يتوقع أن يقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية خلال اجتماعه اليوم انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال قرية الغجر ليتم الأمر بعد أشهر عدة.
وذكرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية امس، ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان سيطرحان على المجلس الوزاري مشروع قرار للانسحاب من القسم الشمالي للغجر من دون اتفاق مع حكومة لبنان وستسلم المنطقة التي ستنسحب منها إلى القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل). وتعتبر إسرائيل ان سكان الغجر «مواطنون إسرائيليون ولذلك تتعهد تزويدَ سكان القسم الشمالي بالخدمات».
وأشارت هآرتس إلى «أن حكومة لبنان عبرت في أيلول (سبتمبر) الماضي عن عدم اهتمامها بالتقدم في الاتصالات حول الانسحاب من الغجر وفقاً لخطة إسرائيلية، لكن الولايات المتحدة مارست ضغوطاً على إسرائيل للانسحاب من شمال الغجر».
ونقلت الصحيفة عن موظف سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن «يونيفيل قدمت اقتراحاً جديداً يقضي بألا تتواجد قوات داخل منطقة شمال الغجر وإنما تحرس القوات الإسرائيلية الحدود في القسم الجنوبي فيما تنتشر قوات يونيفيل خارج القرية من الجهة الشمالية».
الناصرة- الحياة
توّج رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري زيارته الرسمية لروسيا بمحادثات اجراها مع الرئيس الروسي الكسندر مدفيديف جرى خلالها بحث الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط والتعثر في عملية السلام وسبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وانتقل بعد الظهر الى المملكة العربية السعودية في زيارة خاصة.
وقابل الحريري الرئيس الروسي في مقر اقامته في منطقة غوركي، وعقدت على الفور محادثات حضرها عن الجانب اللبناني مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشارون محمد شطح وهاني حمود وجورج شعبان، وعن الجانب الروسي مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو وسفير روسيا الجديد في لبنان ألكسندر زاسبكين ومدير الخدمة الفيديرالية للتعاون العسكري الفني ميخائيل ديميترييف ونائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف.
وفي مستهل اللقاء، رحب مدفيديف بضيفه وهنّأه وعَبْرَه «جميع المسلمين في لبنان بعيد الاضحى».
وقال: «التقينا معكم منذ سنة تقريباً في قمة كوبنهاغن، ومنذ ذلك الحين تطورت العلاقات بين بلدينا. وإنني مسرور جداً ان اراكم، خصوصاً بعد زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية الى روسيا. هناك مشاريع اقتصادية مشتركة، وهناك ايضاً مجال للتعاون الثنائي على الصعيد الانساني، وكذلك علينا ان نبحث الوضع في منطقة الشرق الاوسط، وانا اجري اتصالات دورية وأشارك زملائي الرأي حول الوضع الاقليمي».
واكد انه سيعمل «لمزيد من تطوير العلاقات الثنائية بين روسيا ولبنان».
وشكر الحريري الرئيس الروسي على «حفاوة الاستقبال»، وقال: «اليوم أدّيْتُ صلاة عيد الأضحى في مسجد موسكو، ان العلاقات بين روسيا ولبنان علاقات مميزة وممتازة سياسياً، ونود ان نطور العلاقات الاقتصادية والتجارية لترقى الى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين».
ونوه بوقوف روسيا «معنا في مراحل صعبة، ومنها تلك التي شهد فيها لبنان اغتيالات، وإبان حرب تموز عام 2006، وكانت مواقف روسيا دائماً الى جانب لبنان، ورفضَتْ الحرب التي شُنت عليه والاغتيالات التي حصلت فيه». وقال: «ان الوضع في الشرق الاوسط معقد جداً وسنبحث فيه مع فخامتكم بالتفصيل خلال محادثاتنا».
ثم عقدت محادثات مغلقة، واستغرق اللقاء مع الرئيس الروسي ساعة ونصف ساعة.
وبعد انتهاء المحادثات توجه الحريري الى المطار، حيث اقيمت له مراسم الوداع الرسمية.
وكان الحريري التقى في مقر اقامته السفراء العرب المعتمدين لدى العاصمة الروسية برئاسة عميد السلك الديبلوماسي العربي بالنيابة سفير تونس ميِّس الجيناوي، في حضور الوفد اللبناني الذي يضم الوزراء: علي الشامي وعدنان القصار وابراهيم نجار وسليم وردة وريا الحسن والمستشارون محمد شطح وجورج شعبان وهاني حمود، وجرى عرض للتطورات على الساحتين العربية والاقليمية.
وعلمت «الحياة» ان الحريري ركز خلال اللقاء على عملية السلام والتعنت الاسرائيلي الذي يؤدي الى تعثر هذه العملية، والذي يسبب التطرف في المنطقة.
واوضحت مصادر ديبلوماسية ان الحريري قال امام السفراء العرب ان الولايات المتحدة لا تمارس الدور المطلوب بالضغط على اسرائيل لتعديل موقفها لمصلحة السلام.
وعن العلاقات العربية - الروسية، شدد الحريري على اهمية محادثاته في موسكو، والرغبة الروسية بالشراكة السياسية والاقتصادية والعسكرية مع لبنان، وشرح لهم نتائج هذه المساعدات، لا سيما العسكرية المجانية التي وافق الجانب الروسي على منحها للبنان بنتيجة هذه الزيارة.
واشارت المصادر الى ان الحريري حض الدول العربية على ان تُقْبِل على تنمية العلاقات مع روسيا في اتجاه هذه الشراكة، للإفادة من الموقف الروسي في دعم الموقف العربي، خصوصاً ان موسكو تساند تاريخياً، وحتى الآن ايضاً، قضايا العرب الاساسية، وخصوصاً القضية الفلسطينية.
وزار الحريري ضريح الجندي المجهول، حيث وضع اكليلاً من الزهر، يرافقه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر وبقية الوفد اللبناني، وأدت له التحية ثلة من حرس الشرف.
اتفاق وبرنامج تعاون
وبموازاة اللقاءات، وقّع وزير العدل ابراهيم نجار مع مدعي عام موسكو يوري تشايكا اتفاق تعاون وتبادل خبرات ومعلومات وتنظيم تبادل المعلومات القانونية والقضائية بين البلدين، في مقرّ المدعي العام الروسي.
والتقى الوزير وردة نظيره الروسي ألكسندر افيدييف في مقر الوزارة وبحث معه المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وجرى توقيع برنامج تعاون ثقافي للاعوام 2010 و2012 بين وزارتي الثقافة في البلدين.
واوضح وردة ان «اللقاء كان مناسبة للبحث في سبل تطوير التبادل الثقافي واتفق على إرسال فرقــة فنية روسية الى لبنان واقامة اسبوع ثـــــقافي روسي ومهرجان للسينما الروسية في بيروت، في خلال شهر نيسان من العام المقبل، واسبوع ثقافي لبناني في روسيا».
وزارت الوزيرة الحسن وزير المال الروسي الكسي كودرين وعقدت معه اجتماعاً، وجرى بحث سبل توسيع التعاون بين البلدين على الصعيدين المالي والاقتصادي، واتفق على استمرار التواصل وتبادل الزيارات.
وكان الجانب الروسي وافق على منح لبنان من ضمن المساعدة العسكرية ذخائر مختلفة بقيمة خمسة ملايين دولار.
الحياة- موسكو - وليد شقير
-حدث في 17 تشرين الثاني-
1292- ميلادية - جون باليول يتولى العرش في إسكتلندا.1511- إسبانيا وإنكلترا يتحالفان ضد فرنسا.1558- الأميرة إليزابيث ابنة الملك هنري الثامن تتولى حكم إنكلترا خلفًا لأختها غير الشقيقة ماري الأولى.1808- القوات الإنكشارية العثمانية تثور ضد السلطان محمود الثاني بعد محاولته القضاء عليها.1809- البريطانيون يهجمون على معقل القواسم في رأس الخيمة، وبدء الحملة البريطانية الثانية.1948- تم تحويل الطراد "اورورا"، السفينة الحربية التي بنيت في اواخر القرن التاسع عشر، الى متحف عائم بمدينة لينينغراد، بطرسبورغ حاليا. وكان هذا الطراد قد اشتهر بإطلاقة مدفع المقدمة في عام 1917كإشارة لبدء الإستيلاء على السلطة من قبل حزب البلاشفة بقيادة فلاديمير لينين. 1956- اقرت الجمعية التأسيسية في كشمير دستورا نص على اعتبار هذا الإقليم جزءا من الهند. الا ان باكستان رفضت هذا الامر. وباتت منطقة كشمير بؤرة للتوتر بين الهند وباكستان .1958- اندلاع ثورة الفريق إبراهيم عبود في السودان.1969- مفاوضون من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة يجتمعون في هلسنكي في الجولة الأولى لبدء مفاوضات تهدف إلى الحد من عدد الأسلحة الاستراتيجية على كلا الجانبين وذلك أثناء الحرب الباردة.1975- ملك المغرب الحسن الثاني يعلن عن عزمه تسير مظاهرات شعبية إلى الصحراء الغربية لتحريرها بعد إعلان محكمة العدل الدولية إنها أرض مغربية.1997- وقوع ما عرف باسم مذبحة الأقصر عندما هاجم ستة رجال متنكرين في زي رجال أمن مجموعة من السياح وهم مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين وقتلوا 58 سائح، واستقال على إثر هذا الهجوم وزير الداخلية اللواء حسن الألفي.
ابن بيروت الهارب من ضوضاء مدينته والباحث عن الهدوء في عرمون وبشامون، عليه أن يقدّم أوراق اعتماده إلى الطائفة ليحصل على سند التمليك. وابن الضاحية الذي يحب المدينة وتمنعه ظروفه من السكن فيها، ستحول طائفته بينه وبين السكن في الأشرفية. والشاطر من ينجح في التمويه ولا تُكشف حقيقته الطائفية إلا بعد أن يصبح داخل شقته الجديدة. عندها تبدأ معركة التحمّل
ربى أبو عمّوحين اتصل حسين نصر الله للسؤال عن الشقة المعروضة للبيع في منطقة بعبدا، جاء الجواب، بعدما سُئل عن اسمه، أنها بيعت. ابنه الذي طلب منه مراراً الكفّ عن البحث في المناطق المسيحية، أراد أن يبرهن لأبيه صحة ما يعتقد. أعاد طلب الرقم مدعياً أن اسمه إيلي خوري: «أهلاً أستاذ، يمكنك القدوم وقتما تشاء لمعاينة الشقة»!مرّت السنوات العشرون على انتهاء الحرب لتبرهن أن الاختلاط الذي أنتجته فترة سماح سببها الفوضى ولملمة الماضي، مجرّد كذبة. وكأن الرشد غادر اللبنانيين مؤقتاً، وما لبثوا أن استعادوه. عادوا يتكومون بعضهم فوق بعض طائفياً، رافضين الآخر.لم يكن في الاسم الثلاثي لرلى أي دلالة على هويتها الطائفية. ذهب صاحب الشقة السنيّ التي أرادت استئجارها في وقاحته إلى النهاية. سأل عن مسقط رأسها وطائفتها. لم يكفه أنها سُنية، فارتباطها بشاب شيعي دفع المالك الحريص على منطقته إلى الاعتذار منها بصراحة؛ لأن «الشيعة ما أجرونا لمّا رحنا لعندون».وأن يتجه ثنائي إلى منطقة رأس النبع بحثاً عن شقة، لهو التهور في ذاته. تحوم الأسئلة حوله: «كيف تنويان السكن في منطقة تماس بين السُّنة والشيعة؟».وإن كان الشيعي خطراً على المسيحي، فللسُّني أيضاً نصيبه. عين الجديدة قرية مسيحية معروف أنها تعجّ بالمصطافين، مثل القرى التي تحاذيها. يروي ناسها قصة رجل اشترى قطعة أرض بُعيد انتهاء الحرب الأهلية وتركها على حالها، لكنه عاد قبل فترة محاولاً شراء العقار الذي يحاذيها لكي يوسع مساحته ويعمّر بيتاً له. تدخلت البلدية ومارست ضغطاً على صاحب الأرض كي لا يشتري من الرجل الذي صودف أنه من الطائفة السنية.لا تقتصر المسألة على التقسيم الطبقي للناس. فالأصفار الستة التي يملكها بعض الشارين لم تعد جواز عبورهم وهجرتهم إلى غير بيئتهم الطائفية. ومَن كان علمانياً وخَبرَ العيش في مناطق معروفة باختلاطها تاريخياً، اختلطت عليه الأمور ودفعته إلى العودة مكرهاً إلى أحياء لطالما مقت العيش فيها. لكن اليوم لا خيار له إلا الاحتماء بالطائفة؛ لأن عامل الأمان النفسي والاجتماعي أصبح أولوية.بعض اللبنانيين اختبروا الاختلاط الحقيقي حين اختاروا العيش في منطقة الطائفة الأخرى، متجاوزين سنوات الحرب ومخاوف المحيطين بهم، مقتنعين بتقبّل هذا الآخر لهم أو متجاهلين إياه ومتحمّلين الضيق الذي ينتج منه، لأنهم، انطلاقاً من نظرتهم العلمانية، يعرفون أن السلبيات لن تحسب أمام أن ينشأ أولادهم في بيئة غير بيئة طائفتهم لكي يعيشوا الاختلاف الحقيقي. هذه هي حال طارق، الشاب المسيحي الذي يرى أنه لا سبيل لزرع العلمانية في قلب أولاده، إلا إذا انتقل للعيش في منطقة ذات وجود طاغ للطوائف المسلمة. وتقول أسرة مسلمة اختارت السكن في فرن الشباك: «إذا كان لا بد للحرب من أن تقع، فليس بالضرورة أن يضطروا للعودة إلى مناطقهم (نسبة إلى الطائفة). فالبعض حمى جيرانه من طوائف أخرى خلال الحرب الأهلية». تجاوزت هذه الأسرة رفض المالك المسلم (علماً بأنه اشترى لاحقاً من بعض المسلمين) بيع شقق أخرى لمسلمين، مراعاة للبلدية التي اشترطت عليه لإنهاء معاملات بيع العقار وتسهيل حصوله على الأذونات، ألّا يشتري من غير المسيحيين. تجاوزت كل هذه الأمور لأنها أدركت أنها لن تستطيع العيش في المنطقة التي خصّصت لها اجتماعياً، لأسباب نفسية واجتماعية واقتصادية عدّة.لكن، قد يجوز السؤال هنا: هل هذه الأسرة متأكدة من الحماية التي ستحظى بها إذا اندلعت الحرب؟ وماذا عن موقف جيرانها المسيحيين منهم؟ تقول إنه لا تجمعهم بجيرانهم سوى التحيات الصباحية والمسائية، نظراً لانهماكات الجميع، إلا أنهم لا يشعرون برفض هؤلاء المسيحيين لهم أو بجفلتهم منهم.الوضع في لبنان دخل «أسوأ حالاته الديموغرافية ومستقبله الاجتماعي»، انطلاقاً من تكريس الفرز الطائفي والمذهبي في الأحياء والأبنية. هذا ما يقوله عالم الاجتماع زهير حطب. قد يكون هذا امتداداً صامتاً لفترة الحرب الأهلية، التي لم تستطع بعدُ انتشال الخوف من نفوس جميع اللبنانيين. حتى الجيل الجديد الذي لم يعش الحرب، تحوّل إلى ضحية لهذا الماضي الذي يرفض أن يوضع جانباً.يتطابق تحذير حطب مع كثرة تداول الشائعات أو الحقائق عن فرز طائفي بدأ عدد من البلديات المسيحية تطبيقه علناً. هذه الشائعات طاولت بلديات الحدث وجزين وكفرشيما. يقول المسلمون، الشيعة منهم خصوصاً، إن بلدية الحدث أصدرت قراراً يمنع بيع المنازل والأراضي التي يملكها مسيحيون. قرارٌ نفاه رئيس البلدية جورج عون بشدة (رغم أنه تحدث عنه جهاراً على إحدى الشاشات)، لكنه لم ينف وجود مثل هذه الإجراءات. تبريره أنه ليس قراراً بقدر ما هو إقناع مسيحيي الحدث بعدم بيع ممتلكاتهم والبحث عن السكن في أماكن أخرى، رائياً إلى جهوده على أنها للحفاظ على هوية الحدث تكريساً للاختلاط الطائفي بين المناطق، وليست فرزاً!دائرة نفوس الحدث تشير إلى ديموغرافية المنطقة على الأرض قبل الحرب. كانت مكونة من 9 آلاف ماروني، ألفي أرثوذوكسي، 700 كاثوليكي، 700 شيعي و700 سني. دائرة النفوس حافظت على أرقامها هذه حتى اليوم، إلا أن واقعاً جديداً فرض نفسه بعد الحرب، ويتمثل بـ«التمدد الشيعي».يضع عون خريطة الحدث فوق مكتبه. يشرح ديموغرافيا المنطقة حالياً ويقسمها قسمين متساويين: الجزء الذي تعرض «للتمدد الشيعي» كان عبارة عن أراض زراعية غير مسكونة، باعها أصحابها المسيحيون من الشيعة بعد انتهاء الحرب، حتى كوّنوا الغالبية. أما القسم الآخر، الذي يعرف بالحدث الضيعة، فهو ذو الغالبية المسيحية، وهو الجزء الذي تسعى البلدية إلى طمأنة ساكنيه وحثهم على عدم مغادرة بلدتهم، فيما التنسيق جار مع حزب الله للمساعدة على تفهم الوضع ومحاولة الحد من توسع المسلمين إلى أكثر من الحدود المرسومة لهم.يضيف عون أن نحو 60 في المئة من التلامذة في المدارس (المسيحية) هم شيعة.«الشائعة» نفسها تنسحب على بلدية جزين. ينفي رئيس البلدية وليد الحلو هذه التهمة، مشيرأ إلى أنه «لم يعد هناك أراض للبيع في المنطقة».كيف يمكن تصنيف مناطق الحدث وفرن الشباك وبعبدا وقلة غيرها؟ يقول حطب: «انقضى عهد الاختلاط الطائفي، وبتنا نتّجه نحو الفرز الطائفي والمذهبي في الأحياء والأبنية». يرفض استخدام عبارة اختلاط لأنها، في رأيه، وصف خاطئ للوضع القائم، مفضلاً كلمة تجاور، بمعنى عائلتين تسكنان جنباً إلى جنب بلا إضافات. ولتقريب فكرته، أعطى مثالاً زوجاً وزوجة يجلسان على كنبة واحدة، فيما يدير كل منهما ظهره للآخر.ويعطي حطب مثلاً آخر عن الجامعة اللبنانية. يقول: «كان الاختلاط الطائفي أمراً واقعاً. اليوم، طغى اللون الواحد على الجامعة». يتابع أن «ما نسبته 90 في المئة من الطلاب هم من لون واحد، مقابل 10 في المئة من طوائف أخرى، لكنهم مرغمون».واقعٌ فرضته الحرب وكرسته فترة ما بعد الحرب. يستذكر حطب أنه أجرى مسحاً سكانياً في عام 1973لحي السيدة في رأس النبع، بالتعاون مع المطران غريغوار حداد، وبلغت نسبة المسيحيين في ذلك الوقت 65 في المئة. أما الخط الممتد خلف الترامواي (شارع محمد الحوت)، فكان يقطنه 80 في المئة من المسيحيين. في ذلك الوقت كان الاختلاط «فعلياً». كأن تجد مبنىً تقطنه عائلتان مسيحيتان وأخرى مسلمة.الغوص في الأسباب يعني البحث في التاريخ السياسي والنفسي الاجتماعي لأجيال أرادت حصر نفسها باللون الواحد. يقول حطب إن السبب الأساسي يكمن في «فقدان التصور الإيجابي عن الآخر، لأن الطائفة عرفت الأخرى في الأوقات الحرجة. وما إن يلتقي أحدهم الآخر حتى يعيد تشغيل الأسطوانة التى تتضمن الصفات المسجّلة فتزدحم في رأسه عفواً الأفكار المسبقة وتسيطر عليه». في المقابل، لأن الأمان مفقود في البيئة الطائفية المختلفة، يشعر الفرد بأنه «كلما زاد في عدائه للآخر نال استحسان جماعته، ما يزيده عزة ونفوذاً».ماذا عن حارة حريك الشيعية اليوم، تلك التي عرفت الاختلاط قبل الحرب؟ بين بساتين الليمون التي حلّت محلها الأبنية، اختلطت الطائفتان المسيحية والمسلمة. كانتا تشعران بأمان باغتهم بسرعته في الانقراض. بدأت الحرب وترك المسيحيون الحارة بسبب الفلسطينيين لا اللبنانيين المسلمين، كما يقولون. غادروها، باعوا ممتلكاتهم باحثين عن مكان آخر. اليوم، يأتي بعض «الحارَويين» المسيحيين إلى ضيعتهم الأم لحضور قداس الأحد. باتت الكنيسة هي المكان المشترك الوحيد بين الماضي والحاضر. إلا أن هذا الحنين لم يدفع أحداً منهم إلى العودة. صحيح أن البعض يعترف بأن الخوف من بيئة حزب الله كان أحد الموانع الأساسية، إلا أن تفاهم الحزب مع التيار الوطني الحر جعلهم يجرؤون على النزول إلى الضاحية للمشاركة في القداس، فيما استقرار الجميع في أماكن أخرى يمنعهم من العودة إلى الحارة.لم يعترف أحد بأن الحنين إلى «الحارة» ليس إلى حارة اليوم التي تغيرت ديموغرافياً، وهذا سبب رئيسي للبقاء خارجاً. على كل حال، سيظهر مدى الحنين في حال تجاوُب مسيحيي الحارة مع مشروع أبرشيتها بإنشاء مبنيين سكنيين بغية تشجيع المسيحيين على الإقامة في المنطقة.بعض مسيحيي الحارة تجاوزوا الماضي، ولو بحذر، وباتوا يزورونها. في المقابل، حتى اليوم، لم تطأ قدما نزهة «المنطقة الغربية». تشعر بأن خطراً يتهددها بمجرد وصولها إلى ذلك المكان الغريب. صديق ابنها مسلمٌ، وقد اعتاد الإقامة عندهم في فترة الامتحانات. لم يكن ينتابها تجاه هذا الشخص المختلف طائفياً أي شعور بالخوف. إلا أنه بمجرد أن يقرر أحد أولادها الذهاب إلى «الغربية» تضع يدها على قلبها وتطلب من هذا الصديق المسلم حمايته!تعكس نزهة وجهة نظر لا تزال سائدة لدى جيل الحرب. إلا أن هذا الجيل نقل تجربته إلى الجيل الشاب، الذي ترسّخ في لا وعيه خوف قد يفرض عليه ممارسات مختلفة حين يتطلب الأمر.حتى سائقو سيارات التاكسي فُرزوا مناطقياً. تخيل نفسك واقفاً على جادة سامي الصلح وتطلب خدمة التوصيل إلى عين الرمانة؛ أي المسافة نفسها إلى المشرفية. ستعرف فوراً أن من يرفض إيصالك هو مسلم ومن يقبل هو مسيحي يعمل في حدود منطقته.يقول حطب إن الوضع في لبنان هو أشبه بالمقبرة. يتجاور الموتى من دون أن تجمعهم كلمة واحدة. كلٌّ في قبره. هذا يجاور ذاك. لكن الكلام مقطوع. الجميع يديرون ظهورهم للجميع.
أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري، بعد لقائه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في ختام المحادثات اللبنانية الروسية في موسكو، التي زارها الحريري على رأس وفد من الوزراء والمستشارين، ان روسيا قررت تقديم مساعدة مجانية للجيش اللبناني قوامها ست طوافات من طراز (أم أي 24)، و31 دبابة (ت 72) و36 مدفعا من عيار (130 مليمترا) وحوالى نصف مليون ذخائر مختلفة للاسلحة المتوسطة، و30 الف قذيفة مدفعية لمدافع (130 مليمترا). من جهته، طلب بوتين من الحريري دعم مشاريع الشركات الروسية في لبنان في مجالي الطاقة والصناعات العسكرية. عقدت المحادثات الرسمية اللبنانية الروسية في قصر الضيافة في موسكو، وحضر عن الجانب اللبناني الى الحريري، وزير الدفاع الياس المر، وزير الخارجية علي الشامي، وزير العدل ابراهيم نجار، وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، وزيرة المال ريا الحسن، وزير الدولة عدنان القصار، وزير الثقافة سليم وردة والمستشار جورج شعبان. وعن الجانب الروسي حضر الى بوتين، وزير الطاقة سيرغي شماتكو ونائب مدير الادارة في رئاسة الوزراء يوري بوشاكوف والسفير الروسي الجديد في لبنان الكسندر زاسبكين ونائب وزير النقل الروسي سيرغي اريستوف ونائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف ومدير التعاون العسكري الفدرالي ميخائيل ديميترياف ومدير شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الروسية اليغير بيلاييف. في مستهل المحادثات اعرب بوتين عن رضاه عن تطور العلاقات الثنائية الروسية اللبنانية، وعن سروره لتطور الاقتصاد اللبناني والعمل الذي يقوم به الحريري لاحلال السلم الاهلي في لبنان. واعلن بوتين عزم الحكومتين التوقيع على اتفاقيتين، الاولى وثيقة تعاون بين النيابة العامة الروسية ووزارة العدل اللبنانية، والثانية في مجال الثقافة. وتابع: «انخفض التبادل التجاري في السنة الماضية حوالى الـ25 بالمئة، لكن هناك خبراً جيداً وهو ان التبادل التجاري عاد وارتفع حوالى الثلثين خلال الاشهر التسعة الماضية، الا ان هذا التبادل يبقى ضئيلا، وهناك امكانيات جيدة لتطوير علاقاتنا التجارية وخاصة لناحية تنفيذ المشاريع الكبرى وهذا يتعلق بمجالات الطاقة والنقل والاتصالات وكذلك التعاون العسكري. وفي هذه المجالات التي اشرنا اليها هناك مشاريع جدية وملموسة، وانتم تعرفون رغبة الشركات الروسية الكبرى في المشاركة بالمناقصات التي سوف تطرح في لبنان». من ناحيته قال الحريري: «التبادل التجاري يجب ان يكون افضل مما هو عليه اليوم لان العلاقات السياسية مميزة بالفعل، لذلك نحن نرحب بكل الشركات الروسية لتشارك في المناقصات المطروحة في مجالات النقل وبناء السدود والسكك الحديدية وغيرها. ونرى ايضا ان العلاقات العسكرية والامنية مهمة جدا بالنسبة الينا، وكذلك التبادل العسكري والتدريب». واضاف: «لا بد من وضع حدٍ للتعنت الاسرائيلي المستمر لان المنطقة لا تتحمل كل هذا التطرف الموجود فيها، ويجب على اسرائيل ان تقبل بمبادئ مؤتمر مدريد وبالمبادرة العربية للسلام، ونحن نرى ان دور روسيا كبير ومواقفكم التاريخية مع القضية الفلسطينية والعرب ودعمكم للقرارات الدولية المتعلقة بهذه القضايا كانت عادلة، وكنتم دائما الطرف الذي يرى المشكلة من جهتين. ونتمنى ان يقوى دوركم في هذه العملية لان المنطقة بحاجة الى الدور الروسي». عند كيريل وكان الحريري زار ظهر أمس البطريرك كيريل بطريرك موسكو وعموم روسيا للروم الأرثوذكس في مقر اقامته، وعقد معه اجتماعا حضره الوفد اللبناني المرافق وعن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية الروسية مندوب الرئيس الروسي لشؤون الشرق الاوسط الكسندر سلطانوف والسفير المتجول اندريه فدوفين ورئيس قسم سوريا ولبنان في الخارجية الروسية اندريه بانوف وممثل البطريرك هزيم في موسكو المطران نيفون سيقلي. وقال كيريل مخاطبا الحريري: لقد كانت الكنيسة الارثوذكسية مشمئزة من العمل الاجرامي الذي اودى بحياة والدك، ونحن نرحب باقامة المحكمة الخاصة بلبنان برعاية الامم المتحدة للتحقيق في هذه الجريمة». وتابع: يوجد الان في لبنان حوالى خمسة الاف مواطن ينتمون الى الكنيسة الارثوذكسية الروسية، ومن بينهم من ينتمي الى عائلات روسية معروفة لها تاريخ مجيد في اعماق التاريخ، وقد تزوج بعضهم ايضا من مواطنين لبنانيين، ولهذه الزيجات اهمية في نظرنا. كما ان البطريركية الارثوذكسية الانطاكية تنشط في لبنان وهي ترعى المنتمين الى هذه الكنيسة». من ناحيته، رد الحريري شاكرا كيريل والكنيسة «على مطالبته بتحقيق العدالة واحقاق الحق في ما يتعلق بالمحكمة الدولية واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان يمثل خط الاعتدال العربي الكبير». وكان الحريري قد عقد صباحا في مقر اقامته في فندق «الريتز»، في موسكو اجتماعا مع رئيس الهيئة الفدرالية للتعاون العسكري ميخائيل ديماتريف في حضور المر وشعبان، تم خلاله البحث في التعاون العسكري بين البلدين اضافة الى المساعدات العسكرية الروسية للبنان. كما استقبل الرئيس التنفيذي لشركة «لوك اويل» سيرغي شابليغين وهي اكبر شركة نفطية في روسيا، وبحث معه في حضور المستشارين جورج شعبان ومازن حنا، سبل توسيع استثمارات الشركة وعملها في لبنان، اضافة الى العمل على اعادة تأهيل مصفاة طرابلس على نفقة الشركة لتتمكن من استجرار النفط من العراق الى لبنان تمهيدا لاعادة تصديره الى دول المنطقة». من ناحية اخرى، عقد الوزير عدنان القصار اجتماعا مع رئيس غرفة التجارة والصناعة لروسيا الاتحادية رئيس الجانب الروسي لمجلس الاعمال العربي ـ الروسي يفغيني بريماكوف، تم خلاله البحث في التحضيرات الجارية لانعقاد الاجتماع المقبل للمجلس وسبل تطوير التعاون الاقتصادي الروسي العربي عموما والروسي اللبناني خصوصا. ويختتم الحريري زيارته إلى روسيا اليوم منتقلا منها إلى المملكة العربية السعودية.
منظمات أوروبيّة غير حكوميّة تساعد في حصار اليسار اللاتيني لم تكن محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها جمهورية الإكوادور قبل شهرين، وليدة صدفة، أو مجرد فعل تمرد داخلي، بمعزل عن التدخل الخارجي، ذلك أن بصمات الولايات المتحدة، ومعها بعض الدول الأوروبية، واضحة في مخططات تغيير هوية بلدان أميركا اللاتينية اليسارية بمعظمها من خلال دعم انقلابات ومؤامرات لعزل رؤساء يقفون في مواجهة الهيمنة الإمبريالية على الحديقة الخلفية للبيت الأبيض. في شهر تموز من صيف العام الحالي، أفردت مجلة «غيهايم» الألمانية المتخصصة بالشؤون الأمنية، معظم صفحاتها للحديث عن التدخل الأميركي ـــ الأوروبي في أميركا الجنوبية والوسطى، مسلطّة الضوء على مؤامرات لتغيير هوية المنطقة
معمر عطوي تناولت مجلة «غيهايم» الألمانية، في عددها الصادر في شهر تموز الماضي، محوراً يتحدث عن خطط قامت بها واشنطن، «بتواطؤ» أوروبي للقيام بانقلاب في فنزويلا، «لتغيير النظام» من خلال الانتخابات التشريعية التي أجريت في 26 أيلول الماضي. ويبدو أن فوز حزب الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، قد فوّت الفرصة على المعارضين الموالين للغرب، ولم يحدث أي تدخل واضح في فنزويلا، بل حدث ذلك في الإكوادور، التي تدور بدورها في كنف الدول ذوي الصبغة اليسارية. فما جرى للرئيس الإكوادوري، رافائيل كوريا، شبيه إلى حد ما بما جرى لرفيقه الفنزويلي في عام 2002. ولعل انقلاب هندوراس، الذي أقيل بموجبه الرئيس مانويل زيلايا المعروف بـ«ميل»، في صيف العام الماضي، يدخل في سياق هذا المخطط. فالولايات المتحدة، حسبما ذكرت «غيهايم» لجأت إلى استغلال نفوذ منظمات مدنية غير حكومية تابعة لأحزاب أوروبية، لإحداث تغيير في المنطقة. وذكرت المجلة عدة منظمات مثل «كونراد أديناور»، التابعة للحزب المسيحي الديموقراطي الألماني، الحاكم، ومنظمة «فريدريش ناومان» التابعة للحزب الديموقراطي الحر، وهو حزب حليف في الائتلاف الحاكم في ألمانيا. ومن شأن البرامج الاجتماعية والسياسية والتربوية التي تقوم بها هذه المنظمات وتدعمها، تسهيل دحر اليسار البوليفاري، في دول ما يسمى مجموعة دول البديل البوليفاري (ألبا) (تضم كلاً من فنزويلا، والإكوادور وبوليفيا وكوبا وهندوراس ونيكاراغوا ودومينيكا وأنتيجغا وباربودا وسانت فنسينت والغرينادينز في أميركا اللاتينية). وبالعودة إلى ما حدث في الإكوادور، كان من الطبيعي أن يلقي كوريا بمسؤولية محاولة الانقلاب على سلفه في قصر الرئاسة، لوسيو غوتيريز. لكن ما كشفه الصحافي الكندي، جان غاي إيلارد، استناداً إلى تقرير وزير الدفاع خافيير بونس، في تشرين الأول 2008، يفيد بأن الدبلوماسيين الأميركيين منحوا الشرطة الإكوادورية والعسكر المال منذ وقت طويل، الأمر الذي دفع وزير الدفاع، إلى تهديد المسؤولين والضباط، بعقوبات إذا تقاضوا أموالاً من السفارة الأميركية. «غيهايم»، أشارت إلى السفيرة الأميركية السابقة في كيتو، هيثر هودغيز، التي اعترفت بالتعاون مع المؤسسات العسكرية في الإكوادور بقولها: «نحن نعمل مع حكومة الإكوادور، مع الجيش، ومع الشرطة لغرض مهم جداً، هو الأمن لنا جميعاً». لكن الصحافية التحقيقية، إيفا غولينغر، كشفت عن أن هودغيز تمكنت من إنماء منظمات تدعمها وزارة الخارجية الأميركية، مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والمؤسسة الوطنية للديموقراطية. وصرفت الوكالة الأميركية للتنمية وحدها في عام 2010 نحو 38 مليون دولار في أعمالها في الإكوادور. والتمويل لم يشمل فقط الجماعات المدنية المعادية لكوريا، بل أيضاً منظمات السكان الأصليين الهنود. ويرى رئيس تحرير مجلة «غيهايم»، إنغو نيبل، أن «الأحداث التي جرت في الاكوادور تثبت مرة أخرى أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يزالون على استعداد لاستخدام الانقلاب كأداة سياسية». ويكشف نيبل دوراً لمؤسسة «كونراد أديناور» (KAS) ، ومؤسسة «فريدريش ناومان» (FNS) الليبرالية، في انقلاب الهندوراس، 2009. ويرى أن المرشح المقبل على قائمة الاغتيالات هو نيكارغوا عضو «ألبا»، مشيراً إلى أن مسؤول «FNS»، كريستيان لوث، الذي أيد الانقلاب على زيلايا، لا يزال يصوّب الآن نحو الرئيس السانديني، دانيال أورتيغا (الجبهة الساندية). وبدا من وراء الهجوم على نيكاراغوا، أن الهدف الاستراتيجي هو حكومة الثوار في كراكاس ثم هافانا، حسبما يقول نيبل في مقال بعنوان «أولاً فنزويلا وبعد ذلك كوبا». وفي كتاب بعنوان «السي آي إيه في إسبانيا»، يُبين الباحث الشهير الفريدو غريمالدو، من مدريد، كيف «تدير المؤسسات الألمانية برامج في ستين بلداً، حيث صرفت نحو 150 مليون دولار أميركي». ويشير إلى «أنهم يعملون في سرية تامة تقريباً». ويستشهد الكاتب الإسباني بقول لعميل سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، يدعى فيليب أغي، نشره في صحيفة «زونا سيرو» في آذار عام 1987، يفيد بأنه من ضمن «برامج الديموقراطية» التي أعدتها الوكالة المركزية، استخدمت هذه الوكالة المؤسسات الألمانية لـ«توزيع أموال السي آي إيه»، على الرغم من أن هذه الوسيلة تفيد مصالح الولايات المتحدة. وفي مقال بعنوان «ضد الروابط الكوبية»، كتب جين غاي إيلارد في مجلة «غيهايم»، أن «المؤسسة الألمانية جزء من «الحركة العالمية للديموقراطية»، التي أنشأتها «المؤسسة الوطنية للديموقراطية». وجرى تمويلها من الوكالة الأميركية للتنمية، التي تمثل الواجهة الرئيسية لوكالة الاستخبارات المركزية». أمّا الكاتبة الألمانية الخبيرة بشؤون أميركا اللاتينية، سوزان غراتيوس، التي ابتُعِثت للبحث لمصلحة مؤسسة «فريدي» في إسبانيا مدة خمس سنوات، فوصفت في تقرير «متفجّر» بالتفصيل، كيف تدعم مرافق تابعة للولايات المتحدة إلى جانب «كونراد أديناور» و«فريدريش ايبرت»، منظمات المجتمع المدني في فنزويلا بالمال، وتأهيلها للكفاح ضد الحكومة. وتقول إن ما بين 40 و50 مليون دولار سنوياً، تتدفق الجمهورية البوليفارية. السؤال الذي يطرحه محور النقاش في مجلة «غيهايم»، هو أن إرسال الولايات المتحدة لعشرين ألف جندي أميركي مدججين بالسلاح إلى هايتي، بذريعة إغاثة المنكوبين من الزلزال في كانون الثاني الماضي، هل يهدف إلى تطويق دول «ألبا»، بدءاً بكوبا، ولا سيما أن هايتي تقع على الساحل الغربي للجزيرة الشيوعية.
-حدث في 16 تشرين الثاني-
636- ميلادية - المسلمون يدخلون مدينة بعلبك بعد عقد الصلح بين أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد وبين أهلها.1626- الهنود الحمر يبيعون جزيرة مانهاتن مقابل قماش بقيمة 24 دولار.1869- الخديوي إسماعيل يفتتح قناة السويس في احتفال مهيب في مدينة الإسماعيلية بحضور عدد كبير من ملوك وأمراء أوروبا.1907- ضم أراضي أوكلاهوما للولايات المتحدة لتصبح الولاية رقم 46.1917- البريطانيون يسيطرون على يافا في فلسطين ويجلون العثمانيين منها.1945- الولايات المتحدة تستقدم 88 عالم من ألمانيا للمساعدة في إنتاج تكنولوجيا الصواريخ، وكان أغلب هؤلاء العلماء يعملون تحت إمرة النظام النازي.1955- محمد الخامس ملك المغرب يعود من منفاه بمدغشقر إلى الرباط.1970- وزير الدفاع السوري حافظ الأسد يقود انقلاب عسكري عرف باسم الحركة التصحيحية.1990- السلطات العراقية في الكويت تفشل في إقناع الكويتيين بتغير بطاقاتهم المدنية الكويتية بهوية الأحوال المدنية العراقية وتقوم بتمديد مهلة إلغاء البطاقات الكويتية إلى 1 ديسمبر/ كانون الأول .1996- الأم تيريزا تحصل على المواطنة الأمريكية الشرفية وذلك نظرًا لجهودها في مساعدة فقراء العالم.2000- الرئيس الأمريكي بيل كلينتون يزور فيتنام، ويصبح بذلك أول رئيس أمريكي يزور فيتنام منذ حرب فيتنام.2004- وكالة الطيران والفضاء الأمريكية - ناسا تجري تجربة ناجحة لطائرة تتجاوز سرعتها عشرة أضعاف سرعة الصوت وذلك بطائرة X-43A.2008- مجلس الوزراء العراقي يقر توقيع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة.
لن يستيقظ العالم غداً أو بعد غدٍ ليجد في الأسواق المالية عملة تنظر إلى الدولار الأميركي باستخفاف لأنه لم يعد العملة صاحبة القول الفصل في دنيا المال،
لكن في الوقت نفسه لن يستمر العالم نائماً ومستيقظاً على كابوس الدولار عشرات السنين، لأن المياه الراكدة بدأت تتحرك حركة سريعة في نزوع قوي منها لقلب الوضع المالي العالمي رأساً على عقب، ومن المتوقع أن تظهر نتائج الحركة خلال أمد ليس بالبعيد، إن لم نقل إن طلائعها الأولى قد لاحت فعلاً مشيرة إلى قرب قدومها.
ولم تكن الدعوة التي أطلقها رئيس البنك الدولي (روبرت زوليك) إلا دليلاً دامغاً على وجود هذه الحركة حين قال: (إن على الاقتصادات الرئيسية بحث تبني معيار ذهب عالمي معدل لتوجيه أسعار العملات)، وقد جاء اقتراح (زوليك) قبيل قمة العشرين الاقتصادية التي استضافتها العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول يومي الأربعاء والخميس (10 و11) تشرين الثاني، وذلك لمناقشة أوضاع ومجريات الاقتصاد العالمي.
القمة كما توقع الكثير من المراقبين كانت عاصفة شهدت الكثير من المناقشات الجادة والحادة في آن معاً، وقد توقع المراقبون أن تكون عاصفة لأن إرهاصات عدة سبقتها، مشيرة إلى أن مجرياتها لن تمر بسلام.
من هذه الإرهاصات إضافة إلى دعوة (زوليك) تحذير الصين من الخطوة التي أقدمت عليها الولايات المتحدة الأميركية، حين قامت بضخ ستمئة مليار دولار في وقت وصفت (بيجين) هذه الخطوة بأنها ستكون ذات نتائج كارثية على العالم.
ومنها حديث الساسة الأميركيين وعلى رأسهم الرئيس (باراك أوباما) عن ضرورة وجود دولار قوي ومن ورائه اقتصاد أميركي قوي، وعن ضرورة تريث الصين في اتخاذ قرارها الحاسم بتخفيض أو رفع سعر (اليوان) الصيني أمام الدولار لما لهذا القرار من انعكاسات غير حميدة على الاقتصاد الأميركي، والذي بات مضطراً هذه الأيام إلى حمل المظلات كلما انهمرت سحب الاقتصاد الصيني مطراً في العاصمة الصينية (بيجين).
لقد كان العالم ينتظر شيئاً ما من هذه القمة، لكن هذا الشيء لم يكن بحجم الثقل الاقتصادي الذي تتمتع به الدول التي تشكلها، وللتذكير فإن مجموعة العشرين تتكون من عشرين وزيراً للمالية ومحافظ بنك مركزي، ينتمون إلى أكبر 20 اقتصاداً دولياً بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة العشرين هي الأكثر سيطرة ونفوذاً على الاقتصاد العالمي، والعالم كله يعرف أن الحجم الكلي لاقتصاديات مجموعة العشرين يعادل 80٪ من حجم الاقتصاد العالمي، وكل بقية دول العالم الأخرى مجتمعة لا تمثل سوى 20٪ من حجم الاقتصاد العالمي.
وتسيطر مجموعة العشرين على نحو 90٪ من إجمالي تدفقات رأس المال المباشر وغير المباشر.
كما أن مجموعة العشرين تمارس نفوذها الكامل على النظام المالي الدولي والنظام النقدي العالمي والنظام التجاري الدولي.
إن الولايات المتحدة الأميركية التي اكتفت بدور ضيف الشرف في لقاء مجموعة العشرين تقف معارضة فكرة العودة إلى الذهب لتحديد قيمة العملات معارضة كلية، وهي التي اتخذت قرارها بفك ارتباط دولارها بالذهب عام 1974 بعد أن وجدت الخزينة الأميركية نفسها مرهقة تكاد تشكو الخواء بعد استنزفت حرب فيتنام مخزونها استنزافاً مريعاً، فلم تجد (واشنطن) آنذاك من وسيلة لتغطية نفقات الحرب إلا بطباعة الدولار الورقي بعيداً عن رقابة الذهب الصارمة.
وقد يقال إن اختلال المبادلات بين دول مجموعة العشرين وبقية دول العالم بات أمراً لا يمكن غض الطرف عنه، وهذا الاختلال هو الذي يغري الولايات المتحدة الأميركية بفرض نظام اختلال المبادلات هو الذي يغري الولايات المتحدة الأميركية بفرض نظام اختلال المبادلات داخل مجموعة العشرين نفسها، وهي تسعى لخلق مثل هذا الاختلال سعياً حثيثاً مراعاة لمصالحها التجارية الخالية.
لذلك كان من الطبيعي أن تبذل (واشنطن) كل ما لديها من طاقة للحصول على التزام دول مجموعة العشرين بحماية الشركات العالمية الكبرى من خطر الإفلاس والانهيار، وهذا الالتزام يعني ضمناً موافقة دول العالم المؤثرة اقتصادياً على تقديم الدعم للشركات الأميركية التي عرف عدد لا بأس به منها الإفلاس، وما زال شبحه يطرق أبواب الكثير من الشركات الأميركية الكبرى.
كما أن (واشنطن) سعت للوصول إلى قرار يقضي بإلزام دول مجموعة العشرين بالالتزام بالقيود والضوابط المالية النقدية التي يصدرها البنك المركزي الأميركي ووزارة الخزانة الأميركية، الأمر الذي يعني في خاتمة المطاف أن وزارات المالية في دول المجموعة سوف تصبح دوائر تابعة لوزارة الخزانة الأميركية، وأيضاً سوف تصبح البنوك المركزية في دول المجموعة أشبه بفروع تابعة للبنك المركزي الأميركي.
لقد عكست هذه القمة ما يختبئ تحت مياه الاقتصاد الأميركي من أزمات عميقة، ولعل أبرز هذه الأزمات خوف حماة الدولار عليه وشعورهم أن عرشه أصبح مهدداً بالسقوط ولن تفلح التدابير التي اتخذوها ويتخذونها في حمايته وقد تؤجل سقوطه لكن لن تحول دون هذا السقوط الذي لم يعد يومه بذلك اليوم البعيد.
د. جهاد طاهر بكفلوني- صحيفة الثورة
يهتمّ الفريق السياسي والإعلامي والأمني التابع لرئيس الحكومة سعد الحريري، بالحديث عن «فبركات» تقف خلف حكاية اتهام محتمل من المحكمة الدولية لحزب الله بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ينفي هذا الفريق وجود أيّ أساس لهذه الأنباء، لكنّ محاولة تلفزيونية لأبرز إعلاميّي السعودية تقول العكس
إبراهيم الأمين في مقابلة نُشرت على شكل مقال للزميل ثائر غندور قبل فترة في «الأخبار»، تحدّث مرجع أمنيّ لصيق برئيس الحكومة (المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي) عن أنّ المعلومات بشأن تورّط الحزب في اغتيال الرئيس رفيق الحريري متوافرة منذ وقت طويل. كان يشير طبعاً (ما لم ينشر في التقرير نفسه يومها) إلى معطيات كثيرة بينها آثار حمض نووي وشبكة اتصالات خلوية ومعلومات استخباريّة أخرى تؤكّد تورّط جهاز أمني وعسكري في الحزب في الجريمة. طبعاً، ثمّة أشياء كثيرة لم تُنشر بعد عن طبيعة المعلومات التي قدَّمتها قوى الأمن الداخلي إلى لجان التحقيق الدولية المتعاقبة بشأن التحقيقات التي أجراها فرع المعلومات في الجريمة، من بينها مذكرات مهمة لتقصّي أثر وجمع معلومات عن قادة في حزب الله، صدرت في 2005، إضافةً إلى مذكرات بحث وجمع معلومات عن أشخاص يعدّهم فرع المعلومات عناصر من الجهاز الأمني في حزب الله، فضلاً عن جهد موثّق عن تصوّر للتركيبة التنظيمية لأجهزة المقاومة العسكرية والأمنية، وكذلك تقرير مفصّل عن ملف الاتصالات الهاتفية، سُلّم الى لجنة التحقيق الدولية خلال تولّي القاضي سيرج براميرتس رئاستها (يقع التقرير الذي تتحفّظ «الأخبار» عن نشره في 28 صفحة، وهو مؤلّف من 5502 كلمة، وقد بُوِّب بطريقة مدروسة في سبعة بنود، مع إشارة «سرّي للغاية»، وتضمّن أرقام شبكات الهواتف، وهو صادر عن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بتاريخ 30 حزيران 2006). خلال العامين الماضيين، حصل نشاط إعلامي وسياسي مكثّف في الملف برمّته. وكان لافتاً أن قنوات تلفزيونية عالمية لم تسعَ حقيقةً الى إعداد أفلام وثائقية عن الأمر بحجة عدم توافر معطيات كافية، أو عدم وجود عناصر بصرية ضرورية، لكن ثمة جهة نافذة في لبنان وفي السعودية وفي دولتين عربية وأوروبية، قررت تقديم المساعدة في إنتاج وثائقي يصنَّف في خانة «العمل الاحترافي»، وعُهد إلى شركة عبد الرحمن الراشد الإنكليزية إعداده، بإشراف من الراشد الذي أجرى ومساعديه سلسلة من الاتصالات المهمّة للحصول على دعم معلوماتيّ خلال إعداد الفيلم، الذي أعلن إنجازه عام 2009 بعد أكثر من سنة من العمل عليه. وهو يتضمّن معلومات ينسبها الفيلم إلى مصادرها الأصلية، تدور في نهاية الأمر حول الفكرة نفسها: تورّط حزب الله في الجريمة.
معطيات الفيلم
يبدأ الفيلم بإعادة تمثيل آخر لحظات عاشها الحريري قبل الانفجار، مع عرض لدوره في الشرق الأوسط، ومساعيه لوقف الحرب الأهلية وإعادة إعمار بيروت. ويُستضاف مروان حمادة، وليد جنبلاط، سعد الحريري، فارس بويز (وهو من أواخر الأشخاص الذين صافحهم الحريري)، ودايفيد ساترفيلد، السفير الأميركي الأسبق في لبنان. ثم يجري عرض لمراحل التحقيق اللبناني، فيُستخلَص كلام من اللواء أشرف ريفي عن «أخطاء ارتُكبت من خلال العبث في مسرح الجريمة»، ثم ينتقل الفيلم إلى عمل لجنة التحقيق الدولية برئاسة ديتليف ميليس، حيث تُستعاد التقارير وكاميرا البنك البريطاني وسيارة الميتسوبيشي المحمّلة بالمتفجرات والقول إنّ السائق الانتحاري كان متوقّفاً خارج الفندق بانتظار الموكب، ثم يلي ذلك عرض لمشاهد تمثيلية لكيفية وضع «شريط أبو عدس» على الشجرة والاتصال بقناة «الجزيرة» والقول إنّ أحمد أبو عدس اختفى قبل شهر من اغتيال الحريري، وإنّ تسريب الشريط هدفه التضليل. وتجري الاستعانة مرةً جديدة باللواء ريفي، الذي يقول إنّه لم يُعثر على أيّ دليل بواسطة الـ«دي. أن. آي» يربط أبو عدس بمسرح الجريمة. ويشير الفيلم، بحسب روايته، إلى اتهام سوريا «التي كانت تحتل معظم الأراضي اللبنانية لمدة 30 عاماً، ولا يمكن أيّ زعيم لبناني التحرّك دون موافقة دمشق، لكن رفيق الحريري كان ملتزماً ومصمّماً على سيادة لبنان، ما جعله على خلاف حاد مع بشار الأسد»، مع تعقيب لنائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام جاء فيه: «بشّار يعتقد أن لا أحد يستطيع أن يقف في وجهه أو يخالفه». ويتحدث خدّام عن مرحلة التمديد للرئيس إميل لحود قائلاً: «دخلتُ على بشار وكان مضطرباً ومتوتراً وقلقاً، قال لي «كان الحريري عندي وهو يلعب، يعتقد أن باستطاعته الإتيان برئيس للجمهورية، قلت له أنا الذي آتي بالرئيس، ومن يفكّر في الخروج عن سياستنا فسنطحنه طحناً»، معنى هذا الكلام أنه سيطحنه، «أي إن المتآمر عقوبته الموت». وفي عودة إلى التحقيقات، تظهر مشاهد تمثيلية تجسّد النقيب وسام عيد (المسؤول عن الفرع التقني في فرع المعلومات) وهو يتابع التحقيق في شبكة الاتصالات الخلوية. ويورد الفيلم أن «الاختراق الكبير في التحقيقات جاء عبر الكابتن وسام عيد خبير الاتصالات، جرى تحليل 70 ألف اتصال أُجريت في يوم اغتيال الحريري، النتائج كانت باهرة». يضاف إلى ذلك شرح لحكاية الخطوط الهاتفية الخلوية الثمانية، وعرض مشاهد تمثيلية لشبان ملتحين يجرون اتصالات في ما بينهم، قبل أن يجري استخدام واستكمال مشاهد الشبان في المقطع الأخير من الفيلم عند اتهام عناصر من حزب الله. ويضيف الفيلم إنّ تحقيقات عيد «كشفت أنّ أحد مستخدمي الهواتف اتصل بمسؤول كبير في الاستخبارات السورية العاملة في لبنان... وظهرت دلائل أخرى تدين سوريا، حيث تُعرض هنا مشاهد الشبان وهم يجهزون قنبلة ضخمة داخل سيارة». وبعد الإشارة إلى محمد زهير الصديق من دون تسميته، ينتقل الفيلم إلى مرحلة توقيف الضباط الأربعة مع مشاهد تمثيلية لعملية «دهم منازل أربعة ضباط كبار مشتبه في تعاونهم مع الاستخبارات السورية في جريمة الحريري... الجنرالات كانوا يخططون لمغادرة البلاد تفادياً للاعتقال». يقول اللواء أشرف ريفي في هذا الصدد: «خلال عملية التفتيش التي قامت بها لجنة التحقيق الدولية بحماية ومؤازرة منا، عثروا طبعاً على كميات من المال لدى الضباط، وعلى جوازات سفر ومستندات كانت في منازلهم». وبعد ذلك، يحكي الفيلم عن تسليم ميليس السوريين لائحة بأسماء من يريد التحقيق معهم. ثم يقول ميليس في مقابلة خاصة بالفيلم إنّ سوريا «كانت تضع جداراً أمام أيّ مجهود للتحقيق داخل سوريا، وقد وصلنا إلى نتيجة أنّ الدافع السوري كان سياسياً، وكان من الصعب التصور أن الاغتيال كان يمكن أن يحصل من دون دعم، أو على الأقل معرفة، أجهزة الاستخبارات اللبنانية السورية».
لكن ذلك ليس كافياً، بحسب المعدّ، إذ يعود خدّام الى الظهور: «أنا أقولها بوضوح، وقلت هذا الكلام في لجنة التحقيق، إنه ليس هناك قرار أمني في سوريا يتّخذه شخص عادي. القرار الأمني يتخذه رئيس الدولة»، ثم يتابع الفيلم مسار التحقيق وصولاً إلى مرحلة إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عام 2007. ويعرض الفيلم واقع «فتح الإسلام» باعتبارها «مجموعة إرهابية متأثرة بالقاعدة، ويُعتقد أنها مدعومة من سوريا» (الغريب أن المَشاهد التي وضعت على هذه الجملة هي مشاهد أحداث الجامعة العربية). ثم يتابع الفيلم قصة تفجير عين علق واكتشاف هوية من نفّذ التفجير، مع مداخلات من اللواء ريفي وقصة مقتضبة لمعركة نهر البارد.
اتّهام حزب اللّه
ثم ينتقل الفيلم إلى تقرير «دير شبيغل» ليبدأ حكاية اتهام حزب الله. وفي أحد المشاهد، تظهر وثيقة بالإنكليزية لثوانٍ معدودة. لكن بمجرد إيقاف الصورة، يمكن قراءة محتوى الوثيقة وهي بعنوان «لبنان/ حزب الله يقف خلف اغتيال الحريري»، وفي النص نجد المعلومات الآتية: في الأسابيع التي سبقت جريمة الحريري، قام عدد من خلايا وعناصر من حزب الله بمراقبة عن قرب لتحركات رئيس الوزراء الأسبق، وجمعوا معلومات دقيقة عن تحركاته وانتظروا الفرصة السانحة لاغتياله. بناءً على معلومات متراكمة، قامت بهذا النشاط وحدة صغيرة في حزب الله يرأسها (؟) (جرت تغطية الاسم مع إرفاق صورة فوتوغرافية أخفي وجه صاحبها)، وهو قيادي رفيع يتمتع بماضٍ غني في القيادة، وهو من منطقة النبطية جنوب لبنان، مولود بتاريخ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1963، ويعيش حالياً في المنطقة الشيعية جنوبي بيروت... هو أيضاً قائد وحدة سرية تتولى نشاطات سرية على الساحة اللبنانية، متزوّج وله ثلاثة أولاد... هذا القائد (؟) كان قائد فرقة الاغتيال. وكان يبدو مسؤولاً عن إحضار شاحنة ميتسوبيشي بيضاء في أواخر كانون الثاني/ يناير 2005 من مكان بعيد عن بيروت بطريقة تظهره بعيداً عن شبهة إحضار المركبة. وقد قامت وحدة التفجير المتخصصة في حزب الله، التي لديها خبرة عظيمة في تجهيز عبوات السيارات المفخخة، بتحويل المركبة إلى سيارة مفخخة وجهّزتها بـ1000 كلغ من متفجرات من مختلف الأنواع (TNT, C4, RDX)، علماً أنّ هذه الوحدة بقيادة (؟) كانت عام 2005 تتبع مباشرةً للقائد العسكري لحزب الله عماد مغنية». ثم يمكن القراءة في أسفل الوثيقة المعلومات الآتية: «أياد، تاريخ ميلاده في 20 نيسان/ أبريل 1960، وهو مخبر سابق في جهاز حزب الله للعمليات الخارجية».