. وطالبت الحكومة ادارتها بتعزيز الشفافية من خلال نشر تقارير مفصلة من قبل الادارة عن موازنة الجامعة، تحديدا كيفية صرف الايرادات، ونشر تقرير مفصل عن الزيادة السابقة (37%) والطريقة التي صرفت بها. على صعيد ضرورة اشراك الطلاب في القرارات، تحديدا الأساسية والمفصلية منها، رأى البيان أن الحكومة الطالبية هي الممثل الشرعي للطلاب، وعليها أن تحصل من قبل الادارة على تبرير مفصل في ما يتعلق بأي قرار يمس الادارة على نحو مباشر أو غير مباشر، وأن تجري استشارة الحكومة في كافة المواضيع التي تتعلق مباشرة بالطلاب، كما طالبت بحضور الطلاب اجتماعات مجلس الأمناء ممثلين بنائبة رئيس الحكومة الطالبية، كذلك طالبوا بتحسين الخدمات المقدمة لكي تتلاءم مع حجم القسط المرتفع. نية الطلاب بالتصعيد كانت واضحة جليا في بيانهم، أمهلوا الادارة حتى ليل السبت المقبل للتجاوب مع مطالبهم، وإلا «فسيقومون بالخطوات اللازمة» ابتداءً من الأسبوع المقبل، تزامنا مع بداية الاجتماع في نيويوك في الرابع من الشهر المقبل.

 

 

سمير دياب- موقع الحزب الشيوعي اللبناني

 

لم يسألوا عن الهوية الطائفية للقرية، ولم ينجروا إلى قصة "جحا" في العيش المشترك، ولا إلى فكاهة   المصالحات الزعاماتية الفوقية السياسية والطائفية ومعها المالية، بل، شاركوا بالمئات وتوالدوا  بالآلاف، لقناعة وطنية راسخة بضرورة تلبية نداء "اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني" الصادر بتاريخ 22 شباط 1999، والداعي إلى دعم قضية المقاومة الوطنية، وإلى دعم شعبنا وأهلنا في الجنوب المحتل الصامد، والمشاركة في مسيرة شبابية وشعبية من كل الوطن إلى بلدة "أرنون" لفك الحصار الصهيوني عنها، بعد اقدام العدو على محاصرتها وأسرها وعزلها بالسواتر الترابية والاسلاك الشائكة ومنع اهاليها من العودة الى منازلهم بتاريخ 16 شباط 1999.

 

صباح يوم الجمعة الواقع فيه 26 شباط 1999 كان يوماً عادياً، لكنه لم يكن كذلك لدى شريحة من شباب وطلبة لبنان، الذين كانوا على موعد مع "أرنون"، مع النضال، مع الوطن، تجمعوا باكراً في فروع الجامعة اللبنانية، وفي الجامعات الخاصة اليسوعية والأميركية والعربية..، وفي المهنيات والمعاهد التعليمية، وأتوا من مختلف أضلع الوطن. نظموا صفوفهم، وركبوا حافلاتهم على تمام موعد اللقاء الصباحي المحدد ينتظرون بعضهم البعض عند نقطة محطة  التجمع الأولى في  خلدة.. حافلة.. اثنان..عشرة..عشرون..ومع وصول آخر حافلة ( بوسطة) إنطلقت القافلة باتجاه محطتها الثانية في صيدا، حيث المزيد من الطلبة ينتظرون بحافلاتهم عند دوار الجامعة اللبنانية، ولتتابع القافلة مسيرتها نحو قضاء النبطية المحطة الثالثة والأخيرة قبل الإطلالة على هدف الرحلة نحو بلدة أرنون المحتلة.

 

شباب بعمر الورود من مشارب سياسية مختلفة، ومن كل المناطق اللبنانية، لا يعرفون بعضهم، ومنهم لم يطأ أرض الجنوب. تلاقت إرادتهم القوية عند النقطة الصعبة في الوطن، وتلاقت كرامتهم  الوطنية على تحدي العدو الصهيوني وعلى مقاومته باللحم الحي دفاعاً عن أرضهم، وتلاقت قبضاتهم على الفعل المدني المقاوم ليحققوا المستحيل في لحظة ثورية تاريخية غيّر فيه الشباب اللبناني وجه ومضمون الحدث في بلدة "أرنون" والوطن والعالم..

 

ثلاث ساعات كانت كافية للإعلان عن إنتهاء رحلة الذهاب والوصول إلى مشارف البلدة. بعد تدقيق ومجادلة مع آخر حاجز للجيش اللبناني قبل أن تصبح  القافلة الكبيرة تحت مرمى نيران العدو الصهيوني من قلعة الشقيف.. تحذيرات قائد حاجز الجيش اللبناني وإن لم تقنع القيمين على المسيرة من متابعة المهمة على خطورتها، إلا أن تلك المحاذير على صحتها وضعتهم أمام مسؤوليات أكبر، بدأت وتيرتها بالإرتفاع أكثر فأكثر عند أول الطريق المطل على بلدة أرنون.. الحافلات باتت مكشوفة، والطريق ضيقة جداً، والاحتياط من وجود ألغام مزروعة من قبل العدوعلى جانبي الطريق واجب لسلامة كل زهرة من باقة زهور المشاركات والمشاركين في رحلة ملحمة التحرير.

 

توقفت الحافلات عند الخط الأحمرعلى بعد عشرات الأمتار من الشريط الشائك، وانتظم الشباب في صفوف داخل الطريق الاسفلتي، يتقدمهم العلم اللبناني. كان الوطن ينبض فيهم، وكانت الأرض تضحك لهم، وكانت السماء تهتف معهم، إلى الأمام بخطى ثابتة، وقبضات عارية مرفوعة، وحناجر رعدية قوية أرعبت العدو الصهيوني الرابط في قلعة الشقيف وأطلق جنوده زخات رصاصاتهم فوق رؤوس المنظاهرين ترهيباً وتخويفاً لتفريق التظاهرة وإبعادها عن هدفها، لكن سلاح الإرادة كان أقوى من سلاح العدو، وسلاح العزيمة والتقدم كان أفعل من سلاح الخوف والتراجع.. كان يفصل تظاهرة شباب لبنان عن الشريط الصهيوني المصطنع مسافة الرئة من القلب حيث يرابض العشرات من شباب وأهالي أرنون وزوطر ويحمر وكفررمان والنبطية.. وغيرها. هي لحظات وطنية وثورية اجتاحت كل المحظورات، وتخطت كل الألغام الصهيونية الوهمية، اقتلع فيها الشباب بأيديهم الشريط الشائك على طول المدخل الشمالي لبلدة أرنون، وداسوا على اللوحات الصفراء المكتوب عليها باللغتين العبرية والعربية " احذر ألغام"، واقتحموا السواتر الترابية.. وحققوا المستحيل في تحرير أرنون من رجس الاحتلال الصهيوني، لتكبر المقاومة الوطنية بجناحها المدني المقاوم، وليرسم شباب وطلبة لبنان صورة لبنان الوطني الديمقراطي المقاوم عند الساعة الواحدة والثلث من بعد ظهر الجمعة 26 شباط 1999، لحظة صناعة ملحمة تحرير أرنون.

 

 

 

سقت دموع الفرح تراب أرض أرنون، واختلطت رائحة الطين بعبق شتلة التبغ. حملت الطيور خبر التحرير وطارت إلى القرى الجنوبية المحتلة، وإلى فلسطين. وغصت أرنون الوطن بالوافدين من كل الوطن، وأولهم سماحة الشيخ عبد الحسين صادق على رأس تظاهرة من أهالي النبطية والجوار كان قد دعا اليها قبل يومين لذات هدف نداء "اتحاد الشباب الديمقراطي"، وتحول العالم إلى أرنون.

 

الوفد الشبابي اللبناني الذي لبى دعوة رئيس الجمهورية المواكب لتفاصيل الحدث في أرنون العماد أميل لحود في الثالث من آذار 1999، للقاء معهم داخل قاعة في القصر الجمهوري زينتها صورة كبيرة لشباب من داخل القاعة وهم يقتلعون الشريط الشائك في أرنون، لم يتفاخر الوفد ببطولاته، ولم يحتكر أي طرف حصرية التمثيل الحزبي أو الفئوي أو الطائفي.. كان الوفد يضم أطيافاً سياسية ومستقلة مختلفة، و كان الشباب أكثر وعياً وإدراكاً ومسؤولية وطنية من حكامه وما زالوا لحد اليوم .. كان الوفد يمثل آمال حقوق الشباب المأسورة طائفياً، وأحلام الشعب في بناء الوطن الديمقراطي المستقل والمحرر..

 

لقد تحرر الوطن بدماء شبابه بعد ربع قرن من مقاومة العدو الصهيوني عام 2000، لكن نظام هذا الوطن المحرر يقيده بالأسلاك الطائفية والمذهبية البغيضة. لقد إقتلع شباب الوطن في أرنون الشريط الشائك، لكنهم لم يستطيعوا لحد الآن إقتلاع الأشرطة الطائفية الشائكة التي ترتفع داخل حدود كل منطقة في هذا الوطن، وآخر بدع تحالف هذا النظام السياسي –الطائفي، الآمن بالتراضي، والفتاوى بالتساوي، والإعلان عن قانون إنتخابي مذهبي (الأرثوذكسي)، مكمل لحفلات تفتيت الوطن وتقويض انتصارات مقاومته.. بمعنى آخر هو إعلان وفاة الوطن.

 

 

 

لقد آن لشباب أرنون- الوطن، أن يبادروا إلى إعلان النداء الوطني الثاني المكمل لنداء التحرير الأول بإقتلاع كل السواتر الطائفية والمذهبية الشائكة داخل الوطن لبناء الساتر الوطني من أجل   التغيير الديمقراطي.

 

تحية إلى كل شباب وطلاب لبنان والى كل من ساهم في صناعة ملحمة تحرير أرنون.

 

أمجد سمحان  - السفير

في تمام الساعة السادسة من صباح أمس، أفاقت عائلة وشحة في بلدة بيرزيت على صوت انفجارات قنابل الصوت وصراخ الجنود. لحظات حتى طلب ضباط الاحتلال من العائلة إخلاء المنزل. ضُرب أبناء العائلة ثم القوا أرضا، وبعدها هدمت الجرافات جدران المنزل. اقتحمت قوات خاصة والكلاب البوليسية باحة المنزل. أصوات رصاص غزير ملأت المكان، ثم أطلقت صواريخ "الانيريغا". انسحب الجنود ورائحة الدم بقيت وراءهم، حيث تركوا جثة الشهيد معتز وشحة ممزقة. عوض وشحة والد معتز، قال لـ"السفير" وهو يرتجف "لقد جاؤوا هنا لقتل ابني وليس لاعتقاله، لو أرادوا اعتقاله لفعلوا". وأضاف "حاصروا المنزل وطلبوا منا إخلاءه خلال دقيقة، ثم بعدها هدموا جدرانه بالجرافات، قبل أن يقتحموه، ويطلقوا الصواريخ على ولدي". ويؤكد الأب أن الجنود "بعدما أطلقوا الصواريخ سحبوا جثته إلى منتصف المنزل وأطلقوا النار عليه مرة أخرى للتأكد من وفاته". وكانت عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية اقتحمت بلدة بيرزيت شمالي مدينة رام الله، صباح أمس، محاصرة منزل الشهيد لساعات عدة ومطالبة بإخلائه، قبل أن تباشر في هدمه وتقتحمه. وبينما قالت قوات الاحتلال إن الشهيد اشتبك مع قواتها ما دفعها لاقتحام المنزل للقضاء على "المخرب"، يؤكد والده أن ابنه لم يطلق عليهم النيران. الشهيد معتز، ابن السادسة والعشرين، هو أسير محرر تعرض لعدة عمليات اعتقال من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وقالت إسرائيل إنه مسؤول عن عمليات إطلاق نار ضد جنودها ومستوطنين. ووسط الغضب العارم وإثر اندلاع مواجهات بين شبان في بيرزيت وقوات الاحتلال، التي أطلقت عليهم قنابل الغاز والرصاص المعدني ما أدى إلى إصابة أحد المواطنين بالرصاص الحي والعشرات بحالات اختناق، غادر الجنود المنطقة، واعتقلوا ابن عم الشهيد فادي وشقيقه ثائر، تاركين والدة الشهيد وأفراد عائلته يصرخون ويبكون. وتقول الوالدة والدموع تنهمر من عينيها، وهي في حالة هستيريا "لقد تحدثت إليه في المساء، وكان يقول إن الحياة قصيرة، وإن المكتوب لا يمكن تغييره. وكأنه كان على علم بأنه سيستشهد في الصباح". وروى أحد الشهود لـ"السفير" كيف كان حال منزل الشهيد بعد انسحاب الاحتلال. وقال "دخلنا المنزل وكأنه ميدان حرب، كانت جثة الشهيد ملقاة في المنتصف وقد أطلقت عليها نيران من مسافة قريبة على ما يبدو إذ ان نصف وجه الشهيد كان ممزقا، ودماغه كانت إلى الخارج، كما كانت هناك فتحة في صدره، وعلى ما يبدو أنه تعرض لإطلاق نار مرتين". وأضاف "احرقوا المنزل وحطموا محتوياته، وفتشوا كل شيء بما في ذلك خزانات المياه". وأثارت حادثة اغتيال الشاب وشحة، الذي سيتم تشييعه اليوم، غضب المواطنين الفلسطينيين الذين طالبوا السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات مع إسرائيل بشكل فوري. كما دعت كتل في البرلمان الفلسطيني إلى الوقف الفوري للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، مطالبة الولايات المتحدة بإلزام إسرائيل بالتوقف عن ممارساتها في مدينة القدس المحتلة. كما دعت الكتل البرلمانية إلى تنسيق العمل المشترك مع البرلمان الأردني، من اجل مواجهة المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الواقع الجغرافي والسياسي في المدينة المقدسة. من جهتها، طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي ينتمي إليها الشهيد وشحة، السلطة الفلسطينية "بوقف التنسيق الأمني المدمر والمرفوض بكافة أشكاله (مع الاحتلال)، والرجوع إلى حضن الشعب الفلسطيني وأن تكون سلطة وطنية بالشكل الذي يضمن مواصلة المقاومة والنضال جنباً إلى جنب مع أبناء شعبنا". كما استنكرت حركة فتح جريمة "إعدام" الشاب معتز. وقالت في بيان إن "اغتياله يعكس عقلية القتل والإجرام الحاكمة في إسرائيل"، بينما طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتشكيل لجنة تحقيق دولية "في الجريمة وتقديم الجناة للعدالة". بدورها، قالت حركة حماس إنّ اغتيال وشحة يلزم السلطة الفلسطينية بضرورة "إعادة النظر في المفاوضات واستئناف المقاومة ضد الاحتلال".

 

السفير

لا يستطيع محمد أبو الحلاوة نسيان تفاصيل مجزرة الحرم الإبراهيمي قبل عشرين عاما التي سببت له شللا نصفيا ولا أن يتآلف مع فكرة أن قبر المستوطن الذي ارتكب المجزرة يبعد فقط 400 متر عن بيته. وفي يوم الجمعة 25 شباط العام 1994 فتح المستوطن الإسرائيلي باروخ غولدشتاين، الآتي من مستوطنة كريات اربع، النار من بندقيته، من طراز «ام 16»، داخل الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة عند صلاة الفجر فقتل 29 فلسطينيا وجرح العشرات، قبل أن يسيطر عليه المصلون ويقتلوه. ويقول ابو الحلاوة (53 عاما)، وهو يحمل صورة له وجسده مغطى بالدماء، «أتذكر المجزرة في كل وقت وفي كل لحظة ألم أعيشها، لقد سببت لي إعاقة لمدى الحياة». ونتيجة لإصابته، أصبح أبو الحلاوة مصابا بالعقم والشلل النصفي ومضطرا لاستخدام الكرسي المتحرك في تنقلاته. ويعرِب أبو الحلاوة، وهو أب لأربعة أولاد، عن ألمه الشديد لرؤية مستوطنين متطرفين يزورون موقع قبر غولدشتاين القريب من بيته. ويقول «في كل مرة ينفطر قلبي ألما عندما أرى المستوطنين يرقصون على قبر المجرم الذي تسبب لي بهذه الإعاقة». ومنزل أبو الحلاوة قريب من مقر شرطة الاحتلال على مدخل مستوطنة كريات اربع المشهورة بمستوطنيها المتطرفين، مما يسبب له ولعائلته متاعب وصعوبات كثيرة حيث لا يخرجون ولا يدخلون إلى بيتهم إلا بتصريح خاص وتحيط بهم الأسلاك الشائكة وكاميرات المراقبة. ويضيف «نحن ضحية، نعاقب دون أي ذنب اقترفناه لا اليوم ولا قبل عشرين عاما». ويؤكد الشيخ عادل إدريس، الذي كان أمام الحرم يوم المجزرة، عدم قدرته على نسيان تفاصيل ذلك اليوم حيث يشير «كل يوم ادخل الحرم للصلاة أرى أمامي صورة ذلك المجرم وهو يطلق الرصاص واسمع في أذني أصوات إطلاق الرصاص وصرخات المصلين ... كانت لحظات رهيبة لا توصف». واتخذت قوات الاحتلال ترتيبات خاصة لتقسيم الحرم بين المسلمين واليهود بعد المجزرة. ويشير مدير الأوقاف في مدينة الخليل تيسير أبو سنينة «أصبحت عملية دخول وصلاة المسلمين إلى الحرم بعد المجزرة أصعب بكثير حيث أنهم يعاقبون الضحية»، مشيرا إلى أنّ الحرم أصبح «محاطا بالبوابات الالكترونية والحديدية ويخضع المصلون إلى التفتيش الدقيق في كل مرة يدخلون المسجد». ويضيف «يقوم الجيش بمنع الأذان أكثر من 50 مرة في الشهر وهذا أدى إلى تقليل أعداد المصلين في المسجد. وقبل ذلك قام (الإسرائيليون) بتقسيم المسجد وأعطوا القسم الأكبر للمستوطنين مع انه مسجد إسلامي خالص». وقام الاحتلال الإسرائيلي في العام 2010 بضم الموقع، المعروف باسم «كهف البطاركة» عند اليهود، إلى قائمة الأماكن الدينية التراثية اليهودية على الرغم من وقوعه في الضفة الغربية المحتلة. وشارك نحو ألف فلسطيني يوم الجمعة الماضي في تظاهرة لإحياء ذكرى مرور عشرين عاما على المجزرة واحتجاجا على إغلاق شارع الشهداء في المدينة. فعقب المجزرة. (أ ف ب)

·         قام الرفاق في قسم الطلاب في اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني طوال الأسبوعين الأخيرين من شهر شباط 2014 بتوزيع بيانات مناهضة للطائفية في عدة جامعات في مدينتي صيدا وبيروت وفي الضاحية الجنوبية لبيروت رداً على موجة التحريض الطائفي والإصطفافات المذهبية الحادة والمتزايدة بسبب الأحداث الأمنية، ونص البيان كالآتي: "الطائفية هي أساس الأزمة التي نعيشها اليوم. نحن لا نؤمن أن الطائفية عاهة أو سلوك فردي، بل هي أداة النظام الذي يعيق التحول الديمقراطي، هي شكل النظام السياسي الذي يحكمنا ويحدّد تبعيتنا لهذا الزعيم أو ذاك، مكرّسةً انقسامنا ومفتّتةً مجتمعنا، وهي السبب الرئيسي في ضعف وانهيار قوانا الطلابية والنقابية. الطائفية سلاح فعّال موجّه ضدنا، ضد مصالح الشباب والطلاب وضد تقدّمنا وتحرّرنا، نواجهه بالنضال اليومي ضد التعصب والظلامية، ونواجهه بالوعي الوطني وثقافة التحرّر من كل أشكال الاستغلال".

·         أطلق فرع بيروت في 17 شباط 2014 دورة تثقيفية في المركز الرئيسي في مار الياس حول فكر الرفيق المناضل حسين مروة بمناسبة ذكرى اغتياله، ويقوم الرفيق الياس شاكر رئيس تحرير مجلة الطريق بمناقشة "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" والبحث في المنهج العلمي الذي اتبعه حسين مروة في مقاربة التراث العربي الإسلامي.

الأكثر قراءة