ضغط أميركي لإبقائه في السجن.باريس تخشى خطف رهينة فرنسية لمقايضتها جورج عبدالله الذي يرفض التوبة

مخاوف فرنسية من مواجهة مع أطراف لبنانية على خلفية المطالبة بإطلاق سراح جورج إبراهيم عبد الله السجين السياسي العربي الأشهر في أوروبا، الذي يمضي عامه السادس والعشرين في سجن «لانمزان» الفرنسي، متجاوزا باحد عشر عاما منها مدة الخمسة عشر عاما الأولى، التي كان يسمح حكم مؤبد بإطلاقه بعدها، لو شاءت السلطات السياسية، كما يسمح قضائيا باستبقائه أيضا في زنزانته الإنفرادية إلى ما لانهاية. ورفضت محكمة الإستئناف في باريس ثماني طلبات متوالية لإطلاق سراحه منذ العام الفين، وتدخلت وزارة العدل لإبقائه في السجن واستئناف حكم أحد القضاة، الوحيد والمفاجئ، بإطلاق سراحه، وإبعاده إلى لبنان. معلم المدرسة المولود منتصف القرن الماضي في القبيات في عكار، ومؤسس «الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية» في الثمانينيات لن يغادر زنزانته في «لانمزان»، إلا إذا وافق على «التوبة» عن الكفاح المسلح و«المقاومة» مستقبلاً، وأشهر أمام القضاء الفرنسي، «ندمه» على قتل الملحق العسكري الأميركي في باريس شارل راي، والسكرتير الثاني للسفارة الإسرائيلية في باريس ياكوف بارسيمنتوف، أحد مسؤولي «الموساد»، في العام 1982. ويرفض جورج عبد الله التراجع، كما يرفض القضاء الأخذ بالحسبان، أن العمليات تمت غداة الإجتياح الإسرائيلي للبنان، وفي سياق أعمال المقاومة للإحتلال الإسرائيلي على الساحة الأوروبية. وتذهب تقارير مسوؤلي السجن إلى اعتباره «خطرا» ومتمسكا بقناعاته. وتحذر أوساط أمنية فرنسية من احتمال أن تلجأ حلقة من «رفاق «جورج عبد الله في بيروت»، إلى اختطاف أحد الرعايا الفرنسيين لمقايضته بسجين «لانمزان». وترشح هذه الأوساط يساريين سابقين من مؤيدي «حزب الله» حاليا للقيام بذلك وهم «قد يستغلون سابقة موافقة فرنسا على صفقة إطلاق كلوتيلد رايس، لقاء إطلاقها علي وكيلي راد، قاتل شهبور بختيار بعد 18 عاما على سجنه، للقيام «باختطاف» رهينة غربية ومبادلتها بعبد الله. ووافقت باريس على عدم تسليم واشنطن، مجيد كاكافند، وترحيله إلى طهران، بعد عام على طلب أميركي لاستراداه، للإشتباه به بالعمل في برنامج نووي إيراني سري. وكان جورج عبد الله مرشحا للإنضمام للصفقة نفسها، خلال مفاوضات العام الماضي في دمشق، في اجتماعين فصلت بينهما أشهر ستة، لولا رفض الوسيط الذي عينته طهران، اقتراحا بضمه إلى صفقة تبادل، الإيرانيين بالباحثة الفرنسية، التي احتجزتها طهران ما يقرب العام، بتهمة التجسس. وساهم اختطاف مواطنين بولونيين في البقاع، مطلع الشهر، في إذكاء المخاوف الأمنية الفرنسية من عودة الخطف وأخذ الرهائن وسيلة للضغط عليها. ورغم أن الحادث قد حسم بسرعة، بعد تدخل الجيش اللبناني وقتله أحد الخاطفين وتحرير الرهينتين(على الأرجح قضية مخدرات)، إلا أن الأوساط الأمنية الفرنسية لا تزال تعتقد أن مخاوفها مبررة، وتتحدث عن غربي أخر تعرض لحادث اختطاف مماثل لم يكشف عنه، علما أن المراجع الأمنية اللبنانية تنفي ذلك نفيا قاطعا. ويقول مصدر فرنسي إن باريس تتعرض لضغوط أميركية للإبقاء على عبد الله في السجن فيما لا يعارض الإسرائيليون إطلاقه، ويقول المصدر إن الأميركيين يبررون «تسامح «الإسرائيليين، بنيتهم المبيتة تدبير عملية لاغتياله بمجرد خروجه من السجن. وقال مصدر فرنسي في باريس إن الفريق الأمني المحيط بالسفير الفرنسي في بيروت دوني بييتون، تلقى توجيهات، خلال دورة تدريبية أجراها مؤخرا في فرنسا، أن يتخذ أفراده تدابير احترازية إضافية للحفاظ على أمنهم الشخصي، علما أن هناك من يشير الى أن السفارة الفرنسية أوعزت لرعاياها عدم التجول في بعض المناطق اللبنانية مؤخرا.

محمد بلوط -

آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة