«إيه في أمل»... وزياد حاضر في كلّ الأحوال

«وحدُن» الذين حضروا حفلات فيروز في بيت الدين 2003 يعرفون ما معنى هذه الليلة. «وحدُن» يعيشون شعوراً مشتركاً وفريداً. فليس سهلاً أن تسمع أربع أغنياتٍ جديدة لفيروز وتنتظر أكثر من سبع سنوات لتسمعها من جديد. «وحدُن» عانوا الخيبة عندما بلغ التشويق ذروته، يومَ أشيع أن ألبوم فيروز الجديد سيصدر في أيلول (سبتمبر) 2009. «وحدُن» ملّوا الانتظار. «وحدُن» قالوا: «في أمل، إيه في أمل، أوقات بيطلع مِن مَلل». كل ذلك «وحدُن»؟ ربما. لكن، بالتأكيد كلنا سنبكي عند سماع «إيه في أمل» الأغنية. فـ «إيه في أمل» بات عنواناً واحداً لثلاثة إنجازات فنية منتظرة: أولاً الأغنية، وبعدها الألبوم والحفلة. غير أن الأغنية هي الأساس. هي التي تعالج كل الوقائع، من خلال واقعٍ عاطفيّ. الواقع الذي لم يردْ عاشقٌ أن يقتنع بقسْوَته في حضرَة جماله، لمجرّد أنه يجمعُ أعلى نقيضَيْن في الوجود. وليس مجرّد مصادفة أن تكون هذه الأغنية، موسيقياً، رعوية المزاج، حزينة ومتمايلة (إيقاع فالس) في آنٍ واحد، لأن مهمّتها الاقتراب قدْر الإمكان من الطبيعة. فالحب أقرب مشاعر الإنسان إلى الطبيعة. فيه الفراشة ومعها الأسد. فيه النسمة العليلة ومعها البركان الحارق. الحب أكثر مشاعر المرْء جدَليّة. لذا، ينجح دوماً زياد، انطلاقاً من خلفيّته الفكريّة (الماركسية) والموسيقية (الشاملة)، بشرْحه نصاً وموسيقى... ومن خلاله يقدِّم شرحه لكل شيء. إذاً، بعد الانتظار، ها نحن ننال هديَّتَيْن من فيروز: حفلتان في الـ «بيال» مساء اليوم وغداً، وأسطوانة. أسهمت ظروف كثيرة في جعل هذا الموعد مفاجأة غير متوقعة. فالكلام عن «منع فيروز من الغناء» وعن صدور جديدها، عمل في هذا الاتجاه. الحفلة عرف الجميع بها قبل فترة، لكن الألبوم أيضاً سيكون، بالتأكيد، متوافراً هذا المساء في الـ«بيال». في الحفلة مفاجآت البرنامج الذي انفردت فيروز في إعداده. الألبوم الجديد سيكون حاضراً جزئياً في البرنامج. وما بقي من الأمسية، يتألف أولاً من قديم زياد/ فيروز، ومن قديم فيروز.

بالعودة إلى «إيه في أمل»، يتضمّن هذا الألبوم 12 محطة، بينها مقطوعتان موسيقيّتان. أربع أغنيات منه سمعها الجمهور في بيت الدين، نسمعها اليوم في تسجيل استوديو وهي «قال قايل»، و«قصة زغيري كتير»، و«الله كبير»، و«ما شاورت حالي» (جزءٌ من لحن الأغنية الأخيرة هو من موسيقى كتبها زياد في الثمانينيات). المحطتان الموسيقيّتان هما «ديار بكر» و«تلّ الزعتر» (أو MEA). أما الأغنيات الأخرى، فلكل منها قصة. «كبيرة المزحة هاي»، نعرفها في تسجيل حيّ (بيت الدين ـــــ 2000)، نسمعها الآن في تسجيل استوديو. «كل ما الحكي»، رائعةٌ لا يعرف لحنها سوى مَن سمِع شريط «حكايا» الذي خصّصه زياد للأطفال. هنا، نسمع نصاً جديداً، لأغنية كان اسمها في السابق «كلّ الصِّفات فيك». وأيضاً، «الأرض لكم» التي يعرفها المتابعون، ولمْ تصدر مِن قبْل. «البنت الشلبية»... لا تعليق. «بكتب أساميهُن»... أيضاً لا تعليق، لأسباب كثيرة. بقِيَ «إيه في أمل» وهي الأغنية التي لم يسمعها أحدٌ من قبْل، وتتمتّع بالمواصفات التي تجعلها جديرة بالتربع على عرش الحدث.

في ما يخص الحفلة، نشير إلى أمرَيْن مهمَّيْن: لقد بات مرجّحاً أن زياد ليس شريكاً في البرنامج، ولن يكون على المسرح. ولم تتسرّب أي معلومة عن سبب هذا الغياب. أما في ما يتعلق بالوضع الصحّي لزياد الذي غذّى عشرات الشائعات، فكل الكلام المتداول عار من الصحّة حسب معلوماتنا المستقاة مباشرةً من صاحب العلاقة. ورسالة الرحباني الابن إلى جمهوره ومحبّيه في الوطن العربي الكبير: «أنا بخير». في الختام لا بدّ من الإشارة إلى أن هذا الموعد العظيم الذي ينتظره الجميع، سيمثّل ذروة في مسار السيّدة... لكنّه ليس بالضرورة المحطّة الأخيرة. نتمنّى أن تحيي فيروز حفلات كثيرة مقبلة في بيروت وخارجها... وننتظر أسطوانات مقبلة أيضاً. سنبقى مدمنين هذا الحلم الجميل. الحلم الفريد.

8:30 من مساء اليوم وغداً في الـ«بيال» ـــــ للاستعلام: 01/999666www.fairouz.com

بشير صفير

عدد الخميس ٧ تشرين الأول ٢٠١٠ |

آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة