خاص الموقع
(ا ف ب) -استبعد الرئيس الكوبي راوول كاسترو امام البرلمان اي ليونة حيال "اعداء الوطن" اثر قراره الافراج عن 53 معارضا، مشددا على اهمية "الوحدة" لتخطي الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية الهائلة التي تواجهها البلاد.وقال كاسترو خلال اختتام الجلسة نصف السنوية للبرلمان، في اول تصريح علني له بشأن قراره بالافراج عن 53 معارضا، ان "الثورة بامكانها ان تكون سخية لانها قوية وقوتها تنبع من دعم اكثرية الشعب (...) وبالتالي ليس عبثا التذكير بانه لن يكون هناك افلات من العقاب بالنسبة لاعداء الوطن، اولئك الذين يحاولون تعريض استقلالنا للخطر".واضاف خلال الجلسة التي بثها التلفزيون الكوبي "لا يخطئن احد، ان الدفاع عن فتوحاتنا المقدسة، وعن شوارعنا وساحاتنا، سيبقى الواجب الاول للثوريين".وكانت كوبا وافقت في 7 تموز/يوليو على الإفراج عن 53 سجينا سياسيا إثر وساطة قامت بها الكنيسة الكاثوليكية في أكبر عملية إفراج عن سجناء منذ تسلم راوول كاسترو الحكم في 2008.وحتى اليوم افرج عن 21 من بين هؤلاء، استضافتهم جميعا اسبانيا باستثناء سجين واحد استضافته الولايات المتحدة.وتابع راوول كاسترو (79 عاما) الذي تسلم قبل 4 سنوات مهام رئاسة كوبا خلفا لشقيقه فيدل كاسترو "يجب التذكير بأن ايا من هؤلاء المواطنين ادين بسبب افكاره، كما تحاول الحملات المنظمة لضرب مصداقية كوبا في مناطق مختلفة من العالم تصويره"، بل بسبب "ارتكابهم مخالفات قانونية خدمة لحكومة الولايات المتحدة وسياستها في الحصار والتخريب".وبحسب اللجنة الكوبية لحقوق الانسان، وهي جمعية غير مرخصة على الرغم من السماح لها بالعمل، فان عدد المعارضين السياسيين المسجونين في كوبا سينخفض الى حوالى 100 عند الافراج عن كل المعارضين ال53.ولم يظهر الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، الذي يحتفل في 13 اب/اغسطس بعيد ميلاده ال84، في هذه الجلسة البرلمانية، الا انه استقبل وزير الخارجية الصيني يانغ جييشي الذي زار هافانا على ما افادت وسائل اعلام كوبية.ورأى راوول كاسترو من جهة اخرى ان "شيئا لم يتغير" منذ وصول الرئيس الاميركي باراك اوباما الى البيت الابيض قبل عام ونصف العام، "على الرغم من ان هناك تراجعا في الكلام المنمق وتدور احيانا محادثات ثنائية تتناول مواضيع محددة ومحدودة"، كما اضاف.وتبقي الولايات المتحدة على حصارهاالمفروض على جزيرة كوبا منذ العام 1962 والذي يطال كافة الجوانب المالية والاقتصادية باستثناء المواد الغذائية.وتطالب واشنطن هافانا باصلاحات ديموقراطية في هذه الجزيرة التي يحكمها نظام شيوعي احادي.وتطرق الرئيس الكوبي الى القضية "غير العادلة" لخمسة كوبيين محكومين في العام 2001 باحكام ثقيلة بالسجن في الولايات المتحدة، الا انه التزم الصمت حيال اعتقال الاميركي آلن غروس في كوبا منذ كانون الاول/ديسمبر 2009 للاشتباه بتجسسه لصالح واشنطن.وفي الشأن الداخلي، جدد راوول كاسترو التأكيد على اجراء التغييرات الاجتماعية والاقتصادية المنتظرة من جانب الكوبيين "خطوة خطوة بالايقاع الذي نقرره بانفسنا" تفاديا للاخطاء.و استبعد كاسترو حصول "صراع توجهات"، مشددا على اهمية "وحدة الثوريين وادارة الثورة وغالبية الشعب (...) للاستمرار في اتمام الاشتراكية على اكمل وجه".واعلن راوول كاسترو نيته نقل الفائض في الموظفين داخل الادارات العامة الى قطاعات تفتقر لليد العاملة بحلول الربع الاول من العام 2011.وقدم الرئيس الكوبي "حلا" لهؤلاء الموظفين من خلال السماح ب"توسيع رقعة العمل العام" بالنسبة لاصحاب المهن البسيطة، كما الحال راهنا بالنسبة لمصففي الشعر وسائقي التاكسي واصحاب المطاعم العائلية.كذلك اعلن عن مشروع يقضي ببناء 16 ملعبا لرياضة الغولف مع بناء مساكن كبيرة (فيلا) معروضة للبيع لاغنياء اجانب، في سابقة تشهدها كوبا منذ الازمة الاقتصادية في التسعينات.وتسعى الدولة الكوبية، التي تعاني منذ عام ونصف العام نقصا في السيولة بفعل تراجع واردات السياحة، الى تقليص نفقاتها ولا سيما نفقات استيراد المواد الغذائية، كما الى تحفيز الانتاج المحلي
من جهة اخرى، اهدى الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الجزء الاول من كتاب مذكراته "النصر الاستراتيجي"، المقرر اطلاقه خلال الشهر الجاري بالنسخة الاسبانية، الى وزير الخارجية الصيني يانغ جييشي الذي زاره في منزله في هافانا.كذلك اهدى الزعيم الكوبي الوزير الصيني النسخة الصينية من "قاموس افكار فيدل كاسترو"، بعد مناقشة الرجلين للوضع على الساحة الدولية والعلاقات الثنائية، على ما افاد موقع الكتروني كوبي.وتعتبر الصين الشريك التجاري الثاني لكوبا بعد فنزويلا.ويروي كتاب "النصر الاستراتيجي" قصة المعركة الرابحة التي خاضها في العام 1958 مقاتلو فيدل كاسترو ضد قوات الديكتاتور فولجينسيو باتيستا المنتشرة في سييرا مايسترا (جنوب شرق).كما يتضمن الكتاب "سيرة ذاتية مصغرة" على حد وصف اب ثورة العام 1959 في كوبا.