رواد شارع الحمراء كانوا امس على موعد مع حفل موسيقي، في الموقف المواجه لمترو المدينة، دعماً لمسربي المعلومات حول العالم والموقع الاشهر الذي نشر الوثائق التي سربوها «ويكيليكس» . الحفل الذي نظمه اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، والحركة الطلابية البديلة، تضمن عروضاً فنية منوعة لفرقة رفاق الدرب الطويل، الولد (البوي)، علي درويش، كاندي واكس ونط هاوس ميول. وقدم عطا الله سليم مداخلة عن القانون الذي يحمي مسربي المعلومات، كما عُرض فيلم وثائقي عن الملاحقات التي يتعرض لها مسربو المعلومات، واهمية المعلومات التي جرى تسريبها، والتأكيد على ان «تسريب المعلومات لفضح الجريمة ليس جريمة»، كما تضمن اللقاء معرضاً لمواد ترويجية لويكيليكس، ورسم غرافيتي على الجدران، كما جمع المنظمون مبلغا من المال مقابل الدخول الى الحفل، يعود ريعه لدعم ويكيليكس ومسربي المعلومات. ورُفع في الحفل ملصق حمل صورة برادلي مانينغ، الجندي الأميركي الذي حكم عليه القضاء بالسجن 35 عاما، ولم تفلح الادارة الاميركية في الصاق تهمة «مساعدة العدو» بمانينغ، لكنها نجحت في ادانته بـ 20 تهمة اخرى، تتعلق بتسريب نحو 750 ألف وثيقة، إضافة إلى عدد من مقاطع الفيديو، إلى موقع «ويكيليكس»، المختص في نشر الوثائق السرية، إلّا أنها لم تَدنه في أخطر التهم، وهي «مساعدة العدو». ويعد الحكم الصادر بحق مانينغ من اطول الاحكام التي تفرض على تهمة تسريب وثائق سرية. ويطالب مناصرون لبرادلي مانينغ بمنحه جائزة نوبل للسلام. ورأوا ان منحه الجائزة سيبدد «اللغط الذي واجهته لجنة نوبل النروجية» منذ منحها هذه الجائزة العريقة للرئيس الاميركي باراك اوباما عام 2009، مع بدء ولايته، وبعدما كان قد قرر لتوه تكثيف جهود الحرب في أفغانستان. كذلك رفعت في الحفل صورة مؤسس موقع ويكيليس جوليان اسانج، وآرون شوارتز، مؤسس منظمة «المشاع الإبداعي»، وادوارد سنودن، المستشار السابق في وكالة الامن القومي الاميركية، الذي كشف عن برامج تجسس الاستخبارات الأميركية، التي احرجت الرئيس باراك اوباما، وأرغمته على تقديم وعود بمراجعة نظام مراقبة الاتصالات في الولايات المتحدة الأميركية. والى جانب هؤلاء، رُفعت صورة دانيال ألسبرغ، الذي سرب قبل 40 عاماً «أوراق البنتاغون» حول حرب فيتنام. وينشر موقع ويكيليكس ملايين الوثائق المسربة، وقد اظهرت غالبيتها حجم اعمال التجسس التي تديرها الادارة الأميركية من خلال طاقمها الديبلوماسي والعسكري والأمني. آخر الوثائق المسربة عرضها موقع قناة «روسيا اليوم»، الناطقة بالإنكليزية، في الاسبوع الأول من الشهر الجاري، وهي تكشف عن نشاط عشرات الشركات التي تزود الحكومات ببرامج إلكترونية متطورة للتجسس على المواطنين ومراقبة مستخدمي الإنترنت.