تسعى النقابات اليونانية للدخول في اختبار قوة احتجاجاً على خطة التقشف التي أقرّتها الحكومة فدعت موظفي القطاع الخاص والمدرسين الى وقف العمل اليوم والنزول الى الشارع عشية إضراب عام يتوقّع أن يشلّ البلاد. واحتلّ نحو مئتي ناشط شيوعي صباح الثلاثاء موقع الاكروبول الاثري الشهير في أثينا ورفعوا فيه لافتة عملاقة تدعو الى التعبئة. وكتب على اللافتة باللغتين اليونانية والانكليزية «يا شعوب أوروبا انتفضوا!». وأوضح النائب الشيوعي نيكوس باباكونستينو في تصريح لاذاعة «فلاش» أنهم يريدون نشر الرسالة «في كل انحاء اليونان واوروبا». واضاف النائب «تتخذ في اوروبا تدابير تقضي على المكاسب الاجتماعية في كافة أنحائها لكن الغضب الشعبي سيأتي على المنظمات الامبريالية». وتمكّن الناشطون من دخول الموقع الخاضع لحراسة مشددة مرددين شعارات ورافعين الاعلام الحمر بدون منع السياح من مواصلة زيارتهم الى الاكروبول الذي يعتبر من المواقع الاثرية التي تتلقى اكبر عدد من السياح في العام وغادروا المكان قبل الظهر. وقد اعتاد الحزب الشيوعي اليوناني «كي.كي.اي» والنقابة الموالية له «بامي» وهما في طليعة التعبئة ضد اجراءات التقشف التي فرضت على اليونان بسبب عجزها المالي، على مثل هذه العمليات الاعلامية. وجرت عملية احتلال الاكروبول في اول يوم من الاضراب في قطاع التوظيف العمومي لمدة 48 ساعة، وعشية اضراب عام دعت اليه اكبر نقابتين في القطاعين الخاص والعام. وتأمل النقابات في تعبئة كبيرة ضد خطة التقشف التي تمت المصادقة عليها في اثينا الاحد مقابل مساعدة مالية قدرها 110 مليار يورو من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي. اللافتة معلّقة على الأكروبوليس (ا ب)
وتنص هذه الاجراءات غير المسبوقة من حيث صرامتها على الغاء راتبي الشهرين الثالث عشر والرابع عشر للموظفين الرسميين والشهرين الثالث عشر والرابع عشر للمتقاعدين على ان يتم تعويضهما بعلاوات لذوي الدخل المتدني. ويفترض ان يشل اضراب العاملين في القطاع الرسمي الوزارات والبلديات والمستشفيات التي ستعمل بعدد ادنى من الموظفين. كما قد يعطل اضراب في الطيران المدني اعتباراً من اليوم الرحلات الجوية الداخلية وتوقعت شركة طيران «اوليمبيك» الغاء 42 رحلة داخلية والرحلات بين اثينا ولندن بينما الغت شركة ايجيان 17 رحلة داخلية. وستلغى كافة الرحلات الاربعاء لانّه يتوقع ان يشارك مراقبو الرحلات الجو في الاضراب العام. ودعت اتحادات التجار عناصرها الى الانضمام الى الاضراب لكن من الصعب توقّع حجم تعبئتها في حين أعرب تجار اثينا عن نيتهم فتح محلاتهم التجارية. من جانب اخر حذر وزير المالية الالماني فولفغانغ شويبله الثلاثاء من أنّ اليونان قد تعرض نفسها الى الافلاس اذا لم تف بالتزاماتها مذكراً بأنّ دفع المساعدة مرهون بمراقبة صارمة. وقال الوزير المحافظ «اذا وقع تهاون» في برنامج التقشف فإنّ «دفع الاموال سيتوقف وستكون اثينا حينها معرضة الى الافلاس». وقال شويبله عقب لقاء مع ممثلي القطاع المالي إنّ المصارف الالمانية ستشارك في مساعدة اليونان بدون تحديد قيمة تلك المساهمة. وفي بيان مشترك اعرب اصحاب المصارف عن «استعدادهم كممثلي القطاع المالي في المانيا على غرار زملائهم الاوروبيين لتقديم مساهمة ايجابية في العملية الحالية» لمساعدة اليونان. وحضر ممثلو عدد من كبار المصارف الالمانية بمن فيهم مدير اكبر مصرف في البلاد «دوتشي بانك» يوزف اكيرمن الاجتماع مع شويبله. ودعا الوزراء الاوروبيون المصارف الى المساهمة في انقاذ اليونان في حين قام وزراء مالية منطقة اليورو الاحد بتفعيل خطة مساعدة مشتركة بين الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي بقيمة 110 مليار يورو على مدى ثلاث سنوات لدعم اليونان التي وصلت الى شفير الافلاس. والتزمت الحكومة اليونانية في المقابل بتطبيق برنامج تقشف صارم لاصلاح العجز الهائل في ماليتها العامة. (أ ف ب)
عدد الاربعاء ٥ أيار ٢٠١٠