يرفض الإعتذار ليخرج من سجنه.جورج عبد الله إستوفى شروط سراحه في فرنسا منذ 11 عاماً

26 عاماً وهذا الرجل يخضع في سجون بلد الحريات في فرنسا ما بعد الثورة الفرنسية، ففي العام 2010 لا تزال سجون فرنسا تضمّ سجيناً من بلدة القبيات العكارية حتى بعد أن استهلكت محاكم التفتيش الحديثة تهمها واستنفدت سنوات الحكم المنصوص عليها في القانون بعشر سنوات إضافية.يقول جورج عبد الله في تسجيل صوتي من داخل سجنه "نعم للإلتفاف حول السلاح المقاوم عبر تعزيز صمود الجماهير الشعبية الضمانة الأساسية لشرعية استمرارية كل عمل مقاوم".في القبيات عام 1951 ابصر جورج عبدالله النور في عائلة بسيطة لأب رقيب في الجيش اللبناني، أول من شدّ الطفل المتفوق دراسياً خارج مقاعد المدرسة لقاءه الفلسطينيين في طرابلس بعدما شردتّهم النكبة. وفي تلك الأيام عندما كان المدّ القومي واليساري يجتاح قرى لبنان وبلداته بدأ جورج عبدالله حياته من صفوف الحزب السوري القومي الإجتماعي فتلقّى تدريبات عسكرية جدية ونذر نفسه في سبيل قضية فلسطين.حمل جورج السلاح مدافعاً عن مخيمات الشمال والجنوب ليبدأ مرحلة جديدة من العمل مع حركة فتح اولاً قبل ان يشدّه الفكر الماركسي ويلتزم العمل مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.عبدالله المناضل مارس مهنة التعليم منذ عام 1970 حتى اعتقاله 1984 الاّ أن تعاظم الضغوطات الداخلية على المقاومين دفع به الى التطلّع نحو الخارج عام 1978 فأسسّ مع عددٍ من المناضلين مجموعة قتالية وضعت نصب عينيها استهداف المصالح الإسرائيلية والأميركية في الخارج. ومن أعضاء المجموعة جوزفين عبده التي اعتقلت 12 عاماً في ايطاليا، وأحمد المعجوري من البيرة الذي اعتقل في ايطاليا أيضاً.في مدينة ليون وبتعاون بين الموساد وعددٍ من أجهزة المخابرات إعتقل جورج عبدالله عام 1984 بتهمة حيازة اوراق ثبوتية غير صحيحة وحكم عليه بالسجن 4 سنوات لكنّ السلطات الفرنسية اعادت محاكمته عام 1986 بتهمة حيازة اسلحة ومتفجرات ليسجن 4 سنوات أخرى. وبضغط اسرائيلي اميركي حكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987 بتهمة التواطؤ في اعمال سميّت ارهابية.وبما أنّ حكم المؤبد يعني في فرنسا السجن 15 عاماً فان جورج إستوفى شروط إطلاق سراحه منذ عام 1999.رفضت النيابة العامة الفرنسية مراراً منذ ذلك العام اطلاق سراحه ومن الحجج المقدمّة أنّه يتابع من سجنه كل نشاطات التضامن مع الشعب الفلسطيني والحركات السياسية المقاومة وهذا يُشكّل دليلاً على خطره وعدم جواز اطلاق سراحه.كان يُمكن لجورج عبد الله ان يعتذر علناً عن تاريخه ليخرج الى الحرية ولكنّ بين حرية ثمنها المهادنة والمساومة وسجن يحفظ الكرامة والموقف اختار البقاء في سجنه ومن خلف تلك القبضان لا يزال يقول "لست نادماً وإذا عاد الزمان الى الوراء سأكررّ مجدداً ماقلته".

أوغاريت دندش

آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة