ندوة بعنوان "غيفارا الرمز الحاضر" في الذكرى الخمسين لإستشهاد الثائر الأممي غيفارا

بمناسبة الذكرى الخمسين على إستشهاد القائد الثوري الأممي أرنيستو تشي غيفارا، وبحضور الوزيرة المفوضة لدى السفارة الفنزوالية، رئيس ملتقى الرقي والتقدم اليمني العميد يحيى صالح، وممثلين عن الأحزاب والجمعيات، نظمت جمعية الصداقة الكوبية اللبنانية وإتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني في مركز الإتحاد الرئيسي في مار الياس ندوة بعنوان "غيفارا الرمز الحاضر" .

اعتبر رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني في لبنان يوسف أحمد في كلمته أن إحياء ذكرى رحيل الثائر الأممي جيفارا هي تعبير عن تجذر الفكر الثوري الذي حمله جيفارا، وتأكيد إستمرارية ومواصلة الاجيال في حمل هذه المبادىء النضالية التحررية الثورية التي كرسها الثائر الأممي في مسيرته وحياته الكفاحية ضد الظلم والإستبداد والامبريالية.

وأكد أحمد على أهمية أخد العبر من هذه التجربة الثورية الهامة التي جسدها جيفارا في حياته والمبادىء والقيم التي رسخها وناضل من أجلها.

وختم أحمد، تأكيده بأن الشباب والشعب الفلسطيني قد إستفاد من كل تجارب الشعوب والحركات الثورية في العالم، وبأن الظلم والإحتلال لا يمكن ان يستمر... وعلى هذا الطريق يواصل الشعب الفلسطيني كفاحه ونضاله اليومي في السياسة والميدان وعبر إنتفاضاته المتكررة والمتواصلة بوجه الإحتلال الاسرائيلي، رافعاً راية المقاومة والتخلص من الاحتلال على طريق نيل الحرية والاستقلال لشعب فلسطين وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين تنفيذاً للقرار الدولي 194.

ألقى عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني، سلام ابو مجاهد، كلمة جمعية الصداقة الكوبية – اللبنانية، اعتبر فيها أن التحولات الديمقراطية التي طبعت سمة القرن الواحد والعشرين في أميركا اللاتينية هي دليل عميق على انتصار أفكار غيفارا، موجهاً التحية لشعوب أميركا اللاتينية، وللثورة الكوبية التي أسهم غيفارا إلى جانب قائدها التاريخي فيدل كاسترو في انتصارها، والتي بفضل صمودها شكّلت المنارة والقاعدة الثورية للتحولات السياسية في أميركا اللاتينية.

 وأوضح أبو مجاهد، أن هذه التحولات تواجه اليوم محاولات بائسة من الإمبريالية الأميركية لإجهاضها؛ تارةً من خلال التهديد بالتدخل العسكري المباشر في فنزويلا لضرب النهج البوليفاري الذي أرساه هوغو تشافيز، والذي يواصله الرئيس مادورو، وطوراً متوعدّة كوبا وشعبها بإلغاء خطوة تطبيع العلاقات معها وبتشديد الحصار الاقتصادي المشدّد أصلاً على شعبها، مؤكداً على تضامن شعبنا اللبناني وقواه الوطنية مع فنزويلا وشعبها تحت قيادة مادورو، ومع كوبا التي قدمّت مساهمات كبيرة، من التدريب وإعداد كوادر جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي، إضافة إلى المئات من المنح التعليمية لفقراء شعبنا.

كما تحدث عن غيفارا وحضوره الدائم في حركات التحرّر، فكراً وممارسة ونهجاً، في أنغولا والكونغو والجزائر وليبيا ووقوفه إلى جانب مصر عبد الناصر والقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا الحضور كان يعبّر عن قناعة ثورية لدى تشي، بتلازم النضال التحرري والثوري ضد كل أشكال التبعية للاستعمار مع النضال الطبقي ضد الرأسمالية وظلمها الاجتماعي بكافة تجلياته العدوانية في كل بقاع العالم، وضد مشاريعها التقسيمية والتفتيتية الهادفة إلى نهب خيرات وثروات شعوب دول العالم الثالث.

 وقال أبو مجاهد، لقد كان غيفارا يعي تماماً أن ثورة الجزائر والثورة المصرية وحتى الثورة الفلسطينية لم تكن جذورها الأيديولوجية ماركسية - لينينية التوجه، إلا أن وضوح رؤيته الثورية والتحرّرية وفهمه الثوري للماركسية واللينينية فكراً وممارسة، وتحديده الواضح للأولويات في المواجهة مع العدو الطبقي بكافة أدواته، حسمت خياراته دون أي تردد في الوقوف إلى جانب هذه الثورات، فدعم ودرّب وسلّح وقاتل إلى جانبها  بهدف الدفاع عنها وانتصارها لتحقيق أهدافها الوطنية والقومية في تحرّرها.

وختم كلماته بالدعوة لمواجهة التحدّيات الكبرى التي تعصف في منطقتنا العربية وشعوبها ومنها لبنان، في سياق استمرار الهجمة الأميركية والصهيونية والرجعية الهادفة لتفتيت الوطن العربي بهدف اخضاعه للنفوذ الصهيوني والأميركي لنهب ثروات الشعوبنا وتمرير حلول التصفية النهائية للقضية الفلسطينية. بالعودة إلى روح وفكر وممارسة غيفارا الثورية.

بدوره تحدث رئيس إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني الرفيق علي متيرك عن كوبا التي شكلت موقعا ثوريا بشعبها وقيادتها المتفانية والصامدة رغم كل محاولات التحريض ومخططات زعزعة الإستقرار، بقيت متمسكة بأفكار ثورتها قوية بشعبها،جميلة بكفاحها، منارة لكل أحرار العالم بقيادتها من فيديل إلى راوول إلى من يحسب إسطورة من الخيال والقصص المثالية الثائر أرنستو تشي غيفارا .

وتابع متيرك، غيفارا الذي إرتقى من شخصية الطبيب إلى شخصية الثائر، فإختار المواجهة ضد الأنظمة التابعة للمشروع الإمبريالي والمعادية لشعوبها نصرة للفقراء.

واعتبر متيرك أن ثورة كوبا وقيادتها شكلت نموذجا للتحرر والهزيمة في لبنان أثناء الإجتياح الإسرائيلي رغم الحصار المتشابه من الطائرات والمدمرات وزعزعة الإستقرار.

وأكد بأننا نحن الشعوب على مساحة مناعتنا وارتباطا بفكرنا التحرري، وليس على مساحة أنظمتنا البالية المرتبطة بالخارج.

واعتبر أن وجه غيفارا هو الذي كشف النقاب عن الوجه البشع للسياسات الرأسمالية التي أغرقت شعوب أميركا اللاتينية بالفقر والجوع والمرض والجهل، وصادرت ثرواته. لذلك شكل غيفارا نموذجا لدى رفاقنا في إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، وسلاحا ثقافيا ومعرفيا في معاركنا اليومية في وجه سلطات الفساد المتعاقبة، كذلك في مواجهة الإحتلالات المتكررة للعدو الصهيوني على أرض لبنان وشعبه .

واختتم كلمته بتخليد ذكرى تشي غيفارا، وليبقى في ذاكرة أحرار العالم ملهما ومنبها من مخاطر الإستغلال والإحتلال، ونموذجا للتواضع والتفاني والجرأة.

 

وكانت الكلمة الأخيرة للقائم بأعمال السفارة الكوبية في لبنان راوول مدريغا كاردنا والذي تحدث عن غيفارا الثائر وتفاصيل حياته النضالية وعملية إغتياله، وتطرق إلى المعاملة التي عاملها النظام الكوبي مع منفذ حكم الإغتيال بغيفارا بإنسانية أثناء مرضه، لأن الميزة الكبرى التي تمتع بها غيفارا هي الإنسانية.

كما وتحدث عن صورة الثائر غيفارا لدى الشباب الكوبي، وكيف أصبح رمزًا لكل الأحرار في العالم.

 

وشدّد كاردنا على ضرورة الإستمرار بالنضال في مواجهة الظلم والتحدي لتحقيق العدالة بين الشعوب، والإنتفاضة من أجل نيل حرية الأوطان.

 

آخر تعديل على Monday, 25 June 2018 07:06

الأكثر قراءة