Hiba Awar

Hiba Awar

المعتصمون في صيدا أمس يهتفون ضد الغلاء (الأخبار)المصيدا ــ خالد الغربي«منرفض نحنا نموت. لا للغلاء، لا للجوع، لا لسياسات القهر الاجتماعي»... تحت هذا العنوان نُفّذ أمس اعتصام جماهيريّ حاشد في ساحة النجمة في صيدا، وهو يعدّ باكورة الاحتجاجات المطلبية التي أُقرت في مؤتمر شعبي عُقد قبل أيام في المدينة بدعوة من النائب السابق أسامة سعد.على الرغم من الهجوم العنيف الذي تعرّض له التحرّك من تيار المستقبل الذي وصفه بالمسيّس، مهوّلاً بأنه شرارة تفجير الوضع الأمني في لبنان، التي يجري تنسيقها بين قوى المعارضة، فإن الاعتصام كان حاشداً، كما أخطأت اتهامات هؤلاء، التي كانت تشير إلى أن المصارف ستتعرض أثناء الاعتصام للسرقة والسطو... فقد شارك في الاعتصام مواطنون ونقابيون ورجال دين ومناصرون للأحزاب الوطنية واليسارية، وبحسب فعاليات صيداوية هو عبارة عن «بروفة أولية ناجحة لتحركات مطلبية ستشهدها لاحقاً عاصمة الجنوب لإعادة الاعتبار إلى الملف الاجتماعي وإلى الحركة الشعبية المطالبة بأمان اجتماعي للمواطنين يقيهم العوز والجوع».الغلاء، البطالة، الاحتكار، غياب الرقابة الحكومية على الأسعار، الارتفاع الجنوني في الإيجارات، كلها مثّلت عُدّة الاعتصام، أما البنزين والبندورة، فكانا سيدي الموقف وصدى حناجر المعتصمين، إذ هتف زكريا مستو: «خبز وبندورة وبنزين حرموا منها المساكين». لم يكتف مستو بهتافاته، فقد أحضر معه إلى الاعتصام «طنجرة» وضع فيها رب البندورة، «إذا استهدفنا رؤوس حيتان المال بالبندورة، فإن رأس البندورة يصيح بأيّ ذنب أُضرب».تنوّعت اللافتات بين «يلعن أبو هالعيشة المرّة»، «وكنس يا شعبي كنس عالحكومة وعالمجلس»، وأخرى تحذّر من خطر الاقتراب من رغيف الخبز الذي تدلّى من حبل المشنقة، فيما اخترق الطفل جاد حشيشو صفوف المعتصمين بلافتة خطّ عليها «يا سرّاقين، الشعب سوف يحاسبكم، يا عيب الشوم اللحمة صارت بالفرمة». جاد الصغير كان يعلم ظروف الأزمة: «لبنان مش سوليدير، مال الدولة سرقوه الكبار، الأزمة طويلة، فهناك فساد في لبنان!»، ثم يغني للشيخ أمام «شيّد قصورك عالمزارع». في غير مكان من الاعتصام، كانت تصدح هتافات عن طبقية السلع: «اللحمة حلفت يمين ما بتدخل بيت الفقير». الأمر واضح للمعتصمين فلكل سبب مسبّب. ثم ينهالون بالانتقادات اللاذعة على الرئيسين سعد الحريري، وفؤاد السنيورة، والحكومات الحريرية المتعاقبة، «حريري ع السنيورة خلوا الجيبي منقورة»، و«الحريري والسنيورة ما تغير شي بالصورة»، و«حكومة حرامية على السرقة مبنية».في «هايد بارك» الاعتصام يعبّر المواطنون عن سخطهم على ما آلت إليه الأوضاع المعيشية والحياتية في لبنان. ربّة المنزل ميرفت البابا، ترى أن شعب لبنان سيتحول قريباً إلى جالية في وطنه، مناشدةً «أولاد البلد بأن يصحوا قبل أن يطير البلد، فالشعب

بروفة أولية ناجحة لتحرّكات مطلبية تشهدها صيدا لإعادة الاعتبار إلى الملف الاجتماعي

الجائع سيأكل الحكام ولو كان لحمهم مرّاً وقاسياً». أمّا الطفلة زينب الصوص، فقد عرضت أحلامها الضائعة: «بابا يعمل ليل نهار لنعيش بكرامتنا. لم نحضر إلى الاعتصام إلا لنطلب العيش الكريم... لسنا قادرين على شراء حاجاتنا من خُضَر وفواكه ولحمة... هذه أبسط حقوقنا». فيما تدعو الشابة، جميلة قشور، إلى «النهوض ومقاتلة مصاصي دماء الشعب، ومحاسبتهم»، أما عاطف الإبريق، فيرى أنه مواطن مسحوق لا يمكن سؤاله عن هويته الدينية «لا تسألني عن ديني فأنا من طائفة رغيف الخبز والعلم والحرية».هواجس أسامة سعد، ليست إلا انعكاساً لما يقوله المعتصمون، فهو يؤكد أن هذا التحرّك ليس إلا الخطوة الأولى، مشيراً إلى أنه «مقدمة لتحركات لاحقة ستشهدها ساحات صيدا، وغير مناطق، لنقول للعالم أجمع، ولحكّام لبنان، إن هذا الشعب حيّ ولا يمكن أن يفرّط بحقوقه مهما طال الزمن، ومهما طغى الظلم»، مؤكّداً أن الضغط عبر التحركات والاحتجاجات سيستمرّ على حكام لبنان «سارقي الأحلام والآمال ولقمة العيش»، وذلك عبر «مواجهة سلمية ديموقراطية لتحقيق كامل أهداف شعبنا، وتأمين العدالة الاجتماعية والمساواة. نحن في مواجهة الذين يحتلون مواقع السلطة ويعيثون في البلد سرقة ونهباً ولصوصية وفساداً».في الإطار نفسه، انتقدت اللجان العمالية والنقابية في الجنوب، اتحاد نقابات عمال الجنوب، واصفةً إياه بأنه «أداة من أدوات السلطة التي تُستخدَم لتضليل العمال وخنق حقوقهم»، بحسب بيان وزّع في الاعتصام. «فهذا الاتحاد، أي اتحاد عمال الجنوب، فُرض فرضاً قبل سنوات بواسطة سلاح القوى الأمنية التابعة للسلطة، ومصيره لن يكون أفضل من مصير النفايات» يختم بيان اللجان.

عدد السبت ٦ تشرين الثاني ٢٠١٠

حلأنّ الناس ينتظرون منه أكثر من أغنية، لأنه طبع وعينا ببصمته غير العادية، فإن زياد الرحباني بدا لمحبّيه شديد الغياب أخيراً. وما زاد الإحساس بفراغ مكانه في حياتنا العامة، مناخ التوتر المشغول عليه بعناية، ليبقى على حافة الانفجار. مع ذلك، واظب المواطن زياد الرحباني، على الاختفاء. تعب مثلنا؟ مرهق من هذا التكرار الحزين لتاريخنا المشترك؟ أين زياد؟ تكاد مقطوعة «طيران الشرق الأوسط» من ألبومه «إيه في أمل» أن تكون الموسيقى التصويرية لحركته: مصر، أبو ظبي، مشاريع للشام، كأنه يدور حولنا، يماطل في العودة إلينا. أما حين عاد إلى حفل بيت الدين، فقد اعتذر قبل أسبوع، بتقرير طبي، بسبب إرهاق آتٍ من «هنا»، كما يضيف في هذه المقابلة، مشيراً إلى رأسه

تصوير: مروان طحطح

حاورته: ضحى شمس

تصوير: مروان طحط

■ في مقابلة، مباشرة قبل «صحّ النوم» في بيال عام 2006، وردّاً على سؤال: ما العمل؟ أجبت «العمل الدؤوب واليومي، نوع من التمرين الذهني والجسدي لزيادة طاقة التحمُّل». لكن، يبدو أن طاقتك على التحمّل، تحمّل البلد طبعاً، تخفّ بنحو ملحوظ.- زياد الرحباني (مقاطعاً) إيه... صحيح.

■ منذ «الهروب الخليجي» الأول لستة أشهر، إلى إلغاء بيت الدين، إلى الاختفاء عن الشاشة العامة بكل فروعك. واليوم، مجدداً إلى الخليج؟ ما هذا؟ لن تتحمل حرباً جديدة؟- لا أبداً. لا علاقة للقصة بحرب جديدة، لأن الحرب على سيئاتها، وعلاقات الناس فيها، أوضح من هذه الأيام التي اسمها «سلم». ففي الحرب تتحدد النشاطات، تتحدد المشاريع... لا ليست القصة «عدم تحمّل حرب جديدة» بقدر ما هي عدم تحمّل لهذا النمط من العلاقات التي نعيشها بعضنا مع بعض كناس. لم تعد المشكلة «مين إجا بالحكومة، ومين طلع نايب»، هذه مشكلة أكيد، لكن المشكلة أنك حتى لو استورَدْت وزراء ونواباً، من البلد الذي تريدين، اختاريه من الناجحين (يضحك) و«شغيلة وعندهم شفافية»... كيف تريدين أن يتجاوب الناس معهم؟ الناس لم يعودوا معتادين على القاعدة، ولا على القانون، رغم المطالبة به. «إنّو وينيّة الدولة؟ وين القاعدة؟ (شخصية ترمز إلى القوانين في مسرحية لولا فسحة الأمل) وين بوليس السير؟ وين الإشارات؟ وين الكهربا؟ وين الماي؟ كل هذا صحيح، لكن، أين كنت أنت، كل هذا الوقت، مثلاً؟ منذ متى وأنت تقول هذا الكلام؟ «أفظع شيء أن تسمعي أحدهم يقول لك: ما بقى فيني إتحمَّل». وأنت تراه منذ 15 سنة يقول ذلك وباللهجة نفسها. إذاً، كيف مرّت السنوات الخمس عشرة الأخيرة؟ كان «مش عم يتحمّل والله كان عم يتحمّل؟».■ هذا يجعلك تهرب إلى الخليج؟- ليس هروباً إلى الخليج، مجرد... كيف أقول؟ نَفَسْ؟ «إنو بيِسْوا واحد يعطوه مأذونية كل 30 ـــــ 35 سنة؟»، أن تأخذي نَفَساً من هذه الكمية من الكذب اليومي الذي دخلنا فيه كلّنا لنمشّي حالنا. هناك نسبة قصص عليك قولها، ليمشي الحال. إذا كان أحدهم «مسكّر عليكي» بسيارته، وقد دخل محلاً لشراء شيء ما، إذا دلّوك عليه فدخلت وراءه المحل، يجب أن تقولي له إنك مستعجلة ولو لم تكوني مستعجلة. لا يمكن أن تنتظريه «تتشوفي شو عم يشتري (يضحك) إذا الدوا بينفعو... بمعنى أنه عندما ينتهي سيخرج ويزيح سيارته من طريقك. عموماً، تريدين الخروج، فطبيعي إذاً أن تكذبي. لِمَ؟ لأنه بالأساس هو المخطئ. يعني بتطلع واحدة بواحدة. يعني: عين بعين.

■ بعد حرب تموز كنت بحالة فوران وتفاؤل عارم، وإذا تدريجاً انزلقتَ بهدوء إلى مرحلة سكوت. هل أصابك تسارعُ الأحداث بعسر هضم، فنياً خاصة؟- بتعرفي، ولا مرة فكّرت فنياً في الوضع. أكثر مرة فكرت في الوضع عندما كنا بالجريدة. تحسّين أنَّ من غير الضروري التعاطي فورياً مع أي شيء يحصل، إلا إذا أردت أن تري شيئاً مثل «شو عم يركّبوا تبع اللي بيصير اسمن كلن: مدرسة الساعة العاشرة». يتحول الأمر إلى حفلة تقليد شخصيات سياسية، مع إمرار اسم القرار 1559 والقرار 1701، بإطار «فوفاشي». وانتبهي: أخيراً فقط بدأت المحكمة الدولية تصير شأناً عاماً. كانت شأناً خاصاً اسمها المحكمة الخاصة بالرئيس رفيق الحريري، اليوم... ربما أخذت بقصة الأمس (العيادة) انطلاقة جديدة.

■ كيف؟

- يقولون إن هناك «مدّ وعلّ» حتى آذار... هذا إذا لم يصدر مجلس الأمن قراراً لإدانة ما حصل هنا. هناك سؤال حشري، ليت المواطن يسأله لنفسه: أولاً أنا لا أصدق أن حزب الله قتل رفيق الحريري، فلا غاية لديه من قتله إطلاقاً. وحزب الله منذ عام 2000 وأنا أحسّ أنه يريد «السترة بالمجتمع». وأثبت بسياسته أن هناك حكمة. فمؤكد لا يرتكبون أغلاطاً بهذا الحجم. واحد، عدا عن ذلك: بمَ سيستفيدون من قتله؟ لكن السؤال الذي يليه فوراً هو: لماذا يصرّ بلد مثل أميركا، لهذه الدرجة، على أن تستمر المحكمة؟ بلد تعاطى مع اغتيال الحريري بشويّة برود؟ لمَ هم مصرّون على أنه لا أحد يوقف المحكمة. ولِمَ؟ وهم من أكثر الناس ضد المحاكم الدولية؟ «إنو ليش مصرّين هالقدّ إنو: أوعا حدا يعرقلها أو أوعا حدا يوقفها؟ مصرّين أكثر من جزء من اللبنانيّين؟ لأ. هذا يقول إنهم يريدون شيئاً منها، وليس إنهم يريدون معرفة من قتل الحريري. مؤكد أن الأميركان غير مهتمين بمعرفة من قتل رفيق الحريري. لكن، هناك شيء «يخصّهم» بالموضوع. «ع البساطة يعني. في شي بيخصّن، إنو تكمل المحكمة الدولية وتتسارع وما حدا يوقّف لها أعمالها».

■ بعد حرب تموز كنت دقيقاً بتوصيفك لإنجاز المقاومة قلت: هذا اسمه صمود غير متوقع.- وقلت لك ذكّرني بشعور أول الحرب اللبنانية. الشعور بالاندفاع الذي كنا نشعر به بالأول، قبل حرب السنتين.■ اليوم عندما نراجع أداء الحزب داخلياً، ما هو تقويمك للمقاومة؟ لا يزال هو نفسه؟- مهما كان حزب الله حذراً في خطواته، وحكيماً في قراراته، ومهما كان يجرّب «يفوت بالحكومة وبالمجلس النيابي»، تحصل حوادث صغيرة يقولون لك هذا جمهور المقاومة وليس المقاومة ـــــ مع الوقت، كلهم: مسؤولين وجمهوراً، سيحتكّون بباقي اللبنانيين. ولا يستطيعون أن يكونوا أقوى من اللبنانيين. اللبنانيون مجموعون على عادات حميدة، تاريخية ومؤصلة، عرفت كيف؟ لا يستطيعون تفاديها. ابتداءً من الفيسبايات الصغيرة، وصولاً إلى «منكسّرلو أزاز السيارة»... والوقت يفضح.

■ قصدك ما داموا «بارمين» إلى الداخل فهم يخسرون؟- إيه طبعاً. عندما كان همّهم الجنوب ـــــ ولا يعني هذا أننا نتمنى لهم كل يوم عدواناً كعدوان تموز ـــــ لكن حين كانوا هناك، كانوا «بغير وارد» (يولّع سيكارة، ثم يتابع مقطّباً) هناك كمية أشياء تبدأ بكلمة «اللعبة»: اللعبة السياسية، اللعبة البرلمانية، اللعبة الديموقراطية... خلص، بمجرد أن توافقي بعنصر واحد على شيء فيه لعب، شطارة ولعب، يصبحون مضطرّين إلى الشطارة واللعب، بالمعنى اللبناني الرديء. بمعنى: توفّقت فيه قبل ما يتوفّق فييّ. و«توفّقت فيه» فيها جزء بلا أخلاق، وهم عنوانهم الأخلاق. لكني أقول إنهم باحتكاكهم باللبنانيين، ومع تراكم الوقت، لا أعرف. في النهاية لن يستطيعوا أن يحجروا على الناس لئلا يختلطوا بها المجتمع...■ نحكي عن اثنين: المقاومة وجمهورها؟- نحكي لأننا كنّا «مميزينهم». كذا مرة سألت أسئلة من نوع: أين رُبّي هؤلاء الناس، إيجابياً يعني، كنت أتمنى أن تبقى هذه الصورة عندي عن الكوادر وعن المقاومين، بس...

■ تحولت هذه الصورة؟- تحولت بقصص داخلية كما قلتِ. لم يكن الحزب يستطيع ألا يدخل فيها.

■ ولا يستطيع إلا أن يأخذ هذه القرارات...- ولم يكن يستطيع إلا أن يدخل بالحكومة، وإلا «بيصير مزبوط حزب إرهابي»! لا شك أن وجوده بالحكومة مربك لكثير من السياسيين الذين يأتون إلى البلد، من حيث يضطرهم إلى التعاطي معه، مثلاً سياسي يجب أن يجتمع مع وزير الزراعة، وهو من حزب الله. يقيسونها بهذا المقياس. بقيت المقاومة لفترة لا تريد الدخول إلى الحكومة.

■ وبرأيك إنهم ذاهبون إلى مزيد من اللبننة بالمعنى السيّئ للكلمة؟- كل شيء يعود للوضع الأمني العام، الوضع الإسرائيلي... إذا استقر وضع البلد فقط على بعض المناكفات، وعلى «جو» ممكن أن ينقلب «سنّي شيعي»، أين سيذهبون بكل هؤلاء الناس؟ عندما نفكر شيعياً، نجد أنها صعبة كتير. لأن هذا الجمهور أيضاً يحسّ بأنه مستهدف بسبب انتمائه ودعمه للمقاومة. هذه أصبحت راسخة عند الناس، عند جمهور حزب الله. فعندو استعداد إنو : إيه، في شي ضدي عم يتحضّر. ضدي يعني ضد الشيعة.

■ عودتك إلى الخليج نوع من تقويم لمستقبل الوضع الداخلي؟- لأ. أبداً. صدقيني الأشغال هنا «مش مقتّلة بعضها». قلت لنفسي عندي عقد عمل لشهر، عزف في أحد المحلات بالليل، ليس حفلة أو مشروع على مسرح... كان هناك محل ببيروت كنا نعمل فيه، سكّر. الجاز لاونج. كان هناك سمّيعة يأتون للسمع بدون «مناقمة»أو «إذا ما غنّيتو عايشة وحدا بلاك منكسر المحل». (يضحك) كما أني اكتشفت سهولة في التعرف إلى موسيقيين مقيمين هناك، هذا فاجأني وأغراني. عملنا فرقة وعزفنا بكذا محل. كل واحد منّا من بلد. الآن سأعمل معهم هناك.

■ رغم تأزّم الأوضاع، ولفترة طويلة، من زمن لم نسمع لك شيئاً مثل «قوم فوت نام» أو «بما أنّو»، هذه الأوضاع كانت دائماً تنتج عندك شيئاً ما.- هناك كمية مواد كتبت من زمان، وبقيت ولم تكمّل بعد جوزف صقر. وفعلاً، بيّن هذا الإنسان اليوم، وبعد مرور كم من السنوات؟ 13 سنة؟ (على موته) ظهر أنه لم يكن إنساناً من الهيّن تعويضه. وإلا لكنت رأيت «حدا عم يغني هالأغاني».

■ تقول إنك كتبت أغاني كهذه، لكنها مهملة لأن لا صوت يغنّيها؟- إيه، والحل ليس كما يظن بعض الناس حين يسألونني «إنو ليه أنا ما بطلع غنّيها»؟ أنا غنّيت كمساعد مطرب (يبتسم) وطوارئ. وحقيقة، بالحرب، اضطررت إلى التدخل بعض الشيء لقول أشياء لم يكن هناك من يستطيع قولها... من ينطقها باللفظ بشكل صحيح، أكتر من الغناء. كان هذا أيام أنا مش كافر. بعد غياب جوزف صقر صار الناس، يخلطون بيني وبين جوزف، ملتبسة القصة، «بمصر مثلاً مفكريني أنا مغنيهن». وكما قلت لك كان هناك الكثير من المواد، ولكن بعد وفاة جوزف، انتركت.. ومع الوقت راحت وراحت.

■ قضية إرث الأخوين رحباني، وبغض النظر عن كل التفاصيل والمحاكم، بالنهاية تطرح هذه القضية إشكالية حقيقية: من يحق له التصرف في إرث وطني ثقافي فني؟ من يحق له المنع أو السماح ووفقاً لأي معايير؟- أولاً، ليس هناك عادة شركة من اثنين، أي خمسين بخمسين. أقصد بطريقة لا أحد يملك فيها القرار. وعادة إذا بدك تعملي مشاكل بتعمل شركة من اتنين، لأنو واحد بيقول لأ وواحد بيقول إيه، بتضلّها واقفة، بس الأخوين رحباني هيك شاؤوا يعملوا بوقتها. وأنا برأيي، احتراماً لهم، وخاصة أنهم ما عادوا موجودين، يجب أن يبقى هذا الشيء بأي طريقة. شركة من اثنين: لا يقال لهذا 70% وللآخر 30%، ولا العكس. حتى لو لم نكن نعرف ما الذي كان بين هذين الشخصين. وكم كان كل واحد منهما يشتغل وبماذا كان يشتغل. نعرف أو لا نعرف، «ما خصّنا بقى بهالشي. يعني هيدي هيك انعرفت ومسجلة للأخوين رحباني. من هما هذا الاثنان اليوم؟ الورثة. هذان الاثنان، وبما أنهما موجودان بالمحاكم، (وعلى فكرة هذه الدعوى بدأت قبل وفاة عمي منصور، الله يرحمو، وليس الورثة من رفعوها. هم فقط يتابعون الدعوى التي بدأت أيام «صح النوم») «بدون أن ندخل بتفصيل شو صار في ادعاء من جهة عمّي على فيروز، وإذا كان مزبوط أو لأ» أنا كنت أحاول... بين الاتنين يعني شو بتقولي؟

■ وسيط؟- وسيط، صحيح. وقعدت مع عمي مرتين ومع إمي مرتين لنجرب سحب هذه القصة من المحكمة والتوصل إلى صيغة. لكن، عمّي لم تساعده صحته وتوفّي. كنا بهذه المرحلة. توقعت بعد وفاته أن تطرّى الأمور من أولاد العم، وأن يجدوا صيغة ما، لا أعرف ما هي... لكن إذا أردت أن ألخص لك المشكل، ممكن أن نصل إلى وقت، إذا لم يستطيعوا التوصل إلى الاتفاق على صيغة معينة، فإن هذه الشركة من اثنين، يحكمها: الحسد المهني، وصغر العقل اللي بيجيب نكايات، والمصاري. ماذا تريدين أسوأ من هيك؟ كيف سيتعاطون بعضهم مع بعض؟ والقضاة المستلمين الملف، يؤجّلون ويعطون مهل «إنو بلكي بيوصلوا لصيغة»؟

■ والحل؟- برأيي إذا بقيت الأمور على ما هي عليه، ربما يجب طرح طريقة على مسؤولين كبار بالبلد يعني... رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة... إلخ. بمعنى «إنو بدنا خيّي حدا يحطّ إيدو ويتبنّى هالتراث، ويعطي حقوق للورثة»، لأن هؤلاء غير جديرين بأن يكونوا ورثة، فصغر العقل هذا على شيء لا دخل للناس به وهو لكل الناس وهو للأخوين رحباني، ويجب أن يبقى كذلك.

■ بالمعنى العملي، كيف يترجم هذا الاقتراح؟ هذه اللجنة الوطنية من هي؟ ماذا تقرر؟ من يحق له الغناء؟ إعادة تقديم المسرحيات؟ إعادة التوزيع؟- ستكون قيّمة على الإرث، ما يشابه حارساً قضائياً على مؤسسة موضع نزاع، وبالطبع يجب أن يكون ضمنها شخص مختص، وقد ينتدب فيها «حدا من العيلة» لأنو موسيقي ، وبرأيي هو موجود، أعني الياس، الأخ الأصغر للأخوين رحباني.

■ كلام «تبقى أساميهن» في ألبوم «إيه في أمل» موقف أيضاً؟- هذه «غير قصة». أساساً كان يجب أن تنزل إلى السوق منذ أكثر من سنة، فقد سجلناها إثر وفاة عمي منصور بشهر. وكانت بصوت فيروز، لكنها عادت وطلبت نزع صوتها عنها لتقليل المشاكل. و«إذا بدك أنا كيف شايفهن؟ ببساطة هاي الغنيّة» ولو أني لم أكن مع عمي في ما كان يأخذه من مواقف «آخر شي»، لكن له محل عندي «ملزّق بتاريخه الماضي». كنت صريحاً معه بكل الأمور. إذا سألني رأيي في عمل من الأعمال التي كان يعملها كنت أقول. من الأعمال التي كتبها أخيراً، قلت له «حبّيت هاي والباقي كلّه ما حبّيتو». كان يسبّ لي بمودّة يعني «يلعن ر..ك، ما بيعجبك شي»، بس أنا ما كنت كذّب عليه. وكان دائماً يطلب مني «سمّعني شو عم تعمل».

■ وهل كنت تسمعه؟- إيه.

■ وأسمعته ما أعدت توزيعه في أسطوانة «إلى عاصي»؟- طبعاً.

■ ما كان عندو مشكلة؟- أبداً. علاقتي بعمّي، وبسبب العمر، أطول بقليل من علاقة أولاده به. أنا الأكبر، وأقرب واحد ورايي هوّي ابن عمي مروان.

■ أنت أكبر منه؟- في فرق سنة أو سنتين، لكن أكثر بكثير من أسامة وغدي. من أيام التسجيل بالاستديو، للتنويط، للقصص التي كانا يكلفانني بها، بمعنى: وزّع هالمقطع، تمرّن فيه يعني. لحّن هالغنية. بعرف شوية من جوّا القصص كيف كانت. وبرغم ذلك أصرّ على أن كل هذا يجب أن يوقّع باسم الأخوين رحباني. هكذا كانا يريدان. من بينهما كان يريد هذا؟ مَن مِن الاثنين؟ «ما حدا خصّو». (يضحك) إنو مين عمل هالشركة «الخـ..ائية»؟ كمان ما حدا خصّو.

■ كان عندك مشروع بألمانيا؟- أجلّناه. لأجل غير مسمى.

■ وألبوم جديد؟- (يضحك) والله يفترض إذا ضلّت فيروز محمّسة كما هي الآن وعملت حفلتين، وأفرجت عن الألبوم، يعني، بلّشت تسأل: شو عنا مواد لألبوم جديد؟ قلت لها مثلاً عندنا هول (6 أغاني خالصة) فقالت لنبدأ بالتسجيل، فقلت لها لشو؟ عيب أن ننزل أسطوانتين بفترة قصيرة لهالدرجة. بس تعملوا الغلاف (يضحك) بمجرد ما تصيروا عارفين شو الغلاف؟ نبدأ بالتسجيل.

■ من التحليلات عندما اختفيت كل هذه المدة، أن زياد «عامل أزمة منتصف العمر».- والله؟

■ إيه... بمعنى جدوى ما فعلت حتى الآن، الإشيا اللي مش عم تتغير، يعني شو الفايدة؟ وهل اللي عملناه كان منيح أو لأ؟- إذا هاي كريزة منتصف العمر، أنا هيدي كل يومين بعملها (يضحك) مش واقفة هلّق ع تموز.

■ تموز؟- نعم حين تعبت صحياً، كان ذلك فعلاً بتموز. لكن السبب نفسي، يعني من راسي. لأني جئت ببرنامج لبيت الدين، ما إن وصلت بيروت، بدأت الأسئلة: شو رح تغنّوا؟ شو رح تغنّي؟ أنا يعني!

■ لذلك ذكرت قصة جوزف صقر؟

- إيه... أحسست كمن خطط لشغلة وماشي فيها، ومسهلة وجايب فرقة موسيقية ع أساس هالبرنامج، يللي ما فيه ولا غنيّة. لكن ما إن عرفت أن 4 آلاف تذكرة قطعت وبوقت بسيط، أحسست «إنو لأ في حفلة هيصة»! لن تقطع بلا أغاني، وابتدأ التدهور وعدم الأكل وعدم النوم، ولم يعد ضغطي ينزل. أردت حفلاً موسيقياً. وبلحظة قلت لنفسي: لا أصدق، معهم حقّ من أتوا يسألونني ماذا سنغني، لا أصدق أن هناك 4 آلاف شخص راحوا قطعوا بهالسرعة، من أجل أن يسمعوا بس موسيقى. كانوا أيضاً يفاوضونني على ليلة ثانية كون التذاكر بالأولى بيعت بسرعة. وفوق ذلك، رجعوا حطّولنا «جاز كونسرت» قبل ما أوصل أنا من أبو ظبي. وصلت... قلت لهم: «رجعتوا جبتولنا البلاء؟ خلّونا نرجع نوضح هلق... واللي اشترى أكيد قاري «جاز كونسرت»، بس متل إجرو». (يضحك) أكيد فيها عايشة وحدا بلاك. (يضحك) عاملينها جاز بيكونوا. حسّيت إني ما بصدّق إنو في 4 آلاف بيسمعوا مني موسيقى، مش حتى جاز. قررت فوراً مطربة، و«علقت نقي أيّ أغاني بيزبطوا لأنّو الأغاني بالأصل مش لبنات». فجأة، أصبحنا بحاجة إلى مطرب ومطربة، أي كورس أيضاً، يعني؟ «نطّت» الفرقة للدوبل عن الحجم الموافق عليه. هكذا، أحسست بأنني لا أستطيع، فعلاً لن أستطيع. أحسست بأنني طالع ع (بيت الدين) لأعمل شي اسمه فشل... (ينظر إلى المسجّل فجأة: هلّق تأكديلي ماشية هالمسجلة؟) سألتيني إن كان معقول إني غاطس بأزمة منتصف العمر؟ لأ. الأمور بدأت معي من زمان. هناك أزمة «إذا بدك»، الماركسية تقول: هيك صار، يعني هيك كان لازم يصير. بمعنى أنا قررت البقاء بلبنان و«هيدا اللي طلع معي أنا وبلبنان». قد يجب أن يحلّ الوقت الذي أتقبّل فيه هذا الشيء. أحياناً أتقبّله «بمساعدة» أصحاب، بجلسة ربما الناس مبسوطين فيها، يمكن عم يشربوا شغلة، معيْدين، ويقولولك: والله منيحة هالأعمال، عظيمة..

■ لكنك أنت غير راضٍ؟- كالكثيرين، أحيانا تقولين لنفسك: صحيح، «طرقتنا» الحرب الأهلية. لو خرجنا من لبنان أيامها، ربما لتعلمنا أشياء كثيرة ولعملنا أشياء كثيرة. في الوقت ذاته «يمكن لو ضهرنا كمان ما صار شي». لكن يبقى هناك في رأسك شيء يطالبك: انت ونايمة يطالبك ـــــ عندما تكونين مستيقظة تتلهين عن التفكير وبيمشي الحال ـــــ يعني أهم شي إنو ما تفكري: أضعت 30 سنة من عمري. ما الفائدة من التفكير؟ ما الذي بإمكانك أن تزيديه على هذه الجملة؟ أن أحاول تعويضها؟ ليس أكيداً أن معي 30 سنة أخرى، وحتى لو كان معي، الأكيد أن نوعيتها «مختلفة» عن الـ30 سنة الأولانية..(يضحك) هذه هي قصة الحرب تحديداً، أنا بقيت في البلد. لكن، من جهة ثانية، لم تكن هناك قوة لتخرجني من البلد وقتها: بمعنى: فائدتي هنا، ويجب أن أبقى لأفيد... إيه. مع الوقت، بعدما قطعت الحرب، لا يعود الإنسان يعرف إن كان فعلاً قد أفاد. «بس إنو أبو الزوز سمّعنا شو آخر نكتة! بتعملّك مشكلة». وهذه الحالة، «بتغيب وبترجع». وقد تأخر الواحد ليفكر أن يرحل، إلى أي محل. ولذلك يصبح ضرورياً القيام بالتمارين التي ذكرتها في بداية المقابلة.

■ هل يعقل أنك تشكّ في قيمة ما فعلته خلال الحرب الأهلية؟ هل هناك وثائق أصدق وأهم من كل ما وثقت به هذه الفترة؟ كيف دمغت الوعي السياسي والفني لأجيال بكاملها؟- إيه، بس بتعرفي إنو الواحد ما بيهمّو شو أكل مبارح، بيهمّو شو طابخين الليلة.

عدد السبت ٦ تشرين الثاني ٢٠١٠

أقرّ الرئيس الأميركي باراك اوباما، أمس، بعدما أعادت صناديق الاقتراع خصومه الجمهوريين إلى موقع القوة في الكونغرس، بمسؤوليته عن «الهزيمة» التي مُني بها والديموقراطيين في الانتخابات التشريعية، والتي عزاها إلى الإحباط الشديد الذي يشعر به الناخبون إزاء الاوضاع الاقتصادية.وبعد ساعات من إعلان سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب وتمكنهم من إضعاف الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ، أقر اوباما بـ«الهزيمة القاسية» في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، وقال «كرئيس أتحمل المسؤولية المباشرة عن اننا لم نحرز التقدم الذي كان علينا أن نحرزه، وعن الفشل في خفض مستويات البطالة بشكل أسرع». وردّا على سؤال حول ما إذا كان فقد التواصل مع الأميركيين، أجاب اوباما «في خضم العمل، نفقد أحيانا أثر الطرق التي ربطتنا بالناس الذين أوصلونا إلى هنا (الرئاسة) أصلا».وقال الرئيس الاميركي «اعتقد أن لا شك في ان الاقتصاد هو اكثر ما يقلق الناس. وأكثر ما يعربون عن الاحباط بشأنه هو اننا لم نحقق تقدما كافيا بشأن الاقتصاد»، وأضاف «علي ان اقوم بعمل افضل، تماما مثلما على الجميع في واشنطن أن يفعل». الا انه تجنب الاعتراف بأن اجندته السياسية التي اشتملت على تطبيق اصلاحات على النظام الصحي ساهمت في الخسارة. لكنه اقر بأن الهزيمة الانتخابية تبعث فيه شعورا «سيئا» وأعرب عن أسفه لأن العديد من الديموقراطيين خسروا مقاعدهم للجمهوريين.ووعد أوباما، الذي يواجه تركيبة جديدة في واشنطن تمنح الجمهوريين سلطة لاحباط جدول اعماله وإطلاق تحقيقات في ادارته، بالعمل مع الجمهوريين والسعي من اجل ايجاد ارضية مشتركة معهم، مؤكدا انه سيكون من أولوياته الأبرز، التباحث مع الحزبين خلال الأسابيع القليلة المقبلة في ملف خفض الضرائب، وقال «بالنظر الى المستقبل اعتقد ان السؤال سيكون: هل سيتمكن الديموقراطيون والجمهوريون من الجلوس معا ومناقشة مجموعة افكار تعالج المسائل الاساسية؟»، مضيفا «لا أفترض أن ذلك سيكون سهلا، ولا أدعي أننا سنكون قادرين على ردم كل الاختلافات».واعتبر أوباما أن «تعديل التوجهات» استجابة للهزائم السياسية، هي تجربة على كل رئيس أن يخوضها وأضاف «لكنني لا أوصي كل رئيس مستقبلي بتلقي الهزيمة القاسية التي تلقيتها الليلة الماضية. أنا أكيد أنّ هناك طرقا أسهل لتعلّم هذه الدروس»، ورأى أن نتائج الانتخابات لا تعني بالضرورة رفضا لإصلاحه نظام الرعاية الصحية، لكنه أشار إلى انه مستعد للعمل مع الجمهوريين على «تعديلات» في هذا السياق: «إذا كان الجمهوريون يمتلكون أفكارا عن كيفية تحسين نظام الرعاية الصحية... أكون سعيدا بالنظر في بعض هذه الأفكار».وأقرّ اوباما بضرورة ما سماه أحد الصحافيين «إعادة إطلاق» للعلاقات مع وسط الأعمال الاميركي، معترفا بأن حظوظه في تمرير الكونغرس لمشروع قانون التغير المناخي الذي دعمه، ستكون ضئيلة طوال ولايته الرئاسية.في المقابل، أكد زعيم الجمهوريين في مجلس النواب جون بوينر أن خفض الإنفاق في ميزانية الحكومة الاتحادية سيكون في مقدمة جدول أعمال الكونغرس العام المقبل، وأضاف بوينر الذي يُتوقع أن يصبح رئيسا للمجلس، أن نتيجة انتخابات التجديد النصفي تمثل رسالة إلى الرئيس الأميركي لتغيير مساره. وتابع بوينر قائلا إن حزبه سيركز في الكونغرس العام المقبل على تخفيض الإنفاق في ميزانية الحكومة الاتحادية، وقال للصحافيين «من الواضح أن الشعب الأميركي يريد منا أن نفعل شيئا بشأن خفض الإنفاق هنا في واشنطن، والمساعدة في إيجاد بيئة نستعيد فيها الوظائف». وأضاف «نحن بحاجة إلى تجاوز محاولات الإعاقة والدخول في مناقشات حقيقية بشأن إجازة القوانين التي تحتاجها البلاد».واستعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب وتجاوزوا المقاعد الـ39 التي كانوا يحتاجونها لتحقيق غالبية 218 صوتا من أصل 435، إذ سلبوا الديموقراطيين 60 مقعدا على الأقل، لكنهم لم يستطيعوا تحقيق الشيء نفسه في مجلس الشيوخ، وإن قلّصوا غالبية الديموقراطيين بستة مقاعد على الأقل. كما فاز الحزب الجمهوري بـ500 مقعد من مقاعد برلمانات الولايات على الأقل، وسيطر تماما على مجالس نواب ولايات مثل ألاباما وإنديانا وآيوا وماين وكارولينا الشمالية.وأثبتت حركة «حفل الشاي» المحافظة التي لفت مرشحوها في الاشهر الماضية الأنظار اليهم من خلال تصريحاتهم المتطرفة احيانا وغير اللائقة احيانا اخرى، وجودها على الساحة السياسية مع دخول عدد من اعضائها الى مجلس الشيوخ الاميركي. وبات راند بول (47 عاما) العضو الاول في الحزب الذي يدعو الى ضرائب اقل وحكومة اقل تدخلا في الشأن العام، الذي ينتخب في ولاية كنتاكي. وتلاه بعد ذلك مارك روبيو (39 عاما) المتحدر من اصل اسباني في فلوريدا والنجم الصاعد للحركة. وسارع روبيو الى تحذير الجمهوريين التقليديين من ان الاعضاء الجدد في مجلس الشيوخ لن يلتزموا بالقواعد القديمة. وقال بعيد اعلان انتصاره «نرتكب خطأ جسيما اذا اعتقدنا ان نتائج هذا المساء هي بمثابة انتماء الى الحزب الجمهوري. انها فرصة ثانية للجمهوريين ليصبحوا ما قالوا انهم يريدون ان يكونوا عليه قبل زمن ليس ببعيد».وفي نيفادا فاز زعيم الغالبية الديموقراطية السابق هاري ريد الحليف المقرب من الرئيس الاميــــركي بفارق بســــيط على الجمهورية شارون انغل التــي تحظى بدعم «حفل الشاي». (أ ب، أ ف ب، رويترز)

سامي كليبلم يعد آدم بشر ممثل حركة تحرير السودان في إسرائيل (جناح عبد الواحد نور) يخجل من المجاهرة بالعلاقات الوطيدة مع إسرائيل، وباللجوء إليها لنصرة حركته ضد نظام الرئيس السوداني عمر حسن البشير. ولعل في الحديث عبر الانترنت الذي أجرته معه «السفير» خير دليل على التغلغل الإسرائيلي الخطير في السودان أرضاً وشعباً وأمناً وسياسة.وهذا الجناح من حركة تحرير السودان يقوده المحامي عبد الواحد نور، العضو السابق في الحزب الشيوعي السوداني المنتمي إلى قبائل «الفور» (منها اشتق اسم دارفور)، قاتل في جبل مرة ثم التحق بجنوب السودان وتحالف مع اريتريا وكينيا وأثيوبيا، وأخيرا زار إسرائيل، طالباً التحالف معها. لكن حركته عزلته عام 2004 وهو لم يعترف بهذا العزل، وحاليا يقود جناحه الخاص المعروف باسمه داخل الحركة ويجاهر بالعلاقة الوطيدة مع إسرائيل.وينشط ممثل حركته آدم بشر كثيرا في تل أبيب، ويعمل مع جامعة هرتسيليا قسم الدراسات الدبلوماسية والاستراتيجية. وكان السؤال الأول حول مستقبل دارفور في حال انفصل جنوب السودان، فقال: إن شأن دارفور من منظور حركة تحرير السودان كشأن كل أقاليم السودان، بحيث أن لأهل دارفور فقط الحق في أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون العيش مع شمال السودان أم لا، ثم إن دارفور كانت كياناً مستقلاً عن السودان قبل الحرب العالمية الأولى، وبريطانيا هي التي ضمتها إلى السودان عام 1916، وكان ذلك انضماما قسريا وقهريا بعد قتل آخر سلطان دارفوري. ونحن في حركة تحرير السودان نقاتل في كل السودان، من الجنينة إلى حلفا ومن أقصى الحدود المصرية إلى كسلا. وترى حركتنا أن مستقبل السودان بعد انفصال الجنوب هو السودان العلماني الليبرالي الموحد. وثمة سيناريو أخير متوقع، ويتعلق بالحرب المقبلة، وسوف تؤرخ هذه الحرب لنهاية المؤتمر الوطني (الحاكم)، وبعد أن ينفصل الجنوب ستقوم حرب تكون الأخيرة قبل وحدة السودان.- ما هي ابرز مطالب حركتم، حركة تحرير السودان بالنسبة لدارفور والوضع العام في السودان؟^ حركتنا هي حركة تحررية وليست مطلبية. أما بالنسبة لدارفور فإن ما تعرض له الإقليم من إبادة جماعية وقتل وتشريد جعله ذا وضع امني واجتماعي خاص، ومن الضروري التعويض عن كل ما حصل. وأما بالنسبة للسودان، فإن البلاد بحاجة ماسة لإعادة البناء الاجتماعي والسياسي وتحرير العقلية السودانية، وهذا في نظر حركتنا لا يمكن أن يتم من دون القبض على مهندس الإبادة الجماعية السيد عمر البشير ومحاكمة كل مجرمي الحرب في السودان. ونحن مستمرون في سعينا للقبض على البشير، قبل الاستفتاء لضمان وحدة أراضي السودان.ـ ألا تعتبرون أنفسكم خارجين على القانون السوداني الذي يمنع الاتصال بإسرائيل؟^ علاقات أهل السودان باليهود قديمة، فقد تزوج نبي الله موسى كوشيه امرأة سودانية، ولم يعبأ باحتجاج أهله على ذلك، كما سارت جيوش الفاتح السوداني ترهاقا، استجابة لدعوة من احد أنبياء اليهود لتخليص القدس الشريف من قبضة الآشوريين بقيادة سارهدون الثاني، وظل السودانيون على الشريعة الموسوية (أبناء موسى)، إلى أن ذهب في خلال عهد المملكة المروية وزير مالية الكنداكة ملكة مروي إلى المسجد الأقصى للزيارة والحج وهناك قابل حواري المسيح فليبس، وخلصه من جلاديه، كما اعتنق وزير الكنداكة تعاليم العقيدة المسيحية والتي توطنت في السودان بعد قرون من ذلك. وقد شاع في الأدبيات اليهودية أن مملكة مروي فتحت المجال لعمال يهود كفنيين واختصاصيين في صهر الحديد، حتى أصبحت مروي برمنغهام أفريقيا في تلك العصور السحيقة.ونحن نؤكد أن إسرائيل موجودة في السودان منذ القدم، ومن المعروف قبل مجيء الإسلام والمسيحية أن أهل السودان كانوا يهودا، وأن الدليل على ذلك تشابه الأسماء والعادات والتقاليد. وفي عهد الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري جرى ترحيل يهود «الفلاشا» عن طريق قرية عروس السياحية على البحر الأحمر، ومطار الخرطوم بدعوى إعادة التوطين، ولكن العملية الكبرى تمت بعد موافقة الكونغرس الأميركي على تمويل مشروع تهجير «الفلاشا» في أيلول عام 1984، وبدأ الترحيل فعليا في تشرين الثاني عام 1984، حيث نسقت الاستخبارات الإسرائيلية مع الاستخبارات الأميركية والسودانية عمليتي «موسى» و«سبأ» الشهيرتين لترحيل «الفلاشا». وهذا دليل على أن السودان أول دولة افريقية تعاملت مباشرة مع إسرائيل. إننا في حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور نؤكد أن الإسرائيليين شعب طيب ومسالم محب للآخر. وفي السودان لا يوجد أي قانون يمنع الاتصال بإسرائيل، ولو أنت تلاحظ حتى الختم في الجواز السوداني كان مكتوبا عليه في السابق انه يحق للسوداني السفر إلى كل الأقطار مع عدا إسرائيل، ولكن الآن شطب هذا الأمر.- بغض النظر عن جرائم من تصفهم بالشعب الطيب والمسالم بحق الشعوب العربية، أود أن أسألك ما هي مصلحتكم في العلاقة المباشرة مع إسرائيل؟^ العلاقة هي بين الشعبين السوداني والإسرائيلي، وقد فتحنا مكتبنا في إسرائيل لأن هناك شعبا سودانيا مشردا، ودخل جزء منه إلى إسرائيل، لذاك قررت حركة تحرير السودان اللحاق بشعبها أينما كان للمساعدة وتسهيل الأمور. (يعني تسلل سودانيين إلى إسرائيل عبر مصر).- هل تساعدكم إسرائيل عسكريا وزراعيا؟^ لقد فشلت الدول العربية في مساعدة السودان، خاصة في المجال الزراعي، ولدينا في السودان أراض زراعية هائلة، إذن نحن نتعامل مع كل مستثمر قادر على تطوير القدرات السودانية. أما بالنسبة لمساعدة إسرائيل لنا عسكريا، فإن أي حركة تحرر تتعامل مع أي كان لكي تحرر بلدها.- هل ثمة أطراف سودانية أخرى لها علاقات مباشرة مع إسرائيل، ومن هي؟^ العلاقات التجارية والسرية مع إسرائيل موجودة مع أطراف سودانية أخرى، بما فيها أناس في المؤتمر الوطني، لكنهم يخجلون من الإفصاح عن ذلك.- الجيش الشعبي لتحرير السودان وحركته السياسية في جنوب السودان أكدا غير مرة أن لا علاقة مباشرة لهم مع إسرائيل، هل لديكم معلومات بهذا الشأن؟^ هذا كلام سياسي. عدد كبير من الشعب السوداني، وخصوصا الشعب الجنوبي، يتنقل بين إسرائيل وجنوب السودان، وهناك رحلات جوية أثيوبية منتظمة تربط جوبا بأثيوبيا وتل أبيب، وأنا شخصيا سافرت عبر تلك الرحلات، فما المانع؟ لكن في قسم الدراسات الدبلوماسية لدينا أنواع كثيرة من العلاقات بين الدول، هناك علاقات ذات تمثيل دبلوماسي، وعلاقات ودية فقط، وعلاقات قنصلية، وعلاقات ترتبط بسفارات وعلاقات خفية وأمنية.- ألا تخشون أن تؤدي علاقتكم مع إسرائيل إلى إقفال أبواب العرب أمامكم؟^ أبداً، لأن الكثير من الدول العربية لديها علاقات مع إسرائيل، وفي طليعتها دول الخليج، لأن إسرائيل أعربت عن استعدادها لحمايتهم في حال تدخل إيراني أو حرب مع إيران. ونحن ندرك أن ثمة علاقات مع إسرائيل تشمل كلا من مصر والأردن ودول المغرب العربي، وهناك علاقات أمنية بين إسرائيل والسعودية، فلماذا بالله عليك محرم علينا إقامة علاقات مع إسرائيل، ثم إن كل أشقائنا الأفارقة لديهم علاقات معها، فلماذا لم يقفل العرب أبوابهم أمام الأفارقة؟- ما هو الفارق بينكم وبين قوات أنطوان لحد اللبنانية التي تعاملت مع إسرائيل في جنوب لبنان، فخانت بلدها ثم خذلتها إسرائيل وتركتها عرضة للمحاكمات على الأراضي اللبنانية؟^ الفارق أن قوات أنطوان لحد اللبنانية هي قوات عربية، وإسرائيل لا يمكنها أن تدعم لفترة طويلة وبقوة أي قوات عربية، وإنما تستخدمها لفترة زمنية قصيرة من اجل المصالح العليا لإسرائيل ثم تتخلى عنها. وأما حركة تحرير السودان فهي افريقية، وتقاتل من اجل السودان الأفريقي، وأنت تعلم جيداً أن السودان هو اكبر بلد أفريقي، وليس دولة عربية بحتة، وتعلمون جيداً أن حركة تحرير السودان ليست ضد العرب وإنما ضد المؤتمر الوطني الحاكم في السودان. حركة تحرير السودان تقاتل من اجل السودان للسودانيين وبناء السودان العلمانى الليبرالي الحر.- لا تعليق. فإن لم تخجل إفعل ما تريد.

جان عزيز أوّل من أمس، كانت وفود عدّة من جهة معينة فاعلة تجول على لائحة اسمية ومؤسساتية كاملة موجودة في بيروت. المواعيد كانت متخذة مسبقاً بناءً على اتصالات هاتفية. أما المضمون فكان واضحاً صريحاً ومقتضباً: بدءاً من هذه اللحظة، نبلغكم أننا نعدّ أي تعاون مع أي شخص أو جهة مرتبطة بالمحققين التابعين للمحكمة الدولية نوعاً من أنواع العمالة. شكراً لتفهّمكم. انتهت الزيارة... بعيد الظهر كان المبلَّغون قد أبلغوا الرسالة نفسها إلى رؤسائهم التسلسليين في السلطة اللبنانية، وصولاً حتى أعلى المراجع، وكان الأخذ بمضمونها قد أنجز، بعد أخذ العلم. لماذا أبلغت هذه الرسالة الآن بالذات؟ أوساط مواكبة للتطورات مع بيروت ومع لاهاي وملحقاتها تشير إلى أن المسألة جزء من تداعيات حادثة العيادة النسائية، حيث إن ذيول القضية لم تنته، لا بل إن أسرارها الخطيرة تتكشّف يوماً بعد يوم. ذلك أن معلومات متداولة عن إشكال الأوزاعي، في 27 الشهر الماضي، تقول إن النساء المعنيّات بعملية الاستقصاء الدولي لم يكُنَّ مجرّد مريضات عاديات. والأهم أن عددهن كان كبيراً جداً، بنسبة لافتة، قد يفوق أي حاجة عملية أو تقنية للتحقيق الدولي، وخصوصاً أن المواعيد من قبل مساعدي بلمار كانت قد حُددت بالتتالي مع أطباء أربعة، هم كلّ من: طبيب الأمراض الجلدية والحساسية فارس زيتون، طبيب الحنجرة والأنف والأذن محمد شومان، الطبيبة النسائية تغريد سمارو، إضافة إلى الطبيبة إيمان شرارة، التي حصلت الحادثة في عيادتها. وإذا كان العدد الكبير لأسماء المريضات المطلوب الاطلاع على ملفاتهن من باب «التمويه» الذي يستعمله التحقيق الدولي دوماً، فإن جانباً آخر ظهر على هذا الصعيد، وهو المعلومات عن أن بين الأسماء الواردة على لائحة المحقّقين ما هو عائد إلى زوجات مسؤولين كبار في حزب الله، وتحديداً في جناح عمله السرّي المقاوم، إذ ذكر أن من ضمن «المستهدفات» قريبات لمسؤولين عن مكافحة التجسس، وجبهات عدة في الجنوب والبقاع، ومسؤولي التنسيق مع «حماس» ودمشق وطهران، وسواهم من قياديين في حزب الله، لا يعرف الإعلام لهم صورة، فضلاً عن كونهم ممَّن استُهدفوا خلال حرب تموز 2006، أكان بهواتفهم الخلوية، أم بالغارات الجوية الإسرائيلية. المعلومات نفسها تشير إلى أن تحديد هوية زوجة المسؤول كان سيؤدي إلى تحديد عنوانه. كذلك فإن تحديد رقم الهاتف الخلوي لزوجته يسمح فعلياً بتحديد مكان وجوده في أحيان كثيرة، أو معيّنة، فضلاً عن القدرة على التنصّت، إضافة إلى التعقُّب. وعلى قاعدة الشك المشروع في نيّات إسرائيل وأغراضها، عُدّ أيّ حصول على معلومات كهذه خرقاً استخبارياً خطيراً وكبيراً، قد يؤدي إلى استهدافات قاتلة في الجسم العسكري لحزب الله... هذا فيما لا تتردد اجتهادات المعلومات المتداولة نفسها في الإشارة إلى أن بين الأهداف المرصودة، عبر ملف إحدى السيدات، قيادياً كبيراً في «الحزب». إلّا أن الهمس الدائر بشأن قضية العيادة لا ينتهي عند هذا الحد، بل يتعداه إلى كواليس مكتب المدعي العام في بيروت. ذلك أن المحققين الاثنين اللذين ذهبا إلى الطبيبة شرارة، كانا على الأرجح من الجنسيّتين الفرنسية والأوسترالية، غير أن شبهات كثيرة تحوم في بيروت حول هوية المحقق الثالث الذي أرسلهما، والذي تولّى تحديد المواعيد لهما. وهو كما يدور الهمس البيروتي، من جنسية دولة عربية يُحكى الكثير عن تعاونها الأمني والاستخباري مع إسرائيل، وقد أدّت دوراً شبه مكشوف على هذا الصعيد، عقب انتهاء حرب تموز، على صعيد حركة الطيران الدولي من مطار بيروت وإليه. حتى إن أكثر من جهة معنيّة ومستهدفة في العاصمة اللبنانية من عمل التحقيق الدولي، كانت قد فتحت تحقيقاً خاصاً بها في الانتماء العملاني الفعلي للمحقق المقصود. وكانت مجموعة طويلة من الأسئلة مطروحة بشأنه، منها: أين عمل قبل التحاقه بالتحقيق الدولي؟ هل عمل فعلاً مرافقاً أمنياً لسفير دولة كبرى في بلاده؟ وهل تلقّى تدريباً استخبارياً لدى تلك الدولة؟ واستناداً إلى ماضيه هذا، هل زار إسرائيل أو يزورها تكراراً؟ وما هي طبيعة علاقاته بعدد من الدبلوماسيين العرب والغربيين في لبنان، فضلاً عن بعض قياديي الأكثرية السابقة؟ وسط هذه الشكوك والثغر الخطيرة، صدر القرار أول من أمس، وأُبلغ إلى جميع المعنيين من رسميين وغير رسميين. إلى أين من هنا؟ قد يكون الحل بزيارات للبعض إلى عيادات نفسيّة...

عدد الخميس ٤ تشرين الثاني ٢٠١٠ |

لم تعمد السلطات المصرية إلى تشديد الإجراءات الأمنية حول الكنائس (خالد دسوقي ــ أ ف ب)أسيرتان لثلاث جهات، الكنيسة والدولة وأخيراً «القاعدة» الذي أعلن الحرب على الأقباط في مصر والمسيحيين في سائر دول المشرق. المرأتان تحولتا إلى رمز في حرب مجنونة، وضحية شهوات السلطة، والخرافات عنهما أكبر من الحقيقة. وكالعادة، دخلت كاميليا في ماكينة الهستيريا. المواقع الإسلامية ألبستها نقاباً وتحدثت عن براعتها في حفظ القرآن، وردّت المواقع المسيحية بشريط مصوّر تعلن فيه كاميليا تمسكها بمسيحيتها وولاءها للكنيسة. الجمهور المسلم عدّ الشريط مفبركاً، فيما عدّ جمهور المسيحيين صورة النقاب من صنع الفوتو شوب. وفاء وكاميليا شخصيتان بين الواقع والخرافة، لكن الحقيقة الوحيدة أنهما امرأتان تشعلان الفتنة بغير إرادتهما

وائل عبد الفتّاح المهلة انتهت. هكذا أعلنت «دولة العراق الإسلامية» ساعة الصفر في حربها على أقباط مصر، وسائر المسيحيين. حرب بسبب امرأتين. كما كان يحدث في حروب القبائل القديمة. وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة، أشهر امرأتين في مصر، اسيرتا الكنيسة، كما يطلق عليهما بيان «القاعدة»، و«الشريدتان» كما تعاملت معهما قيادات البطريركية القبطية، وفي مقدمها الأنبا شنودة الثالث. كاميليا تركت بيتها في دير مواس (تابعة لمحافظة المنيا في الصعيد)، غاضبة أو هاربة من زوجها القس تداوس، وهو اسمه بعدما دخل سلك الرهبنة، وأصبح كاهناً في مطرانية دير مواس، بينما كان اسمه بالميلاد أيمن سمعان رزق عبد الملاك. تفاصيل واقعة الاختفاء تاهت مع تراكم الأحداث، منذ أن تقدم الكاهن ببلاغ الى مكتب مباحث أمن الدولة يصف اختفاء زوجته بأنه اختطاف.

تحولت المرأتان إلى رمز حي تتصارع عليه سلطات دينية وسياسية

عند هذه النقطة تحول الاختفاء العائلي إلى حدث كبير، ذكّر بواقعة حدثت قبل ٦ سنوات، وكانت بطلتها وفاء قسطنطين. وفاء من بحري، أي من الجانب الآخر لدلتا النيل، وبالتحديد من بلدة ابو المطامير. مهندسة زراعية، وأم لولد وبنت، وزوجة كاهن أيضاً. وفاء اختفت من بيت العائلة لأسباب أصبحت في صندوق أسرار شخصية، قد تكون صاحبتها نفسها أضاعت مفتاحه. هي ممنوعة من الظهور منذ اللحظة التي سلّمتها فيها أجهزة أمن الدولة إلى الكنيسة، بعدما تحول الاختفاء الى فتيل أشعل تظاهرات مسيحية غير مسبوقة احتجاجاً على ما قالت الجماهير الغاضبة إنه «اختطاف لزوجة كاهن وأسلمتها بالقوة». الكنيسة من يومها قررت منع وفاء من الظهور، ونشرت خبراً في الصحف يقول إن «الكنيسة قررت أن تتفرغ وفاء للعبادة وألّا تلتقي أحداً من زوار دير وادي النطرون» (منفاها غير الاختياري). قررت وفاء تغيير دينها من المسيحية إلى الإسلام لتحصل على الطلاق. وهنا بدأت المأساة (زوجها ذو رتبة كبيرة في الهيراركية الأرثوذكسية). تحولت إلى رمز في حرب طائفية غير معلنة. قصتها أيقظت النار النائمة تحت الرماد. المؤسسات الكبيرة لم تحتمل. لا الكنيسة ولا الأمن ولا الرئاسة، ولا حتى الأحزاب. كل هؤلاء لم يحتملوا الدفاع عن حرية سيدة تبلغ من العمر 46 عاماً. ليس هذا فقط، بل إنهم جميعاً لم يحتملوا قرارها الخروج من حياتها إلى حياة جديدة. أعطوها أوصافاً فظيعة. اتهموها في أخلاقها. تحدثوا بالنميمة عن رغبتها في الاستمتاع بحياتها، وبأنها غيّرت دينها لتحصل على الطلاق من زواج لم تكن المتعة على برنامجه. المتعة عيب، والحرية الشخصية آخر شيء يمكن احترامه. أما الشعور بالفردية أو بالقدرة على الخروج من القطيع، فهو ضرب من الجنون. يتعامل معه أصحاب القرار بتسفيه. وهذا ما دفعت كاميليا بعد كل تلك السنوات ثمنه مبكراً. الزوج لعب على القصة القديمة، ووصف اختفاء زوجته بأنه اختطاف. أجهزة عثرت على كاميليا في «بيت قريبة لها»، وقالت إنها لم تختطف. كاميليا أصغر، عمرها ٢٥ سنة. بدأت عملها في المدرسة الابتدائية قبل سنتين فقط من تحول قصتها الى فتنة الفتن، وكتب اسمها في تاريخ العواطف الملعونة. نسي الجميع (مسلمين ومسيحيين، دولة وكنيسة، «قاعدة» وجماهير) كل شيء عن كاميليا شحاتة، وقرروا تحويلها إلى رمز حي تتصارع حوله سلطات دينية وسياسية. كاميليا وحيدة الآن، لا يعرف أحد أين تقيم، ربما في منفى مجاور لزميلتها الأقدم، وفاء، التي أصبحت في أساطير الهوس الديني «شهيدة». ونسج زغلول النجار، أحد الدعاة التلفزيونيين، قصة عن حرقها (وفاء) في الكنيسة لأنها أصرّت على إسلامها، من دون أن يغفل الإشارة إلى أن حكاياته التلفزيونية كانت وراء قرار إسلامها. خرجت كاميليا من بيتها والشحن حول وفاء في ذروته. اتحد الجميع ضدّ حريتها. تظاهر الآلاف أمام الكاتدرائية وهددوا بحرق البلد إذا لم يستردوا وفاء «المسيحية»، بينما جرى حديث بين المسلمين على أن يقتحم الشباب دير وادي النطرون حيث تعيش الآن ليحرروا وفاء «المسلمة».

لم يفكر أحد في وفاء وهم يقررون أن الحل للخروج من الأزمة هو «تسليمها» للكنيسة. كيف يقبل المجتمع الحديث عن تسليم امرأة لكهنة من دين تركته بإرادتها الحرة؟ «التسليم» تعبير متخلّف، مهين للإنسانية ومهين لكل من شارك فى العملية: البابا والدولة والوسطاء. وفاء الآن أسيرة الدير، وكذلك كاميليا التي سلمتها أجهزة الأمن الى الكنيسة التي سلمتها الى طبيب نفساني ليعالجها من متاعبها. هكذا عادت كاميليا، زوجة راعي كنيسة دير مواس، الخروف الضال الذي قال رئيس الكنيسة إن «الرب أعادها ليفرح شعب الأقباط». لم يستمع أحد الى «الخروف الضال». كاميليا هجرت بيت زوجها ربما بفعل الملل الزوجي، بعد ٤ سنوات من الزواج، وولد واحد، أي أنها غالباً لم تهرب ولم يخطفها فرسان القبيلة المنافسة، ولم تكن تحتاج إلى تدخّل الرب لتعود الى القطيع. لكنها عادت بالإكراه وكانت رسالة البابا وكهنة الكنيسة واضحة: «إنها مريضة نفسياً». العقاب هنا انتقامي، لمعاجة جرح الكنيسة في تمرد زوجات الكهنة. الكنيسة تنتقم وتقهر الفرد، تشاركها في ذلك الدولة بكل أجهزتها وجبروتها، عبر رعايتها طقس التسليم. «لا نريد مشاكل» كلمة السر بين أجهزة تؤدي دور البطولة في عملية «التسليم». لكن «المشاكل» حدثت وتحولت الى حرب تقلق كل المسيحيين. هؤلاء انفسهم المستسلمون لأساطير الكنيسة، والمستمتعون برضوخ إلى أجهزة الدولة، هم أنفسهم الخائُفون من «القاعدة». إنها جريمة واحدة، ضحيتها قطيع كبير، والشركاء فيها ٣ جهات معلنة: الدولة والكنيسة و«القاعدة».

«نهاية المهلة»

أعلن تنظيم «القاعدة» في العراق، أمس، أن المسيحيين أصبحوا «أهدافاً مشروعة للمجاهدين»، بعد انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي حددها للكنيسة القبطية في مصر لإطلاق سراح كاميليا شحاتة (الصورة) ووفاء قسطنطين. وقال بيان «القاعدة»: «انتهت المهلة التي منحت للكنيسة النصرانية في مصر المسلمة لتبيان حال أخواتنا المأسورات وإطلاق سراحهن، ولم نسمع من هؤلاء ولا من غيرهم ممن شملهم الإنذار الا ما يثبت تواطؤهم جميعاً على حرب الإسلام». وأضاف «لذا فإن وزارة الحرب بدولة العراق الإسلامية تعلن أن كل المراكز والمنظمات والهيئات النصرانية رؤوساً وأتباعاً أهداف مشروعة للمجاهدين حيثما طاولتها أيديهم». وتابع البيان «ليعلم هؤلاء المشركون... أن سيف القتل لن يرفع عن رقاب أتباعهم حتى يعلنوا براءتهم مما يفعل... (رأس) الكنيسة المصرية، ويظهروا للمجاهدين سعيهم الجاد للضغط على تلك الكنيسة المحاربة لإطلاق سراح المأسورات من سجون أديرتها وليلزموا بعد ذلك صوامعهم ويكفّوا عن الإسلام». وأضاف «وإلا ... لنفتحن عليهم أبواب الخراب وبحور الدم». وأعلن البيان أن منفّذي «العملية المباركة» على كنيسة سيدة النجاة هم «خمسة من أبطال الإسلام».

عدد الخميس ٤ تشرين الثاني ٢٠١٠ |

مطار رفيق الحريري الدولي (أرشيف ــ مروان طحطح)«كوتونو» و«الإثيوبيّة» وحوادث أخرى: لا رقابة ولا محاسبة عند الساعة الثانية والنصف من صباح يوم 25 كانون الثاني الماضي، سقطت طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية في رحلة «ET 420» قبالة شواطئ بيروت. وحتّى هذه الساعة، ليس هناك أي تقرير رسمي يوضح أسباب الحادث الذي زهقت فيه عشرات الأرواح وهُدرت بعده ملايين الدولارات، ليبدو أنّ القضية جزء من تغطية كبرى في قطاع الطيران المدني

حسن شقراني لا يبدو أنّ قضاء 90 شخصاً في حادثة سقوط طائرة في لبنان حدث يستحقّ الاهتمام. فالفوضى الرسميّة التي تبعته، وتمظهرت نوعاً من الاستعراض البري والبحري والجوي، استمرّت فوضى على مستوى أرفع على صعيد التحقيقات التي يُفترض أنّ تكون نتيجتها مواساةً لأهل الضحايا، وللوطن كلّه. السبب وراء هذا القول، هو أنّه بعد أكثر من 10 أشهر على الحادثة، ووعود بأنّ فكّ رموز الصندوق الأسود وصدور التقرير النهائي سيستغرقان 6 أشهر، لم يحدث شيء. ولا تزال القضية في متاهة البحث عن أسباب وراء السقوط. فيما الرواية في الدوائر الضيّقة تُلقي المسؤوليّة على سلطات الرقابة اللبنانيّة، وشركة الخطوط الجويّة الإثيوبيّة التي قصّرت في أداء واجبها المتكامل على صعيد تأهيل طاقم الطيران الذي كان مكلفاً بنقل الركّاب من بيروت إلى أديس أبابا، غير أنّه أودعهم بحراً هائجاً في فجر عاصف. الواقع هو أنّه بعد البحث المضني المشوب بالهدر إلى درجة الفساد، والعثور على الصندوق الأسود الشهير، فُتح تحقيق تديره المديريّة العامّة للطيران المدني، وتساعد فيه الهيئة الأميركيّة لسلامة النقل (NTSB). وتنخرط شركة «Boeing» بالتحقيق عبر خبراء ومحلّلين من جانبها نظراً إلى أنّ الطائرة من تصنيعها. وحسبما علمت «الأخبار» فإنّ هذه الشركة توصّلت إلى رسم سيناريو أوّلي لحادث التحطّم، يتمحور حول عدم كفاءة فريق الطيران وضعف الرقابة اللبنانيّة. وقد اتصلت «الأخبار» بمقرّ الهيئة الأميركيّة في واشنطن للاطلاع على سير التحقيق، غير أنّ المعنيّين شدّدوا على أنّهم لا يمكنهم «الإفصاح عن المعلومات»، وأنّه يجب الاطلاع على مسار التحقيق من السلطات اللبنانيّة المكلفة بالأمر. فقد شارك المكتب في التحقيق عبر إرسال بعثة يترأسها «الممثّل المعتمد للولايات المتّحدة»، المحقّق دينيس جونز. ووفقاً لإيضاحات المعنيّين في واشنطن، فإنّ عمله لا يزال مستمراً. أمّا المديريّة العامّة للطيران المدني، فقد تعذّر الاتصال بها، وتحديداً مديرها حمدي شوق، للحصول على التطوّرات على صعيد التحقيق. ولكن، إذا كان هناك مسألة أكيدة فهي أنّ لبنان غير مؤهّل تقنياً ومؤسّساتياً للتعاطي مع ملفّات كهذه، تبدو أكثر تعقيداً من قدرة النظام على تحمّلها، أو تنضح بالفساد والتقصير إلى درجة يتطلّب الأمر التستّر عليها. والمشكلة الأكبر هي أنّه فيما عدم المبالاة والاستهتار بقضايا تهمّ أمان المواطن مباشرة مستمرّان، تزداد رداءة المؤشّرات. فعلى سبيل المثال، أصبحت الحوادث الناجمة عن غياب الاحتكام إلى معايير السلامة شبه تقليد على صعيد الطيران اللبناني. فقد تعرّضت طائرة تابعة لخطوط طيران الشرق الأوسط (MEA) لحادث أخيراً في مطار أكرا النيجيريّة: حطّت الطائرة، وأثناء تنقّلها على أرض المطار اصطدمت بطائرة ثانية متوقّفة هناك! يمكن المحاججة أنّ حوادث كهذه ليست نتيجة تقصير المؤسّسات اللبنانيّة المعنيّة، وربّما تكون ناتجة من خلل لدى الفريق التقني النيجيري أو حتّى قائد الطائرة اللبنانيّة نفسه. لكنّها عندما تمثّل إحدى حلقات الإطار المتكامل من الحوادث يجدر التمعّن بها جيداً، وخصوصاً أنّ المحاسبة، ولنقل الرقابة اللاحقة، غير موجودة أبداً، ما يكرّس الاستهتار القائم. هذا الاستهتار هو نفسه الذي أدّى إلى تحطّم طائرة الخطوط الجويّة «UTA»، رقم 141 في كوتونو في بنين، عشيّة عيد الميلاد في عام 2003. فوفقاً للمعلومات التي حصلت عليها «الأخبار»، حطّت الطائرة في شهر تمّوز من العام نفسه في مطار بيروت وتبيّن أنّها تعاني من خلل ميكانيكي، يُعدّ خطيراً بحسب التقنيّين، يتمثّل بتسرّب زيت من محرّكها. غير أنّ «الرقابة اللبنانيّة» سمحت للطائرة بالإقلاع بعد يومين من هبوطها عوضاً عن حجزها إلى أن تُعالج مشاكلها. والجدير بالذكر هنا هو أنّ السلطات اللبنانيّة كانت قد رفضت سابقاً منح الشركة الإذن بعمل رحلاتها التجاريّة من بيروت، لعدم مطابقتها المواصفات التقنيّة، ومن ثمّ وافقت على ذلك! ألا تستحقّ هذه الحوادث وقفة حقيقيّة للتمعّن بواقع الطيران المدني اللبناني والشوائب التي تعتريه وتؤدّي إلى سلسلة الكوارث التي حصلت في الفترة الأخيرة؟ حتّى الآن، يبدو أنّ الجميع راضون عن هذا الواقع القائم. على الرغم من إبداء رئاسة الحكومة استعدادها للبدء بتأليف الهيئة الوطنيّة للطيران المدني المختصرة حالياً بشخص واحد هو مديرها العام. ولكن، إذا كانت الملفّات السياسيّة قابلة للمدّ والجزر، الداخلي والإقليمي والدولي، فإنّ سلامة الطيران المدني لا تتحمّل السخافات السياسيّة ومحاصصات الإدارة العامّة. والمفتاح الأساسي للمضيّ قدماً بالتطوير على هذا الصعيد يكون بحلّ عقد الكوارث السابقة. وإذا كانت قضيّة «طائرة كوتونو» قد سوّيت بقرار قضائي (غيابي!) يقضي بسجن الطيّار، نجيب الباروني، 20 عاماً، وقرارات بحقّ أصحاب الشركة والطائرة، فإنّ قضيّة الطائرة الإثيوبيّة لا تزال عالقة، ويبدو أنّها ستبقى كذلك إلى أن ينسى الشعب فاجعتها، وربّما نسي وقُضي الأمر مثلما يحدث مع كل الملفّات الحيويّة في هذه البلاد. على أي حال، فإنّ نقطة الانطلاق الأولى أيضاً تكون بتصحيح واقع الرقابة على سلامة الطيران المدني في لبنان، الذي أضحت أوروبا تحديداً تشتكي منه وتحذّر باتخاذ إجراءات صارمة. وهنا يُشار إلى أنّ السلطات المعنيّة في الاتحاد الأوروبي استدعت أخيراً حمدي شوق للبحث في سبل تطوير قطاع الطيران المدني في لبنان. وعاد المدير من بروكسل وفي حوزته «مشروع» يبدأ تنفيذه في عام 2011. «ابحث عن المنتفعين من مشروع كهذا» يعلّق متابعون لشؤون الطيران المدني على المسألة. ويشكّكون في كلّ ما يجري الحديث عنه في ظلّ إدارة رديئة... إدارة تشكّل تغطية كبرى على حوادث تودى بمئات الأشخاص.

2.12 مليار ليرة

الأكلاف التي تكبّدها الشعب اللبناني مقابل عمل شركة «Odyssey Marine Exploration» للبحث عن الطائرة الإثيوبيّة، الذي تشوبه تساؤلات كثيرة

930000 دولار

قيمة التعويضات التي فرض الحكم اaقضائي اللبناني على أصحاب شركة «UTA» ومالك «كوتونو» تسديدها لأهالي الضحايا الذين تعذّر تحديد عددهم الدقيق

90%

معدّل مخالفة لبنان لمعايير «كفاءة الأفراد» في قطاع الطيران المدني، بحسب المنظّمة العالميّة للطيران المدني (ICAO) التابعة للأمم المتّحدة

انتظار اللغز

هناك تشابه ملحوظ بين حادثتي «طائرة كوتونو» و«الطائرة الإثيوبيّة»... فمعظم ركّاب الرحلتين كانوا من اللبنانيّين، كما أنّ الحادث حصل مباشرة بعد الإقلاع. ولكن في حالة الطائرة الأولى، حُدّد سبب الحادث بأنّه خلل في توزيع الحمولة التي بلغ فائضها 10 أطنان. أمّا في الثانية، فالأمر لا يزال لغزاً، ينتظر الكشف عنه، فيما الأكيد هو أنّ مجموع الضحايا في الكارثتين بلغ 226 ضحية على الأقلّ، وأنّ الوضع الحالي يرجّح سقوط ضحايا إضافيّين.

عدد الاربعاء ٣ تشرين الثاني ٢٠١٠

وزراء المعارضة يعطون فريق الحريري «الفرصة الأخيرة» (بلال جاويش)ألغى الرئيس سعد الحريري أمس الجلسة الحكومية المقررة اليوم لانشغاله في بريطانيا، ما سبّب أزمة قد تهدّد الوضع الحكومي، علماً بأن أول الأضرار أصاب جلسة هيئة الحوار غداً، التي لم يعلن بعد قصر بعبدا تأجيلها، برغم أن الغائبين عنها باتوا كثراً

تعديل طرأ على جدول زيارة الرئيس سعد الحريري لبريطانيا كان الحجة لإلغاء جلسة الحكومة المقرر عقدها اليوم. لكن من اطّلع على جدول الأعمال هذا، يدرك أن ليس هناك من تعديل ولا من طارئ. يوافق عدد من الأكثريين على هذا الأمر، مؤكدين أنّ الحريري «تهرّب من جلسة اليوم منعاً لوقوع انفجار سياسي كبير قد يؤدي إلى نسف الصيغة الحكومية»، في وقت يقول فيه العالمون بهذا «الهرب» وتفاصيله إنّ رئيس الحكومة «يمنع انفجار القنبلة اليوم بانتظار تسوية لن تركب». الأجواء المستقبلية غير مطمئنة لما يجري، وخصوصاً أنّ الفريق المحيط بالحريري يكرّر أمام الجميع: «لا استقالة، لا تراجع عن المحكمة، لا تعديل بشأن شهود الزور». والأهم في حديث المستقبليين اعترافهم بأن رئيسهم «يشتري الوقت»، وأنّ معادلة الوقت هذه مبنية على تأكيدات أميركية بأنّ واشنطن «ستستعيد المنطق البوشي في سياستها الخارجية». ويتناقل المستقبليون تبلّغ قيادتهم بأن عودة هذا الأداء الأميركي الخارجي «بحاجة فقط إلى الوقت، ولإمرار مرحلة ما قبل الانتخابات النصفية». ووفق هذه المعلومات التي تتوارد إلى مراكز القرار المستقبلي، يستعد المستقبليون لموجة تصعيد مقبل على لبنان والمنطقة، مشيرين إلى أنّ «الانفجار قادم إلى العراق، ومن بعده إلى لبنان». وفي السياق، لفت زوار قصر بعبدا أمس إلى أنه لم يطرأ بعد أيّ تعديل على موعد انعقاد جلسة الحوار الوطني برغم بعض حالات الغياب المنتظرة. ولفت أحد الزوار إلى أنّ الرئيس ميشال سليمان سيتابع اتصالاته في الأيام المقبلة «مع الكل وباتجاه الكل»، مشيرين إلى أنّ «الرئيس يرى في التأجيل، أكان لأسباب موضعية أم متعمدة، فسحة جديدة لتكثيف الاتصالات». ويضيف زائر بعبدا أنّ كل ما يشاع عن مبادرة رئاسية جاهزة لحل الأزمة الداخلية «غير دقيق، فالرئيس لا يزال يبحث حتى الساعة في تفاصيل الأزمة، والأهم هو انتظار ما سيحصل بين العواصم». على صعيد آخر، اجتمع أمس وزراء المعارضة في منزل الوزير محمد جواد خليفة، وأكد الحاضرون وجوب حسم ملف شهود الزور. وأشارت مصادر المجتمعين إلى أنّ الفكرة التي غلبت على اللقاء هي أنّ «تأجيل جلسة الحكومة كان بغية تأجيل المناقشة في ملف الشهود»، الأمر الذي دفع المعارضين إلى التأكيد أنه لا جلسة حكومية لا تحمل على جدول أعمالها هذا الملف. وتابعت المصادر أنّ العماد ميشال عون طالب بموقف معارض موحّد بشأن تأجيل جلسة الحكومة. وبرزت مجموعة مواقف، بينها الدعوة إلى اتخاذ موقف سلبي حاسم رداً على خطوة الحريري. لكن تبيّن أن رئيس الجمهورية أشار إلى أن الحريري يريد عقد الجلسة الجمعة في السرايا الكبيرة، وهو ما فسّر بأنه رغبة من رئيس الجمهورية لكي لا يكون حاضراً في جلسة قد تشهد مواجهة على خلفية ملف شهود الزور. وبعد مداولات، تقرر إعطاء الفريق الآخر فرصة أخيرة مع توقعات بأن يصار إلى فتح مواجهة شاملة في أول جلسة للحكومة.

عون: لا أجلس مع حامي شهود الزور

وفي أجواء الرابية، أكد العماد ميشال عون أمس بعد الاجتماع الأسبوعي لكتلة التغيير والإصلاح أن إلغاء جلسة الحكومة اليوم وعدم بتّ ملف شهود الزور سيدفعانه إلى عدم المشاركة في جلسة الحوار يوم غد. وتساءل: «هل مسموح لمن يعطي حماية لشهود الزور أن يحكم البلد؟ أنا لا أجلس مع حامي شاهد زور، وأنا أتحمّل مسؤولية هذا الموقف»، مشدداً على وجوب إنهاء هذا الملف، ولافتاً إلى أنّ «الحصانة النيابية ستُرفَع عمّن يحمل مستندات مزيفة». وبخصوص هيئة الحوار، قال عون: «منذ عام 2006 الحوار يدور حول الموضوع نفسه، وحتى اليوم يتكرّر كل الكلام. وبعد كل جلسة، يُستعمل منبر للتصريح، ونحن نلتزم الصمت». وأشار عون إلى أنه سبق أن قدّم رؤيته الدفاعية «وعند مناقشتها أنا مستعد للذهاب»، لافتاً إلى أن «وضعه الأمني بات صعباً ولا يتجول كثيراً». وتابع: «نمط العمل عندي ليس نمط سفر رئيس الحكومة الذي يظل يتنقل بالطائرات، نريد أن يثبت على يوم ما لعقد جلسة الحكومة».

كاميرون: ندعم المحكمة

أما الرئيس سعد الحريري فاستكمل أمس زيارته الرسمية لبريطانيا، حيث أجرى محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي رحب برئيس الحكومة قائلاً: «إني أقدّر كثيراً قيادتك، وأريد تعزيز العلاقة بين بريطانيا ولبنان. نحن لدينا علاقة قوية جداً، لكن أعتقد أن باستطاعتنا جعلها أقوى، ونريد أن نفعل كل ما في وسعنا لدعم الاستقرار والأمن في لبنان». وأكد كاميرون دعم بلاده الكامل لمسار المحكمة الدولية «ونريد أن نراه ينجز بنحو صحيح، كذلك نريد القيام بكل ما في وسعنا لمساعدتكم في عملكم في بلدكم». وبعد انتهاء اللقاء، أشار الرئيس الحريري، في مؤتمر صحافي، إلى أنه جرى التطرق إلى كل «التحديات التي يواجهها لبنان، وخاصة ما يتعلق منها بالتهديدات والمشاكل التي بيننا وبين الإسرائيليين». ولفت الحريري إلى أنه طلب «مساعدات عسكرية للجيش والقوى الأمنية اللبنانية، ووجدنا لدى بريطانيا تجاوباً كبيراً بالنسبة إلى هذا الموضوع».

«المستقبل»: لننتظر القرارات الاتهامية

أما في بيروت، فعقدت كتلة المستقبل أمس اجتماعها الدوري الأسبوعي برئاسة النائب فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة. وأصدرت بياناً جرى فيه «التذكير بأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي الجهة المكلفة حصراً بالتحقيق وإصدار القرارات الاتهامية، ومن ثم الأحكام بعد أن يصار إلى كشف حقيقة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد ورفاقه». ورأت الكتلة أن «هذه المحكمة التي حاز قيامها وانطلاق عملها إجماع اللبنانيين، هي الجهة الصالحة التي تستطيع تحديد ما يسمّى شهود الزور، وهي التي تطلق بعد صدور القرارات الاتهامية آلية توصل إلى إنزال العقوبات بمن ضلل التحقيق أو حاول التأثير عليه وحرفه عن اتجاهاته».

قاسم: لا تغيير حكومياً

على صعيد آخر، أكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن الحزب غير معنيّ بما يريده فريق التحقيق الدولي وبما تقوم به المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وكشف قاسم عن أن الحزب «رفض منذ شهر رمضان لائحة من أفراد ترغب المحكمة في التحقيق معهم»، مكرراً ما قاله الأمين العام السيد حسن نصر الله عن أن الرئيس الحريري أبلغه أن الاتجاه الاتهامي هو لأفراد من الحزب. وأشار قاسم إلى أنه ليس لديه ما يقوله عمّا يمكن فعله في اتّهام قرار المحكمة الدولية أفراداً من حزب الله؛ «لأن الاحتمالات كثيرة»، لافتاً إلى أن «قراراً كهذا هو فتيل إنذار وتفجير وخطر على لبنان يؤدي إلى نتائج سلبية». ونفى قاسم أن يكون هناك لقاء قريب بين الحريري والسيد نصر الله، قائلاً: «الآن، لا شيء يستدعي عقد لقاء كهذا، لكن لا ممانعة إذا طلب الفريق الآخر وكان هناك تقدير لفائدة مثل هذا اللقاء»، مؤكداً أن حزبه لن يطرح أي تعديل أو تغيير حكومي في هذه الفترة.

سلفيون يواجهون المستقبل

أشار مراسل «الأخبار» في الشمال، عبد الكافي الصمد، إلى أنّ الشيخ عمر بكري، فجّر «مفاجأة» من العيار الثقيل ينتظر أن تكون لها ارتدادات واسعة في أوساط السلفيين والإسلاميين، عندما أيّد موقف حزب الله الرافض للمحكمة الدولية. وأعلن بكري رفضه «للمحاكم الوضعية، دولية كانت أو محلية»، مطالباً «بإنشاء محكمة شرعية خاصة من خيرة العلماء في المنطقة، للنظر في كل مسائل الخلاف بين العباد، وخاصة المصيرية منها». وقال بكري، في بيان، إن الإسلام «حرّم علينا من الناحية الشرعية التحاكم إلى المحاكم الوضعية، دولية كانت أو محلية»، معرباً عن اعتقاده أن رفض السيد حسن نصر الله للمحكمة الدولية «منسجم مع المطلب الشرعي من الناحية الدينية، لأن الله قد أمرنا بالتحاكم إلى شرعه ودينه، كذلك إن مطلبه برفض المحكمة وعدم التعاون مع المحققين فيها، مطلب منطقي وعقلي؛ لأن المقاومة الفلسطينية واللبنانية في حالة صراع مع كيان العدو الإسرائيلي المغتصب الذي يتربّص بالأمة».

المحيطون بالحريري يكررون: لا استقالة ولا تعديل بشأن شهود الزور

وقال بكري لـ«الأخبار» إنه «خلال المرحلة السابقة مورس عليّ كثير من التهويل والتخويف من جهات أمنية، أو من مقربين منهم، قبل أن يتبيّن لي أخيراً أن كل ما كان يحصل إنما يهدف إلى مصادرة رأيي، فقررت بعدها كسر حاجز الصمت». وفي ما يتعلق بتناغم موقفه مع مواقف حزب الله من المحكمة الدولية، يؤكد بكري أن خطابات نصر الله «لا تتناقض مع ثوابتي ومبادئي، لذا أجد نفسي متفقاً ومنسجماً مع مواقف الحزب من المحكمة». لكنه انتقد في المقابل «ما يقوله بعض خطباء المساجد في بيروت وطرابلس الذي يتناقض كلياً مع أحكام العقيدة الإسلامية، ومع الكتاب والسنّة»، متسائلاً: «أين الفهم الشرعي لهؤلاء في ما يقولونه بتناولهم مثل قضايا كهذه؟». وفي السياق، يقول بكري: «انتظرت نحو سنة ونصف كي أقابل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وكان ذلك من طريق آخرين مقرّبين من المستقبل، ما أكد لي أن المفتي يهمّش أي طرف سني لا يدور في فلك تيار الحريري»، مشيراً إلى أن المستقبل «يمارس سياسة غير مقبولة باختصاره السنّة، وبتهميش الآخرين الذين يخالفونه الرأي، وخصوصاً الإسلاميين الذين يستخدمهم مكسر عصا لأهدافه ثم يهملهم، من غير أن يحسب لهم أي حساب». ولا يتوقف بكري عند هذا الحد، فهو الذي لطالما انتقد النظام السوري كما بقية الأنظمة العربية، لأنها برأيه «أنظمة وضعية»، أعرب أمس عن تبنّيه خطاب الرئيس السوري بشار الأسد «كخطاب ممانع لإسرائيل ومؤيّد للمقاومة، وهو بنظري خطاب شرعي، وعلى السنّة تبنّيه حتى لا نتهم أننا ضد المقاومة».

عدد الاربعاء ٣ تشرين الثاني ٢٠١٠

السفير:عقد المجلس الوطني في «اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني»، أمس، اجتماعه الأول بعد مؤتمره العام، وانتخب قيادة جديدة للاتحاد للسنوات الثلاث المقبلة كالآتي: علي متيرك رئيساً، علي بصل نائباً للرئيس، عمر الديب أمين السر العام، منى عوالي (مالية)، هبة الاعور (خارجيات)، لولا ابراهيم (اعلام)، محمد جمول (تثقيف)، حسن يونس (مدير مسؤول) واحمد ضاهر أعضاء في المكتب التنفيذي.

وتكلّف علي بصل ولولا ابراهيم واحمد ضاهر بمتابعة الطلاب، حسن يونس بمتابعة لجنة التضامن مع المعتقلين الكوبيين، أحمد ضاهر بالمتابعة في ملف جورج عبد الله، عمر الديب ومنى عوالي بالمتابعة مع الكشاف، علي متيرك وعلي بصل وعمر الديب للعلاقات السياسية على أن يتم تشكيل لجان موسعة للمساهمة في المهمات الأساسية في المكتب التنفيذي.

كما انتخب يسار العنداري رئيساً للمجلس الوطني في الاتحاد.

gracias مارادونا أو شكراً مارادونا على ما قدمته إلينا خلال مسيرتك الكروية المظفّرة. شكراً أيها مارادونا في لقطة نادرة تعود إلى عام 1986 عندما توّجت الأرجنتين بلقب كأس العالم (أرشيف)الأسطورة التي لن تنطفئ لأنك أدخلت البهجة إلى قلوبنا ذات حقبة من التاريخ. في عيد مولدك الخمسين لا يسعنا إلا أن نحتفي بك ونحيّيك بلغتك بكلمة: شكراًحسن زين الدينلم يكن يوم السبت 30-10-2010 عادياً بالنسبة إلى عشاق كرة القدم حول العالم، إذ في هذا اليوم احتفل «المسحورون» بالأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا بعيد ميلاد «معبودهم». وأي عيد ميلاد وقد بلغ «الولد الذهبي» كما يلقّب عامه الخمسين. هكذا، فإن هذه المناسبة لم تمرّ طبعاً مرور الكرام. كيفما بحثت في ذلك اليوم في محركك الإلكتروني على شبكة الإنترنت فستطاردك المقالات التي تهنّئ هذا اللاعب العظيم وتحتفي به. موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» أفرد تقريراً واسعاً على صفحته الرئيسية تحت عنوان «دييغو في الخمسين»، تطرّق فيه بالتفصيل إلى مسيرة مارادونا منذ ولادته في حي فيلا فيوريتو الفقير في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيريس وصولاً الى أهم المحطات في مسيرة الأيقونة.بدورها لم تغب صحف الأرجنتين عن الحدث رغم حالة الحداد التي عمّت البلاد بعد وفاة الرئيس السابق نيستور كيرشنير، هكذا عنونت صحيفة «لا نسيون»: «الرقم عشرة في ميلاده الخمسين»، من جهتها، كان عنوان صحيفة «بيونس أيريس هيرالد»: «مارادونا بلغ الخمسين»، وذكّرت في مقالها بأهم لحظات دييغو الكروية.أما موقع «دوتش فيله» الألماني، فقد كان احتفاؤه بمارادونا فريداً، إذ أجرى مقابلة مع اللاعب الدولي الألماني السابق غيدو بوخفالد، الملقّب في بلاده بـ«دييغو»، لأنه أُوكلت إليه مراقبة مارادونا خلال نهائي مونديال 1990 في إيطاليا، الذي حسمه الألمان لمصلحتهم، وقد وصف فيها بوخفالد مارادونا بـ «الرائع».كما وجّه النجم الايطالي اليساندرو دل بييرو رسالة عبر موقعه الشخصي لمارادونا اعتبر فيها الأخير «علامة فارقة في تاريخ كرة القدم».ولم يخلُ هذا اليوم من مفاجآت، إذ كشف الايطالي أريغو ساكي، مدرب ميلان التاريخي، لصحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت»، أنّ رئيس ميلان سيلفيو بيرلسكوني كان يعشق مارادونا إلى حد الجنون، وكان يود التعاقد معه إلا أنّ تعلق الأخير بنابولي حال دون ذلك.بدوره، كشف مارادونا في مقابلة مع صحيفة «أوليه» الأرجنتينية أن ثاني أفضل هدف أحرزه في حياته، بعد ذلك الذي سجله في مرمى إنكلترا في مونديال المكسيك عام 1986، كان في مرمى ريال مدريد حينما كان يلعب في برشلونة قبل حوالى 27 عاماً، وذلك في نهائي كأس الملك على ملعب «سانتياغو برنابيو» في 26 كانون الأول 1983.إذاً كان مارادونا الحدث يوم السبت الماضي، لكن دييغو لم يكن سعيداً في يومه هذا. بهدوء احتفل في منزله في ضاحية «ايزيزا» مع عائلته الصغيرة بعيد ميلاده الذي وصفه بـ«الأتعس» في حياته، إذ فضلاً عن أنه تصادف مع حالة الحداد في البلاد فإنّ الخسارة التي لقيها المنتخب الأرجنتيني أمام ألمانيا في نهائيات مونديال 2010 ما زالت تلقي بظلالها عليه، فقد قال مارادونا لصحيفة «أوليه»: «إنه عيد الميلاد الأتعس في حياتي، عيد الميلاد الذي لا أرغب في الاحتفال به. لدي شيء في صدري لا يدعني أحتفل».وردّ مارادونا بوضوح عندما سُئل عن الهدية التي كان يتمنى الحصول عليها في عيد ميلاده قائلاً: «المنتخب».على أي حال ومهما كانت الظروف، لا يسعنا إلا أن نخاطب مارادونا في هذه المناسبة بلغته: «gracias» دييغو على كل شيء. شكراً على ما قدمته إلى كرة القدم. شكراً لأنك أدخلت البهجة إلى قلوبنا. شكراً، فأنت الأفضل.

سبعينية بيليهلا يخلو عالم كرة القدم من المصادفات. فيوم السبت قبل الماضي احتفل النجم البرازيلي السابق بيليه (الصورة) بعيد ميلاده السبعين. وقد كانت مناسبة لأن تفتح بعض الصحف دفاتر الماضي بين النجمين، وتحلّل من كان الأفضل، إضافةً إلى تطرقها إلى حالة العداء بينهما، التي كان آخر فصولها وصف بيليه مارادونا بـ«المثال السيّئ للشباب».عدد الثلاثاء ٢ تشرين الثاني ٢٠١٠

الأكثر قراءة