استذكر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسؤول فرعها في قطاع غزة كايد الغول مقولة القائد الشهيد الأمين العام للجبهة أبو علي مصطفى “عدنا لنقاوم لا على الثوابت نساوم” في الوقت الذي تستعد فيه السلطة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات المباشرة مع دولة الاحتلال الصهيوني.
وقال الغول للجماهير التي احتشدت لاحياء ذكرى الشهيد القائد التاسعة: “قائدنا أبو علي كان يدرك أن عدونا بطبيعته العنصرية والعدوانية التوسعية لن يستجيب للحد الأدنى من حقوقنا الوطنية فأطلق منارته التي أصبحت هادياً لكل المناضلين “لقد عدنا لنقاوم لا على الثوابت نساوم”.
وانتقد من اسماهم القيادة المتنفذة في منظمة التحرير لقرارها استئناف المفاوضات المباشرة على رغم وجود قرارات من المجلس المركزي ومن اللجنة التنفيذية تشترط عدم المشاركة فيها من دون الوقف التام للاستيطان، وتحديد مرجعية لها”.
كما انتقد تنكر هذه القيادة لمعارضة قوى سياسية عديدة وأساسية، ومؤسسات أهلية وقطاعات عديدة في المجتمع لاستمرار هذا النهج التفاوضي.
واعتبر الغول إن أي تدقيق في المقدمات التي سبقت الإعلان عن موعد انطلاق المفاوضات يزيد من المخاوف ومن المخاطر المتوقعة عنها، حيث أعلنت الإدارة الأمريكية على لسان وزيرة خارجيتها بشكل مسبق وقبل صدور القرار الفلسطيني عن بدء المفاوضات بدون شروط مسبقة، ثم عن عدم وجود أي مرجعية للمفاوضات إلا تلك التي يتفق عليها الطرفين، وهو ذات الموقف الذي تمسكت به الحكومة الإسرائيلية على الدوام. كذلك، فإن موقف اللجنة الرباعية قد تراجع في بيانها الأخير عن ذلك الموقف الذي صدر في آذار الماضي والذي اشترط في حينه وقف تام للاستيطان، ثم الانسحاب إلى حدود عام 1967، ليصبح الاستيطان في البيان الأخير بمثابة عمل استفزازي لا أكثر”.
وأكد ان الذهاب للمفاوضات في ظل هذه المواقف للإدارة الأمريكية وللجنة الرباعية، وفي ظل عدم وجود أي التزام اسرائيلي يجعل من المفاوضات فرصة مناسبة لكل الأطراف لتشديد الضغط على الفلسطينيين لتكييف مواقفهم مع المواقف المتغيرة للأطراف الراعية للمفاوضات والتي في محصلتها قد عملت للتكيف مع الموقف الإسرائيلي، وسيشكل غطاءً لهذا التراجع ويجعل منه حقيقة يُبنى عليها في استصدار قرارات بديلة”.
وشدد الغول على أن الانقسام عدا عن تأثيراته الكارثية في إضعاف حالة الصمود، وفي إضعاف مجمل الوضع الفلسطيني، فقد كان فيه إضعاف أيضاً للمعارضة في المؤسسة الرسمية وأعطى ذرائع للآخرين وعملوا على تحويل الانقسام إلى ضغوط على الجميع.
ودعا إلى العمل على معافاة جسمنا الفلسطيني مما هو عليه عبر انهاء الانقسام، واحترام التعددية، وصون الحريات الشخصية والعامة، وحرية التعبير، وعدم التعدي على المؤسسات أو استصدار قرارات بما يخدم حزب السلطة في السيطرة عليها، أو فرض الرأي الآخر أو السلوك بالإكراه، أو الملاحقة والاعتقال على أساس الانتماء أو على أساس الاختلاف في الرأي.
ودان في هذا الصدد إقدام أجهزة الأمن في رام الله على اعتقال الرفيق أحمد المشعطي المطلوب لقوات الاحتلال منذ سنوات، مجدداً إدانته أيضاً لاعتداء شرطة حكومة غزة على اعتصام سلمي نظمته “الشعبية” للاحتجاج على استمرار أزمة انقطاع الكهرباء.
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. زكريا الأغا: “نلتقي اليوم لنتذكر قائداً ارتبط بداية حياته النضالية مع قسوة الحياة ومرارة اللجوء التي عايشها مع أبناء شعبه المشرد في مخيمات الشتات، فادرك بحسه الوطني الأصيل قبل انطلاقة الثورة الفلسطينية ضرورة مقاومة السياسة الاستعمارية الجديدة التي استباحت أرض فلسطين، فكرس جل حياته لهذا المشروع الوطني الكبير متنقلاً من مخيمات الاردن إلى لبنان إلى سوريا ثم الى عمان وفي كل محطة كانت بصماته الشهيد أبو علي مصطفى بارزة المعالم، فكان مثالاً للثائر الذي يحمل في جوانحه وطناً وحلماً عظيماً”.
وسجل د. الأغا للقائد الشهيد دوره مع “رفاق دربه في تأسيس حركة القوميين العرب وانخرط في نضالاتها الفكرية والشعبية مغالباً تيارات الانعزال والطائفية، مركزاً على وحدة الأمة العربية واستطاع مع رفيق دربه د. جورج حبش اقامة العديد من العلاقات مع الكثير من الحركات الثورية في العالم في أميركا اللاتينية، وآسيا، وافريقيا، وغيرها لمساندة الثورة الفلسطينية ودعم حقوق شعبنا الفلسطيني الثابتة غيرالقابلة للتصرف في العودة والحرية والاستقلال”.
وكذلك دوره في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، والجبهة الشعبية التي أثبت حضوراً متميزاً في نشاطها الجماهيري وعملياتها المسلحة.
ولفت الى أن الشهيد “كان حاضراً بقوة على رأس الجبهة في جميع معارك الدفاع عن الثورة والمخيمات وكان واحداً من أهم عوامل قوتها حاملاً راية الوحدة الوطنية في اطار المنظمة باعتبارها صمام الأمان”.
وحذر د. الأغا من المخاطر والتحديات التي لازالت تعترض مسيرة شعبنا، مؤكداً رفضه لأية مفاوضات لا تستند إلى مرجعية واضحة وهي قرارات الشرعية الدولية والتزام اسرائيل بوقف كل نشاطاتها الاستيطانية.
وشدد على أن أي مفاوضات لا تستند لهذه المرجعية هي نوع من العبث الذي لن يفضي إلى أي شيء سوى تدعيم للموقف الاسرائيلي المتنكر لحقوق شعبنا، مشيراً غلى ضرورة التسلح بالوحدة الوطنية لمواجهة الاستيطان والجدار الفاصل والتهويد الاسرائيلي للقدس”.
وفي كلمة متميزة لنجل الشهيد أبو علي، قال د. هاني وسط تصفيق وصفير الحضور: “أنه لشرف عظيم لي ولعائلة الشهيد أبو علي أن نتخاطب في فلسطين الحبيبة وفي غز ة المحاصرة والتي يسطر شعبنا فيها ملحمة في الصمود والتحدي”.
وأضاف: “في مثل هذه المناسبة هناك الكثير والكثير ليقال عن مناقب الشهيد أبو علي مصطفى من نظافة اليد وعفة السلام واستقامة السلوك وانخراطه المبكر في العمل السياسي والعسكري منذ نعومة أظفاره”.
ولفت إلى أنه “لو كان أبو علي حياً فماذا عساه ليقول، كان أبو علي مصطفى ليقول آن الأوان لكي نجمع أمرنا على مشروع وطني فلسطيني موحد يضع المقاومة على رأس سلم أولوياته، بدون مشروع موحد تلتف من حوله القوى والقيادة الوطنية الفلسطينية، وتلف من حوله الجماهير الفلسطينية وتتفق فيه على العناوين الرئيسية في الصراع مع العدو، وفي ظل غياب دعم فلسطيني حقيقي سيبقى المشروع الوطني في حالة ازمة وتخبط”.
وأضاف: “كان أبو علي مصطفى ليقول أما آن الأوان لردم خلافاتنا فلا تجعلوا منها جسراً تمر من فوقه الدبابات الاسرائيلية، لتسحق حلم الدولة والاستقلال والسيادة وحق العودة فمهما اختلف الأخ مع الأخ لابد في نهاية المطاف أن نضع اليد بالبيد أن نعيد عقرب البوصلة لمكانه الصحيح، كان أبو علي مصطفى ليقول آن الأوان لوقف مشروع المفاوضات العبثية مفاوضات مع محتل لا يفهم سوى لغة القوة، ولا يعرف سوى وحشية السلاح، فلا تدفنوا الخيارات تلو الخيارات وتبقوا على خيار واحد وهو الجلوس لطاولة المفاوضات وتقديم التنازلات المجانية بينما يستمر المشروع الصهيوني بتهويد واغتصاب الارض وتوسيع المستوطنات وبناء الجديد منها على قدم وساق”.أن القائد أبو علي لو كان حياً بيننا اليوم لكان قال: “آن الأوان لنجمع أمرنا على مشروع وطني موحد يضع المقاومة على سلم أولوياته”.
وقال عريف المهرجان، عضو اللجنة المركزية الفرعية هاني الثوابته: “أيها الراحل المقيم في ذاكرة الأوطان غداً حين تتحدث فلسطين عن فرسانها ستروي قصة المقاومة الذي عاد ليقاتل لا ليساوم”.
وأضاف: “ليس هناك أعظم من كلمات وفاء الشهداء للشهداء نستحضرها مع روح قائلها عزيز روحنا، حكيم الثورة وضميرها النابض الدكتور جورج حبش، نعم يا أبو علي جعلت من نفسك وقوداً، بل زيتاً أبدياً خالداً يشتعل بتوهج في بوتقة النضال، فليس هناك شيء أشرف من العبور فوق جسر الموت إلى الحياة، التي تهدف إلى إحياء الآخرين”.
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحيت الذكرى التاسعة لاستشهاد القائد الوطني والأممي الكبير، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى خلال مهرجان جماهيري كبير في قاعة مركز رشاد الشوا بمدينة غزة.
واكتظ المركز بقاعاته الثلاث بقادة فصائل العمل الوطني الفلسطيني، وقادة وكوادر وأعضاء وأنصار الجبهة الشعبية، الذين هتفوا مراراً معاهدين روح الشهيد القائد أبو علي وكل شهداء فلسطين بالوفاء على دربهم درب المقاومة والتحرير.
وازدانت القاعات بصور الشهيد، ومقولاته الوطنية الخالدة، والأعلام الفلسطينية والجبهاوية وصور قادة وشهداء الجبهة وأسراها.