حسين مهدي
نهار طويل سيعيشه طلاب الجامعة الأميركية في بيروت مع بداية الجولة الثانية من المواجهة مع إدارة الجامعة، احتجاجاً على سياسة رفع الأقساط. فحراك اليوم سيبدأ منذ السابعة والنصف صباحاً وحتى الخامسة مساءً، على أن تكون نقطة الذروة، عند الثانية عشرة ظهراً، في الساحة المقابلة للمدخل الأساسي بالقرب من مبنى الكوليج هول، وهو الوقت المخصص لتجمهر جميع الطلاب. ويترافق الحراك مع إضراب ومقاطعة للصفوف، وسط تعهد الطلاب بأن فعاليات اليوم ستتخذ شكلاً غير مسبوق.
عشية الإضراب، عقدت النوادي والقوى الطلابية اجتماعات شبه يومية تحضيراً لليوم الموعود. سيجول ممثلون عن اللجنة اللوجستية منذ الصباح الباكر على القاعات الدراسية للتأكد من نجاح مقاطعة الدروس، ومحاولة إقناع من لم يقاطع بضرورة المشاركة في الإضراب. وقالت مصادر اللجنة إننا «متفائلون وواثقون بأن الالتزام سيكون كاملاً. وتستند المصادر في ذلك إلى أنّ طلاباً من كل الاختصاصات والكليات انشغلوا خلال الاسبوع الفائت، في إرسال رسائل إلى أساتذتهم عبر البريد الالكتروني، يشرحون فيها سبب الإضراب ويطلبون منهم الدعم الكامل في توقيف الدروس.عدد كبير من الأساتذة استبقوا الرسائل وبادروا شخصياً إلى دعوة الطلاب إلى عدم الحضور الى الصفوف اليوم، والمشاركة في الإضراب، فيما تلقت اللجنة إجابات من أساتذة آخرين راحت تنشرها عبر صفحة الفايسبوك الخاصة بطلاب الجامعة، وفيها أنّ هؤلاء لن يعطوا أي محاضرة، فيما اشترط آخرون أنّهم سيلتزمون المقاطعة إذا لم يحضر أكثر من نصف الطلاب. في المقابل، أصر جزء من الأساتذة على حضور الصفوف، ما استفز الطلاب الذين أعلنوا أنهم سيكشفون أسماء الأساتذة غير الداعمين على الملأ خلال التحرك.شكل دعم الأساتذة عامل ارتياح في صفوف الطلاب، وخصوصاً أن الإصرار على إعطاء الصفوف كان سيشكل ضغطاً عليهم، وخصوصاً أنّ الطلاب لن يحظوا بإعادة المقررات إن أعطاها القسم الأكبر من الأساتذة. بدا الطلاب فرحين بمضمون الرسائل التي تقر بحقهم في التعبير عن رأيهم، ورفضهم لزيادة الأقساط غير المبررة. واستفسر عدد من الأساتذة عن تفاصيل برنامج التحرك وتوقيته للمشاركة فيه، إذ يصب التحرك ضد زيادة الأقساط في المعركة في وجه محاربة الفساد في إدارة الجامعة، والسعي الى تعزيز الشفافية. وكان للأساتذة في هذا الصدد موقف واضح خلال اجتماعهم الأخير، حيث تباحثوا في العديد من النقاط، وأعلنوا أنهم يلتقون مع الطلاب بمطالبهم التي رفعوها الى رئيس الجامعة.لجنة متابعة رفع الأقساط استكملت متابعة ملفها بجهود كامل أعضائها، فاللجنة مصرة على اطلاع الطلاب على كافة المستجدات، فقد طلبت في بيان أصدرته من جميع الطلاب المشاركة في اضراب اليوم، وعدم تصديق ما تحاول الادارة أن تشيعه بين الطلاب بأن مجلس الأمناء سيصدر قراره في أيار، فقد أرسل الأخير رسالة يقول إنّ القرار بشأن أي زيادة سيكون خلاله اجتماعه المقبل في 21 الجاري، على عكس ما حاول رئيس الجامعة إظهاره في رسالته الأخيرة إلى الطلاب. كذلك فقد اجتمع senate، وهو مجلس مؤلف من أعضاء منتدبين من كليات الجامعة الأميركية، وبعد عرض ونقاش، أصدروا توصية إلى مجلس الأمناء يؤكدون فيها عدم وجود أي مبرر لأي زيادة في أقساط الطلاب، وكان قد سبق موقف هذه اللجنة موقف مماثل من اتحاد أساتذة الجامعة الأميركية.أما برنامج اليوم، فلم يُكشَف عن تفاصيله، لكن الطلاب الذين فاجأوا الرئيس عند وداعه قبل سفره، منذ أيام عند الواحدة صباحاً عبر تنظيم وقفة صامتة تؤكد رفض سياسات الجامعة ورئيسها، يعدون بمفاجأة أكبر تُعلَن خلال اعتصام اليوم؛ فقد أرادوا أن يكون تصعيدهم قوياً بحجم حراكهم. أما خارج أسوار الجامعة، فسيحضر المتضامنون من الجامعات الأخرى ليؤكدوا مجدداً أنّ طلاب الجامعة الأميركية ليسوا وحيدين في معركتهم، وأن استعادة الدور الحقيقي للحركة الطلابية في الجامعات هي مطلب موحد لدى جميع الطلاب.