قتيلاً وجريحاً بهجومين انتحاريين في زهدان. إيران تستعيد عالِمها الفيزيائي: خُطفت من السعودية

استعادت ايران عالمها الفيزيائي شهرام اميري وسط ضجة قل نظيرها، خصوصاً بعد تأكيده انه خطف في السعودية ونقل الى الولايات المتحدة، لكن الفرحة الايرانية التي تبدت بعودته، سرعان ما بددها انفجاران انتحاريان استهدفا مسجداً في مدينة زهدان في محافظة سيستان بلوشستان، أسفرا عن مقتل 20 واصابة اكثر من مئة بجروح. وقال نائب وزير الداخلية الايراني للشؤون الامنية، علي عبد الله إن التفجيرين انتحاريان، موضحاً أنّ «التفجير الأول وقع خلف نقطة تفتيش، وأدّى إلى مقتل وإصابة عدد من أفراد الحرس الثوري». يذكر أن سيستان ـ بلوشستان تعد معقلاً لمجموعة «جند الله» التي كان يتزعمها عبد الملك الريغي، وقد تم إعدامه الشهر الماضي في زهدان نفسها. وأعرب المسؤول المحلي حسين علي شهرياري عن اعتقاده بأن «جند الله» تقف وراء الهجومين، وذكرت قناة «العربية» السعودية أن الجماعة ادّعت مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة إلى أنه يأتي انتقاماً لإعدام ريغي. أميري يروي اختطافه وأكد أميري، بعد عودته إلى طهران أمس، أن أجهزة الاستخبارات الاميركية قامت باختطافه من السعودية، وعرضته لضغوط نفسية وجسدية كبيرة، كما أغرته بمبالغ مالية لتقديم معلومات والتصريح بأنه لجأ بحريته إلى الولايات المتحدة، نافياً امتلاكه أية معلومات عن برنامج بلاده النووي، فيما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أنه تلقى مبلغ 5 ملايين دولار مقابل تقديم معلومات، كما ربطت وزارة الخارجية الاميركية بين عودته إلى ايران ومواطنيها الثلاثة المحتجزين في ايران. وقال اميري للصحافيين بعيد وصوله الى مطار طهران الدولي «ليس لي اي علاقة بنتانز وفوردو (موقعان لتخصيب اليورانيوم). كانت لعبة من الحكومة الاميركية لممارسة ضغط على ايران». واضاف الباحث وهو يبتسم ويرفع اشارة النصر «لم اجر اي ابحاث في المجال النووي. انا باحث بسيط اعمل في جامعة مفتوحة امام الجميع وليس فيها أي سر». واكد أميري مجدداً ان «عملاء في الاستخبارات الاميركية والسعودية خطفوني امام الفندق في المدينة المنورة ونقلوني الى الولايات المتحدة على متن طائرة عسكرية»، خلال تأديته العمرة في العام 2009. واضاف ان عملاء الاستخبارات الاميركية «طلبوا مني ان اقول لوسائل الاعلام الاميركية انني طلبت اللجوء الى الولايات المتحدة وانني جلبت معي وثائق وكمبيوتراً محمولاً يحوي معلومات سرية حول البرنامج النووي العسكري». وتابع قائلاً إن الاميركيين عرضوا عليه «10 ملايين دولار لاجراء مقابلة مدتها عشر دقائق على شبكة سي ان ان... بعون الله قاومت. لم يكن اي ايراني ليقبل ببيع بلاده الى الاجانب، مقابل المال». وقال اميري «فوجئت فعلاً بتصريحات وزيرة الخارجية الاميركية (هيلاري كلينتون) التي قالت إنني كنت حراً هناك وانني ذهبت بمحض ارادتي. لم أكن حراً. كنت بحراسة رجال مسلحين من الاستخبارات الاميركية». واضاف «في الشهرين الاولين، تعرضت لاسوأ حالات التعذيب النفسي». كما أكد اميري ان «اسرائيليين كانوا موجودين خلال بعض جلسات الاستجواب (في الولايات المتحدة) ومن المؤكد انه كان لديهم مخطط لنقلي الى اسرائيل». ونفى نائب وزير الخارجية الايراني حسن قشقوي الذي كان في المطار ان يكون «الإفراج عن» اميري مرتبط باي تبادل مع ثلاثة اميركيين محتجزين في ايران منذ اكثر من عام، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي للصحافيين في واشنطن، «عقب عودته (اميري) إلى ايران، اتوقع أن يكون لديه أشياء ليقولها ونصيحتي ستكون ان تأخذوا ما سيقوله ببعض التشكك»، رابطاً بين عودته والأميركيين الثلاثة المحتجزين في ايران، إذ قال «أراد (أميري) العودة ونحن سمحنا له بذلك... هذا نوع التصرف الذي نتوقعه» ازاء الأميركيين الثلاثة. من جهته، قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي إن عودة اميري جاءت «نتيجة سنتين من الجهود» قامت بها ايران. واضاف ان «تفاصيل خطفه ستكشف بعد اجراء تحقيق»، مؤكداً أن طهران تحتفظ بحقها في ملاحقة قضية اختطاف أميري قضائياً. تقرير «واشنطن بوست» لكن «واشنطن بوست» نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن أميري تلقى مبلغ 5 ملايين دولار من الـ«سي آي ايه» لتقديم معلومات عن البرنامج النووي الايراني. وأعلن أحد المسؤولين أن «كل ما حصل عليه مالياً، بعيد عن متناوله بفضل العقوبات المفروضة على ايران»، مضيفاً «لقد رحل لكنه لم يأخذ المال. معلوماته في حوزتنا وهو في حوزة الايرانيين»، وأكد أن «الدعم المالي يعكس قيمة المعلومات التي قدمها، بعد التأكد من صحتها بمرور الوقت. نحن لا نعطي شيئاً مقابل لا شيء». وأشارت الصحيفة إلى أن المبالغ التي قدّمت لأميري تندرج في إطار برنامج سري تقوده الـ«سي آي ايه» ويطلق عليه اسم «ضخ العقول»، ويهدف إلى ترغيب علماء وخبراء بارزين في الانشقاق عن ايران وتقديم معلومات عن برنامجها النووي. كما رجّحت بأن تكون عائلة أميري تعرّضت لضغوط في ايران، ما دفعه «إلى العودة عن قراره» في التعامل مع الولايات المتحدة، لكن أميري اكد ان «عائلتي حرة تماماً، وكانــوا يحصــلون على دعم مالي من الحكومة» الايرانية. إلى ذلك، التقى متكي في لشبونة قبل اختتام زيارته لكل من اسبانيا والبرتغال، نظيره التركي أحمد داود أوغلو. وافادت وكالة «مهر» الايرانية للأنباء انهما استعرضا خلال هذا اللقاء العلاقات الثنائية وتبادلا وجهات النظر بشأن إعلان طهران وقضية مبادلة اليورانيوم الايراني المحلي بوقود نووي من الخارج، والخطوات التي اتخذتها مجموعة فيينا والاتحاد الاوروبي. وأكد متكي وداود اوغلو على إمكانية وتأثير إعلان طهران الموقع من قبل ايران وتركيا والبرازيل، على خلق أجواء ملائمة لتوسيع نطاق التعاون النووي السلمي. («السفير»، أ ب، رويترز، أ ف ب،
آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة