Bassam Malaeb

Bassam Malaeb

 

أبدت الولايات المتحدة أمس الأربعاء دعما مطلقا لكوريا الجنوبية وقررت أن تقوم معها بمناورات عسكرية مشتركة الأحد في رد على القصف الكوري الشمالي على جزيرة كورية جنوبية شجبته الأسرة الدولية.

وأعلن البيت الأبيض عن أن الرئيس باراك أوباما جدد دعم واشنطن «الثابت» لسيول واتفق مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك على القيام بمناورات عسكرية مشتركة. وأعلنت القوات الأمريكية في كوريا عن أن هذه المناورات البحرية والتي ستشارك فيها حاملة الطائرات الأمريكية جورج واشنطن وبوارج كورية جنوبية ستجري من الأحد إلى الأربعاء. وبعد أن دان «الخطر» الذي تشكله بيونغ يانغ دعا باراك أوباما الصين إلى ممارسة الضغط على حليفتها وقال: «نريد التأكد من أن كافة الأطراف في المنطقة تقر بأن هذا يشكل خطرا كبيرا ومتواصلا يجب معالجته».

كما أعلن الرئيس أوباما عن أن الأسرة الدولية ستدرك أن كوريا الشمالية تمثل «تهديدا جديا ومستمرا يجب الاهتمام به» وأطلقت كوريا الشمالية الثلاثاء عشرات القذائف على جزيرة كورية جنوبية ما أدى إلى مقتل جنديين كوريين جنوبيين فردت عليها سيول في أخطر حادث يسجل منذ الحرب الكورية (1950-1953).

كذلك عثر على جثتي مدنيين في الجزيرة الأربعاء لترتفع الحصيلة إلى أربعة قتلى كما أعلن خفر السواحل.

وأعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونغ عن أن سيول ستنشر بطاريات مدفعية جديدة في الجزيرة التي تعرضت إلى القصف. وأجمعت الأسرة الدولية على إدانة الهجوم الذي يأتي بعد الكشف عن مصنع جديد لتخصيب اليورانيوم في كوريا الشمالية، فيما اكتفت الصين بالتعبير عن «قلقها». وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونغ: إنه «بعد كشف برنامج تخصيب اليورانيوم شنت كوريا الشمالية هذا الهجوم لتمنح كيم جونغ أيل موقع الزعيم القوي» في إشارة إلى أصغر أبناء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أيل الذي يرجح أن يخلفه. وأوردت وسائل الإعلام الصينية الأربعاء خبر القصف المدفعي متفادية انتقاد بيونغ يانغ بينما اتهمت الصحف الكورية الجنوبية الشمال بارتكاب «جريمة حرب» داعية إلى الرد عليها.

ورفض أوباما الذي تنشر بلاده 28500 جندي في كوريا الجنوبية، التكهن حول احتمال رد أمريكي عسكري لكنه دعا الصين إلى أن «توعز صراحة إلى كوريا الشمالية أن ثمة قوانين دولية يجب احترامها».

كذلك دعا رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان بكين إلى الانضمام للجهود الرامية إلى احتواء كوريا الشمالية. وتعتبر الصين القوة الوحيدة القادرة على التأثير على نظام بيونغ يانغ.

من جانبها قالت كوريا الشمالية أمس الأربعاء: إن كوريا الجنوبية تعمد إلى تدهور العلاقات في شبه الجزيرة الكورية عن طريق «استفزاز عسكري متهور» وتأجيل المساعدات الإنسانية.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية أن كوريا الجنوبية «تعرقل عملية تحسين العلاقات الكورية وتعوق محادثات الصليب الأحمر بين الكوريتين وتدفع الموقف إلى شفا الحرب بالمضي في سياسة المواجهة مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (الشمالية)».

سيول - واشنطن - وكالات

 

 

نزل الطلاب في بريطانيا مرة جديدة إلى الشوارع أمس، اعتراضا على رفع الأقساط الجامعية، وتكررت مشاهد العنف التي صبغت المظاهرة الأولى قبل أسبوعين، وإن كانت على درجة أقل. وعلى الرغم من أن أعداد المشاركين في مظاهرة أمس كانت أقل بكثير من المرة الأولى، فإن مجموعة صغيرة من الملثمين هاجمت شاحنة فارغة للشرطة في وسط لندن، بالقرب من مقر وزارة الخارجية، وكسرت زجاجها وكتبت عليها شعارات ضد الحكومة والشرطة. ورمت مجموعة أخرى من المتظاهرين رجال الشرطة الذين كانوا يحوطونهم بالعصي وأجزاء لافتات.وجاءت مظاهرات أمس التي عمت أنحاء البلاد، وليس فقط لندن، ليس تجاوبا مع دعوات نقابة الطلاب كما المرة الأولى بل بتنظيم الطلاب أنفسهم، وشارك فيها على خلاف المرة السابقة طلاب مدارس سيدخلون الجامعات في السنوات المقبلة. وخرج عدد من طلاب الجامعات والمدارس من الصفوف في الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، ليعتصموا خارج جامعاتهم. وكانت معظم التحركات التي انتشرت في المدن الكبرى، من مانشستر إلى أكسفورد وغلاسكو وغيرها، سلمية، باستثناء تلك التي شهدتها العاصمة لندن. وأعلنت الشرطة عن اعتقال 15 شخصا بسبب ممارستهم العنف، مقارنة بـ70 اعتقالا أجرته في المظاهرة السابقة.

ووجه المتظاهرون غضبهم على الشريك الصغير في الحكومة الائتلافية، حزب الليبراليين الديمقراطيين، وزعيمهم نيك كليغ الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء. واتهم الطلاب الذين دعموا حزب الليبراليين الديمقراطيين بقوة في الانتخابات كليغ بالكذب بسبب تراجعه عن وعده الذي قطعه خلال الحملة الانتخابية بعدم رفع الأقساط الجامعية. وتريد حكومة ديفيد كاميرون أن ترفع أقساط الجامعة من 3 آلاف جنيه إسترليني سنويا، لتصل إلى 9 آلاف جنيه إسترليني كحد أقصى. ويدعم حزب الليبراليين الديمقراطيين الاقتراح الذي تقدم به حزب المحافظين، الشريك الأساسي في الحكومة.

غير أن كليغ عبر أمس عن أسفه لعدم قدرته على الوفاء بتعهده، وقال في تصريح لراديو الـ«بي بي سي» تعليقا على الغضب الطلابي ضده: «لم ننجح في الانتخابات وهناك تنازلات يجب أن نقدمها في الحكومة الائتلافية.. أكره بالطبع أن أطلق وعودا ثم أكتشف أنني لم أستطع الحفاظ عليها». وأضاف: «ولكن نحن في الحكومة وأعتقد أننا نجحنا في تقديم شيء سيجعل نظام الجامعات أكثر عدلا.. قطعنا وعدا ولا يمكننا الحفاظ عليه». وحث كليغ الطلاب على أن ينظروا إلى تفاصيل القانون الجديد، قبل التظاهر ضده، مصرا على أنه يفيد الطلاب الفقراء أكثر من الأغنياء.

ورفض وزير التعليم مايكل غوف التراجع عن الخطط المقترحة، وقال إن هناك «أقلية تعبر عن غضبها من الخطط، والأكثرية تستغل التحرك للتصرف بعنف»، ولكنه شدد على أن الحكومة ماضية في خطتها الإصلاحية ولن تردعها تحركات الطلاب.

وتمكنت الشرطة من السيطرة على الحشود هذه المرة، وحوطت المتظاهرين في بقعة صغيرة، ومنعتهم من الاقتراب من مقار حزبي الائتلاف الحاكم. ولم تكن الشرطة محضرة خلال المظاهرة الأولى لأعمال العنف، ولم تنشر الحكومة أعدادا كافية منهم لردع المتظاهرين الذين حطموا زجاج المبنى حيث مقر حزب المحافظين.

وقد لا تكون تحركات الطلاب هي الوحيدة التي ستقلق الحكومة الائتلافية، إذ حذر أمس الأمين العام الجديد لأكبر نقابة عمالية من أنه لن يكون بالإمكان تجنب الإضرابات قريبا، اعتراضا على سياسة التقشف الحكومية، عندما يبدأ عشرات الآلاف بخسارة وظائفهم. وقال لين ماكلاسكي، الأمين العام الجديد لنقابة «يونايد» التي تضم نحو 1.5 مليون عامل: «سندعم أي عضو من أعضائنا يرغب في أن ينفذ إضرابات لكي ننقذ 1.5 مليون وظيفة مهددة في القطاعين العام والخاص». وأضاف: «أعتقد أن هكذا تحركات لن يكون هناك مفر منها». ولعب ماكلاسكي، وهو من مدينة ليفربول، دورا في إدارة الإضرابات التي عمت ليفربول، وبريطانيا، في الثمانينات، اعتراضا على خطط حكومة مارغريت ثاتشر. وقد انتقد كاميرون أمس ماكلاسكي، مذكرا بدوره في مظاهرات الثمانينات، وقال أمام البرلمان في جلسة الاستجواب الأسبوعية: «أعتقد أنه مخطئ تماما، وأعتقد أنه من الجنون أن يتم انتخاب شخص يدعم النزعة المقاتلة ليرأس أكبر نقابة في البلاد».

لندن: راغدة بهنام

- حدث في 25 تشرين الثاني-

656- ميلادية - وقوع معركة الجمل في الخريب قرب البصرة.1953- مجلس الأمن يصدر القرار رقم 101 والذي أدان فيه إسرائيل بسبب مذبحة إرتكبتها في قرية قبية قرب بيت لحم.1961- رفع علم الكويت الجديد.1963- اغتيال لي هارفي أوزوالد المتهم بقتل الرئيس الأمريكي جون كينيدي.1965- الشيخ صباح السالم الصباح يتولى الحكم في الكويت خلفًا لأخيه الشيخ عبد الله السالم الصباح.1965- موبوتو سيسيسيكو يستولي على السلطة في الكونغو ويغير اسمها إلى زائير.1989- انتخاب إلياس الهراوي رئيسًا للجمهورية اللبنانية بعد يومين من اغتيال الرئيس رينيه معوض.1993- اغتيال عماد عقل أحد القادة البارزين في حركة حماس بسبعين رصاصة.1998- العماد إميل لحود قائد الجيش اللبناني يتسلم السلطة في لبنان كرئيس للجمهورية خلفًا للرئيس إلياس الهراوي.1998- الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يفتتح مطار غزة الدولي، وأول طائرة ركاب تصل من مصر.2001- اغتيال محمود أبو هنود أحد قادة الجناح العسكري حركة حماس.2007- رئيس الجمهورية اللبنانية المنتهية ولايته إميل لحود يغادر قصر بعبدا بحفل وداعي رسمي في أول دقائق هذا اليوم شارك فيه الحرس الجمهوري وموظفو القصر ويقول أن ضميره مرتاح، وإحتفالات شعبية تعم بعض المناطق اللبنانية إحتفالًا بانتهاء ولايته.2007- انتخابات عامة في أستراليا أدت إلى هزيمة رئيس الوزراء جون هاوارد بها وفوز منافسه كيفن رود.

قد يأتي يوم نجد فيه صعوبة في القول لأحفادنا، أننا عشنا زمناً كانت فيه السنة أربعة فصول واضحة المعالم، بطريقة تختلف عن «الفصول» غير المحددة المعالم التي يعيشها الأحفاد. وربما قلنا لهم أشياء من نوع «كان شتاؤنا مطراً غزيراً وبرداً قارساً، وصيفنا لم يعدم نسائم الهواء المنعشة». ولعلنا سنجد صعوبة في تقريب صورة فصول مثل الخريف والربيع إلى أذهانهم، لغياب ما يشابهه في عيشهم. وحينها، ربما بدونا كمن يتحدث عن «الجنة المفقودة» أو «الزمن الضائع». فحتى في الوقت الحاضر، تبدو الفصول وكأن خللاً ما مسّ انضباط تعاقبها، وصارت ملامحها مختلطة وملتبسة، وأحياناً عصيّة على التعريف! < يعيش أهل لبنان خريفاً لم يألفوه، كما يرى كثيرون منهم. ويروي هؤلاء أن ذاكرتهم لا تسعفهم في تذكّر فصل يشبه خريف عام 2010. فبعد صيف لاهب وصلت الحرارة فيه إلى مستويات غير مألوفة في بلاد الأرز، أمطرت السماء. وخفّت حرارة الجو. واستبشر اللبنانيون بخريف يشبه ما يعرفونه عن الفصول. ثم انقلب الحال. وجاء خريف أقرب إلى الصيف، إلى حدّ أن كثيراً من المسابح استأنفت نشاطاتها، بعد أن أغلقت أبوابها مع نهاية الصيف. ولاحظ مربو الورود أن أزهار الغاردينيا أعطت موسماً ثانياً، وكذلك فعلت زهور نبتة «عبّاد الشمس»، فكأنما مرّت عليها سنة في بضعة أسابيع. وحصل أمر مماثل لبعض المحاصيل في سهل البقاع، خصوصاً المزروعات البعلية.حرارة الصيف وبرودة الشتاء واعتدال الربيع ورياح الخريف: هل يتحوّل تعاقب الفصول وتمايزها إلى رفاهية من الماضي، فلا تنعم بها أجيال المستقبل، التي قد تشاهدها من طريق الصور والأفلام، فتظنّها مشاهد من جنة عدن؟لا يتعلق الأمر بسيناريو للخيال العلمي. ففي الآونة الأخيرة، لوحظ تغيّر في فصول السنة. بات الشتاء أقل برودة، والربيع يأتي مبكراً ويرحل سريعاً، والصيف صار أكثر طولاً وحرارة؛ بحسب الأرصاد الجوية في كثير من الدول. وتتجه أصابع الاتهام، المرّة تلو المرّة، الى اضطراب المناخ وارتفاع الحرارة. «وما هي إلا البداية» كما تقول إحدى الأغاني الشعبية المغربية.الحرارة الفائضة تقتل الفصولبحسب تقرير صدر أخيراً عن «الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ» أصبح ارتفاع الحرارة ملمحاً أساسياً في مناخ الأرض. وستعرف حرارة الأرض زيادة بمقدار درجة مئوية كاملة، مع حلول عام 2100، مع احتمال أن يصل هذا الارتفاع إلى 6 درجات مئوية. وهناك اختلاف في المعنى الذي نعطيه لمصطلح «فصل السنة»، خصوصاً بالنسبة لعلماء الفلك واختصاصيي المناخ وعلماء البيولوجيا، إذ يتصل «الفصل الفلكي» بميل الكرة الأرضية حول محورها، وكذلك بمدى قربها من الشمس خلال دورتها السنوية، وبكمية الأشعة التي تستقبلها سنوياً. وتنقسم «فصول المناخ» إلى فئتين. فتشتد الحرارة وتقلّ الأمطار في أحدهما (الصيف)، على عكس ما يحصل في الشتاء. ويشير علماء المناخ الى الخريف والربيع باعتبارهما «ما بين الفصلين». ويعتمد طولهما على اعتبارات إقليمية مثل القرب من البحر والارتفاع عنه، ووجود غطاء نباتي وغيرها. فمثلاً، تساهم الحرارة التي تكتنزها مياه البحر في تخفيف حِدّة فصلي الشتاء والصيف في المناطق المعتدلة.ويتحدّث علماء النبات عن «الفصول الزراعية الأربعة» التي تعني تفتح براعم الأزهار في الربيع، ونهاية زمن استقبال النبات للشمس (بمعنى نهاية الدورة النباتية والاستعداد لبداية الدورة التالية)، كما يعني الخريف انتهاء نضج الفواكه، وتوقف دوران السائل النباتي، بالترافق مع اصفرار أوراق النباتات والأشجار ثم تساقطها. وتتوقّع الهيئة المذكورة، وابتداء من عام 2070، أن تصبح موجة الحرارة الشديدة التي نعاني منها حاضراً بين الفينة والأخرى، قاعدة عامة. ويصاحب ذلك بالضرورة قلّة في الأمطار. ويؤدي ذلك إلى تقلّص الغطاء النباتي وقلّة المياه الجوفية. في السياق عينه، يرث الخريف حرارة الصيف، ويتشابه الربيع مع الشتاء الذي يصبح أقل مطراً وأكثر دفئاً. وما زال العلماء بحاجة إلى تدقيق في الاحصاءات كي تتضح لديهم صورة السنوات المقبلة. ولكنهم شبه واثقين من قدوم الربيع قبل أوانه، وتأخّر فصل الخريف عن مألوف عاداته. ولذا، من المتوقّع أن يمسّ خلل الفصول بطريقة تؤثّر في مراحل نمو النباتات والأشجار، التي ستفاجئ بحرارة أكثر وأمطار أقل، وبفترات قصيرة من اعتدال المناخ. وقد تنضج فواكه قبل أوانها، وتصبح كأنها جنين وُلِد قبل إتمام الحمل! وقد يأتي الحلّ على هيئة تكاثر البيوت الزجاجية وزيادة تدخل العلماء في الطبيعة بهدف توفير ظروف مساعدة، كانت تتكلف بها الطبيعة. وقد تحتاج بعض الزراعات إلى عناية علمية فائقة. وفي حال غياب تلك العناية، فسيكون على باقي نباتات الطبيعة أن تتدبر أمرها وتتأقلم مع الظروف الصعبة، وربما توجب عليها أن تتشبّه بالصبّار ونباتات الصحراء، كي تتفادى مصير الاندثار. ثمة علاقة وثيقة بين حراك الكائنات الحيّة، وتعاقب الفصول. وينطبق ذلك على التوالد والهجرة وتفتح الأزهار وغيرها. وتحتوي الكائنات الحيّة على ساعة داخلية (بيولوجية) تضبط حراكها يومياً، بالتناغم مع تعاقب الليل والنهار. في المقابل، لا تعاني الكائنات الحيّة بالدرجة ذاتها من اضطراب المناخ وآثاره. إذ تؤثر الحرارة في النبات والحشرات في صورة مباشرة. وتحتوي أجساد الطيور والثدييات على جهاز داخلي يضبط حرارتها بحسب حرارة المكان، فكأنه جهاز للتبريد والتدفئة يعمل بحسب الحاجة.ولذا، يذكرنا كريستيان بوث من جامعة «كروننجن» الهولندية بأننا أحياناً نغفل عن أن اضطراب المناخ لا يمس مناطق كلها، في الوقت عينه وبالدرجة عينها. ولاحظ هذا العالِم أن الأسابيع الثلاثة الأخيرة من شهر نيسان (أبريل) لم ترتفع الحرارة مقارنة مع الأزمنة السابقة، مع الإشارة إلى أن هذه الأسابيع هي فترة التي يبيض فيها طير «القرقب». وفيما تعاني الكائنات والنباتات الأمرّين من الخلل في الفصول، يتابع طائر القرقب السعيد الحظ نظام حياته الأبدية من دون تغير يذكر.في سياق مماثل، استخلص البيولوجي كاميل بارميسان، من جامعة «أوستن» بولاية تكساس، من خلال متابعته لـ 12 نوعاً من الطيور والكائنات المائية، أن التغيّر في الفصول أثّر في تكاثر الحشرات التي تقتات منها تلك الأنواع، ما أثّر تالياً على نظام حياتها أيضاً. وثمة خطر يتهدّد نوعاً من الطيور يسمى «الخُضير» بالإشارة إلى اخضرار ريشه. فعند خروج صغاره من البيوض، لن تجد سوى القليل من الديدان التي تتغذّى منها طبيعياً. وإذ تشتهر بعض طيور فنلندا بهجرتها إلى ألمانيا في بداية الربيع، يتوقع أن يتغيّر برنامج رحلاتها الجوية، بأثر من الخلّل في تعاقب الفصول. والمسألة باختصار هي أن توازن الطبيعة، جعل خروج الطير من بيوضه يتزامن مع ظهور الديدان، وهذه الأخيرة تظهر مع نضج أوراق شجر السنديان، ضمن إطار زمني محدد يسميه العلماء «النافذة الزمنية». إن ظهرت الدودة قبل ظهور ورقة السنديان، يؤول الأمر إلى موت الدودة والطير من الجوع. هذا مثال على مفهوم التوازن في الطبيعة. ويعتبر هذا التوازن إرثاً لملايين السنين من التطوّر، لكنه يتعرّض للتخلخل حاضراً بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعدم انضباط الفصول. ومن شأن الخلل في التوازن أن يساهم في انقراض أنواع كثيرة من النبات والحيوان. البشر وعاصفة اختلال الطبيعةومع تقدّم الطب، أدت العمليات القيصرية إلى زيادة نسبة من يولدون نهاراً. وفي قادم الأيام، ربما أدى طغيان الصيف وحرارته إلى زيادة نسبة الوفيات ليلاً، إذ تؤكد الإحصاءات الأوروبية أن نسبة الوفيات تزداد في فصل الشتاء القارس، فبرودة الطقس تساهم في زيادة لزوجة الدم وتشنّج الشرايين، ما يساعد على تكوّن تجلّطات تؤدي الى انسدادها. ومع الدفء المتوقع للشتاء، وكذلك الزيادة في حرارة الصيف، فمن المحتمل أن ترتفع نسبة الوفيات صيفاً، بالمقارنة مع انخفاضها في الشتاء. والمعروف أن الصيف القائظ يترافق مع زيادة في التعرّق وفقدان في سوائل الجسم، ما يهدّد الأجساد الضعيفة، مثل حال العجائز والأطفال الرُضّع. من الآثار السلبية لارتفاع الحرارة وقلّة الأمطار, ارتفاع كمية «غبار الطلع» الذي يحدث عند تفتح الزهور، مع زيادة في ما يرافقه عند البشر أمراض الحساسية، خصوصاً في الجهاز التنفسي.في السياق عينه، تظهر توقّعات عن تأثر الاقتصاد. فمع تضرر الزراعة، ربما تستفيد السياحة، لكن مع حدوث تغير في أزمنة العطل والرحلات. إذ سيلاحظ سائح الشمال، الذي اعتاد السفر جنوباً بحثاً عن حرارة الجو، أن الحرارة بدأت تزحف نحو مناطقه الباردة. وسينتقل المناخ الحار صيفاً في إسبانيا، إلى فرنسا بعد بضعة عقود. وقد يعيش سكان جنوب أوروبا صيف شمال أفريقيا. وسيستهلك أهل أوروبا مزيداً من الطاقة نظراً لزيادة الأيام المرتفعة الحرارة على مدار السنة. وقد تعاني الرياضات الشتوية بسبب قصر أوقات البرودة وقلّة تهاطل الثلوج، فيما تنعم رياضات الهواء الطلق بأطول مدة ممكنة في السنة.معاناة عربية طويلةللوهلة الأولى، قد تبدو منطقتنا التي تميل الى الدفء، منيعة على التأثّر بارتفاع الحرارة درجة أو اثنتين. ويرى علماء المناخ الأمر في شكل مختلف. ويحذّرون من ندرة مأسوية في المياه، وانكماش مخيف في مساحات المناطق المعتدلة وتلك الصالحة للزراعة. ويرى هؤلاء العلماء أن المنطقة العربية ستندفع تدريجاً لتصبح ضمن المناطق الأكثر صحراوية، مشدّدين على أن الزيادة في عدد السكان ستضغط على الطبيعة في شكل كوارثي. في المقابل، يستطيع العرب افتراضياً أن يستفيدوا من تجربتهم المديدة في التعامل مع الحرارة، فهل سيستفيدون من ذلك 112302b.jpg فعلياً؟ ثمة أشياء يجدر بالعرب التفكير بها مثل الاستثمار في الرأسمال البشري، خصوصاً العلوم، وزيادة الاهتمام بتحلية مياه البحر بأقل كلفة ممكنة. ولنلاحظ أن حرارة الجو ستجعلنا نعيش غالبية أوقاتنا في أماكن مكيّفة بعيداً من أشعة الشمس، ما يذكّر بما وصفه روائي الخيال العلمي هـ. ج. ويلز في رواية «آلة الزمن» (1895). ففي تلك الرواية، تخيّل ويلز بشراً يعيشون في دهاليز داخلية بعيداً من فضاء الهواء الطلق، فيتحوّلون إلى كائنات هشّة نظراً لابتعادهم عن أشعة الشمس، ولقلة عملهم اليدوي أيضاً. ويعيش هؤلاء في هروب دائم من تحرشات بشر آخرين أقوى منهم وأكثر خشونة، مسيطرين على سطح الأرض. بعد هذه البانوراما، لنفكر في ما ستعنيه، بالنسبة لآذان الأجيال القادمة، المقطوعة الموسيقية الرائعة «الفصول الأربعة» للموسيقار الإيطالي فيفالدي؟

الحياة- مصطفى العروبي

رفضت السلطة الفلسطينية أمس الثلاثاء إقرار الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون بتنظيم استفتاء إسرائيلي قبل الانسحاب من القدس الشرقية والAffinityCMSن.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «هذا القرار مرفوض جملة وتفصيلاً وهو خرق للقانون الدولي لأن القدس الشرقية والAffinityCMSن السوري أراض محتلة من قبل إسرائيل منذ عام 1967».

وتابع «حسب القانون الدولي لا يجوز لإسرائيل إجراء استفتاء في الأراضي المحتلة وبالتالي قرار الكنيست الإسرائيلي لا يخلق حقاً ولا ينشئ التزاماً».

وشدد أنه «إذا أرادت إسرائيل سلاماً في يوم من الأيام فعليها أن تعرف أنه سيكون الانسحاب من القدس الشرقية والAffinityCMSن المحتل على رأس الأراضي الفلسطينية والعربية التي يجب أن تنسحب منها».

وكان الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) قد أقر الاثنين مشروع قانون مثير للجدل يفرض تنظيم استفتاء قبل أي انسحاب من هضبة الAffinityCMSن السورية والقدس الشرقية، فارضاً بذلك شرطاً مسبقاً لإبرام أي اتفاق سلام مع سوريا والفلسطينيين. وتبنى الكنيست الإسرائيلي نهائياً مساء الاثنين مشروع القانون كما هو متوقع بغالبية 56 صوتاً ضد 33 في ختام قراءتين ثانية وثالثة. وكان حصل مؤخراً على الضوء الأخضر في قراءة أولى مع دعم الحكومة.

والنص الذي قدمه ياريف ليفين النائب عن الليكود (يمين) حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وبات قانوناً الآن ينص على ضرورة تنظيم استفتاء قبل تطبيق أي اتفاق ينص على أي انسحاب إسرائيلي.

رام الله - أ.ف.ب

في إحدى المواجهات الأعنف منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953، تبادل الجيشان الكوري الشمالي والكوري الجنوبي نحو ساعة النار على حدودهما البحرية، ما أسفر عن مقتل جنديين كوريين جنوبيين على الأقل وجرح 13 آخرين اضافة الى 4 مدنيين. وشكّل ذلك التوتر الثاني الأهم بين الكوريتين هذه السنة بعد اتهام سيول جارتها بيونغيانغ بإغراق سفينة حربية جنوبية بطوربيد، ما أدى الى مقتل 46 بحاراً، فيما شهدت الحدود الغربية بين الكوريتين اشتباكات دموية بين بحريتي الجنوب والشمال في عامي 1999 و2002 وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2009.

تزامن ذلك مع زيارة المبعوث الأميركي الخاص لكوريا الشمالية ستيفن بوسوورث المنطقة لبحث استئناف المفاوضات السداسية المجمدة منذ مطلع 2009، واستطلاع آراء حلفاء بلاده بعد كشف العالم الأميركي سيغفريد هيكر انه شاهد خلال زيارته الأخيرة لكوريا الشمالية اكثر من الف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في مجمع يونغبيون النووي الكوري الشمالي.

واندلعت المواجهات إثر اطلاق كوريا الشمالية 200 قذيفة مدفعية على جزيرة يونبيونغ التي تبعد نحو ثلاثة كيلومترات الى جنوب الحدود البحرية و 120 كيلومتراً الى غرب العاصمة الكورية الجنوبية سيول، فيما تحدثت تقارير اعلامية عن توجيه أكثر من 80 قذيفة على مواقع المدفعية الكورية الشمالية على الساحل الغربي.

وأفاد شهود بأن النيران اندلعت في نحو 70 منزلاً من الجزيرة التي يقطنها حوالى 1600 شخص، فيما أعلنت شركة «كوجاس» الكورية الجنوبية التي تملكها الدولة إن مرافئ الغاز الطبيعي المسال قرب الجزيرة لم تتأثر بالقصف.

وتحدثت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن سقوط معظم القذائف في قاعدة عسكرية للجيش الكوري الجنوبي الذي اقرت قيادته لاحقاً بأنها أجرت تدريبات عسكرية «روتينية» قبالة الساحل الغربي قبل أن تطلق كوريا الشمالية عشرات القذائف، لكنها أكدت انها لم تستهدف الشمال الذي اتهم الجنود الكوريين الجنوبيين بفتح النار.

ويشارك في المناورات التي بدأت أول من أمس 70 ألف جندي كوري جنوبي، علماً انها إحدى ثلاث أكبر مناورات دفاعية تجريها سيول سنوياً على الساحل الغربي، والتي تحتج عليها كوريا الشمالية دائماً، ما دفع وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الى وصف الهجوم بأنه «متعمد وجرى التخطيط له، ويشكل انتهاكاً واضحاً للهدنة بين البلدين».

ووضع الجيش الكوري الجنوبي جنوده في حال تأهب بعد القصف، ونشر طائرات حربية في الجزيرة التي إجلي سكانها إلى ملجأ. كما بعث رسالة هاتفية إلى كوريا الشمالية، مطالباً إياها بوقف الأعمال الاستفزازية.

واتفق رئيس هيئة الأركان المشتركة هان مين كو في اتصال هاتفي أجراه مع قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية الجنرال ولتر شارب على النظر في الاعلان عن إدارة مشتركة للأزمة.

وأكد مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه ان القوات الأميركية في كوريا الجنوبية والتي يبلغ عددها 28 الفاً تراقب الوضع عن كثب. لكنها لم تشارك في الرد على نيران مدفعية الشمال، علماً ان سيول كانت نفت قبل ساعات من الاعتداء درسها إعادة نشر أسلحة تكتيكية نووية أميركية على أراضيها، ما ناقض تلميح وزير الدفاع كيم تيه يونغ بهذا الأمر، بعد تقارير عن المنشأة الكورية الشمالية الجديدة لتخصيب اليورانيوم.

وقال مسؤول بارز في الرئاسة الكوري الجنوبية: «هدفنا هو إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، وهو لن يتغير».

ردود دولية

وفي ردور الفعل الدولية على القصف الكوري الشمالي، ندّد البيت الأبيض بالهجوم، وطالب بوقف العملية والالتزام بشروط الهدنة، مؤكداً «التزام الولايات المتحدة الدفاع عن حليفتها كوريا الجنوبية والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي».

وأبدت الصين قلقها من تصعيد التوترات بين شطري الجزيرة الكورية. وقال الناطق باسم وزارة خارجيتها هونغ لي: «يجب ان يبذل الجانبان مزيداً من الجهد لإقرار السلام». وطالبت بضرورة العودة الى المحادثات السداسية التي تهدف الى تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية، والتي شكّلت محور زيارة المبعوث الأميركي الخاص لكوريا الشمالية بوسورث إلى بكين أمس، علماً انه صرح قبل وصوله اليها من طوكيو بأن المحادثات السداسية لن تستأنف في ظل تخصيب بيونغيانغ اليورانيوم.

وفي لندن، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الهجوم المدفعي الكوري الشمالي «غير مبرر، ولن يؤدي إلا إلى مزيد من التوترات في شبه الجزيرة الكورية»، بينما رحّب بدعوة رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك إلى ضبط النفس.

ودعت فرنسا كوريا الشمالية الى «وقف الاستفزازات»، مشيدة «بروح المسؤولية التي تحلت بها السلطات الكورية الجنوبية». أما الحلف الاطلسي (ناتو) فأعلن انه يتابع بانتباه تطورات الوضع «بقلق عميق».

ورأت روسيا «خطراً عظيماً» في التصعيد الكوري. وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف: «من الضروري وقف كل الضربات فوراً. هناك خطر عظيم يجب تلافيه. التوتر في المنطقة يتصاعد ويمكن ان يتطور هذه المرة الى نزاع مفتوح، لذا نحتاج الى مشاورات عاجلة».

لكن ليونيد سلوتسكي، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، استبعد أن يؤدي الاشتباك المسلح إلى عمليات عسكرية واسعة بين الكوريتين. ودعا إلى عدم عزل كوريا الشمالية بالكامل، وسنحاول اجراء محادثات مع كوريا الشمالية لتجنب حصول حوادث من هذا النوع في المستقبل، على رغم الصعوبات في هذا المجال.

وأشار إلى أن العلاقات بين موسكو وبيونغيانغ كانت بناءة دائمة، معتبراً أن الديبلوماسية الروسية أكثر فاعلية من مثيلاتها في العمل مع كوريا الشمالية.

وفي طوكيو، أعلن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيتو سينغوكو ان اطلاق كوريا الشمالية عشرات من قذائف المدفعية على جزيرة كورية جنوبية «لا يمكن التسامح معه».

ودان حلف شمال الاطلسي «بشدة» القصف الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية كما اعلنت ناطقة باسمه الثلثاء.

وقالت كارمن روميرو لوكالة فرانس برس ان «حلف الاطلسي يدين بشدة قصف جزيرة كورية جنوبية من قبل كوريا الشمالية والذي أوقع ضحايا».

وأضافت الناطقة ان «الحلف يتابع بانتباه تطورات الوضع بقلق عميق».

سيول، واشنطن، موسكو، بكين، لندن – رويترز، أ ف ب، يو بي آي

ساطع نور الدين ليس هناك عيد للاستقلال في اي دولة من دول العالم. هناك ما يُسمى بالعيد الوطني الذي يحتفل به بدرجات متفاوتة من الحماسة، وبأشكال متعددة بعضها عسكري، يهدف الى احياء فكرة الشهادة والتضحية من اجل الوطن، ومعظمها مدني، او فولكلوري يهدف الى اشاعة جو من الانتماء والى تعميق الاحساس بالهوية والى تعزيز الالتصاق بالجغرافيا الوطنية المكتملة.. لكنها كلها تفتقر الى عدو واحد محدّد يستوجب تعبئة المواطنين وإعدادهم من اجل حمل السلاح يوماً، وتلمح الى اعداء افتراضيين كثيرين، لا يمكن تلمسهم ولا حتى العثور عليهم. في جميع الدول التي تقيم عروضاً عسكرية في اعيادها الوطنية، التي غالباً ما تكون عيداً لثورة ما لا عيدا لاستقلال عن محتل اجنبي، تسير وحدات من الجيوش في الشوارع لكي تطمئن السكان الى قوة النظام اكثر من قوة الدولة، او تخيف المعارضين منهم وتنذرهم بان الجيش جاهز للتدخل اذا عجزت قوى الامن الداخلي.. مع العلم ان السوفيات الذين رسخوا هذا التقليد السنوي، استخدموا العرض العسكري في ذكرى ثورة اكتوبر الشيوعية من اجل الكشف عن نماذج من أسلحة جديدة تستهدف تعديل موازين الرعب الدولية، على ما يحاول ان يفعل الصينيون والهنود والإيرانيون وغيرهم اليوم. ينتمي لبنان الى هذه الفئة من الدول التي ترفع من شأن الطابع العسكري للعيد الوطني، مع أن ثمة عيداً للجيش وآخر لقوى الامن الداخلي. وكلاهما موروث من حقبة الاستعمار الفرنسي، الذي يحتلّ مكانة فريدة في الذاكرة اللبنانية، لا صلة لها بالبطولات ولا بالتضحيات، بل ربما بالتواطؤات والمصادفات، التي اخرجت القوات الفرنسية من الاراضي اللبنانية قبل نحو سبعة عقود واعادتهم اليها مرات عديدة لاحقة، حيث لا تزال تنتشر على الحدود الجنوبية في مهمة غير استعمارية، تجمع وحدات عسكرية من نحو 32 دولة لتسجل رقماً قياسياً في عدد الجيوش الاجنبية الموجودة في لبنان. مفارقة الاستقلال اللبناني لا تكمن في العيد الذي كان في الماضي يهدف الى الإيحاء بوجود جيش يحمي نظاماً قوياً، وصار يهدف الى الإيحاء بوجود جيش قيد البناء ومشروع دولة قيد التأسيس، وسط طوائف ومواطنين مسلحين اكثر من قواتهم المسلحة، ويزيدونها خبرة قتالية.. بل في ذلك الحرص على ان تكون عروض القوة هي المعيار الوحيد لموازين القوى بين الدولة والاهالي، وأن تتحول المؤسسة العسكرية الى قوة أمنية داخلية، فيما تتم الاستعانة بجيوش أجنبية لحماية الحدود البرية والبحرية والجوية. وهو بهذا المعنى لا يمكن أن يصبح يوماً ما عيداً وطنياً، على ما هو الرجاء دائماً، تدمج فيه جميع المحطات الرئيسية المهمة من تاريخ الصراع الوطني مع الاحتلال الأجنبي، وتصير المقاومة الجنوبية المستمرة منذ الاستقلال وحتى اليوم، جزءاً من هذا التقليد السنوي، وضيفاً على العرض العسكري، ورديفاً للدفاع الوطني .. ولو ليوم واحد في السنة، يسقط فيه الحاجز النفسي بين الدولة ومواطنيها، ويتحرر فيه الوطن من ذلك التنكر لمحاربيه ومقاوميه القدامى، ويؤسس لشراكة يمكن أن تصبح ملحة في المستقبل القريب!

يتوقع العلماء والباحثون أن ينتهي عام 2010 كـ«أدفأ عام» منذ بدء حفظ سجلات الطقس في عام 1880.وذكرت الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا) أن الفترة من يناير وأكتوبر كانت دافئة مثل الأشهر العشرة الأولى من عام 1998، التي سجلت أعلى درجات حرارة مجتمعة على الأرض وسطح المحيط من أي عام وفقا لسجلات «نوا» التي ترجع إلى عام 1880.وسجل العامان متوسط درجة حرارة في جميع أنحاء العالم يبلغ 73 .14 درجةمئوية خلال الأشهر الـ 10 الأولى.

اتفق حلف شمال الأطلسي وروسيا السبت على البحث في إقامة درع صاروخية للدفاع عن أوروبا وتعزيز تدفق الإمدادات للحرب في أفغانستان، ليدفنا بذلك مرحلة من التوتر بين العدوين السابقين في الحرب الباردة. وخلال ترحيبه بالرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في اجتماع لشبونة، حيا الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن ما اعتبره منعطفاً تاريخياً مهماً في التوتر القائم في أغلب الأحيان بين موسكو والغرب. وقال راسموسن في مؤتمر صحافي بعد أول قمة روسية أطلسية منذ أكثر من سنتين: «اليوم لم نساعد فقط في دفن أشباح الماضي التي طاردتنا طويلاً، بل قمنا بطرد هذه الأشباح». ومنذ حربها مع جورجيا صديقة الحلف في 2008، واجهت روسيا مرحلة توتر مع الغرب بعد توتر مع الولايات المتحدة بسبب مشروعها لنشر درع صاروخية في أوروبا. وقال مدفيديف للصحافيين: إن «تجاوزنا مرحلة صعبة جداً من التوتر الشديد في العلاقات»، مؤكداً أن القمة بين روسيا والحلف جرت «في أجواء بناءة جدا». ورأى الرئيس الأميركي باراك أوباما أن القمة تشكل تجديداً للعلاقات بين موسكو والحلف العسكري الذي يضم 28 بلداًَ. وقال للصحافيين: «نقوم الآن بإطلاق العلاقة بين الحلف وروسيا من جديد. نرى في روسيا شريكاً وليس خصماً ونحن متفقون على تعميق تعاوننا في عدة مجالات». وفي قمة منفصلة قبل يوم واحد، اتفقت دول الحلف على إقامة نظام مضاد للصواريخ لحماية سكان أوروبا من هجمات دول «مارقة»، ودعت موسكو إلى المشاركة فيه. واتفق الجانبان على دراسة هذا التعاون لكن مدفيديف حذر من أن روسيا يجب أن تعامل على قدم المساواة مع الدول الأخرى في هذا المشروع. وقال مدفيديف: «يجب أن تكون مشاركتنا مساوية «للآخرين وأن تكون مشاركة على مستوى «الشريك ولا يمكن أن يكون الأمر غير ذلك». وأضاف: «أما أن نشارك بالكامل ونتبادل المعلومات ويتم تكليفنا بحل هذه المسائل أو تلك، أو ألا نشارك على الإطلاق»، مؤكداً أن موسكو لن تقبل بأن تكون مجرد دولة ملحقة بالحلف. وفي اختراق آخر، وافقت موسكو على السماح بمرور الإمدادات غير القاتلة من وإلى أفغانستان بسكك الحديد الروسية، بما في ذلك وللمرة الأولى آليات مضادة للألغام.

جاء إقرار الحكومة الإسرائيلية تعديل قانون «المواطنة» الإسرائيلي الذي يلزم من يطلب المواطنة من «غير اليهود»، (أي الفلسطينيين) إعلان الولاء للدولة العبرية كـ«دولة يهودية ديموقراطية»، ليؤكد أنَّ الدولة التي تعتبر نفسها «الديموقراطية الوحيدة» في الشرق الأوسط، ستجبر مواطنيها على الاعتراف بديموقراطيتها الكاذبة. واللافت أن 22 عضواً في الحكومة صوتوا لمصلحة هذا القرار فيما عارضه 8 أعضاء، ما يعني انحداراً إسرائيلياً الى أدنى مستوى آخر من القوانين العنصرية وإعلان الولاء لأفيغدور ليبرمان. فوزير الخارجية الإسرائيلي، الذي تعارض الكثير من الدول استقباله، يحرز اليوم تقدّماً على كل معارضيه بعدما وضع الحكومة الإسرائيلية تحت رحمة برنامجه الانتخابي. فدعايته الانتخابية «المواطنة مقابل الولاء» تحولت إلى تعديل قانون رسمي في إسرائيل. وحكومة بنيامين نتانياهو تتحول على نحو غير رسمي إلى حكومة ليبرمان. وحين يصبح التفاوض مرتبطاً ببناء المستوطنات أو تجميده، تنفتح الساحة السياسية لسنّ قوانين عنصرية، خصوصاً أن حكومة ليبرمان - نتانياهو لا تتوقع مساءلة حول القانون. ولن يشترط أحد التفاوض بـ«إلغاء التعديل».

ليس هذا كل شيء، فقد أفادت صحيفة «إسرائيل اليوم» أنّ ليبرمان أوضح، خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية، أنه لا ينوي الاكتفاء بتعديل قانون المواطنة، بل سيطرح قريباً قانوناً يقضي بأن يوقّع كل مواطن إسرائيلي في سن الـ16 تصريحاً يتعهد فيه الولاء لإسرائيل، والا فإنه لن يحصل على بطاقة الهوية الإسرائيلية.

وفور إقرار هذه التعديلات من قبل الحكومة الإسرائيلية، بادرت حركة «شاس» اليمينية المتطرفة الى إعداد مشروع قانون آخر مبني على ما تمت المصادقة عليه، ويقضي بإسقاط «حق المواطنة» عن كل من يثبت «عدم ولائه وخيانته للدولة»، ما يعني أن أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في أراضي 1948، سيصبحون عرضة لسحب الجنسية منهم، ومنعهم من مواصلة حياتهم على أرضهم.

ومن بين القوانين العنصرية المتوقع تمريرها أيضاً، «قانون النكبة» الذي تمت الموافقة عليه بالقراءة الأولى في الكنيست، ويحظر إحياء فعاليات النكبة، ويفرض عقوبات على من يخالف ذلك، إضافة إلى قانون «حظر التحريض»، الذي يقضي بتغريم وحبس «من يرفض وجود دولة إسرائيل على أنها يهودية وديموقراطية، أو يحرّض على الدولة»، وقانون «لجان القبول في البلدات»، الذي يتيح لمجلس البلدية داخل إسرائيل رفض السماح بسكن أي شخص لا تتلاءم أفكاره مع «فكرة نشوء الدولة الصهيونية»، فضلاً عن قانون الجمعيات الذي يحظر إعطاء إذن لإقامة جمعية لا تتلاءم مع سياسة الدولة، ويقضي بإغلاق أي جمعية تقف خلف دعاوى رفعت ضد إسرائيليين أمام المحاكم الدولية، ومشروع قانون حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة.

خيارات العرب في إسرائيل

وقد سبق هذا التحول الإسرائيلي مؤتمرات وندوات وتبادل أفكار بين معسكري اليمين واليسار الإسرائيليين، منها ندوة لمنتدى مبادرة جنيف في 2009 الذين يعتبر أن السيناريو السياسي الأسوأ هو دولة ثنائية القومية. ومؤتمر «بدائل لحل الدولتين» الذي نظمه عدد من أعضاء الكنيست بينهم الفريق موشيه يعلون والجنرال احتياط غيورا ايلاند، وفكرتهم الأساسية أن الأردن هو فلسطين لأن إسرائيل تأسست من أجل المحافظة على حقوق الأقلية اليهودية الصغيرة في الشرق الأوسط، ستة ملايين يهودي في مقابل 300 مليون عربي، وهذا هو دورها الأساس. وبعد أن تؤديه تكون أيضاً دولة ديموقراطية. لذلك ينبغي لها أن تمنح حقوق الإنسان لكل شخص، يهودياً كان أم غير يهودي. لكن حنان بورات، وهو من رموز التيار الديني في اليمين، يرفض ما يسميه بـ«التجنيس التلقائي لكل عربي في البلاد»، وبحسب رأيه هناك ثلاثة خيارات:

الأول، من يريد دولة عربية ومستعدّ لتحقيق ذلك بالإرهاب وبالنضال ضد الدولة لا مكان له في أرض إسرائيل. الثاني، من يسلّم بمكانه وبالسيادة اليهودية، لكنه لا يريد أن يشارك في الدولة ويؤدي كل واجباتها، يمكنه أن يبقى مقيماً، ويحظى بالحقوق الإنسانية الكاملة، ولكن من دون تمثيل سياسي في مؤسسات الدولة. كما أن واجباته، مثل الخدمة العسكرية أو الوطنية، لن تكون كاملة.

الثالث، أي شخص يعلن أنه مخلص للدولة وقوانينها، ومستعد لأداء واجباته وإعلان الإخلاص ينال المواطنة الكاملة.

ويبدو أن اعتبارات كثيرة تدفع أنصار التسوية للحديث عن توافر فرص لتحقيقها على رغم إدراكهم المتزايد استحالة تحقيقها، على الأقل في الظروف القائمة، فيما تفرض إسرائيل وقائع على الأرض، مثل المستوطنات التي حالت حتى الآن دون التوصل إلى تسوية، ما يعني أن انتظار سنوات أخرى لا يجعل الحل أقرب. غير أن عدم اقتراب الحل لا يعني، على الأقل لدى قسم من الإسرائيليين، أن الزمن يعمل لمصلحتهم. وتشهد المعطيات التاريخية في العقود الستة التي مضت على قيام الدولة العبرية أن ما يبدو اليوم مقبولاً سرعان ما يتحول مشكلة لاحقاً. حدث هذا على الصعيد الديموغرافي، كما حدث أيضاً على الصعيد الاستيطاني.

وتثبت المعطيات التاريخية أن غلاة الصهاينة يعتقدون بأن حدود الهدنة عام 1949 لم تكن نهاية طموحات إسرائيل التي سبق ووافقت قيادتها آنذاك على مشروع التقسيم عام 1947 تحت عنوان «النقب لن يهرب منا». وكانت تقصد أن الظروف ستحين وستتمكن من احتلال النقب الذي كان ضمن أراضي الدولة العربية. وما أن حدث العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 حتى سارع الجيش الإسرائيلي الى قامة مستوطنات في شرم الشيخ وقطاع غزة بعد أن أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية دافيد بن غوريون عن دولة الهيكل الثالث.

لكن عاملاً حاسماً خلق واقعاً جديداً من خلال تزايد الأقلية العربية التي بقيت على أرضها من 120 ألفاً في 1948 إلى أكثر من مليون ومئتي ألف نسمة حالياً. فالفلسطينيون في مناطق 48 لم يعودوا مزارعين وعمالاً بل هم من نخبة الشعب الفلسطيني الأولى، علماً وسياسة، حتى غدوا «القنبلة» التي تخشاها إسرائيل أكثر من أي شيء آخر.

وليس صدفة أن الحكومة الإسرائيلية تبحث هذه الأيام في تعديل قانون «المواطنة» الذي تطمح من خلاله الى ترسيخ التمييز ضد الفلسطينيين ومنعهم من التزاوج مع إخوتهم في الجانب الآخر من «الخط الأخضر». بل أن حزب «إسرائيل بيتنا»، بقيادة ليبرمان، بنى شهرته على قاعدة العداء للعرب وعرض الحلول القائمة على التخلص منهم تحت عنوان «تبادل السكان والأراضي».

غير أن الجديد في الأمر هو أن اليمين الإسرائيلي الذي بات أشد هيمنة في الواقع الإسرائيلي من أي وقت مضى يدرك أن الرياح تهب خلافاً لمشتهى سفينته. صحيح أن إسرائيل امتلكت قوة مادية وسياسية لم تكن تحلم بها، إلا أن ذلك لم يقلل من حجم الأخطار التي تواجهها، ففي كل يوم تكتشف إسرائيل أن دائرة الأخطار التي تعيشها تتسع وأن الوضع الراهن لا يمكن أن يدوم. ولهذا السبب بدأت ترتفع في صفوف اليمين الإسرائيلي أصوات من نوع آخر تطالب بالدولة الواحدة.

صحيح أن الدولة الواحدة التي يطالب بها هؤلاء ليست الدولة الديموقراطية التي يعيش فيها العرب واليهود مواطنين متساوي الحقوق والواجبات وإنما هي الدولة اليهودية الديموقراطية. ففي هذه الدولة مطلوب من العربي مقايضة ازدهاره الشخصي وعيشه كفرد في دولة تكفل له مستوى معيشة متطوراً بطموحاته الوطنية والقومية. أي إقرار بيهودية الدولة ونيل كل الحقوق الأخرى.

الحياة- كمال مساعد

الأكثر قراءة