الأخبار: اتحاد الشباب الديموقراطي يعتصم مجدداً ضد سياسات الحكومة واصل اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني اعتصاماته ضمن حملة «إنت بخطر»، بحيث أقام اعتصاماً أول من أمس أمام وزارة المال، وهو الثاني، تحت عنوان «الغوا الرسوم والضرائب عن البنزين»، وفيما هتف المعتصمون بشعارات ضد السياسات الحكومية، الاقتصادية والاجتماعية، حملوا شعارات تنتقد رفع الحكومة أسعار البنزين، ومنها «12 ألف ليرة رسوم وضرائب على البنزين... وكلها من جيبتك يا مواطن»، «بنزين سيارات الوزير عحسابك يا فقير»، «بغلّوا ألف وبيرخّصوا 100!»، «الرسوم والضرائب على البنزين في عام 2009 أكثر من 800 مليون دولار!».
ضرائب بلا مقابل
وألقت لولا إبراهيم كلمة باسم المعتصمين جاء فيها «الغوا الرسوم والضرائب عن البنزين... عبارة قررنا أن نجعلها عنوان تحركنا اليوم هنا قرب القصر الحكومي وهنا قرب قصر النواب، وقرب الوزارات، وفي منطقة حصرية للأثرياء. ظلّنا خفيف لا تخافوا، فنحن لسنا ميليشيات طائفية ولا أحزاب مليونية، نحن طلاب لا نستطيع تحمّل ارتفاع كلفة النقل إلى هذه الدرجة، نحن سائقو تاكسي لم تعد رحلاتنا اليومية تنتج ثمن طعام لأطفالنا، نحن موظفون لم نعد قادرين على إنفاق أكثر من نصف رواتبنا على البنزين، نحن مستهلكون لم نعد نحتمل زيادة أسعار السلع بسبب ارتفاع كلفة نقلها».
لسنا خزّانكم البشري ولسنا وقود صفقاتكم مع البنك الدوليوأضافت إبراهيم «لسنا قادرين على دفع 12 ألف ليرة إضافية على سعر كل صفيحة بنزين لتموّلوا سرقاتكم المتمادية. أما الدين العام، فلسنا نحن من صنعناه، بل أنتم وميلشياتكم وسارقو المليارات الذين يعيشون اليوم في قصور الأثرياء بفضل الضرائب والرسوم التي رفعوها عاماً بعد عام، والخزينة العامة لسنا نحن من يريد تمويلها من جيوبنا، بل سياساتكم الاقتصادية التي آن لها أن تستقيم». وأشارت إبراهيم إلى أن المواطنين لا يحصلون على أي مقابل للضرائب والرسوم التي يدفعونها، «فنحن بلا تعليم جيّد ولا طبابة ولا عمل ولا طعام... ولا حتى ضمان شيخوخة إن استطعنا أن نعيش بعد في قبضة عصاباتكم». وأضافت «لسنا خزّانكم البشري، ولسنا وقود صفقاتكم مع البنك الدولي». ولفتت إبراهيم إلى أن أكثر من 800 مليون دولار هي ما جُبي من الرسوم والضرائب على البنزين خلال عام 2009، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى أكثر من مليار و100 ألف دولار في عام 2010... وسألت «وضعتم الرسوم على البنزين بعد أن رفعتم الحد الأدنى للأجور، وأقمتم مهرجانات التهليل لأنفسكم، ونسيتم أننا نعرف أنكم تعرفون ماذا تفعلون. ارتفعت الأقساط المدرسية، ارتفعت أسعار المنازل، فكانت هديتكم رفع سعر البنزين... هل تريدون أن تقتلونا؟».
استكمال الحملة
وأوضحت إبراهيم أن معظم دول العالم غير المنتجة للنفط تخفض الضريبة على القيمة المضافة أو تلغيها كلياً عن استيراد المشتقات النفطية، وخصوصاً البنزين، وسوريا والأردن مثالان قريبان. وقالت «مطلبنا واضح جداً، وهو موجود في مجلس نوابكم. نريد إلغاء الضرائب والرسوم على البنزين من دون مساومة ولا مراوغة، تنقَّلوا على الحمير إن أردتم، سنأتيكم بها إن أردتم، أما نحن فلن نرضى بعد اليوم بأن تملأوا جيوبكم وخزانات سياراتكم من جيوبنا. وانتظرونا فحملة «إنت بخطر» لن تنتهي إلا بانتهائكم!». وكان اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني قد أطلق الأسبوع الماضي حملته «إنت بخطر» التي تتضمن اعتصامات وتحركات احتجاجية متواصلة، تقام يوم السبت كل أسبوعين، وهي تطال القضايا المعيشية والاجتماعية والاقتصادية. وكان موضوع الاعتصام الأول، الذي أقيم أمام وزارة المال أيضاً، رفض زيادة الضريبة على القيمة المضافة إلى 12 أو 15 في المئة والآثار الاجتماعية والاقتصادية التي من الممكن أن تتركها إذا اتخذت الحكومة هذا الخيار. ولفت منظّمو الاعتصام إلى أن هدف الحملة هو إلقاء الضوء على القضايا الأساسية التي يعدّها المواطنون من ضمن أولوياتهم المعيشية، وأشاروا إلى أن الحملة تتعرض لقضايا توحّد جميع اللبنانيين بمختلف مشاربهم، إذ إن الفقراء من جميع الأطياف السياسية والطائفية يواجهون المشكلات الاجتماعية نفسها.