بند جزائي - ريان الهبر

البند الجزائي المضاف على الموسيقى الليلية اللبنانية، فرقة تضمّ ثمانية شباب، يغنّون الأغنية - الجسر بين جيلهم وجيل الحرب. ثمانية طلاب جامعات، موسيقيين من عائلات فنية معروفة، أرادوا ترجمة أفكارهم باللحن والكلمة، في زمن الطائفية، بين الأشرفية والحمراء. إذا شربت كأساً في بار لوي (الجميزة) نهار الثلاثاء، أو في موجو (الحمرا) نهار السبت، ستنظر حولك فترى ناسا يتشاركون الزمن بين جيلين أو ثلاثة، يغنّون الأغنية نفسها، ويتضاربون، لكن بالكؤوس السعيدة.alt ستجد على الخشبة الصغيرة الحيّة آلات موسيقية محترفة شابة. آلات بأيادي من مختلف الانتماءات الطائفية والسياسية والمناطقية والحزبية. أصابع التقت ورفعت فرحاً وهماً وسخريةً.. ورقصاً. إن سهرت برفقة "بند جزائي"، ربما تضرب كأسك بكأس خالد الهبر وهو يتسلق وغيتاره المسرح مغنياً "صيري انت الجماهير". أو تسمع عبير نعمة تغني بصوتها المخملي "سألوني الناس عنك يا حبيبي..". أو ربما تفاجئ بالفنان عبد الكريم الشعار يصعد إلى الخشبة بعفوية مطلقة يتشارك الفرح مع الحضور. وأثناء تأدية الموال، ربما يمرر ريان نكتة أو تعليق، فينفجر جورج ضحكاً على المذياع، ويرد رامي من الخلف مستكملاً جوزيف صقر... أو يقف ريان من كرسيه، ويحمل رامي فلوته عالياً ويجتمع الكل في دبكة صغيرة لدقيقتين على لحن "طلوا طلوا الصيادة"... أو ربما يأتي لبنان بعلبكي من رومانيا حيث يدرس قيادة الاوركسترا، فيحمل الكمان ويشاركهم العزف لليلة أو اثنتين. كل شيء عفوي في ليلة الفرقة التي نشأت بالصدفة، وسميّت بالمزاح، ونجحت بالعفوية. يجلس ريان الهبر خلف البيانو، ينحني معه كأنه يلقنه أو يعزف بأكتافه وعيونه وأصابعه، يلتفت إلى أصدقاءه.. يجد ابن العديسة الحدودية سلمان بعلبكي يغزل الرق بين يديه إيقاعاً يبعث الحياة.. إلى يساره غسان سحاب من أصوله الكسروانية يدغدغ القانون. يقترب الفلوت من فم رامي معلوف ابن المتن الشمالي، يغرّد مضيفاً سحره إلى الموال.. بقربه، من صور، بشار فران يحضن غيتاره الكبير، يلقي عنقه فوقه، تشتد عبارات وجهه وترتخي مع الإيقاع، كأنه توحّد مع آلته. وبسمة عشرينية زغرتاوية مميزة تعلو وجه فرج حنا إذ تسرع يديه فوق البزق. بينما يجلس أحمد الخطيب ابن شبعا على كاجونه، تضرب يداه الآلة وتهتز لها أكتافه وشعره المربوط إلى الخلف وضحكته التي تنقل عدوى الفرح. وبين مزيج الأجساد والوجوه الموسيقية، يجلس جورج نعمة البتروني بصوته الذي يصعد ويعلو ويداعب أعلى الطبقات بسلاسة وارتياح.. هؤلاء هم شباب الفرقة. شباب كغيرهم، بإمكانيات مادية محدودة. لكنهم نجحوا بالعفوية المقرونة بالموهبة. "نحن قدمنا فرقة مختلفة متميزة عن كل ما هو سائد ورائج في الليالي البيروتية"، يقول ريان الهبر الذي "عثر" عليه "شباب السفير" في المقهى الأحمر، حيث يعتاد التواجد. ويتابع ريان متحدثا باسم أعضاء الفرقة، وشارحا موقفه من الأغاني الرائجة اليوم: "بالزمان قال زياد شيء عن الفرق بين هتلر وستالين. هتلر كان يفعل شيئاً خاطئاً من اجل قضية خاطئة بينما ستالين كان يفعل شيئاً خاطئاً من اجل نظرية محقة. انا ستاليني. أريد منطق القوة. لو فرضنا الأغنية الراقية لارتقت. لو انصرف سيمون الاسمر والياس الرحباني وروميو لحود وروتانا وشركات الإنتاج إلى صقل الأغنية عوضاً عن فتح أبواب الغناء والاستوديوهات للفن الهابط، لما وصلنا إلى منطق ماريا وهيفا.. والجمهور ليس "عايز كده" لو توفر له "غير كده". ورغم ذلك، لم تذهب فرقة "بند جزائي"، رغم نجاحها، إلى إنتاج عمل خاص. لم تخطط لمشاريعها المستقبلية. لم تتضافر الجهود للتوسع من الملاهي إلى الخشبة الكبيرة.. فكل واحد منهم له مشروعه الخاص. بعضهم يدرس ويدرّس الموسيقى، وبعضهم له فرقته الخاصة، وجميعهم ما زالوا في أول الطريق. كل الهمّ من "بند جزائي"، يقول الهبر، أن تحيي أغنية الذاكرة اللبنانية.

إعداد: غدي فرنسيس ما الفرق بين "بند جزائي" و"بسيطة"؟ شارك في السؤال: samir kelani "بسيطة" مشروع ريان الخاص، يجيب الهبر. في فرقة "بسيطة"، أنا مسؤول عن كل شيء. الأغاني من تأليفي وألحاني وتوزيعي. هناك مسرح كبير وحفل حيث يجلس الناس ويستمعون للموسيقى. "بند جزائي" هي فرقة أنا عضو فيها، كغيري من الشباب. أنا مسؤول فقط عن التنظيم الموسيقي. "بند جزائي" فرقة "ركبت" فجأة وليست مشروعا. فرقة تتمتع بكل المواصفات، لكنها لم تبدأ بمشروع جدي، بل بالـ"تفنيص". وهي لا تقدم أعمالاً خاصة بل أعمالاً لبنانية قديمة ومعروفة. "بند جزائي" فرقة للملاهي والنوادي الليلية، لكن "بسيطة" متغيرة. و"بسيطة" يمكن أن تتضمن خمسين موسيقياً و"كورال" مثلاً، حسب متطلبات العمل الذي أقدمه. بينما "بند جزائي" فرقة من ثمانية شباب فقط. alt ما الغاية من وجود فرقتين في الوقت نفسه؟ بماذا يفيد ذلك وبماذا يضر؟ أليس من الأجدى أن تتوحد جهود الفرقتين بالتالي العمل معا من أجل إنتاج أغاني جديدة بدل الاكتفاء تقريبا بالأغنيات القديمة؟ شارك في السؤال: منى حاوي  

"بسيطة" فرقة انطلقت منذ العام 2002. ركبنا فرقة ثانية بمفهوم مختلف. والأغاني الخاصة بـ"بسيطة" يؤديها الكورال او شادية او جورج أو آخرون. لكن في بند جزائي جورج نعمة هو المغني الوحيد. ليست قصة يفيد أو يضر، هما مشروعان منفصلان لا يربط بينهما إلا اسمي. الإفادة من بند جزائي هي أن يفرح الناس بأغانيهم المفضلة أثناء السهرة، بينما نحن نجني مصروفنا. الإفادة أن يرقص الناس على أغاني لا تنتهي مدة صلاحيتها، بدلاً من الأغاني التي تشبه أقلام الـ"بيك"، سريعة النفاذ والاستبدال.

انتم في أمسياتكم تعزفون وتغنون لكبار فناني الأغنية اللبنانية. هل هناك من مشروع لكتابة أغاني خاصة بكم وإصدارها في البوم؟ وهل هناك من إمكانية لتطوير هذا النوع من الغناء والإضافة على ما قدمه زكي ناصيف او زياد الرحباني او جوزف صقر...؟ شارك في السؤال: احسان المصري لم نأخذ قراراً بان لا ننتج أغاني خاصة بالفرقة، لكن إذا أردنا ذلك من سيقوم بالإنتاج؟ من سيؤلفها ويعمل عليها. هذه القدرات مختصرة بشخص أو اثنين. جورج لديه تجارب متواضعة، وأنا لدي مشروع "بسيطة". نحن لا نضيف إلى الأغاني التي نغنيها، بل نحترمها ونعتبرها "تحفاً" موسيقية. نحرص على أن لا نقلل من قيمتها وعلى تقديمها بشكل محترم وحيوي. رغم مرور فترة جيدة نسبيا على انطلاقتكم، لم نجدكم تصدرون ألبوما خاصا بكم لغاية الآن. ما هو السبب؟ هل يجوز أن تغنوا لفنانين غيركم ولا يكون لديكم أغاني خاصة بكم؟! شارك في السؤال: ماجد الحاج كما قلنا في السابق، لا نية جدية بعد للعمل على ألبوم أو إنتاج خاص، فهذا لم يكن هدف نشوء الفرقة. كانت تجربة ونجحت، ولا نعلم بعد إلى أين ستذهب. أنا تعرفت من جديد على فرقة بسيطة من خلال أغنية "ميّل ع رواق"، هل لكم ألبوم، وهل من إمكانية الحصول عليه في بيروت؟ وما هو اسم المغنية؟ شارك في السؤال: samir kelani  

أغنية "ميل ع رواق" بصوت شادية أبي حبيب سليمان. كانت مجرد تجربة أو اختبار حين قمت بنشرها على "يوتيوب". فوجئت بأنها راجت سريعاً، فاليوم مثلاً هناك 11 ألف مشاهد سمعوها. لكن "بسيطة" بصدد إصدار ألبومها بين شباط وآذار 2011، وسنقوم بجولة حفلات كما كنا نفعل في السابق، سندور على الجامعات والمناطق. عثرنا على منتج. رجل أراد المغامرة بنا، لذلك سنقوم بإنتاج البوم. لدينا فوق الخمسين أغنية خاصة. منهم "ميل ع رواق". "تعا قلك من اولا/ أنا إلك وإنت إلي انا/ لكن في تفسير/ من الأفضل إنو يصير/ ما بدي تقلي وينك/ ولا تسال مع مين/ ولا تقلي شردت عينك/ مفكرني فلتانة تخمين؟...".

فرقة بند جزائي. هل لنا أن نعرف لماذا اخترتم هذا الاسم لفرقتكم؟ وهل لنا أن نعرف مصدر تمويلكم؟ شارك في السؤال: oussama mroueh كان بدنا اسم، خرجنا بلعبة على الكلام. بند من band  بالإنكليزية يعني فرقة... لا معنى للاسم سوى المعنى الذي منحنا إياه "شباب السفير". "بند جزائي مضاف على الأغنية اللبنانية". ولا مصدر تمويل سوى الناس الذين يرتادون الأماكن حيث نغني. "تحية لجميع الشباب من أنغولا وخاصة لريان وأحمد وسلمان.. تحية من صباط الثورة كمان! ممكن شي نهار تغنو صباط الثورة"؟ شارك في السؤال: مازن صبرا تحية منا إلى انغولا. يا مازن انتعل صباط الثورة وتسلق أول طائرة وتعال شاهدنا. "شرّف سألني شخصياً عن الثورة وصباطها.. اشتقنالك". "يا جماعة، بدّنا عازف كمان معكن"!! شارك في السؤال: علي غسّاني كانت هناك تجربة عفوية، حين أتى لبنان بعلبكي إلى لبنان في إجازته، حمل كمانه بعد غياب طويل وتنقل معنا ولعب. ولبنان يدرس قيادة اوركسترا في رومانيا، لكنه مثل كل الشباب، شاركنا بعفوية. ولعب معنا كضيف.

آخر تعديل على Thursday, 25 November 2010 08:54

الأكثر قراءة