الحريري في موسكو: مساعدة روسية مجانية للجيش اللبناني

أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري، بعد لقائه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في ختام المحادثات اللبنانية الروسية في موسكو، التي زارها الحريري على رأس وفد من الوزراء والمستشارين، ان روسيا قررت تقديم مساعدة مجانية للجيش اللبناني قوامها ست طوافات من طراز (أم أي 24)، و31 دبابة (ت 72) و36 مدفعا من عيار (130 مليمترا) وحوالى نصف مليون ذخائر مختلفة للاسلحة المتوسطة، و30 الف قذيفة مدفعية لمدافع (130 مليمترا). من جهته، طلب بوتين من الحريري دعم مشاريع الشركات الروسية في لبنان في مجالي الطاقة والصناعات العسكرية. عقدت المحادثات الرسمية اللبنانية الروسية في قصر الضيافة في موسكو، وحضر عن الجانب اللبناني الى الحريري، وزير الدفاع الياس المر، وزير الخارجية علي الشامي، وزير العدل ابراهيم نجار، وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، وزيرة المال ريا الحسن، وزير الدولة عدنان القصار، وزير الثقافة سليم وردة والمستشار جورج شعبان. وعن الجانب الروسي حضر الى بوتين، وزير الطاقة سيرغي شماتكو ونائب مدير الادارة في رئاسة الوزراء يوري بوشاكوف والسفير الروسي الجديد في لبنان الكسندر زاسبكين ونائب وزير النقل الروسي سيرغي اريستوف ونائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف ومدير التعاون العسكري الفدرالي ميخائيل ديميترياف ومدير شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الروسية اليغير بيلاييف. في مستهل المحادثات اعرب بوتين عن رضاه عن تطور العلاقات الثنائية الروسية اللبنانية، وعن سروره لتطور الاقتصاد اللبناني والعمل الذي يقوم به الحريري لاحلال السلم الاهلي في لبنان. واعلن بوتين عزم الحكومتين التوقيع على اتفاقيتين، الاولى وثيقة تعاون بين النيابة العامة الروسية ووزارة العدل اللبنانية، والثانية في مجال الثقافة. وتابع: «انخفض التبادل التجاري في السنة الماضية حوالى الـ25 بالمئة، لكن هناك خبراً جيداً وهو ان التبادل التجاري عاد وارتفع حوالى الثلثين خلال الاشهر التسعة الماضية، الا ان هذا التبادل يبقى ضئيلا، وهناك امكانيات جيدة لتطوير علاقاتنا التجارية وخاصة لناحية تنفيذ المشاريع الكبرى وهذا يتعلق بمجالات الطاقة والنقل والاتصالات وكذلك التعاون العسكري. وفي هذه المجالات التي اشرنا اليها هناك مشاريع جدية وملموسة، وانتم تعرفون رغبة الشركات الروسية الكبرى في المشاركة بالمناقصات التي سوف تطرح في لبنان». من ناحيته قال الحريري: «التبادل التجاري يجب ان يكون افضل مما هو عليه اليوم لان العلاقات السياسية مميزة بالفعل، لذلك نحن نرحب بكل الشركات الروسية لتشارك في المناقصات المطروحة في مجالات النقل وبناء السدود والسكك الحديدية وغيرها. ونرى ايضا ان العلاقات العسكرية والامنية مهمة جدا بالنسبة الينا، وكذلك التبادل العسكري والتدريب». واضاف: «لا بد من وضع حدٍ للتعنت الاسرائيلي المستمر لان المنطقة لا تتحمل كل هذا التطرف الموجود فيها، ويجب على اسرائيل ان تقبل بمبادئ مؤتمر مدريد وبالمبادرة العربية للسلام، ونحن نرى ان دور روسيا كبير ومواقفكم التاريخية مع القضية الفلسطينية والعرب ودعمكم للقرارات الدولية المتعلقة بهذه القضايا كانت عادلة، وكنتم دائما الطرف الذي يرى المشكلة من جهتين. ونتمنى ان يقوى دوركم في هذه العملية لان المنطقة بحاجة الى الدور الروسي». عند كيريل وكان الحريري زار ظهر أمس البطريرك كيريل بطريرك موسكو وعموم روسيا للروم الأرثوذكس في مقر اقامته، وعقد معه اجتماعا حضره الوفد اللبناني المرافق وعن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية الروسية مندوب الرئيس الروسي لشؤون الشرق الاوسط الكسندر سلطانوف والسفير المتجول اندريه فدوفين ورئيس قسم سوريا ولبنان في الخارجية الروسية اندريه بانوف وممثل البطريرك هزيم في موسكو المطران نيفون سيقلي. وقال كيريل مخاطبا الحريري: لقد كانت الكنيسة الارثوذكسية مشمئزة من العمل الاجرامي الذي اودى بحياة والدك، ونحن نرحب باقامة المحكمة الخاصة بلبنان برعاية الامم المتحدة للتحقيق في هذه الجريمة». وتابع: يوجد الان في لبنان حوالى خمسة الاف مواطن ينتمون الى الكنيسة الارثوذكسية الروسية، ومن بينهم من ينتمي الى عائلات روسية معروفة لها تاريخ مجيد في اعماق التاريخ، وقد تزوج بعضهم ايضا من مواطنين لبنانيين، ولهذه الزيجات اهمية في نظرنا. كما ان البطريركية الارثوذكسية الانطاكية تنشط في لبنان وهي ترعى المنتمين الى هذه الكنيسة». من ناحيته، رد الحريري شاكرا كيريل والكنيسة «على مطالبته بتحقيق العدالة واحقاق الحق في ما يتعلق بالمحكمة الدولية واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان يمثل خط الاعتدال العربي الكبير». وكان الحريري قد عقد صباحا في مقر اقامته في فندق «الريتز»، في موسكو اجتماعا مع رئيس الهيئة الفدرالية للتعاون العسكري ميخائيل ديماتريف في حضور المر وشعبان، تم خلاله البحث في التعاون العسكري بين البلدين اضافة الى المساعدات العسكرية الروسية للبنان. كما استقبل الرئيس التنفيذي لشركة «لوك اويل» سيرغي شابليغين وهي اكبر شركة نفطية في روسيا، وبحث معه في حضور المستشارين جورج شعبان ومازن حنا، سبل توسيع استثمارات الشركة وعملها في لبنان، اضافة الى العمل على اعادة تأهيل مصفاة طرابلس على نفقة الشركة لتتمكن من استجرار النفط من العراق الى لبنان تمهيدا لاعادة تصديره الى دول المنطقة». من ناحية اخرى، عقد الوزير عدنان القصار اجتماعا مع رئيس غرفة التجارة والصناعة لروسيا الاتحادية رئيس الجانب الروسي لمجلس الاعمال العربي ـ الروسي يفغيني بريماكوف، تم خلاله البحث في التحضيرات الجارية لانعقاد الاجتماع المقبل للمجلس وسبل تطوير التعاون الاقتصادي الروسي العربي عموما والروسي اللبناني خصوصا. ويختتم الحريري زيارته إلى روسيا اليوم منتقلا منها إلى المملكة العربية السعودية.

آخر تعديل على Thursday, 18 November 2010 07:20

الأكثر قراءة