لكن الغريب ان احدا لم يتحرك، او بالاحرى جاءت كل التحركات ضعيفة وخجولة، وباستثناء تحرك لاتحاد الشباب الديموقراطي، ولو رمزي، لأمكن القول ان الشعب خامد، بل ميت، ويستحق الموت، لانه يتحرك دفاعا عن عقيدة دينية او سياسية، واستماتة عن زعيم او حزب، وينزل الى الشارع تضامنا مع الرئيس الكوبي او الفنزويلي، او مع ايران وسوريا والسعودية، ويحرق الاطارات ويقفل الشوارع من اجل فيلم او مسلسل او برنامج كوميدي، لكنه لا ينزل الى الشارع من اجل قوته اليومي الذي يضمن له الحياة والاستمرار.المضحك – المبكي في آن واحد ان معظم المستجوبين في برامج تلفزيونية لم يكونوا أكيدين من عدد الارغفة في ربطة الخبز، ولم يتنبهوا الى الامر، وآخرون علقوا على الامر بانتقاد السياسيين والمسؤولين، وهم يبتسمون للكاميرا، اذ سيتحولون مساء نجوم الشاشة.يقول البعض انه لم يتنبه الى الامر بسبب كثرة المشكلات، لكن رد الفعل هذا يؤكد ان المشكلات ستزداد، وان لا نية لدى المسؤولين لاعارة رأي الناس اي اهتمام، ما دام هؤلاء مستعدون للتصفيق غدا للخطاب السياسي الذي يتجاهل الناس ولا يحسب لهم حسابا.فشكرا لاتحاد الشباب الديموقراطي على تحركه الرمزي اول من امس تحت عنوان "لنصرخ معا، خفضوا ارباح مافيات المطاحن والافران، واتركوا لنا رغيفنا".
غسان حجار