أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، مساء أمس، أنه يريد تعديل مشروع قانون مثير للجدل يفرض اداء قسم الولاء لاسرائيل كدولة يهودية "على كل الذين سيطلبون الحصول على الجنسية الاسرائيلية" بما يشمل اليهود وغير اليهود. وقال مكتب نتنياهو في بيان ان "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من وزير العدل ان يعد مشروع قانون جديد حول اداء قسم الولاء يشمل جميع الاشخاص الذين يطلبون الحصول على الجنسية الاسرائيلية". وكان مشروع القانون الذي وافقت عليه الحكومة الاسرائيلية نص على تعديل القانون الحالي حول الجنسية باضافة الجملة الاتية "اقسم ان احترم قوانين دولة اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية". وتعرض هذا التعديل لانتقادات حادة من اليسار الاسرائيلي واثار استياء في العالم، وكان يشمل فقط غير اليهود كون اليهود يحصلون على الجنسية بموجب قانون العودة وليس قانون الجنسية. وأكد متحدث باسم رئيس الوزراء لوكالة فرانس برس ان مشروع القانون الجديد سيشمل "الأشخاص المعنيين بقانون الجنسية وقانون العو
يمكن النظر اليوم إلى قضية الغذاء العالمي باعتبارها أحد العناصر الأكثر وهناً في منظومة الأمن الدولي وحيث باتت مجاميع كبيرة من البشر ضحية لأزمة لا تبدو قاربة حلها مكتملة المعالم.
جاك ضيوف المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) قال في ختام أعمال الدورة السنوية للمنظمة التي عقدت في روما بالأمس: «إن أزمة الجوع التي تشمل اليوم سدس البشرية جمعاء إنما تطرح خطراً جدياً على الأمن والسلام في العالم» والسبب أن أكثر من مليار شخص في العالم يعانون من الجوع بسبب الأزمة الاقتصادية والتغير المناخي والحروب والأزمات والمآسي التي يعيشها العالم الثالث والمطلوب شراكة حقيقية لمكافحة الجوع تترجم إلى موازنة واضحة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي شاطر مدير (الفاو) الرأي قد قال: ليس من الممكن ضمان الأمن الغذائي بلا تحقيق الأمن المناخي فالكتل الجليدية لجبال الهيمالايا إن ذابت فلسوف يؤثر ذلك على موارد المعيشة والبقاء لنحو ثلاثمئة مليون شخص في الصين وما يصل إلى مليار شخص في سائر أنحاء آسيا.
وأكد بان كي مون أن صغار مزارعي إفريقيا ينتجون معظم غذاء القارة ويعتمدون في الأغلب على الأمطار للزراعة من الممكن أن يواجهوا انخفاضاً بحدود 50 بالمئة في إنتاجهم بحلول عام 2020 ولذا يتحتم علينا أن نقدم على تغييرات كبرى ذات دلالة بعيدة المدى تلبية لحاجاتنا الغذائية والعمل على الأخص من أجل حماية أشد الفقراء والضعفاء.
وإذا وصف جاك ضيوف ما يتجاوز المليار جائع في عالم اليوم بأنه «إنجازنا المأساوي في عصرنا الحاضر» فقد شدد على الحاجة الملحة لإنتاج الغذاء حيثما يقيم الفقراء والجوعى وإلى تدعيم الاستثمار الزراعي في تلك الأقاليم وذكر ضيوف أن ما لايزيد على 2 إلى 4 بالمئة من مجموع السكان لدى بعض البلدان الصناعية قادر على إنتاج الغذاء يكفي لسد حاجات أمة بأسرها وحتى للتصدير، أما في معظم البلدان النامية فإن ما يتراوح بين 60 إلى 80 بالمئة من مجموع السكان ليسوا بوسعهم حتى إن يسدوا الحاجات الغذائية المباشرة لبلادهم وأضاف إن الكوكب يملك سد حاجاته الغذائية شريطة أن تنفذ القرارات المتخذة.
وأن تعبأ الموارد المطلوبة بفعالية بينما دعا إلى زيادة المساعدة الإنمائية الرسمية المخصصة للزراعة وتكريس حصة أعظم في موازنات البلدان النامية للزراعة.
وكانت أهداف الألفية الثالثة التي وضعتها الأمم المتحدة تتمثل في خفض عدد الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية إلى النصف حتى عام 2015 ليصبح 420 مليون شخص تقريباً، إلا أن هذا الهدف لم يتحقق حيث بلغ عدد الجوعى 700 مليون نسمة قبل أزمة الغذاء العالمية التي ارتفعت فيها أسعار الأغذية الأساسية لمعدلات وصلت إلى 300 بالمئة في بعض الحاصلات، ما أضاف 200 مليون فرد يعانون نقص الغذاء ثم أسهمت الأزمة المالية العالمية في إضافة 100 مليون جديدة للجوعى مع اتجاه الأنشطة الاقتصادية للركود وفقدان أعداد كبيرة من العاملين لوظائفهم حول العالم.
وتحتاج الدول النامية والفقيرة إلى تنمية إنتاجها الزراعي وزيادة إنتاجيته من خلال زيادة الاستثمارات الموجهة إليه حيث يعتبر هو السبيل في معظم هذه الدول للقضاء على الفقر والجوع وخصوصاً أن نحو 70 بالمئة من فقراء العالم يعتمدون في حياتهم على الزراعة بالإضافة إلى دور هذا القطاع الأساسي في النمو الاقتصادي كله.
ويستدل من تقرير نشره موقع «الفاو» الالكتروني أن معضلة انعدام الأمن الغذائي العالمي تتفاقم ولا تزال تمثل خطراً بالغاً على الإنسانية ومع تشبث أسعار الأغذية بمستوياتها العالية في البلدان النامية فإن عدد الذين يعانون من الجوع قد تصاعد من دون رحمة في السنوات الأخيرة وتزيد الأزمة الاقتصادية العالمية من تدهور الوضع بالنظر إلى تبديدها لفرص العمل وتعميقها لظاهرة الفقر.
ووفقاً لتقديرات المنظمة فإن عدد الجائعين يمكن أن يرتفع بمقدار 100 مليون شخص آخر في عام 2010 بحيث يتجاوز عتبة المليار نسمة.
وعليه فإن البلدان النامية تحتاج إلى الأدوات الإنمائية والاقتصادية والسياسية اللازمة للنهوض بإنتاجها وقدرته الإنتاجية في مجال الزراعة.
ومن الواجب تعزيز الاستثمارات في القطاع الزراعي لأن تمتع هذا القطاع بالعافية يعتبر عنصراً لا غنى عنه للتغلب على الجوع والفقر وشرطاً أساسياً للنمو الاقتصادي الشامل في معظم البلدان الفقيرة.
ويرجع السبب في خطورة الأزمة الغذائية الراهنة إلى ما عاناه القطاع الزراعي من إهمال ونقص في الاستثمارات على مدى عشرين عاماً وتوفر الزراعة بصورة مباشرة أو غير مباشرة موارد الرزق لنحو 70 بالمئة من الفقراء في العالم.
توقعات بإنفاق دول مجلس التعاون 140 مليار دولار لإنتاج الكهرباء بالتقنية النووية خلال الـ20 سنة المقبلة
أفادت معلومات أوردها خبير استراتيجي خليجي، يدير مركزا للأبحاث في دولة الإمارات العربية المتحدة، بتوافق دول مجلس التعاون الست، على بناء محطة الطاقة الذرية التجريبية الخاصة بالبرنامج الخليجي النووي المشترك، في صحراء تقع بين دولتي الكويت والسعودية، كأحد الخيارات المطروحة على الأرض، وسط توقعات بإنفاق 140 مليار دولار لإنتاج الكهرباء بالتقنية النووية خلال الـ20 سنة المقبلة.ويعكس الحديث عن تحديد الدول الخليجية الموقع الذي ستقام عليه المحطة الذرية، حجم التقدم المحرز على صعيد إنجاز المشروع الخليجي الذي أقر في «قمة جابر» التي احتضنتها الرياض عام 2006.
وكانت قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض، قبل 4 سنوات، قد وجهت بإجراء دراسة مشتركة لدول المجلس الست لإيجاد برنامج مشترك في مجال التقنية النووية للأغراض السلمية.
وقال عبد العزيز بن صقر مدير مركز الخليج للأبحاث الذي يتخذ من دبي مقرا له، أمام جمع من المهتمين في الرياض: «حينما فكرنا في دول الخليج في اختيار موقع محطة طاقة ذرية، اخترنا صحراء بين السعودية والكويت في منطقة يعتقد أنها من أنسب المواقع لإقامة تلك المحطة.. ولم نفكر في الربع الخالي».
الرياض: تركي الصهيل
وتتمثل مشكلة «غوغل» الاساسية حالياً بهدفه الصعب وهو الحد من تحركات موقع «فايس بوك» الذي تجاوز عدد المشتركين فيه نصف بليون شخص، ومحاولة الاستفادة منه للعبور الى زبائنه من دون عوائق ومن ثم تسويق خصائصه على اساس انها من الممتلكات السهلة.
ومع ان ما يصل الى 34 الف مستخدم يلجأون الى «غوغل» في الثانية مقابل 700 فقط الى «فايس بوك» الا ان محرك البحث يخشى من ان ارتفاع عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وتطوير ادوارها قد يحرمه مستقبلاً من النمو وقد يأخذ جزءاً من حصته الاعلانية.
وتقول شارلين لي مؤسسة مجموعة «التيميتر» للبحث والاستشارات «ان غوغل أمن دخلاً كبيراً من عمليات بحث ساعدت الناس في اتخاذ قراراتهم لكن عدد المشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي يزداد يوماً بعد يوم ويمكن لهذه المواقع ان تساعدهم في قراراتهم المستقبلية».
ومع ان «غوغل»، الذي يتلقى نحو 88 بليون طلب بحث شهرياً مقابل 19 بليوناً لموقع «تويتر» و8.4 بليون طلب لموقع «ياهو» و2.4 بليون لموقع «بينغ»، رابع محركات البحث الشهيرة، فشل حتى الآن في الحصول على حصة رئيسية من مواقع التواصل الاجتماعي ولم تحقق خدمته «باز» النتيجة المطلوبة الا ان رئيسه التنفيذي اريك شميت يقول «سنحاول ثانية وسترون ما سنقدمه قبل نهاية السنة».
ويُعتقد ان «غوغل» سيقدم اضافة اجتماعية اساسية زيادة على خدمات البحث والصور الجوية والخرائط والفيديو والاعلان، ما سيجعل تقدماته متكاملة وسيصعب على اي من منافسيه تحقيقها في السنوات العشر المقبلة.
لكن منتقدي محرك البحث يرون ان هيكليته «غير صديقة» لما يطلبه رواد التواصل الاجتماعي بحيث تُمكن المنتسبين الى «فايس بوك» من تسجيل تقدم في استخدام الموقع على حساب الذين يستخدمون «غوغل» خصوصاً في التواصل ما بينهم كما اظهرت احصاءات موقع تحليل المواقع «كوم سكور».
وبعد تأسيس تحالف «فايس بوك» و»مايكروسوفت» اصبح المستخدمون يتركون نظام البحث الذي يربطهم مع «غوغل» لصالح استخدام محرك بحث «مايكروسوفت» كما حقق «فايس بوك» تقدما على محرك البحث عبر البدء بنشر الاعلانات مع الصور المتحركة او الافلام الدعائية.
الجميع يتوقع ان لا يكرر «غوغل» تجربة منافسه بل يحاول ايجاد تركيبة جديدة تجتذب شريحة المراهقين لابعادهم عن «فايس بوك» او لاستعادتهم اليه.
وضمن «الحرب المهذبة» بين الموقعين سارع «غوغل» امس الى ابراز ما نشرته صحيفة «وول ستريت جونال» عن ان عشرة من اكثر التطبيقات على «فايس بوك» تسمح بتحويل المعلومات الشخصية للمشتركين الى عشرات من الهيئات الاعلانية وشركات الانترنت المتخصصة بجمع المعلومات. وتبين ان بعض من تم تسليم معلوماتهم الشخصية كانوا وضعوا هذه المعلومات في خانة «الخاص» ولا يُسمح لاحد بالاطلاع عليها. ولم تُعرف بعد الفترة التي بقي فيها المشتركون مكشوفين امام شركات الاعلان لكن بياناً اعلامياً على الموقع افاد انه سيتم تفادي الامر مستقبلاً.
الاربعاء, 20 أكتوبر 2010 لندن - «الحياة»
ليس من قبيل المصادفة ان تتحدث الكتب التاريخية الأكثر أمانة، لدى الإتيان على ذكر غوتنبرغ، عن «اكتشاف المطبعة» وليس عن «اختراعها»، حتى وإن كان مؤرخون أوروبيون كثيرون يتحدثون عن «اختراع» وليس عن «اكتشاف». فالحال ان غوتنبرغ الذي ارتبط اسمه، بفضل ايجاده المطبعة، بجزء كبير من النهضة الفكرية والعلمية التي عرفتها أوروبا اعتباراً من القرن الخامس عشر، كان المطوّر الأساسي لاختراع كان موجوداً من قبله، وكان يتألف من ثلاثة عناصر: الورق، والأحرف النقالة، وآلة الطباعة نفسها. وهذه العناصر كانت، في الحقيقة، موجودة وإن في شكل متفرق وضئيل الحضور عملياً، لدى الصينيين منذ قرون عدة، والعرب تمكنوا من نقله عنهم، انما من دون أن يتمكنوا من الدمج بين العناصر الثلاثة. من هنا ظل النسخ هو الأسلوب السائد لإيجاد الكتب، حتى وقف غوتنبرغ ذات يوم وتساءل ماذا لو يستفيد من تلك الآلة التي تعصر العنب ويحاول أن يستخدم ما هو شبيه بها لإعادة انتاج صفحات مطبوعة. حدث ذلك عند أواسط القرن الخامس عشر. ونعرف طبعاً ان مشروع غوتنبرغ قد نجح، حيث انه، خلال الخمسين سنة التي تلت توصّل غوتنبرغ الى ذلك الاكتشاف، شهدت طباعة ونشر 30 ألف كتاب في طول أوروبا وعرضها. وكانت النتيجة المباشرة ان الكتاب، الذي كان قبل ذلك منسوخاً، ويقتصر على الأديرة وعلية القوم القادرين على دفع تكلفته الباهظة، صار في متناول أعداد أكثر من البشر. صار منتوجاً ديموقراطياً الى حد ما، في تعبيرنا المعاصر.
من هنا، اذا كان من الصعب القول ان غوتنبرغ هو مخترع المطبعة، فإن في امكاننا أن نقول - على الأقل - انه هو الذي يقف خلف واحدة من أكبر الثورات الفكرية التي عرفتها البشرية في تاريخها. ومن هنا لم يكن غريباً لدارس معاصر لنا هو مارشال ماكلوهان، حين تنبأ بزوال عصر المطبوع وبداية عصر المرئي أن يقول: وداعاً يا سيد غوتنبرغ. يومها (في منتصف القرن العشرين) رد كثرٌ قائلين ان هيمنة المرئي والمسموع لن تلغي أبداً ما حققه غوتنبرغ. والسجال لا يزال قائماً حتى اليوم، على رغم انتشار الكومبيوتر وما تلاه، او بفضل ذلك (بحسب وجهة النظر).
ولكن قد يجدر بنا هنا، أن نترك العصور الحديثة، ونعود الى ذلك الزمن الذي يبعد عنا زهاء خمسة قرون. ففي ذلك الزمن كان معروفاً أن الصينيين عرفوا الحروف المصنوعة من صلصال، كما عرفوا الورق. وهم احتفظوا بسر صناعة ذلك كله زمناً طويلاً. لكن العرب سرعان ما اطّلعوا على كل ذلك، ولا سيما على الورق وعرفوا صناعته. وهكذا أحدثوا ما يسمى بالثورة الأولى في عالم انتشار الكتاب. ولم يكن أمام غوتنبرغ إلا أن يتأمل ذلك. وتقول لنا كتب التاريخ ان يوهان غوتنبرغ (واسمه الأصلي يوهان غنفليش، لكنه آثر استخدام اسم امه فعرف به دائماً) عاش وأقام محترفه في مايانس ( شرق فرنسا اليوم، ولكن غرب ألمانيا في ذلك الحين). وهو تمكن من تحقيق حلمه الطباعي بفضل تمويل مصرفيّ آمن به وباكتشافه في ذلك الحين. وهكذا استعان غوتنبرغ برسام الحروف بيتر شوفر، وصنعا معاً تلك الحروف النقالة، التي ظلا يشتغلان عليها زمناً، حتى استطاعا أخيراً أن يركّباها على لوحة واحدة، كبيرة الحجم. وكان أول ما أنتجاه صفحات لكتاب مقدس تضم الصفحة منها ستة وثلاثين سطراً، كتبت بحروف غوطية. لكن غوتنبرغ سرعان ما رأى امكان ان تكون الحروف أصغر والأسطر اكثر في الصفحة الواحدة، لذلك عاود الاشتغال مع شوفر حتى توصلا الى تلك التحفة الفنية وكانت عبارة عن كتاب مقدس في أكثر من سبعمئة صفحة، طَبَعَا منه مئتي نسخة لا يزال موجوداً منها حتى يومنا هذا 46 نسخة لا يكفّ الناس عن تأملها بإعجاب، ولا سيما في المكتبة الوطنية في باريس.
منذ تلك اللحظة، لم يعد في امكان عجلة الطباعة أن تتوقف. لكن مصير غوتنبرغ لم يكن زاهياً. فهو، في العام نفسه الذي ظهر ذلك الكتاب الحقيقي الأول، اضطر الى الانفصال عن شركائه وقد وجد نفسه مكبّلاً بالديون من كل جانب. وبعد أن تشرد فترة من الزمن، وفي وقت كانت الطباعة تعد بالكثير، لا سيما على مستوى اخراج الكتاب من حماية الأديرة والأعيان، اضطر غوتنبرغ الى أن يضع نفسه تحت حماية مطران مايانس، الذي حماه وآواه، ومكّنه من أن ينهي حياته بهدوء ودعة في عام 1468. عندما رحل غوتنبرغ كان يعرف انه اكتشف شيئاً مهمّاً، لكنه، في الواقع لم يكن ليدرك انه انما حدد لحظة انعطافية في تاريخ البشرية. لحظة بين زمن تراكمت فيه المعلومات والنصوص، وبدأت تخرج (مع ازدهار عصر النهضة) من أسر الكنيسة لتصبح أكثر دنيوية وعلى علاقة أكثر بالناس أو ما يسمى اليوم بالنخبة المثقفة، غير المرتبطة بالكنيسة ضرورة، وزمن باتت فيه تلك النصوص في حاجة الى أن تطبع وتنتشر. وما أمّنه غوتنبرغ هو ذلك الانتشار، بفضل ثلاثة عوامل رئيسة، ذات طابع تقني ومادي لكن أهميتها بالنسبة الى الفكر ستكون هائلة: دقة مدهشة في صنع الحروف، قوة مقاومة للمواد المستخدمة، وإيجاد حبر خاص وآلة طباعية سريعة الحركة.
ولد يوهان غوتنبرغ، كما أسلفنا في مايانس قبل عام 1400 على الأرجح، ابناً لعائلة من الحرفيين، وهو عمل في صباه وشبابه لدى صانع جواهر ثم لدى صانع مرايا. وبعد ذلك تعلّم حرفة الحفر على الخشب. أما بداية اهتمامه بالطباعة فكانت خلال إقامته، عقداً ونصف العقد، في مدينة ستراسبورغ، حيث عمل في حفر ألواح الخشب التي كانت تستخدم، بحسب الطريقة الصينية التي كانت اشتهرت بعد أن نقلها العرب، وتعرف باسم كسيلوغراف. وهو انطلاقاً من مهنته تلك بدأ يفكر بتطوير ذلك العمل. وكان له ذلك في حوالى عام 1450، حين عاد مرة أخرى الى مايانس وراح يدرس بعناية آلة عصر العنب، في منطقة اشتهرت بصناعة النبيذ، وبالتالي بعصر العنب. وهكذا اتاحت له تأملاته، الربط بين العناصر الثلاثة الضرورية لوجود الطباعة، وأتاحت له بالتالي ان يصل الى ذلك الاكتشاف، وحسبنا هنا، للتشديد مرة أخرى على أهمية ما توصل اليه غوتنبرغ ان نقول ان ثمة احصاءات تفيد بأنه في القرن السادس عشر، كان ثمة 200 مليون نسخة من الكتب تملأ مكتبات بيوت طبقة جديدة مثقفة كانت نتاج عصر النهضة، ولكن أيضاً نتاج ذلك الاكتشاف. ولم يعد من الممكن أحداً أن يلجم انتشار العلم والمعرفة، وتقدم الانسان، كما يمكننا أن نستنتج.
ابراهيم العريس
- حدث في 20 تشرين اول -
1798- اندلاع ثورة القاهرة الأولى ضد الحملة الفرنسية على مصر، وراح ضحيتها حوالي 2500 مصري بينما قتل من الفرنسيين 16 فرد فقط بينهم جنرال.
1827- وقوع معركة نافارين البحرية بين الأسطول المصري بقيادة إبراهيم باشا مدعم بالأسطول العثماني والأسطول الجزائري من جهة وأساطيل الحلفاء (بريطانيا، فرنسا وروسيا) من جهة أخرى.
1944- أعلنت في المانيا التعبئة العامة للرجال في سن تتراوح بين السادسة عشرة حتى الستين لتجنيدهم في المتطوعة الشعبية.
1944- تشكلت في اليابان اولى فصائل الكوميكادزه من الطيارين الإنتحاريين.
1963- فرنسا تنفذ تجربة نووية تحت الارض في الجزائر إيكر.
1960- تأسيس نادي القادسية الكويتي، ويعتبر الآن من أقوى الأندية الكويتية في مختلف الألعاب الرياضية.
1973- افتتاح دار الأوبرا في سيدني على ضفاف ميناء سيدني ، واحدة من اكثر المباني تميزا في العالم استمر بناءه 15 عاما.
1973- الملكة إليزابيث الثانية تفتتح دار أوبرا سيدني وذلك بعد 15 عاماً من البناء، وقد كلف المبنى 80 مليون دولار أمريكي وتم تصميمها بواسطة المصمم الدانماركي جيرن أوتسون.
1977- انقلاب عسكري في تايلاند يطيح بالحكومة المدنية.
1981- الاتحاد السوفيتي يمنح بعثة منظمة التحرير الفلسطينية بموسكو صفة ديبلوماسية.
1989- الكاتب الإسباني كاميلو خوسي سيلا يحوز على جائزة نوبل في الأدب.
2009- علماء فلك أوروبيون اكتشاف 32 كوكبا خارج المجموعة الشمسية.
تجتاح العالم الرأسمالي في قلاعه الامبراطورية الكبرى، ودوله الأقل تطوراً في أوروبا، أزمة اقتصادية ومالية خطيرة، لم تفلت من خناقها أي دولة رأسمالية في العالم، كانت قد اختارت في مرحلة سابقة،
النهج الليبرالي الاقتصادي الرأسمالي، الذي حقق فورات سريعة، ولكن سرعان ما تبين أنها فقاعات، تفجرت أمام أول امتحان قاسٍ لها، عقب الأزمة الاقتصادية- المالية، التي أصابت الاقتصاد الأميركي، بين عامي 2007-2009، ومازالت تداعيات هذه الأزمة ، تفرض نفسها بقوة سلبية على الاقتصاد الأميركي وعلى معظم دول أوروبا إذا لم تكن كلها وعلى اقتصاديات الدول الناشئة والنامية.
ومن الطبيعي في ظل الأزمة الاقتصادية الدورية، وخاصة في مرحلة الركود التي تعقب عاصفة الأزمة، تحاول الطبقة المهيمنة إنقاذ نفسها ونظامها، بشتى الأساليب ومن بينها تحريك أسواق تجارة السلاح وبيع الصناعات العسكرية والحربية لإنعاش المجمعات للصناعات العسكرية، كبوابة للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية، وتأمين موارد ضخمة عن طريق العسكرة والحروب، أو إرغام الأصدقاء لشراء صفقات من الأسلحة بمليارات الدولارات حتى لو لم تكن بحاجة إليها، وخاصة تلك الدول الغنية بالثروات الطبيعية، وخاصة النفطية، وقبل الحديث عن تداعيات الأزمة الرأسمالية المالية والاقتصادية في القلاع الكبرى، وتأثيرها على السياسة الاجتماعية الداخلية، وعلى السياسة عموماً داخلياً وعلى المستوى الدولي، من المفيد التذكير ببعض المعطيات الرقمية والإحصائية عن الأزمة، التي تعتبر مؤشراً واقعياً على فهم السياسة بوصفها تكثيفاً للاقتصاد في نهاية الأمر، ونبدأ من أمريكا، التي تشكل أكبر اقتصاد في العالم حيث حذر مجلس الاحتياطي الأميركي، قبل أسبوعين فقط، من العجز المتفاقم في الموازنة والذي سيصيب الاقتصاد الهش أصلاً بأزمة خطيرة مالم تتخذ خطوات سريعة لاحتوائه، ويقول بن برنانكي رئيس المجلس الاحتياطي حرفياً:«إن العجز في الموازنة الاتحادية الذي بلغ 1.47 ترليون دولار في السنة المالية التي انتهت في أيلول الماضي- يمثل تهديداً حقيقياً ومتنامياً، وبلغ عجز الموازنة، ذلك الحد مع تراجع إيرادات الحكومة من الضرائب ، ما يزيد الضغط على الاقتصاد الأميركي المهدد بركود جديد أكثر خطورة» وإذا مااستمرت النفقات على الحرب في أفغانستان والعراق، هذه الحرب العبثية، فإن أمريكا تسير نحو الهاوية، ولاسيما أنها خسرت موقعها الريادي كقطب أوحد في العالم وفشلت في ترسيخ نظامها العالمي الجديد وبدأ مشروعها العالمي يترنح ويسقط بالتدريج في كل مكان، بدءاً من الشرق الأوسط وصولاً إلى أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا، وبدورها اليابان التي تعتبر ثاني قوة اقتصادية في العالم و أخذت تعاني من مشكلات خطيرة من أهمها الدين العام الذي يبلغ اليوم20٠ في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى البطالة التي تبلغ حالياً نحو 5.5 في المئة.
ولعل إجراءات شراء أصول الدين المتنوعة تخفف من حدة الشرخ بين الناتج المحلي الإجمالي والدين العام، ولكن عمق الأزمة الاقتصادية سيدفعها لاتخاذ إجراءات تقشفية ورفد المزيد من العاملين إلى جيش العاطلين عن العمل، قد لا يوجد مفر منه، رغم أن اليابان تفكر بالعواقب الاجتماعية السيئة التي قد تسفر عن هذه السياسة . كما هو الحال في مجموع الدول الأوروبية والتي تجتاحها موجة من الغضب الشعبي المعبر عنه في الإضرابات والمسيرات الاحتجاجية المليونية.
وتتجلى تداعيات الأمة بكل وضوح في اليونان وأسبانيا والبرتغال وبريطانيا وخاصة في ايرلندا وفي دول أوروبا الشرقية/ الاشتراكية سابقاً/ وفي روسيا وفي فرنسا التي تعيش اليوم حالة فقدان الثقة بين النظام الساركوزي والعمال والنقابات، التي وصلت إلى حالة كسر العظم كما يقال، فالشارع الفرنسي محقون وغاضب جراء سياسات الحكومة التقشفية، ففي افتتاحية صحيفة« ليبراسيون» بقلم الكاتب بول كينيو حيث يقول:« إن دواعي احتقان الشارع الفرنسي، قد احتشدت الآن كلها، فهناك ألف سبب وسبب للاحتجاجات والتظاهر بدءاً من التعديل المثير للجدل لقوانين التقاعد إلى زوبعة تسفير الغجر، وأخيراً قانون نزع الجنسية وكذلك سياسات التقشف المالي المستفزة ومن الواضح أن الانطباع العام السائد هو أن مناهضة الساركوزية تجد الآن أكثر من سبب للخروج للشوارع، وإذا ما استمرت هذه السياسة ستشهد فرنسا احتجاجات أكثر راديكالية، بدأت النقابات تلوح بها كخيار مطروح بقوة الآن، وعناد ساركوزي لن يفيده خاصة وأن 71 في المئة من الفرنسيين عبروا عن تأييدهم للمشاركة في التظاهرات ضد الساركوزية، التي فقدت شعبيتها ولم يحظ ساركوزي إلا على تأييد 26 في المئة من السكان.
ويتمحور غضب الفرنسيين حول سياسات الشطط الليبرالية المخيبة للآمال ورغم وعود ساركوزي، فإن الشارع لم يعد يصدق وعوده، أمام زيادة العاطلين عن العمل الذين يتزايدون يوماً بعد يوم، إضافة إلى احتجاجات سكان ضواحي باريس والمدن الكبرى المهمشين الفقراء المحرومين من أي عدالة اجتماعية ويشعرون بالتفرقة العنصرية، رغم أنهم أبناء فرنسا منذ مئات السنين أو على الأقل أكثر من خمسين عاماً الماضية المنحدرين من أصول جزائرية وإفريقية وآسيوية ودول إسلامية أخرى، وعلى أكتافهم نهض الاقتصاد الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية ولقاء ذلك كوفئوا بالحصول على حق المواطنة والجنسية الفرنسية، ولا يقل الأمر خطورة في انكلترا التي تواجه خطر انفجار اجتماعي بسبب سياسة التقشف التي أدت إلى تسريح مئات آلاف الموظفين العاملين في القطاع الحكومي، وقد يصل العدد إلى 1.3 مليون عاطل عن العمل. ولاسيما أن بريطانيا تعاني من عجز خطير في الموازنة العامة، حيث بلغ الدين العام حالياً 242 مليار دولار، وقد يرتفع في موازنتها خلال السنة المالية الحالية إلى 12 في المئة. أي أربعة أمثال الحد الأقصى الذي تسمح به لوائح الاتحاد الأوروبي وهو 3 في المئة من الناتج الإجمالي.
ورغم التفاؤل الضبابي في تحسن الأوضاع الاقتصادية، فإن العالم قد خسر منذ بدء الأزمة العالمية 2007 -نحو 35 مليون وظيفة، ومن المتوقع أن يصل عدد العاطلين في العالم هذا العام الى 213 مليوناً بزيادة سنوية تبلغ 6،5 في المئة . وفي امريكا وحدها بحاجة الى خلق 6،9 ملايين وظيفة لكي تستطيع إعادة سوق العمل إلى مستويات ما قبل الأزمة. واجتاحت الأزمة الأموال المخصصة للرعاية الاجتماعية وخاصة المعوقين والتلاميذ والقطاع التعليمي والعلمي. والخطورة بالنسبة للرأسمالية أن هذا الوضع سيواجه بحركات إضرابية واحتجاجية شعبية في جميع البلدان، مما يهدد النظام الرأسمالي بالإفلاس السياسي والانهيار . ولا يمكن فهم الإجراءات العنصرية ضد الاجانب في الدول الأوروبية إلا في هذا الإطار . أملاً في التخفيف من الأزمة على حساب لقمة عيش هؤلاء البؤساء.
د. إبراهيم زعيرالثلاثاء 19-10-2010م
سيرغي كريكاليوف هو رائد الفضاء السوفيتي والروسي شارك في 6 بعثات فضائية، وامضى في الفضاء الكوني مدة 803 ايام، مما يعتبر رقما قياسيا عالميا من حيث اقامة الانسان في ظروف انعدام الجاذبية الارضية. كما انه حائز على لقبي بطل الاتحاد السوفيتي وبطل روسيا.
ولد سيرغي كريكاليوف في 27 اغسطس/آب عام 1958 في مدينة لينينغراد السوفيتية وانهى عام 1981 معهد لينينغراد الميكانيكي بتخصص مهندس ميكانيك. وعمل بعد التخرج من المعهد في مؤسسة "اينيرغيا" للعلم والانتاج حيث قام بتجربة الاجهزة المستخدمة في التحليقات الفضائية وشارك في تشغيل المكاتب الارضية التي تعمل على التحكم في تحليقات المركبات والمحطات الفضائية.
في عام 1985 التحق بدورة اعداد رواد الفضاء للتحليق في مكوك "بوران" السوفيتي الصنع وتلقى كافة التدريبات الضرورية للتحليق. وبعد اغلاق مشروع "بوران" لاسباب مالية بدأ كريكاليوف بالتحضير للتحليق الطويل الامد على متن محطة "مير" الفضائية السوفيتية.
في 26 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1988 تم اطلاق مركبة "سيوز – تي ام – 7" الفضائية التي كان على ظهرها قائد المركبة الكسندر فولكوف ومهندس المركبة سيرغي كريكاليوف ورائد الفضاء الفرنسي جان لو كريتيان. وانتقل كريكاليوف واعضاء طاقمه الى محطة "مير" الفضائية بعد التحام مركبته بها وظل كريكاليوف وفولكوف وبولياكوف يعملون على ظهر المحطة حتى 27 ابريل/نيسان عام 1989 بسبب تأخر الطاقم اللاحق لاسباب فنية.
في مايو/آيار عام 1991 بدأت رحلة كريكاليوف الاخرى البعيدة الامد على متن محطة "مير" الفضائية. وشاركه فيها قائد الطاقم اناتولي ارتسيبارسكي. وخرج رائدا الفضاء 6 مرات الى الفضاء المكشوف واجرى العديد من التجارب العلمية والتقنية على ظهر المحطة. وكان من المخطط ان يعود كركاليوف الى الارض بعد 5 اشهر، لكن الظروف الفنية والسياسية جعلته يبقى ضمن افراد الطاقم الاخر الذي كان قائدا له الكسندر فولكوف. واستمر فولكوف وكريكاليوف في اجراء التجارب العلمية وقاما بالخروج الى الفضاء المكشوف ثم عادا الى الارض في 22 مارس/آذار عام 1992. واتصفت تلك الرحلة الفضائية بانها انطلقت على انها رحلة سوفيتية وانتهت بكونها رحلة فضائية روسية اي تابعة لدولة جديدة. وقد منح سسيرغي كريكاليوف لقاء انجاح هذه الرحلة الفضائية الطويلة لقب بطل روسيا الاتحادية.
في ابريل/نيسان عام 1993 ترشح سيرغي كريكاليوف للمشاركة في اول تحليق فضائي امريكي روسي مشترك على ظهر مكوك "ديسكفري" الذي استمر 8 ايام وتوج باجراء تجارب علمية فريدة من نوعها. ثم شارك في التحليق القصير المدى على متن مكوك "انديفور" الذي استمر 11 يوما والرحلتين الطويلتي الاجل على متن المحطة الفضائية الدولية اللتين استغرقتا 319 يوما وذلك في اعوام 2000 و2001 و2005 .
اذن فقد بلغ اجمالي الفترة التي امضاها كريكاليوف في المدار حول الارض 803 ايام و9 ساعات. اما الفترة التي امضاها في الفضاء المكشوف فتعادل 41 ساعة و26 دقيقة.
في فبراير/شباط عام 2007 تم تعيين سيرغي كريكاليوف نائبا لرئيس شركة "اينيرغيا" للرحلات الفضائية المأهولة ومساعدا لكبير المصممين في الشركة. وتولى سيرغي كريكاليوف في 30 مارس/آذار عام 2009 رئاسة مركز "غاغارين" العلمي لاعداد رواد الفضاء في روسيا.
سيرغي كريكاليوف هو استاذ الرياضة السوفيتية في التحليقات البهلوانية ومشارك في بطولات الاتحاد السوفيتي واوروبا والعالم في هذا النوع من الرياضة، وحاز على لقب بطل اوروبا (عام 1996 ) وبطل العالم ( عام 1997) في التحليقات البهلوانية.
ومن هواياته التزلج والسباحة والتنس والتصوير الفوتوغرافي. وقد صدر له ألبوم تحت عنوان "فن الخالق" يضم صورا فوتوغرافية التقط معظمها باسلوب "3 D " من المدار حول الارض.
الخارجية الأميركية سلمت بكين «قائمة كبيرة» بالشركات التي تتعامل مع طهران
واشنطن: جون بومفريت توصلت إدارة أوباما إلى نتيجة مفادها أن هناك شركات ومؤسسات صينية تساعد إيران على تطوير التكنولوجيا الخاصة بتصنيع الصواريخ والأسلحة النووية، وطلبت الإدارة من الصين وقف هذه الأنشطة، وذلك بحسب تصريحات لمسؤول أميركي بارز. ووفقا للمسؤول الأميركي، الذي تحدث بشرط عدم الإفصاح عن هويته لحساسية القضية وتأثيرها على العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، فإن وفدا برئاسة روبرت جيه اينهورن، مستشار وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون منع الانتشار النووي والحد من التسلح، قام بزيارة بكين الشهر الماضي حيث سلموا نظراءهم الصينيين «قائمة كبيرة» بالشركات والمصارف الصينية التي تتعامل مع إيران. وأضاف المسؤول أن إدارة أوباما تعتقد أن هناك شركات صينية تنتهك العقوبات المفروضة على إيران من قبل الأمم المتحدة، ولكن الصين كدولة لا تقر هذه الأنشطة. وتواجه إدارة أوباما معضلة تحقيق توازن في الضغط على بكين لوقف صفقاتها مع طهران والحد من استثمارات الشركات الصينية في صناعة الطاقة في إيران. ويقول مسؤولون أميركيون إنهم في حاجة للحفاظ على قدرتهم على العمل مع الصين حول قضايا تتراوح من قيمة عملتها إلى استقرار الوضع في كوريا الشمالية. ولكن الإدارة تريد أيضا إحراز تقدم في جهودها المبذولة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية وإقناع الدول القوية الأخرى بأن الصين لا يتم التساهل معها بسبب احتياجاتها من الطاقة. وقال وانغ باو دونغ، المتحدث باسم السفارة الصينية: «إن حكومتي ستقوم بالتحقيق في القضايا التي أثارها الجانب الأميركي». وتأتي رحلة اينهورن إلى الصين في إطار الجهود التي تقوم بها إدارة أوباما على المستوى العالمي لإقناع دول العالم بالمساعدة على دفع إيران للدخول في مفاوضات بشأن برنامجها النووي الذي تقول الجمهورية الإسلامية إنه مصمم للأغراض السلمية. وقد قامت إدارة أوباما بتشكيل شبكة متنامية من الدول والشركات التي أعلنت عن اتخاذ تدابير لخفض استثماراتها في إيران. إلا أن مشاركة الصين في قطاع الطاقة في إيران والدور الذي يعتقد أن بعض الشركات الصينية تقوم به في تحديث الصناعة العسكرية الإيرانية، يمكن أن يضر بالعلاقات الأميركية الصينية. وفي اجتماعات عقدت مؤخرا في الكابيتول هيل (مقر الكونغرس)، قال نائب الرئيس السابق لبعثة الصين، شيه فنغ، إنه «إذا كنت تريد في أي وقت أن ترى الكونغرس متحدا، بقطبيه الديمقراطي والجمهوري، فسيكون ذلك حول مسألة تعامل الصين مع إيران»، وذلك حسبما كشف أحد المشاركين في الاجتماعات، والذي طلب عدم الإفصاح عن هويته لقيامه بالكشف عن مناقشات خاصة. وبعد فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة مشددة على إيران في يونيو (حزيران) الماضي، أقرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا وكندا قوانين إضافية تقييد الاستثمار في قطاع الطاقة الإيراني. وفوض القانون الجديد رئيس الولايات المتحدة معاقبة أي شركة تبيع البنزين إلى إيران أو تستثمر 20 مليون دولار أو أكثر في قطاع الطاقة الإيراني. وقد أعلنت شركة «اينبكس»، عملاقة صناعة الطاقة اليابانية، الأسبوع الماضي وقف أعمالها والانسحاب من إيران. وبذلك أصبحت الصين آخر اقتصاد كبير له استثمارات ضخمة في قطاع الطاقة الإيراني، حيث لم يعد لدى روسيا استثمارات كبيرة هناك. وقد أعلنت موسكو مؤخرا إلغاء صفقة لبيع صواريخ مضادة للطائرات متطورة لإيران وردت ثمنها البالغ 900 مليون دولار إلى طهران. وقال المسؤول الأميركي: «إن الصين هي البلد الوحيد الآن الذي لديه صناعة كبيرة للنفط والغاز وعلى استعداد للتعامل مع إيران. لقد سحبت كل الدول الأخرى استثماراتها من هناك، وأصبحت الصين وحيدة هناك». ويجب على كل الدول، ولا سيما الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن مثل الصين، الالتزام بالعقوبات المفروضة من جانب الأمم المتحدة. حيث إنه في حال عدم التزام دولة ما يمكن أن ينظر إليها الجميع، وهذا هو ما لم يرغب اينهورن في حدوثه. ويمكن للدول الأخرى أيضا منع شركاتها من التعامل مع الشركات غير الملتزمة.وقد قامت الإدارة الأميركية بهذه الخطوة ما لا يقل عن 62 مرة خلال فترة الرئاسية الأولى للرئيس جورج دبليو بوش، جميعها مع شركات صينية تتعامل مع إيران. وقال مسؤول أميركي، رفض الكشف عن هويته، إن الاستخبارات الأميركية تعتقد أيضا أن العديد من الشركات الصينية تورطت في إمداد برامج إيران العسكرية بالتكنولوجيا والمواد المقيد تصديرها. وقال إنه قد تبين أن مصارف صينية شاركت أيضا في هذه الصفقات وغيرها مع إيران، وأن هذه الصفقات تمت قبل وبعد فرض الأمم المتحدة للعقوبات المشددة على إيران في يونيو (حزيران) الماضي. وقال المسؤول الأميركي إن معظم الصفقات مرتبطة ببرنامج إيران الصاروخي. ومع ذلك، قال مسؤول بارز في إحدى وكالات الاستخبارات الغربية إنه قد تبين أن شركات صينية تبيع إلى إيران أيضا ألياف كربون ذات جودة عالية لمساعدتها على بناء أجهزة طرد مركزي متطورة تستخدم في تخصيب اليورانيوم. وقال المسؤول إنه ليس لديه معلومات لينشرها في هذا التقارير. وامتنع المسؤول عن الكشف عن عدد الشركات المتورطة في هذه الأنشطة أو أسمائها، وأضاف أنه قد تم الكشف عن أسماء بعض هذه الشركات إلى الحكومة الصينية كأمثلة محددة على انتهاك الشركات الصينية للعقوبات مجلس الأمن وقد تم الكشف عن أسماء شركات أخرى كأمثلة على الشركات التي «تثير أنشطتها القلق». وقال مسؤولون آخرون ومحللون إن عدد الشركات التي لا تلتزم بالعقوبات أقل أهمية من نوعية التكنولوجيا التي تحصل عليها إيران. وفي عام 2008، على سبيل المثال، حصلت إيران على 108 مقاييس ضغط والتي تعتبر جزءا بالغ الأهمية في أجهزة الطرد المركزي، من شركة صينية واحدة. وقبل ذلك بعام، قامت شركة صغيرة في مدينة داليان الصينية بإمداد إيران بمجموعة من المواد الحساسة، بما في ذلك الجرافيت ونحاس التنغستن ومسحوق التنغستن وسبائك الألمنيوم عالية القوة وصلب المراجينج عالي الصلابة ولتستخدمها في برنامجها النووي، وتزعم هذه الشركة أنها قد تلقت قيمة هذه المواد من إيران عبر مصارف تعمل في الولايات المتحدة.
الناصرة - برلنتي جريس عزام، شابة فلسطينية من سكان غزة. لا علاقة لها بالسياسة ولا تنتمي لأي تنظيم فلسطيني من تلك المدرجة لدى اسرائيل في قائمة «التنظيمات الارهابية التي تهدد امن الدولة العبرية». لكن برلنتي تحولت الى فلسطينية تشكل خطراً على اسرائيل وجريمتها ان طموحاتها تجاوزت الحد المسموح به للفلسطيني الرازح تحت الاحتلال كونها قررت ان تواصل تعليمها الاكاديمي خارج اسوار الغيتو الذي تعيش فيه داخل غزة والتحقت بجامعة بيت لحم في الضفة الغربية. غير ان برلنتي والمئات من زملائها الطلاب الاكاديميين لم يتوقعوا ان تكون احلامهم المتواضعة بالالتحاق بالجامعات جريمة بل خطر امني على اسرائيل وتمرد لا يقبله السياسيون ولا العسكريون ولا الامنيون، حتى وان اضطر الامر ان تعاد شابة عند منتصف الليل الى المعبر تحت مراقبة قوة من الجيش.
برلنتي، الاكاديمية الفلسطينية التي حرمت من تعليمها بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة روت معاناتها في شهادة مع عشرات الشهادات لهؤلاء الاكاديميين الذين بات الحصار يهدد مستقبلهم ويمنعهم من تلقي الحد الادنى من الحقوق الانسانية في الدراسة، ويحاول مركز حقوق الانسان الفلسطيني متابعة قضيتهم.
تقول برلنتي: «عند الساعة الواحدة ظهراً عندما كنت عائدة من الجامعة تقدمت قوة من الجيش الاسرائيلي نحوي عند حاجز اقيم عند مفترق السواحرة الشرقية، شمال بيت لحم. بعد التدقيق في بطاقة هويتي، أخضعوني للتحقيق الميداني عن سبب وجودي في مناطق الضفة الغربية وأجبروني على الجلوس على مقعد حديدي بجانب الحاجز ثم قيدوا يديَ وعصبوا عيني».
وتتابع برلنتي قائلة: «انتابني خوف كبير لما سيحصل لي. شعرت بدوخان وارتخاء في جسمي بعد حوالى ثماني ساعات من جلوسي عند الحاجز، فلم اتناول الطعام وبصعوبة حصلت على القليل من الماء. بعد ذلك حضرت قوة من الجنود بينهم مجندات اجبرتني احداهن على التفتيش الجسدي ثم نقلوني بسيارة جيب عسكرية، ثم سيارة شرطة واعادوني عبر معبر «ايرز» الى غزة وكانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل».
برلنتي اعيدت الى غزة قبل شهرين من انهاء الفصل الدراسي الاخير وتخرجها في كلية ادارة الاعمال.
ومثل برلنتي عزام هناك مئات الاكاديميين الفلسطينيين في غزة الذين حرموا من التعليم في الضفة ودول الخارج في التخصصات التي يفضلونها، والتي تعتبر حيوية وضرورية لسكان القطاع، واضطر المئات منهم إلى تغيير رغباتهم الدراسية، والقبول بالتخصصات المتاحة في القطاع، والتي لا تتفق مع رغباتهم ولا تحقق طموحهم بسبب عدم تمكنهم من الوصول إلى الجامعات التي التحقوا بها.
وكما يشرح المركز الفلسطيني لحقوق الانسان معاناة هؤلاء الطلاب، فانهم يعتمدون في تعليمهم الاكاديمي، خصوصاً لدراسة التخصصات النادرة والدراسات العليا غير المتوافرة في قطاع غزة، على الجامعات خارج القطاع، سواء في الضفة الغربية أم في الدول العربية والأجنبية وذلك لعدم توافر العديد من برامج البكالوريوس الحيوية والضرورية التي يحتاجها سكان القطاع بشدة، خصوصاً في العلوم الطبية والهندسية الحديثة. كما لا تمنح الجامعات في القطاع درجة الدكتوراه في أي من التخصصات الأكاديمية المختلفة، بينما توجد بعض البرامج المحدودة التي تمنح درجة الماجستير للطلبة في بعض التخصصات.
وأدى الحصار ايضاً الى تراجع كبير في وضع الجامعات في غزة اذ تعاني من نقص في الخبرات، لمنع دخول المحاضرين الأكاديميين والخبراء للعمل في جامعات القطاع، كما يحرم المحاضرون والأكاديميون من قطاع غزة من السفر للخارج، سواء للمشاركة في المؤتمرات العلمية أم الحصول على درجات أكاديمية وتنمية قدراتهم، أو للتبادل العلمي مع جامعات أخرى في الضفة الغربية والخارج.
ويسعى المركز الفلسطيني لحقوق الانسان الى دعم هؤلاء الطلاب عبر طرح قضيتهم على المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الانسان لمطالبة اسرائيل بالالتزام بالحد الادنى من القوانين الدولية والسماح لهم بمواصلة تعليمهم الاكاديمي. ويوضح المركز ان حرمان الطلبة الفلسطينيين من حقهم في التعليم يمثل انتهاكاً سافراً لمبادئ حقوق الإنسان التي تقرها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. فلكل شخص الحق في التعليم ويجب أن «يكون التعليم العالي متاحاً للجميع تبعاً لكفاءاتهم»، وذلك بموجب المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ولكن، تحكم اسرائيل بجميع المنافذ البرية لقطاع غزة منع آلاف الطلبة من السفر والالتحاق بمقاعدهم الدراسية في جامعاتهم في الخارج، ما خلق لهم العديد من مشكلات التخلف عن دراستهم. واضطر المئات منهم إلى تأجيل الفصل الدراسي من دون امل بمواصلته خلال السنة المقبلة.
المركز الفلسطيني لحقوق الانسان نقل معاناة الطلاب الى المؤسسات الدولية وسط ادانة للصمت المطبق للاطراف المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، تجاه الانتهاكات الاسرائيلية لابسط حقوق الانسان الفلسطيني في غزة وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل من أجل وقف سياسة «العقاب الجماعي» الذي تمارسه اسرائيل بحق سكان غزة كما دعا مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ خطوات فورية، من شأنها وقف هذه الانتهاكات الجسيمة والخطرة والإسراع في عقد مؤتمر الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 لضمان احترامها، وضمان التزام اسرائيل بأحكامها.
وتوجه المركز الى الاسرة الدولية يطالبها بالضغط والتحرك الفوري والعاجل لرفع الحصار والسماح للطلاب العالقين في قطاع غزة بالسفر عبر معبري رفح وبيت حانون.
أمال شحادة