آمال خليل - الاخبار
يُنهي معروف سعد اليوم عامه الأربعين تحت التراب. يتصرف ورثته على أنه لم يمت. تنظيمه يعاند الرأسمالية والمذهبية والتقوقع. جزء من معاصريه بات يهتف لسواه، لكنّ «بيّ الفقير» لا يزال ثابتاً في الذاكرة الشعبية. تتناقل الأجيال حكاياه كالأساطير. يكفي أنه القاسم المشترك الوحيد حديثاً بين الأفرقاء الصيداويين. ليس اعتيادياً وقع ذكرى اغتيال معروف سعد هذا العام. أنهى المناضل أربعين عاماً شهيداً. شرارة الحرب الأهلية تُنهي معه، بعد أسابيع، يوبيلها الأربعيني. إرثه الأكبر، التنظيم الشعبي الناصري، ميّز مناسبة اليوم بشعار: «أربعون عاماً والمسيرة مستمرة للدفاع عن قضايا الشعب وحماية الوطن». في مؤتمره الصحافي حول الذكرى، قال نجله، رئيس التنظيم أسامة سعد، إنها تحلّ «في وقت يواجه لبنان فيه والشعوب العربية تحديات العدوانية والصهيونية والطائفية والظلامية والإرهاب والأزمات المعيشية». تحديات كانت في زمن معروف. وإن لم تكن فجة، إلا أنها وجدت من يكافحها في مهدها. على النطاق الصيداوي الضيق، ليست ذكرى الأربعين اعتيادية أبداً. تعود على وقع التقارب المستجد بين سعد والنائبة بهية الحريري. في مسيرة الوفاء للشهيد معروف، كان بعض المشاركين من التنظيم وحلفائه في المدينة يهتفون ضد الحريرية ويرفعون شعارات تهاجم نماذجها وعقائدها، برغم أن الرئيس رفيق الحريري تفاخر يوماً بأنه «معروفي الهوى».
عاماً بعد عام، كانت الهوة تكبر بين أيتام سعد وأيتام الحريري، لكن في مسيرة هذا العام، قد نجد شقيقته، النائبة بهية الحريري في مقدمة المسيرة التي ستتعقب خطى معروف حتى ساحة النجمة. في مؤتمره الصحافي، أطلق سعد الدعوة لكل من يرغب في المشاركة. سئل عن دعوة الحريري وتيار المستقبل على وجه الخصوص، فأكد أنه يرحب بمشاركة الجميع. لذا ليس مستبعداً أن ترى الحريري أن المناسبة تعنيها بسبب رمزية صاحبها في الوجدان الجماعي الصيداوي، أو في إطار «رد الإجر» على الأقل بعد تلبية سعد الجمعة الماضي دعوة الحريري إلى افتتاح أكاديمية «علا» في مبنى مدرسة عائشة أم المؤمنين. الدعوة وتلبيتها أراحتا المزاج العام. كأن الصيداوي تعب من الثنائية التنافسية، من سعد ــــ البزري إلى سعد ــــ الحريري، بعدما أرهقته في السنوات الأخيرة ثلاثية: سعد ــــ الحريري ــــ أحمد الأسير.
بستاني من وين أجا؟قاسٍ، الدرج الموصل إلى بيت أحمد القرص في صيدا القديمة. قساوة لا تتحملها سنواته الأربع والثمانون. الكرسي المدولب مركون في زاوية عند أسفل الدرج، تجيب من افتقد حضور أبو محمود في مقاهي ضهر المير وباب السرايا. الرجل الذي ارتبط اسمه صيداوياً بالشهيد معروف سعد، لم تنصفه الحياة كما لم تنصف المناضل الذي حمله على كتفيه. إذا ما سأله أحد عن ظهره المحدودب، يجيب: «قد ما حملت معروف سعد على أكتافي في التظاهرات والمناسبات»، إلا أن ثقل وزن «بيّ الفقير»، أخف بكثير من ثقل الأيام التي مرت من بعده. يحفظ وزنه، 138 كيلوغراماً، كما يحفظ عشرات الروايات والمشاهدات عنه مذ رافقه منذ الخمسينيات. لا تكتمل عبارة واحدة على لسانه من دون أن تقطعها حشرجة أبو محمود وغصّته على «الأستاذ» كما كان ينادى. أبو محمود مثل صيداويين كثر يعتقدون بأن رصاصة الجندي في الجيش التي أصابت معروف في تظاهرة الصيادين قتلته منذ اللحظة الأولى. يظن أن الهدف من تأجيل الإعلان عن موته أسبوعين «تجزئة الغضب الذي انفجر بعد أقل من شهرين حرباً أهلية طويلة». مع سبعين شاباً، كانوا عمالاً في موقف البوابة الفوقا، قصد أبو محمود «الأستاذ» في بيته على ضفاف نهر سينيق. قال له: «نحن جماعة رمينا حالنا معك عشان ننقذ البلد وننتشلها من وجع الرأس ويقيمنا من الذل الي كنا فيه». والوجع لم يكن في الرأس، بل في أجساد الفقراء السقيمة ومصائب الصيادين والحرمان. «المياه تنقطع عندنا لتأتي في بيوت الأغنياء. تجار المواد الغذائية كانوا يبيعونها لغير الصيداويين لكي يرفعوا سعرها 50 قرشاً للكيلو الواحد، وشاحنة الطحين كانت تفرغ الأكياس في الكاراج في البوابة الفوقا، فيحملها أصحابها على ظهورهم حتى صيدا القديمة...». فرض رقابة على التجار ونقل موقع تفريغ الطحين إلى البلد ونظم AffinityCMSت للكشف السري على المحال غير المطابقة. يروي أن شكوى وردته عن فرن يعيد عجن الخبز اليابس. تنكّر بزي رجل فقير وقصد الفرن منتصف الليل طالباً سد رمقه. رأى بعينه كيف أضاف صاحب الفرن فتات الخبز المبلول إلى العجّانة مع الطحين. أقفل الفرن وحبس صاحبه. اتفق الأغنياء ضده. «كانوا يحرّضون ضده ويؤلّبون عليه في الانتخابات: هالبستاني من وين أجا؟». في ذاكرة الناس، كان معروف حائط مبكاهم. «المي الي بتنقطع تعا يا معروف. حدا بدو يتزوج تعا يا معروف. المزارعون المتضررون تعا يا معروف...». والده صاحب البستان أحمد سعد ووالدته جميلة عطية من درب السيم، صنعا النموذج الشعبي البسيط برغم تخرجه من الجامعة الوطنية في عاليه وتدريسه في الحجاز وبيروت وصيدا وحيفا ودمشق... حتى صار ناظراً في مدرسة المقاصد الإسلامية ثم نائباً ورئيس بلدية. أبو محمود حمله في التظاهرات والاعتصامات المتضامنة مع حقوق الصيادين والعمال والمزارعين والفقراء...
من فوق كتفي أبو محمود، ألقى الشهيد معروف خطبة عن الغلاء في اعتصام في باب السرايا. لم ينتظر استجابة الدولة لتحسين أوضاع الفقراء. في عام 1964 أحيا تجمع البساتينية الذي تأسس في صيدا عام 1947، ثم أطلق أول حركة تجميع لعمال البحر وأنشأ لهم نقابة عام 1954. حي الكنان ورجال الأربعين يحفظان أثر الأستاذ معروف زائراً بيوت الصيادين ومنقذاً قواربهم من الغرق في العواصف. وساهم في إنشاء نقابات للقصابين والحلاقين وعمال شركة التابلاين والمصفاة وعمال المطابع والافران والمقاهي والمطاعم... في عام 1955، ضرب الزلزال صيدا، مدمراً البيوت في صيدا القديمة. طالب بإنشاء مصلحة التعمير وبناء مئة ألف مسكن في عين الحلوة، و500 في صيدا القديمة. أنشئت عام 1970 وشيد 14 الف مسكن فقط. استشرف معروف سعد واقعنا الحالي. في يومياته التي كتبها عن رحلته إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1956 عندما كان ضابطاً في إطار بعثة تدريبية على مكافحة الإجرام. سجل في 20 تموز أنه «حضرنا حفل ملكة جمال العالم في لوس أنجلوس. جاء دور مس اسرائيل فأخذت تتكلم عن اسرائيل وتصورها الحمل الوديع. فازت مس أميركا باللقب وجاء دور اللبناني جامز بطرس صانع التاج ومصممه وكلف ربع مليون دولار يلبسها إياه». في يوم آخر من الرحلة ذاتها، ألقى خطاباً عن فلسطين في إحدى الساحات. استوقفه أجنبي قال له: «كل الطرق التي يسلكها العرب لا تفيد. بيدكم سلاح لو استعملتموه لركعتم اميركا، هو البترول». قبل النكبة، كان يقطع الطريق على الشاحنات التي تنقل البضائع إلى التجار اليهود في فلسطين. أطعم الفقراء منها، لكنه لم يحم فلسطين. «الله يقصف عمر القناص» يرفع أبو محمود يديه إلى السماء مناجياً. يلوي جسده النحيل يميناً وشمالاً. يقترب من آلة التسجيل مستعيداً الشعار الأشهر والمختصر الذي فصل له وعدّل على وزن نجليه مصطفى وأسامة: «صيدا كلها لمعروف.. صيدا كلها لمعروف»، حتى ينقطع النفس.
السفير
ظهر الأول من آذار المقبل تنطلق «الهيئة المدنية لحرية الاختيار»، بالتعاون مع مجموعات طلابية مستقلة، بتظاهرة من «الجامعة الأميركية في بيروت» وصولاً إلى وزارة الداخلية (الثانية عشرة ظهراً)، للمطالبة بإصدار الوثائق الخاصة بالأزواج الذين عقدوا زيجاتهم أمام الكتاب العدول في لبنان. يلفت الناشط عربي العنداري لـ«السفير» إلى أن هدف التظاهرة ليس تسجيل الزيجات تلك، «لأنها مسجلة لدى الكتاب العدول عند انعقادها»، بل الهدف هو التنديد بالعرقلة الإدارية التي تعيق إصدار أوراقهم الثبوتية، ومنها إخراج القيد العائلي الذي يبرهن على تأسيس عائلة لبنانية جديدة، ليبقى العنوان العريض لكل تظاهرة من هذا النوع: «حرية اختيار الانتماء المذهبي أو عدمه والمساواة بين المسجلين في خانات طائفية وشاطبي القيد الطائفي». سيطالب المتظاهرون وزير الداخلية نهاد المشنوق بفك العرقلة الإدارية، خصوصاً أن القرار 60 ل.ر. ينصّ على أنه يجب على كل من ينتمي إلى طائفة الحق العادي أو لا ينتمي إلى طائفة، أن يخضع للقانون المدني. ووفق العنداري لا صحة للمزاعم التي يصرّ عليها الوزير بأن هناك عراقيل بوجه شاطبي القيد الطائفي كممارسة الحق بالانتخاب، والتوريث وغيرها. ويؤكد العنداري أن التوظيف وفق الانتماء الطائفي للوظائف دون الدرجة الأولى هو ممارسة غير قانونية بحسب اتفاق الطائف. يذكر أن هناك 46 ثنائياً ينتظرون الحصول على أوراقهم من وزارة الداخلية بعد عقدها أمام الكتاب العدول، من بينهم ثنائي واحد أضحى لديه طفلة هي ناتاشا التي ما زالت من دون اوراق ثبوتية.
كارمن جوخدار - السفير
في انتظار قرار محكمة الاستئناف الفرنسية، الذي سيصدر الخميس حول الطعن الذي تقدم به الأسير المناضل جورج عبدالله على قرار "محكمة تنفيذ الأحكام الفرنسية" الصادر في 6 تشرين الثاني 2014. وفيما ينخفض منسوب الأمل حول قرار المحكمة، بحيث يحتاج تقديم طلب جديد للإفراج عن عبدالله إلى نحو عام ونصف. ارتفعت موجة التحركات في العالم دعما "للسجين السياسي الأقدم في فرنسا". وقد تزامنت التحركات الداعمة لقضية المناضل عبدالله، مع هاشتاغ تحت عنوان "je_suis_georges_abdallah#" تم إطلاقه على غرار "jesuischarlie" الذي كان قد أطلق بعد الاعتداء على الصحيفة الفرنسية في 7 كانون الثاني الماضي، والذي لاقى مشاركة من بعض الأطراف اللبنانية والسياسية بالإضافة إلى مسيرة متعاطفة وداعمة قرب السفارة الفرنسية. عند التاسعة مساءً، بتوقيت بيروت، أطلق عضو "الحملة الدولية لإطلاق سراح جورج إبراهيم عبدالله" والمذيع في قناة "الجديد" رامز القاضي "الهاشتاغ" الذي وصل إلى أكثر من 15 مليون مغرّد. وقد كتب القاضي، "لأن جورج عبدالله مقطوع من طايفة، لا يزال يقبع في السجون الفرنسية" فيما كتب القنطار: "من أجل حرية جورج عبدالله.. هاشتاغ الليلة je_suis_georges_abdallah#، ثم أضاف: "طوبى لكل المسجونين باطل في زمن بيخدعنا وبيماطل". وفيما ذكر عدد كبير من التغريدات وسائل إعلام وسياسيين فرنسيين، قام أحمد بكتابة عدد هائل من التغريدات يسأل فيها سياسيين وإعلاميين لبنانيين: "أنا جورج عبدالله وأنت؟"، في خطوة لإحراج هؤلاء وحثّهم على موقف صريح أكان بالمشاركة أو عدمها. بدورة كتب صبحي الجيز: "رفيق جورج عبدالله.. انت الحُر.. ونحن المُكبلون في الخارج.. رفيق جورج.. سنديانتنا حمرا ورح تضلها حمرا" أما مراقب فقال: "أنت الجلاد في سجنك، تجلدهم بنظراتك الأبية". نظرة جورج لسجّانه احتلّت حيّزاً كبيراً من التغريدات للرجل الذي رفع من سجنه وصية التمسّك بالمقاومة وعدم التخلّي عنها، حيث غرّدت نهى يوسف: "التعب الذي يحتل وجهك أشرف من وجوه مشت بمسيرة باريس واﻷلم الساكن نظرتك أكرم وأنبل منهم" فيما اختصر رالف سعادة القضية قائلاً: "لسجن جورج عبدالله رمزية: القضاء على حالة شيوعية أخرى، قد تكون عامل صحوة عند الشعوب الخمولة!". تغريدات بالعربية، الفرنسية والانجليزية لتصل القضية إلى أكبر جمهور ممكن، والوسم الذي حمل قضية منسية إلا من شباب مناضل حفظ الوصية، بات “Trend” في 6 دقائق فقط، ليحطم جورج خلال 6 دقائق قيوداً جديدة ويحلّق حرّاً. وأشار علي وهبي إلى أن "من يدّعون الحرية يسجنوك بغير حق وهم ينفذون الإرهاب أكثر من غيرهم"، متوجهاً إلى من يغفلون قضية عبدالله بالقول: "لأنكم دمى متحركة لم تقدروا أن ترفعوا رؤوسكم في وجه مرؤوسيكم. الحرية لجورج والمجد له"، فيما شدد قاسم اسماعيل على أن "سجين حر اشرف من حر سجين". وكان للدولة اللبنانية، التي أهملت ملف جورج ما عدا الرئيس سليم الحص، حصة كبيرة من التغريدات، حيث كتبت هدى: "الدولة اللي بتسكت على الذل ما بتمثلني.. انا بتنفس حرية". من جهته، قال ألكس بركات: " نحنا ما عنا دولة.. نحنا عنا ظلم عالمعتر والفقير". إلى ذلك، تساءل محمد غازي: "أين الدولة اللبنانية التي تضامنت مع شارلي إلى جانب (رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو؟ لماذا لا تتضامن اليوم مع مناضلها إلى جانب شعبها وحقه؟". وقال أحمد ياسين: "المناضل الأسير، المنسي في السجون الفرنسية، اللبناني الذي تخلته عنه دولته خوفاً من غضب السيد الأميركي"، فيما رأى د. رافاييل أن "جورج عبدالله ليس أسيراً لدى فرنسا، لكنه أسير نظام عربي جبان يخجل من عمالته وخنوعه وذله.. جورج عبدالله هو كل عربي". وقد نالت "الأم الحنون"، حصة من التغريدات التي تتهمها بازدواجية المعايير وبالخداع خصوصا في ملف الحريات وحقوق الإنسان الذي كشف زيفه استمرار اعتقال جورج، فكتبت هبة بركات: "جورج عبد الله حر أما دعاة الديموقراطية في فرنسا فهم أسرى" أما أحيرام فغرّد: "كي لا ننسى: مجازر الجزائر! مجازر سوريا! مجازر فييتنام! مجازر افريقيا". وتساءلت فاطمة فاعور: "القاضي الفرنسي أصدر قرار الإفراج فلماذا ترفض السلطات الفرنسية تنفيذ القرار تحت ضغط الأميركيين؟"، وانتقد حسن نور الدين الموقف الفرنسي قائلاً: "تعلن عن دعمك للديموقراطية فيما تثبت أفعالك العكس تماماً". وقد شارك بحملة التغريد ناشطون من تونس وسوريا والبحرين وفلسطين، التي ما زال يحملها جورج في قلبه ومن أجلها وفي سبيلها يستمر اعتقاله. وقد ذكّرت هناء فلسطين أولاً بكلام لعبدالله: "وأهم من يتصور أمنا وازدهاراً على أنقاض الشعب الفلسطيني.. طبعاً الرد الطبيعي والملح الآن هو التمسك بكل الوسائل لفرض حق العودة أساس وجوهر القضية الفلسطينية .. التمسك بوحدة الشعب الفلسطيني ومطالبة القوى المسؤولة بإنهاء حالة الانقسام، الانقسام كارثة بين الضفة والقطاع" فيما غرّدت فلسطينية أولاُ غزاوية: "سلاماً عليك وعلى وطن أبداً لن يموت". وغرّد الناشط البحريني المنتظر: "كأنَّ القيودَ على معصميك مفاتيحَ مستقبلٍ زاهرِ". "سجنوك ليسكتوك فتكلم الاحرار بلسانك"، حسبما عبّر جيمي أمس، فكان "القلب ينبض مقاومة"، كما غرّدت أسيل حرب. وقد اختصر وائل عبدالله، ابن أخ جورج، القضية برمّتها بكلام للمناضل الأسير: "هذا العمر ومضة تافهة في الزمان، فإمّا يكون بكرامة، أو كان العمر لا يساوي هبة الحياة فينا". وقد استتبع عباس زهري الحملة الإلكترونية الداعمة لقضية جورج المحقة بصور لسياسيين لبنانيين كالرئيس نجيب ميقاتي وسعد الحريري والنائب سامي الجميل يحملون لافتات كتب عليها je_suis_georges_abdallah# ، مطالباً إياهم بموقف واضح وصريح من استمرار سجن عبدالله.
نهلا ناصر الدين - البلد
لأن اللبناني أكبر من ذلك، و"أكبر من الذل اليومي" المرّ الذي يجبر نفسه على التعايش معه قسراً لظروفٍ اقتصادية أمرّ، صنعتها الطبقة السياسية الحاكمة. ولأن قيمته أكبر من زحمة السير التي باتت جزءاً لا يتجزأ من حياته، وأكبر من رصيد هاتفه الفارغ، وأكبر من إيجار شقته المتواضعة في ذلك الحيّ المهمل، ولأن من أقل حقوقه أن يعيش عيشة كريمة، ولأن صرخات الصمت لا تنفع في دولة "التطنيش اللبنانية" كان لا بدّ من حملة "قيمتك أكبر" بدعوةٍ من منظمات شبابية وعمالية ونقابية ارتأت أن قيمة اللبناني أكبر بكثير من الشقاء الذي نقشه تجار لقمة العيش على جبينه."لبناني ما بيتديّن قبل آخر الشهر"... ! عنوان قصةٍ خرافية من وحي الواقع اللبناني، فقليلون هم أو بالأحرى نادرون هم المواطنون اللبنانيون الذين لا تضيق بهم سبل العيش من قبل أن تصل أوراق روزنامتهم الشهرية إلى منتصفها.قيمتك أكبر"نص المصروف رايح عالطرقات والعجقة صارت من تراثنا... #قيمتك_أكبر""#قيمتك_أكبر لما يكون عندك بطاقة صحية وما تعوز تنذل على بواب الزعما والمستشفيات " "أجار البيت أكبر من معاشك وشراية شقة حلم بعيد ... #قيمتك_أكبر" و" #قيمتك_أكبر من إنك تعمل واسطة لتتعلم ... " وغيرها الكثير من التعليقات التي غزت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تزامناً مع حملة "#قيمتك_أكبر" الاقتصادية، التي انطلقت صباح الأحد الماضي، بمؤتمر صحافي عُقد في مقر الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، وذلك بدعوةٍ من الاتحاد وبالمشاركة مع اتحاد الشباب الديمقراطي والهيئات الديمقراطية والشعبية وجمعيات المجتمع المدني والقوى النقابية الحية.أهداف الحملةتهدف الحملة إلى تخفيض الأسعار على اختلافها "لمواجهة السياسات المتبعة من قبل الحكومة بكافة مكوناتها، بأرقامها وألوانها الذين لم يختلفوا يوماً على تقاسم الحصص والمنافع من هدر المال العام وتوزيعه على الأزلام والمحسوبيات".وتستهدف على نحو أساسي "المشاكل التي يعانيها الشباب، وحددت إطارها في ثلاثة محاور هي: السكن، النقل العام والاتصالات، لكونها قضايا غالباً ما لا يجري التطرق اليها على نحو مستمر على الرغم من تأثيرها المباشر على الناس وتحديداً الشباب. كما وتطرح الحملة معالجة اقتصادية لهذه المواضيع كونها تأتي نتيجة سياسات اقتصادية اتبعتها الحكومات المتعاقبة ما أدى الى انهيار النقل العام، ارتفاع أسعار الشقق على نحو خيالي وتدهور شبكة الإتصالات فضلا عن ارتفاع فاتورة الاتصالات لتصنّف على انها الأغلى في المنطقة من دون تقديم خدمات جيدة".فحتى لو تخطى معاش اللبناني الحد الأدنى للأجور فـ" 90 بالمئة منه يصرف بين قرض سيارة وإيجار بيت وفاتورة هاتف، و10 بالمئة منه فقط لكل المصاريف المتبقية".برنامج الحملةيتحدث رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان كاسترو عبدالله عن "قيمتك_أكبر" ويؤكّد لـ" البلد" بأن الحملة أطلقت من أجل تخفيض الأسعار بشكل عام أقله بما يوازي انخفاض أسعار المحروقات واليورو، المستمرّ منذ ستة أشهر على التوالي، بينما الغلاء مستمر في كلّ القطاعات التي طالما اتخذت من ارتفاع أسعار المحروقات واليورو ذريعةً مزيّفة لمصّ دماء المواطنين واحتكار لقمة عيشهم.ولفت عبد الله إلى أن الحملة ستبدأ خلال الأيام القليلة القادمة بإقامة ندوات توعية للمواطن اللبناني على حقوقه ودورات تعبئة أيضاً، وستكون هناك حملة زيارات للمعنيين من وزراء ومسؤولين "سنطرق كل الأبواب واذا لم نجد آذاناً صاغية لدى المعنيين، سنضطر للقيام بتحركات سلمية شعبية أمام كل وزارة حتى نحصل على حقوقنا التي هي لنا بالأساس، وسندافع عنها بكافة الأشكال التي يسمح بها القانون والدستور". مطالباً برفع الغطاءات عن تجار لقمة العيش في لبنان، ومحتكري العيش الكريم بما أن "بعض الوزراء تجرّأوا على البدء برفع الغطاءات عن الفساد في لبنان". معضلة السكنويطرح عبد الله، على سبيل المثال لا الحصر، "معضلة السكن" بشكل عام في لبنان، إذ أن "اللبناني اذا أراد أن يسكن يحتاج إلى حد أدنى ونصف أو حد أدنى وربع من راتبه الشهري، إذا كنا نتكلم عن السكن الشعبي، فليس من المعقول ولا من المنطق أن نعيش في بلد إيجار الشقة الواحدة فيه يقارب الـ700 و800 دولار، بينما الحد الأدنى للأجور لا يتجاوز الـ400 دولار ، والمفترض هو ألا يتجاوز الحد الأقصى للمسكن ثلث الحد الأدنى للأجور". متحدّثاً بحسرة عن شباب لبنان الذي سدت آفاق العمل أمامه بفعل فاعل، ولم تبقِ له المحاصصات السياسية ما يتجاوز خيارات "الهجرة أو الانحراف أو السلاح".نشاطات الحملةما يميز "#قيمتك_أكبر" هو المواضيع التي تعالجها "كونها تلامس واقع الشباب اللبناني وهمومه، وكونها مواضيع غير مطروحة بشكل جدي للمعالجة" كما أكد أمين عام "اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني" عمر ديب، والذي أشار بدوره لـ"البلد" إلى النشاطات التي بدأت الحملة تطبيقها، وتتضمن عدة أشكال من النشاطات، كتعليق "بوسترات" بتصميمات مختلفة وبطريقة شبابية في بيروت وباقي المناطق وتوزيع مجموعة منشورات على المواطنين في الطرقات تحتوي، على معلومات وأرقام متعلقة بالمواضيع الثلاثة التي تتم معالجتها، من نقل عام وسكن واتصالات، بهدف توعية الناس، وفيها مقارنات بين لبنان ودول مشابهة ليست بحال أفضل ولا تمتلك دولتها امكانات اكثر من الدولة اللبنانية كـ"اسعار الاتصالات في الأردن ومصر والتي هي أقل كلفة من لبنان بأربع او خمس مرات على الأقل". إذ أن المشكلة لا تكمن في الامكانات بل في "السلطة الفاشلة التي لا تقيم اي اعتبار لأي مشروع إلا إذا كان مردوده سيعود على جيبها الخاص". بغض النظر عن حاجة المواطنين ومعاناتهم.ندوات اقتصاديةكما و"يتم العمل على إجراء ندوات مع خبراء اقتصاديين، تخص المواضيع الثلاثة، وأول ندوة ستقام يوم الجمعة القادم بمركز اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني في مارالياس، مع الدكتور غسان ديبا، رئيس قسم الاقتصاد بجامعة الـ"LAU" سيتكلم فيها عن سياسة الدولة اللبنانية بملفات النقل والسكن والاتصالات، والأسبوع القادم في 17 آذار، سيكون هناك ندوة للوزير السابق شربل نحاس في الجنوب في قرية عدلون، وستليها ندوات أخرى في البقاع والجبل والشمال وفي كل المناطق، ستحدد مواعيدها لاحقاً". تحركات تصعيديةويشير ديب إلى أن النشاطات السابقة ستترجم خلال فترة شهرين، إلى تحركات شبابية على الأرض، واعتصامات أمام الوزارات المعنية.ولا يعوّل رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي على الدولة "الحقانية" التي ستعطي الحقوق لأصحابها، بل على تجاوب المواطنين اللبنانيين مع الحملة "عقد ما ح يتجاوب الناس مع الحملة عقد ما حتجيب نتيجة" مشدداً على أن الحملة ستكون خطوة أولى في طريق تحقيقها ووضعها على طاولة البحث الجدي.الحملة مستمرةإذاً، الحملة مستمرّة حتى منتصف الصيف المقبل لتستهدف تحسين قطاعات السكن والنقل العام والاتصالات، والدعوة قائمة لكل لبناني ضاقت به سبل العيش الكريم وهو "قيمته أكبر" للمشاركة بالتحركات والاعتصامات التي ستقام أمام الوزارات المعنية في الأيام اللاحقة.
مسيرة لمواجهة عرقلة وزارة الداخلية في موضوع وثائق الزواج المدني المعقودة في لبنان
تستمر «الهيئة المدنية لحرية الاختيار» بمعركتها لتوقيع عقود الزواج المدني المعقودة في لبنان، إذ دعت إلى مسيرة نهار الأحد المقبل تحت شعار «حيّد يا مشنوق» للضغط من أجل تسجيل العقود العالقة في أدارج الوزارة
إيفا الشوفي- الاخبار
560 زواجاً مدنياً للبنانيين عُقد عام 2014 في قبرص، وفق بيان وزارة الخارجية والمغتربين. يُكمل البيان أن «هذا العدد يشمل جميع الطوائف والمذاهب دون استثناء ويتكبّد اللبنانيون تكاليف باهظة وعناء كبيراً، من اجل عقده في قبرص وتسجيله».
أما في لبنان، فهناك نحو 52 عقد زواج مدني للبنانيين شطبوا القيد الطائفي، 7 عقود جرى تسجيلها، بينما بقيت العقود الأخرى عالقة لأن وزير الداخلية نهاد المشنوق رفض توقيعها، لكونها، بنظره، «غير قانونية»، إلا أن «الهيئة المدنية لحرية الاختيار» لن تخضع لـ»أهواء» المشنوق، إذ دعت إلى مسيرة الأحد المقبل في 1 آذار «لمواجهة عرقلة وزارة الداخلية في موضوع تسجيل وثائق الزواج المدني المعقودة في لبنان»، تحت شعار «حيّد يا مشنوق». يؤكد أعضاء الهيئة أن علاقتهم بالدولة «هويتها مدنية، ولسنا عبيد سلطات سياسيّة كانت أم دينيّةً، محلّيّة أو أجنبيّة». تشير مصادر من الهيئة الى استعدادات يقوم بها «تيار المستقبل» من أجل تنظيم تحركات تطالب بقانون مدني للأحوال الشخصية «لإيجاد مخرج للمشنوق لا يدعه يظهر على أنه متطرف». وتضيف المصادر ان هدف هذه التحركات أخذ القضية باتجاه اخر بحيث يُصبح مبررا للمشنوق الامتناع عن التوقيع الى حين اقرار قانون مدني. تؤكد الهيئة أن معركتها اليوم ليست بالمطلق إثبات قانونية الزواج المدني لأنها سبق أن أُثبتت، المعركة هي استمرارية تسجيل العقود ضمن اطار مؤسساتي غير خاضع لآراء أشخاص. رأي المشنوق القانوني يرتكز على «غياب أي نص قانوني مدني نافذ يرعى أحكام هذا الزواج ويحدد الإجراءات والآليات والمستندات المطلوبة والمرجع الصالح لعقده وبتّه، لذا فإنه يتعذر حالياً تسجيل عقود الزواج المدني المنظمة لدى الكاتب بالعدل في لبنان». غياب النص القانوني ليس حجة مناسبة للوقوف ضد توقيع العقود، وفق ما يؤكده الباحث القانوني طلال الحسيني، «فالطوائف المسيحية تقدمت سابقاً بمشاريع قوانين ولكنها رُفضت لكونها مخالفة للدستور والنظام العام، وبالتالي فإن قانونية الزيجات المسيحية قائمة على فتوى من محكمة التمييز باعتبارها تقاليد وعادات». يضيف الحسيني، في محاضرة ألقاها أمس في الجامعة الأميركية بدعوة من نادي السنديانة الحمراء بعنوان «الزواج المدني: عوائق ومصير»، أن «الطوائف الإسلامية أيضاً لا تملك تشريعاً لبنانياً إذ جرت إحالتها الى قانون العائلة العثماني أي ان الزيجات تخضع لقانون أجنبي». هكذا اذاً، فإن أحكام الطوائف لا ترتكز على قوانين سنّها المجلس التشريعي. هنا، يدعو الحسيني المشنوق إلى «التفكير بتشريع لطائفته قبل الحديث عن وجوب وجود قانون مدني»، مشيرا الى ان موقف المشنوق «داعشي محض قائم على التنكّر لحرية الاختيار». أعلن المشنوق سابقاً أن القرار 60 ل. ر أجاز إنشاء الطوائف التابعة للحق العادي شرط الحصول على الاعتراف بها وتقديم نظام يحتوي على ملخص مبادئها الى الحكومة، ولأن «وزير الداخلية يخلط بين المنتمين الى طائفة الحق العادي وغير المنتمين الى طائفة»، وفق الحسيني، فقد أكّد ان «الأفراد غير المنتمين الى طائفة هم مواطنون أحرار، وإدارياً لا يخضعون لأي طائفة، ما يعني عدم الطلب منهم بالتقدم بمشروع قانون لتنظيمهم». أما طائفة الحق العادي، فهي التي لا تصنّف على انها تاريخية. هذا يعني ان الأفراد غير المنتمين الى طائفة لا علاقة لهم بطائفة الحق العادي، انما المشترك بينهما هو خضوعهما للقانون المدني. يصنّف الحسيني الاعتراف بالزواج المدني في قبرص على انه «عملية احتيالية لعدم ارتباط القانون بالمكان، إذ يوافق الأزواج على الخضوع لقانون يمارس في مكان لا علاقة لهم به».
غسان ريفي - السفير
غنّت طرابلس، بشيبها وشبابها ونسائها وأطفالها، مع مارسيل خليفة الذي علّق بالقول: «الكل يغني معنا اليوم.. حتى الصف الأول»، قاصدا السياسيين. فقد ألهب خليفة بأغانيه المحفوظة عن «ظهر قلب»، مسرح الصفدي الذي لم يعد يتسع حتى لمن آثر الوقوف لساعتين متواصلتين، ففاض بجمهوره، ما أعطى مؤشرات عدة، أبرزها توق المدينة إلى نشاطات فنية من هذا النوع تعبر فيها عن ثقافتها. الحفل الذي دعت إليه «مؤسسة الصفدي الثقافية» و«جمعية شباب البلد»، تحول الى تظاهرة ثقافية وفنية جمعت كل المكونات الطرابلسية والشمالية على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية والمذهبية. لم تكن الأمسية مخصصة لغناء خليفة فحسب، بل لتكريمه، وليكرم هو «أوركسترا الفيحاء للأعواد الصغيرة» بالعزف إلى جانبه ومشاركته الغناء، محققا بذلك أحلام 15 عواداً من أطفال طرابلس، بقيادة المايسترو الطرابلسي خالد نجار. ولم يكتفِ خليفة بالغناء بل خص طرابلس بكلمة وجدانية قال فيها: «طرابلس رافقت أغنيتي منذ ميلادها وحتى اليوم، منها زينتُها، أتقشف في التحديق ولا أطيل النظر.. شيء في داخلي يطلق ريحاً في الغمام.. يولد من بحر قديم ويحررني من قرفي.. أحتاج إلى منديل طرابلسي أمسح به دمعاً حارقاً كالصديد على شهداء سقطوا على تربة نظيفة». واعتبر خليفة «أن الموسيقى في هذا الاحتفال ترفع أطفال طرابلس نحو سماء جديدة لأحلامهم يعيدون الأرض الهاربة، يختلط الواقع بالأسطورة، في هذا الشارع، في هذه الساحة». وروى: «أحببت هذه المدينة منذ علمني والدي سحرها الخرافي. وكنت لعشقي للمشوار الطرابلسي وللمينا ولبحرها أحرس الحنين إلى الطفولة بين الأسواق العتيقة وحبات الموج». ودعا إلى «تخريب المجرى المنطقي للأمور، وإلى عصيان قوانين اللعبة في الحياة الموسيقية، وإلى هز الغارقين في التوازنات والاعتبارات الفنية الجاهزة. فالتطور ما زال ممكناً». وتحدث في الاحتفال كل من مديرة «مؤسسة الصفدي الثقافية». وتح الدكتورة سميرة بغدادي، الدكتورة هند الصوفي، وراعي المناسبة وزير الثقافة روني عريجي.
أغلقت الحملة الدولية لإطلاق سراح جورج عبدالله مركز التأشيرات الفرنسية قبالة قصر الصنوبر في بيروت.ويتجمع عدد من أصدقاء عبدالله أمام منزل السفير الفرنسي باتريس باولي.
("موقع السفير")
#قيمتك_أكبر" عنوان حملة اقتصادية انطلقت صباح اليوم، بمؤتمر صحافي عقد في مقر الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، بدعوة منظمات شبابية وعمالية ونقابية.
وألقى رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان كاسترو عبدالله، كلمة، أطلق خلالها صرخة "نعم، لتخفيض الأسعار! لا، للاحتكارات، لا للفساد!، وقال إن "اطلاقنا وبالمشاركة مع اتحاد الشباب الديموقراطي والهيئات الديموقراطية والشعبية وجمعيات المجتمع المدني والقوى النقابية الحية، بحملة تخفيض الأسعار على اختلافها هي بداية لمواجهة هذه السياسات المتبعة من قبل هذه الحكومة بكافة مكوناتها، بأرقامها وألوانها الذين لم يختلفوا يوماً على تقاسم الحصص والمنافع من هدر المال العام وتوزيعه على الأزلام والمحسوبيات، وإن الفضائح والسرقات ابتداءً من سرقات وزارة المال والدوائر العقارية إلى الجمارك والمشاعات والتلزيمات من النفايات إلى الكسارات وإلى الأدوية الفاسدة، والمواد الغذائية الفاسدة أيضاً. واللائحة طويلة".ووجه تحية الى "الوزراء الذين تجرأوا على فتح جزء من ملفات الفضائح والفساد ونخص بالذكر الوزيرين الأستاذ وائل أبو فاعور والأستاذ على حسن خليل ونطالبهم"، مطالباً اياهم "الاستمرار في استكمال ما بدأوه حتى لا يكون جزء من مسلسل ذر الرماد في العيون"، معلناً استعدادهم كحركة نقابية ديمقراطية مستقلة بوضع أنفسهم بتصرف كافة الحملات وخاصة الشبابية للمطالبة بحقوق الشعب.كلمة الحملة
بدوره، أعلن أمين عام "اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني"، عمر الديب، برنامج الحملة الاقتصادية والذي سيتضمن ندوات ولقاءات وتحركات واعتصامات تطال قضايا النقل العام، السكن والإيجارات، الاتصالات وخدمة الانترنت.
وألقى كلمة باسم الحملة، مشيراً الى ان "الشباب يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية متنوعة بظل النظام القائم، فيما تقوم العديد من القوى السياسية والنقابية بالإضافة إلى أكاديميين ونشطاء بطرح العديد من القضايا الاقتصادية الهامة مثل التغطية الصحية الشاملة وسلسلة الرتب والرواتب والحد الأدنى للأجور وقضايا الكهرباء والمحروقات...، تبقى العديد من المواضيع الهامة التي تؤثر على حياة الشباب ولا تأخذ الحيز الكافي من النقاش والإضاءة الاعلامية والعمل النضالي وستحاول الإضاءة عليها في حملتنا".
وحول مشكلة السكن تناول الديب أسعار الشقق والايجارات التي "تزايدت في الأعوام الأخيرة في المدن وفي الضواحي بشكل كبير حتى صارت معظم المناطق اللبنانية بعيدة عن متناول الفقراء والطبقة الوسطى وخاصة الشباب. وصارت الايجارات تصل إلى أضعاف الحد الأدنى للأجور في الوقت الذي يعاني فيه الشباب من أجل الحصول على وظيفة لا تتخطى بمدخولها الحد الأدنى".
وعن أزمة النقل العام، قال إن "الدولة اللبنانية لا تزال تدفع المعاشات للمئات من الموظفين في النقل العام ومصلحة سكك الحديد فيما بيع الحديد وصدأ بعضه الآخر. أما نحن المواطنون، فنتنقل يومياً إما بسيارات خاصة نضطر أن نقسطها للمصارف ذاتها التي تعتاش على معاشاتنا، أو إلى التنقل في وسائل النقل الخاص المتوفرة"، وأضاف:"السرفيس" مكلف اليوم وارتفع سعره مع ارتفاع أسعار المحروقات ولم ينخفض مع انخفاضها، أما الفانات الخاصة فهي لا تتوفر فيها أبسط شروط الراحة والسلامة وبين هذا وذاك يضيع ربع المدخول على الطرقات"، مشيراً الى عدم وجود نقل عام يربط مدن الساحل أو البقاع بالجبل وبيروت، حيث تصبح كلفة التنقل بين العاصمة والأرياف باهظة فيضطر الناس للنزوح إلى المدن.
وفي ما يخص الإتصالات، تطرق الديب إلى وعود وزراء الاتصالات الذين يعيدون بالكثير عند استلام ولايتهم ولم يحققوا إلا القليل. وأضاف:"في استثناء تحديث الشبكة إلى نظام الجيل الثالث، نكاد نقول أن أي تطور لم يحصل. الكثيرون تعاقبوا على هذا الملف ولا زلنا ندفع الفاتورة الأغلى في المنطقة على كافة الخطوط الثابتة والمسبقة الدفع. يحاولون الالتفاف أيضاً عير العروض الخاصة والرزم الترويجية لكن كل هذا بلا معنى. الخدمة سيئة والخطوط تنقطع في معظم الاتصالات".
وختم الديب كلمة الحملة بالقول "نحن شباب لنا حقوق كما علينا واجبات، نحن قيمتنا أكبر من الذل اليومي وأكبر من عجقة السير. قيمتنا أكبر من رصيد هاتف فارغ. قيمتنا أكبر من ايجار شقة مترهلة في حي مهمل. كل شاب قيمته أكبر من هذا الوضع اليومي المزري لذلك كانت حملتنا #قيمتك_أكبر". ("موقع السفير")
إيفا الشوفي - الاخبار
لا يمكن فصل القضايا اليومية التي يعانيها الشباب اللبناني عن الواقع الاقتصادي القائم، فهذه المشاكل هي على نحو اساسي نتيجة الاقتصاد الريعي والسياسات المتبعة منذ زمن. لهذا كانت حملة «قيمتك أكبر»، التي أطلقها امس اتحاد الشباب الديمقراطي في مقر الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين، وطرح فيها مطالب واضحة: «من حقنا ان يكون لدينا مترو تحت المدن، باصات منظمة تربط المناطق بعضها ببعض، سكة حديد ساحلية وأخرى داخلية». «من حقنا أن نحصل على اتصالات بنوعية جيدة وسعر منخفض». ومن حقنا ايضاً «أن نسكن من دون ان ترتب علينا ممارسة هذا الحق ديونا حتى نهاية العمر».
تستهدف الحملة على نحو أساسي المشاكل التي يعانيها الشباب، وحددت إطارها في ثلاثة محاور هي: السكن، النقل العام والاتصالات، لكونها قضايا غالباً ما لا يجري التطرق اليها على نحو مستمر على الرغم من تأثيرها المباشر على الناس وتحديداً الشباب.تطرح الحملة معالجة اقتصادية لهذه المواضيع لكونها تأتي نتيجة سياسات اقتصادية اتبعتها الحكومات المتعاقبة ما أدى الى انهيار النقل العام، ارتفاع أسعار الشقق على نحو خيالي وتدهور شبكة الإتصالات فضلا عن ارتفاع فاتورة الاتصالات لتصنّف على انها الأغلى في المنطقة من دون تقديم خدمات جيدة.
ستنظم الحملة ندوات ولقاءات وتجري دراسات لتوضح تأثير القطاع المصرفي والسياسات المالية على هذه القضايا، مثل القروض السكنية التي تروّج لها المصارف وتحقق عبرها أرباحاً هائلة في ظل غياب سياسات اسكانية مناسبة جرى الحديث عنها في فترات سابقة، إضافة إلى قروض السيارات التي تستفيد منها المصارف في ظل تغييب سياسات النقل العام.في مسألة السكن، ارتفعت أسعار الشقق والإيجارات ارتفاعا كبيراً حتى صارت الشقق في معظم المناطق بعيدة عن متناول الفقراء والطبقة الوسطى، وخاصة الشباب. يوضح الأمين العام لـ«اتحاد الشباب الديمقراطي» عمر الديب أن «الخدعة الكبرى التي تستعملها السلطة للتهرب من مسؤولية تأمين مساكن هي أن المصارف الخاصة ومصرف الاسكان تعطي التسليفات لشراء الشقق وبناء المنازل»، إلا أن الحقيقة، وفق بيان الحملة، هي أن ما تقدمه هذه المؤسسات عبارة عن قروض تجارية بفوائد عادية، بحيث يدفع المدينون مبالغ كبيرة شهريا على مدى عشرات الأعوام، مما يرهن كل حياتهم للمصارف التي تتقاضى خلال هذه الفترة أضعاف المبلغ الأصلي. تطرق البيان إلى مشكلة السكن الجامعي أيضاً، إذ يخضع الطلاب لأسعار السوق التجارية المرتفعة، مشيرأ إلى أنه على «الجامعة اللبنانية ان تؤمن عددا كافيا من الغرف لكل الطلاب الآتين من مناطق بعيدة». اما ازمة النقل العام، فيترتب عليها ازدياد عدد السيارات الخاصة والمصاريف الملقاة على عاتق الشباب، اضافة الى ارتفاع تعرفة «السرفيسات» وعدم تأمينها لابسط شروط السلامة والراحة.وفي قضية الاتصالات رأى المجتمعون أنه باستثناء تحديث الشبكة إلى نظام الجيل الثالث، لم يحصل اي تطور فيها، متهمين الشركات «بالالتفاف عبر العروض الخاصة والرزم الترويجية». وطالبوا بـ «خفض بنسبة 50% على أسعار الدقائق في كل أنواع الخطوط، وكذلك على أسعار الانترنت وزيادة السعات بنسبة الضعف على كل حزم الانترنت السريع وتقوية الارسال، وخصوصا في المناطق الريفية».