إنه الصيف. يميل الناس إلى الترفيه. هكذا، يخرجون من بيوتهم. وإن ما يبدو فردياً يمكن تعميمه. إذ إن نشاط المجال العام لا يخلص. وهم، عناصر المجتمع المدني من جمعيات وأحزاب، يمكنهم أن ينقلوا أشغالهم أيضاً. يسايرون الطقس، تقريباً، ويطلقون مخيمات خاصة. وهذه تحاول، كما في حالتين هنا، مناقشة وتفعيل بعض القضايا المحددة. مثل مجالس للنقاش، لكن مكثفة. تغيير المكان مهم. يغير الجو، على الأقل. لكنه أيضاً يقربه من الالفة، أو بعضها. ويخرجه من جدية متخيلة للمسائل وما تطرحه. إذ يجمع أناساً، في الغالب، متباعدين. لكنهم، في الحد الأدنى، يلتقون على مبدأ. وهذا، في تعريف المخيمين الأولين على الأقل، شرط للمشاركة. مخيم «شمل» نظمت «شمل»، في أوقات سابقة، مخيمات لأعضائها. هذه المرة المسألة مختلفة. الباب مفتوح لآخرين. لكن في حدود معينة. إذ إن الاشتراك فيه غير متاح إلا «للمؤمنين بالتحرك اللاعنفي واللاطائفي»، وفق رئيس الهيئة الإدارية في «شمل» مازن أبو حمدان. لا يريد «المخيم السنوي الصيفي الأول» أن يقنع أحداً. انه أقرب إلى تدريب المهارات وتدعيمها. هكذا، يقدم، بين 29 آب الجاري و1 أيلول، صفوف تدريب في شأن مبادئ اللاعنف وتقنياته. لكن الصفوف لن تكون تعليمية بالمعنى الشائع. «ليست محاضرات. بل أكثر تفاعلية. والجو شبابي ومَرِح»، وفقه. سيجرب المخيم تغيير السائد عن مفهوم اللاعنف. «ليس استسلاماً. لكنه نضال من دون استعمال العنف». سيلتقي المشتركون في ضهور الشوير، في «جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان في العالم العربي». ولن يكلف الواحد منهم غير 30 دولاراً. وهذه مصاريف يومية. لن يكون المخيم مواد تدرس فحسب. هناك نشاطات أخرى. مثل المسرح وبعض النشاط التنافسي. وتخطيط لحملات جديدة أيضاً. إذ إن «شمل»، في تنظيمها هذا المخيم، تجرب ألا تبعد عن نشاطاتها الأولية. وهو، تقريباً، إعادة دفع لها. هكذا، يكون التعامل مع شبان من خارج الجمعية «إثباتاً لوجودنا ولمبادئنا»، وفقه. «سنزود المشاركين بالأفكار والمنطق والتقنيات لبدء العمل». (للاستفسار: http://goo.gl/IIDpPO) مخيم شاطبي المذهَب يناقش هذا المخيم مسألة محددة. ولن يكون هذا النشاط الذي ينظمه «تيار المجتمع المدني» و«اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني» متاحاً إلا لشاطبي الإشارة إلى مذهبهم من السجلات الرسمية. «انه ورشة عمل في شأن هذه القضية. لقاء ومجموعات عمل ونقاشات»، وفق باسل عبد الله الناشط في التيار. كان التعميم الذي أصدره في العام 2009 وزير الداخلية، في حينه، زياد بارود، قد أجاز التصريح أو شطب الإشارة إلى المذهب من سجلات النفوس. لكن الاهتمام بهذه المسألة تراجع مؤخراً. وأخذت مسألة الزواج المدني كل النشاط. «لكن هذه عودة إلى الأساس. إذ إن هذه القضية تتعلق بتحولنا إلى مواطنين وهي تسبق، في الأهمية، أي مسألة أخرى»، وفق عبدالله. لم يتحدد بعد مكان المخيم. لكنه سيعقد في 21 و22 أيلول المقبل. وفي الغالب سيكون في إحدى المدارس الرسمية. ويقدر عبدالله أنه سيجمع نحو 50 شخصاً. «لكن عدد شاطبي الإشارة وصل إلى ألف تقريباً». سيشتغل المشاركون في تقييم التجربة من بداياتها. «وتحديد المشكلات التي واجهت شاطبي الإشارة، والتوقعات المستقبلية»، وفقه. والمشاكل المعلنة حتى الآن قليلة أو شبه معدومة. لكن في البداية كانت «مشكلة الانتساب إلى الدرك. وحلت سريعاً». والهدف الثاني للمخيم وضع خطط لنشر الفكرة بين الناس. وهذه تتوزع على مساهمات فردية وجمعية. (للاستفسار: http://goo.gl/Soa5ec) المخيم التطوعي يختلف المخيم السنوي الذي تنظمه وزارة الشؤون الاجتماعية عن سابقيه. يبدو أكثر رسمية، في أفكاره وحدوده. وأقرب إلى التقليد المعروف للمخيمات. تنظم هذه السنة الوزارة أربعة مخيمات. في روم (جزين) وكفور العربي (البترون) وضهر الأحمر (راشيا) وعانوت (الشوف). يجتمع في الأخير 17 متطوعاً «من مختلف المناطق اللبنانية»، وفق مدير المخيم وسيم العجمي. وفي الغالب أعمارهم بين 18 و26 سنة. وهو بدأ في 19 آب ويستمر إلى 31 منه. نظمت الوزارة، في السنة الماضية، 8 مخيمات. «لكن أوضاع هذه السنة أثرت. وكثيرون من الأشخاص ألغوا تسجيلهم». ويهدف المخيم، المجاني، إلى «إنشاء رابطة بين الشباب والمجتمع المحلي من أجل تحفيز المشاركة والتطوع عندهم». هكذا، لا ينفصل نشاط المتطوعين عن أهالي عانوت. مثل مشروع إعادة ترميم عين الضيعة «من أجل قيمتها التراثية». يتشارك في المشروع المجلس البلدي والوزارة. ويشارك المتطوعون في أربع ساعات يومياً، من 8 صباحاً إلى 12 ظهراً، في مشروع الرميم. ويترك الباقي للعمال. والمخيم، في بعده الثقافي، ينظم محاضرات وندوات عن المواطنة ودورة المرأة في المجتمع، مثلاً. ونشاطات، صحية أو ترفيهية، مع المسنين. ولا يخلو الأمر طبعاً من سهرات وجلسات فنية، من مسرح وغناء. وهذه النشاطات متاحة لأبناء عانوت. يمكنهم المشاركة فيها، وخصوصاً أطفالها «إذ نظم مخيم خاص بهم»، وفق العجمي. عاصم بدر الدين