نصرالله: معلومات الاسرائيليين حول المحكمة صحيحة وتتقاطع مع معلوماتنا

أكد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أن" أصل الجدل في لبنان في موضوع المحكمة الدولية وقبله هو لجنة التحقيق الدولية التي nasrallah-haririيجب ان يكون منشأها هنا في لبنان"، متسائلا:"هل لجنة تحقيق يؤلفها الأميركيون والحكومة البريطانية ويكون ضباط التحقيق فيها ضباط يؤتى بهم من أجهزة مخابرات على صلة وثيقة بالموساد الاسرائيلي، نأتمنها على قضية كبيرة بهذا المستوى، والمسار الذي أخذته لجنة التحقيق هل يوصل الى الحقيقة، وبالتالي يوصل الى العدالة". نصرالله، وخلال الاحتفال في التكريم المركزي لأبناء "الشهداء" الذي وصلوا إلى مرحلة الاعتماد على النفس، اعتبر ان" أي شيء ليس مبنيا على الحقيقة هو الاغتيال الثاني لرفيق الحريري لأنه يضيع القتلة ويعاقب المظلومين"، متسائلا في هذا السياق، هل سلوك لجنة التحقيق الدولية قبل تشكيل المحكمة كان يؤدي لمعرفة الحقيقة؟ قطعا لا، مؤكدا أن"لديه أدلة صوابت سنتكلم بها انشاء الله، مشيرا الى ان" ما يوصل للحقيقة هو تحقيق نزيه تقني شفاف وعلمي". وتوجه نصرالله الى كل من يحترم التحقيق بالقول:"لجنة التحقيق ذهبت منذ اليوم الأول لفرضية واحدة وركبت اتهام وحكم وذهبت تبحث له عن أدلة، مشيرا الى انه"إذا لم يتم التوصل الى الحقيقة لن تكون هناك عدالة بل ظلم ونحن نطالب بالعدالة، والعدالة هي أن يعاقب من قتل الحريري وغير ذلك هو ظلم". وفي هذا الاطار، اشار نصرالله الى اننا"نحن الجهة التي يتم تركيب التهمة لنا، وما يقوله الإعلام الاسرائيلي صحيح ويتقاطع مع معلوماتنا ومن قلب التحقيق والمحكمة الدولية ونفس المعلومات قالها مسؤولون أمنيون قبل مدة في لبنان"، داعيا الى تشكيل لجنة لبنانية إما برلمانية أو قضائية أو أمنية أو وزارية وعليها أن تأتي بالشهود وأن يأتوا بمحمد الصديق وهم يعرفون أين هو ويسألونهم من فبركهم ومن زودهم بالمعلومات التي يجب أن يقولوها"، مشيرا الى انه" إذا أرادوا أن يكون هناك فعلا بداية جدية فهذه هي البداية ومن يريد أن يثبت حرصه على تحقيق العدالة فيجب أن يبدأ من هنا"، وعليه أن" لا يتحمل النظر الى وجوه السياسيين والقضائيين والإعلاميين والأمنيين الذين شاركوا في فبركة شهود الزور". وتساءل نصرالله:"هل سلوك بعض القوى السياسية في لبنان والمدعي العام والمحكمة الدولية هو سلوك من يريد معرفة الحقيقة، مشيرا في هذا الصدد الى انه يملك شاهدين الأول شهود الزور، والثاني من صنعهم"، مؤكدا انهم"لا يريدون استدعاء شهود الزور لأنهم ليسوا من اختصاص التحقيق"، وأليس من اختصاص التحقيق أن يعرف من زور الحقيقة ومن حرف التحقيق والقضاء اللبناني يقول ليس اختصاصه والأجهزة الأمنية اللبنانية نفس الشيء، شهود الزور ضللوا التحقيق 4 سنوات ليس من اختصاص أحد أن يحاسبهم أو يسائلهم". وأضاف:"3 من شهود الزور تكلموا في مؤتمرات صحفية عن من أتى بهم ومن لقمهم ماذا يقولون وهؤلاء كلهم لبنانيون، مشيرا الى ان"هناك من شارك في فبركة الشهود وتعليمهم وهم بعض ضباط لجنة التحقيق الدولية من الأجانب باعترافهم"، متسائلا:" ألا يحق للبنانيين أن نأتي بالذين فبركوا شهود الزور ونعرف لماذا ضللوا التحقيق 4 سنوات، ومحاسبتهم"، طالبا في حال عدم الرغية بمحاسبتهم ان يتم على الاقل من محيطكم بدلّ أن يبقى كل الذين فبركوا شهود الزور في حمايتكم ورعايتكم". وتساءل:"هل أتى الشهود من السماء أم أن هناك من صنعهم، أنا أطرح اسئلة لا أطلب لها أجوبة لأنني أعرف إجابتها بل أسأل ليتساءل الناس، وما أطلبه ليس ليتحقق بل لإقامة الحجة". واكد السيد نصرالله اننا" نريد معرفة حقيقة اغتيال الحريري وهذا موضوع عليه اجماع وطني، مستبعدا ان يكون" أحدا قد طلب من عائلة رفيق الحريري أن ينسوا هذه الحقيقة وينسوا الملف، هم لن يفعلوا ذلك ولم يطلب أحد منهم ذلك ولن يطلب أحد منهم ذلك"، مشددا على ان" تداعيات هذا الاغتيال دفعنا ثمنه كلنا في لبنان والمنطقة بنسب متفاوتة". ولفت نصرالله الى ان"الاميركيين سعوا كثيرا الى أن يجلسوا معنا ونحن لم نجلس معهم، وفي الـ2000 سعوا لفتح الباب معنا ونحن أقفلناه، لأن برأينا أميركا هي اسرائيل وأميركا هي من شنت حرب تموز على لبنان واسرائيل نفذت، موضحا"صحيح أننا" حزب سياسي ومقبولين ولدينا نواب ووزراء وموجودين في الحوار، وهذه ليست مشكلة العالم حتى الأميركيين يريدون أن يصبح "حزب الله" حزبا سياسيا بالكامل"، مشددا على أن"المشكلة ليست أن "حزب الله" حزب إسلامي، بل المشكلة أنه مقاومة وأنه يرفض أن يكون وطنه لبنان ضعيفا وأنه يرفض أن تكون حمايته لوطنه مستعارة وأنه يرفض أن يأتي أحد في هذا العالم ليفرض عليه شروطا مذلة، كا انه يرفض التسوية الأميركية الاسرائيلية التي تريد أن تصادر الأرض وتحرم ملايين الفلسطينيين من العودة الى بيوتهم، وهذه المشكلة ليست قابلة للتسوية". وأشار نصرالله إلى أنهم" أرادوا أن يدخلوا من باب جديد وهذا ما دعانا لإثارة هذا الموضوع خلال الأيام القليلة الماضية، يريدون الدخول من خلال المدعي العام والمحكمة الدولية ليستغلوا قضية شريفة هي قضية اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري"، مشيرا الى انه"اليوم أستكمل ما كنت أنوي أن أقوله منذ البداية والذي سأختمه في مؤتمر صحفي قبل بداية شهر رمضان". من جهة أخرى، رحبّ الأمين العام لـ"حزب الله" بدعوة رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص عندما وجه الاخير نداء اليوم أنه"عندما يكون مقاومة سيعتدى عليها ويفتح من خلالها باب الاعتداء على لبنان فهناك مجلس وزراء يتحمل مسؤوليته". وأعرب السيد نصرالله عن تجاوبه إذا دعي مجلس الوزراء لمناقشة الموضوع فنحن متجاوبون وإذا دعيت طاولة الحوار فنحن متجاوبون، وإذا أراد أحد أن يجلس معنا على قاعدة أن هناك متهمين من عندنا ولنقم بتسوية فلن نقبل، أما على قاعدة الحفاظ على البلد فنحن جاهزون". وفيما يتعلق بالمقاومة وما تتعرض له، أكد الأمين العام لـ"حزب الله" أن"المقاومة بالنسبة الينا ليس فقط مشروع فكري أو جهادي أو سياسي، إنما هي مقاومة انجاز مجبول بدمنا وعرقنا وتعبنا، وهي التي قدمنا في طريقها ومن أجل أهدافها أغلى ما عندنا هي أغلى ما عندنا ولن نسمح لا لصغير ولا لكبير في هذا العالم أن يمس شيئا من كرامتها". واعتبر أن" الشهداء" جوهر المقاومة وروحها الصافية وعطاؤها الذي لا ينضب ونصرها الساطع وبدمائهم أسقطت كل المشاريع الكبرى خلال 30 عاما، خصوصا مشروع الشرق الأوسط الكبير في العام 2006 الذي جهزت لأجله كل الإمكانات وتقاطعت فيه قوى دولية وإقليمية ومحلية"، مؤكدا أن" المقاومة أسقطت هذا المشروع بشهدائها، وتضحياتها وصدقها وعطائها وجودها ومن خلال انتصاراتها أن تحجز لنفسها مكانة متقدمة في العالم، تحديدا مقاومة "حزب الله" التي استطاعت أن تحجز هذه المكانة وتخترق كل الحواجز فهي المقاومة الاسلامية التي يحترمها المسيحي وهي المقاومة التي بأغلبيتها شيعية التي يحترمها العالم السني، وهي المقاومة اللبنانية التي يحترمها العرب وكل المسلمين من غير العرب وهي القدوة والنموذج والأمل لكل المستضعفين". وتوجه السيد نصرالله إلى أصحاب نظرية حروب الآخرين على أرضنا والذين يعتبرون لبنان دائما المتلقي والقابل وليس الفاعل بالقول:" أن المقاومة هي الوحيدة في تاريخ لبنان التي تجعل لبنان في قلب المعادلة الإقليمية وتجعله فاعلا وحاضرا ومؤثرا وليس قابلا ومتلقيا ومفعولا به، وهذا لم يحصل لا بنظريات قوة لبنان في ضعفه ولا نتيجة الارتماء في أحضان الآخرين ولا بنتيجة الاستقواء بالآخرين، لافتا الى أن" سوريا وايران ساعدوا المقاومة في لبنان ولكن المقاومة في لبنان هي التي قاتلت". ورأى السيد نصرالله ان"الحرب على هذه المقاومة بأشكالها المتعددة ستستمر، مشيرا الى ان"مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان اعترف بنفسه أمام الكونغرس، واسرائيل أجمعت في حرب تموز على أنها هزمت وفشلت وخاب أملها، والأميركيون يعرفون انهم هزموا في لبنان، ولكن في العالم العربي البعض لايريد التسليم بهزيمة اسرائيل هذه، لجؤوا الى العنوان الجديد وهو تسويه صورتنا وفيلتمان اعترف أنه دفع 500 مليون دولار في هذا السياق، والنتيجة كانت فشلا وهذه ليست المرة الأولى".
آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة