«منتدى التضامن مع كوبا» يشدّد على وحدة النضال مع لبنان وفلسطين اليدا غيفارا: «كُتب على الشعوب الصغيرة القيام بإنجازات كبرى»

الوحدة، الاحترام، والتضامن. كلمات ثلاث لخصت من خلالها اليدا غيفارا، ابنة الثائر الأرجنتيني أرنستوا «تشي» غيفارا، القضيتين الأساسيتين اللتين شكلتا محور «منتدى التضامن مع الثورة الكوبية»، الذي اختتم أعماله أمس في قصر الأونسكو في بيروت، وهما: فك الحصار الأميركي المفروض على الجزيرة المحاصرة منذ ما يقارب الخمسة عقود، وإطلاق سراح الكوبيين الخمسة المعتقلين في سجون الولايات المتحدة منذ أكثر من عشرة أعوام. 110518045

بدا المنتدى، الذي تزامن افتتاحه مع الذكرى الثالثة والأربعين لاستشهاد «تشي»، مناسبة جديدة للتأكيد على «الترابط النضالي في كل من كوبا ولبنان وفلسطين» ضـــد «الإمبريالية الأميركية وإســرائيل»، وهو ما عكسته المداخلات التي ألقيت، إن في حفل الاحتفال، الذي كان خليطاً من السياسة والموسيقى، أو في الندوات الثلاث التي أقيمت بعناوين ثلاثة: الحصار الأميركي، الكوبيون الخمسة، ودور الشباب في الثورة الكوبية. كانت الأيام الثلاثة التي أمضتها اليدا غيفارا في لبنان كافية لأن تدرك كيف «كُتب على الشعوب الصغيرة أن تقوم بإنجازات كبرى»، وهو ما عبّرت عنه في الكلمة التي افتتحت بها أعمال المنتدى، حيث رأت أنّ «لبنان يعيش اليوم لحظات تاريخية، ليس على المستوى اللبناني فحسب، بل على مستوى العالم العربي كله، بعدما أكد الشعب اللبناني أن بإمكانه الانتصار على أي عدو مهما بلغت قوته». «لعل الكلمات لا تعبّر دائماً عمّا نريد»، هي عبارة لـ«تشي» استحضرتها اليدا، قبل أن تلّخص الأسس التي يجب أن تستند إليها الشعوب المقاومة بـ«ثلاث كلمات بسيطة جداً لكنها في غاية الأهمية: أولها، الوحدة التي من دونها لا يمكن لأي قوة أن تنتصر. وثانيها، احترام الآخر لأننا كلنا بشر نعيش تحت شمس واحدة ونتنفس هواء واحداً. أما ثالثها فهو التضامن بوصفه التعبير عن رقة الشعوب كما كان يقول تشي». وفضّلت غيفارا أن تختتم كلمتها بإنشاد أغنية أرجنتينية تعكس كلماتها هذه الأسس: «أخي، أعطني يدك حتى نذهب ونأتي بكلمة صغيرة هي الحرية». بدوره، تطرّق السفير الكوبي في لبنان مانويل سيرانو أكوستا إلى الحصار الأميركي المفروض على بلاده، مشيراً إلى أنّ إدارة الرئيس باراك أوباما ما زالت تطبق الحصار بالأساليب ذاتها، معتبراً أنّ الأخير «لم يرتق إلى مستـوى الآمال التي علقت عليه». وتحدّث باسم لجنة التضامن اللبنانية كل من وفيقة ابراهيم، التي أشارت إلى أنّ «هذا المنتدى عيّنة نرد من خلالها بعض الدين والوفـــاء لكوبا»، وهــادي بكداش، الذي اعــتبر أنّ «النضال من أجل كـــسر الحصار عن كوبا هو عينه النــضال من أجل كــسر الحصار عن الشعــب الفلسطيني في كل فلســطين». اليوم الثاني للمنتدى، تضمّن ثلاث ندوات تناولت الحصار والمعتقلين ودور الشباب. وبالرغم من سعي المنظمين إلى إضفاء الطابع العملي على النقاش، إلا أن معظم ما قيل تميّز بالطابع الخطابي، إذا استثنيت بعض المداخلات المرتبطة بالجوانب القانونية للحصار الأميركي في ظل ازدواجية المعايير الدولية (المحامي البير فرحات والخبيران حسن جوني ومحمد طي)، وأهمية الإعلام في التضامن الأممي مع كوبا (رئيس لجنة الصداقة اللبنانية الكوبية موريس نهرا)، فضلاً عن مداخلة أو اثنتين تناولت السبل القانونية لكسر الحصار. وفي سياق النقاشات، تطرقت غيفارا إلى المصاعب التي تواجهها كوبا بسبب الحصار لا سيّما في ما يتعلق بتوفير الدواء والأغذية، متحدثة عن تجربتها كطبيبة أطفال. كما تناولت قضية المعتقلين الخمسة مشددة على أن دورهـــم كــــان حماية الشعب الكوبي من الإرهاب الذي يخطط له في الولايات المتحدة. أمّا الكلمة الأخيرة التي أرادت غيفارا أن تنهي بها المنتدى فكانت «مجرّد رأي شخصي» في الوضع اللبناني، حيث تساءلت عن عدم وجود قوات دولية على الجانب الإسرائيلي من الحدود لحماية لبنان من اعتداءات العدو، فيما وصفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بأنها أداة لتدمير البلاد. إشارة إلى أن غيفارا تختتم زيارتها للبنان اليوم، حيث تعقد مؤتمراً صحافياً في نقابة الصحافة عند الساعة الحادية عشرة صباحا، كما تزور النصب التذكاري لشهداء مجزرة صبرا وشاتيلا، وستضع إكليلاً من الزهر على ضريح القيادي في المقاومة عماد مغنية.

وسام متى

آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة