خاص الموقع
في الأول من كانون الثاني عام 1959، قام حاكم كوبا المحاصر فولجنسيو باتيستا، الموالي للولايات المتحدة، بمغادرة هافانا بعد أن أدرك أن حكومته لن تستطع مواصلة أي مقاومة لقوات الثورة التي انطلقت بقيادة فيدل كاسترو ورفاقه من أجل تحرير كوبا والقضاء على الحكم الديكتاتوري الظالم الذي طبقه باتيستا فيها. وبدأت القصة في مدينة أرتيميسا في26 تموز عام1953 إثر الهجوم الذي استهدف ثكنات كونكادا في مدينة سانتياجو الكوبية بشرق البلاد, والذي ينظر إليه علي أنه بداية الثورة الكوبية. وقام بالهجوم مناضلين شبان برئاسة كاسترو، وقد استشهدوا خلال عمليتهم. ومن ثم حطت مجموعة من الثوار في 2 كانون الأول عام 1956 في شرق كوبا وتم تفريقهم من قبل القوات الحكومية وإصرارا منهم على خط التحرير وإنهاء الظلم في البلاد، واصلوا ثورتهم بقيادة كاسترو وكاميليو سنفويغوز وآرنستو تشي جيفارا وآخرين. فأعادوا تجهيز وتسليح أنفسهم وبدؤوا بحملة واسعة ضد قوات باتيستا العسكرية. وفي نهاية عام 1958 كان الثوار قد تقدموا إلى غرب كوبا حيث بدأ جنود الحكومة بالاستسلام دون قتال.
دخل محررو كوبا إلى العاصمة هافانا في 2 كانون الثاني عام 1959 ووقف قائد الثورة فيدل كاسترو ليعلن انتصار الثورة وبدء العهد الجديد. ومن هنا بدأ الانتصار بالظهور على شكل تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية وعلمية في كيان الدولة وبدأت كوبا بانطلاقتها المليئة بالتجارب المختلفة وكانت هذه الانطلاقة بداية لثورة التغيير لا فقط في كوبا بل أيضا في القارة اللاتينية التي انعكست عليها آثار الثورة الكوبية بإطلاق ثورات مختلفة بمتغيرات مختلفة ولكن بنفس الحماسة ونفس المثابرة ونفس الصمود وبالتالي نفس الانتصار.
وقد ذكرت وسائل الاعلام الكوبية اليوم الثلاثاء ان الزعيم الشيوعي الكوبي فيدل كاسترو زار أمس الاثنين بسرية تامة ساحة الثورة في هافانا بمناسبة العيد الوطني لكوبا واجتمع مع مثقفين كوبيين. وقال المصدر ان اب الثورة الكوبية لعام 1959 والذي سيبلغ ال84 من العمر الشهر المقبل، وضع زهورا على نصب المثقف خوسيه مارتي، البطل القومي الكوبي (1853-1895)، قبل ان يلتقي مثقفين وفنانيين وصحافيين كوبيين في صالة داخل النصب. وجرى هذا اللقاء في نفس الوقت الذي اقيمت فيه الاحتفالات بمناسبة العيد الوطني والتي نظمت هذا العام في سانتا كلارا (وسط) بغياب الزعيم فيدل كاسترو وكذلك خلافا للقاعدة بدون خطاب للرئيس راوول كاسترو.
وكذلك زار كاسترو مدينة أرتيميسا لتكريم المناضلين الشهداء اللذين أطاقوا أولى العمليات ضد الحكم الباتيستي.
ومن ناحيته، اعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، "الابن الروحي" لفيدل كاسترو والذي كان من المقرر ان يشارك في الاحتفالات، انه الغى مشاركته بسبب التهديد باعتداء من قبل كولومبيا المجاورة التي قطع علاقاته الدبلوماسية معها من طرف واحد قبل عدة ايام.