الرؤساء الثلاثة في نزل السرور

الرؤساء الثلاثة والوليد بن طلال خلال حفل افتتاح «الفور سيزونز» (محمّد عزاقير ــ رويترز)

بدا افتتاح فندق «فور سيزونز» في وسط بيروت أمس أشبه بحدث وطني لبناني. فقد شارك الرؤساء الثلاثة الأمير الوليد بن طلال فرحته في إنجاز استثماره اللبناني الجديد، وسط حشد من الوزراء والنوّاب الحاليّين والسابقين

الدولة كلّها كانت مشغولة أمس. أُنجزت الموازنة، وصُدّق على خطّة الكهرباء، وبات بإمكان الرؤساء الثلاثة أن يلتفتوا إلى ما هو أكثر أهميّة. تركوا قصورهم وانطلقوا، كلٌّ في موكب مهيب، ليشاركوا في الحدث الكبير. لا نتحدّث هنا عن احتفال في ذكرى وطنيّة، ولا عن إطلاق خطّة لإطفاء الدين العام، ولا عن اتفاقات لمنح المهمّشين على الأرض اللبنانية بعض حقوقهم. إنّنا نتحدّث عن افتتاح فندق.نعم... حمل الرؤساء الثلاثة أنفسهم وذهبوا ببذلاتهم الرسميّة ليشاركوا في افتتاح... الـ«فور سيزونز»! ففي بلاد قرّرت ألا تنتج أي شيء، وأن تتفرّغ للمضاربات العقارية وللأرباح الريعية ولتصدير أبنائها للدول القريبة والبعيدة، يصبح افتتاح فندق حدثاً وطنياً يستحقّ حضور الدولة بكل مسؤوليها.لائحة الرسميّين الموجودين في ذاك الاحتفال مثيرة للضحك والبكاء في آن معاً. فالاحتفال الذي رعاه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحضره رئيس الحكومة ورئيس مجلس النوّاب، شارك فيه أيضاً الرؤساء السابقون أمين الجميّل، فؤاد السنيورة، وحسين الحسيني، والوزراء الحاليون: بطرس حرب، سليم وردة، فادي عبود، علي عبد الله، عدنان القصار، جان أوغاسبيان وعدنان السيد حسين. حتّى الوزير حسن منيمنة، أخذ عطلة من التآمر على حقوق الأساتذة للمشاركة في الحفل الاستثنائي.وإضافة إلى عدد من الوزراء والنوّاب السابقين، شارك 27 نائباً حالياً يمثّلون كل التيارات السياسية، وكان في استقبالهم جميعاً الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، والوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة.الطاقم السياسي الذي أعاد هيكلة الاقتصاد اللبناني ليخدم المستثمرين غير المنتجين على حساب أغلبية الشعب اللبناني التي ستستمرّ إلى أجيال مقبلة في دفع فوائد الدين العام، بدا أمس كأنّه يؤدّي التحية للمستثمر الذي جاء أخيراً يلقي ببعض فتاته في بلادنا. وقد ردّ المستثمر التحيّة بمثلها، فدعا الرؤساء سليمان وبري والحريري إلى الجناح الملكي في الطبقة الخامسة والعشرين من الفندق حيث كانت جولة على أقسام الجناح، انتقلوا بعدها الى الطبقة السادسة والعشرين وتفقدوا المسبح. ثم توجه الجميع الى صالة الـ«Ballroom» في الطبقة الأولى حيث انضموا الى المدعوّين.وألقى الأمير الوليد بن طلال كلمة قال فيها: «لطالما شاركنا فخامتكم الرؤية الهادفة إلى تحويل بلدنا لبنان إلى إحدى أبرز الوجهات السياحية في حوض البحر المتوسط، حيث إن بيروت هي اليوم من أكثر مدن العالم إثارة للاهتمام وجذباً للسياح».وأضاف: «أدّى الاستقرار السياسي الذي ساد أخيراً في لبنان في عهدكم الى ارتفاع نسب النمو الاقتصادي ارتفاعاً بارزاً، إضافة الى ازدياد كبير في الاستثمارات الأجنبية وأعداد السياح الوافدين. وإن الاحتفال الذي جمعنا اليوم هو خير دليل على ثقتنا بالمناخ السياسي الحالي».وأردف: «برغم أن استثمارا من هذا النوع يدر فوائد ضخمة على المجتمع المحلي، فإن هذا المعلم السياحي لا تكون فوائده مستدامة إلا عندما تحقق الاستثمارات أرباحاً لأصحابها. وإن استثمارنا في هذا الفندق خير دليل على ثقتنا وحماستنا حيال استقرار لبنان وازدهاره المستمرين». وقال: «لدى شركة المملكة التي نرأس مجلس إدارتها، ولديّ أنا شخصياً العديد من الاستثمارات غير السياحية في لبنان تتمثل في القطاع الاعلامي الممثل في مجموعة «روتانا»، وقناة «تلفزيون lbc»، اضافة الى جرائد محلية عدة والقطاع المصرفي الممثل في «سيتي بنك». وبالتالي، فإن مجمل استثمارات شركة المملكة واستثماراتنا في لبنان قد تعدى ملياراً ونصف مليار دولار. أما القطاع الاقرب إلى قلبي فهو قطاع الخدمات الاجتماعية والانسانية المتمثل في «مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية».وبعد إلقائه كلمته، دعا الوليد رئيس الجمهورية لافتتاح الفندق رسمياً. ثم أزاح الرؤساء الثلاثة والوليد بن طلال الستارة عن لوحة الافتتاح التي كتب عليها باللغتين العربية والانكليزية: «برعاية وحضور فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان وفي حضور صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود تم افتتاح فندق «فور سيزونز» بيروت - الثلاثاء 22 حزيران 2010». وأخذوا صورة تذكارية، انضمت إليها الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة.يقع الفندق على مساحة تزيد على 47,670 متراً مربعاً وهو عبارة عن برج بارتفاع 120 متراً، ويحتوي على 230 غرفة وجناحاً ويضم أربعة مطاعم وقاعة احتفالات ومركز أعمال ومنتجعاً صحياً يشمل حوض سباحة عند سطح المبنى ويطل على جبال لبنان.شركة المملكة القابضة تملك حصة بنسبة 47.5% في إدارة شركة فورسيزونز Four Seasons وتملك فيها أيضاً شركة كاسكاد Cascade التي يملكها بيل غيتس نسبة 47.5%، بالإضافة إلى ازادور شارب Isadore Sharp مؤسس مجموعة فورسيزونز Four Seasons الذي يملك 5% منها.(الأخبار)

عدد الاربعاء ٢٣ حزيران ٢٠١٠ | شارك
آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة