ورأى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أن زيارة الرئيس الإيراني إلى لبنان «تعكس الاعتماد المتنامي لحزب الله على إيران». وقال باراك أثناء حضوره مناورة عسكرية في الAffinityCMSن المحتل إن «لبنان قد يتوقف عن كونه دولة مستقلة، وعلينا أن نتابع ما يحصل ونقوّمه من ناحية استخبارية ومن ناحية عسكرية»، مضيفاً «الجيش الإسرائيلي موجود والاستخبارات موجودة والعيون مفتوحة». تابعت إسرائيل زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان بترقّب بالغ، ومررت رسائل إلى دول غربية مفادها أن زيارة الرئيس الإيراني إلى لبنان دليل على «التطرف الحاصل في لبنان الذي أصبح دولة تابعة لإيران كلياً». ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن «زيارة نجاد تجسّد استكمال عملية تحويل لبنان إلى دولة تقع تحت الرعاية الإيرانية، وبذلك يكون لبنان قد ارتبط بمحور الدول المتطرفة التي تعارض عملية السلام وتدعم الإرهاب».أضاف المصدر أن «الرئيس الإيراني وصل إلى لبنان كقائد عسكري جاء لاستطلاع جنوده، مخرّبي حزب الله، الذين يُستخدمون كذراع عسكرية إيرانية في المنطقة».
ودعا عضو الكنيست الإسرائيلي اليميني المتطرف، أريه ألداد، الجيش الإسرائيلي إلى اغتيال أحمدي نجاد. وقال النائب في حزب الاتحاد القومي لموقع «يديعوت أحرونوت» على الإنترنت «إذا وُجد أحمدي نجاد ولو للحظة واحدة في منظار جندي في الجيش الإسرائيلي، ينبغي قطعاً منعه من العودة إلى دياره حياً». أضاف: «إسرائيل اليوم في وضع يمكّنها من تصفية أحمدي نجاد ويجب فعل ذلك، إذ إن تصفية أحمدي نجاد مثل تصفية هتلر»، معتبراً أن هذه التصفية ستغيّر مسار التاريخ.من جهته، رفض النائب الأول لرئيس الوزراء سيلفان شالوم، في حديث إذاعي، الدعوات إلى تصفية أحمدي نجاد، موضحاً «أن إسرائيل لا تقتل زعماء دول». أضاف «إن أحمدي نجاد ظاهرة عابرة، ولكنّ إسرائيل أبدية». ورأى وزير الخارجية الإسرائيلي السابق «أن إيران تعدّ زيارة رئيسها للبنان خطوة أخرى نحو تشديد قبضتها على الشرق الأوسط». أما تسيفي ليفني، زعيمة حزب كاديما، فقالت إن «حزب الله وإيران ينتميان إلى الجماعة المتطرفة التي تستغل النزاع في الشرق الأوسط سياسياً»، بحسب ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية الناطقة بالعربية عنها. ورأت ليفني أن «حفاوة استقبال أحمدي نجاد في لبنان يجب أن تثير القلق، وهي دليل على العلاقة الإشكالية القائمة بين إيران وحزب الله، وهو شريك في الحكومة اللبنانية». واحتجاجاً على الزيارة، تظاهر قرابة 100 إسرائيلي قرب «بوابة فاطمة» عند الحدود الفلسطينية اللبنانية. وترأس نائب وزير تطوير النقب والجليل، أيوب القرا، من حزب الليكود، التظاهرة، داعياً اللبنانيين إلى «اليقظة ومنع سيطرة النظام الإيراني على دولتهم». وقال القرا إنه «بدلاً من أن يكون باريس الشرق الأوسط، فإن لبنان قد يتحول إلى دولة مظلمة وقاعدة عسكرية أمامية لإيران، من خلال طريق أحمدي نجاد إلى إعادة بناء الإمبراطورية الفارسية». وتأتي تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بعد أيام امتنعوا فيها عن الإدلاء بأي تصريح عن زيارة نجاد إلى لبنان، بعدما حاولت إسرائيل الرسمية إفشالها عبر الاعتراض عليها بالقنوات الدبلوماسية. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أول من أمس، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت بعد مشاورات وتبادل معلومات وتقديرات مع جهات سياسية معنية أن تلتزم الصمت وتمتنع عن التحرّك إعلامياً وسياسياً ضد زيارة نجاد، لكي لا يعطي هذا التحرك مفاعيل معاكسة ويؤثر سلباً على اعتراضات جهات لبنانية داخلية عليها. وقالت صحيفة معاريف، أمس، إن إسرائيل امتنعت في الأيام الأخيرة عن إثارة قضية زيارة الرئيس الإيراني في الوسائل الإعلامية العالمية، وقرّرت أن تترك الانتقاد للدول العربية ولجهات لبنانية داخلية أكثرت من الإعراب عن معارضتها لهذه الزيارة. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: «لاحظنا وجود ردود فعل عربية تعارض زيارته بشدة. إن حملتهم كافية، والأفضل لنا أن نصمت كي لا نُفسد ذلك».
شالوم: زيارة الرئيس الإيراني للبنان خطوة نحو تشديد قبضتها على الشرق الأوسطوحجزت زيارة الرئيس الإيراني موقعها المتقدم في التغطية الإخبارية لوسائل الإعلام الإسرائيلية التي نقلت بالبث المباشر بعض محطاتها، وخصوصاً الاحتفال المسائي في ملعب الراية بالضاحية الجنوبية. ووصفت القناة العاشرة الزيارة بالاستفزازية لإسرائيل والمنطقة. وقال مراسل الشؤون العربية في القناة، تسفي يحزكيلي، إن هذه الزيارة «إشكالية جداً من ناحية إسرائيل ومن ناحية المنطقة، والدول العربية قلقة جداً من هذه الزيارة، فهي لا تثير الخلاف فقط، بل تقلق إسرائيل بنحو كبير». وقال يحزكلي إنه «يمكن تخيّل الآلاف من عناصر الحرس الثوري الذين سيعودون إلى علاقة وثيقة مع عناصر حزب الله، والتنسيق والتدريب، وإعطاء مبالغ كبيرة من الأموال، إضافة إلى تدشين العديد من المشاريع الإيرانية». ورأت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي أن نجاد «يأتي إلى لبنان بزيارة مشحونة بنحو خاص، لأنها تأتي «في ذروة انقسام سياسي وطائفي كبير يهدد بتفكيك الدولة». فيما أفادت القناة الثانية بأن هناك «استنفاراً عالي الوتيرة في الشمال، على خلفية زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان، التي ستبلغ ذروتها غداً (اليوم) حين يقوم بجولة على السياج الحدودي مع إسرائيل». وبحسب المراسل العسكري للقناة، نير دفوري، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتابع عن كثب كل الخطوات، مشيراً إلى أنها استعدّت على الحدود، «وخصوصاً استخبارياً»، لافتاً إلى احتمال أن تُعلن منطقة زيارة نجاد منطقة عسكرية مغلقة، كي لا يصل مدنيون إسرائيليون إليها، وكي لا يحصل استفزاز ويفقد أحدهم السيطرة». محمد بدير عدد الخميس ١٤ تشرين الأول ٢٠١٠