نبيه عواضة - ألسفير
خطا «الحزب الشيوعي اللبناني» سريعا نحو الدخول في مرحلته الانتقالية، وذلك عبر سلسلة من القرارات التي من شأن نجاحها ان يفتح الباب امام احتمال خروجه من ازمته السياسية والتنظيمية التي تعصف به منذ ربع قرن. فقد اصدرت اللجنة المركزية لـ«الحزب الالشيوعي لبناني» بيانا في هذا السياق، بعدما انهت دورة اجتماعاتها التي ناقشت خلالها توصيات المجلس المركزي العام في ضوء التحضير لعقد المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب هو مؤتمر طال انتظاره، بالنسبة للشيوعيين، وقد تم تأجيله لعدة مرات لاسباب مختلفة، من أبرزها الخلافات الحزبية الداخلية. الخطوة الاهم تمثلت بقرارات اللجنة المركزية عبر تشكيل ثلاث لجان تحضيرية، الاولى هي لجنة الاشراف على انجاز الوثائق التحضيرية، الثانية هي لجنة الصلات التنظيمية والتي تقوم بالاتصال مع الشيوعيين خارج التنظيم وتقوم بتقديم مشروع لائحة الاجراءات لعقد المؤتمر. فمهمة هذه اللجنة هي تسوية الاوضاع التنظيمية للشيوعيين الموجودين خارج التنظيم، وفتح المجال امام مشاركتهم بالمؤتمر واتاحة المجال امام عودتهم اليه مصادر مطلعة على أجواء المناقشات الدائرة على هامش قرار اللجنة المركزية، ابدت ارتياحها لما حصل، خاصة انه من المتوقع في ضوء ذلك ان يتقدم عدد كبير من الشيوعيين السابقين بطلبات العودة الى «البيت الحزبي»، في ظل هيئة «مباركة «من قبل القيادة الحالية والقيادة السابقة، وتضم في صفوفها اسماء محسوبة على كل الاطراف، وبالتالي فإن سيكون ذلك بمثابة اختبار لمدى نجاح القيادة مجتمعة في تجاوز الخلافات السابقة لكن أبرز ما يؤشر الى نوع من الارتياح لدى القاعدة الحزبية خارج وداخل الحزب، هو تركيبة المكتب السياسي التي أتت لتعكس جو التوافق والوئام الشيوعي. فالتركيبة عكست الى حد كبير توازن المناطق والبلدات ذات الثقل الشيوعي، مثل القريتين الجنوبيتين كفررمان وحولا، لتضع حدا «للخلاف الجنوبي»، اضافة الى تمثيل المحافظات كالبقاع والجبل والشمال وبيروت. فضلاً عن أن عودة النقابي حنا غريب الى جانب الدكتور الجامعي مفيد قطيش مع احتفاظ علي سلمان ونديم علاء الدين بعضويتهما في المكتب السياسي، يعكسان جو التفاهم الحاصل، مع الإشارة إلى بقاء ملحم صليبا كونه يمثل الاتجاه القريب من الامين العام السابق فاروق دحروج، ومن ثم استبعاد بعض الاسماء «المستفزة « التي كان يشكل وجودها حساسية بالنسبة للقاعدة الشيوعية حصل كل ذلك تحت «عباءة « الامين العام الحالي الدكتور خالد حدادة، فتم، بحسب بيان اللجنة المركزية للحزب، تجديد الثقة به وبنائبته الدكتور ماري الدبس، وبالاجماع . فهل تنجح القيادة الجديدة في اعادة استنهاض الحزب وتوفير اوسع مشاركة فعالة للشيوعيين والشيوعيات في التحضير الجدي للمؤتمر؟ بانتظار الحكم على مدى استجابة الشيوعيين للآليات التنظيمية الجديدة، والتي تركت ارتياحا لدى مختلف الاطراف داخل الحزب، فإن المكتب السياسي الجديد سوف يعقد اجتماعاته لتوزيع المهمات في ما بينه، وهي نقطة قد تكون جزءاً من التسوية الداخلية التي حصلت