الأسد: الوضع اللبناني غير مطمئن. مذكرات التوقيف موضوع قضائي بحت

رأى الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن «الوضع في لبنان غير مطمئن»، مؤكدا أن القرار الأخير من دمشق بإصدار مذكرات توقيف في قضية «شهود الزور»، هو «موضوع قضائي بحت». وشدد الأسد على أهمية العلاقات مع أنقرة، وضرورة الدور التركي في عملية السلام، معتبرا أنه لا يوجد حاليا حديث عن وساطة، إذ إن ما يحصل هو البحث عن أرضية مشتركة. وفي الشأن العراقي أوضح الأسد أن سوريا وإيران وتركيا «على تواصل مستمر مع الموضـوع العراقي»، لافتـا إلى أن العلاقة بين سوريا وجميع القوى العراقية أصبحت طبيعية.   لبنان وفي مقابلة مع قناة «تي آر تي» التركية الناطقة بالعربية، نقلتها وكالة «سانا» السورية للأنباء، قال الأسد إن «الوضع في لبنان غير مطمئن خاصة في ظل التصعيد الأخير وفي ظل محاولات التدخل التي حصلت خلال السنوات الماضية من قبل الدول الخارجية. ولكن بالمحصلة نراهن على وعي اللبنانيين». ورداً على سؤال حول القرار الأخير من دمشق بإصدار مذكرات توقيف بحق بعض السوريين واللبنانيين والأجانب والنقاش الذي أثاره في لبنان أوضح الأسد «هذا الموضوع قضائي... هناك دعوى من قبل اللواء جميل السيد في القضاء السوري منذ عام أو أكثر وهذا الحكم هو حكم قضائي مستقل ليس له أي معنى سياسي أو أي تفسير سياسي هو موضوع قضائي بحت». وأضاف الأسد «البعض في لبنان يحب كثيراً تحويل أي شيء إلى معنى أو مضمون سياسي. هذا الكلام كلام إعلامي وربما يحاول البعض استغلاله للإساءة للعلاقة مع سوريا. ولكن في هذا الإطار القرار القضائي لن يغير الموقف السوري ولن يؤدي إلى تحقيق مصالح سورية معينة في لبنان. فلماذا يكون قراراً سياسياً. القضية قضائية بحتة تعود لدعوى تقدم بها اللواء جميل السيد لأسبابه التي هو يعرفها». العلاقات مع تركيا والمفاوضات وعن العلاقات السورية التركية، قال الأسد إنها «علاقة أخوة»، وأوضح «لا شك في أن العلاقة بين سوريا وتركيا انطلقت لأسباب عديدة ولكن أهم سبب هو مصداقية الدولة. كانت هناك مصداقية عالية بنت ثقة كبيرة جدا. ومن جانب آخر كان هناك التزام من الدولتين بالرغبة الشعبية. يعني نحن لم نكن نعمل من خلال أجندة دولية أو إقليمية. نحن نعمل من خلال أجندة شعبية. الشعب في سوريا والشعب في تركيا يريدان هذه العلاقة فتحركنا كدولتين في هذا الاتجاه». وأشاد الأسد بـ«مواقف تركيا السياسية تجاه القضايا المختلفة: أولا الموقف من الموضوع الفلسطيني وهذا الموضوع يعني كل عربي كما يعني كل مسلم، ثانيا الموقف من الحرب على العراق وخاصة عندما رفضوا أن تكون تركيا هي الأرض التي تنطلق منها الطائرات الأميركية أو القوات الأجنبية لغزو العراق، الموقف الثالث بالنسبة لنا في سوريا عندما كان عدد من الدول يحاول أن يعزل سوريا ومعظم هذه الدول كانت تشارك بهذا العزل خوفاً أو خضوعاً للضغوط الخارجية ولكن تركيا بقيت بعلاقة ثابتة». ورداً على سؤال حول زيارة مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وإبدائه استعداد فرنسا للوساطة بين سوريا وإسرائيل وأين الدور التركي في موضوع الوساطة باعتبار الأزمة التركية - الإسرائيلية مستمرة قال الأسد: «الآن لا يوجد حديث عن وساطة. الحقيقة ما يحصل الآن هو البحث عن أرضية مشتركة من أجل الإقلاع بالمفاوضات وهذا ما عملنا عليه مع تركيا في العام 2008. الهدف كان إنشاء أرضية مشتركة من الأسس التي تقلع من خلالها المفاوضات. بالنسبة لنا الأساس الأول هو عودة الأرض كاملة. بالنسبة للإسرائيليين يتحدثون عن الترتيبات الأمنية». وتابع الأسد «الآن هناك حركة إلى المنطقة من أكثر من دولة منها فرنسا ومنها الولايات المتحدة من خلال زيارة المبعوث (جورج) ميتشل. حركة بين سوريا وإسرائيل للبحث عن الأفكار. لكن لم يتبلور شيء بعد. ولا نستطيع أن نعرف ما الذي سيحصل. الوضع في إسرائيل ليس سهلا. الحكومة بوصف الجميع حكومة متطرفة ليست حكومة سلام على الأقل هذا ما نراه حتى هذه اللحظة. والدليل أن المفاوضات مع الفلسطينيين تقلع والاستيطان مستمر والاحتلال مستمر وكل الإجراءات الإسرائيلية وحصار غزة وتهويد القدس كله مستمر فلذلك الحديث عن وساطة الآن مبكر وما يحصل الآن هو مجرد البحث عن أرضية مشتركة». واعتبر الرئيس السوري أن «تركيا لها دور مهم لأنها تعرف المنطقة ولأنها شاركت بالمفاوضات. ولأنها نجحت ولأننا نثق بالمسؤولين الأتراك. جانب آخر يؤكد على الدور التركي هو أن تجربتنا مع الولايات المتحدة عبر تسعة عشر عاماً من العلاقة في إطار عملية السلام منذ العام 1991 أثبتت أنهم قادرون على إعطاء الضمانة لكن غير قادرين على لعب دور الوسيط لصعوبة أن يكونوا حياديين من جانب ولعدم معرفتهم بثقافة المنطقة. من يرد أن يساعد في المفاوضات أو يديرها فلا بد أن يكون مطلعا أو منغمسا بثقافة المنطقة». وجواباً عن سؤال حول متابعة سوريا الموقف التركي بشأن حل المشكلة الكردية في تركيا قال الأسد: «هي قضية إقليمية لأنها تعني سوريا وتركيا وإيران والعراق بطبيعة الحال. ولكن أعتقد أننا لو نظرنا إلى الأكراد في كل هذه الدول في معظمهم هم أشخاص وطنيون فالعراقي ينتمي للعراق والسوري لسوريا والتركي لتركيا والإيراني لإيران. نحن ما نواجهه ليس القضية الكردية بل بعض الذين يريدون استغلال القضية الكردية من الأكراد أو من الأجانب الذين يريدون أن يستغلوها للتدخل بالشؤون الداخلية». وأوضح الأسد «اعتقد أن الانفتاح هو شيء صحيح والعفو شيء صحيح بشرط أن يكون هناك إطار وطني هو الذي يحدد أي إجراء سياسي يجب أن تقوم به أي دولة من الدول وبما أنه سيكون هذا التأثير متبادلا فمن الضروري أن يكون هناك تنسيق بين تلك الدول وهذا التنسيق موجود بين سوريا وتركيا بالنسبة إلى هذا الموضوع». إيران والعراق وقال الرئيس الأسد رداً على سؤال حول توقعاته بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران: «إذا تحدثنا بالعقل والمنطق لا. ولكن أنت تعرف أن العقل والمنطق ليس بالضرورة أن يديرا هذا العالم ولكن لا نتوقع. لأن نتائج هذه الضربة لن تؤدي إلا إلى المزيد من الكوارث التي ستدفع ثمنها ليس المنطقة فقط بل العالم ككل». وجوابا عن سؤال حول ما إذا اتفقت سوريا وإيران على صيغة جديدة لمستقبل العراق والحكومة العراقية أوضح الأسد «منذ البداية عندما حصلت الانتخابات... قررنا مباشرة في سوريا أن نفصل خلافنا مع الحكومة العراقية وموضوع الانتخابات والإجراءات التي ستتم من أجل تشكيل الحكومة. ما يهمنا في سوريا بالدرجة الأولى هو أن تأتي حكومة عراقية تقوم بالعمل من أجل وحدة العراق واستقراره وسيادته طبعاً»، مؤكدا أن «العلاقة أصبحت طبيعية مع كل القوى ومع اللائحة العراقية، مع لائحة الائتلاف، ومع لائحة دولة القانون ومن يمثلهم. بالمحصلة نريد علاقة جيدة مع الجميع. ونحن في سوريا تجاوزنا ما حصل من خلاف». المعلم من جهته، قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروماني تيودور باكونسكي إن «موضوع المحكمة (الدولية الخاصة بلبنان) شأن لبناني بحت بمعنى أنه لا شأن لأحد بهذه المحكمة، وعلى الأشقاء في لبنان أن يقرروا ما هو في مصلحتهم وما هي الوسائل التي تعزز استقرارهم ومن الطبيعي أن تسعى القيادات اللبنانية الحريصة على استقرار لبنان والسلم الاهلي فيه لإزالة أسباب التوتر». وأكد المعلم أن «الجهود السورية السعودية لحل المشاكل في لبنان ما زالت متواصلة لأن الهدف هو استقرار لبنان لكن هذا الاستقرار لا يصنع في الخارج بل يصنعه اللبنانيون أنفسهم. وسوريا والمملكة العربية السعودية تشجعانهم على ذلك وعلى اللبنانيين أنفسهم أن يقوموا بالدور الرئيسي لإزالة التوتر وتحقيق الاستقرار». («السفير»)
آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة