ﻏﺼﺔ ﻓﻲ ذﻛﺮى اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ
ﯾﺒﺪو أن وﺿﻊ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﯿﺔ وﺻﻞ إﻟﻰ ﺣﺪٍّ ﻟﻢ ﯾﻌﺪ ﯾﺤﺘﻤﻞ اﻟﺘﺠﺎﻫﻞ واﻟﺘناسي وﺗﺄﺟﯿﻞ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ قضية جامعة الفقراء الوطنية.
وللأسف، باتت أزمة الجامعة اللبنانية تتفاقم يوما بعد يوم، ومهمشة في أجندات الحكومات المتعاقبة التي لم تحرك ساكناً أﻣﺎم اﻟﺤﺮاك اﻟﻄﻼﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﻠﯿﺎت واﻟﻔﺮوع، الذي حمل أزمات الطلاب ، بدءاً من ﻘﻀﯿﺔ اﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت او اﻟﻤﻨﻬﺎج ﻣﻦ ﺗﻘﯿﯿﻢ وﻣﻮاد وﻏﯿﺮﻩ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﺘﺮﻓﻊ واﻣﺘﺤﺎﻧﺎت اﻟﺪﺧﻮل والعديد ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﻘﺒﺔ اﻣﺎم ﺣﯿﺎة ﻋﻠﻤﯿﺔ وﺗﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﺻﺤﯿﺔ. ونراها أيضا تتجاهل مطالب اﻷﺳﺎﺗﺬة واﻟﻤﻮﻇﻔﻮن ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ في حراكهم الذي يقومون به ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻠﻒ اﻟﺘﻔﺮغ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، أو ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺮاﺗﺐ.
ان ﺗﻬﻤﯿﺶ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ واﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺎً، دعا ﻣﻮﻗﻒ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ السبت الماضي الى اتخاذ موقف تنفيذ اﻹﺿﺮاب اﺣﺘﺠﺎﺟﺎً محقاً، وﻟﻮ ﻣﺘﺎﺧﺮاً، للتعبير ﻋﻦ ﺣﺠﻢ اﻷزﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﯿﺸﻬﺎ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﯿﻮم، وﻋﻦ ﻋﺠﺰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ واﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﻦ ﻋﻨﻬﺎ، ﺑﻜﺎﻓﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﻢ، ﻋﻦ ﺣﻤﺎﯾﺘﻬﺎ وﺗﻄﻮﯾﺮﻫﺎ، بالرغم من كافة اﻟﺪﻋﻮات اﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺠﻬﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ وﻏﯿﺮﻫﺎ، وﻟﻜﻲ ﻻ ﺗﺼبح ﺣﺮﻛﺔ اﻹﺣﺘﺠﺎج ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﯾﻔﺘﺮض أﻧﻬﻢ "رأس اﻟﻬﺮم" ﻓﻲ اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ.
اننا في الجبهة الطلابية الوطنية، ننكرر ونشدد على تأكيد ﻤﻮقفنا اﻟﺬي ﻃﺎﻟﻤﺎ أﻋﻠﻨﺎﻩ ﻟﻨﺎﺣﯿﺔ، أن اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ اﻟﯿﻮم ﻣﻬﺪدة ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺎت اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﺠﻬﺎ اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ كسائر اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت الوطنية.
ونرى ان ﻣﺎ ﯾﺤﻤﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻫﻮ اﻟﺮؤﯾﺔ اﻟﻤﻮﺣﺪة ﻟﺠﻤﯿﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺧﻄﻮات ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻔﺮوع واﻟﻜﻠﯿﺎت ﻟﺘﻘﺪﯾﻢ ﺗﺼﻮر ﺑﺪﯾﻞ ﻟﻤﺎ ﯾﺘﻢ اﻧﺘﻬﺎﺟﻪ اﻟﯿﻮم ﻣﺎﻟﯿﺎً وﺗﻌﻠﯿﻤﯿﺎً وﻋﻠﻤﯿﺎً. واما اﻧﺘﻈﺎر اﻟﺤﻠﻮل ﻣﻦ الذين هم بالأصل ﺟﺰءاً ﻣﻦ اﻷزﻣﺔ ﻓﺴﯿﻔﺎﻗﻢ اﻷزﻣﺔ أﻛﺜﺮ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ كافة الاحتجاجات والاعتراضات اﻟﺠﺰﺋﯿﺔ، التي برزت مؤخراً، وﻋﻠﻰ أﻫﻤﯿﺘﻬﺎ، إن ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯿﺪ اﻟﻄﻼب او اﻷﺳﺎﺗﺬة واﻟﻤﻮﻇﻔﯿﻦ.
لذا، ﺗﺪﻋﻮ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﻄﻼﺑﯿﺔ اﻟﻘﻮى اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﺎ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، إﻟﻰ ﺣﻮار ﻣﻔﺘﻮح بين كافة عناصرها من اﻟﻘﻮى اﻟﻄﻼﺑﯿﺔ واﻟﺠﺴﻢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﻲ واﻹداري، وﺑﺸﻜﻞ ﺳﺮﯾﻊ، لبحث اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎل ﻣﺼﯿﺮ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ، بهدف ﺗﻜﻮﯾﻦ ﺷﺒﻜﺔ ﺣﻤﺎﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻹﻧﻬﯿﺎر ﻧﺤﻮ ﺗﻄﻮﯾﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﻌﻠﻢ واﻹﺑﺪاع واﻟﺘﻄﻮﯾﺮ... وتعلن الجبهة انها ستوجه اﻟﺪﻋﻮة لهذا الحوار المفتوح ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻣﻊ اﻗﺘﺮاﺣﺎت ﻣﺤﺪدة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن، ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻬﻤﯿﺶ واﻟﺘﺪﻣﯿﺮ، وﺤﻤﺎﯾﺔً ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ واﻷﺳﺘﺎذة واﻟﻤﻮﻇﻒين ودورﻫﻢ وﻗﯿﻤﺘﻬﻢ.
فليتحمل أﻫﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺼﯿﺮﻫﺎ، وﻣﺼﯿﺮﻫﻢ، ﺿﺪ ﺗﺪﻣﯿﺮ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﻓﻲ ذﻛﺮى ﺗﺤﺮﯾﺮﻩ وﺣﻤﺎﯾﺘﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺤﺎوﻻت ﺗﺪﻣﯿﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج، وﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﺬل وﯾﺒﺬل ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻀﺤﯿﺎت.
اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﻄﻼﺑﯿﺔ الوطنية