صيدا ــ في الاعتصام الاحتجاجي على ارتفاع الغلاء، الذي نظمه اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني على الطريق العام بين صيدا وصور في بلدة عدلون، صدحت ريما عبود بأعلى صوتها: «14 و8 حرقتوا دين اللبناني»، فتأتيها الرديّة من المعتصمين: «أكلو حقّك يا شعبي، كلن فاتو باللعبة، 14 و8 قلبو الوطن دكانة. بيكفي فقر، بيكفي جوع. تحرّك يا شعبي الموجوع». صورة المعتصمين من شباب وصبايا من «أجل لقمة عيش كريم وكسب شريف» اخترقت المشهد اللبناني المثقل بحمأة صراع سياسي محموم اتّخذ طابعاً مذهبياً وطائفياً، على تأليف حكومة «لن يكون في وسعها تقديم أمن اجتماعي» يقولها واثقاً، حسن طحان، ويضيف: «التوقيت صائب لنقول للزعماء، إن لقمة العيش ووجع الناس، الغائبَين عن اهتمامات أهل السلطة، أهمّ بكثير من صراعاتكم الطائفية والمذهبية». نالت حكومات الحريري المتعاقبة القسط الأكبر من انتقادات المعتصمين، فحمّلوها المسؤولية ومعها كامل مكونات السلطة، والأحزاب الباقية أيضاً. فقد كانت هناك لافتات تؤكد: «سنشتاق للمجدرة، ونترحّم على الفروج»، إذ إن «مقاومة الظلم الاجتماعي تساوي مقاومة الاحتلال، فأين أنت يا سيّد؟». لكن لائحة النقد طالت أيضاً الرئيس نبيه برّي «فهو مسؤول مباشر عن وضع اجتماعي مذر أقلّه لموافقته على إمرار مشاريع اقتصادية متوحشة». ويخاطب مسؤول اتحاد الشباب الديموقراطي في عدلون، ياسين عبود، المسؤولين: «فلتعلموا يا من نالت الكراسي منكم، وأتعبتم الآذان من تنميق كلامكم، أننا نجيد التفكير، نهوى الحرية ونعشق التقدّم. ولتعلموا أن ثورة محمد بوعزيزي ليست سوى مثال يرعب القلوب الضعيفة، الثابت في الحكومات التي تعاقبت، هو النهب والسرقة والاحتيال».
الاثنين ٢٤ كانون الثاني ٢٠١١