غسان ريفي - السفير
غنّت طرابلس، بشيبها وشبابها ونسائها وأطفالها، مع مارسيل خليفة الذي علّق بالقول: «الكل يغني معنا اليوم.. حتى الصف الأول»، قاصدا السياسيين. فقد ألهب خليفة بأغانيه المحفوظة عن «ظهر قلب»، مسرح الصفدي الذي لم يعد يتسع حتى لمن آثر الوقوف لساعتين متواصلتين، ففاض بجمهوره، ما أعطى مؤشرات عدة، أبرزها توق المدينة إلى نشاطات فنية من هذا النوع تعبر فيها عن ثقافتها. الحفل الذي دعت إليه «مؤسسة الصفدي الثقافية» و«جمعية شباب البلد»، تحول الى تظاهرة ثقافية وفنية جمعت كل المكونات الطرابلسية والشمالية على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية والمذهبية. لم تكن الأمسية مخصصة لغناء خليفة فحسب، بل لتكريمه، وليكرم هو «أوركسترا الفيحاء للأعواد الصغيرة» بالعزف إلى جانبه ومشاركته الغناء، محققا بذلك أحلام 15 عواداً من أطفال طرابلس، بقيادة المايسترو الطرابلسي خالد نجار. ولم يكتفِ خليفة بالغناء بل خص طرابلس بكلمة وجدانية قال فيها: «طرابلس رافقت أغنيتي منذ ميلادها وحتى اليوم، منها زينتُها، أتقشف في التحديق ولا أطيل النظر.. شيء في داخلي يطلق ريحاً في الغمام.. يولد من بحر قديم ويحررني من قرفي.. أحتاج إلى منديل طرابلسي أمسح به دمعاً حارقاً كالصديد على شهداء سقطوا على تربة نظيفة». واعتبر خليفة «أن الموسيقى في هذا الاحتفال ترفع أطفال طرابلس نحو سماء جديدة لأحلامهم يعيدون الأرض الهاربة، يختلط الواقع بالأسطورة، في هذا الشارع، في هذه الساحة». وروى: «أحببت هذه المدينة منذ علمني والدي سحرها الخرافي. وكنت لعشقي للمشوار الطرابلسي وللمينا ولبحرها أحرس الحنين إلى الطفولة بين الأسواق العتيقة وحبات الموج». ودعا إلى «تخريب المجرى المنطقي للأمور، وإلى عصيان قوانين اللعبة في الحياة الموسيقية، وإلى هز الغارقين في التوازنات والاعتبارات الفنية الجاهزة. فالتطور ما زال ممكناً». وتحدث في الاحتفال كل من مديرة «مؤسسة الصفدي الثقافية». وتح الدكتورة سميرة بغدادي، الدكتورة هند الصوفي، وراعي المناسبة وزير الثقافة روني عريجي.