النضال المطلبي في الوطن العربي: «الثورة نتيجة تراكم التحركات الشعبية»ـ

السفير: رندة جباعي26/01/2011عندما نتكلم عن التحركات المطلبـية في هـذه الأيام، من الطبيعي أن نأخذ تونس كنموذج، حيث اندلعـت ثورة الياســمين التي أسقــطت نظام عقود من الحكم الاستبدادي والبطــالة المتزايدة وارتفـاع أسعار المواد الغذائية. من هنا، أقام اتحاد الشــباب الديموقراطي اللبــناني ندوة بعنوان «آفاق النضال المطلبي في العالم العربي، تونس كنموذج»، مساء الاثنين الفائت في مكاتب الاتحاد، بمشاركة الصحــافي التونسي منصف بن علي، ومندوب اتحاد الشبـاب الديموقراطي الأردني وسام العزة.«الثورة التونسية ليست ثورة عفوية، بل هي نتيجة تراكم تحركات شعبية وانتفاضات على مر السنوات»، هكذا يلخّص الصحافي بن علي نجاح ثورة تونس الأخيرة، فمن انتفاضة الخبز الشهيرة العام 1984، وانتفاضة العام 1987، إلى الانتفاضات الأخرى في التسعينيات، وصولاً إلى الانتفاضة التي كان يحضر لها في خريف الـ2011، نجح التونسيون في الوصول إلى إزالة النظام القائم. فبالنسبة لبن علي «الثورة لا تولد بشكل غير متوقع ومن دون أي حسابات»، بل لا بد دائماً من التحضير لأرضية صحيحة ولشبكة تواصل كاملة بين التيارات المعارضة، فلا يمكن لحزب واحد أن يشعل ثورة ولا لشخص واحد.كما أن ثورة تونس جاءت نتيجة لسيــاسات النظــام الســابق، النظام البورقيبي الذي كان يمارس أساليــب خداعــية قمعية، و«ليبرالية متوحشة»، ما أثار حفيظة الشعب التونسي ودعاه إلى الثورة. فما إن قام محمد بو عزيزي بإشعال النار في نفســه حتى اشتعـلت تونس غضباً، فاندلعت ثورة الأحرار أو ثورة الحرية والكرامة أو ثورة الياسمين.هذه الثورة امتدت تداعياتهــا إلى بلدان عربيــة أخــرى، لعــل أبرزها المسيرات والاحتجــاجات التي شهــدها الأردن في الأسابيع القليلة الأخيرة، التي تعد الأكبر في زمان النظام الحالي. حيث خرج عشرات الآلاف من المواطنين إضافة إلى أحزاب المعارضــة والنقابات المهنية وشملت ثمانــي مدن أردنية. عن هذه الاحتجاجات وطبيعة الوضع الأردني تحدث العزة، شــارحاً تطور الاحــتجاجات والانتفاضات في الأردن، والتي ظــهرت بشكــل جدي منذ العــام 2007، مع احتجاجات المعلمــين، ومن ثم إضــراب عمال الموانئ. ولعــل ما يختلف في التجربة الأردنية هو اقتصار الاحتجاجات على المطــالب الاجتماعية والمعيــشية. ولو أن القــائمين بالاحتجاجــات اليــوم في الأردن يأمـلون أن ينجزوا من خلاله استــقلالاً سياســياً واقتصادياً، تيمناً بتونس، وإيماناً منهم بأن المرحلة المقبلة هي مرحلة ثورة وطنية ديموقراطية.من خلال النقـاش الذي دار بعد المداخلتين، أشار المشاركون إلى مدى تأثر الأنظمة العربية، وخوفها من ثورة تونس، والانتفاضات الشعبية المطلبية، فبعض البلدان العربية بدأت بزيادة مخصصات معيشية معينة، حتى من دون أي انتفاضات أو احتـجاجات داخلية والتي لم يسلط الإعلام الضوء عليها بشكل كبير، ووضعها المجتمعون في خانة الخطوات الاحترازية، التي تقوم بها الحكومات تجنباً لأي ثورة مشابهة لتونس.الاعتصامات الاحتجاجية مستمرة إن كان في تونس، حيث يطالبون بإزالة أي رمز من رموز النظام السابق، أو في الأردن حيث يحضر لاعتصام جماهيري من مختلف المحافظات أمام رئاسة الوزراء يوم الجمعة القادم، وحتى في لبنان، حيث دعا اتحاد الشباب الديموقراطي إلى مسيرة معيشية يوم الأحد 30 كانون الثاني المقبل، لعلها تكون بداية نهاية الأوضاع المعيشية الصعبة أو «النهاية.. مش مزحة» كما يعبر اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني.

آخر تعديل على Wednesday, 08 February 2012 08:48

الأكثر قراءة