استقبلت العاصمة المغربية اليوم 6 يونيو 2010 مئات الآلاف من المغاربة والمغربيات من مختلف الأعمار والمدن والجهات، تقاطروا على مدينة الجهاد والرباط تنديدا بالمجزرة الهمجية التي أودت بحياة عشرات الشهداء الذين سقطوا في معركة الشرف والرجولة، تضامنا مع غزة وشعبها المحاصر منذ أربع سنوات، بعد أن أقدم العدو الصهيوني على اقتحام أسطول الحرية بوحشية متناهية داست على كل الأعراف والقوانين والشرائع. ففي ساحة باب الأحد ومنذ الصباح الباكر بدأ الآلاف من المغاربة يتقاطرون من مختلف المدن تلبية لنداء نصرة غزة ودعما لمطب رفع الحصار الظالم عنها. فعلى امتداد الشوارع الرئيسية بالرباط ارتفع صوت موحد جامع يندد بالنازية الصهيونية، ويستنكر الصمت الدولي عن الحصار المنافي لكل القيم والأعراف الدولية، ويتبرأ من التواطؤ العربي الرسمي، وقد أعلن الجميع مساندته التامة لغزة المحاصرة وفلسطين المحتلة. "تحية شعبية.. لقافلة الحرية" و"إدانة شعبية.. للقرصنة الصهيونية" و"يا شهيد ارتاح ارتاح.. كلنا رمز الكفاح"، وغيرها من الشعارات واللافتات التي تزينت بها العاصمة.
كما أكد الكثير من المشاركين استعدادهم التام للمشاركة في قافلة الحرية 2 التي يجري الإعداد لها ويراد أن تكون مغاربية الانطلاق هذه المرة. وقد شاركت في المسيرة مجموعة من القيادات الشعبية والسياسية وممثلين عن المجتمع المدني كان في مقدمتهم المغاربة المشاركون في أسطول الحرية .كما عرفت المسيرة في مختلف أطوارها أجواء من الاحتفاء بأعضاء الوفد المغربي العائد من المشاركة في أسطول الحرية من خلال رفع صورهم والهتاف بأسمائهم وتحيتهم وحملهم على الأكتاف إشادة بخطوتهم الشجاعة بتمثيل الشعب المغربي في قافلة كسر الحصار عن غزة. ومن جهته شدد الأستاذ محمد بنجلون الأندلسي، منسق الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، على أن "العناد الإسرائيلي لا يمكنه أن يخضع إلا بوجود مقاومة وعناد ذوي الحق وأعتقد أن أسطول الحرية استطاع أن يجمع العديد من الأصوات الحرة في العالم لتقول بصوت واحد كفى لهذا الحصار اللاإنساني لشعب أعزل المسجون جماعيا أمام أنظار العالم كله" . واعتبر أن "أسطول الحرية أكد للكيان الإسرائيلي بأن ليس له بعد اليوم أن يفعل ما يريد" ، وقدم "للعرب والمسلمين درسا واضحا هو أن قضية غزة أصبحت تثير المشاعر الإنسانية فلا يتخلفوا عن الدعم حتى لا يفوتهم الركب" . أما الأستاذ خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، فدعا إلى "استمرار الضغط واتساع دائرة القوافل الإنسانية الخارقة للحصار واتخاذ المواقف السياسية القوية" ، أكد بأن "الواجب الآن على الأنظمة العربية أن تؤمن بأن الخيار الوحيد الضاغط على الكيان الصهيوني هو خيار المقاومة وبالتالي لا معنى للحديث مجددا عن خيار السلام، ولا مجال للتمسك بالمبادرة العربية التي يجب سحبها، ولا مجال مطلقا لاستمرار العلاقة مع الكيان الصهيوني من طرف الأنظمة التي تربط هذه العلاقة في شقها السياسي أو الاقتصادي أو الدبلوماسي أو الثقافي، وبالمناسبة سيكون من العار أن يحضر صهاينة في مهرجان الموسيقى الروحية بفاس وقد طالبنا بإلغاء حضورهم" ، واسترسل راصدا الإمكانيات المتاحة للأمة بقوله "وسيكون من العار الاستمرار في تزويد الكيان الصهيوني بمواد عربية وإسلامية، وسيكون العار أن يبقى معبر رفح مغلقا أو فتحه لأجل يجب أن يكون فتح شامل ودائم، ويجب أن نتابع القيادات الصهيونية عن جرائمها أو غيرها من الجرائم. وبالتالي هناك قرارات عربية في يد الأمة العربية والإسلامية يمكنها أن تؤدي إلا نتائج ملموسة" .